« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
_…ـ-* الضمور في الكمال *-ـ…_
إن لكل من عالم العلم والعمل كماله وسعيه اللائق به .
فالمستغرق في كماله العلمي ( ينمو ) لديه الجانب العلمي مجردا عن البعد الآخر فيما لو أهمله وكذلك العكس .
ومن هنا نرى بعض المتوغّلين - حتى في العلوم الحقة - قد ( ضَمُر ) لديهم التوجه القلبي نحو ما يوجب لهم الخشوع والخشية ،
فلا بد لطالب الكمال من الجمع بين العالمين بالسعي اللازم لكل منهما .
وهناك صورٌ متكررة من المزالق الكبيرة طول التأريخ لمن أوتي نصيبا من العلم .
وقد تكرّرت النصوص المحذّرة من هذه ( المفارقة ) القاتلة بين العلم والعمل .
حميد
عاشق العراق
22 - 12 - 2012
_…ـ-* الغدُ خيرٌ منَ الأمس *-ـ…_
ورد في الدعاء : { واجعل غدي وما بعده ، أفضل من ساعتي ويومي }
فلو التفت العبد إلى هذا المضمون وهو أن يكون كل يوم خيراً من سابقه ، وسعى إلى تحقيق هذا المضمون في حياته ، وطلب من المولى التوفيق في ذلك ،
لأحدث ( تغييرا ) في حياته و( لاشتدّت ) سرعته نحو الكمال والخروج عن دائرة الخسران الذي نسبه الحق للجميع .
وقد رُوي : { أن المغبون من تساوى يوماه } .
حميد
عاشق العراق
23 - 12 - 2012
_…ـ-* تحاشي موجبات التشويش*-ـ…_
إن من الضروري لمن يريد الصلاة الخاشعة ، أن يتحاشى موجبات التشويش قبل الصلاة مباشرة .
فيتحاشى ( الجدل ) في القول ، والذهاب إلى الأماكن التي ( تسلبه ) بعض لـبّه ، ومواجهة من تبقى صورته في ( البال ) أثناء الصلاة حبا أو بغضا .
فمن اللازم على العبد المهتم بلقاء المولى ، أن يفرّغ نفسه قبل الصلاة من كل هذه الشواغل المذهلة ، وخاصة في الصلاة الوسطى - وهي صلاة الظهر على قول - إذ أنها تمثل قمة تشاغل العباد بأمور دنياهم .
حميد
عاشق العراق
23 - 12 - 2012
_…ـ-* استثقال العبادة *-ـ…_
إن الأداء الظاهري للعبادة مع استثقالها ، قد لا يعطي ثماره الكاملة ، كالصائم نهاراً والقائم ليلاً - مستثقلا لهما - ومرغما نفسه عليهما .
إما ( تخلصاً ) من تبعات الإثم في ترك الواجب ، أو ( طلباً ) للأجر في المندوب ، أو ( التزاما ) بما اعتاد عليه .
والحال أن العبادة أداةٌ لتقرب المحب إلى حبيبه ، بل هو التقرب بعينه ، والمفروض أن لا يرى المحب مشقةً في طاعة محبوبه ،
ما دامت سبيلا إلى ما فيه لذته وبغيته من الوصل واللقاء .
وعليه فينبغي علاج موجبات ذلك الاستثقال المذكور ، ليستطعم حلاوة العبادة كما يتذوقها أهلها .
حميد
عاشق العراق
23 - 12 - 2012
_…ـ-* اجتذاب الأنظار *-ـ…_
إن للنفس الأمّارة بالسوء الرغبة في اجتذاب أنظار الخلق إليها ، بل قد يرتكب صاحبها الشاذ من الأقوال والأفعال ، لمجرد ( التميّز ) الموجب لِلَفت الأنظار ،
بل قد يعرّض حياته للمخاطر للرغبة نفسها ، كالسفر إلى مجاهل الأرض من قمم الجبال وأعماق البحار .
وقد يرتكب ما هو محمود في نفسه ، فينقل واقعة نافعة ، أو يتحمس في حديث هادف ، أو يقضي حاجة أخيه المؤمن ، رغبة في أن يكون هو بشخصه ( مجرىً ) لتصريف شؤون العباد ،
فيتلذذ بجريان الأمور المهمة على يديه ..ومن المعلوم أن كل ذلك بعيد كل البعد عما يطلبه الحق من نفي ( الإنـيّة ) ، وحصر الأعمال كلها فيما يرضي المالك على الإطلاق .
حميد
عاشق العراق
24 - 12 - 2012
_…ـ-* خاصية الجذب الأنفسي*-ـ…_
إن التأثير في نفوس الخلق غير منحصرٍ في أسلوب الوعظ والإرشاد والكتابة ،
بل إن بعض النفوس العالية قد تؤثر في النفوس المحيطة بها تأثيرا ( مباشرا ) من دون خطاب أو كتاب .
وكأنّ الحق جعل في وجودهم خاصية الجذب ( الأنفسي ) كما جعل خاصية الجذب ( الطبيعي ) في بعض الأحجار .
حميد
عاشق العراق
24 - 12 - 2012
_…ـ-* مقارعة الظلمة *-ـ…_
قد تكون مقارعة الظلمة في بعض الحالات مستندة لحالة ( الغضب ) والهيجان في النفس تجاه ما تراه من الظلم وتبلغ كراهية النفس للظلم وأهله إلى درجة التضحية بالحياة كما نلاحظها في بعض دعاة العدل ولو في المسالك الباطلة .
والمطلوب من العبد أن يستند في إظهار غضبه ورضاه إلى مراد المولى في مواجهة الفرد أو الجماعة ،
( فيثور ) حيث أمر الحق به و( يكظم ) غيظه حيث أراد الحق ذلك أيضا ، كما شاء أن يصبر .
حميد
عاشق العراق
24 - 12 - 2012
_…ـ-* الأحكام المسبقة *-ـ…_
إن النفوس التي لم تخضع للتربية والتهذيب ، لديها أحكام مسبقة على الأمور والأشخاص ، من دون تحقق للملاكات الشرعية في تلك الأحكام النفسية ،
فتميل إلى من تميل لمجرد ( الاستئناس ) النفسي الخالي من أي ملاكٍ كالتقوى التي جعلت ملاكا للتفاضل بين الخلق .
وقد تميل إلى فرد ( لانسجامه ) مع مسلكه الخاص في الحياة ، بل قد يكون ذلك لأسباب واهية ، كالاجتماع في بلد واحد أو الاشتراك في مصلحة واحدة .
وقد تعادي من تعادي لمجرد ( النفور ) الذي لا موجب له ، أو له موجب باطل ، كتصديق المقالات الكاذبة عن العباد ، والتي أمر الشارع بالتثبّت والتبـيّن لئلا يصاب قومٌ بجهالة .
فعلى المؤمن أن يلغي كل أحكامه المسبقة في الأمور والعباد ، مستلهما من الحق الصواب في واقع الأشياء كما هي ، ليكون على نور من الله تعالى يمشي به في الناس .
حميد
عاشق العراق
25 - 12 - 2012
_…ـ-* مخادعة النفس *-ـ…_
إن من الضروري - في بعض الحالات - ( مخادعة ) النفس في جلبها إلى طريق الخير ، فيأتي إليها من حيث ترغب .
فمثلا من يرى نفسه ( مولعاً ) بلذائذ البطن والفرج ، فله أن يعطي نفسه سؤلهـا منها ، بشرط القيام بطاعة مهمة قبل استيفاء اللذة أو بعدها .
ومن يرغب في ( معاشرة ) الخلق يوجّـه نفسه إلى المجالس التي تذكّره بالحق .
ومن يرغب في السفر و ( السياحة ) في البلاد ، يوجّـه نفسه إلى البلاد التي رغّب الشارع في شـّد الرحال إليها ، ومن ( تثقل ) عليه صلاة الليل يرغّب نفسه في أبعاضها ، ثم يجدد العزم على الباقي منها .
وهكذا الأمر في صيام الأيام المندوبة وما شابـهها .
حميد
عاشق العراق
25 - 12 - 2012
_…ـ-* القوانين الطبيعية والاجتماعية *-ـ…_
إن الآيات المتعرضة للحالات الاجتماعية في القرآن الكريم تجري مجرى الآيات المتعرضة للآيات الطبيعية ، فكما أن إرادة الحق لا تتخلف في ( التكوينيات ) فكذلك أمره في ( الاجتماعيات ) .
فمن ذلك قوله تعالى { إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } ، فينبغي التعامل مع هذا القانون كأيّ قانونٍ من قوانين الطبيعة ، فالمقنّـن فيهما واحد .
ومن ذلك قوله تعالى : { إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } ، ( فإرادة ) الإصلاح المتحققة من الزوجين ، يوجب ( مباركة ) الحق لهما في حياتهما بالتوفيق بينهما ، مهما بلغ الفساد مبلغه .
حميد
عاشق العراق
25 - 12 - 2012
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |