« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
_…ـ-* التمكين بالتصرف في القلوب *-ـ…_
إن مما يعول عليه المؤمن في حياته هو ( التصرف ) الإلهي في قلوب العباد حباً وبغضاً .
ومثال ذلك في حياة الأنبياء ( عليهم السلام ) هو تصرف الحق المتعال في قلب العزيز ، بما جعله يهوى يوسف الصديق ويكرم مثواه إلى درجة اتخاذه ولداً مع ما يستلزمه من العطف والحنان ،
ثم يعقّب ذلك بقوله تعالى : { وكذلك مكّنا ليوسف في الأرض } . فهذا ( تمكين ) منتسب للحق وإن كان تصرفاً في قلب العزيز ،
وعليه فإن من يرغب في العزة والملك ، فعليه أن يعلم أن ( أسباب ) ذلك كله بيد القدير المتعال ، فهو الذي يسوق الأسباب في هذا المجال - وما أكثرها - لمن يريد له العزة والملك .
وشتان بين عزة وملك يعطيهما الحكيم الخبير ، وبين ما يتكلفه العبد تسلطاً على رقاب الآخرين ، بما يؤول أخيراً إلى الذل في الدنيا والعذاب في الآخرة .
حميد
عاشق العراق
5 - 1 - 2013
_…ـ-*المفاهيم الخاطئة *-ـ…_
هنالك بعض المفاهيم التي يخطئ فهمها من لم يؤت حظاً من العلم ، والإلمام بالنصوص الواردة عن حملة الوحي الإلهي ، فمن تلك المفاهيم :
الزهد ، والعزلة ، والتوكل ، والصمت ، والذكر ، والانتصار للحق ، والأنس بالغير ، والانقطاع بترك الأسباب ، والكرامة ، والواردات الغيبية وما شابه ذلك ، لأنها مفاهيم ( متأرجحة ) عند الخلق بين جانبي الإفراط والتفريط مفهوماً وتطبيقاً ،
فقد يأخذ العبد بأحد جانبيه ليجلب لنفسه ما لا يحمد عقباه ..وقد يُـوفق ( للاعتدال ) في تطبيق بعض المفاهيم دون بعضها الآخر ،
فينمو نمواً غير متزنٍ ، كما لو نما بعض أجزاء بدنه دون الآخر ، مما يجعله موجوداً غير مستوي الخلقة في تكوينه النفسي .
ومن هنا لزم أن يكون ( الإمام ) على الأمة الوسط ، هو من اعتدلت فيه كل صفات الكمال - فهماً وتطبيقاً - ومن بعده الأقرب فالأقرب إلى مثل هذا الاعتدال .
حميد
عاشق العراق
5 - 1 - 2013
_…ـ-* استقلالية الذكر الكثير *-ـ…_
إن العبد لا يستغني عن ( ذكر ) الحق ولو كان في حال ممارسة عملٍ ( قربيّ ) كالجهاد الذي هو - كما روي - فوق كل برّ .
فقد يكون العبد مجاهداً بنفسه وماله وبدنه ، متقرباً إلى الحق المتعال بمجمل نيّته ، إلا أنه لا ( يستحضر ) رقابة الحق في كل خطوة من خطواته .
ولهذا ورد في القرآن الكريم ما يؤكد هذا المعنى بقوله تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً }
فقد طلب الحق الذكر الكثير حتى بعد اللقاء والثبات في مجاهدة الأعداء ، رغم أن الموقف أبعد ما يكون عن الغفلة ، لأنه قتال في سبيل الحق المتعال بما فيه من معاناة واصطبار .
ومن ذلك يُعلم أن للذكر الكثير قيمة كمالية مستقلة ، قد تفارق حتى الجهاد على عظمة تأثيره في تكامل الفرد والأمة .
حميد
عاشق العراق
6 - 1 - 2013
_…ـ-* الانطباع الأولي للعبد *-ـ…_
إن الانطباع ( الأولي ) للعبد عند مواجهة أهل المعاصي ، هو الإحساس ( بالتعالي ) والنفور ، بما قد يؤدي إلى العجب بالنفس والاحتقار للغير ، واليأس من هداية الخلق .
والمطلوب من العبد أن يعيش شعوراً ( بالشفقة ) والأسى ، وخاصة تجاه المستضعفين من الرجال والولدان الذين لم تكتمل حلومهم ، بل وأحاطتهم ما يسلبهم القليل مما بقي من عقولهم .
وإن التأمل في هذه الآيات مما يعكس حالة الشفقة والحسرة التي كانت تعتلج في نفس من بعثه الحق المتعال رحمةً للعالمين وهي :
{ فلا تَذْهَبُ نفسُكَ علَيْهِم حَسَراتٍ }
و{ لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسُكَ على آثارِهِم }
و{عَزيزٌ عليْهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ علَيْكُم }
حميد
عاشق العراق
6 - 1 - 2013
_…ـ-*الشوق إلى الموت*-ـ…_
فالذي يرى الموت جسراً بين العناء والسعادة المطلقة ، لا يمكن أن يستوحش منه وهو على مشارفه ، وهذا خلافاً لمن لا يعلم ما وراء ذلك الحد ، بل يعلم بما هو أسوأ من حاضره .
ولهذا جعل الحق المتعال تمنيّ الموت من دلائل الصدق في دعوى الولاية للحق ، وذلك في قوله تعالى :
{ إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } .
وقد أفصحَ أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) عن شدّة ( شوقه ) إلى الموت في مواقف عديدة منها قوله ( عليهِ السلام ) :
{ والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه ، ومن الرجل بأخيه وعمه }
والسر في ذلك واضح ، إذ الموت عنده ( عليهِ السلام ) سفر من ( الضيق ) إلى عالم لا يعرف الحدود ، ومن ( مصاحبة ) الخلق إلى التفرغ لمجالسة الحق في مقعد الصدق عند المليك المقتدر .
حميد
عاشق العراق
6 - 1 - 2013
_…ـ-* المـنّة على العباد *-ـ…_
تنتاب البعض حالة لا شعورية من ( الـمنّة ) على العباد عند الإحسان إليهم ، وهو شعور لا يليق بالعبد ،
وخاصة إذا كان العطاء من مال غيره ، أو من مال نفسه في حقٍ واجبٍ :كالخمس والزكاة .
فإن على العبد - حتى في الإحسان التبرعي - أن يدرك أن ذلك كله من ( عطاء ) المولى الذي جعله مُستخلفاً فيه .
فالـمنّة للحق على المعطي ، وعلى المعُطَى له أولاً وآخراً ، فهو مالكهما ومالك ما وصل من أحدهما إلى صاحبه .
حميد
عاشق العراق
7 - 1 - 2013
_…ـ-* تذكّر الفضل *-ـ…_
يذّكر الحق الزوجين المتخاصمين الذّين وصلا إلى مرحلة الطلاق بقوله : { وإن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم } .
ففي ( الخصومة ) يحيد العبد عن جادة الصواب بما يلائم مزاجه الثائر ، ومن هنا كان بحاجة ماسة إلى ما ( يبطل ) مقتضيات ذلك الطبع المنحرف ،
وذلك بالالتزام النفسي بالعفو ، والتغاضي عن مصلحته وإن كان حقاً له ، وقد روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال :
{ يأتي على الناس زمان عضوض ، يعض كل إمرءٍ على ما في يديه وينسون الفضل بينهم }
حميد
عاشق العراق
7 - 1 - 2013
_…ـ-* الإصرار القبيح *-ـ…_
يعيش الإنسان حالة من ( الإصرار ) الداخلي الذي لا مبرر له عند طلبه لبعض حوائج الدنيا ، ومن المعلوم أن هذا الإصرار لا يتناسب مع زيّ العبودية للحق ،
إذ قد روي عن الإمام الصادق ( عليهِ السلام ) أنه قال :
{ ما أقبح بالمؤمن أن تكون لـه رغبة تذله } وقد يخلو العبد من إصرار ( بظاهره ) ولكنه يبقى مصراً بباطنه ،
فيعيش حالة من ( الضيق ) الشديد عندما يرى تأخيراً في قضاء حاجته ، والحال أنه لو رجــع إلى رشده ، لما رأى شيئاً من موجبات اليقين بصلاح أصل حاجته أو تعجيلها .
وعليه فما الوجه في إصرار العبد الذي ليس له من اليقين ما يوجب له ذلك الإصرار ؟! .
حميد
عاشق العراق
9 - 1 - 2013
_…ـ-* اختلاف الحيثيات *-ـ…_
إن محبة العبد وكراهيته إنما يتوجه إلى الفرد بلحاظ الصور الذهنية المنتزَعة من الخارج ، بما يحمله من موجبات الحب والبغض .
وعليه فقد يتأذى العبد من حب شخص آخر لعدوه ، أو عداوة آخر لصديقه ، فيبذر الشيطان بينهما بذر الشقاق والبغضاء ، مستغلا اختلاف العباد في تقييم الأصدقاء والأعداء .
وإن إبطال كيده في حالته تلك ، إنما يكون بالالتفات إلى أن الحب المنقدح في النفوس ليس بلحاظ ( واقع ) العباد ، وإنما هو بلحاظ الصور ( الذهنية ) التي تطابق الواقع حيناً وتخالفه أحياناً أخرى .
وعليه فإن الالتفات إلى هذه الحقيقة الواضحة يرفع الخلاف بين العباد ، وذلك لاختلاف ( الحيثيات ) الموجبة لتعدد الموضوعات حكماً وإن اتحدت واقعاً .
فيتبين من مجموع ما ذكر:
إن محبة عبدٍ لعبدٍ إنما هي لحيثية ، تغاير حيثية بغض الآخر للعبد نفسه ، وعليه فلا خلاف بينهما يستحق معه الشقاق والبغضاء .
حميد
عاشق العراق
9 - 1 - 2013
_…ـ-* كفران نعمة الملكات *ـ…_
إن بعض المَلَكات التي تعطى للعبد ، إنما هي بمثابة ( الوسيلة ) للتكامل : كرقة القلب ، وقوة الفهم ، وسرعة الانتقال ، وحسن الاستيعاب ، وسرعة البديهة ، وحسن التخلص .
هذا كله إضافة إلى ( العلوم ) الحقة المكتسبة من عالم المعرفة الذي يرفده الوحي والعقل والتجربة .
ولكن العبــد - مع ذلك كله - قد يكفر بتلك النعم ، فتنقلب إلى ( حجة ) للرب على العبد ، بدلاً من أن تكون وسيلة لقرب العبد من الرب .
وقد قال تعالى : { ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض } .
ومنه يعلم سر السقوط وهو الإخلاد إلى الأرض ، معرضاً عن موجبات الرفعة والعلوّ ، التي لو شاء الحق المتعال لرفعه بها ، وبذلك يتجلى لنا مدى خسران أصحاب تلك الملكات .
حميد
عاشق العراق
10 - 1 - 2013
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |