احصائيات

الردود
3

المشاهدات
2942
 
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة

روان عبد الكريم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7565
09-01-2010, 02:06 AM
المشاركة 1
09-01-2010, 02:06 AM
المشاركة 1
افتراضي ات مدريخا
ات مدريخا

استيقظت فى الثانية صباحا لقيادة المجموعة الانجليزية للصعود لجبل موسى بسانت كاترين ..مجموعة مؤلفة من اثنى عشر رجل وامراة تمثل دو ل الكومنولث فى مقدمتهم مالكوم اباظة.. مشرف الرحلة الاسكوتلندى ...من اسمه ستعرفون انه ينحدر من اصول مصرية مسلمة من ناحية الجد.. لكنه مسيحى اسكوتلندى متعصب وقد روى بالفعل ان جده مسلم ولكن ابوه بلا ديانة.. فنشأ هو على ديانة امه .. ومن العجيب انه كان يتشدق امام المجموعة انه المصرى سليل الفراعنة ...صناع الحضارة ..اما بينا فلا يترك فرصة للسخرية من كل ماهو مصرى .

كنت مرشدتهم السياحة ومن المقرر بعد صعود ونزول الجبل ان نذهب لاحدى عائلات بدو سيناء لاقامة حفلة بدوية .. فحياتهم المتنقلة واسلوبها ضمن البرنامج الترفيهى للرحلة وهى احدى طرق العيش لهذه الاسر.

جلسنا فى الخيمة البدوية وقد صنعت لنا احدى النساء العيش البدوى من الماء والدقيق ..ثم كمرته فى فجوة وغطية بالرمل وبعدها اخرجته ونثرت الرمل بعيداً وهى طريقة جد ساحرة.. وحين تذوقته وجدته اروع ما يمكن بلا أدنى ذرة رمل... بينما جلس رجل اخر يصنع لنا الشاى البدوى وهو نبات الحبق الجبلى المعالج لالالم المعدة والقلب ..كنت جد مبهورة بطرقهم وحياتهم الشاقة البسيطة الجميلة القاسية .. والمجموعة تلتقط صوراً عديدة للصحراء الصامتة بصحبة مالكوم بينما مكثت الهو بحبيبات الرمال الذهبية وقد احسست أنى مراقبة من تلك الطفلة الصغيرة التىتقف على مقربة وترتدى الزى السيناوى وقد وشمت ذقنها ويديها..نظرت اليها فاقتربت وسألتنى مباشرة :-

"ات مدريخا"

ذهلت من الصغيرة التى تتحدث العبرية بطلاقة فاجبتها بنفس اللغة التى درستها فى الجامعة
"كين" نعم وشرعت اتحدث بها لاسبر اغوارالصغيرة الا انها جعدت انفها وهى تقول:-
لغتك غير قوية.. لست يهودية.. انا اعرف اليهود وضحكت وهربت من امامى كالطيف الساخر وقد تطاير ردائها الازرق الفضاض خلفها كساحرات الصحراء وهى تثير الرمال بقدميها.

اغاظنى تصرف الطفلة المشاكسة . ولم يبق أمامى سوى الرجل القابع على تنوره الصغير يجلب له الريح الجافة جلباً..ناولنى كوباً من الشاى بمودة ..سألته:-

تعلمون اولادكم وبناتكم العبرية

أجابنى بلهجة محايدة:-

"لقمة العيش" يأتينا الكثير من الوفود السياحية من اسرائيل

غمزت بسخرية اه لكن لغة الصغار عبرية دارجة

تجاهل سخريتى بكل تهذيب وهو يكمل:-

مكث اليهود فى سيناء ست سنوات وكنا على المحك معهم ثم اكمل:-

"والله كانت ايامهم ايام رخاء"

اغتظت من الرجل بشدة فاطفات بقدمى ركوة الناروردمتها بالرمل.
فقام مذهولاً من وقاحتى ولسانى يقذف بوجهه لهائب النار:-

ايام رخاء.. ترغبون بعودتهم ..انتم الشوكة فى خاصرة مصر اذا هاجمنا اليهود..خونة

لبث ينظر لى وهو يكظم غيظه ويضرب بكفى يديه الناحلة السمراء .فشعرت الخطر ولكنه فجأة انحنى على الارض وامسك بالرمل بين يديه وقد اشاح ببصره عنى:-

"الارض مثل العرض" والبدوى لايبيع شرفه .. ثم وقف وهم بالرحيل ولكنه توقف وقال:-

أعطانا اليهود الكثير ليستميلونا ..واعتبرتنا الحكومة المصرية مجرد بدو لا مصريين..لكننا مصريين.وردد مرة اخرى

الارض مثل العرض .. الارض مثل العرض

ثم ولى بشموخ شطر الصحراء اللاهبة تتماوج متجاوبة مع غضبه بينما وقفت مكانى.. سمرنى الخزى والذهول .. يخرجنى صوت مالكوم وقد عاد ممسكاً بكيس قماشى صغير يقول بفخر:-
رمل سيناء ..تذكار

همست بصوت غاضب:-
مالكوم اعطنى الكيس
فقال بمكر:-
تعالى وخذيه بنفسك

لدى دائما دبوس فى ملابسى للطوارئ ..غرست مجرد طرفه فى رسغ المالكوم الذى تأوه وهو يهتف بعربيته الغريبة:-
مصرية مجنونة

قبضت على الكيس وقد عادت الصغيرة وقد لفت نظرها المشهد قلت لها:-
اعطنى يدك

مدت يديها الرقيقة وانا اسكب الرمل عليهم واهتف:-

الارض مثل العرض..الارض مثل العرض

افتر ثغرها الوضاء عن ابتسامة اضاءت سيناء كلها بينما تراقصت نجوم الصباح فى عينيها.

ا
ملحوظة
ات مدريخا ... انت مرشدة
كين ...نعم

الالفاظ بالعبرية


قديم 09-01-2010, 01:10 PM
المشاركة 2
محمد الصالح منصوري
أديـب جزائـري
  • غير موجود
افتراضي
ذكرتني سرديتك أديبتنا روان بكسرة "الملة" التي تنضج تحت الملاّل التراب الساخن فأسالت الريق ..
الأرض مثل العرض عبارة تبرز ضمير كل عربي مخلص لوطنه ..
أعجبتني قصتك يا مدريخا
كل التحايا العطرة لقلمك الساحر
صحّ رمضانك

قديم 09-02-2010, 02:26 AM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة روان عبد الكريم المحترمة

يوماً بعد يوم . . يزداد اعجابي بما تكتبين . .
المواضيع منوعة . . وتحوي قصصاً متنوعة . .
الأسلوب فطري مكين ينم عن موهبة وليس صناعة أو تصنع . .
هكذا هي مواصفات الأديب الحقيقي . .
بالإضافة إلى أن ماتكتبينه . . يناسب كل الفئات . .
بالنسبة لي . . لو وجدت يوماً ( وأعتقد أن ذلك سيحصل قريباً )
كتاباً في المكتبة باسمك . . فسأشتريه مباشرة . .

بورك القلم . .
تحيتي وودي ودعائي بالتوفيق الدائم . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 10-29-2014, 11:57 PM
المشاركة 4
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
نعيدها للقراءة فى ذكرى نكبة سيناء 2014


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.