قديم 11-07-2013, 04:12 AM
المشاركة 11
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الثامنة: عذرا على الإطالة مسبقا فالحلقة فيصل في الجزء الأول من السلسلة

في الحلقة الماضية تحدثنا عنأمور لابد من التفكير فيها قبل التفكير في الحب...واليوم بعون الله سندردش في مفهوم الحب وهل ما تعلمناه حبا حقا؟ وما الفرق بين الحب والتعلق؟

ولكي نفرق بين الثلاثة تعالوا نقم باختبار بسيط جدا:

اختبار للشاب واختبار للفتاة وطبعا على كل منا أن يكون صادقا مع نفسه:

إلى الشاب:

لو فرضنا أنك رأيت فتاة ' قُنبلة' بكل المقاييس و'أحببتها' وتعاملت معها وأقمتم علاقة مفتوحة و'تحبون' بعضكما بجنون...

هل لو وضعت في طريقك بنت أشد منها 'قَنبلة' هل ستعجبك؟ طيب لو كنت وفيا للبنت التي 'أحببتها'، لو فرضنا أن هذه الفتاة تعرضت لازمة صحية وارتفع هرمون الكورتيزول في جسمها فصارت كتلة متحركة من اللحم...هل ستتمسك بها؟ لو فرضنا أن هذه الفتاة فقدت بعض ميزات 'قنبلتها' والفتاة السابقة موجودة بقربك وتنتظر إشارة منك، هل ستبقي على حبك لهذه الفتاة؟؟؟ لو قلت لا إذن فأنت تنكر أن الله جبلك على حب الجمال وبالتالي فإن عند أول فورة شهوة ( لاسيما مع تعدد الاختيارات وكثرة البنات المستعدات لبناء مثل هذه العلاقات) فإنك ستفقد هذا ال'حب' شيئا فشيئا ثم تتركها، أما إن قلت نعم فإنك إنسان واقعي تدرك تماما حقيقة مشاعرك وطبيعتها...

الذي لا يثار أمام امرأة تظهر مفاتنها مريض نفسيا أو عنده خلل هرموني... وليس رجلا سويا والفرق هنا شاسع بين الاستجابة لفتنتها ورفضها مرضاة لله...

وهذا لا ينقص من الرجل شيء

لذا فحجاب المرأة الساتر حقا وليس الميني الحجاب ليس كرم أخلاق منها ولكنه حفاظ على استقرار مجتمع بأكمله...

والآن اختبار الفتاة:

لو فرضنا أن هناك شابا أعجب بك و'أحبك' وهو وسيم محترم خلوق مستقر ماديا ويقدرك ويتعامل معك بكل رقي، وطلب منك علاقة مفتوحة ( مصاحبة) وأنت قبلت، و'أحببته' بجنون، وبدأت العلاقة وبدأ التقدير يقل والحب ينقص والرومانسية تنعدم، وفي هذه الأوقات ظهر شاب أكثر وسامة ومستوى اجتماعي ولطافة وظرافة ولباقة واحترام...لاسيما وأن الشجار بدأ مع صاحبك وصار لا يهتم بك كالسابق... هل ستفكرين في العرض الجديد؟ أم ستبقين وفية لشاب بدأ يفقد احترامه لك...

إن قلت لن أتركه، فأنت تكذبين على نفسك ولن يمر وقت طويل حتى تندمي كل الندم على عدم قبول العرض المغري، وإن قلت سأتركه فبهذا تكونين واقعية وتعلمين جيدا أن علاقتك بدأت في الانهيار وعليك إنقاذ ما بقي من ماء وجهك بعلاقة جديدة أفضل من وجهة نظرك....

هنا نتفق أخي وأختي، أن هذا ليس حبا ولكنه تعلقا وهذا التعلق

يبدأ بسعادة عارمة عند رؤية الشخص المعني وهذا ناتج عن ارتفاع هرمون الدوبامين وهو هرمون من بين أدواره إشعار الإنسان بالنشوة والسعادة ويستمر في التزايد والانتشار .... وحين تتطور العلاقة قليلا يأتي دور هرمون النورأدرينالين: يفرز هذا الهرمون عندما يرى الشخص من يحب, أو يدرك أن الذي يحبه قد رآه, و يكون مسؤول عن تسارع نبضات القلب و الشعور بالارتباك و ارتفاع درجة حرارة الجسم, و كما يمكن أن يؤدي إلى التعرق و جفاف الفم و التلعثم بالكلام و الشعور بالحرج.

وبتطور العلاقة أكثر يأتي دور هرمون:

الأوكسيتوسين, هذا الهرمون المسؤول عن الشعور بالهدوء و الطمأنينة و يوثق الروابط بين العاشقين, يفرز هذا الهرمون عند ملامسة و عناق العاشقين لبعضهما, و عادة ما يكون السبب حول الشعور بحاجة التواجد بالقرب من المحبوب, و كما أظهرت الدراسات أن هذا الهرمون متواجد بنسب عالية عند الأمهات و يساعد في إفراز الحليب و يربطهن بأطفالهن.

ثم:

التستوستيرون, يعتبر هذا الهرمون رجولي, و لكن في الحقيقة, يفرز هذا الهرمون عند الرجال و النساء لكنه يوجد بنسب أكبر عند الرجال, و يفرز هذا الهرمون عند تقارب العاشقين بشكل كبير و يحفز على تطور العلاقة.

ثم:

الإدمان على الحب, و عدم المقدرة على الاستقرار في حال غياب العاشق, إنه هرمون الدوبامين, هذا الهرمون المسؤول عن سعادة الدماغ, و يفرز أيضا عند تعاطي المواد المخدرة و الكحول, عندما يقع أحدهم في الحب, يبدأ إفراز هذا الهرمون و يبقي على الشعور بالابتهاج و الحيوية, و هو السبب في تركيز الشخص على معشوقه فقط, و يمكن أن يفرز هذا الهرمون في المراحل المبكرة للتعلق, و يمكن أن يمتد لمراحل متقدمة.

هذا الأمر يسري على كل أنواع التعلق قبل الزواج ومنها التعلق من طرف واحد ويسمى أيضا الوقوع في الحب وهو فقط من مقدمات الحب...

ومن هنا نستنتج أن الحب قبل الزواج وهم وليس سوى هرمونات تأجج العاطفة والشهوة... وبالتالي فإن كل منا سيختار أحد الاختيارات التالية:

+ إما أن يستمتع ويتعلق ولا مشكلة... وحينها سيذوق الويلات بعد كل فراق والواقع خير شاهد لأن هرمون الدوبامين هو هرمون كالهروين لا يسحب من الدم بسهولة... وله حل سأذكره في الحلول بإذن الله

وهنا التعلق إما عاطفة أو علاقة عاطفية وجسدية: وأكيد لا يخفى عن أحدنا أثر العلاقة الجسدية والتي يفهمها الفتيات المعنيات أنهن عليهن فقط المحافظة على غشاء البكارة والاستمتاع بالحياة ولما يأتي العريس المغفل فإن ما يهمه موجود... لدرجة أنه في أحيان كثيرة في مثل هذه العلاقات تسمح الفتاة بعلاقة في مكان حرمه الله في الحلال فما بالك بالحرام لتحافظ على صورتها فقط رغم أضرار هذا الفعل الصحي والذي يؤدي إلى عدم التحكم في الإخراج واضطرابات كارثية في الجهاز الهضمي لأن هذا مكان لم يخلق لهذا الأمر، وهي لا تعلم أن الله لا تنفع معه حيل ولا تدليسات وطبعا هذا لا يخفى على الشباب مما أثار موجة شك عارمة بين الشباب المقبل على الزواج وكل منهم يخاف أن يكون ' العريس المغفل' أما الشاب في العلاقة المفتوحة فإن المجتمع يرخص له أن يزني فهو لا يتحمل مسؤولية شيء ولا يفضح وحتى لو فكر في الزواج فإن أغلب البنات يقبلن بكل سرور شابا زانيا وله ماض وسخ...ولا يخفى عن أحدنا الضرر البالغ من أمراض ومصائب وعقاب رب العالمين...

قالت لي إحدى الفتيات التي ضيعت عمرها مع شاب وفي الأخير رماها ووصفها بالعاهرة وأنها لا تستحق أن تكون زوجة له:

أضعف أمام الكلام الحلو والذي يشعرني بأنوثتي...

هذه عدم ثقة في النفس، تعاني منها الكثيرات الفتييات ومن المتزوجات أنفسهن وهو سر اللهاث وراء الكلام المعسول وللأسف الشباب غير الجاد يعلم جيدا هذه النقطة فيستغلها باحترافية...

ابن من حرام، هذا ليس مجرد خطأ ونزوة على رأي إحدى الممثلات خطأ صغير وسأصلحه ! هذا اختلاط أنساب وذنب أجيال من صلب هذا الابن الناتج عن هذا الخطأ...

يعني يرتع في الزفت وعند الزواج يبحث عن طاهرة يغرق معها في العسل؟ طيب لو كل واحد زفتها مع واحدة وتسبب في أنها تشاركه الزفت، أين هي هذه الطاهرة التي ستشاركه العسل؟ ومن هنا نشأ الشك في البنات وأنهن كلهن زفت

ربما يقول أحد، لو أن الله لم يودع فينا الشهوة لارتحنا، طيب لنفترض أنها ليست موجودة...بعد الزواج ستصير مهمة التكاثر الإنساني مهمة ثقيلة على النفس لا تمارس إلا نادرا جدا، مملة لا حياة فيها، كالذي يعمل عملا لا يحبه...

لكن من أعظم فوائدها:

حلاوة النيل بعد شوق وتخيلوا معي أكل بعد جوع ومكافأة بعد حرمان...

تأليف القلوب والمتعة في مهمة جعلها الله سببا في تحديد مصير البشرية جمعاء واستمراريتها...

مفاهيم ترسخت من الإعلام:

الحب لا نتحكم فيه... إذن لو سلمنا بهذا فإننا غير مسؤولين وكالحيوانات تتحكم بنا غرائزنا...

حب من أول نظرة: وهم و'عبط إعلامي'

الوفاء للحبيبة: تعلق وعذاب والتلذذ بالعذاب وعشق لعب دور الضحية وهذا أمر له علاقة بالشخصية نفسها..

الحب عذاب: قصدك التعلق دوبامين يتحول لعذاب بعد الفراق

على رأي كاتب سيناريوهات لأفلام فيها إيحاءات مثيرة وفيها 'بلاوي' لما قالوا له سنحذف اللقطات ' الساخنة' قال لهم: أنتم تحجرون على حرية الفن ويا ويل من يقترب من الفن فأعظم شيء في الدنيا الفن ' بالله عليكم هذا فن أم عفن ونتن؟'

+ أو أن يستعف ويبتعد عن كل هذا ويحافظ على طاقته لحلاله ويصبر... مرضاة لله وطلبا للعفة والحلال... ومن يستعف يعفه الله وهنا يبحث بجدية عن الحلول ليبقى الشاب عفيفا وتبقى الفتاة محافظة على قلبها وعفتها بكل أنواعها حتى يأتي الرجل الطاهر الذي يصونها ويحفظ كرامتها فيعيشا في طهارة ونقاء وبكلمة رب السماء...

+ أو أن ' ترمرم' الفتاة أو الشاب وكلمة رمرم في اللغة: أكل ما سقَط من الطّعام ولم يتوقَّ قَذَرَه

وهنا القصد الترقيع، عادة سرية ... مواقع إباحية.... تعلقات من طرف واحد الخ...

وهذا عطش أشد من العطش نفسه كما ذكرت سابقا... وهنا تتوقد العواطف والشهوة ولا مخرج ولا حلول ويستمر الغليان الداخلي ويتزايد النهم والحاجة إلى الحب...

ولا مخرج سوى الرضا بالوضع والترقيع به حتى يأتي الحل

...

وأكيد أن الجميع يريد الثاني يحتاج فقط أن يستطيع فعله وأكيد أن الجميع يريد الحلول العملية لحب آمن وسعيد ومفيد

ما السبيل للوصول للحب في أمان وسعادة ودون أضرار جانبية؟

في الحلقة القادمة بعون الله تفصيل للحلول واستفاضة فيها

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-10-2013, 02:04 AM
المشاركة 12
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة التاسعة:

في الحلقة الماضية وضحت حقيقة الحب قبل الزواج وهذه دراسات نفسية وعلمية وليست رأي شخصي، وعرفت من بعض إخوتي وأخواتي المتابعين والذين انتقدوا الحلقة نقدا بناء جزاهم الله خيرا ورضي عنهم، أن كلامي يمكن أن يفهم منه أني أجلد وأحاسب الناس وبعضهم كان له تعليق على بعض المصطلحات ' الصريحة والجريئة ' وأقول وبالله التوفيق، والله يعلم أني لست هنا لجلد الناس وحاشا لله ومن أكون، إنما أنا بشر يخطئ ويصيب، أما عن الجرأة في الطرح فحقيقة لم أرصد إلا واقعا وهذه السلسلة لم تأتي عبثا فهي ثمرة دراسة ميدانية وقراءات كثيرة جدا وتواصل مع عدد كبير من البنات والشباب وأخصائيين نفسيين وعلماء دين في بلدي، لأصل إلى صياغة مناسبة ورصد لهذا الشعور الرائع ما له وما فهمناه عنه وكيفية الوصول للسعادة عنه... وأعتذر للجميع عن أي زلل أو زيغ غير مقصود وأسأل الله أن يغفر لي ويرحمني ويجعل ما أكتب حجة لي لا حجة علي...

في هذه الحلقة بعون الله نمر الحلول العملية لحب آمن وسعيد ومفيد: ونحن متفقين أن هناك طاقة ' عاطفة وشهوة' لابد من التعامل معها بطريقة سليمة للوصول لحب آمن ومفيد...

وبسم الله نبدأ:

للفتيان والشباب من سن البلوغ إلى ما قبل الإقبال على الزواج:

كما اتفقنا سابقا أن العلاقات مع الفتيات ليس فيها إلا الضرر المعنوي والنفسي والصحي... وأكيد كل شاب يحلم بزوجة صالحة طاهرة نقية لم يدنس ماضيها أي رجل... ومن الخطأ أن يفكر الشاب أنه هو من يختار، فالحياة لم نخلق فيها إلا لعبادة الله من خلال كل أدوارنا، إن أرضيناه في فتوتنا وشبابنا أرضانا في اختيارنا ورزقنا من فضله النقاء والطهارة...وأكيد كل شاب يعلم حجم الشك الذي يعتري قلبه حين البحث عن زوجة، هل فعلا هي طاهرة أم لا، لاسيما مع انتشار الرذيلة في زمننا والله المستعان وحده، فالحلول هنا للشاب الذي يود الزواج وللفتى الذي لا يستطيع الزواج وللشاب الذي ليست له المقدرة على الزواج...

هناك طاقة عاطفة وشهوة لابد من استثمارها جيدا، وبعد بحث طويل والتعامل مع شريحة كبيرة من الناس لم أجد أروع ولا أنجع ولا أفضل من الاستغفار... كيف؟

الاستغفار: لنقم بعملية حسابية بسيطة: لو فرضنا أنك تذنب مئة ذنب في اليوم .والمدة منذ البلوغ والتكليف إلى يومنا هذا: ست سنوات:

100x365x6= 219000

وكما نعلم جميعا أن الله أكد في غير موضع في القرآن أن الاستغفار حياة لصاحبه وقوة ومفتاح لكل الأقفال وجلب لكل الأمنيات بفضل الله ...

فكيف يسير شاب بهذا الكم من السيئات وسط الفتن ويعيش في راحة ولا يتأثر، بينما الاستغفار صابون الذنوب، يطهر القلب من كل شيء وينيم الشهوة مهما كانت قوتها فعلا وحقا وليس مجرد كلام، وشهدت بنفسي بفضل الله تغير حياة الكثيرين به من حال إلى حال.. وكلما حدثتك نفسك طمعها بالحلال سواء في العاطفة أو الشهوة..

وللاستفاضة بعمق في علاقة الاستغفار مع الحياة أرجو الاطلاع على موضوع فصل المقال في مفتاح الأقفال وهو في جوجل موجود في أماكن كثيرة...

وكخطوة عملية ليس عليك سوى الاستمرارية واليقين في الله والنية الخالصة أنك لا تريد معصيته وتود فعلا الوصول للزواج طاهرا ونقيا، الاستغفار مائتي مرة في اليوم فقط الأسبوع الأول ثم أربعمائة وهكذا ولأن تحديد العدد بدعة زد على ذلك قليلا بدون حساب، والله الذي لا إله إلا هو حياة أخرى، رزق وراحة نفسية وقوة وصفاء ذهن وتيسير أمور وسهولة حياة وكل ما تتمناه...

ابحث عن هوايتك ومارسها بانتظام، والرياضة أيضا تخرج الطاقة وتعود عليك بالصحة والنفع، صيام ولو مرة بالشهر لو استطعت...

تجنب الفتن ما أمكن، التبسط مع الفتيات، لا تقل عادي شلة دراسة، بالعكس تعامل بتلقائية ولداعي ولكن بضوابط تحميك ومع الاستغفار حياة أخرى ستكتشفها بنفسك كما اكتشفها شباب فسعدوا بفضل الله...

لو عجزت عن كل ما سبق، زود معدل الاستغفار يوميا لتغطي السيئات اليومية والسيئات القديمة تتطهر رويدا رويدا، سيجلب لك كل شيء وسترى... طبعا أنت حر أنا فقط بلغتك وأنت أدرى بما يناسبك..

إن كنت مقبلا على الزواج وتبحث عن الزوجة الصالحة، تب إلى الله وتطهر من ذنوبك وصل استخارة واستشر، جهز نفسك وافهم ما بعد الزواج فالزواج ليس هدفا ولكنه وسيلة لبناء أسرة مسلمة كما يحب الله ورسوله وبناء أجيال إلى يوم القيامة من صلبك على أساس متين وسعادة وفهم عميق... وفي هذا إعمار للأرض بالخير وأداء لأمانة الاستخلاف في الأرض..

أما أنت أختي فلا سبيل لك للوصول لحب آمن في طهارة ونقاء سوى الاستغفار كما شرحت آنفا، وتقوى الله تأتي بالاستغفار...

الاستغفار قوة للقلب جبارة لا يعلمها إلا من ذاقها، حافظي على نفسك، تعاملي مع الرجال في حدود الضرورة ولا تتركي مجالا لتبسط أحد معك فأنت فعلا غالية وإن لم تكوني غالية عندك لن تكوني غالية على أحد، حجابك ستر لك وعفة لكل من رآك من الشباب، الحجاب ليس كرم أخلاق ولكنه حفاظا وحماية وسأفصل في المسألة بإذن الله في حلقة خاصة بالتلوث الجنسي وهو اكتشاف أمريكي منذ بداية الثمانينات وبدأوا منذ سنوات يحذرون منه فعليا...

الحب الآمن والمفيد والصحي هو الحب بين الزوج وزوجته بكلمة الله وفي حلاله.. وسأتحدث بعون الله عن هذه المرحلة باستفاضة وكيفية الوصول إلى حياة سعيدة بكل المقاييس...

ما السبيل للوصول للحب في أمان وسعادة ودون أضرار جانبية؟

أول الطريق الاستغفار هذا السر الفعال الذي لا يدركه إلا من وفق له...

لو رأيت نفسك لا تواظبي عليه ادعي الله أن يوفقك إليه وستكتشفي السعادة بنفسك... وكلما حدثتك نفسك طمعيها بالحلال سواء في العاطفة أو الشهوة..وروعة الحلال تستحق حقا الصبر لأجلها...

في الحلقة القادمة بعون الله

بداية مرحلة الزواج... روائع وسعادة مع اختلاف المنهجية في الطرح لطبيعة المرحلة...

يقول اللطيف الخبير بعباده: ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) سورة طه

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-10-2013, 02:05 AM
المشاركة 13
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة العاشرة:

أسعد الله أوقاتكم إخوتي الكرام أخواتي الفاضلات...

وصلنا إلى مرحلة ما بعد الزواج، ولكي تكون الصورة مكتملة ستكون هذه الحلقة بإذن الله تمهيدية سأتحدث فيها عن اختيار الشاب لمن تناسبه زوجة والعكس... وسأستهل كلامي بطرفة لنكسر جو الجدية التي تطبع الموضوع...

يحكى أنه كان هناك رجل يغار على زوجته كثيرا... فكان عند خروجه إلى العمل يقفل الباب من الخارج... وفي يوم من الأيام أوكلت له مهمة عمل في فرنسا، ومن استعجاله نسي إقفال الباب ، وصل إلى فرنسا فانبهر بجمال الفرنسيات ومرت الأيام وعاد إلى وطنه... وأول ما دخل البيت قالت له زوجته: يا زوجي نسيت إقفال الباب... فقال مغتاظا: الناس تطلق الحمام وأنا أقفل على بومة ...

طبعا هذه الطرفة فيها رسالة مهمة عدا رسائل كثيرة واضحة للقارئ...

وبسم الله نبدأ

حين يقرر الشاب الزواج فإنه يبحث عن من تصونه وتشاركه عمره، جميلة طبعا وتعجبه شكلا، متخلقة، هادئة، أهلها طيبون، أمها بالذات سيدة طيبة، أغلب الشباب يفضلها ملتزمة دينيا، ويا سلام لو جمييييييلة :p ، تقريبا هذه مواصفات أغلب الشباب، بعض الشباب يخاف من ثقافة الفتاة، والبعض يفضلها مثقفة لتربي أطفاله جيدا (من وجهة نظره)...

يبدأ البحث الأسطوري على الزوجة المستقبلية، والدقة في الاختيار.... ثم تتم الخطبة... ويبدأ التواصل الفكري والعاطفي وبعض الشباب يطلب الجسدي حسب الخطيبة... وهذا مصدر المشاكل الرئيسي بين الخطيبين، فالخطوبة فترة توافق طباع وتعارف في كنف الأهل وفي رضا الله كتمهيد لزواج سعيد بإذن الله...

وتأتي ليلة العمر وكل من الزوجين يحلمان بحياة وردية قمة في السعادة والروعة والهناء، رغم تبشيرهم من المتزوجين القدامى بأن الزواج شهر عسل والباقي زفت... الزواج شر لابد منه... ياما هتشوفوا افرحولكم يومين :d ،.....

لكن بعون الله سنضع في هذه السلسلة أسرار وروائع الحياة الزوجية الوردية حقا...

والبداية مع ليلة البناء ... بناء أسرة رائعة سعيدة...فكل ما مضى من توافق في الخطوبة هو مقدمات الحب كما وضحت في حلقة الفرق بين الحب والتعلق... وهذه الليلة يبدأ فيها الحب... كيف؟

في الحلقة القادمة بإذن الله سأعطي مفاتيح وأسرار لليلة بناء رائعة في حلال الله وبكلمة الله وأساس لحياة سعيدة وهانئة بمشيئة الله...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-10-2013, 02:09 AM
المشاركة 14
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الثانية عشرة:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

تحدثت في الحلقة الماضية عن ليلة البناء وفصلت في الأمر وقلت أنها أول لبنة في الحب...ونظرا للفوارق الجوهرية في رؤية كل من الزوج والزوجة لهذه العلاقة تنشأ الشكوك والمشاكل، فالزوجة تظن أن زوجها يستغلها...ولأضرب مثالا لهذا الأمر، فمثلا تخاصم الزوجان وتجادلا وصار هناك شرخ معنوي... كل هذا ويأتي الزوج يطلب اللقاء الجسدي( الذي للأسف لا يؤتي ثماره المطلوبة لخلل فيه ) حينها تشتاط الزوجة غضبا (خصام ولقاء جسدي !!! فتكاد تجن ) لا تعلم أن مشاعر الحب والحنان تتجدد عنده بهذا اللقاء وأنه تصالح ضمني معها واعتذار...

وحين يبدأ اللقاء وتحاول الزوجة الاستمتاع بالرومانسية أولا، فإن الزوج يفهم أنها تمنعه عمدا من الوصول لهدفه...ويفهم أنه رفض لبق وعدم تقدير لاحتياجات جسده...وتتهم بالبرود وأنها لا تتفاعل معه...

ومع مرور السنوات تقل الرغبة عند أحد الزوجين أو كلاهما، ويظنان أنه فتور أو برود بل هو خلل في الأسلوب والذي وضحت سره فيما سبق...

فهذا اللقاء له آثار عظيمة على حياة الزوجين وعلى كل الأسرة وعلى حياتهما اليومية وسعادتهما...ويبدآن في التركيز على أخطاء بعضهما ويقل الحب شيئا فشيئا، لأن الرجل لكي يكبر جانب العاطفة داخله لابد أن يشبع الجانب الذكوري داخله أولا، والمرأة لكي يكبر جانب التناغم الجسدي مع زوجها لابد أن تشبع جانب الأنوثة داخلها...

وهذا اللقاء هبة كبيرة من الله لكل المخلوقات...فهو يسهل التفاهم بين الزوجين والتناغم يذيب حواجز الحوار وإذا أشبعت العواطف أشبع الجسد وتحقق الهدفين بحلال الله تعالى...

ودعونا نضرب مثالا لهذا الأمر، حين يعود الزوج من سفره، فإن أول شيء يفكر فيه هو اللقاء الجسدي لكن الزوجة أول شيء تفكر به هو الكلام والتعبير عن شوقها والاطمئنان عليه..والحنان أولا ...

فيثور ويتوتر ويفهم أنها لا تقدر مجهوداته ولا تقدر أن اللقاء الجسدي هو ملاذه للتخفيف من التعب والمشقة والتوتر والعياء.. وهي تفهم أنه لا يهمه سوى الجسد ولا يقدر أنها اشتاقت إليه وأنها تحتاج إلى الحديث معه والتعبير له مثل الطفلة عن كل ما فاته من أحداث وعليه أن ينصت لها...فهو يسارع باللقاء الجسدي ليصل إلى الحب الذي افتقده خلال كفاحه في الخارج في معركة لأجل لقمة العيش لذلك فلا مجال للحب والسعادة إلا تفهم الاختلاف والتعامل بتوازن مع احتياجات الاثنين ليصلا بالنهاية إلى إشباعهما معا...

ومن هنا فما يسعد الزوج لا يسعد الزوجة لاختلاف الطبيعة الفيسيولوجية والنفسية والاحتياجات.. ولكي يفهم كل من الزوجين الآخر لابد أن يضع نفسه مكانه ويصلا معا إلى نقط اتفاق لتغطية نقط الاختلاف...

ولابد هنا أن تكون الصراحة بين الزوجين وألا يكون هناك خجل في التعبير عما يسعدهما، فهما زوجين بكلمة الله.. إن خجلت الزوجة من الإفصاح على الزوج تشجيعها، وإن كان الزوج غير مهتما على الزوجة الإفصاح مع عدم اللوم وأؤكد مع عدم اللوم، بتبيان الفائدة على الاثنين وإيصال الرسالة بلطف مع جرعات من الثقة في قدراته تمر بين الكلام...

من الخطورة أن ترفض الزوجة طلب زوجها، فهذا يشعره بجرح كرامته وكبرياءه، وأيضا إن كانت غير مستعدة يمكنها أن تتفق معه على أن يتم اللقاء بطريقته السريعة لتريحه ولكي تحافظ على حبه أيضا...

ممانعته بالنسبة له عقاب له أو تحدي أو تعذيب أو ذل ومن هنا تبدأ الخيانة الزوجية أو التعدد..

في أحيان كثيرة لا تعرف الزوجة ماذا تريد، لاسيما مع مشاغل البيت والأولاد والمسؤوليات، وفرصة التواصل النفسي والمعنوي قبل الجسدي يحيي فيها احتياجاتها بتلقائية والزوج العاقل هو الذي يصبر قليلا لينال كثيرا والزوجة العاقلة هي التي تصبر قليلا لتنال كثيرا ...

ولابد أن يعلم الزوجين أن استمرار السعادة بل وتزايدها في هذا اللقاء المميز في حياتهما معا، لابد من شرط وسر تحدثت عنه في الحلقة الماضية... ولن أستطيع التصريح بهما قبل إنهاء بعض الأمور لأستفيض حينها في شرحهما لضرورتهما وأهميتهما إن كان في العمر بقية...

وبهذا أكون أنهيت كل ما يتعلق باللقاء النفسي المعنوي والجسدي

وفي الحلقة القادمة بعون الله سأبدأ في الاختلافات في التعاملات اليومية وحلول ومفاتيح كالعادة .

أسعدكم الباري ...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-10-2013, 02:23 AM
المشاركة 15
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الثالثة عشرة:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

صباح الخير والرضا من الله ...

في الحلقة القادمة حددت بفضل الله أهم مفاتيح السعادة في اللقاء النفسي المعنوي والجسدي بين الزوجين...

واليوم بعون الله سأبدأ في تفصيل علاقة الزوجين في التعاملات اليومية العامة والاختلافات التي يؤدي عدم استيعابها وفهمها إلى خلافات وربما إلى طلاق والله المستعان...

وتأكيدا على أن الرجل رجل والمرأة مرأة والاختلاف جوهري بينهما في كل شيئا وإلا كانا اسما واحدا وكيانا واحدا ... وتأكيدا على أن المساواة بين الرجل والمرأة إجحاف في حق المرأة أولا، فالله تعالى من أسمائه العدل، والعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه، فما يصلح للمرأة لا يصلح بالضرورة للرجل...فالرجل كيان مستقل بذاته والمرأة كيان آخر مكمل للأول وبينهما تكامل عجيب في كل المستويات فهما متساويان في المقام متكاملان في المهام... ولنبدأ بسم الله بأمثلة من الاختلافات الجسدية التي يتجلى لنا من خلالها تكامل صريح وواضح...

بعض الأمثلة من الاختلافات العضوية

فجلد الرجل أسمك من رجل المرأة ولهذا تصاب بالتجاعيد أسرع منه وهذا ليس ظلم لها ولكن الرجل يعمل في أعمال شاقة والجلد لابد أن يتحمل هذه المشقة...وهي مخلوق رقيق مرهف الإحساس مهمتها مرتبطة بالرقة والعاطفة والحنان.. بالمقابل حوض المرأة أكبر عرضا من حوض الرجل لحمل الجنين وتحمل وزنه...

عظام الرجل أكبر حجما ومختلفة في التركيبة عن المرأة لهذا هناك اختلاف في طريقة المشي وفي طول الخطى.... وذلك للمجهود البدني الذي يبذله... ولأمور أخرى كثيرة والله خلقهما زوجين لإعمار الأرض بالخير والتناسل والاستمتاع في رضاه وبرضاه...

كل هذا لا ينقص من المرأة أو يفضل الرجل وتركيبتهما بكل تفاصيلها تكاملية ...إنما هو اللطيف الخبير أتقن صنع كل شيء وأبدع في خلقه..

ليكونا بحق زوجين ويحققا السكن والتناغم ويكون أحدهما لباس للآخر...

ونمر إلى الاختلافات في الطباع ... ولا مفر من إدراك حقيقة الاختلاف بين هذين المخلوقين الرائعين المكرمين من رب العالمين سبحانه...

ولنبدأ بالحب بينهما تكملة لما بدأناه في الحلقة السابقة...

الرجل يعتبر الحب الحقيقي هو تقبله كما هو وعدم محاولة تغييره...

والمرأة تعتبر أن الحب الحقيقي مع الرجل الذي يسعدها ومستعد أن يتغير مستقبلا ويتطور ويكون طموحا...

الرجل يدافع عن استقلاليته حتى لو كانت فيه عيوب سلوكية كثيرة والمرأة تجاهد لتغييره :d هو ليس طفل كبير لتغيريه...

والله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى قانون هام: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.... لابد أن نغير قناعاتنا ونفهم لنتغير حقا ويسعدنا الله ...ومحاولة تغيير الرجل عذاب للمرأة وعناد للرجل وتزايد في العناد... وتشب المشاكل بينهما...

وتعالوا نحدد الهدف من هذا التواصل بميثاق من الله:

عم يبحث الرجل؟ عن السعادة والمتعة والحياة الوردية

عم تبحث المرأة؟ عن السعادة والمتعة والحياة الوردية

والسعادة والمتعة والحياة الوردية على أن الهدف نفسه إلا أن كل كلمة من الهدف منظورها مختلف تماما عند كل من الزوج والزوجة..

وسأضرب مثالا بسيطا: القنيطرة اسم مدينة في المغرب واسم مدينة في سوريا... فهل القنيطرة في المغرب من حيث المساحة والشكل والعمران وعدد السكان ولهجتهم وطريقتهم في العيش.... هي نفسها القنيطرة في سوريا؟ مستحيل طبعا...

لهذا فلابد من التسليم أولا بأن ما يسعد المرأة لا يسعد بالضرورة الرجل... فكيف يتفاهمان إذا لم يفهما بعضهما جيدا؟؟؟

زوج يعشق الفاصوليا في الطعام وزوجته تكره الفاصوليا في الطعام، هل سيدرك هذا الكره أو يتفهمه وهو يعشق الفاصوليا ولم يضع نفسه مكانها ولم يحس بها؟ والعكس صحيح...

إذن تعالوا نفهم لنتفاهم ونستوعب ولنسعد بإذن الله..

واسمحوا لي أن أصنف الرجال إلى صنفين أساسيين ولنسمهما مثلا: أ وب

والنساء إلى صنفين أساسيين: ج و د

ولكي يجد كل منكم ضالته هنا بإذن الله وتكون السلسلة مثمرة جدا بإذن الله سأتطرق لزواج كل الأصناف:

أ وج

أ ود

ب وج

ب ود

في الحلقة القادمة بإذن الله سأتحدث عما يحتاجه الرجل والمرأة في الحب العاطفي بشكل عام مع بعض التفاصيل ثم نمر لتفصيل زواج كل صنف ثم نمر إلى الحلول لحياة رائعة وسعيدة بإذن الله.. لا تخافوا لستم في حصة علم الأحياء :p

أسعدكم الرحمن ورضي عنكم جميعا...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-11-2013, 08:44 PM
المشاركة 16
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
شدني العنوان ..
وبتمعن .. قرأت التمهيد .. فشدتني هذه العبارة
( وللنفس البشرية مفاتيح أساسية لو علمها إنسان لكانت سعادة له أو وابلا عليه..)
كلنا بحاجة إلى هذه المفاتيح .. لأن النفس البشرية تبحث في المقام الأول في هذه الحياة عن السعادة وراحة البال ..
أعدك بمتابعة ما تكتبين ..
وأهلاً بك عزيزتي نزهة في رحاب منابر


تحية ... ناريمان الشريف

قديم 11-12-2013, 04:09 AM
المشاركة 17
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
شدني العنوان ..
وبتمعن .. قرأت التمهيد .. فشدتني هذه العبارة
( وللنفس البشرية مفاتيح أساسية لو علمها إنسان لكانت سعادة له أو وابلا عليه..)
كلنا بحاجة إلى هذه المفاتيح .. لأن النفس البشرية تبحث في المقام الأول في هذه الحياة عن السعادة وراحة البال ..
أعدك بمتابعة ما تكتبين ..
وأهلاً بك عزيزتي نزهة في رحاب منابر


تحية ... ناريمان الشريف
أستاذتي ناريمان، سعيدة والله بمرورك العطر..
أسأل الله تعالى أن تجدي فعلا ما يسرك هنا بل ويأخذك إلى عالم الحب والسعادة وجنة الله في أرضه
بارك الله فيك ورضي عنك وأرضاك

قديم 11-12-2013, 04:11 AM
المشاركة 18
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الرايعة عشرة:


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

حياكم الرحمن جميعا..

اتفقنا في الحلقة السابقة أننا سنتحدث عن احتياجات الرجل والمرأة العاطفية...وسنتكلم بشكل عام مفصل ثم نمر إلى تحليل كل نوع من الرجال مع نوع من المرأة.. ماالذي يحصل وكيف نتغلب على المشاكل ونسعد معا بسهولة بعون الله...

والعلاقة بين الزوج والزوجة إحدى أربعة:

+ إما تنافس على السيطرة وكلاهما يسعى لقيادة الآخر عن قناعة من الرجل أنه هو القوام وعن قناعة من المرأة أنها أيضا لديها شخصية وعقل تفكر به وتميز يحسب لها بعيدا عن الجسد..

والنتيجة مشاكل لا عد ولا حصر لها وتهدأ الأمور يعدما يسلم أحد الطرفين مع حرب باردة قائمة دائما... والخاسر هنا الأسرة كلها..

+ الرجل مسيطر سيطرة كاملة تفوق القوامة فهو القائد بلا منازع، والمرأة مطيعة في كل أحوالها لا رأي لها هي منفذة فقط للأوامر.. وهذه علاقة غير سوية لأن الرجل هنا ليس مرتاحا نسبيا فرغم سيطرته يريد زوجة تكون صديقته تشاركه اهتماماته وتناقشه وتحاوره ولكنه يخشى أن تتحكم فيه وأن تنقلب الكفة فتصبح هي الآمر الناهي... وأكيد الخسران هنا للجميع...

+ أو أن المرأة هي قائدة البيت والرجل يسمع الكلام وينفذ وطبعا هنا الأولاد يخافون من أمهم ويستهينون بأبيهم... وهي علاقة غير سوية والخاسر فيها كل الأسرة...

+ والعلاقة الأمثل على الإطلاق هي الرجل هو القوام مع فهم ووعي لدينه وزوجته تتقي الله أيضا ويحبان بعضهما في الله أولا فمرجعهما شرع الله وسعادتهما بالله وفي الله ولله

ربما يقول قارئ اعرف متدينين وتعساء في بيوتهم أو أن الدين ليس بهذه المثالية مثلا، نعم هذا واقع ولكن الخلل ليس في دين الله التشريع الكامل المتكامل الذي ارتضاه لعباده لسعادتهم في الدنيا والآخرة، ولكن الخلل في هؤلاء الناس، وليس في الدين وسأثبت هنا بعون الله تعالى أنه لا سعادة إلا بالله وبسهولة ويسر شديدين..

فالدين وجهنا في كل شيء... والعلوم المادية من علم نفس وعلم اجتماع مثلا، يوضحان الصورة التي أكدها الدين وأقرها...

واتفقنا آنفا أن ما يحتاجه الرجل كأولوية ليس أولوية عند المرأة والعكس...

وتعالوا معا نشاهد هذا المشهد القصير:

زوج وزوجة مع ضيوفهما في يوم جميل، الزوج بدأ يحكي نكتة للضيوف، فقالت المرأة وهي تضحك... قديمة ألا تمل من تكرارها؟

هي قالت هذا محاولة تغيير هذه النكتة المملة بالنسبة لها، ولكنها لا تعلم أنها أحرجته أمام الضيوف، أفقدته احترامه لها، علم أنها لا تتقبله كما هو فسحب رعايته وحبه لها مع الأيام...وبدأ يبحث عمن تسمع نكتته المملة..

موقف آخر يومي: جاء الزوج من العمل، يلفه الصمت، رحبت به الزوجة، هو قليل الكلام وهي تتكلم كثيرا، تسأله ما به، يقول لها أنا بخير، مصرة تعرف ما به، انفجر في وجهها وتشاجرا وتجادلا وأخطآ كثيرا في بعضهما... انتهى المشهد بخروج الرجل وبكاء المرأة وذهابها عند أهلها..

هنا المرأة لا تفهم أن الرجل جاء مرهقا من العمل، تكلم كثيرا في الخارج، كان يدافع عن لقمة عيشهم، كان يحارب لأجل تطوره في عمله وإنجازاته لكي تتحسن حالتهم المادية دوما ويوفر لهم كل ما يحتاجونه... دخل وهو يحتاج للهدوء والراحة ريثما يستعد توازنه...

وهو لا يعلم أنها طول اليوم في البيت ترتب وتنظف وتربي الأولاد وتحتاج للتعبير عن كل ما بداخلها بالحديث معه ولو مجرد ضحك وكلام كثير، المهم تحتاج أن يسمعها...

هنا اختلاف الاحتياجات وعدم إدراك أن كل واحد منهما يرى راحته بطريقته فيعبر عنها... فجرت الخصام الذي تحول لنقد الفاعل لا الفعل وصارت شخصنة للموضوع مما أوغر الصدور وجرح القلوب...وترك كلمات وأفعال لا تنسى بسهولة..

ومن هنا تعالوا نتفق على احتياجات الرجل والمرأة:

+ الرجل يحتاج بالضرورة أن تتقبله زوجته كما هو بمميزاته وعيوبه لا تحاول تغييره أبدا وهي قاعدة حقيقة لابد من تطبيقها مع كل الناس، فمحاولة تغيير الآخر عذاب وحيرة ، لكن تغيير النفس وإصلاحها والتعامل بما يرضي الله وتقبل الآخرين كما هم وأن يكون كل منا قدوة هو الطريق إلى القلوب والآخر يتأثر أكيد... وهذا لا يعني عدم النصح، ولكن مع الزوج لا نصح لالالالالالالا نصح ولالالالالا لوم وسأعطي لاحقا طريقة لإيصال رسالة ما...فالنصح توجيه والرجل لا يرضى من زوجته أن توجهه فهو من وجهة نظره قادر على تدبير أموره وأمور أسرة بأكملها... فالنصح هنا يؤدي إلى المشاكل... بينما هناك طرق أخرى أسهل وأفضل وأنجع بعون الله..

+ مجرد تقبله كما هو وحبه كما هو من الزوجة يجعله يوفر لها أول احتياج لها: الحب .. وحين توفر له مع التقبل الثقة فيه وفي قدرته الحقيقية على القوامة المكلف بها من رب العالمين والتشجيع الحقيقي ومن القلب وليس لمصلحة أو مجاملة( أعرف امرأة زوجها يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات ورغم ذلك تبتسم له وتهش وتبش عند وصوله وترفع قدره أمام الناس وتقول له أنت تاج راسنا وحامي دارنا ، وكانت تلازم الاستغفار يوميا وموقنة أن الله لن يخذلها،هذا الرجل تغير تماما وعاد بفضل الله إلى رشده) فالتشجيع والتقبل وتجاهل العيوب ينقص منها حقا ويقوي المميزات وتربح الزوجة الحب والرعاية ضعف ما أعطت من تقبل وتشجيع ...ويا سلام لو عند طلب شيء دعت له بما يحب وأكدت وأقرت قوامته بطريقة جميلة ...

ويا سلام لو قدرته بينها وبينه وبين الناس وأمام أهله، يا سلام لو أن لغة العيون اشتغلت في حلال الله وأطل منها إعجاب به وبتميزه ولو كان إنسانا عاديا... هنا يعطي الرجل الاحترام والكلام المعسول يخرج تباعا والتقدير يأتي هرولة والمدح يعم كلامه، والرعاية والخوف على زوجته ومراعاتها وقلبه يخفق لها حبا كل هذا يأتي، فقط قليل من الصبر من الزوجة لتقهم طبيعة الزوج، وصبر قليل من الزوج لتفهم طبيعة الزوجة...

هذا جزء كبير من احتياجاتهما... سأفصل في الحلقة القادمة بعون الله في الأصناف ومواقف ومعوقات وحلول بعون الله تعالى

أسعدكم الباري..

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-12-2013, 04:12 AM
المشاركة 19
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الخامسة عشرة:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

سلام الباري عليكم جميعا..

يقول مثل مصري: يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمية في الغربال

وشعار نساء كثيريات: التقل صنعة

أما الرجال فتجد منهم من يسخر من كلام النساء الكثير ومنهم من يصيغ نكت على التحقيقات اليومية للزوجة: أين كنت ومع من؟ ولم تأخرت...وهناك من يسميها الحكومة :p

من هنا تظهر أهم مخاوف المرأة:

+ أن يخونها زوجها أو يتزوج عليها، فتستميت في أن تكون دائما في مستوى الحدث: الموضة قصات الشعر الماكياج ... لتنال رضاه ويكتفي بها ولا يرميها ...وتكره أمرا اسمه التقدم في السن أو التجاعيد أو الشيب...

مما يؤدي بها إلى :

التجسس عليه ومراقبته، أو إنجاب الكثير من الأطفال، أو على رأي سيدة مصرية تقصقص ريشه أول بأول يعني أي مال عنده تأخذه... كثرت الوسائل والسبب واحد..

ومع كل هذا رعب يهز كيانها لا سيما إن كان الزوج من النوع الذي يمزح معها بالطلاق أو بالزواج عليها في كل لحظة...

أما الرجل فمن أهم مخاوفه: خيانة زوجته له أو عدم إخلاصها له، خصوصا إن ضعفت قوته قليلا أو كان يواجهان بعض المشاكل في اللقاء النفسي المعنوي والجسدي...كلما أحس بنقص كلما كبر الشك داخله..

فهو يكره الضعف ويكره التوجيه بينما هي تحب الضعف لأنه يشعرها بقوته واحتوائه واهتمامه بها وتحب التوجيه لأنه بالنسبة لها حرص منه عليها وتقويم لها من سندها وحارسها...

ومن ثم هل هناك فعلا حلول ليهدأ كل من الزوجين وينعما بحياتهما ولا يلتفتا إلى أية مخاوف تقض مضجعهما.. تعالوا نفترض معا:

أن الزوجة غاية في الجمال ولكن كلنا نعلم أن بعد الزواج تكون هناك تغيرات هرمونية خصوصا عند الحمل والولادة والرضاعة.. مما يغير من شكل المرأة وتعود ثانية بعد أشهر لطبيعتها وهكذا... هل هذا يعني أنه يفكر في الخيانة أو التعدد؟ لماذا لم يفكر أجدادنا بهذا المنطق؟ وكانت الزوجة حينها لا تبذل مجهودا خرافيا كالزوجة حاليا لتظهر جميلة أمام زوجها.. السبب الأكيد هو المقارنات بين النساء في الفيديو كليبات والشارع وبين الزوجة...فلم يأمر الله الرجال والنساء بالغض من البصر عبثا، ولم يأمر النساء بستر أجسامهن عبثا، فقد اكتشف علماء النفس في عصرنا أن الرجل يثيره جسم المرأة فيسرح بخياله وهو فطريا مجبول على الإثارة بجمال المرأة، يعني ليس بالضرورة رجل زير نساء، ومن لا يثار لديه خلل هرموني أو مريض نفسي كما وضحت آنفا،بينما لم يأمر الله الرجل إلا بستر ما بين الصرة والركبة..

يعود الرجل إلى البيت مشاعره مشتعلة

إن كان غير متزوج فإنه يبحث عن مخرج ما أو يستعف

وإن كان متزوجا فإنه يطلب اللقاء ويصبر أويشعر بأن زوجته لا تكفيه، فهو رأى ألوانا من الجمال وأشكالا كثيرة مما أصابه بالانبهار للتنوع لا سيما وأن الزوجة ليست كالنساء فهي تتعرض لأمور كثيرة تؤثر على شكلها بالتالي هذا خراب بيت لهذا الرجل

ما الحل السحري الذي ينهي هذه الإشكالية؟ سأتكلم عنه بالتفصيل في الحلقة القادمة بعون الله بعد إنهاء الأصناف بإذن الله

والآن أتحدث عن أكثر العلاقات شيوعا وليست قاعدة أكيد ولكنها نافعة بعون الله...

زواج الصنفين: أ وج:

انظروا معي هذا الموقف القصير: دخل الزوج من الخارج يصرخ يريد الطعام لأنه جائع، الزوجة تسرع في تحضيره، وهو يطالب به رغم أنها تقول له أنه جاهز تقريبا... صوته العالي أزعجها فأعلت صوتها أكثر منه لتعلن احتجاجها... النتيجة: كل الجيران عرفوا ما جرى بينهما واكتشفوا حتى ماذا طبخت الزوجة للغداء.. :D

زوج قيادي بطبعه، منطلق، مبادر ، سريع القرارات، سريع الكلام والحياة، صوته عال كلامه كثير مع من حوله، صريح وما في قلبه على لسانه بدون تنميق، يقاطع من يكلمه كثيرا، ينفعل بسرعة ويهدأ بسرعة،اجتماعي وكتلة من النشاط...مع زوجة مماثلة له في الصفات تقريبا ...

هذان الزوجين إن لم يفهما طبيعة بعضهما تقع مصادمات كثيرة، يتكلمان معا ويقاطعان بعضهما كثيرا، شجارهما كثير ، ميزتهما الوضوح والشفافية... إن فهما طبع بعضهما سيكون الاختلاف قليلا بينهما، بالتالي الحياة أسهل بإذن الله..

في الحلقة القادمة بإذن الله باقي الأصناف مع السحر والسر الرباني وتفاصيل مهمة

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-14-2013, 04:47 AM
المشاركة 20
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة السادسة عشرة:

حياكم الرحمن جميعا...

زواج الصنفين: أ ود

تأملوا معي هذا الموقف القصير: وصل الزوج من العمل وهو جائع، دخل المطبخ يطالب بالوجبة سريعا... والزوجة تقول في هدوء أنه جاهز تقريبا... وهو كل يطلب منها أن تسرع وصوته عالي...صوتها منخفض نسبيا والصوت العالي يزعجها، لكنها لا تصرح بذلك... خرج من المطبخ وهو يتكلم ويتكلم وهي صامتة..

صمتها أفقده أعصابه فقلب الطاولة وضرب بصحن فكسره، أجهشت بالبكاء أما هو فقد ضعف أمام بكائها فخرج غاضبا ونادما ...

صمتها يستفزه فيصرخ أكثر وصراخه يتعبها ويجعلها تغلي من الداخل ولا تنبس بكلمة – لأنه من وجهة نظرها لا تجد ما تقوله أو أنها تهدئ الوضع أو أنها تعلم جيدا أنه لن يفهمها خصوصا إن مر بها موقف مشابه في أول زواجهما- ولكن هو يفهم صمتها أنه غموض أو عناد أو استفزاز...

مواصفات الزوج هنا نفس مواصفات الزوج في الحالة الأولى...

لكن الزوجة هنا هادئة ظاهريا، صبورة حليمة ولكنها تغلي من الداخل.. رومانسية جدا وحالمة جدا، تحب الورود والتعابير الرقيقة لكن زوجها يعتبر هذا كلام فارغ... هو يحكم عقله وهي تتأثر بمشاعرها، هي تحب الأحضان لأنها تعتبرها تعبيرا عن الحميمية والاهتمام والقرب بينما هو يعتبر الأحضان الكثيرة خنق وقيد

هو يقول ما في جعبته، لكن هي لا تفصح إلا نادرا لأنه فعلا لا يفهم قصدها... هي بطيئة في تحركاتها، وهو سريع، بطيئة في قراراتها لأنها تدرسها جيدا وأحيانا تتجاوز المعقول في التفكير... لكن هو متسرع ويأخذ قراراته بسرعة ... هو انفعالي ويظهر ذلك وهي انفعالاتها كلها بالداخل ووجهها مبتسم وكأن ليس هناك أي شيء..

هذان الزوجان إن لم يفهما بعضهما جيدا فإن هناك عواقب كثيرة أمراض الضغط والسكري ومشاكل في القلب الخ... فالغليان الداخلي والمشاعر السلبية تتنفس في الجسم على شكل أمراض والله المستعان...

زواج الصنفين: ب وج

تأملوا معي هذا الموقف: جاء الزوج من الخارج وهو مرهق ودخل وهو صامت، منشغل بمشاكل في العمل، وما إن فتح الباب حتى وجد أمامه زوجته تفاجئه بفاتورة متأخرة الدفع... وتتكلم وصوتها عال وهو ساكت من الصدمة وكاره اليوم الذي تزوج فيه امرأة قيادية مثلها :p ...فيهدئ الوضع ويطمئنها أنه سيدفع الفاتورة... فتسأله متى وذلك لأنها سريعة في الفعل وردة الفعل كما وضحت عنها في الحالة الأولى...

أما هو فرجل عاطفي مرهف الإحساس شاعري كتوم وغامض لأنه مقتنع أن لا أحد يفهمه... صمته يجعلها تصرخ وتهب في وجهه وحلمه يجعلها عصبية جدا، فهي وتحب الرجل قوي الشخصية بينما تصرفاته توحي لها أنه ضعيف الشخصية فتتجاوز الحدود وربما تمد يدها عليه في حالات معينة...

وأؤكد أني أحلل بعض الحالات الشائعة حرصا على الإلمام بأغلب الطباع لمعرفة الحلول معها بعون الله..

زواج الصنفين: ب ود

تأملوا معي هذا الموقف: وصل الزوج من العمل فوجد هدوء في البيت والزوجة في المطبخ تحضر وجبة الغداء، ألقى السلام ولم ينبس بكلمة وذهب نحو التلفاز وجلس يقلب في القنوات ويفكر في أمور كثيرة..

ولما جهزت الغداء جلسا على الطاولة يأكلان في هدوء وببطء كلامهما قليل ومنخفض لا يسمعه إلا هما، كلاهما يحتفظ بعالمه داخله وكلاهما هادئ وحليم ونادرا جدا ما يتشاجران لكن الغليان الداخلي والحوار شبه المنعدم يؤرق كل منهما، كلاهما يظن أن الآخر لا يفهمه

وهذه الأصناف – لأن كل من الزوج والزوجة- لا يفهمان طبيعة بعضهما فإنهما يتعبان إما في صراخ وكل الجيران شاهدة على شجار شبه يومي أو خراب بطيء وهادئ لصحة أحد الأزواج أو كلاهما ...

وفي الحلول بإذن الله سأعطي حلولا شاملة لكل الأصناف...

وقبل أن أنتقل إلى السر العجيب والشرط الأريب في إنهاء الشقاء البغيظ وجلب الجو البهيج ...وعدت أن أقول أسباب صمت الرجل بشكل عام وكيفية جره إلى الكلام ...

من الأسباب التي تجعل الرجل صامتا:

+ تواجهه مشكلة ما أو قلق من شيء لذا فهو يحتاج إلى الهدوء ليفكر ويستوعب ويهدأ: المطلوب من الزوجة تأكيد احترامها لصمته وأنها متواجدة إذا احتاج لها أو لأي شيء، ثم تنسحب لعمل شيء آخر ...

+ يظن أن من أمامه لا يفهمه ولن يفهمه فيلوذ إلى الصمت : وهذا لم يأتي عبثا، فالزوج غالبا يبدأ في بداية الزواج في مصارحة زوجته والتواصل معها بما يخالج خاطره، لكن تجد الزوجة إما تلوم أو توجه أو تفشي ما قال لها، أو لا تجيد الإنصات ( الزوج يقصد شيء وهي بدأت تعطي وجهة نظرها في اتجاه ثاني ولم تعطه فرصة لإكمال الكلام) أو تفهم جزء لا يقصده ( مثال: ابنة تشكو من جفاف المشاعر في أسرتها وتحتاج الحنان والحب، تشكو لوالدتها ذلك فتستنكر وتقول لها: ما الذي ينقصكـ ألم تري الفتيات اللاتي يعملن في البيوت، لم لا تحمدي الله على ما لديك ( يا حاجة حب وحنان :d مش خبز ولباس )، شخصنة المواضيع ايضا معوق يعني مثلا يحكي لها عن خيانة صديق لزوجته ويبرر له فعله بكثرة الفتن، فتهب وتقول له... اه أنت ذلك الرجل؟ صح قل فقط أنت ذلك الرجل؟ ألست الأنثى الطاغية الجمال التي تقطع حذائك جريا وراءها للزواج بها خلاص راحت علي يا لهوي يا لهوي يا لهوي :p

والزوج تلاقيه بيلطم يا عيني جواه من رد فعل زوجته :d

بالتالي طالما أنه متأكد أنها على طبيعتها فإن صمته مستمر

+ كيف يتكلم الرجل؟

الابتعاد عن اللوم وعن التوجيه كما قلنا سابقا

عند طلب أي شيء، طريقة سحرية : مثلا تحتاج الزوجة لباسا جديدا...

أمامنا صيغ: مثال: لم تشتري لي لباسا منذ زمن أحتاج لباسا جديدا

النتيجة: رفض أيا كانت الصيغة

المثال الثاني: حبيبي وسندي في الدنيا بتكريم من ربي هل يمكنني شراء لباسا جديدا لأظهر أروع في عينيك يا جنتي وبحبوحة فؤادي ؟

النتيجة: الموافقة طببببببعا لو موافقش يبقى يا بخيل يا ابن عم البخيل :p

المثال الثالث: هل يمكنك حبيبي إعطائي مالا لشراء لباس جديد؟النتيجة: الرفض

هناك فرق شاسع بين هل يمكنك – هنا هو يفهم أنك تنقصين من قدرته وتعبرين عن عدم ثقتك بقدراته- وبين هل يمكنني – هنا أنت تقري قوامته وتؤكدي قيادته وثقتك به وبالتالي فالرفض والقبول من أسلوبك وذكاء الطلب...

سأفصل أكثر قي كيفية جره للكلام الحلقات القادمة بإذن الله

نمر أخيرا للسر الجميل والعجيب:

ما رأيكم بأسرة متفاهمة متناغمة كلها وتحيا في سعادة... والزوجين يعيشان حالة حب متجددة وليست متجمدة متزايدة لا متناقصة

حالة سعادة يتمنيان لقاء بعضهما وسماع أصوات بعضهما، لا يملان من تقاربهما لا تقهر حبهما تجاعيد التقدم في السن ولا هرمونات الولادة

هل جرب أحدكم في حياته أن يرى أحدا بشع شكلا – من وجهة نظره – وما إن يعامله على قرف منه في أول الأمر، يكتشف روحا جميلة وتقوى وطاعة لله وأخلاق جميلة وصفات رائعة في هذا الشخص؟

هذا السؤال يأخذنا إلى تساؤل، من يملك القلوب؟ سنقول جميعا الله، تمام هو الله فهل فعلا وحقا ويقينا نصدق أنه الله؟

هل سمعتم عن بركة الله : البركة التي تعم البيت في الوقت وتيسير كل الأمور، الزوج يرى زوجته أجمل نساء الكون والزوجة تراه أروع رجل فوق البسيطة...

إن كنا نظن أن السعادة في الفهم المادي للأمور حتى لو كنا دارسين كل العلوم المادية ولم نربطها بشريعة الله الشاملة لكل العلوم والمثبتة لكل النظريات والدراسات الصحيحة فنحن واهمون حقا

من الذي خلقنا؟ من المسؤول عن إسعادنا، مهما بحثنا بعيدا سنشقى، العلاقة مع الله أعمق من مناسك نؤديها أو حركات لسان نشغل بها لساننا وإن كنا من الملتزمين بالطاعات ولا نسعد فيقينا هناك خلل ما وغالبا – حسب ما رأيت – هو تبلد الفطرة والأداء الأوتوماتيكي للعبادات حتى لو حافظنا عليها فالقلب ليس حاضرا كما يجب له والسلوكيات ليست بالضرورة متوافقة مع شرع الله وهنا تختفي البركة...لأن الفطرة غير مهيأة ( لمعرفة المزيد عن الفطرة أرجو مراجعة موضوعي: ينبوع السعادة حلاوة وزيادة )

إنها البركة السر العجيب كيف نحصل عليه؟ ما أثره بالتفصيل، قصص أناس يعيشون به، أسباب وجوده في حياتنا وكل التفاصيل في الحلقات الأربعة الأخيرة بإذن الله مع تكملة للفهرس فالبركة هي السر فيما تبقى وفيما فات ، أسألكم الدعاء

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحب مظلوم للأسف : أسراره وروائعه.. تحليل وحلول ( دراسة وبحث )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
للأسف .. أنتهى.. غالب الذيابي منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 3 08-09-2012 12:56 PM
بوح وبحث عن غائب . شادي زين المقهى 2 05-29-2012 11:36 PM
دراسة عن الحب عبدالله باسودان منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 09-06-2011 01:52 AM
ماهي السعاده التي نبحث عنها تيمه الشمري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-15-2010 04:33 PM

الساعة الآن 05:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.