قال تعالى :
"يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء وأتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"
* اجتمع الأشراف من العرب من هاشم و زهرة و تيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان و تحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام فتعاقدوا و تعاهدوا بالله ليكونن يدا و احدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول .
أقروه وعملوا به فقالوا : لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه .
أما موقف رسولنا منه فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت . تحالفوا أن ترد الفضول على أهلها …."
والسؤال :هل استجاب العالم لنداءات الخالق ؟ وما الذي جمعهم ؟!
اجتمع الاشراف استجابة لنداء الحق , وجمعهم في ميثاق الأمم المتحدة (الأخلاقيات ) وهي من جمع أشراف قريش في العصرالجاهلي وأقره رسولنا الكريم
الأخلاقيات أجمع عليها العالم و القرآن والسنة , وشذ علماء الأمة :
قال تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم )
ومن اقوال رسولنا الكريم في فضل ومكانة من اتصف بالأخلاقيات الراقية
: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
(إن أقربكم من مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً )
(إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )
(أكثرمايدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق )
نعم هي الأخلاقيات التي اتفق عليها البشرفي كل زمان ومكان من العصرالحجري إلى أن تقوم الساعة ومن أدغال أفريقيا إلى أفخم العواصم الأوربية , لن تجدوا من يمجد الكذب أو من يذم الصدق , لن تجدوا من يمدح الرذيلة ولا من يذم الفضيلة ,,, فالأخلاقيات من الخالق مباشرة وهي الفطرة البشرية التي فُطرعليها الانسان من حبهم للخير ونبذ الشر ..
ومن منطلق الأخلاقيات استجاب العالم الحرالشريف لنداءات الخالق في وقت يمتلكون أسلحة تؤلهم للمنافسة وبقوة على السيطرة ,ولكنهم أدركوا أخطاءهم وأخطاء من سبقهم وماتجلبه الحروب من ويلات ..وتم ذلك في سان فرانسسكوا من عام 1945م اتفقوا وتعهدواعلى انقاذ البشرية والأجيال القادمة من ويلات الحرب والتي جلبت الأحزان ,وأكدواإيمانهم بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية,والتزموا في توضيح الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة ,وأن ندفع بالرقي الإجتماعي قدماً,وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح..وتطورمفهوم حقوق الإنسان وأصبحت هناك منظمات ومؤسسات وجمعيات تهتم بحقوق الإنسان ,ونجحوا في حل مشكلة عانى منها الفرد والمجتمع عبرالعصورالمختلفة من الظلم وسلب الحقوق ,بينما العالم الإسلامي (تمخض الجمل وأنجب فأراً ) حيث قام بدراسة حقوق الإنسان مجموعة من الخبراء والقانونيين الإسلاميين ,أقروها أما التطبيق فإلى إشعار آخر...
* هل نحن بذلك تميز عن بقية الأمم أم شذوذ ؟!
علميا:ً لو أن العالم جردنا من الحضارة لعدنا حفاة عراة كما أنجبتنا أمهاتنا ..
أما أخلاقياً: فنتيجة لهذا التجاهل أصبح العالم الإسلامي مرتعاً خصباً للظلم , فالبلاد الإسلامية لها الحظ الأوفر من أغلب التقارير التي تصدر دولياً في كل عام عن انتهاكات حقوق الإنسان ..
والسؤال : لماذا العالم العربي والإسلامي عن سائر بقية الأمم ؟!
أخبرنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن في آخر الزمان تظهرسنوات خداعات ينطق فيها الرويبضة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))،
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» .
والسؤال هل نحن في هذا الزمان ؟!
والإجابة :
قال رسول الله: (( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ، يمرقون في الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة )).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(بادروا بالأعمال ستاً : إمارة السفهاء , وكثرة الشرط وبيع الحكم , واستخفافاً بالدم , وقطيعة الرحم , ونشوأ يتخذون القرآن مزامير , يقدمون أحدهم ليغنيهم , وإن كان أقلهم فقهاً ) .
والسؤال : ماالمقصود بقوله (كثرة الشرط وبيع الحكم )؟!
في حالة اعتبرنا طلوع الشمس (الشرط) بالتالي يستدعي بالضرورة وجود الحكم أو الجزاء( النهار رؤية وإبصار)
والسؤال :هل يحدث ان تشرق الشمس وبالمقابل يعم الظلام؟!
نعم يحدث في ظل وجود غمامة سوداء تحجب ضوء الشمس !!
زمان .. يُصدق الكاذب ,ويُكذب فيها الصادق ,ويُؤتمن الخائن ,ويُخون فيها الأمين ,وينطق الرويبضة التافه ؟!لاشك ان في الأمر غرابة , وصفها رسولنا الكريم (بالخداعات )
_ فكيف يحدث مثل هذا بين أمة محمد دون سائرالأمم ؟!
قال رسول الله : (يذهب الصالحون الأول فالأول , وتبقى حثالة كحثالة الشعير لا يباليهم الله بباله )
لاشك يارسول الله بأن هؤلاء هم من جعلوا للرويبضة شأناً ومنزلة عظيمة , يكذبون العاقل الحكيم , ويصدقون التافة , لايملكون حكمة عقلية , وإنما على النية أجادوا شق القلوب و قرأءة النوايا..!!
## فهل نحن في زمن الرويبضة تخلف فكري وأخلاقي تسترنا بالدين لممارسة الرذيلة وسيء الأخلاق
لاعلم تتجلى معه الحقيقة , ولاأخلاق تقف مع الحق ..حثالة كحثالة الشعير كما وصفنا الحبيب ؟!##
قاعدة :
قال تعالى (ذلك بأن الله هو الحق ) والحق ضد الباطل , أما الحقيقة : فهي قول الصدق في تعارضه مع الكذب , والحقيقة هي الواقع في تعارضه مع الوهم ..
ولكي نصل إلى الحقيقة في الحوار لابد من تقديم الآراء مدعمة بالحجج .وحسن الظن في الجميع , كيلا تُحجب الحقيقة بغمامة الجهل وسيء الخلق , فيغيب الحق ويعيش غريباً بين أمة محمد .. يحل الكذب محل الصدق ,والوهم محل الواقع , ومن الدين ذريعة للشتم والسب أو الحذف .. قشور دينية أخبرنا الرسول الكريم أن هذا لايحدث إلا في آخرالزمان.. البطل فيها الرويبضة جماهيره حثالة الشعير.. كالببغوات يرددون مالا يفقهون ..شعارات رنانه عليها يزايدون , يتخذون من القرآن مزامير, تنظير دون تطبيق ..تنظير مع ميثاق الأمم دون تطبيق , خلقوا لهم عبيداً يطبلون ,وضعونا في الزجاجة مع الدجاجة , هم في الوسط ونحن في العنق ,من يخدشها يعاقب ومن يكسرها ينفى عن الوجود ...هذا وبالله التوفيق وعلى ماأقول شهيد ..
* نقطة آخرالسطر:
قيل لعنترة عندما اشتد الكرب : كُرْ ياعنترة ..
قال عنترة : العبد لايجيد الكر, وإنما يجيد الحذف آسف الشتم آسف الحلب ..!
اللهم أرنا الحق حقّاً وارزقنا اتباعه ,وأرنا الباطل باطلاً وازقنا اجتنابه ..
بقلم: فجر الوائلي
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
تمخض الجمل وأنجب فأراً ..!
