قديم 10-10-2010, 08:05 AM
المشاركة 81
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمِن أجلِ مَن سارتْ بهنَّ الأباعرُ
( الشريف المرتضى )


أمِن أجلِ مَن سارتْ بهنَّ الأباعرُ
ضُحى ً والهَوى فيهنَّ قلبُك طائرُ؟
جزعتَ لأنْ غابوا وتلك سفاهة ٌ
تُلامُ بها لو أنَّ لُبَّك حاضرُ
و لما جحدتُ الحبَّ قال خبيره :
إذا كنتَ لاتهوى فلِمْ أنتَ زافرُ
يلومونني والحبُّ عنديَ دونهمْ
ومن أينَ للمشتاقِ في النّاس عاذرُ
أيا صاحِ في الربعِ الذي بان أهلهُ
كأنهمُ سربٌ على الدوَّ نافرُ
فلا الرَّبعُ فيه منهمُ اليومَ رابعٌ
و لا سمراتُ الجزعِ فيهنّ سامرُ
أعِنِّي غداة َ البينِ منك بنظرة ٍ
فقد عَشِيَتْ بالدَّمعِ منَّا النَّواظرُ
وسرَّك فاكتمْهُ عليك وخلِّنا
فقد ظهرتْ بالبين منا السرائرُ
و قل لحبيبٍ خاف مني " ملالة ً "
محلُّك من قلبي مَدى الدَّهر عامرُ
فللّهِ يومُ الشِّعب قلبي وقد بدَتْ
منَ الشِّعبِ أطلاءٌ لنا وجآذرُ
وقفنا فدمعٌ قاطرٌ من جُفونهِ
وفي السِّرْبِ ملآنٌ منَ الحسنِ مُتْرَعٌ
أوائلُ قلبي عندَهُ والأواخرُ
أجود عليه بالمنى وهوَ باخلٌ
وآتي وصالاً بينَه وهْوَ هاجرُ
أحبُّ الثَّرى النجديَّ فاحَ بعَرْفِه
إلى الركبِ رجراجُ العشياتِ مائرُ
و يعجبني والناعجاتُ مشيحة ٌ
خيالٌ من الزوراءِ في الليل زائرُ
يزورُ وأعناقُ المطيِّ خواضعٌ
كلالاً " وأحشاها ظوامٍ " ضوامرُ
إلى ملكِ الأملاكِ أعملتُ مادحاً
قوافيَ تنتابُ العلا وتزاورُ
نوازعَ لا يدنو الكلالُ وجيفها
و لا " بتشـ ـكى " أينهنَّ المسافرُ
حَملن إليه من ثنائي بفضلهِ
و إنعامه ما لا تقلُّ الأباعرُ
إلى حيث حلّ المجد جما عديدهُ
وحيثُ يكونُ السُّؤدُدُ المتكاثرُ
فأنت الذي أوليتني النعمَ التي
تغيبُ النجومُ الزهرُ وهيَ ظواهرُ
غرائبُ لم تَسبقْ إليهنَّ فِكرة ٌ
ولا أحضَرَتْها في القلوبِ الضَّمائرُ
عرفتُ بهنّ الناسَ لما أصبنني
فبانَ صديقٌ أو عدوٌّ مُكاشِرُ
كأنّ الذي يثنى بهنّ وما وفى
بمبلغهنّ كافرٌ وهوَ شاكرُ
و قبلك ما فتُّ الملوكَ فلم يكن
لتيجانِهمْ من نَظْمِ لفظي جواهرُ
و ما كان تاج الملة ِ احتلّ سمعهُ
قريضي ولم يشعرْ بأنيَ ششاعرُ
إلى أن مضى عني ومن كان بعده
و سارت بتقريضي علاكَ السوائرُ
ثناءٌ حدته من " علاك " كرائمٌ
ثقالٌ على الأعناق غُرٌّ غرائرُ
كأنِّيَ أَنْثوهُنّ ربُّ لَطيمة ٍ
تَجَعْجَعَها في سوقِ دارِينَ عاطِرُ
فهبْ ليَ مافرَّطتُ فيهِ وما مضَتْ
ضَياعاً به عنّي السِّنونُ الغوائرُ
ودونَكَ منِّي اليومَ كلَّ قصيدة ٍ
مهذبة ٍ قد ثقفتها الخواطرُ
إذا أُنشدتْ قال المُصيخون: هكذا
تنظمُ في أهلِ الفخار المفاخرُ
وقد علمَ المغرورُ بالملك أنَّكم
سِدادٌ له ممَّنْ سِواكُم وحاجرُ
و أنكمُ من دونهِ لمريغه
رماحٌ طِوالٌ أو سيوفٌ بواتِرُ
فكمْ مزقتْ أشلاءَ قومٍ تطامحوا
إلى الملكِ أنيابٌ لكمْ وأظافرُ
ودونَ الثَّنايا المطلعاتِ إلى الذُّرا
ذُرا المُلِكِ مفتولُ الذِّراعين خادِرُ
يصرِّفُ أحياءَ الوَرى وهْوَ وادعٌ
و يطرقُ إطراقَ الكرى وهو ناظرُ
وتصبحُ في فَجٍّ منَ الأرض دارُهُ
وفي أُذُنِ الآفاقِ منه زماجرُ
مهيبٌ فلا تلوى عليه حقوقه
مطالاً ولا تعصى لديه الأوامرُ
ويركبُ أثباجاً منَ الأمر لم يكُنْ
ليرْكَبَها إلاّ الغلامُ المخاطرُ
ومُغبَّرة ِ الآفاقِ بالنَّقعِ لا يُرَى
بأرجائها إلاّ القَنا المتشاجرُ
و إلاّ يدٌ تهوي إلى القرن بالردى
و إلاّ دمٌ من عاملِ الرمحِ قاطرُ
تَبلَّجتَ فيها والوجوهُ كواسِفٌ
وأقدَمْتَ بأساً والنُّفوسُ حواذرُ
وقُدتَ إليها كلَّ جرداءَ سَمْحة ٍ
لها أولٌ في السابقاتِ وآخرُ
إذا أُرْسِلتْ في الخيلِ تَعْدو إلى مدى ً
تُحاضرُ حتى لاتَرى مَن تحاضِرُ
فلا أوحشَتْ منك الدِّيارُ ولاخَلَتْ
محافلُ من أسمائكمْ ومنابرُ
و ضلتْ صروفُ الدهرِ عنك " وحاذرتْ "
رباعك أن تعتادهنّ المحاذرُ
تروح وتغدو في الزمان محكماً
وتَجري بما تَهواهُ فينا المقادِرُ
ويَفديك مَن لا يُرتَجى لِمُلَّمة ٍ
ولاهوَ فيما أنتَ تصبرُ صابرُ
تموهَ دهراً لومه ثم صرحتْ
به النفسُ إذ ضاقتْ عليه المعاذرُ
و هنئتَ يومَ المهرجانِ فإنه
زمانٌ " كزهر الروض " أخضرُ ناضرُ
توسَّطَ في قُرٍّ وحَرٍّ فخلْفَهُ
وقُدَّامَه ظهائرٌ وصَنابرُ
و دمْ مستقرَّ العزَّ مستوفزَ العدى
فأُمُّ زمانٍ لا يسرُّك عاقرُ

قديم 10-10-2010, 08:06 AM
المشاركة 82
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمِن شَعَرٍ في الرّأس بُدِّلَ لونُهُ
( الشريف المرتضى )


أمِن شَعَرٍ في الرّأس بُدِّلَ لونُهُ
تبدَّلتِ يا أسماءُ عنّي وعن ودِّي؟
فإنْ يكُ هذا الهجرُ منكِ أو القِلَى
فليس بياضُ الرأس يا أسمُ من عندي
تصدين عمداً والهوى أنتِ كلهُ
و ما كان شيبي لو تأملتِ من عمدي
وليس لمن جازَتْهُ ستُّون حجُّة ً
من الشيب إنْ لم يرده الموتُ من بدَّ
ولا لومَ يوماً من تغيُّرِ صِبْغتي
إذا لم يكن ذاك التغيرُ من عهدي

قديم 10-10-2010, 08:07 AM
المشاركة 83
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري
( الشريف المرتضى )


أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري
ونحنُ جميعاً هاجعون على الغَمْرِ
تعجَّبتُ منه كيفَ أَمَّ رِكابَنا
وأرحُلَنا بينَ الرِّحال وما يَدْري
و كيف اهتدى والقاعُ بيني وبينه
و لماعة ُ القطرين مناعة ُ القطرِ ؟
و أفضى إلى شعثِ الحقائب عرسوا
على منزلٍ وَعْرٍ ودَوِّيَّة ٍ قَفْرِ
وقومٍ لَقُوا أعضادَ كلِّ طَليحة ٍ
بهامٍ مَلاهُنَّ النُّعاس منَ السُّكْرِ
سروا وسماكُ الرمح فوق رؤسهمْ
فما هوموا إلاَّ على " وقعة " النسرِ
وباتَ ضجيعاً لي ونحنُ منَ الكرى
كأنا تروينا العتيقُ من الخمرِ
أضمّ عليه ساعديَّ " إلى " الحشا
وأَفرشُهُ مابينَ سَحْري إلى نَحري
تمنَّيتُهُ والليلُ سارٍ بشخصِهِ
إلى مَضجعي حتَّى التَقيْنا على قَدْرِ
و بيضٍ لواهنَّ المشيبُ عن الهوى
فأَنْزَرْنَ من وصْلي وأوسَعْنَ مِن هَجْري
و ألزمنني ذنبَ المشيب كأنني
جَفَتْهُ يدايَ عامداً، لا يدُ الدَّهرِ
أَمِنْ شَعَراتٍ حُلنَ بيضاً بمَفْرَقي
ظَنَنتنَّ ضَعْفي أو أَيِسْتُنَّ من عُمري
محاكنَّ ربي إنما الشيبُ قسمة ٌ
لما فات من شرخِ الشبيبة من أمري
سقى اللهُ أيَّامَ الشَّبيبة ِ رَيِّعاً
ورَعْياً لعصرٍ بانَ عنِّيَ من عصرِ
لياليَ لاتَعْدو جِماليَ مُنيَتي
و لا ترددُ الحسناءُ نهيي ولا أمري
وليلُ شبابي غاربُ النَّجم فاحمٌ
ترى العينَ تسري فيه دهراً بلا فجرِ
وإذ أنا في حُبِّ القلوب مُحكَّمٌ
و أفئدة البيض الكواعب في أسري
أَلا يابني فِهْرٍ شَكيَّة َ مُثقَلٍ
منَ الغَيظِ مَلآنِ الضُّلوع منَ الوِتْرِ
تسقونه في كلّ يومٍ وليلة ٍ
بلا ظمأٍ كأس العداوة والغدرِ
وأغضبكمْ ماطوَّلَ اللهُ في يدي
وأعلاه مِن مَجْدي وأسناهُ مِن فَخْري
و إنيَ ممنْ لا تحطُّ ركابهُ
على البلد " النابي المجلهِ بالحسرِ "
وإنَّ لساني عازبٌ قد علمتُمُ
عن العورِ أن أجريهِ والمنطق الهجرِ
وكمْ ساءَكمْ نفعي ولم يكُ منكُمُ
وسَرَّكُمُ ما قيَّضَ الدَّهرُ من ضَرِّي
و أرضاكمُ عسري وإن كان عسركمْ
وأسْخَطكمْ يُسري وإن لم يكن يُسري
و قد كنتُ أرجوكمْ لجبري فها أنا
أخافُكُمُ طولَ الحياة ِ على كسري
وكان لكم منِّي جَميعي فلم يزلْ
قبيحكُمُ حتَّى زَوى عنكُمُ شَطري
وغرَّكُمُ أنِّي غَمَرتُ عُقوقَكُمْ
و أخفيته عن أعين الناس بالبرَّ
أزملهُ في كلَّ يومٍ وليلة ٍ
كما زَمَّلَ المقرورُ كشحَيْهِ في قُرِّ
وأكظِمُهُ كَظْمَ الغريبة ِ داءَها
و لولا اتساعي ضاق عن كظمهِ صدري
وكيف أُرامي من ورائي عدوَّكمْ
وفيكم ورائي مَن أخافُ على ظهري
وأنَّى أُرجِّيكُمْ لبُرْءٍ جِراحتي
و ما كان إلاَّ عن سهامكمُ عقري
وأنِّي لأرضَى منكُمُ إنْ رضِيتُمُ
بأن تبخلوا بالحلو عني وبالمرَّ
وأنْ لاتكونوا للعدوِّ مخالباً
إذا لم تكونوا يوم فريي بكم ظفري
وهل فيكُمُ إلا امرؤٌ شاعَ ذكرُهُ
لِما شاعَ مابينَ الخلائق من ذكري؟
ومَن هو غُفْلٌ قبلَ وَسْمي وعاطلُ
التَّرائب لولا دُرُّ نَظْميَ أو نثري
و شنعاءَ جاءتْ من لسان سفيهكمْ
تصاممتها عمداً وما بيَ من وقرِ
و أعرضت عنها طاويَ الكشح دونها
وطيُّ اليماني البرد أبقى على النشرِ
رَعى اللهُ قوماً خلَّفوني عليكُمُ
شددتُ بهمْ في كلّ معضلة ٍ أزري
بطيئين عن سلمي ، فإن عزم العدا
مُحاربتي كانوا سِراعاً إلى نَصري
ولي دونَهمْ حقِّي وفوقَ ظهورِهمْ
إذا عضَّني المكروهُ ثِقْليَ أو وِقْري
صحبتهمُ أستنجد الكر فيهمُ
و قد كنتُ في الأقوام مستنجداً صبري
همُ أخصبوا مرعايَ فيهمْ ومسرحي
و همْ آمنوا ما بين أظهرهمْ وكري
وهم بَرَّدوا في النَّائباتِ جَوانحي
و همْ تركوا ذنبي غنياً " عن " العذرِ
و قد كنتُ ألقى فيهمُ كلَّ مترعٍ
من الحسن معقولِ الأسرة ِ كالبدرِ
أمين الخطا لم يسرِِ إلاّ إلى تقى
و لا دبّ يوماً للأخلاء بالمكرِ
تراهُ مليّاً والعَوالي تَنوشُه
بأنْ يولج المجرَ العظيمَ " على المجرِ "
و يمسى حديثُ القومِ عنه ويغتدي
ذكياً ششذاهُ بينهمْ أرجَ النشرِ
كأنهمُ شنتْ ثناهُ شفاههمْ
يشنون في النادي سحيقاً من العطرِ
مَضَوْا بَدَداً عنِّي وحلَّقَ بعدَهُمْ
بما سَرَّني في العيش قادِمَتا نَسْرِ
فلا أغمضُ العينين إلاّ على قذى
و لا أقلب الجنبين إلاّ على جمرِ

قديم 10-10-2010, 08:08 AM
المشاركة 84
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمِنْ أجلِ أن أعفاك دهرُكَ تطمَعُ
( الشريف المرتضى )


أمِنْ أجلِ أن أعفاك دهرُكَ تطمَعُ
وتأمن في الدنيا وأنتَ المروعُ؟
فإنْ كنتَ مغروراً بمن سمحتْ بهِ
صروف الليالي فهي تعطى وتمنعُ
شفاءٌ وأَسقامٌ وفقرٌ وثَرْوَة ٌ
وبَعْدَ ائتلافٍ نَبْوَة ٌ وتصدُّعُ
تأمل خليلي هل ترى غير هالكٍ
وإلاّ مُبَقّى ً هُلْكُهُ مُتَوقَّعُ؟
فما بالُنا نَبْغي الحياة َ وإنَّما
حياة ُ الفتَى نَهجٌ إِلى الموتِ مَهْيَعُ؟
لنا كل يومٍ صاحبٌ في يد الردى
وماضٍ إلى دارِ البِلى ليس يرجعُ
ومغنى جميعٍ فرّق الدّهر بينهم
ودارُ أنيسٍ أوْحَشَتْ فَهْيَ بَلْقَعُ
وقيدَ إلى الأجداث عادٌ وتبعُ
وآل نزار زعزعت من عروشهم
بأيدي الرَّزايا السُّود هوجاءُ زَعْزعُ
ولم يبق من ابناء ساسان مخبرٌ
ولم يبدُ من أولادِ قيصَرَ مُسمِعُ
ولم ينجهم منه عديدٌ مجمعُ
ولم ينجهم منه عديدٌ مجمعُ
ولم يثنهم عنه مشيدٌ مرفعُ
فلا معصم فيه سوارٌ معطنٌ
ولامَفْرَقٌ يَعلوهُ تاجٌ مُرَصَّعُ
كأنهمُ بعد اعتلاءِ وصولة ٍ
أديمٌ مفرى أو هشيمٌ مذعذعُ
وليس لهم إلا بناءٌ مهدمٌ
وركنٌ بمرِّ الحادثات مضعضعُ
وقطَّعَ عنِّي معشري وأصادِقي
وشملُ امرئ فات الردى متقطعُ
وكانوا وعزَّاتُ الزَّمانِ ذليلة ٌ
لديهم وأجفان المنياتِ هجعُ
متى أعجموا كانوا الصّخور وإن هم
دُعُوا يومَ مكروهٍ أجابوا فأسرعوا
وإن شهدوا الهيجاء والسّمر شرَّعٌ
فذاك عرينٌ لا أبا لك مسبعُ
تفانَوْا فماضٍ بانَ غيرَ مُودَّعٍ
تعاجَلَهُ صرفُ الرَّدى أو مودَّعُ
ألا قل لنا عى جعفر بن محمد
واسمعني ياليت لم أكُ أسمعُ
فما لكَ منِّي اليومَ إلاّ تَلَهُّفٌ
وإلا زفيرٌ أو حنينٌ مرجعُ
وإلا عضاض للأباهمِ من جوى
وهل نافعٌ أنْ أُدْمِيَتْ ليَ إصبعُ
ولو كانتِ الأقدارُ تُوقَى وَقَتْك من
نيوب الردى أيد طوال وأذرعُ
كرامٌ إذا ضنَّ الغمامُ تدفقوا
وإنْ أقحطَ العامُ الشّماليُّ أمْرَعوا
وإن طلبوا صعباً من الأمر أرهقوا
معاقلهم مافيهم من بسالة ٍ
وليس لهم إلا القنا السُّمر أدرعُ
وبيضاً تراهن العيون وعهدها
بَعيدٌ بأَيمانِ الصَّياقلِ تلمعُ
ومافيهم والحربُ تقتنص الطّلى
بأيدي الظُّبا إِلاّ الغلامُ المُشَيَّعُ
صحبت به عصر الشبابِ وطيبه
وكنت إلى نجواه في الهمِّ أفزعُ
وللسِّرِّ منّي بينَ جنبيهِ مَسكَنٌ
حميٌّ أبيٌّ شاحِطٌ مُتمنِّعُ
وكم رامه مني الرجال وإنما
يرومون نَجماً غارباً ليس يطلعُ
ولم أسلهُ لكن تجلدت كي يرى
شموتٌ بحزني أنّ صدريَ أوسعُ
وقالوا: عهدنا منك صبراً وحسبة ً
وفي الرُّزءِ لا يجري لعينيك مدمعُ
فقلت مصيبات الزمان كثيرة ٌ
وبعضُ الرّزايا فيه ادهَى وأوجعُ
ذكرتك والعينان لاغرب فيهما
فلم تبق لي لمّا ذكرتك أدمع
ومازُلتَ عن قلبي وإنْ زُلتَ عن يدي
وقد تنزعُ الأقدارُ ماليس يُنزعُ
فإن ترق عيني من بكاءِ تجملاً
فمن دونها قلبٌ بفقدك مُوجَعُ
ومابعد يومٍ أمطرتك مدامعي
لعيني مبكى أو لقلبي مجزعُ
وكم قلَّبتْ كفّايَ من ذي مودَّة ٍ
فلم يلقني إلا الملوم المقرعُ
عرفتك لمّا أن وفيت وماوفوا
وحين حفظتَ العهدَ منِّى وضيعوا
فنعمَ مُشيراً أنتَ والرَّأيُ ضيِّقٌ
ونعم ظهيراً أنت والخطب أشنعُ
وإنّ غناء بعد هللكك أصلمٌ
وإن وفاء بعد فقدك أجدعُ
وليس لإخوان الزمان وقد سقوا
فراقك صرفاً من يضر وينفعُ
عهدتُك لاتعْنو لباسٍ ولم تَبِتْ
وخدك من شكوى الشدائد أضرعُ
وعزَّ على قلبي بأنَّك مُفردٌ
أُناجيك لَهْفاً نائماً ليس تسمَعُ
وأنَّك مِن بعدِ امتناعِ وعزَّة ٍ
تُحَطُّ على أيدي الرِّجالِ وتُرفعُ
فمالك مهجوراً وأنتَ مُحبَّبٌ
ومالك مبذولاً وأنت الممنعُ؟
وقد كنت صعباً شامس الظهر آبياً
وأنت لرحل الموت عودٌ موقعُ
وما ذاك عن عجزٍ ولا ضَعْفِ قوّة ٍ
ولكنَّه الأمرُ الذي ليس يُدفعُ
وماسرني أني نبذتك طائحاً
بغبراء لاتدنو ولاتتجمعُ
وأودعت بطن الأرض منك نفيسة ً
وهلْ مُودَعٌ في التُّربِ إلاّ المُضَيَّعُ؟
سقى قبرك الثاوى بملساء قفرة ٍ
غزائرُ من نسجِ العشيَّاتِ هُمَّعُ
كأنَّ السَّحابَ الجَوْنَ يَنطِفُ فوقَهُ
ركائبُ يحملْنَ الهوادجَ ضُلَّعُ
ولازال مطلولَ التراب وحوله
منَ الرَّوض مُخضرُّ السَّباسبِ مُمْرعُ
وجيد بريحانٍ وروحٍ ورحمة ٍ
وناء بمافيه الشفيعُ المشفعُ

قديم 10-10-2010, 08:09 AM
المشاركة 85
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أمّا الشَّبابُ فقد مضتْ أيّامُهُ
( الشريف المرتضى )


أمّا الشَّبابُ فقد مضتْ أيّامُهُ
واستلّ من كفّى الغداة َ زمامهُ
وتنكَّرتْ أيّامُهُ وتَغيَّرتْ
جاراته وتقوّضتْ آطامهُ
ولقد درى من فى الشبابِ حياته
أنّ المشيبَ إذا علاه حمامهُ
عوجا نحيى ّ الرّبعَ "يدللنا" الهوى
فلربَّما نفع المحبَّ سَلامُهُ
واستعبرا عنِّي بهِ إنْ خانني
جَفني فلم يمطُرْ عليهِ غَمامُهُ
فمن الجفونِ جوامِدٌ وذوارفٌ
ومن السّحاب ركامهُ وجهامهُ
دِمَنٌ رضعتُ بهنَّ أخلافَ الصِّبا
لو لم يكنْ بعدَ الرَّضاعِ فطامُهُ
ولقد مررتُ على العقيق فشفّنى
أنْ لم تُغنِّ على الغصون حَمامُهُ
وكأنّه دنفٌ تجلّد مؤنساً
عوّاده حتّى استبان سقامهُ
من بعدما فارقته فكأنّه
نشوانُ تمسحُ تربَهُ آكامُهُ
مَرِحٌ يهزُّ قناتَهُ لا يأتلي
أَشَرُ الصِّبا وغرامُهُ وعُرامُهُ
تندى على حرّ الهجير ظلالهُ
ويُضيءُ في وقتِ العشيِّ ظَلامُهُ
وكأنّما أطياره ومياههُ
للنّازليه قيانه ومدامهُ
وكأنّ آرامَ النّساءِ بأرضه
للقانِصي طَرْدِ الهوى آرامُهُ
وكأنّما برد الصّبا حوذانه
وكأنّما ورق الشّباب بشامهُ
وعَضيهة ٍ جاءتْكَ من عَبِقٍ بها
أَزرى عليكَ فلم يجُزْهُ كلامُهُ
ورماك مجترئاً عليك وإنّما
وافاك من قعر الطّوى ّ سلامهُ
وكأنَّما تَسْفي الرِّياحُ بعالِج
ماقالَ أو ما سطَّرتْ أقلامُهُ
وكأنّ زوراً لفّقتْ ألفاظهُ
سلكٌ وهى فانحلّ عنه نظامهُ
وإذا الفتى قَعدتْ به أخوالُهُ
فى المجد لم تنهض به أعماقه
وإذا خصالُ السّوءِ باعدن امرءًا
عن قومهِ لم تُدنِهِ أرحامُهُ
ولكمْ رمانى قبل رميكِ حاسدٌ
طاشَتْ ولم تخدشْ سِواهُ سِهامُهُ
ألقَى كلاماً لم يَضِرْني وانثنى
وندوبه فى جلده وكلامهُ
هيهاتَ أنْ أُلفَى رَسيلَ مُسافِهٍ
ينجو به يوم السّبابِ لطامهُ
أو أن أرى فى معركٍ وسلاحهُ
بدلَ السّيوف قذافهُ وعذامهُ
ومن البلاءِ عداوة ٌ من خاملٍ
لاخلفَه لِعُلًى ولا قُدَّامُهُ
كثرتْ مساويه فصار كمدحه
بينَ الخلائقِ عيبُهُ أوْ ذامُهُ
والخُرْقُ كلُّ الخُرقِ من متفاوتِ الـ
ـأفعالِ يَتْلو نقضَهُ إبرامُهُ
جَدِبِ الجَنابِ فجارُهُ في أزْمة ٍ
والضَّيفُ موكولٌ إليهِ طعامُهُ
وإذا علقتَ بحبله مستعصماً
فكفقعِ قَرْقَرَة ٍ يكونُ ذِمامُهُ
وإذا عهودُ القومِ كنّ كنبعهمْ
فالعهد منه يراعهُ وثمامهُ
وأنا الذى أعييتُ قبلك من رستْ
أطوادُه واستشرفتْ أعلامُهُ
وتتبّع المعروفَ حتّى طنّبتْ
جوداً على سننِ الطّريقِ خيامهُ
وتنادَرتْ أعداؤهُ سَطَواتِهِ
كاللَّيثِ يُوهَب نائياً إرزامُهُ
وترى إذا قابلته فى وجهه
كالبدرِ أشرقَ حينَ تمَّ تَمامُهُ
حتّى تذلّل بعد لأى ٍ صعبهُ
وانقادَ منبوذاً إليَّ خطامُهُ
يهدى إلى ّ على المغيب ثناؤهُ
وإذا حضرتُ أظلّنى إكرامهُ
فمضَى سَليماً مِن أداة ِ قوارضي
واستام ذمّى بعده مستامهُ
والآن يوقظنى لنحتِ صفاتهِ
من طال عن أخذ الحقوق نيامهُ
ويسومُني مالم أزلْ عن عزَّة ٍ
ونزاهة ٍ آباه حين أسامهُ
"ويلسّنى " ولئنْ حلوتُ فإنّنى
مقرٌ وفى حنكِ العدوّ سمامهُ
فلبئسَما منَّتْه منِّي خالياً
خطراتُه أو سُوِّلتْ أحلامُهُ
أمَّا الطَّريفُ منَ الفخارِ فعندنا
ولنا من المجد التّليد سنامهُ
ولنا من البيت المحرّم كلّما
طافتْ بهِ في مَوسمٍ أقدامُهُ
ولنا الحَطيمُ وزَمْزَمٌ وتراثُنا
نِعْمَ التُّراثُ عن الخليل مَقامُهُ
ولنا المشاعرُ والمواقفُ والَّذي
تهدى إليه من منًى أنعامهُ
وبجدّنا وبصنوه دحيتْ عن الـ
ـبيت الحرامِ وزعزعتْ أصنامه
وهما علينا أَطلعا شمسَ الهدى
حتى استنار حلالهُ وحرامهُ
وأبى الذى تبدو على رغم العدا
غرّاً محجّلة ً لنا أيّامهُ
كالبدر يكسو الّليلَ أثواب الضّحى
والفجرُ شبّ على الظلام ضرامهُ
وهو الذي لا يقتضي في موقفٍ
إقدامهُ نكصٌ به أقدامهُ
حتّى كأنّ حياته هى حتفه
ووراءَه ممّا يُخافُ أمامُهُ
ووقَى الرَّسولَ على الفراشِ بنفسهِ
لمّا أرادَ حِمامَه أقوامُهُ
ثانيهِ فى كلّ الأمور وحصنه
فى النّائباتِ وركنه ودعامهُ
للَّهِ دَرُّ بلائهِ ودفاعِهِ
واليومُ يَغْشى الدَّارعين قتَامُهُ
وكأنّما أجمُ العوالى غيلهُ
وكأنّما هو بينها ضرغامهُ
وتَرى الصَّريعَ دِماؤه أكفانُهُ
وحنوطه أحجاره ورغامهُ
والموت من ماء التّرائب ورده
ومنَ النّفوسِ مَرادُه ومَسامُهُ
طلبوا مداهُ ففاتَهمْ سَبقاً إلى
أمَدٍ يشقُّ على الرِّجالِ مَرامُهُ
فمتى أجالوا للفخارِ قداحهمْ
فالفائزاتُ قِداحُهُ وسهامُهُ
وإذا الأمور تشابهت واستبهمتْ
فجِلاؤها وشفاؤها أحكامُهُ
وتَرى النديَّ إذا احتبى لقضيَّة ٍ
عوجاً إليها مصغياتٍ هامهُ
يُفْضي إلى لُبِّ البليدِ بيانُه
فيعى وينشئُ فهمه إفهامهُ
بغريبِ لفظٍ لم تُدِرْهُ أَلْسُنٌ
ولطيفِ معنًى لم يفضّ ختامهُ
وإذا التفتّ إلى التّقى صادقته
مِن كلِّ بِرِّ وافراً أقسامُهُ
فاللَّيلُ فيهِ قيامُه مُتهجِّداً
يتلو الكتابَ وفي النَّهارِ صيامُهُ
يطوي الثلاثَ تعفُّفاً وتَكرُّماً
حتّى يُصادفَ زادَه مُعْتامُهُ
وتراهُ عُريانَ اللِّسانِ منَ الخَنا
لا يهتدى للأمر فيه ملامهُ
وعلى الذى يرضى الإلهَ هجومه
وعلى الذى لا يرتضى إحجامهُ
فمضَى برئياً لم تَشِنْهُ ذُنوبُهُ
يوماً ولاظفِرتْ به آثامُهُ
ومفاخرٍ ما شئتَ إن عدّدتها
فالسَّيلُ أطبقُ لا يُعَدُّ زهامُهُ
تعلو على من رام يوماً نيلها
من يذبلٍ هضباتهُ وإكامهُ

قديم 10-10-2010, 08:09 AM
المشاركة 86
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنتمْ على َّ وإنْ لم
( الشريف المرتضى )


أنتمْ على َّ وإنْ لم
تدروا أرقُّ وأحنى
أردتُ أنْ تَحملوا اليو
مَ فوق ظهرى َ منّا
فعفتمُ وأبيتمْ
شحّاً على َّ وجبنا
فكنتمُ باتّفاقٍ
خيراً لنا الآن منّا
وما غُبِنّا بلَ انْتُمْ
بذاك أظهرُ غبنا
وما أساتُ ولكنْ
أحسنتُ بالسّوءِ ظنّا
ظَننتُكُمْ لِمُلّمٍ
عوناً وفى الخوفِ أمنا
حتّى خبرتُ فكنتمْ
كاللّفظ ما فيهِ مَعْنى

قديم 10-10-2010, 08:10 AM
المشاركة 87
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
( الشريف المرتضى )


أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
فلستَ تأخذُ إلاَّ من يدِ القدَرِ
و ما أصابك والأقدارُ كافلة ٌ
بأَنْ يُصيبَكَ لاتَلْويه بالحذَرِ
و قد رأيتُ الذي تذوى القلوبُ به
لولم يكنْ ليَ قلبٌ صِيغَ مِن حَجَر
فكِّرْ بقلبك فيما أنت تُبصرُهُ
فالأرضُ مملوءة ُ الأقطارِ بالعِبَرِ
و لا تبتْ جذلاً بالشيء يتركهُ
عليكَ خطبٌ جَفا عَمْداً ولم يَذَرِ
ولاتقلْ: فاتتِ الأخطارُ إنْ عَزَبَتْ
فلم يَفُتْ خَطَرٌ إلاّ إِلى خَطَرِ
كيف القرارُ لمن يمسي ويصبح في
كلِّ الذي هو آتيهِ على غَرَرِ
يبيتُ إما على شوك القتادِ له
جنبٌ ، وإما على فرشٍ من الإبرِ
أجلْ لخاظكَ في الأقوامِ كلهمُ
فلستَ تُبصرُ إِلاّ سَنْحَة َ البَصَرِ
أما ترى ما أراهُ من عيوبهمُ
وليسَ فيها لهمْ عذرٌ لمعتذِرِ
في كلَّ يومٍ تراني بين أظهرهمْ
أحتال في نفعِ من يحتال في ضروري
قالوا: اصطبرْ قلتُ: قد جُرِّعتُ قبلكُمُ
من التصبرِ كاساتٍ من الصبرِ
وما انتفعتُ وطولُ الهمِّ يَصحبُني
عمرَ الحياة ِ بما قد طال من عمري
وقد غرستُ غُروساً غيرَ مُثمرة ٍ
و عاد بالكدَّ من لم يحظَ بالثمرَ
من أين لي في جميع الناس كللهمُ
حلوُ الشمائل منهم طيبُ الخبرِ ؟
أحلى لقلبيَ من قلبي وأعذبُ في
مَذاقِهِ ليَ مِن سمعي ومن بَصَري
وكلَّما غَمزَتْ كفِّي جوانبَه
غمزتُ منه أنابيباً بلا خورِ
أبثهُ عحرى حتى يكون لها
كفيلَها وأُقضِّي عنده بُجَري

قديم 10-10-2010, 08:10 AM
المشاركة 88
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ
( الشريف المرتضى )


أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ
و قد نزحتْ بيدٌ بهمْ وبسابسُ
وما رَحلوا إلاّ وحشْوُ حُدوجِهمْ
شموسٌ لروادِ الهوى ومقابسُ
كأنَّ قطينَ الحيِّ لمّا تحمَّلوا
جميعاً ضُحى ً جُنحٌ منَ اللّيلِ دامسُ
أوِ الصَّخرُ من أعلامِ ثَهْلانَ زائلاً
أو الدوحُ دوحُ الغابة المتكاوسُ
فجادَ ديارَ العامريَّة ِ وابلٌ
وعادَ ديارَ العامريَّة ِ راجِسُ
و لا درستْ تلك الرسومَ ملموٌ
ولارَمَسَتْ تلكَ الطُّلولَ الرَّوامسُ
فقد طالما قضيتُ مأربة َ الصبا
بهنَّ وندماني الظباءُ الأوانسُ
و بيضٍ لبسنَ الحسنَ عن كلَّ ملبسٍ
فزانَ لنا مالا تزينُ الملابسُ
يعرن الصبا منْ لم يكن همهُ الصبا
فيطمع فيه كلُّ من هو آيسُ
و ساقطن عذباً من حديثٍ كأنهُ
نسيمُ رياضٍ آخرَ الليل ناعسُ
و لما التقينا والرقيبُ على الهوى
يخالسنا من لحظهِ ونخالسُ
أَرَيْنَ وجوهاً للجمال كأنَّها
نصولٌ حبتها للقيونِ والمداوسُ
فهنَّ كمالاً مالهنَّ صواحبٌ
وهنَّ عَفافاً مالهنَّ حوارسُ
حلفتُ بمن طافَ الحجيجُ ببيتِهِ
و من هو للركنِ اليمانيَّ لامسُ
و ايدي المطايا يبتدرن مغمساً
وهنَّ خَميصاتُ البطون خوامِسُ
طَواها السُّرى طيَّ الحريرِ على البِلَى
فهنَّ قِسِيٌّ مالهنَّ مَعاجِسُ
و منْ أمَّ جمعاً والمطيُّ لواغبٌ
تماطلُ مضماضَ الكرى وتماكسُ
و ما هرقوا عند الجمارِ على منى ً
من الدمِ منه مستبلٌّ وجامسُ
لقد ولدتْ منِّي النساءُ مُشيَّعاً
له الرَّوْعُ مَغْنى ً والحروبُ مجالسُ
و قد جربوا أني إذا احتدم الوغى
لأِثَوابِها دونَ الكتيبة ِ لابسُ
بضربٍ كما اختارتْ شفارُ " مناصلٍ "
و طعنٍ كما شاء الكميُّ المداعسُ
تطامنَ عني كلُّ ذي خنزوانة ٍ
و غمض دوني الأبلجُ المتشاوسُ
فلم يرَ لي لما سمقتُ مطاولٌ
ولم يبقَ لي لمّا سبقتُ منافِسُ
و ذللتها هوجاءَ " سامية " القرا
وما كلُّ روّاضٍ تطيعُ الشّوامِسُ
فقلْ للذي يبغي الفَخارَ ودونَهُ
مفاوز لا تسطيعهنّ العرامسُ
قعدتَ عن الحسنى وغيرك قائمٌ
وقمتَ إلى السَّوأى وغيرُك جالسُ
و رمتَ الذي لم تسعَ يوماً بطرقهِ
ونَيْلَ الجَنَى عفواً وما أنتَ غارسُ
وأنَّى ببرحِ الأمر في القومِ ناهضٌ
و أنتَ عن الأمر المبرحِ " خانسُ "
و لي النظرُ السامي إلى كلّ ذروة ٍ
فكيفَ تُساميني العيونُ النَّواكِسُ
ترومون أنْ تعلوا وأنتمْ أسافلٌ
و أن تشرقوا فينا وأنتم حنادس
نَهسْتُمْ لَعَمْري مَرْوَتي جَهلة ً بها
فيا للنهى ماذا استفاد النواهسُ ؟
و كيف عجميمْ هاتماً كلَّ عاجمٍ
ومارستُمُ مَن كَلَّ عنه الممارسُ
فما لعجاجي منكمُ اليومَ تابعٌ
و لا لعبابي منكمُ اليومَ قامسُ
فإنْ أنتُمُ أَقْذَيْتُمُ صفوَ عيشِنا
فقد رغمتْ آنافكمْ والمغاطسُ
وإنْ جرَّ دهرٌ نحوكُمْ بعضَ سعدِهِ
فما أنتمُ في الدهرِ إلاّ المناحسُ
و من ذا الذي لولاي آوى سروحكمْ
وأنتمُ لآسادِ الخطوب فرائسُ
وما البِيضُ بيضُ الهند لولا أكفُّها
و ما الخيلُ يومَ الروع إلاّ الفوارسُ
و إنْ أنتَ لم تحرسكَ نفسك نجدة ً
فليسَ بحامٍ عن جنابِك حارسُ
و مالك من كلّ الذين تراهمُ
و إنْ غضبوا إلاّ الطلولُ الدولرسُ

قديم 10-10-2010, 08:11 AM
المشاركة 89
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أودُّ بأنني أبقى ويبقى
( الشريف المرتضى )


أودُّ بأنني أبقى ويبقى
ليَ الولدُ المحببُ والتلادُ
و لا أقذى ولا أوذى بشيءٍ
و أولُ خائبٍ هذا الودادُ
وأنِّي بينَ أثناءِ اللّيالي
صلاحٌ لا يخالطه فسادُ

قديم 10-10-2010, 08:12 AM
المشاركة 90
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيا حاديَ الأظعانِ لمْ لا نعرسُ
( الشريف المرتضى )


أيا حاديَ الأظعانِ لمْ لا نعرسُ
لعلَّك أنْ تَحْظَى بقربك أنفُسُ
أنِخْ وانْضُ أَحْلاساً أكلْنَ جلودَها
فصرن جلوداً طالما أنت " محلسُ "
و إنْ كنتَ قد جاوزتَ بطنَ مثقبٍ
و ما فيه من ظلٍّ يقيءُ " فيلبسُ "
ففي الحَزْنِ مُخْضَرٌّ منَ الرَّوض يانِعٌ
و عذبُ زلالٍ بات يصفو ويسلسُ
تُدَرِّجُهُ أيدي الشَّمال كأنَّه
إذا أبصرَتْهُ العينُ نَصْلٌ مُضرَّسُ
وإنْ لم تُرِدْ إلاّ اللِّوَى فعلى اللِّوَى
سلامٌ ففيه موقفٌ ومعرسُ
وقومٌ لهمْ في كلِّ علياءَ منزلٌ
وعزٌّ على كلِّ القبائل أقعسُ
كرامٌ تضيءُ المشكلاتُ وجوههمْ
كما شفّ في تمٍّ عن البدر طرمسُ
و ما فيهمُ للهونِ مرعى ومجثمٌ
و لا منهمُ للذلَّ خدٌّ ومعطسُ
خليليَّ قُولا ما أَسَرَّ إليكما
وقد لَحَظَتْني عَينُهُ المتفرِّسُ
على حينِ زايلنا الأحبَّة َ بَغْتة ً
و كلُّ جليدٍ يومَ ذلك مبلسُ
صَموتٌ عن النَّجوى فإنْ سِيلَ مابِهِ
فلا قولَ إلاّ زَفرَة ٌ وتنفُّسُ
تُزعزعُهُ أيدي النَّوَى وهْو لابثٌ
و تنطقهُ شكوى الهوى وهو أخرسُ
و مما شجاني أنني يومَ بينهمْ
رجعت ورأسي من أذى البين " مخلسُ "
و قد كنتُ أخفيتُ الصبابة َ منهمُ
فنمّ عليها دمعيَ المتبجسُ
عشيَّة أُخفي في الرِّداءِ مسيلَهُ
ليسحبَ صحبي أنني متعطسُ
و ليلة َ بتنا بالثنية ِ سهدا
وما حَشْوُها إلاّ ظلامٌ وحِنْدِسُ
و قد زارنا بعد الهدوَّ توصلاً
إلى الزاد غرثانُ العشياتِ أطلسُ
شديدُ الطَّوَى عاري الجناجِنِ مابهِ
أتانيَ مُغبرَّ السَّراة ِ كأنَّه
من الأرض لولا أنه يتلمسُ
تضاءَل في قُطْرَيهِ يكتمُ شخصَهُ
و أطرقَ حتى قلتُ ما يتنفسُ
و ضمَّ إليه حسهُ متوجساً
وما عنده في الكيد إلاّ التوجُّسُ
يخادِعُني من كَيْسِهِ عن مَطيَّتِي
و لم يدرِ أني منه أدهى وأكيسُ
وأقْعى إزاءَ الرَّحْلِ يطلبُ غِرَّة ً
و يلقى إليه الحرصُ أنْ سوف أنعسُ
فقلتُ له لمَّا توالى خداعُهُ:
" تعزَّ " فما عندي لنابك منهسُ
و ما كنتُ أحميك القرى لو " أردتهُ "
برفقٍ ولكنْ دارَ منك التَّغَطْرُسُ
فلما رأى صبري عليه وأنني
أضنُّ على باغي خداعي وأنفسُ
" عوى " ثمّ ولى يستجير " بشدة ٍ "
و يطلبُ بهماً نام عنها المحبسُ
و كم خطة ٍ جاوزتها متمهلاً
و عرضيَ من لومِ العشيرة أملسُ
ومَكْرُمة ٍ أعطيتها متطلِّقاً
و قد ضنّ بالبذل " الخسيس " المعبسُ
و طرق إلى كسب المكارم والعلا
وبذلِ اللُّها أنهجتُها وهي دُرَّسُ
و مولى ً يداجيني وفي لحظاتهِ
شراراتُ أحقادٍ لمن يتقبسُ
يرمِّسُ ضِغْناً في سُوَيداءِ قلبِهِ
ليُخفِيَهُ لو كان للضِّغْنِ مَرْمَسُ
و يعجبُ أني في الفضائل فتهُ
ولمْ لا يفوتُ المصبحين المُغَلِّسُ
كأنّ وإياهُ معنى بمدنفٍ
يَبلُّ قليلاً ثم يأْبَى فينكُسُ
ومُشكلة ٌ أخلاقُهُ وخصالُهُ
كما شئتَ لماعاً يضيءُ ويبلسُ
فلا أنا عمَّا يُثمرُ الوصلُ أنتهي
ولا هوَ عن شأوِ القطيعة يحبسُ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر العباسي ( الشريف المرتضى )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر العباسي ( ابن المعتز ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 70 02-09-2021 10:12 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 74 11-26-2019 11:55 AM
من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 11-10-2010 08:34 PM
من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 132 10-15-2010 11:00 AM
من شعراء العصر العباسي ( أبو نواس ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 09-27-2010 03:42 PM

الساعة الآن 09:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.