احصائيات

الردود
21

المشاهدات
17871
 
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي


ساره الودعاني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,905

+التقييم
0.33

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة

رقم العضوية
5654
10-27-2010, 03:45 PM
المشاركة 1
10-27-2010, 03:45 PM
المشاركة 1
افتراضي << بدر شاكر السياب .. والقليل عنه >>




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



شاكر السياب (24 ديسمبر 1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة. درس

الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل سيرته الأدبية
اتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انساق وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الإنسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه يثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي وما زال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة، ومن ثم بينهما وبين شاذل طاقه والبياتي.وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي. مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذ السيات موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريته التي خلدها. وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي". سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية. توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.
عاش بدر طفولة سعيدة غير إنها قصيرة سرعان ما تحطمت إذ توفيت أمه عام 1932 أثناء المخاض لتـترك أبناءها الثـلاثة وهى في الثالثة والعشرين من عمرها. وبدا بدر الحزين يتساءل عن أمه التي غابت فجأة، وكان الجواب الوحيد: ستعود بعد غد فيما يتهامس المحيطون به: أنها ترقد في قبرها عند سفح التل عند أطراف القرية وغابت تلك المرأة التي تعلق بها ابنها الصغير، وكان يصحبها كلما حنت إلى أمها، فخفت لزيارتها، أو قامت بزيارة عمتها عند نهر بويب حيث تملك بستانا صغيرا جميلا على ضفة النهر، فكان عالم بدر الصغير تلك الملاعب التي تمتد بين بساتين جيكور ومياه بويب وبينها ما غزل خيوط عمره ونسيج حياته وذكرياته وما كان أمامه سوى اللجوء إلى جدته لأبيه (أمينة) وفترة علاقته الوثيقة بأبيه بعد أن تزوج هذا من امرأة أخرى سرعان ما رحل بها إلى دار جديدة بعيدا عن بدر وأخـويه، ومع أن هذه الدار في بقيع أيضا، غير أن السياب أخويه انضموا إلى دار جده في جيكور القرية الأم، ويكبر ذلك الشعور في نفس بدر بأنه محروم مطرود من دنيا الحنو الأمومي ليفر من بقيع وقسوتها إلى طرفه تدسها جدته في جيبه أو قبلة تطبعها على خده تنسيه ما يلقاه من عنت وعناء، غير أن العائلة تورطت في مـشكلات كبيرة ورزحت تحت عبء الديون، فبيعت الأرض تدريجيا وطارت الأملاك ولم يبق منها إلا القليل يذكر بالعز القديم الذي تشير إليه الآن أطلال بيت العـائلة الشاهق المتحللة ويذهب بدر إلى المدرسة، كان عليه أن يسير ماشيا إلى قرية باب سليمان غرب جيكور لينتقل بعدها إلى المدرسة المحمودية الابتدائية للبنين في أبي الخصيب التي شيدها محمود جلبي العبد الواحد أحد أعيان أبي الخصيب، وكان بالقرب من المدرسة البيت الفخم الذي تزينه الشرفات الخشبية المزججة بالزجاج الملون الشناشيل والتي ستكون فيما بعد اسما لمجموعة شعرية متميزة هي شناشيل ابنة الجلبي- الجلبي لقب للأعيان الأثرياء- وفى هذه المدرسة تعلم أن يردد مع أترابه أهزوجة يرددها أبناء الجنوب عند هطول المطر، ضمنها لاحقا في إحدى قصائده :
يا مطرا يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطرا يا شاشا عبر بنات الباشا
وفى هذه المرحلة المبكرة بدأ ينظم الشعر باللهجة العراقية الدارجة في وصف الطبيعة أو في السخرية من زملائه، فجذب بذلك انتباه معلميه الذين شجعوه على النظم باللغة الفصيحة، وكانت العطلة الصيفية التي يقضيها في جيكور مجلبة لسروره وسعادته إذ كان بيت العبيد الذي غدا الآن مهجورا، المكان المحبب للعبهم برغم ما يردده الصبية وخيالهم الفسيح عن الأشباح التي تقطنه وكانت محبة جدته أمينة تمنحه العزاء والطمأنينة والعطف غير انه سرعان ما فقدها إذ توفيت في أيلول 1942 ليكتب في رثائها قصيدة:
جدتي من أبث بعدك شكواي؟ طواني الأسى وقل معيني أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي أوصدت قبرك دوني فقليل على أن اذرف الدمع ويقضى على طول أنيني

وتفاقم الأمر إذ باع جده ما تبقى من أملاكه مرغما، إذ وقع صغار الملاك ضحية للمالكين الكبار وأصحاب مكابس التمر والتجار والمرابين وكان بدر يشعر بالظلم واستغلال القوى للضعيف وكانت طبيعته الرومانسية تصور له مجتمعا مثاليا يعيش فيه الناس متساوين يتعاون بعضهم مع بعض بسلام هذه النظرة المثالية عمقها شعور بدر بأن أسرته كانت عرضه للظلم والاستغلال فضلا عما لحق به إذ فقد أمه وخسر أباه وأضاع جدته وسلبت حبيبته منه وكان قد بدأ يدرك انه لم يكن وسيما هذا كله احتشد في أعماق روحه ليندلع فيما بعد مثل حمم بركان هائج تدفق شعرا ملتهبا في مدينة بغداد صيف 1943 أنهى بدر دراسته الثانوية، وقـبل في دار المعلمين العالية ببغداد (كلية التربية) وكان في السابعة عشرة من عمره ليقضى فيها أربعة أعوام وعثر (محمود العبطة) على درجات الشاعر في الصف الثالث من الدار المذكورة في مكتبة أبي الخصيب وبحيازة مأمورها الأستاذ عبد اللطيف الزبيدي، وهي من جملة الوثائق التي أودعتها زوجة المرحوم السياب ففي المكتبة عندما زار وفد من مؤتمر الأدباء العرب السادس ومؤتمر الشعر العربي، أبي الخصيب وقرية الشاعر جيكور وهي وريقة بحجم الكف مطبوعة على الآلة الكاتبة تشمل المعلومات التالية
نتائج الطلبة 1946 - 1947
اسم الطالب : بدر شاكر السياب
الصف والفرع : الثالث – اللغة الإنكليزية
اللغة العربية 97 / اللغة الإنكليزية 91/ اللغة الفرنسية 90/ الأدب الإنكليزي 76 /التاريخ الإنكليزي 72/ علم النفس 89/ التعليم الثانوي 84/ الترجمة 88/ المعدل 86
النتيجة : ناجح الثاني في صفه عميد دار المعلمين
كتب السياب خلال تلك الفترة قصائد مترعة بالحنين إلى القرية والى الراعية هالة التي احبها بعد زواج وفـيقة ويكتب قصائده العمودية أغنية السلوان وتحية القرية.. الى اخر ما كتب
ويكسب في بغداد ومقاهيها صداقة بعض من أدبائها وينشر له ناجي العبيدي قصيدة لبدر في جريدته الاتحاد هي أول قصيدة ينشرها بدر في حياته تكونت في دار المعلمين العالية في السنة الدراسية 1944-1945 جماعة أسمت نفسها أخوان عبقر كانت تقيم المواسم والحفلات الشعرية حيث ظهرت مواهب الشعراء الشبان، ومن الطبيعي تطرق أولئك إلى أغراض الشعر بحرية وانطلاق، بعد أن وجدوا من عميد الدار الدكتور متى عقراوي، أول عميد رئيس لجامعة بغداد ومن الأساتذة العراقيين والمصريين تشجيعا
كان السياب من أعضاء الجماعة، كما كانت الشاعرة نازك الملائكة من أعضائها أيضا، بالإضافة إلى شاعرين يعتبران المؤسسين للجماعة هما الأستاذان كمال الجبوري والدكتور المطلبي، ولم يكن من أعضائها شعراء آخرون منهم الأستاذ حازم سعيد من مواليد 1924 وأحمد الفخري وعاتكة وهبي الخزرجي ويتعرف بدر على مقاهي بغداد الأدبية ومجالسها مثل مقهى الزهاوي ومقهى البلدية ومقهى البرازيلية وغيرها يرتادها مع مجموعة من الشعراء الذين غدوا فيما بعد (رواد حركة الشعر الحر) مثل بلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد ورشيد ياسين وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي وغيرهم ويلتقي امرأة يحبها وهي لا تبادله هذا الشعور فيكتب لها

أبي.. منه جردتني النساء وأمي.. طواها الردى المعجل ومالي من الدهر إلا رضاك فرحماك فالدهر لا يعدل
ويكتب لها بعد عشرين عاما- وكانت تكبره عمرا- يقول
وتلك.. لأنها في العمر أكبر أم لأن الحسن أغراها بأني غير كفء خلفتني كلما شرب الندى ورق وفتح برعم مثلتها وشممت رياها؟
وتزداد شهرة بدر الشاعر النحيل القادم من أقصى قـرى الجنوب، وكانت الفتيات يستعرن الدفتر الذي يضم أشعاره ليقرأنه، فكان يتمنى أن يكون هو الديوان

ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقل أنفاسي الحرى تهيم على صفحاته والحب والأمل وستلتقي أنفاسهن بها وترف في جنباته القبل
يقول محمود العبطة: عندما أصدر الشاعر ديوانه الأول أزهار ذابلة في 1947 وصدره بقصيدة من الشعر العمودي مطلعها البيت المشهور(ديوان شعر ملوْه غزل بين العذارى بات ينتقل)
اطلع على الديوان الشاعر التقدمي الأستاذ علي جليل الوردي، فنظم بيتا على السجية وقال للسياب، (كان الأولى لك أن تقول ديوان شعر ملوْه شعل بين الطليعة بات ينتقل)
وفى قصيدة أخرى يقول:
يا ليتني أصبحت ديواني لأفر من صدر إلى ثان قد بت من حسد أقول له يا ليت من تهواك تهواني ألك الكؤوس ولى ثمالتها ولك الخلود وأنني فاني؟
ويتعرف السياب على شعر وود زورت وكيتس وشيلى بعد أن انتقل إلى قسم اللغة الإنجليزية ويعجب بشعر اليوت واديث سيتويل ومن ثم يقرأ ترجمة لديوان بودلير أزهار الشر فتستهويه ويتعرف على فتاة أضحت فيما بعد شاعرة معروفة غير أن عائق الدين يمنع من لقائهما فيصاب بإحباط آخـر، فيجـد سلوته في الانتماء السياسي الذي كانت عاقبته الفـصل لعـام دراسي كامل من كليته ومن ثم سجنه عام 1946 لفترة وجيزة أطلق سراحه بعدها ليسجن مرة أخرى عام 1948 بعد أن صدرت مجموعته الأولى أزهار ذابلة بمقدمة كتبها روفائيل بطي أحد رواد قصيدة النثر في العراق عن إحدى دور النشر المصرية عام 1947 تضمنت قصيدة هل كان حبا حاول فيها أن يقوم بتجربة جديدة في الوزن والقافية تجمع بين بحر من البحور ومجزوءاته أي أن التفاعيل ذات النوع الواحد يختلف عددها من بيت إلى آخر وقد كتب روفائيل بطي مقدمة للديوان قال فيها نجد الشاعر الطليق يحاول جديدا في إحدى قصائده فيأتي بالوزن المختلف وينوع في القافية، محاكيا الشعر الإفرنجي، فعسى أن يمعن في جرأته في هذا المسلك المجدد لعله يوفق إلى أثر في شعر اليوم، فالشكوى صارخة على أن الشعر الربي قد احتفظ بجموده في الطريقة مدة أطول مما كان ينتظر من النهضة الحديثة إن هذه الباكورة التي قدمها لنا صاحب الديوان تحدثنا عن موهبة فيه، وان كانت روعتها مخبوءة في اثر هذه البراعم - بحيث تضيق أبياته عن روحه المهتاجة وستكشف الأيام عن قوتها، ولا أريد أن أرسم منهجا مستقبلا لهذه القريحة الأصيلة تتفجر وتفيض من غير أن تخضع لحدود والقيود، ولكن سير الشعراء تعلمنا أن ذوي المواهب الناجحين، هم الذين تعبوا كثيرا، وعالجوا نفوسهم بأقصى الجهد، وكافحوا كفاح الأبطال، حتى بلغوا مرتبة الخلود ويتخرج السياب ويعين مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في مدينة الرمادي التي تبعد عن بغداد تسعين كيلومترا غربا، تقع على نهر الفرات. وظل يرسل منها قصائده إلى الصحف البغدادية تباعا، وفى يناير 1949 ألقي عليه القـبض في جيكور أثناء عطلة نصف السنة ونقل إلى سجن بغداد واستغني عن خدماته في وزارة المعارف رسميا قي25 يناير 1949 وافرج عنه بكفالة بعد بضعة أسابيع ومنع إداريا من التدريس لمدة عشر سنوات، فعاد إلى قريته يرجو شيئا من الراحة بعد المعاملة القاسية التي لقيها في السجن ثم توجه إلى البصرة ليعمل (ذواقة) للتمر في شركة التمور العراقية، ثم كاتبا في شركة نفط البصرة، وفى هذه الأيام ذاق مرارة الفقر والظلم والشقاء ولم ينشر شعرا قط، ليعود إلى بغداد يكابد البطالة يجتر نهاراته في مقهى حسن عجمي يتلقى المعونة من أصحابه اكرم الوتري ومحي الدين إسماعيل وخالد الشواف، عمل بعدها مأمورا في مخزن لإحدى شركات تعبيد الطرق في بغـداد وهكذا ظل يتنقل من عمل يومي إلى آخر، وفى عام 1950 ينشر له الخاقاني مجموعته الثانية (أساطير) بتشجيع من أكرم الوتري مما أعاد إلى روحه هناءتها وأملها بالحياة، وقـد تصدرتها مقدمة لبدر أوضح فيها مفهومه للشعر الجديد الذي يبشر به ويبدأ بدر بكتابة المطولات الشعرية مثل أجنحة السلام واللعنات وحفـار القـبور والمومس العمياء وغيرها ويضطرب الوضع السياسي في بغداد عام 1952 ويخشى بدر أن تطاله حملة الاعتقالات فيهرب متخفيا إلى إيران ومنها إلى الكويت بجواز سفر إيراني مزور باسم (على آرتنك) على ظهر سفينة شراعية انطلقت من عبادان في يناير 1953، كتب عنها فيما بعد قصيدة اسمها فرار 1953 وهناك وجد له وظيفة مكتبية في شركة كهرباء الكويت حيث عاش حياة اللاجئ الذي يحن بلا انقطاع إلى أهله ووطنه، وهناك كتب أروع قصائده غريب على الخليج يقول فيها:
مازلت اضرب، مترب القدمين أشعث في الدروب تحت الشموس الأجنبية مـتخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديه صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريب بين العيون الأجنبية بين احتقار، وانتهار، وازورار.. أوخطيه والموت أهون من خطيه من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبية قطرات ماء.. معدنية
دواوينه
أزهار ذابلة 1947م.
أعاصير 1948
أزهار وأساطير 1950م.
فجر السلام 1951
حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة
المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة
الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة
أسمعه يبكي
أنشودة المطر 1960.
المعبد الغريق 1962م.
منزل الأقنان 1963م.
شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
سفر أيوب.
في المستشفى.
نشر ديوان إقبال عام 1965م، وله قصيدة بين الروح والجسد في ألف بيت تقريبا ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة ديوان بدر شاكر السياب 1971م، وقدم له المفكر العربي المعروف الأستاذ ناجي علوش. وله من الكتب مختارات من الشعر العالمي الحديث، ومختارات من الأدب البصري الحديث. ولم مجموعة مقالات سياسية سماها "كنت شيوعيا"


<< أثِمَتْ، فقتلَها... ولكنّ شبَحَها المنكود، مازال يعتاده كلّما لفّه الظّلام. >>


ليلى.. كفاكِ إلى يدي نظراً ماذا ترينَ سوى الدّم القاني
هذي دماؤكِ فوقها صرختْ: ما كان ذنبي أيها الجاني؟!
عودي فقد شحبَ الدجى ومشى نعش الكواكب فوق أجفاني!
شدّي عظامك والبسي كفناً قد كان أجدرَ بي.. وبالزّاني

الدودُ جاعَ، وضجَّ من ألمٍ والقلبُ أوصدَ بابَه الضّجَرُ..
عودي إليه وأشبعيه دماً حتى يرنّحَ جسمَك النّخَرُ!
حتى يكون عدادُ ما نهَشَتْ منك السروب وعبّت الزّمرُ
وخزٌ يسيل له الضمير وما يجري ورائي حين أنتحر

أختاه.. أنطقها وملئ فمي آهٌ يقطّعُ حرُّهــــــــا كلمي..
أختاه، صوتك ما يفارقني يدعو إلى ظلم التراب دمي!
حيث التفتّ رأيت ثَمََّ يداً صفراء تجذبني إلى العدمِ
إنِّي أكاد أحسّها لمست بالثلج خدي، و النجيعِ فمي!

أغواك بالومضات من ذهبٍ طامِ، فأغرَق حسّك الذهبُ
وتنبَّه الحرمان فيك على قصرٍ يحوّم حوله لقب..
لمَّا رأيتِ أخاك بيعَ دماً بالفلس من رئتيه يغتصبُ
هان العفاف عليك وانحطمت قيمٌ تعهد صوغَها الكذبُ!

إنَّ التّراب غداً سيجمعنا في حجره المتجمد النَّائي!!
فاطوي عتابك إنَّ موعده يمشي على رممٍ وأشلاءِ!
بين العظام هناك في جَدَثٍ راج... يهزّ أساك إصغائي
شدّي عليَّ بقبضةٍ سَحَقَت أوصالَها.. شهواتُ عذراءِ!

آثار كفّكِ بالدم انطبعت في كلِّ ناحيةٍ، على كفني
أبلى، وتلبث غير باليةٍ حتى تجفَّ منابع الزمنِ
حتى أعود ثرى تنقله بين القفار عاصف الدَّجن
حتى تذوب على مدارجها بيض النجوم صريعة الحزن

رباه.. نهلك وهو متكئٌّ بين الكؤوس يداعب الأملا؟
يحني.. فيقتلها.. ويقتلني ظلماً - ويجهل أنَّه قتلا؟
هيهات يجهل،لست أحسبه، لكن طرفك عنه قد غفلا!
أين العدالة، كيف تصرخ بي "جان"،وتشبع كفَّه قبلاً!؟

أمضي وألف دم سيتبعني ما دام أثمن شيءٍ الذهبُ
العاطفات غدت تباع به والغيد، والحيوات، والرتب
والعقل صانع كلَّ معجزةٍ والساعد المفتول والعصب
والفنُّ: من وترٍ وقافيةٍ ودمى تصاغ وريشةٍ تثب!

إنِّي لأضحك ساخراً حنقاً، آناً - وأحطم أضلعي آنا !
ماذا أرى؟ أدُمىً مسخّرةً للمال.. يحشدهنَّ قطعانـا؟
خَتمَ الغباءُ على نواظرها فتبلّدت حدقاً.. وأجفاناً!!
تبكي وتضحك وهي سائرةٍ تحت السياط، دماً وإذعاناً

إنِّي أكاد.. أكاد أسمعها تعلو على مهلٍ أغانيها
كالدود زاحفةً مقاطعها، كالقبر....باردة قوافيها
كالخنجر المسموم مرتعشاً في كف منتحر- معانيها
كالطفل يرضع ثدي زانيةٍ شهوى وعاشقها يواليها!!

أودعت يا أبتاه في عنقي أنثى، وقلت: سأرقد الآنا!
أورثتني ...قبلاً مجنحة والذلُّ يوثقها.. وحرمانا
أودعتني جسداً تكبله أسمالهُ، فيثور طغيانــا!
أنثى تريد هوى تعانقه عطراً وأرديةً وعقيانــا

أنثى يؤجج في جوانحها طيف اللآلي والحلى، نهبا..
يتلقَّف المرآة من يدهـا حلـم يكلِّل جيدهـا ذهبـا
فترى وراء دموعها أفقاًّ جاشت به قبلاتها شهبا
حسناً ترفل بالحرير على عرش من المهجات قد نصبا

حلم يمد يداً إلى يدها سكرى.. ويجذبها فتنجذب
جذلان يهمس: يا فتاة غدٍ آتٍ.. أعنّة خيله ذهبُ
طارت إليك به ـ على عجلٍ ـ في الجوّ مركبةٌ لها صخب
ساعاته غزلٌ يقطّره ثغران: مرتَقَبٌ، ومرتقِب

لاتحسبيني ما هممت به طعناً تسدّده يد الحنقِ
طعناً يعدّ على جوانحه حمر الليالي تضاء بالشّبَقِ
في كل ومضة خنجرٍ ترة من ومضةٍ ذهبية الألق
أعمت نواظر غادةٍ.. فكبا جسمه بها.. وهوى إلى نفقِ

يا خنجراً رسم الجنون على مرآته رمماً وأشباحا
رقصت على لججِ النّجيع يداً سوداء تملأ منه أقداحا
وتحيط بي مقلاً مؤجّجةً بالحقدِ أحملهنّ مصباحا
كيف انحطمت على يدي.. فلا جرح أمات ولا دمٌ ساحا؟!

أقبلَت وهو على أرائكه سكران بالضّحكات والخمرِ..
حتّى إذا رفع انتقام أبي يمناي... فاتحةً فم القبرِ
صاح الشّقيّ: أأنت تقتلني؟! ياليت أختك في الثّرى تدري
العار تاجكَ.. سله: أيّ يدٍ قد ملّكته بقانئ الدّررِ؟!!




وقرآة في قصيدة { المومس العمياء}

بقلم الدكتور جاسم محمد
من كتاب دراسات نقدية في الشعر العربي ( رؤية وتحليل )
2007 بغداد



لقد كتب السياب قصيدة المومس العمياء عام 1954، وقد ساعدته خبرته الشخصية وتجربته على أن يرسم صورة واقعية للعلاقات في المبغى، وساعده خياله كذلك على خلق قصة مؤثرة بطلتها مومس أمتد بها العمر فأصبحت عمياء غير مرغوب فيها. لكن الشفقة لم تكن هدفه في هذه القصيدة، وإن كانت عنصراً قوياً فيها وإنما كان هدفه إن يعرض الشقاء البشري الذي لا مبرر له، ويعري الظلم الواقع في الدنيا. فلو كان العدل يسود المجتمع لزال منه كلّ شقاء . لكن البناء الاجتماعي غير عادل، ولاسيما في توزيع الثروة والسلطة، لذلك فأن الشقاء منتشر بين الناس حيث يلتقط الشاعر صورة لامرأة بائسة فريدة في وضعها النفسي والجسدي ويشخص من خلالها ، بؤس كل الساقطات ، وألم المرأة الدفين التي يدفعها المجتمع دفعاً إلى الشر من خلال الظلم والاذى وهو بين صورة الواقع المرّ والماضي البريء لطفلة نمت لتكون امرأة ساقطة . وتتلخص فكرة القصيدة ـ من حيث كيانها التأريخي ـ في سطور حيث كانت هناك فتاة اسمها سليمة، من أصل عربي صريح، عاشت في كنف أب فقير، كان يعمل حاصداً بأجر، وذات يوم سمعت طلقاً نارياً في الحقول، فهرعت تستطلع الخبر، وقلبها يحدثها أن والدها ربما صاد بطة لتصلح طعاماً لهم في ذلك اليوم، ولكنها تجد أباها غارقاً بدمائه ، حيث قتله إقطاعيّ إتهمه بأنه دخل حقله يسرق من قمحه الناضج، والفلاحون من حوله يهمسون في ذلة مرددين تلك التهمة ( رآه يسرق) فينشد الشاعر بدر:
طلق
فيصمت كل شيء
ثم يلغط في جنون
هي بطة فلم انتفضت ؟ وما عساها أن تكون ؟
ولعل صائدها أبوك، فأن يكن فستشبعون .
وتخفّ راكضة حيال النهر كي تلقى أباها:
هو خلف ذاك التل يحصد . سوف يغضب إن رآها.
مرّ النهار ولم تعنّه وليس من عون سواها
وتظل ترقى التل وهي تكاد تكفر من أساها .
وعيون فلاحين ترتجف المذلة في كواها
والغمغمات : " رآه يسرق " ، واختلاجات الشفاه
يخزين ميتها، فتصرخ :" يا إلهي ، يا إلهي
.
وتنشب الحرب ويجيء آلاف الجنود إلى العراق ، فتستباح اعراض، وتقع سليمة فريسة لهذا المد العاتي، وتصبح بغية محترفة ، ويكون الاقبال عليها في شبابها كبيراً .
فيقول بدر شاكر السياب:
كان الزبائن بالمئات ، ولم يكونوا يقنعون
بنظرة قمراء تغصبها من الروح الكسيرة
لترش أفئدة الرجال بها، وكانوا يلهثون
في وجهها المأجور، ابخرة الخمور ، ويصرخون
كالرعد في ليل الشتاء .
لكنها تصاب بالعمى وتحس بوطأة السنين الزاحفة ، كما يتغير اسمها بعد فقد البصر فيدعونها " صباح" ، فيقول عنها:
هي- منذ أن عميت – " صبـــاح "
فأي سخريــة مريره !
اين الصباح من الظلام تعيش فيه بلا نهار
وبلا كواكب أو شموع أو كوى وبدون نار ؟ .
وبسبب عماها يبتعد عنها طلاب الشهوة وتحس بالجوع والحاجة إلى المال
لم يعرض الزانون عنها وحدها؟ لم يعرضون

وهي الفقيرة فقر شحّاذ ؟ أما هي كالنساء ؟
وفي غمار تلك الحياة القاسية تفقد بنتاً من ثمرات الاثم. فيقول بدر :
ما العمر؟ ما الايام؟ عندك ، ما الشهور ؟ وما السنين ؟
ماتت " رجاء" فلا رجاء. ثكلت زهرتك الحبيبة !
بالامس كنت إذا حسبت فعمرها هي تحسبين
ما زال من فمها الصغير
طراوة في حلمتيك وكركرات في السرير
كانت عزاءك في المصيبة ،
وربيع قفرتك الجديبة .
كانت تشاركك العذاب لكي تكفّر عن خطيئه !
أفترضين لها مصيرك ؟
فاتركيها للتراب
في ظلمة اللحد الصغير تنام فيه بلا مآب .
وهي في ذلك الوضع المحزن تستدعي الايدي التي تشتري جسدها بما يسد الرمق فلا يسمع دعاءها أحد :
لا تتركوني يا سكارى
للموت جوعاً ، بعد موتي – ميتة الاحياء – عارا
لا تقلقوا
فعماي ليس مهابة لي أو وقارا .
ولقد كانت سليمة تنتظر الزبائن كلّ مساء في غرفتها بالمبغى على ضوء مصباح زيت تدفع أجرته ، وهي لا شك سخرية مرة إن لا تستطيع المومس أن ترى نور المصباح في شقائها وعماها ، بينما العراق يبدد ثروة زيته الذي يستغله الاجانب
ويح العراق! أكان عدلاً فيه إنك تدفعين
سهاد مقلتك الضريرة
ثمناً لملء يديك زيتاً من منابعه الغزيرة ؟
كي يثمر المصباح بالنور الذي لا تبصرين ؟ .

ولكن المومس ليست وحدها ضحية المجتمع الظالم. إنما هي صـورة مصغرة لهذا الظلم ، إذ إن كلّ الاشخاص الآخرين في القصيدة ضحايا مثلها، بمن فيهم الشرطي الذي يحرس المبغى ليلاً بينما تمارس زوجته البغاء في وحدتها وفقرها ولا يستثني منهم الرجال انفسهم الذي يقصدون المبغى
هم مثلها ـ وهم الرجال ـ ومثل آلاف البغايا
بالخبز والاطمار يؤتجرون ، والجسد المهين
هو كلّ ما يتملكون ، هم الخطاة بلا خطايا
وهم السكارى بالشرور كهؤلاء العابرين
من السكارى ، بالخمور
كهؤلاء الفاجرين بلا فجور
وتقول المومس العمياء في حوارها الداخلي وهي تصف نفسها لتجذب الزبائن:

من ضاجع العربية السمراء لا يلقى خسارا .
كالقمح لونك يا ابنة العرب ،
كالفجر بين عرائش العنب
او كالفرات ، على ملامحه
دعة الثرى وضراوة الذهب .
لا تتركوني فالضحى نسبي :
من فاتح ، ومجاهد ، ونبي !
عربية أنا: أمتي دمها
خير الدماء كما يقول أبي .
لعل أهم حادثة في حياة سليمة هي ما اتصل بمقتل والدها، حيث نرى أن الشاعر يمهد للقصة بمقدمة طويلة عرض فيها للصورة الليلية التي أطبقت على المدينة ، فإذا المدينة نفسها عمياء والعابرون في طرقاتهم هم أحفاد ( أوديب) الاعمى ـ فهم ايضاً نسل العمى ـ تقودهم شهواتهم العمياء إلى المبغى حيث المقبرة الكبرى التي تطبق على جيف مصبعة بأنواع الطلاء ، وأحد السكارى ( اعمى آخر) يدق على الباب يحلم بدفء الربيع، فيسخر الشاعر منه ومن حلمه الكاذب ويخبره أن شيطان المدينة ( أي المال) لم يراهن في ذلك الحي إلا على اجساد مهينة محطمة، فليضاجع أية امرأة منهن لييسر لها الطعام وليس ذلك السكير أسوأ حالاً من الاب الذي جعل من ابنته متاعاً يشترى بالمال، فهـو قـد دفـعها (في عماه وجهله) إلى ذلك المصير






تلك هي المقدمة وهي رغم التنقل السريع بين جوانب مختلفة من الصورة الكبرى لوضع المرأة ، وقسوتها التقريرية، ووضوح التوجيه المقصود، من خير المقدمات التي يعنى بها السياب عناية خاصة في قصائده الطويلة ، لان وحدة(العمى) الحقيقي والمجازي تجعل قصة المومس جزءاً لا يتجزأ من اللوحة الكبرى .
وبعد ذلك تبدأ القصة بصورة بائع الطيور وهو يعرض سلعته في حي البغايا، وتناديه سليمة لتتحسس ما يبيع، وفيما هي تمرر يدها على الطيور تتذكر اسرابها التي كانت تراها في صباحها، وتتذكر اباها والطلق الناري والفاجعة .
ويمرّ عملاق يبيع الطير، معطفه الطويل
حيران تصطفق الرياح بجانبيه ، وقبضتاه
تتراوحان : فللرداء يد وللعبء الثقيل
خطواته العجلى ، وصرخته الطويلة : " يا طيور
هذي الطيور ، فمن يقول تعال "
أفزعها صداه
عمياء تطفىء مقلتاها شهوة الدم في الرجال
وتحسسته كأن باصرة تهمّ ولا تدور
في الراحتين وفي الانامل وهي تعثر بالطيور .
وتسمع صوت قهقهات بعيدة فتعرف أن السمسار قد عاد من الترصد بالرجال على الوصيد، فيقول :
أصداء قهقهة السكارى في الازقة، والنباح
وتعدّ وقع خطى هنا وهناك : ها هوذا زبون


ويقول:
" عباس" عاد من الترصد بالرجال على الوصيد
وتتمنى لو كانت متزوجة فيخطر على بالها قصة بائسة هي امرأة الشرطي الذي يعمل حارساً في حي البغاء لكي يضمن أن لا يتم إتجار بالخطايا ( إلا لعاهرة تجاز بأن تكون من البغايا) ، وتدرك أن الزوجة ليست أحسن حالاً ، فينصرف خاطرها إلى الانتحار فتدفع عنها هذه الخاطرة لانها ( حرام) فيستبد بها الغيظ وتتسأل في حرقة بالغة : إذن (لم تستباح) ؟ فيقول بدر :

يا ليت حمالاً تزوجها يعود مع المساء
بالخبز في يده اليسار وبالمحبة في اليمين
لكن بائسة سواها حدثتها منذ حين
عن بيتها وعن ابنتيها ، وهي تشهق بالبكاء
عن زوجها الشرطيّ يحمله الغروب إلى البغايا ،
ويقول :
يا ليتها ، إذن إنتهى اجل بها فطوى أساها !
" لو استطيع قتلت نفسي" همسة خنقت صداها .
ويستمر في قوله :
وتحس بالاسف الكظيم لنفسها : لم تستباح ؟
الهر نام على الاريكة قربها لم تستباح ؟ .
ويغلي الغيظ في صدر سليمة حقداً على الرجال، وتتشفى بتوزيع الداء عليهم ولكنها تتذكر أنهم ليسوا سواء: فمن كان منهم كأهل قريتها كانوا أناساً طيبين جائعين مثلها، ومن كانوا كالذين اغتصبوها ـ من جند الحرب ـ فهم المجرمون حقاً، في استعلائهم وتسمع وقع اقدام السكارى فيتمثل لها الوجود كله مقسوماً إلى شطرين يفصل بينهما سور، ها هنا بغايا، وهنالك سكارى ـ تلك هي حياة البشر، وكـل فريق منهما يطلب الآخر، ولكن السور عنيد كسور يأجوج ومأجوج الذي سمعت عنه في الصغر، ولا يمكن أن يدركه إلا طفل اسمه " إن شاء الله" .
فيقول الشاعر :

هي والبغايا خلف سور، والسكارى خلف سور
يبحثنّ هنّ عن الرجال، ويبحثون عن النساء،
سور كهذا، حدثوها عنه في قصص الطفولة :
" يأجوج " يغرز فيه، من حنق، أظافره الطويلة
والسور باق لا يثلّ وسوف يبقى ألف عام ،
لكن ( إن ـ شاء ـ الإله )
ـ طفــلاً كذلــك سميــــاه ـ .

ويدركها الاحساس بأن الزبائن يعرضون عنها، الأنّها عمياء؟ ولكن الذين يطلبون جسدها لا يبحثون فيه عن عينيها. أترى أن رفيقتها ( ياسمين) هي سبب إعراضهم عنها لانها تزينها بالطلاء، فتتعمد تشويه محاسنها ، حيث يقول :
ولعل غيرة" ياسيمن" وحقدها سبب البلاء :
فهي التي تضع الطلاء لها وتمسح بالذرور

وجهاً تطفأت النواظر فيــه
ـ كيف هو الطلاء ؟
وكيف أبدو ؟
ـ " وردة قم ضياء "
ان الجوع الصارخ جعلها تصرخ بينها وبين نفسهاـ مستدعية السكارى، مدلة بنسبها العربي، لم لا يأتي هؤلاء السكارى فيضاجعون دماء الفاتحين ـ دم خير الامم كما كان أبوها يقول ـ ليكون في ذلك درس لكل أب لا يزوج أبنته متشبثاً بخرافة النسب، عشرون عاماً مضت وهي تأكل بنيها من سغب ، تريد الحياة وهي تخون سنّة الحياة ، وكان موت إبنتها( رجاء) راحة له إنتظار إنتظار
عشرون عاماً قد مضين، وأنت غرثى تأكلين
بنيك من سغب ، وظمأى تشربين
ويقول:
مات الضجيج. وانت ، بعد، على انتظارك للزناة ،
تتنصتين ، فتسمعين
رنين أقفال الحديد يموت، في سأم ، صداه :
الباب أوصــد
ذاك ليل مرّ
فأنتظري سواه.
إنّ قصيدة المومس العمياء لاتطرح إلا رؤيا سيابية خاصة في موضوعها أكثر مما هي رواية واقعية ، فالمضمون الواقعي الذي عبّر عنه السياب في هذه القصيدة لا يكاد يخرج عن حالة إنسانية محددة تحمل من خيالات شاعرها وتصوراته الشيء المبالغ فيه وهي بعد ذلك لا تتسع لواقع إجتماعي إراد السياب أن يجعلها معبرة عنه، ولا تقود إلى الهدف الذي يبغيه الشاعر من هكذا مضمون .
ولا نظن أن هذه القصيدة ـ كموضوع إجتماعي تطرق إليه الشاعرـ بعيداً عن المستوى الفني الذي كانت عليه ـ ترقى إلى مستوى الشعر الاجتماعي والسياسي الذي كان سائداً ، او الذي عبّر عن بعضه الشعراء العراقيون الكلاسيكيون . ولعلنا لا نغمط قصيدة السياب هذه حقاً إذا قلنا أنها لم ترق فـي التأثير الجماهيري إلى قصائدهم في ذات الموضوع . وان هذه القصيدة يمكن ان تعتبر النقطة الفاصلة التي إنتهت عندها علاقة الشاعر الواهية بالشيوعيين فقصيدة المومس العمياء قصة النساء اللواتي يطعمنّ جوعهنّ ببيع الحب لزبائنهنّ وتعالج هذه القصة الشعرية مشكلة وعواطف امرأة عمياء من هذه الطبقة سيقت إلى هذا الحتف المميت وينجح الشاعر في عرض عواطفها وذكريات شبابها الطاهر ونجح ايضاً في عرض شفقته الانسانية عنها.
...
لم يكن هذا كل شيئ عن هذا الشاعر

ربما هي إضاءة جانبية على ناصية ادبه وحياته...

شكرا لكل من مر من هنا..








خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 10-27-2010, 08:07 PM
المشاركة 2
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديبة سارة الودعاني

جزاك الله خيرا ً , لقد استمتعت جدا ً بما كتبتيه

وتألمت جدا ً , متى نفهم أن الإنسان هو الإنسان ضمن

الإطار العام بعيدا ً عن كل طائفة ومذهب ودين .

عندما نفهم الدين يجب أن نكون أرقى أنواع البشر

رحم الله الشاعر بدر شاكر السياب وجعل مثواه الجنة

وحبذا لو عرفنا قيمة أدبائنا وهم على قيد الحياة

سلامي لك والتقدير .

قديم 10-28-2010, 10:48 PM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من روائع السياب
( ... عيناك غابتا نخيل ساحة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان , تورق الكروم
...)
شكرا لهذه الإضاءة لحياة أديب كبير و شاعر متميز.
ثبت النص سابقاً
و لكن لثقل النت لم أك قادراً على التعليق.
و عتبي المتواضع أنني لم أجد للموضوع خلفية مرجعية.

قديم 10-29-2010, 01:56 PM
المشاركة 4
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديبة سارة الودعاني

جزاك الله خيرا ً , لقد استمتعت جدا ً بما كتبتيه

وتألمت جدا ً , متى نفهم أن الإنسان هو الإنسان ضمن

الإطار العام بعيدا ً عن كل طائفة ومذهب ودين .

عندما نفهم الدين يجب أن نكون أرقى أنواع البشر

رحم الله الشاعر بدر شاكر السياب وجعل مثواه الجنة

وحبذا لو عرفنا قيمة أدبائنا وهم على قيد الحياة

سلامي لك والتقدير .



مرحبا بك استاذ عبدالسلام حمزة

صدقت اخي فنحن لسنا ارباب للبشر خلقوا ليعبدوننا كي نرضى عنهم
وحين اقرا لشاعر او اديب فإني لا انظر الى بطاقته المدنية
وقد تلاحظ اني لا ادخل القسم الأسلامي في منابر ليس هذا من باب البعد ولكن ما يتعلق بالدين
اتهيب الوقوع في محضور يحسب علي وخاصة في رواية الاحاديث, وأذكر اني اعترضت على حديث يتحدث عن النوم على البطن وانه صفة نوم اهل النار, ورجعت الى مصدر موثوق وقال ان الحديث ضعيف وهكذا يزعجني الخلاف حول الدين..

أشكر لك جميل حضورك وجمعة مباركة لك وعليك..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 10-29-2010, 02:22 PM
المشاركة 5
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


من روائع السياب
( ... عيناك غابتا نخيل ساحة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان , تورق الكروم
...)
شكرا لهذه الإضاءة لحياة أديب كبير و شاعر متميز.
ثبت النص سابقاً
و لكن لثقل النت لم أك قادراً على التعليق.
و عتبي المتواضع أنني لم أجد للموضوع خلفية مرجعية.

مرحبا بك استاذ عبده فايز الزبيدي

ولك العتب حتى ترضى

اهل مكة ادرى بشعابها واهل العراق ادرى بادبهم

اما انا فكانت مصادري ومعرفتي عن طريق ما ينشر عن السياب

ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

وعدد من المواقع الثقافية

وحاولت أن أبتعد عن كل ما أثير حول معتنقه ومذهبه

وربطه بعمه وببيئته الثورية





{ عيناك غابتا نخيل ساحة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان , تورق الكروم}


وكانت الزاوية التي حاولت النظر اليه من خلالها هو إنسانيته وعمق إحساسه بالمحيط به

ولو ان إلقاء نظرة الى داخل قلبه وروحه الخاصة بالطبع سيكون اروع ..

بالطبع يا أستاذ عبده يسرني ان أقرأ له من خلال ما يجود به قلمك..

شكرا لمن ثبت الموضوع

ولك أيضا..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 10-30-2010, 10:35 PM
المشاركة 6
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرالك أختي الكريمة
سارة الودعاني
و قد تشرفت بتثبيت النص لأن محوره هو السَّياب.
و يشرفني لو كنت عراقياً أو شآمياً أو .... فكل بلاد الضاد هي أوطاني
بيد أنني و لله الحمد من بلد الحرمين و كفى بجيرة بيت الله و بيت رسوله صلى الله عليه و على آله و صحابته شرفا .
بخصوص السياب:
و رد في كتاب ( أباطيل و أسمار) لشيخ العربية محمود محمد شاكر في سفره الثاني ص456 على لسان لويس عوض في شأن بدر شاكر السياب في معرض شرحه لقصيدة الأخير (المبغى):
(( .... لا يقلدُ (أي السياب) تكتيك إليوت , بل يتمثله و يحتويه و يتغذى به , بطريقة الأسموز , أو الإنتشار الغذائي.))
و لويس عوض (أجاكس عوض) أختي الكريمة هو كاتب (بلوتولند) الذي قال في مستهله (لقد مات الشعر العربي , مات عام 1933 , مات بموت أحمد شوقي , مات ميتة الأبد )
و نحن نعلم أنَّ محمود شاكر من أنصار الكلاسيكية و يرى أن الشعر الجديد هو تبعية عمياء للغرب التبشيري الذي اتخذ التعليم و الصحافة سلاحاً فاعلاً في هدم الهوية العربية .
هذا لا يعني أن شيخ العربية كان يعادي السياب _ معاذ الله - و لكنه كان يتحسر ضمناً على تحوله من مدرسة عمود الشعر إلي الرمز حيث لا قواعد عامة تحكم :الإبداع و ترقي الذوق , بل دفع بعض المفاهيم المغلوطة عن قصيدته ( المبغى ) الصادرة من دعاة التجديد دفعاً مستميتا.

هذه عجالة أردت أن أشير بها من طرف خفي إلي أمرين:
أولهما: ريادة بدر شاكر السياب المبكرة
و ثانيهما: أن تجربته كانت _بزعمي _ كالأنشوطة بين قوتي جذب متضادتين : الكلاسيكية الميممة شطر الشرق
و التجديدية ( الهادمة لعمود الشعر ) المتوجهة نحو الغرب , و لي عودة بحول الله و قوته,
محبتي للجميع.

قديم 10-31-2010, 01:46 PM
المشاركة 7
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرالك أختي الكريمة
سارة الودعاني
و قد تشرفت بتثبيت النص لأن محوره هو السَّياب.
و يشرفني لو كنت عراقياً أو شآمياً أو .... فكل بلاد الضاد هي أوطاني
بيد أنني و لله الحمد من بلد الحرمين و كفى بجيرة بيت الله و بيت رسوله صلى الله عليه و على آله و صحابته شرفا .
بخصوص السياب:
و رد في كتاب ( أباطيل و أسمار) لشيخ العربية محمود محمد شاكر في سفره الثاني ص456 على لسان لويس عوض في شأن بدر شاكر السياب في معرض شرحه لقصيدة الأخير (المبغى):
(( .... لا يقلدُ (أي السياب) تكتيك إليوت , بل يتمثله و يحتويه و يتغذى به , بطريقة الأسموز , أو الإنتشار الغذائي.))
و لويس عوض (أجاكس عوض) أختي الكريمة هو كاتب (بلوتولند) الذي قال في مستهله (لقد مات الشعر العربي , مات عام 1933 , مات بموت أحمد شوقي , مات ميتة الأبد )
و نحن نعلم أنَّ محمود شاكر من أنصار الكلاسيكية و يرى أن الشعر الجديد هو تبعية عمياء للغرب التبشيري الذي اتخذ التعليم و الصحافة سلاحاً فاعلاً في هدم الهوية العربية .
هذا لا يعني أن شيخ العربية كان يعادي السياب _ معاذ الله - و لكنه كان يتحسر ضمناً على تحوله من مدرسة عمود الشعر إلي الرمز حيث لا قواعد عامة تحكم :الإبداع و ترقي الذوق , بل دفع بعض المفاهيم المغلوطة عن قصيدته ( المبغى ) الصادرة من دعاة التجديد دفعاً مستميتا.

هذه عجالة أردت أن أشير بها من طرف خفي إلي أمرين:
أولهما: ريادة بدر شاكر السياب المبكرة
و ثانيهما: أن تجربته كانت _بزعمي _ كالأنشوطة بين قوتي جذب متضادتين : الكلاسيكية الميممة شطر الشرق
و التجديدية ( الهادمة لعمود الشعر ) المتوجهة نحو الغرب , و لي عودة بحول الله و قوته,
محبتي للجميع.




مرحبا بك استاذ عبده فايز الزبيدي..

كما أسلفت انت

الوطن العربي كله وطن لنا وخاصة بالنسبة لي لو خيرت أي بلد أود لأحترت..

اولا اشكر لك سرعة تواصلك وحسن ذاتك وسعة صدرك وإيضاحك هذا بلاشك سوف أستفيد منه

وهنا نقطة احب ان اوضحها عن نفسي وهي اني قارئة للادب والشعر ولست دارسة له لذلك أرجوا إيجاد العذر لي فيما لو كان هناك قصور في الفهم أو النقل فكل غرضي هو نشر قرأة أعجبتني لشاعر ما أو أديب ..

وما ستضيفه حين عودتك بلاشك فائدته ستعود علي بنفع..

مرة أخرى أشكرك وانتظر عودتك..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 11-03-2010, 10:52 AM
المشاركة 8
علي أحمد الحوراني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أختي الكاتبة المبدعة سارة الودعاني قرأت واستمتعت بالموضوع عن بدر شاكر السياب وتابعت المداخلات واسمحوا لي بكلمات : -

بدر شاكر السياب مدرسة شعرية مع اني قرأت له قصيدة مطر مطر وجيكور وبعض القصائد المدرسية المقرره والأبيات التي ذكرها الشاعر وصاحب اللّمحات النقدية الجميلة عبده هي التي قلّدتها عندما كنت طالبا في الثانوية ومنها بدأت كتابة الشعر( طلع النهار )هو كان شيوعي وتجدينه حزينا بائسا وكنت طالبا اسلاميا لاحظي كلمة النهار التي ترمز الى الخيروالعطاء وكذلك هو ديننا ونشرتها في جريدة -انتهت -كانت تسمى الأخبار طبعا عام 1979
أو قريب من ذلك فله الفضل ان تتلمذت على شعره أو قولي اقتت على شعره ليست لدينا مشكلة من هو الذي انطلقت على يديه التفعيلة الاولى لشعر التفعيلة وهو بالفعل انقلاب كبير في مقابل الجمود والركود للشعر العامودي المتمثل بالخطابة والرتابة وشعر المناسبات والاحتفالات والمناكفات-

مع اني من أهل العامود الشعري أو اقاربهم الا انني احب الشعر الحر المتمثل بالتفعيلة والموسيقى والتكثيف المستند على الوضوح والدهشة

- هناك نماذج جميلة ورائعة من كل الجنسين أو النوعين ان جاز التعبير من الشعر العامودي وكذلك التفعيلة في هذه الأيام قد لا نجدها خلال السنوات السابقة الطويله من حيث المعنى والصور ومقومات الشعر لتطور الحياة بشكل عجيب
والفترة الزمنية كفيلة بان يسترجع الشعر شيئ من حيويته بعيدا عن شعر المناسبات والمناكفات
-

اعتقد ان السياب وامثاله من المبدعين لهم دور في الريادة والتطور الذي حصل لا اريد ان اطيل انا أعلم اني خرجت عن النص قليلا لكنها مجرد مشاركة دمت مبدعة

قديم 11-05-2010, 07:37 PM
المشاركة 9
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أختي الكاتبة المبدعة سارة الودعاني قرأت واستمتعت بالموضوع عن بدر شاكر السياب وتابعت المداخلات واسمحوا لي بكلمات : -

بدر شاكر السياب مدرسة شعرية مع اني قرأت له قصيدة مطر مطر وجيكور وبعض القصائد المدرسية المقرره والأبيات التي ذكرها الشاعر وصاحب اللّمحات النقدية الجميلة عبده هي التي قلّدتها عندما كنت طالبا في الثانوية ومنها بدأت كتابة الشعر( طلع النهار )هو كان شيوعي وتجدينه حزينا بائسا وكنت طالبا اسلاميا لاحظي كلمة النهار التي ترمز الى الخيروالعطاء وكذلك هو ديننا ونشرتها في جريدة -انتهت -كانت تسمى الأخبار طبعا عام 1979
أو قريب من ذلك فله الفضل ان تتلمذت على شعره أو قولي اقتت على شعره ليست لدينا مشكلة من هو الذي انطلقت على يديه التفعيلة الاولى لشعر التفعيلة وهو بالفعل انقلاب كبير في مقابل الجمود والركود للشعر العامودي المتمثل بالخطابة والرتابة وشعر المناسبات والاحتفالات والمناكفات-

مع اني من أهل العامود الشعري أو اقاربهم الا انني احب الشعر الحر المتمثل بالتفعيلة والموسيقى والتكثيف المستند على الوضوح والدهشة

- هناك نماذج جميلة ورائعة من كل الجنسين أو النوعين ان جاز التعبير من الشعر العامودي وكذلك التفعيلة في هذه الأيام قد لا نجدها خلال السنوات السابقة الطويله من حيث المعنى والصور ومقومات الشعر لتطور الحياة بشكل عجيب
والفترة الزمنية كفيلة بان يسترجع الشعر شيئ من حيويته بعيدا عن شعر المناسبات والمناكفات
-

اعتقد ان السياب وامثاله من المبدعين لهم دور في الريادة والتطور الذي حصل لا اريد ان اطيل انا أعلم اني خرجت عن النص قليلا لكنها مجرد مشاركة دمت مبدعة


مرحبا بك اخي الشاعر علي الحوراني..

سررت بمداخلتك فهي بلا شك سوف تثري الموضع وتحرك اعماقه

فهناك الكثير عن الشاعر بالتأكيد لا أعرفه انا

فالفرق بيننا أنكم درستوا وتتلمذتوا وربما تخصصتوا في الأدب والشعر

بينما انا مازلت هاوية للقرأة ويسرني أن أقرا المزيد..

تقول أنك تتلمذت ثم أردفت انك إقتت على شعره , الأرجح انك تتلمذت

ولو لم يكن لقرأتك له صدى داخلي في فكرك لما أستطعت ان تجاري قصيدته

فكما يقول المثل :

إنك تسطتيع ان تورد الخيل إلى النهر ولكنك لا تستطيع اجباره على الشرب !

أستاذ علي

ليس هناك اجمل من الخروج عن النص مما يعني ان هناك مساحة من الأريحية بيننا..

ممتنة لحضورك..

تحية وتقدير لك..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 11-05-2010, 08:31 PM
المشاركة 10
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من كتاب الدكتور / خليل إبراهيم العطية
(التركيب اللغوي لشعر السّياب)

و هو بحثٌ قيم يشرح النسيج اللغوي الذي قدمه بدر شاكر السياب للفصحى و محبيها
سأقدمه موجزاً لعلني أصل مع كاتبه و معكم إلي صورة ميكرسكوبية عن دواخل السياب ننظر من خلالها إلي ميكانيكة التفاعل في دواخل نص السياب قبل و بعد الإنتاج.
و استشفع بنبل قصدي لديكم عن أي خلل أو قصور .
قال في مقدمته عن هدفه و هدف كتابه :
(هذا بحث يهدف إلي دراسة جوانب من لغة السَّياب ...) ص6
( ... بمستطاع النقد اللغوي أنْ يقول الكثير في تقديم الشعر و اكتناه أبعاده , و ذلك نابع من أن البناء اللغوي جزء أساسي من مفهوم الشعر ... و لئن وجه النقدُ اللغوي القديم إلي الشعر بعض الملاحظات , فما أحرى النقد اللغوي الحديث أن يقول في الشعر الحديث ما شاء من حيثُ :
تركيبه اللغوي نحوه و صرفه , و دلالات ألفاظه , بعد تعدد مذاهب الفكر و تشعب مناحيه و كثرة (مدارسه) و تشابكها ... ) ص25


( ... و السيابُ – شاعرا _ شأنه شأن غيره من الشعراء المُحدثين أغنى فصيحة العصر بعدد غير قليلٍ من الصيغ و التراكيب و دلالات الألفاظ , مما سنجلوه في قادم الصفحات .) ص29

منابع ثقافة السَّياب:
و أريد بالمنابع مناحي ثقافته و مصادرها التي كون منها مجمل شاعريته , فبانت أثارها في شعره و تركيبه اللغوي على هيأة ألفاظ و صور شعرية و رموز و أساطير , ... ) ص31

و قد تحدث الكاتب عن تاثر السياب بالتراث العربي عن ظاهرتين:

الأولى: الألفاظ المعجمية,
و الثانية : تأثره بمعاني الشعراء الأقدمين
فقال:
(... 1. و بصدد التراث العربي اللغوي فإن الدارس يجد:
الدأماء (1944) , كعاب (1944) , ترة (1944) , غض الإهاب (1944) , خود رداح (1944) , الجوسق (بلا تأريخ) , الشرب (1946) , الأوام (1946) , الحباب (1946) , الجثام (1953) , ... ,المشاش (1962) ,
سماوة (1963) ...
... لا شكَّ عندي أن بدراً أفادها مما عاد إليه من مظان اللغة و الأدب , و بعضاً مما حفظ من الشعر العربي القديم ...) ص32-33



ب:الناحية الثانية التي نحن بصدد دراستها فمتعلقة بتأثره بشعراء الفصيح الغابرين ,...
  1. قال السياب :
و الغادة الجذلى يشاركها الغرام بما تقول

و أمام عيني جدول عذب مقبله ضئيل
قيثارة الروح 46 (1944)

و هو تأثر بقول عنترة العبسي في معلقته :


إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ= عذْبٌ مُقبله لذيذ المطعم
  1. و ربما كان قول بدر في قصيدته ( غار سيالوركا) أنشودة المطر (1960)
في قلبه تنور و الماء من جحيمه يغور:

طوفانه يطهر الأرض من الشرور

صدى بيت أبي العلاء المعري في اللزوميات:
الأرضُ للطوفانِ مُشتاقة =لعلها من دَرَنٍ تَغْتَسل
  1. و بيت السياب ( أنشودة المطر) :
و الذي حارت البرية فيه =بالتآويل كائن ذو نفوذ


مُهْتَدم من قول أبي العلاء :
و الذي حارت البرية فيه =حيوان مستحدث من جماد

... ثمَّ يقول الكاتب:
... 6.أمَّا قوله :
أُقضي نهاري بغير الأحاديث غير المُنى =و إن عسعس الليل نادى صدى في الرياح (1963)

فصدى واضح لبيت ابن الدمينة :
أقضي نهاري بالحديث و بالمُنى =و يجمعني و الهم بالليل جامع ... ) ص32-36

2. التراث العالمي :
السياب أحد الشعراء العرب المُحدثين الذين ( غَرفوا ) من التراث العالمي, و قد ساعده في ذلك معرفته بالإنكليزية التي اطلع من خلالها على شعر أعلام الشعر في العالم مثل:
ت. س. إليوت و أديث سيتويل و v. lyly و جون كيتس , فضلاً عن لوركا و شكسبير . .. ) ص38
( ... و يُلاحظ تأثر السياب بإليوت مبكراً , لأننا نجد له في أساطير , و في قصيدة (ملال) 1948:
و أكيل بالأقداح ساعاتي و أسخر باكتئابي
الذي يكاد يكون ترجمة لقول ت. س. إليوت الذي يقول فيه:
I love me aswed out life with coffee spoons ) ص 39


( و إذا تركنا إليوت و ذهبنا لأديث سيتويل التي قرنها السياب بأبي تمام حتى قال :
(( الطريقة التي أكتبُ بها أغلبُ قصائدي الآن هي مزيج من طريقة أبي تمام و طريقة أديث سيتويل :
إدخال عنصر الثقافة و الاستعانة بالأساطير و التأريخ و التضمين في كتابة الشعر )
... فإننا نجد لبدر مقطعاً من قصيدة (كونغاي) , يكاد يكون ترجمة ترجمة لقصيدتها –كما اعترف في هامشها – ترنيمة سرير lullaby التي فيها :
رغم أن العالم استسر و اندثر
ما زال طائر الحديد يذرع السماء
و في قرارة المُحيط يعقد الثرى
أهداب طفلك – اليتيم – حيث لا غناء
إلا صراخ " البايبون" : زادك الثّرى
فازحف على الأربع .. فالحضيص و العلاء سيان
و الحياة و الفناء ))

كما وجهته أديث ستيويل نحو استعمال الرموز المسيحية , المُتناثرة في شعرة ابتداء من أنشودة المطر ) ص40-41


3. الرموز و الأساطير:
(... و قد فسر السياب إقبال الشاعر الحديث على على الأسطورة بانعدام القيم الشعرية في حياتنا المعاصرة , لغلبة المادة على الروح , و لهذا يلجأ الشاعر إلي عالم آخر يحسُ فيه بالارتياح , ليبني بها عوالم يتحدى بها منطق الحديد و الذهب ...) ص44
( ... أمَّا الرموز التي يلقاها دارس السياب فماثلة في رموزه الدينية المشتملة على رموز الكتب المقدسة : كالقرآن الكريم و الإنجيل و التوراة ...
أمّا رموز القرآن الكريم فهي :
هابيل و قابيل , و أيوب , و نوح , ....

و من رموز العهدين (الجديد و القديم):
الجلجلة , و العازر , و المسيح , و اليسوع ....

و لم يقتصر شعر السياب على الرموز المسيحية , بل أفاد مما ورد في (الأناجيل ) فبيته في (مرثية الالهة)/ أنشودة المطر:
دمي هذه الخمر التي تشربونها=و لحمي هو الخبز الذي نال جائع ) ص42-46

( أمّا الرموز الأسطوريةفمنها:
البابلي:كبابل و تموز و عشتار و عشتروت
الإغريقي:إيكار و أوديب واورفيوس و أبولو و أدونيس .... ) ص47


....................... يتبع إن شاء الله.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: << بدر شاكر السياب .. والقليل عنه >>
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفياء جيكور / بدر شاكر السياب عبدالله باسودان منبر مختارات من الشتات. 1 02-08-2021 03:40 PM
سيدة السحاب سليّم السوطاني منبر البوح الهادئ 3 01-10-2016 11:29 AM
من روائع بدر شاكر السياب _ غريبٌ على الخليج حميد درويش عطية منبر ديوان العرب 11 06-15-2012 04:17 PM
++ أنشودة المطر ++ بدر شاكر السياب أحمد فؤاد صوفي منبر ديوان العرب 20 05-16-2011 10:48 AM
من روائع بدر شاكر السياب ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 160 10-06-2010 10:56 PM

الساعة الآن 09:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.