إلامَ تَبُثُنــــي شوقــــــا
وحبـــًــا ليس يَكْتَمِــــلُ
..
أثرت النـــــار فانتشرت
فقلبــي كلُّــــه شُعَـــلُ
..
تُعَـــــلِّلُني بأحــــــــلامٍ
وليســت تنفـع العِــلَلُ
..
وأسْبَـاب الوصال وهت
وقـد ضاقـت بنا السـبُلُ
..
فهــل ستظل مغتَرِبــــــا
إلى أن يَنْفَـــــدَ الأجــــلُ
..
تجـــيء لفتــــرةٍ تُذْكــي
بهـــا شــوقي وتَرْتَحِــــلُ
..
وقـد صـــارت تنـازعني
خيـــالاتــي وتَقّــتَتِــــلُ
..
وكاد اليـــأس يُهْــلِـــكني
فقلْ لي أنت ما العمـــلُ


هي الغربةُ غربة الروحِ التي يتملكها اليأسُ أو كاد أن يتملكها على ضفافِ وشواطئِ الأحلامِ المبعثرة ، إنها الغربةُ تبثُّ أشجانها وهمومها ولوعةَ فراقها والحنينَ المكتظ بالأشواقِ إلى تلك القلوب الهاجرةِ والمفارقةِ هكذا تبدو وقد أدماها النوى وزرع على جدارها أحزانه وآلامه ؛ وأشتعلت فيها نيرانه ، إنها نيران الجفا والصد والحرمان والهجران ، حين تحن الذكريات إلى تلك الأيام الجميلة أيام القرب والوصال ، تلك الأيام الدافئة المليئة بالحب والأمل ، تبدأ القلوب بالعتاب عتاب الحبيب الصابر على حبيبه ؛ الذي بات يتجرع كؤوسا من الأحزان والآلام في غياب من ألفتهم الروح واشتاقت إليهم النفوس ، إنه العتابُ الصادقُ النابعُ من قلبٍ محبٍ صادق ، تتخلله عاطفةٌ صادقة تحملُ معها جمالَ وجلالَ المعاني السامية للوفاء والحب الصادق ..
مع خالص تحيتي وتقديري لشاعرنا القدير عبدالحكم ..