قديم 08-08-2011, 10:31 PM
المشاركة 251
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عدم الانشغال بالأسباب

إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب ، لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد ، إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده ، بسبب من يشاء ، وبما يشاء ، وكيفما يشاء ..
وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى ، لهي ( صنم ) يعبد من دونه ، وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح ..
ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين ، وإن ادعوا هدفا راجحا :
{ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }
فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى ، لهي دعوى باطلة من أيّ كان ، مشركاً كان فاعله أو موحداً ..
وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال ..
و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير ، والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره .
______________________________
*
*
حميد
8
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-09-2011, 05:06 PM
المشاركة 252
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
برد الرضا

قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية ، مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض ..
فللرضا بين الزوج والزوجة ، والأب وولده ، والصديق وصديقه ، والراعي ورعيته ، ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة ، وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر ..
ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن من الإحساس ( بالسّكون ) تارة ، و( بالقشعريرة ) تارة أخرى ..
فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ، ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!.
______________________________________
*
*
حميد
9
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-10-2011, 03:07 PM
المشاركة 253
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الذكر اليونسي

إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً - يأنس به - في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس ..
فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره ..ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد ، هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء ، وهو يونس ( عليه السلام ) بقوله :
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ..
فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) ، و( التنـزيه ) ، و( الاعتراف ) بالخطيئة ، والملفت في هذه الآية ، أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا ، وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك )..
والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس ( عليه السلام ) من الانقطاع والالتجاء الصادق ، لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت .
________________________________________
*
*
حميد
10
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-11-2011, 01:56 PM
المشاركة 254
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إصلاح ذات البين

ندب الشارع المقدس إلى بعض الأمور بشدة ، ومنها إصلاح ذات البين ،
وذلك لأن المتخاصِمَين يصعب عليهما إصلاح الأمر بنفسهما ،
لاحتياج الأمر إلى ( نكران ) للذات - منهما أو من أحدهما - قد لا يوفق له عامة الخلق الذين يصعب عليهم نكران الذات وتجاوزها ..
ولهذا قد تستمر دوامة الخصومة تلف المتخاصمين إلى آخر الحياة ،
بما فيها من ارتكاب للمعاصي العظام :
كالغيبة ، والنميمة ، والقذف ، والقتل وغير ذلك
وتعظم المصيبة عندما يجمعهما رحم قريب ..
فالمصلح ( يخلّص ) المتخاصمين من هذه المهالك الكبرى ،
بيسير من القول أو الفعل ، قد ( يمتد ) أثره إلى أجيال المتخاصمين ..
___________________________________________
حميد
11
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-12-2011, 02:06 PM
المشاركة 255
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التعصب للحق

قد يكون المتعصب للحق مذموما على تعصبه فيما لو اقترن بالجهل ..
لأن المتعصب الجاهل قد يخطئ سلوك السبيل الشرعي في الترويج لحقه ،
وبالتالي قد يسيء للفكرة نفسها بدلا من ترويجها ،
ولكنه يبقى ( ممدوحا ) على شدة ( تعلّقه ) بالحق الذي أصابه في أصله ،
وإن أخطأ في تعصبه ،
ومن هنا لزم تنبيهه ليعمل على وفق الحق الذي آمن به وتعصّب له ..
وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال :
{ فليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدركه }

__________________________________________
*
*
حميد
12
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-13-2011, 02:04 PM
المشاركة 256
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الإثنينية في التعامل

إن من الممكن لمن يعيش أجواء متوترة - في المنـزل أو العمل - أن يعيش حالة من الإثنينية النافعة ، بمعنى مواجهة الأزمات بشخصه ( الظاهر ) للناس ، وهو الذي يعيش على الأرض بهمومها ومشاكلها ..
وهذا الشخص الظاهر للعيان هو الذي قد يهان أو يعاقب ، إلا أن هناك شخصية أخرى لاتطالها يد البشر أبدا وهي شخصيته ( الروحية ) ، لأنها ليست من عالم المادة لتخضع للتهديد أو العقاب ، فالأمر كما وصفه أمير المؤمنين بقوله :
{ صحبوا الدنيا بأبدان ، أرواحها معلقة بالمحل الأعلى } ..
وعليه فليس العبد ملزماً بأن يواجه الآخرين بهذه الشخصية ، وينـزّلها من عالمها الآمن ، ليكّدر صفوها بكدر أهل الدنيا ..
فالإيذاء القولي والفعلي إنما هو متوجه لذلك الوجود المادي ، لا لهذه ( اللطيفة ) الربانية ..
والذي يواجه الأزمات الأرضية هو ( شخصـه ) لا شخصيته ، إلا إذا تعمد هو بسوء اختياره في زجّها فيما لا يحمد عقباه .

__________________________________
*
*
حميد
13
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-14-2011, 05:08 PM
المشاركة 257
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هداية السبل بالمجاهدة

قد ذكر القرآن بصريح القول ، أن هداية السبل مترتبة على الجهاد في الله تعالى ، فالذي لا يعيش في حياته شيئا من المجاهدة :
في نفسه ، أو ماله ، أو بدنه
كيف يتوقع الاهتداء إلى تلك السبل الخاصة ؟!..
ومن هنا قد يعوّض الحق تقاعس عبده في المجاهدة ، وذلك بتعريضه لأنواع البلاء ، رأفة به ولرفع آثار قعوده عن الجهاد ، المتمثل بحجبه عن السبل ..
ولو ( كلّف ) نفسه شيئا من المجاهدة ، ( لاندفع ) عنه بعض البلاء ..
وبذلك يكون - بتثاقله إلى الأرض - قد خسر ( العافية ) ، و ( بركات ) المجاهدة المباشرة التي قد لا يعوّضها البلاء تماما .

_____________________________________________
*
*
حميد
14
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-15-2011, 05:59 PM
المشاركة 258
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دعوة العبد بالأذان

إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه ، وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان ، أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل ..
وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع ، يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد ..
ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض ، يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر ..
وقد قال الحق تعالى :
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }.
___________________________________________
*
*
حميد
15
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-16-2011, 02:58 PM
المشاركة 259
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مودة ذوي القربى

عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة ..
الأول :
أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى :
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }
الثاني :
أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى :
{ ما سألتكم من أجر فهو لكم }
الثالث :
أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى :
{ ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } ..
فيستفاد من مجموع ذلك :
أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة
وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها
وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى .
___________________________________________
*
*
*
حميد
16
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-17-2011, 06:12 PM
المشاركة 260
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التفويض إلى البصير بالعباد
يختم الحق قوله في :
{ وأفوض أمري إلى الله }
بذكر ( العباد ) ..
ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه ، من خلال ( سيطرته ) على العباد ،
بمقتضى مولويته المطلق و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين ..
فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد ، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض ..
وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة ، الجليلة منها والحقيرة .
__________________________________________
*
*
*
حميد
17
8
2011


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 10:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.