قديم 03-18-2021, 08:33 AM
المشاركة 141
ابتسام السيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
حوار بيني وبين صديقة

قالت: رغم أنني سعيدة في حياتي مع زوجي فإني لا أشعر معه بالأمن التام!
قلت : هل يقصر في أداء مالك عليه من حقوق؟
قالت: أبداً.
قلت: هل يصدر منه عنف بدني أو فحش لفظي تجاهك؟
قالت: أبداً أبداً، هو في غاية الرفق واللطف.
قلت: ما الذي ينقص إحساسك بالأمن في حياتك معه؟
قالت: أخشى عليه من النساء الأخريات.
ابتسمت وقلت: أليس متديناً؟
قالت: بلى، ولكن تدينه يمنعه الاتصال بالنساء عن طريق الحرام، وأنا أخشى عليه من الحلال.
ضحكت وقلت: تخشين أن يتزوج؟
قالت: أجل.
قلت: وتريدين أن تمنعيه من أن يتزوج سواك؟
قالت: بصراحة ، نعم.
قلت: وهل اهتديت إلى وسيلة تمنعينه بها من ذلك؟
قالت: خطرت في بالي وسائل كثيرة، لكني لم أرتح إلى أيّ منها.
قلت: مثل ماذا؟
قالت: أن أخبره أنني لن أواصل عيشي معه إذا تزوج.
قلت: ولم ترتاحي إلى هذه لأنك تحبينه ويصعب عليك أن تتركيه لامرأة أخرى.
قالت: صدقتِ.
قلت: وماذا خطر في بالك أيضاً؟
قالت: أن أحول بينه وبين ادخار المال، حتى لايجتمع عنده منه ما بجعله قادراً على الزواج.
قلت: وما الذي صرفك عن ذلك؟
قالت: وجدتها فكرة حمقاء مع صعوبة تنفيذها.
قلت: وتريدينني الآن أن أرشدك إلى وسيلة حكيمة تمنعينه بها من الزواج دون أن تفقديه ومن دون أن تخسري محبته!
قالت: أجل ، أجل هذا ما أتمنى أن ترشديني إليه.
قلت : باختصار أقول لك، افعلي مثلما فعلت السيدة خديجة.
قالت: و من السيدة خديجة ؟ زوجة النبي؟
قلت: نعم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
قالت: وهل منعته"صلى الله عليه وسلم" الزواج عليها؟
قلت:لايمكن أن تمنعه فعل شيء حلال، كما أنها رضي الله عنها لم تكن تمنعه من أي شيء يحبه "صلى الله عليه وسلم"
قالت: إذن كيف أفعل مثلها لأمنع زوجي الزواج من امرأة أخرى؟
قلت: اسمحي لي قبل أن أجيبك عن سؤالك أن أذكر أن النبي "صلى الله عليه وسلم" عاش مع السيدة خديجة خمساً وعشرين سنه، وهي سن شبابه "صلى الله عليه وسلم" وما بعد شبابه، فقد تزوجها رضي الله عنها وهو في الخامسة والعشرين، وعاشت معه حتى توفيت رحمها الله وهو في الخمسين من عمره "صلى الله عليه وسلم" ولم يتزوج معها غيرها رغم أن التعدد كان عادة في العرب وقتها، وبغير قيد ولا شرط.
قالت: سبحان الله، لم يتزوج "صلى الله عليه وسلم" سواها رغم أنها تكبره بخمس عشرة سنة.
قلت: أحسنت بملاحظتك هذه التي تؤكد لنا أنها رضي الله عنها لم تُغنِ النبي "صلى الله عليه وسلم"
عن الزواج بصغر سنها وشبابها، إنما أغنته بما وفرته له من راحة وطمأنينة وسكينة في نفسه وقلبه وحياته.
قالت: إلهذا بُشِّرت ببيتٍ في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب؟
قلت: بارك الله فيك، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي "صلى الله عليه وسلم"فقال:" يارسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام ، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنّي وبشّرها ببيتٍ في الجنة من قصب، لا صَخَب فيه ولا نَصَب".
قالت: بيت من قصب، هل هو القصب الذي نعرفه؟
قلت: لا إنما هو اللؤلؤ المجوّف.
ولقد ذكر العلماء أن نَفْي الصخب والنصب عن البيت الذي بُشرت به في الجنة إنما كان لأنها رضي الله عنها أجابت النبي "صلى الله عليه وسلم" فكانت أول من آمنت به طَوْعا، فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا مُنازعة ولا تعب، بل أزالت عنه كل تعب ، وآنسته من كل وحْشة وهوّنت عليه كل عسير،فناسب أن يكون منزلها الذي بشّرها ربها به بالصفة المقابلة لفعلها.
قالت: كأنّكُ تريدين أن تقولي لي : إذا أردت أن تمنعي زوجك الزواج فأزيلي عنه كل تعب ، وآنسيه من كل وحشة، وهوّني عليه كل صعب ،واملئي قلبه وحياته بحبك وبيته بالسكينة والسلام، فلا يفتقد شيئا يضطر لالتماسه سواك.
قلت: جميل جدا ، هذا هو ما أردت قوله لكِ.
قالت:ألا نفهم من هذا أن التعدد ليس سُنة، إنما الزواج هو السّنة فأحسب أن النبي "صلى الله عليه وسلم" لم يكن ليتزوج على السيدة خديجة لو عاشت معه بقية عمره "صلى الله عليه وسلم".
قلت : أجل، وهو ما ذكره بعض العلماء من أن السنة تتحقق بالزواج بواحدة، والتعدد إنما هو مباح وليس بِسُنة.
قالت: لقد حفظ النبي "صلى الله عليه وسلم" قلب زوجته السيدة خديجة من الغيرة وصانها من نكد الضرائر.
قلت: هذا ما ذكره ابن حجر رحمه الله فقد قال: أغْنَتْه عن غيرها واختصّت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرتين، لأنه "صلى الله عليه وسلم"عاش بعد أن تزوجها ثمانية وثلاثين عاماً، انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين عاما، وهي نحو الثلثين من المجموع، فصان قلبها، مع طول المدة من الغيرة ومن نكد الضرائر .
قالت: شكراً جزيلاً لكِ
أللهم صل سلم على نبينا محمد
ورضى الله عن أمنا خديجة وأرضاها
وهنا سيكون المُقام
اسلوب لا يفوت
محبتي

الحمد لله دائماً وأبداً


قديم 03-24-2021, 09:03 AM
المشاركة 142
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
أللهم صل سلم على نبينا محمد
ورضى الله عن أنا خديجة وأرضاها
وهنا سيكون المُقام
اسلوب لا يفوت
محبتي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 03-24-2021, 09:58 AM
المشاركة 143
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
سأكتب اليوم عن سعة الدنيا وضيق الحذاء

تأخرت طائرة الخطوط الجوية الكويتية المتوقع لها أن تقلنا من نيويورك إلى لندن وسط تلك الليلة الجليدية العاصفة ومع كل ساعة تأخير كانت زحمة قاعة المغادرين تستقبل فوجاً مرتجفاً جديداً، كنا أجناساً من مختلف بقاع الدنيا، ألواناً شتى، لهجات عديدة، لغات عجيبة وملابس وعادات أغرب وأكثر عجباً، لكن العين لا يمكن أن تخطئه هو !!!
نظرة واحدة على انكسار نفسيته وعلى انطفاء مختلف مشاعل الأمل لا يكاد أن يستقر إلا على حالة ثبات واحدة ، هي حالة شكوى ضعف الحال، تلك الشكوى التي لاتملك أمامها سوى أن تستنفر كافة حواسك الإنسانية لتتظاهر تأييداً لهذا المخلوق ضد كافة العوامل الخفية التي جعلت من كيانه عاصمة وموطناً أزلياً لكل ما يبعث على الرثاء.
تأخرت طائرتنا تلك لنتابع من بين كل هذه الحشود والمزيج العالمي مواطنين لثلاث جنسيات عربية، لم نكن كَسِوانا بحاجة للتعرف على جنسياتهم من خلال متابعة اللافتات الإلكترونية التي تعلو قاعات الإقلاع التي تجمعوا فيها، تلك اللافتات التي كانت تحمل رقم كل رحلة ووجهتها ومسمى الشركة الناقلة التي تكشف بوضوح جنسية الغالبية العظمى إن لم يكن كل جنسيات زبائنها.
لم نكن بحاجة إلى معرفة كل جنسية من جنسيات هؤلاء على حدة، بل يكفي أن تراقب الوجوه المرهقة وتتابع الخطوات المثقلة وتصغي قليلاً لالتقاط بعض العبارات المتطايرة والتي تلخص نوعية التيه اذي ينتظر هؤلاء!!
لا تحتاج إلى مهارة خاصة أو علم متأصل لتكتشف أن هناك رابطاً مشتركاً يجمع مابين كل هؤلاء الذين لو قدر لهم الله روائيا عربياً على وزن فيكتور هيجو، لخرج للدنيا بأسرها بملحمة تتقزم أمامها رائعة البؤساء، ولن يحتاج ( فيكتور هيجو) العرب للخوض في بحار حزن الشارع المعاصر،ولن يكون مضطراً لتتبع ومطاردة سائر خيوط جذور تاريخ الألم والوجع العربي، بل يكفيه أن يلتقط وبصورة عشوائية عدداً بسيطاً من أي جمع عربيّ ليبدأ بعدها بتأليف روايته دون حتى الاستماع لأي منهم بل يكفيه مراقبة الخطوات وتأمل الوجوه والتسلل بحذر لاحتواء كل ما ستبوح به العيون وآه من بوح العيون بني يعرب هذا القرن!!
ذاك البوح الذي نحمد الله أن رجال ضبط وأمن الشارع العربي واستخبارات الأنظمة لم تتوصل بعد إلى طريقة لتسجيل وتحليل و كشف سر أقوال العيون وإلا خلت قرى ومدائن عربية بكاملها من قاطنيها!!
ونعود لخليطنا العربي الذي التقى من غير ميعاد وسط قاعات مطار كيندي في نيويورك ليتيح لكل متأمل إنساني محايد وراصد متجرد لأحوال الشعوب فرصة حقيقية لرسم لوحة لمخلوق هذا الجزء من العالم، لوحة لا يحتاج فيها لكثير من الاجتهاد أو التحليق بعيداً عن جنح خيال الإبداع، بل كل ما يحتاجه فقط حدود دنيا من الحس الإنساني وخبرة بسيطة للربط فيما بين الأمور، ولو كان بيدي من الأمر شيئاً لاخترعت تلك اللوحة التي سيخرج بها هذا المتأمل المحايد مسمى " هذا المسكين" ولجعلت مركز اللوحة وموضوعها الأساسي هو عينات هذا اليعربي المسكين!!
مسكين مواطنك ومواطني اليعربي…
مساكين أنت وأنا وكل هؤلاء الناطقين بلغة الضاد بغض النظر عن مستوى ما يأكل أو يلبس أو يسكن بعضنا، كلنا في المسكنة عرب، فلا يمكن أن تكون سعيداً مهما توافرت لك أسباب السعادة وأنت محاط ببحر كلي من التعاسة لا يمكن أن تصل لقمة جبل الراحة والسفح كله واقع تحت خط الشقاء، ولا يمكن للعين الهانئة أن تنعم طوال الوقت بالهناء وهي ترقب كل تلك الأجساد التي أحالها الانكسار إلى ما يشبه الأشباح أو ما يوازي بقايا الشبح بعد هدأة ثورة بركان نار.
كم أنت مسكين يا هذا المخلوق الذي قدر للصراع داخله أن يعزله عن سائر صخب وضجيج حياة أهل الدنيا، عزله صراعه الداخلي ليس عن دنيا الله الواسعة فقط بل حتى عن الدنيا بمفهومها الضيق جدا فلم يعد يحس حتى بمن حوله لأن ما بداخله أعنف وأقسى من أن يعطيه رفاهية تأمل حال الجالس على مسرته أو إلقاء التحية على ذلك الجار القابع على يمينه!!
هو سجين زنزانة انكساره، أو لنقل أسير إحباطاته
على رأي (الدكتور مشعل المشعل)
صاحب منطق" ماذا يفيدني وسع الدنيا كلها مادام حذائي ضيقاً"
وليت مفهوم ضيق هؤلاء المساكين توقف عند حدود ضيق الحذاء، فالحذاء إن ضاق ما أكثر بدائله وإن لم يتوفر البديل أو القدرة على شراء البديل فما أسهل شق ذاك الحذاء اللعين أو حتى التخلي عنه ورميه بأقرب سلة مهملات ودوس الأرض ولو بعاري القدم.
ولكن المصيبة أنها زنزانة انكسار وإحباط أكثر ضيقاً على النفس من الحذاء، وأبلغ وأشنع آثاراً وأعقد كثيراً من أن يفكر البعض حتى مجرد تفكير بكيفية الخروج منها لأن مجرد ضبطه متلبساً بمحاولة التفكير أو بتهمة التفكير في بعض أرجاء( بلاد العرب أو طاني) سينقله مجانا هذه المرة لمقابلة جده الأول في نعيم أو جحيم الآخرة، " الخيار والعلم عند الله"
وهنا تبلغ مأساوية المسكنة مداها!!
وتبلغ مأساوية المسكنة مداها حين ينظرون لك بعد كل هذا عن العرب وتحديات المستقبل أو حين يطلبون منك التفاؤل بمستقبل هذه الأمة.

قديم 03-29-2021, 11:24 PM
المشاركة 144
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
أحلامنا ومطالبنا ليست جميعها متاحة
لحكمة الله وحسن تدبيره
نتذمر لتأخر الأماني،
على الرغم من مداومتنا على الدعاء
وعندما يتجلى قبح الحقيقة
وتنكشف العورات
ويتبدى لنا سوء الحال، نحمد الله.
الأحلام وكر يُختبأ فيها سفالة الناس
أو مرّ الحياة.

قديم 04-05-2021, 08:05 AM
المشاركة 145
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
المستحيل هو ذلك الشيء الذي نفكر بصعوبة حدوثه
فيتجلى في رغبتنا بعدم حدوثه…
( مستحيل أضعف)، ( مستحيل أصير أحلى) ،(مستحيل ألقى البنت التي أرغب بالزواج منها) ووووو الخ…
مستحيل، نعم راقبها ، كثيرا ما نستخدمها لعدم حدوث رغباتنا،
ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الاستحالة عند حصولنا على نعمة أفضل منها مما نتخيلها في أذهاننا…
( لا مستحيل على خالقه) عبارة تسكن جوف قلبي قبل عقلي، دائما أتفكر وأتأمل فيها ، رغم نحن من نمتلك الفكرة في أذهاننا
نتفكر بها، ونبحر إلى مالا نهاية المطاف…
فنحن من نختار الأشخاص الذين يدخلون حياتنا، ونعطيهم المسميات والأهمية التي نعتقد بأنها المناسبة لهم!
فعلا ، لا مستحيل على خالقه، عندما تولد الفكرة في أذهاننا ،فنحن من قام بابتكارها وصنعها…
كالنجار مثلاً، هو الذي يخطط لعمل كرسي من خشب، ثم يحول هذا المخطط إلى واقع، فيجعل من أفكاره، واقعا فيزيائياً ملموساً!
وعندما يكتشف عطباً ما ، يستطيع إصلاحه دون تعطل!
هكذا تعمل أدمغتنا، تبتكر الفكرة، أو الرغبة التي يريدها، ثم يغذيها بمشاعر متفاوتة، لتصبح واقعاً فيزيائياً أمامه ، وعند مواجهة أي مشكله ، يمكن للعقل البشري البسيط إصلاحه، فهو من قام باختيار هذا الحدث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
فعلا ، لا مستحيل على خالقه
لا مستحيل على عقولنا البشرية…
لا مستحيل على أفئدتنا بالدعاء للخالق…
لا مستحيل على الله…
فكما خلق السموات والأرض،. إن أراد له قال: كن، فيكون!

قديم 04-13-2021, 02:39 PM
المشاركة 146
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
رمضان … الدين والدنيا

إنه رمضان..
البيوت تتطيب بالبخور والصلوات
والمؤمنون يطوون أجنحتهم عن آفاق السعي الدنيوي الحثيث إلى سكينة نفوسهم
أملا بالتّطهر وتأمل الذات وهي أقرب ما تكون إلى خالقها

إنه رمضان إذاً…

الأجساد تطرح شحومها، والنفوس تتخفف من آثامها على إيقاعٍ مختلف
جديد ومتجدد للحياة، القطار السريع يأوي إلى محطة ليست كالمحطات،
والركاب ينزلون من دون أن تكون بهم أدنى رغبة لحمل أي متاع..
يتوقف نظام الزلاقات التي تدفع قطارات الأيام على سكك الصخب،
ويتوقف معها نظام زلاقات الرغبات الإنسانية الدنيا على سكك الحياة،
فينسكب الضوء على ما أظلم منها، ويشع النور على ما أعتم من جوانبها
ويندفع الحب من النفوس التي ماتت- أو تكاد - مثلما تنبت الوردة من الحجر.

هو رمضان إذاً…

يطل مثل براق، ليقطع بالمؤمنين طرق العبادة
فتشف أرواحهم، ويصبحون أكثر جمالا، وقربا من الله…
تشرق سماوات نفوسهم في أيامه التي تنحفر كزمن خاص
ليس بالمعنى الديني فحسب، بل بالمعاني الاجتماعية
التي تبلورت على مرّ القرون في المجتمعات العربية الإسلامية،
كنمط حياة سمحة وعادات وتقاليد متسامية.

إنه رمضان إذاً…

زمن خاص، يجلو النفوس، ويبث روح التعاضد والأخوّة،
ويقرب القلوب إلى القلوب والخليقة إلى خالقها.
زمن خاص نتذكر قدسنا السليبة وآلامها
من أجل أن نعمل على إعداد ما استطعنا
من قوة لتخليصها ن براثن الاحتلال الصهيوني
ويدور بنا المدار كما ينبغي لنتذكر أيضا ما حققه العرب
من انتصار تاريخي في شهر رمضان
انتصار كاد يغير مجرى التاريخ
لولا مزالق التغريد خارج السرب

إنه رمضان
فلنعشه ، ولنفعله.

قديم 04-21-2021, 10:38 AM
المشاركة 147
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
سأكتب عن الحب كله..

اسمها " كانتي"
أما أنا فأسميها " الحب كله"
كانت تمسك بيدي بقوة، بدت لي للحظات وأنا ألج قاعة المغادرين في مطار ستيوارت الدولى بصحبتها ، وكأنها طفل صغير تائه بنظرات زائغة لا تدري أين توجه بالضبط، كانت تضغط على يدي بقوة تزداد مع كل خطوة تخطوها، لكنني وأنا التي لا أقل عنها حيرة وضياعاً حاولت أن أحافظ على ابتسامتي فأحدثها عن قرب رؤيتها لأولادها بعد غياب أربع سنوات.
"ساعات قليلة وستكونين بينهم يا كانتي وهذه المرة ستكونين معهم دائما"، قلت لها ذلك وأنا أغالب دمعتي اليتيمة التي سقطت بهدوء وأخيراً على خدّي الأيمن معلنة استسلامي للأسى الذي هيمن علي منذ أن قررت كانتي فجأة ترك العمل ومغادرتي نهائياً.
لكن دموعها حازت قصب السبق فتدفقت بغزارة عندما هممت بتوديعها الوداع الأخير، احتضنتني وهي تهمس في أذني" ماما…ماما" ولعلها أجمل " ماما" سمعتها من تلك السيدة التي تكبرني في السن، ولكنها اعتادت أن تناديني " ماما" منذ قدومها للعمل في المنزل منذ عدة سنوات،
رُغم أن بقية العاملين والعاملات لديّ يناديني " مدام" لكنها أبت أن تكون مثلهم، كنت أستلذ بهذه الـ" الماما" وأشجعها عليها فأعاملها كابنة لي تماما، لولا أنها لم تكن تزعجني بأي طلبات كما يزعج الأبناء أمهاتهم عادة.

قبل قليل ودعت ابنتي " كانتي" للأبد ، وعلي أن أغالب ذلك الأسى الذي تضاعف في تلك اللحظات الأخيرة واستولى على بقية مشاعري تجاهها.
منذ أن أرتني بعد فترة من عملها صورة أطفالها الثلاثة،. أنا في حيرة من أمر مشاعري التي لا أعرف كيف أصفها تماماً، كانت " نوشادي" ابنتها الصغيرة، جميلة كقرنفلة قرمزية، لها عينان تشعان بالذكاء الذي كاد أن يخترق بؤس الفوتوغرافيا، ولها ابتسامة ساحرة، لا أدري كيف أظهرها، ذلك البؤس بكل هذا الإشراق والعفوية والحبور، ورغم أن " كانتي" لم تكن تأتي على ذكر " نوشادي" إلا نادراً ألا أنني كنت أتحين الفرص لأسألها عنها، وخصوصاً عندما أرى غيوم كآبة سوداء تتجمع تحت عينيها في تلك المساءات المليئة بالشجن والتعب والغضب المكتوم.
كانت كانتي قد حكت لي بما يشبه الأغنيات حكايا سيريلانكا بكل ما أوتيت من ذكريات ومفردات عربية اجتهدت لتجميعها في سياق مفهوم وحنين لا ينضب أبداً، حكت لي عن البحر وعن النهر وعن الجبل وعن الغابة ، وعن الأشجار التي كانت تملأ محيط بيتها وتشم رائحتها كلما اشترينا فاكهة غريبة.
لكن سيريلانكا التي نقشت لتلك العاملة الخمسينية تفاصيلها على صفحة الحكايا المتقطعة بيننا أجمل بكثير من الدمعة الساقطة من شبه القارة الهندية في غفلة من الزمن وانتباهة المستعمر البريطاني في ذلك الزمن البعيد.
لا أعرف إن كانت " كانتي" تعرف تاريخ بلادها وجغرافيتها كما قرأته في الكتب، لكنني أعرف أنها تحن إليه كلما طرا طارئ، أو كلما لمحت مشهداً عابراً عن كارثة حلت بقومها على شاشة التلفزيون دون أن تعرف التفاصيل، ولعلها كانت تحن إليه دائماً لكن التعبير عن الشوق المغلف بالحنان لم يكن ليظهر إلا في لحظات علنية مشتركة يبثها التلفزيون كمشاهد إخبارية.
أنا أحب " كانتي" ولا أحتاجها بالضرورة، أعلنت لنفسي بوضوح شديد بعد تردد طال طويلا، كان الجميع يقترح علي أن أطلب من مكتب الخدم واحدة بديلة عنها قبل أن تسافر، وهكذا تجد " كانتي" فسحة من الوقت لتدريب القادمة البديلة على عادات السيدة العتيقة، لكنني لم أستسغ الفكرة من أساسها، الواقع ليست لي عادات محددة أريد لخادمة أن تعرفها، والأهم أن " كانتي" لم تكن خادمة ، كانت ببساطة صديقتي، فكيف أستبدل بها وافدة جديدة، هكذا بهذه الطريقة البعيدة عن اختيار صديق لصديقه؟!
صحيح أنها جاءت هكذا… بنفس الطريقة، لكنها أصبحت صديقتي، فكيف أخون عاطفتي تجاهها بهذا السلوك المستهلك؟
لا أحد يفهم علاقتي بها، فهل كانت هي تفهم تلك العلاقة حقا؟!
لا أدري، ولا يهمني، ما يهمني حقاً أنها أصبحت صديقتي للأبد رغم غيابها، ورغم تقشفي الموروث في اختيار الأصدقاء والصديقات.
فليس. من السهل أن أضيع فرصة أن تكون لي علاقة بحجم صداقة مع امرأة مخلوقة من مادة الحب الخالص وأضيعها.
عندما عبرت " كانتي" البوابة المؤدية إلى طائرة السفر الأخير، كنت قد فقدتُ قطعة من قلبي…
ولا أدري حتى هذه اللحظة كيف سيعمل قلب بكفاءة قادرة على استمراره في الحياة وهو مستمر في فقدان ذاته قطعة بعد أخرى
.

قديم 04-26-2021, 11:30 PM
المشاركة 148
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
ماري لستون كرافت والظلم المضيء


ماري لستون كرافت، هل سمعت هذا الاسم من قبل؟
إنه أشهر من نار على علم في أمريكا
لأن هذه المرأة تعتبر رائدة الحركة النسائية في العالم وكتبها تعتبر الأكثر رواجاً ومبيعاً.
وهي امرأة صنعت نفسها بنفسها حتى تخطت جبال القسوة والظلم التي اعترضت مسيرتها،
وتغلبت على كل ما واجهها من صعاب، بفضل إرادتها واتخاذها من هذه العقبات
وسيلة لتعبر دروب التقدم والمجد، تلك العقبات التي أكسبتها صلابة لم تكن لتتوفر لها ربما لو عاشت حياة عادية.
فماري في طفولتها تعرضت لأب ظالم سامها وأمها ألوان العذاب، وجعل أيامها تعيسة لتعرضها لتصرفاته
وحاول قتل كل شرايين الأمل في حياة كريمة حولها، لكنها قاومت ظلمه وهي بعد لم يشتد عودها
وعندما استعادت ثقتها بدأت تشق طريقها قدما برغم ما في الطريق من أشواك،
وحين تزوجت ضابطاً في الجيش الأمريكي ، اعتقدت أن الحظ قد ابتسم لها
وأن هذا الرجل سيمحو من ذاكرتها كل الشقاء الذي عاشته مع أبيها،
لكن الزوج كان ظالماً فرفض إن يتزوجها زواج كنسي، ورضيت هي بالعيش في ظل زواج مدني
لعل الأيام تصلح الأحوال، لكن سوء الطالع كان يلازمها فظل الزوج يضرب بعلاقتها عرض الحائط،
ويقيم مايشاء من علاقات آذتها في الصميم، وأخيراً اتفقا على الانفصال،
وبرغم ذلك لم تضعف ولم تستسلم لظروفها وإنما خرجت مرة أخرى للحياة
والتقت بالفيلسوف" بالدوين" الذي أحبها وأصر على
أن يتزوجها في الكنيسة ليعوضها من فاتها من إحساس،
كما أنه زوج ابنتها الوحيدة للشاعر " برس" وعاملها كما لو كانت ابنته وأغدق عليها عطفه،
لقد أضاء الظلم الذي مر بها في جوانب نفسها وحرك إرادتها واستطاعت أن تصمد ولا تيأس وأن تواجه أعتى الظروف.
وكانت من القوة بحيث لفتت نظر فيلسوف بمستوى بالدوين فأحبها وعوضها عن كل شيء.
وحاولت ماري أن تفعل الكثير للحركة النسائية ليس في بلدها، بل في العالم كله
فناصرت وكتبت وتظاهرت من أجل قضايا الأمومة والمرأة
وحين أضاء الحب حياتها كتبت أروع انطباعاتها وسجلت أجمل ما ادخرته من تجربتها الفريدة
ولكن الموت عاجلها ،قبل أن يرى كتابها النور، لكن كلماتها وتجربتها الفريدة
ستظل مضيئة في دنيا الكلمة
وستبقى حياتها مثالاً للظلم المضيء
.

قديم 05-07-2021, 11:13 AM
المشاركة 149
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
لماذا الكلام؟
يقولون لي مستغربين: الكلام في هذه الأيام سلاح ذو حدين، فما بالك تمشقين الصوت بعد صمت الدهور؟
ويقولون لي محذرين: القوم اليوم يغلقون آذانهم لأن الإنصات تهمة لا تقل خطورة عن الكلام، فما بالك الآن اخترتي أن تتكلمي؟
ويقولون لي متهكمين:
امتلأت الريح بأصداء المواعظ والقصائد، واكتظت البطاح بالمنابر والمنشدين، فماذا ستضيفين، وعلى أي منبر تقفين؟
ويقولون لي مشفقين : الكلام اليوم كنقش حروف اسمك على رمل الشواطئ، لا تأملين أن تبقى إلى الغد، فلماذا العناء؟
وأقول:
يا سادتي العارفين
إن كان الصمت من ذهب فالكلام من نور، هو الفرق بين الموت والحياة ، العدم والوجود.
لا يجب أن تروعنا الكلمة ولو كانت بألف حد لأن كلمة الصدق حين تجرح ، فيها الدواء.
لست امتشقها سيفًا يهاجم في الظلام، بل أرفع صفحته مرأة صقيلة تعكس وهج النجوم البعيدة.
ربما تضيء عتمات الدرب، غدا تشرق الشمس، ولكن حتى نلمس الفجر بأيدينا
أليس الأجدى أن نشعل جذوة صغيرة، من أن نلعن الظلام؟!.
أتكلم لأنني أؤمن بأن المضمون أهم من الإناء، وأن الباحثين عن صدى الحقيقة في متاهات المعرفة يتوالدون مع انبعاثات الحرف.
وإذا سدوا آذانهم عن هزيم الريح ووعيد الرعود، فهم يفتحون آذانهم لنداءات العقل وأنغام العاطفة.
ولو لم يكن هنالك من يستمع لما بقيت فينا القدرة على الكلام ولا الشوق للغناء.
أتكلم لا رغبة في الإضافة ولا إثباتًا للوجود، بل لأن العين يبكيها ما ترى، والقلب يشطره ما يعاني، والعقل يهدده الجفاف
فلا الدمع في الصمت يتوقف، ولا الجرح في الصمت يلتئم ، ولا الغيث في الصمت ينهمر، يحاصرنا الصمت بالموت البطيء.
دفاعا عن النفس يا سادتي تنفجر الكلمة، علها تغسل الصدأ عن العيون فتعيد أبصارها وتلتحم بشظايانا فترأب تصدعاتنا، وتبني جسورًا للمستقبل، وتفتح مسارب الوعي فتروينا لنتبرعم نبتًا جديدًا.
ياسادتي العارفين…
من يستطيع الوقوف على قدميه ويتكئ على إيمانه لا يحتاج إلى ارتقاء منبر ولا إلى مكبر صوت.
ها أنتم تسمعون همسات الأعماق تعبر كل المسافات وتنتشر في الآفاق، في الريح تضيع الصرخات المتشنجة التي لا يتعدى منبعها الشفاه، تضيع، لأنها إذ لاتأتي من القلب لاتحمل شعورًا ولا معنى.
أتكلم لأنني في الحروف لا أجد نفسي فقط، بل أجدكم أيضًا، وأجد معالم الوطن، والطريق إليه،وعندئذ قد نبنيه معًا.
ليست الحروف هي المهمة وإنما المعاني التي تحملها، للقدرة الكامنة في الأصابع…
تتولد حين نمسك بالقلم، تفح مصاريع الحقيقة، وتغلق الأبواب في وجه الظلال المشبوهة.
ألم تكن " اقرأ" هي كلمة البدء؟
فليكن بدء غدنا في الكلمة.

قديم 05-13-2021, 12:58 AM
المشاركة 150
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
غنّ لي ياعيد أغنيتي البيضاء التي ترقص بها مسامعي..
وتصقُلني ككفًّ مقبوض بالحنّاء
غنّ لي أغنيةً كنت أرددها كثيرًا
حين كنت طفلة، وغنّ لي عن أمّي وجدتي
وانتظاراتي لأبي
غنّ لي عن أمنياتي التي كبرت
وعن مولدي
وعن حريتي
فلا تتوقف عن الغناء
وردد لي ما يبهجني وما يسعدني
غنّ يا عيد عن موعدي الذي رحلت به
فغدى يرتب على كتفي
وعن شوقي الذي مازالت جدرانه تعلو
في قلبي و أن أختلس من خلفه النظر
فأعود إلى مضجعي منهكة
ومرقدي الذي تسربت منه
الأحلام فضممتها على صدرى فتبخرت
فقط غنّ لي يا عيد من أجل الذكريات
ومن أجل النسيان من أجلي...


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ماذا سأكتب؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سأكتب على ذرات الرمال... مازن الفيصل منبر البوح الهادئ 3099 يوم أمس 05:43 AM
ماذا بعد؟ ياسر علي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 02-25-2021 05:40 PM
ماذا بنا يزن السقار منبر البوح الهادئ 4 12-02-2013 10:29 PM
ماذا إن؟؟ إلهام مصباح منبر الحوارات الثقافية العامة 9 11-13-2011 12:27 AM
ماذا لو؟؟ أريج أحمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 09-18-2010 01:53 PM

الساعة الآن 02:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.