قديم 10-06-2010, 10:24 PM
المشاركة 121
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
عينان زرقاوان
( بدر شاكر السياب )


عينان زرقاوان.. ينعس فيهما لون الغدير
أرنو فينساب الخيال و ينصب القلب الكسير
و أغيب في نغم يذوب.. و في غمائم من عبير
بيضاء مكسال التلوي تستفيق على خرير
ناء.. يموت و قد تثاءب كوكب الليل الأخير
يمضي على مهل و أسمع همستين.. وأستدير
فأذوب في عينين ينعس فيهما لون الغدير
حسناء يا ظل الربيع, مللت أشباح الشتاء
سوداً تطل من النوافذ كلما عبس المساء
حسناء.. ما جدوى شبابي إن تقضى بالشقاء
عيناك.. يا للكوكبين الحالمين بلا انتهاء..
لولاهما ما كنت أعلم أن أضواء الرجاء
زرقاء ساجية.. و أن النور من صنع النساء
هي نظرة من مقلتيك و بسمة تعد اللقاء
و يضيء يومي عن غدي, وتفر أشباح الشتاء
**
عيناك.. أم غاب ينام على وسائد من ظلال
ساج تلثم باليكون فلا حفبف و لا انثيال
إلا صدى واه يسيل على قياثر في الخيال
إني أحس الذكريات يلفها ظل ابتهال..
في مقلتيك مدى تذوب عليه أحلام طوال,
وغفا الزمان.. فلا صباح ..و لا مساء و لا زوال!
أني أضيع مع الضباب سوى بقايا من سؤال:
عيناك.. أم غاب ينام على وسائد من ظلال!

قديم 10-06-2010, 10:25 PM
المشاركة 122
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
غارسيا لوركا
( بدر شاكر السياب )


في قلبه تنّور
النار فيه تطعم الجياع
و الماء من جحيمه يفور
طوفانه يطهّر الأرض من الشرور
و مقلتاه تنسجان من لظى شراع
تجمهان من مغازل المطر
خيوطه و من عيون تقدح الشرر
و من ثدي الأمهات ساعة الرضاع
و من مدى تسبل منها الثمر
و من مدى للقابلات تقطع السرر
و من مدى الغزاة و هي تمضغ الشعاع
شراعه الندي كالقمر
شراعه القوي كالحجر
شراعه السريع مثل لمحة البصر
شراعة الأخضر كالربيع
الأحمر الخضيب من نجيع
كأنه زورق طفل مزّق الكتاب
يملأ مما فيه بالزوارق النهر
كأنه شراع كولمبس في العباب
كأنه القدر

قديم 10-06-2010, 10:26 PM
المشاركة 123
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


غريب على الخليج
( بدر شاكر السياب )


الريح تلهث بالهجيرة كالجثام، على الأصيل
و على القلوع تظل تطوى أو تنشّر للرحيل
زحم الخليج بهنّ مكتدحون جوّابو بحار
من كل حاف نصف عاري
و على الرمال ، على الخليج
جلس الغريب، يسرّح البصر المحيّر في الخليج
و يهدّ أعمدة الضياء بما يصعّد من نشيج
أعلي من العبّاب يهدر رغوه و من الضجيج"
صوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى : عراق
كالمدّ يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي عراق
و الموج يعول بي عراق ، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍
البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق
بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق
وكنت دورة أسطوانه
هي دورة الأفلاك في عمري، تكوّر لي زمانه
في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام
و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهمّ مع الغروب
فاكتظّ بالأشباح تخطف كلّ طفل لا يؤوب
من الدروب
وهي المفليّة العجوز وما توشوش عن حزام
وكيف شقّ القبر عنه أمام عفراء الجميلة
فاحتازها .. إلا جديله
زهراء أنت .. أتذكرين
تنّورنا الوهّاج تزحمه أكف المصطلين ؟
وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال
أفتذكرين ؟ أتذكرين ؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء
حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه
كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه
أفليس ذاك سوى هباء ؟
حلم ودورة أسطوانه ؟
ان كان هذا كلّ ما يبقى فأين هو العزاء ؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه
يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء
و الليل أطبق ، فلتشعّا في دجاه فلا أتيه
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء
الملتقى بك و العراق على يديّ .. هو اللقاء
شوق يخضّ دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه .. كجوع كلّ دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأبّ من الظلام إلى الولاده
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
واحسرتاه ، متى أنام
فأحسّ أن على الوساده
من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟
بين القرى المتهيّبات خطاي و المدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة
وحملتها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه ،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمي من عثار
فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار
ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه
متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديّه
صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه
بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيّه)
و الموت أهون من خطّيه
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء ..معدنيّه
فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود
يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود
إلى العراق ؟ متى أعود ؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج ، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود
ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار
ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكنّ و استزيد ،
ما زلت أنقض ، يا نقود ، بكنّ من مدد اغترابي
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي
في الضفّة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود
متى أعود ، متى أعود ؟
أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟
سأفيق في ذاك الصباح ، و في السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب
و أزيح بالثؤباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير ، يشف عما لا يبين وما يبين
عما نسيت وكدت لا أنسى ، وشكّ في يقين
ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي-
ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب ؟
اليوم _ و اندفق السرور عليّ يفجأني- أعود
واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق
وهل يعود
من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدّخر النقود
و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود
به الكرام ، على الطعام ؟
لبكينّ على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك ، دون جدوى ، للرياح وللقلوع

قديم 10-06-2010, 10:27 PM
المشاركة 124
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
فجر السلام
( بدر شاكر السياب )


لا شهوة الموت في أعراق جزار
تقوى عليها ولا سيل من النار
الموت أزهى سدا من أن يشابكها
وهي التي مدت الموتى بأعمار
وهي التى لمت الأحقاب واعتصرت
مما انطوى في دجاها فيض أنوار
ومست الصخر فاخضلت جوانبه
بالسيل الغض والريحان والنار
هذي اليد السمحة البيضاء كم مسحت
جرحا وكم أزهت أنفاس جبار
وأطلقت في الدجى الأعمى حمامتها
بيضاء كالمشعل الوهاج في غار
كأنما فجرت ماء لظامئة
أو أطلعت كوكبا يأتمه الساري
سل تاجر الموت كيف اصطك من فزع
لما رآها وكم أودت بتجار
وسمرت نعش طاغوت بما شرعت
كفاه من خنجر يدمى وأظفار
أما كفاه الذي امتصت على مهل
أنيابه من دم الغرثان والعاري
وما طفا عن شفاه الطفل من لبن
أو حلمة المومس الشوهاء من عار
فانقض من كهفه الداجي ليبعثها
شعواء كالبحر ان دوى باعصار
حتى اذا امتار من أعمار مددا
واقتات مما ستحيا عمره الهاري
أهوى على ظهر لم يقض يعصره
عن سلعة تعبر سلعة الدنيا فدولار
عيون وراء المدى
تنام و ترجو الغدا
دفوق السنا باسطا
لأحلى رؤاها يدا
ستجبلها ولقعا
نقيا كذوب الندى
يكفر عما جنت
عصور طواها الردى
أيفزعها المجرمون
بما أشرعوا من مدى
كأن سياجا يقام
ليحجز عنها الغدا
و في الحقل بين الظلال
عذارى حملن السلال
لهن الهوى و الغناء
و للظالمين الغلال
فبعد الشقاء المرير
وغب الليالي الطوال
دنا موعد للحصاد
فغنينه للرجال
أيحسدهن الطغاة
على منه للخيال
على ضحكة للربيع
و أنشودة للتلال
و شيخ يرب الحفيد
بأنباء قطر بعيد
تحدى حراب الغزاة
و غيبها في الجليد
فأنبت منها سنابل
ضوء الصباح الوليد
هنالك يبني الحياة
كما شاء جيل سعيد
عمالقة بالفعال
ورواد كون جديد
و آلهة يخلقون
آلهة من عبيد
هنالك يرن السلام
كأهداب طفل ينام
و يضحط ملء الحقول
و في أغنيات الغرام
و ينبض حيث المعامل
يجرحن قلب الظلام
و في المدن الضاحيات
يندس وسط الزحام
و حيث التقت و هي ترنو
عيون الورى في وئام
برغم اللظى و الحديد
نمت زهرة للسلام
و انداح من لجة الليل التي شحبت
شدق يزيد اتساعا كلما اقتربا
كأن مقبرة طال الزمان بها
وازلزت فهي تبدي جوفها الخربا
تعلقت أعظم الموتى به ورنت
ألحظها الحور فيما يشبه الغضبا
كأنما صرت الأسنان من حنق
شيئا و سخرية منها بمن نكبا
كأن كل قتيل رغم سكرته
بالصمت يسأل أما أثكلت وأبا
وزوجة و بنين استقتلوا و أخا
من كان فيما لقينا من ردى سببا
شدق يزيد اتساعا كلما رفعت
ستر الدجى خفقت من كوكب غربا
آلى على الأرض أن يجتث عاليها
سفلا و يصفع من يأتي بمن ذهبا
و لا يريق دما إلا و أضرمه
نارا و ذرى رمادا منه أو لهبا
تسعى به الريح في الآفاق ناسجة
للشمس من جذوة أو من دم حجبا
فالجو مقبرة كبرى معلقة
تستعرض الشمس في ذراتها الحقبا
و الأرض كالأبرص المنبوذ هرأة
داء و عانى عليه الجوع و التعبا
تكدست فوقها الأجساد ناضحة
قيحا ودوى عويل الناس و اصطخبا
من كل رافعة جيدا كأن يدا
جبارة جاذبيه الطول فانجذبا
وانمط مثل عجين الرخو مرضعها
لصق الثرى و اكفهر الوجه و انقلبا
و هي التي بالأمس كانت كما
رجى خيال للهوى الأول
يموج في مرآتها ظلها
سوسنة بيضاء في جدول
و كان نهداها إذا رنحت
ريح الصبا من ثوبها المخمل
يشف تكويراهما عن سنا
يطفو بطوقيها إلى المجتلى
كم عاشق كانت أمانيه أن
يرتشف النور على جيدها
كان يغذيها إذا قطبت
بالروح و الآمال في عيدها
يا زهرة عاشقها لم يذد
من زعزع هبت لتبديدها
لو كان يهواك ارتمي دونها
سدا و نجاك بتصعيدها
ظل لقابييل ألقى عبء ظلمته
فحما يسود البرايا حوله القلق
فحما تصدى له الباغي بمقلته
يذكيه منها لظى يخبو و يأتلق
إذا تضرم فاندك الفضاء جذى
غضبى و نش الدم الفوار و العرق
وانقض من حيث تهوى الشمس غاربة
ليل من القاصفات السود أو شفق
جن الرضيع الذي يحبو وهب على
رجليه يعدو ويلوي جسمه اعنق
من فرط ما طال و استرخى و قد صهرت
أعراقه الزرق نارا فيه تختنق
كأن كفيه مذراتا ثرى و دم
لا ما يمد ابن عام لفه الغسق
و لألأ البدر فاستدناه و انبسطت
يمناه بالشوق حتى أظلم الأفق
و أزلزت لثة الشيخ التي هرئت
من شدقه الأدرد المغفور تندلق
تنساح كاللعنه السوداء يطلقها
بعد الردى نسله المطموس و الحنق
يا ربما سرت الموتى بأن هلكوا
قذائف كعيون الجن تنطلق
شدت عليها يد عجفاء يدفعها
حقد ويقتات من أعصابها فرق
شلت يدا طالما التفت أصابعها
ثم ارتخت عن وليد بات يختنق
و استجهضت كل أنثى و هي تعضبها
و استدفأت باللظى و المدن تحترق
و قوست من ظهور كي يطاولها
قزح يلج ارتفاعا و هي تنسحق
و تطل من أفق يفتحه
الشروق إلى الحافي
أيد تشير إلى الرقاب
المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا
من عروقك لارتشاف
أيد تلوح بالسلام
كأن موشكه الضحايا
تكتال منهن البقاء
كأن أحضان الصبايا
أودعتها الأطفال لما
ينطفوا حذر المنايا
و لكم تناقلت المعابر
و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثب
الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال من
خطر يهم إلى نجاء
تعوي الذئاب و ما يزال
يجيش كالدم في العروق
يند العواء و يدفع المقل
الغضاب عن الطريق
و يظل يطفئها كما
انطفأت بقايا من حريق
و يظل يخفق بالسلام
كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم
الظلماء فانفرطت و لاحا
من شقها الألق الحبيس
و ظل ينطف ثم ساحا
صور لنفسك في الخيال
أباك في وسط الحريق
يدعوك بالصوت الأبح
وقد تخبط كالغريق
و يمد من خلل الدخان
يديه يبحث عن طريق
و انظر لأمك و هي ترقد
في التراب على قفاها
تتجاذب العقبان ثديي
ها و يفقا ناظراها
و تلق من دمها الكلاب
و ينخر الدود الشفاها
و تمل زوجك و هي تركض
بين أشباح الجياع
شعثاء تلهث و الرياح
تصكها دون انقطاع
حملت قميصك في ذراع
و الرضيعة في ذراع
أو جثة ابنك و هي تزحف
دون رأس في الدماء
أو مرضع ابنتك الممزق
و هو يسحق بالحذاء
ورفات موتاك الرميم
وقد تناثر في الهواء
و إذا رأيت عيون جير
تك الرضية المحار
ترتج غضبى في قرارة
جدول ضحل القرار
أفلا تطاردك العيون
أما تبصك في احتقار
صور لنفسك في الخيال
أباك في ليل الشتاء
و كأنما ردت عليه صباه
أخيلة الصلاء
ما زال يقرأ و الصغار
يضاحكونك في الخفاء
و انظر لأمك وهي تنصت
أي عجب يزدهيها
عادت إلى الصوت الرتيب
إلى الغوابر من سنيها
و تمثلته فتى يجمع
ساعديه و يحتويها
و ابسط لزوجك و انتشلها
و هي تلهث في الرخام
كفا ستختم إذ تو
قع بالمداد على السلام
فرج الجراح فتوقف ال
دم و الدموع عن انسجام
الشاطيء الضحاك و الأ
صداء و القمر الطروي
سكران يغرق في جدا
ئلها و تهمسه الطيوب
و تضمها و يطل من خلل
العيون مدى رحيب
تتنفس الأضواء فيه
كأنما سمعت غناء
حلو الرنين فراقصته
هناك أجنحة اراءى
بيضاء يتبعها الص
غار بأعين تندى أخاء
ليل العبودية النكراء صدعه
مهوى طواغيت و استبسال ثوار
حتى إذا شمر الباغي ليرأبه
شقا بأن يصهر الأجساد بالنار
هبت أعاصير تذرو ما تؤججه
في وجهه الراعب النضاح اللعار
و استيقظ الشرق عملاقا تموج على
عينيه دنيا من الأحقاد و الثار
يرمي و يرمي و يسعى نحو غايته
في لجة من دجى غضبى و أنوار
تطفو عليها الضحايا أو تغوص إلى
أعماقها بين تيار و تيار
راياته الداميات الظافرات كوى
حمراء ينشق عنها سجنه الضاري
ألقى بها السلم في وجه الطغاة ردى
و في صعيد الضحايا حمر أزهار
و حطموا أفوق الغل الذي سحبوا
كي يطرقوا منه تابوتا لجبار
حيث اشرأبت على جرف الردى أمم
شدت إلى الصخر إلا بعض أحرار
و ابتاع بالدرهم المجبول من دمها
فيض الدم الثر منها شر تجار
و استأجروها لصنع الموت منه لها
بالزاد يبقى دما فيها لجزار
أعمارها مثل بئر للدم ابتلعت
جيلا سواها بهن ابتاعه الشاري
و تطل من أفق يفتحه
الشروق إلى الحفافي
أيد تشير إلى الرقاب
المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا
من عروقك لارتشاف
و لكم تناقلت المعابر
و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثل
الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال
من خطر يهم إلى نجاء
ما زال يخفق بالسلام
كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم
الظلماء فانفطرت و لاحا
من شقها الألق الحبيس
و ظل ينعطف ثم ساحا

قديم 10-06-2010, 10:28 PM
المشاركة 125
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
فرار عام 1953
( بدر شاكر السياب )


في ليلة كانت شرايينها
فحما و كانت أرضها من لحود
يأكل من أقدامنا طينها
تسعى إلى الماء
إلى شراع مزقته الرعود
فوق سفين دون أضواء
في الضفة الأخرى يكاد العراق
يومىء ؟ يا أهلا بأبنائي
لكننا واحسرتا لن نعود
أواه لو سيكارة في فمي
لو غنوة لو ضمة لو عناق
لسعّفة خضراء أو برعم
في أرضي السكرى برؤيا غد
إنا مع الصبح على موعد
رغم الدجى يا عراق
ريف وراء الشطّ بين النخيل
يغفو على حلم طويل طويل
تثاءبت فيه ظلال تسيل
كالماء بين الماء و العشب
يا ليت لي فيه
قبرا على إحدى روابيه
يا ليتني ما زلت في لعبي
في ريف جيكور الذي لا يميل
عنه الربيع الأبيض الأخضر
السّهل يندى و الرّبى تزهر
ويطفيء الأحلام ي مقلتي
كأنها منفضة للرماد
همس كشوك مسّ من جبهتي
ينذر بالسارين فوق الجياد
( سنابك الخيل مسامير نار
تدق تابوت الدجى و النهار :
ناعورة تحرس كرم الحدود
أثقل طين الخوف ما للفرار
من قدم تدمى و مدّ السّدود
أمن بلادي هارب ؟ أيّ عار
و ارتعش الماء و سار السّفين
و هبّت الريح من الغرب
تحمل لي دربي
تحمل من قبرها ذرّ طين
تحمل جيكور إلى قلبي
يا ريح يا ريح
توهّجت فيك مصابيح
من ليل جيكور أضاءت ظلمة السفين
لأبصر الأعين كالشّهب
تلتم حولي لأراها تلين
و أنجم الشطّ زهور كبار
أوشكت أن أبصر سيقانها
تمتد في الماء تمس القرار
لملم فجر الصيف ألوانها
كأنها أوجه حور تحار
فيها تباريح الهوى و الحياء
كأنّها زنبق نار و ماء

قديم 10-06-2010, 10:28 PM
المشاركة 126
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
في أخريات الربيع
( بدر شاكر السياب )


يا ضياء الحقول ياغنوة الفلاح في الساجيات من أسحاره
أقبلي فالربيع ما زال في الوادي فبلي صداك قبل احتضاره
لا تصيب العيون إلا بقاياه و غير الشرود من آثاره
دوحة عند جدول تنفض الأفياء عنها و ترمي في قراره
و على كل ملعب زهرة غيناء فرت إليه من أياره
**
في المساء الكئيب و المعبر المهجور و العابسات من أحجاره
مصغيات تكاد من شدّه الإصغاء أن توهم المدى بانفجاره
أرمق الدرب كلنا هبّت الريح وحف العتيق من أشجاره
كلما أذهل الربى نوح فلاح يبث النجوم شكوى نهاره
صاح يا ليل فاستفاق الصدى الغافي على السفح و الذي في جواره
فإذا كل ربوة رجع يا ليل و نام الصدى على قيثاره
أين منهن خفق أقدامك البيضاء بين الحشيش فوق اخضراره
مثل نجمين أفلتا من مدارين فجال الضياء في غير داره
أو فراشين أبيضين استفاقا يسرقان الرحيق من خماره!!
**
أنت في كل ظلمة موعد و سنان ما زال يومه في انتظاره

قديم 10-06-2010, 10:29 PM
المشاركة 127
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
في السوق القديم
( بدر شاكر السياب )


-1-
الليل والسوق القديم
خفتت به الأصوات إلا غمغمات العابرين
و خطى الغريب وما تثبت الريح من نغم حزين
في ذلك الليل البهيم
الليل ، والسوق القديم ، وغمغمات العابرين
والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب
مثل الضباب على الطريق
من كل حانوت عتيق
بين الوجوة الشاحبات كأنه نغم يذوب
في ذلك السوق القديم
كم طاف قبلي من غريب
في ذلك السوق الكئيب
فرأى وأغمض مقلتيه وغاب في الليل البهيم
وارتج في حلق الدخان خيال نافذه تضاء
والريح تعبث بالدخان
الريح تعبث بالدخان
الريح تعبث في فتور واكتئاب بالدخان
وصدى غناء
ناء يذكر بالليالي المقمرات وبالنخيل
وأنا الغريب .. أظل أسمعه واحلم بالرحيل
في ذلك السوق القديم
-3-
يرمي الظلال على الظلال كأنها اللحن الرتيب
ويرتق ألوان المغيب الباردات على الجدار
بين الرفوف الرازحات كأنها سحب المغيب
الكوب يحلم بالشراب وبالشفاة
ويد تلونها الظهيرة والسراج أو النجوم
و لربما بردت عليه وحشرجت فيه الحياة
في ليلة ظلماء باردة الكواكب والرياح
في مخدع سهر السراج به وأطفأه الصباح
-4-
ورأيت من خلل الدّخان مشاهد الغد كالظلال
تلك المناديل الحيارى وهي تومئ بالوداع
أو تشرب الدمع الثقيل ، وما تزال
تطفو وترسب في خيالي – هوّم العطر المضاع
فيها وخضّبها الدم الجاري!
لون الدجى وتوقّد النار
يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات
يخبو ويسطع ثم يحتجب
ودم يغمغم وهو يقطر ثم يقطر : مات ...مات
-5-
الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين
وخطى الغريب
وأنت أيتها الشموع ستوقدين
في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب
تتجمع الغرباء فيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب
نقر [الداربك] من بعيد
يتهامس السعف الثقيل به ويصمت من جديد !
-6-
قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب
نار الهوى ويد الحبيب
ما زال يحترق الحياة، وكان عام بعد عام
يمضي، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع
بعد الشراع وكان يحلم في سكون، في سكون
بالصدر، والفم، والعيون
والحب ظلله الخلود .. فلا لقاء ولا وداع
لكنه الحلم الطويل
بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل
-7-
بالأمس كان وكان ثم خبا، وأنساه الملال
واليأس، حتى كيف يحلم بالضياء- فلا حنين
الصيف يحتضن الشتاء ويذهبان وما يزال
كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح
كالسلم المنهار، لا ترقاه في الليل الكئيب
قدم ولا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح
ما زال قلبي في المغيب
ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء
حتى أتيت هي والضياء!
-8-
ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام
أتسير وحدك في الظلام
أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق
فأجبتها والذئب يعوى من بعيد من بعيد
أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك
عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد
أنا من تريد فأين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار
مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار
أنا من تريد وقبلتني ثم قالت والدموع
في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني وهي تعلو نصف وسنى والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل
لا يأس فيه ولا رجاء
-10-
أنا أيها النائي القريب
لك أنت وحدك غير أنى لن أكون
لك أنت أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات أمي وهي تبكي أيها الرجل الغريب
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير
قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي أيها العبد السير
أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك
عند السراب
فطوقتني وهي تهمس : لن تسير
-11-
أنا من تريد، فأين تمضي بين أحداق الذئاب
تتلمس الدرب البعيد
فصرخت : سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب
في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد
حتى أراها في انتظاري : ليس أحداق الذئاب
أقسى على من الشموع
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
يطغي ...
و لكني وقفت وملء عيني الدموع !
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
يطغي ...
و لكني وقفت وملء عيني الدموع !

قديم 10-06-2010, 10:30 PM
المشاركة 128
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
في القرية الظلماء
( بدر شاكر السياب )


-1-
الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
و الجدول الهدار يسبره الظلام
إلا وميضاً لا يزال
يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
ألقى به النجم البعيد
يا قلب ما لك لست تهدأ ساعة؟ ماذا تريد؟
النجم غاب و سوف يشرق من جديد بعد حين
و الجدول الهدار هينم ثم نام
أما الغرام دع التشوق يا فؤادي و الحنين!
**
-2-
أأظل أذكرها و تنساني ؟
وأبيت في شبه احتضار و هي تنعم بالرقاد ؟
في ناظريها المسبلين على الرؤى أما فؤادي
فيظل يهمس في ضلوعي
باسم التي خانت هواي يظل يهمس في خشوع
أني سأغفو بعد حين سوف أحلم في البحار:
هاتيك أضواء المرافيء و هي تلمع من بعيد
تلك المرافيء في انتظار
تتحرق الأضواء فيها مثل أصداء تبيد
**
-3-
القرية الظلماء خاوية المعابرة و الدروب
تتجاوب الأصداء فيها مثل أيام الخريف
جوفاء في بطء تذوب
واستيقظ الموتى هناك على التلال على التلال
الريح تعول في الحقول و ينصتون إلى الحفيف
يتطلعون إلى الهلال
في آخر الليل الثقيل و يرجعون إلى القبور
يتساءلون متى النشور!!
و الآن تقرع في المدينة ساعة البرج الوحيد
لكني في القرية الظلماء في الغاب البعيد
**
-4-
دعها تحب سواي تقضي في ذراعيه النهار
و تراه في الأحلام يعبس أو يحدث عن هواه
فغداً سيهوى ساعداه
مثل الجليد على خطوط باهتات في إطار
و على الرفوف الشاحبات رسائل
عادت تلف على نسيج العنكبوت بها الوعود
و الريح تهمس لن يعود
ويلون المرآة ظل من سراج ذابل
و حياله امرأة تحدق في كتاب
بال و تبسم في اكتئاب
**
-5-
الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
و الجدول الهدار يسبره الظلام
إلا وميضاً لا يزال
يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
ألقى به النجم البعيد
يا قلب مالك فب إكتئاب لست تعرف ما تريد؟!

قديم 10-06-2010, 10:30 PM
المشاركة 129
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
في المستشفى
( بدر شاكر السياب )


كمستوحد أعزل في الشتاء
و قد أوغل الليل في نصفه
أفاق فأوقظ عين الضياء
و قد خاف من حقنه
أفاق على ضربة في الجدار
هو الموت جاء
و أصغى أذاك انهيار الحجار
أم الموت يحسو كؤوس الهواء
لصوص يشقون دربا إليه
مضوا ينقبون الجدار
و ظل يعد انهيار التراب
ووقع الفؤوس على مسمعيه
يكاد يحس التماع الحراب
و حزاتها فيه يا للعذاب
و ما عنده غير محض انتظار
هو الموت عبر الجدار
كذاك انكفأت أعض الوساد
و أسلمت للمشرط القارس
قفاي المدمى بلا حارس
بغير اختياري طبيبي أراد
لقد قص مد المجس الطويل
لقد جره الآن أواه عاد
و لا شيء غير انتظار ثقيل
ألا فاخرقوا يا لصوص الجدار
فهيهات هيهات مالى فرار

قديم 10-06-2010, 10:31 PM
المشاركة 130
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
في المغرب العربي
( بدر شاكر السياب )


قرأت اسمي على صخرة
هنا في وحشة الصحراء
على آجرّه حمراء
على قبر فكيف يحس إنسان يرى قبره
يراه و إنه ليحار فيه
أحيّ هو أم ميت ؟ فما يكفيه
أن يرى ظلا له على الرمال
كمئذنة معفّرة
كمقبرة
كمجد زال
كمئذنة تردد فوقها اسم الله
و خطّ اسم الله فيها
و كان محمد نقشا على آجرّة خضراء
يزهو في أعاليها
فأمشي تأكل الغبراء
و النيران من معناه
و يركله الغزاة بلا حذاء
بلا قدم
و تترف منه دون دم
جراح دونما ألم
فقد مات
و متنا فيه من موتى و من أحياء
فنحن جميعنا أموات
و أنا و محمد و الله
و هذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة
عليها يكتب اسم محمد و الله
على كسرة مبعثرة
من الآجرّ و الفخّار
فيا قبر الإله على النهار
ظل لألف حربة و فيل
و لون أبرهة
و ما عكسته منه يد الدليل
و الكعبة المخزونة المشوّهة
قرأت اسمي على صخرة
على قبرين بينهما مدى أجيال
يجعل هذه الحفرة
تضم اثنين جد أبي و محض رمال
و محض نثارة سوداء منه استترلا قبره
و إياي أبنه في موته و المضغة الصلصال
و كان يطوف من جدّي
مع المدّ
هتاف يملأ الشطآن يا ودياننا ثوري
و يا هذا الدم الباقي على الأجيال
يا إرث الجماهير
تشظّ الآن و اسحق هذه الأغلال
و كالزلزال
هزّ النير أو فاسحقه و اسحقنا مع النير
و كان إلهنا يختال
بين عصائب الأبطال
من زند إلى زند
و من بند إلى بند
إله الكعبة الجبّار
تدرع أمس في ذي قار
بدرح من دم النعمان في حافاتها آثار
إله محمد و إله آبائي من العرب
تراءى في جبال الريف يحمل راية الثوّار
و في يافا رآه القوم يبكي في بقايا دار
و أبصرناه يهبط أرضنا يوما من السحب
جريحا كان في أحيائنا يمشي و يستجدي
فلم نضمد له جرحا
و لا ضحّى
له بغير الخبز و الأنعام من عبد
و أصوات المصلين إرتعاش من مراثيه
إذا سجدوا يترّ دم
فيسرع بالضماد فم
بأيات يغضّ الجرح منها خير ما فيه
تداوي خوفنا من علمنا أنا سنحييه
إذا ما هلل الثوار منا نحن نفديه
أغار من الظلام على قرارنا
فأحرقهن سرب من جراد
كأن مياه دجله حيث و لى
تنم عليه بالدم و المداد
أليس هو الذي فجأ الحبالى
قضاه فما ولدن سوى رماد
و أنعل بالأهلة في بقايا
مآذنها سنابك من جواد
و جاء الشام يسحب في ثراها
خطى أسدين جاعا في الفؤاد
فأطعم أجوع الأسدين عيسى
وبل صداه من ماء العماد
و عضّ نبيّ مكه فالصحارى
كل الشرق ينفر للجهاد


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من روائع بدر شاكر السياب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفياء جيكور / بدر شاكر السياب عبدالله باسودان منبر مختارات من الشتات. 1 02-08-2021 03:40 PM
ضفاف السحاب سليّم السوطاني منبر البوح الهادئ 5 05-21-2015 11:44 AM
من روائع بدر شاكر السياب _ غريبٌ على الخليج حميد درويش عطية منبر ديوان العرب 11 06-15-2012 04:17 PM
++ أنشودة المطر ++ بدر شاكر السياب أحمد فؤاد صوفي منبر ديوان العرب 20 05-16-2011 10:48 AM
<< بدر شاكر السياب .. والقليل عنه >> ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 21 04-24-2011 05:22 AM

الساعة الآن 11:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.