مَرُّوْا مَعَ الرِّيْحِ
مَرُّوْا مَعَ الرِّيْحِ
.
.
مَرُّوا معَ الرِّيحِ عَافوا الزَّهرَ وانْصَرفوا
فلا تَهادوا ولا شَمُّوا ولا اقْتَطفوا
عَتَادُهم فَيضُ أحلامٍ ورابيةٌ
يَحلو بأجفانِها التّغنيجُ والصَّلَفُ
سِلاحُهمْ مِنْ دَمِ الأيامِ رايتُه
فإن دَهاهمْ جُنونُ الرِّيحِ ما انْعَطفوا
لو قلتَ دونَكمُ الجَوزاءُ ما نَزلوا
أو دُونَكمْ بَحرُ هذا الموتِ ما وَقَفوا
أَعْيَوا سَرابًا .. وأَعياهُمْ فَما وَهَنُوا
فكفُّهم مِنْ حَميمِ الشَّمسِ تَغْترِفُ
غِناؤهمْ لمْ يغادرْ خافقي ويَدي
صِفرٌ ورُوحي منَ الإطرابِ تَرتجفُ
غَنَّوا ولا زالتِ الأَصداءُ تُرْجِعُني
عمرًا تَناهَبُهُ الأَقدارُ والصُّدفُ
راحوا وأَذكرُهمْ ما مرَّ بي غَرِدٌ
يَشدو أَقولُ بِذا غَنّوا وذا عَزفوا
وكمْ تَلاحَوا وكمْ باتوا على إِحَنٍ
منَ القَصيدِ إذا في شَدْوهِ اخْتَلفوا
أُلاكَ قَومي قُطوفُ المجدِ حليتُهُم
ما هَمَّهُمْ كمْ بِغالي مَهرِه نَزَفوا
مرَّ الزمانُ وأصداءُ الهوى وقفتْ
وغادرَ الرّكبُ إنِّي دونَهمْ أقفُ
*** ***
هذا أنا فيضُ أحلامٍ مُؤجَّلةٍ
يدُ المقاديرِ خَطَّتْ، أينَ تَنْصرفُ؟
حَيْرى على شَفةِ الأيامِ أُغنيَتي
مَقرورةٌ في هَجيرِ البوحِ تَرتجفُ
عارٍ .. وحُجّةُ هذا العُمْرِ دامِغةٌ
سيّانِ صوتُ جُحُودي أو سأَعْترفُ
لمْ أُستَشرْ لمْ أُخيَّرْ كنتُ جَلْمَدَةً
ولا يشاءُ الهوى أيَّان تنجرفُ
إنْ عَادَني الصّمتُ صَمتي فيكِ يقتلُني
تَجلِّياتي لطُولِ الصّمتِ تَرْتَعفُ
لمْ تَتْركي لجُنونِ العقلِ منطلقًا
أو تتركي لخيال الشعر ما يَصِفُ
وتلك ناعورةٌ والنجم ساهرَها
فأنزلوها بما ألقاه تعترف
مِنَ العَجيبِ بأنَّ الموتَ مرَّ هنا
لألفِ عامٍ وإنِّي ها هُنا أقفُ
.
.
.
2-12-2012
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 02-09-2025 الساعة 09:02 AM
سبب آخر: بناءً على طلب الشاعر