قديم 05-18-2012, 02:06 PM
المشاركة 581
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المنظورات الفكرية وتقاناتها في الروايـة النسائية السوريــة -24/01/2008

نلاحظ أن غالبية كاتبات الرواية يكتبن في أجناس أدبية أخرى مثل مؤمنة بشير العوف، وهي استاذة جامعية وشاعرة وناقدة، وسمر العطار وهي استاذة جامعية وباحثة وواضعة كتب لتأليف اللغة العربية للأجانب، وماجدة بوظو التي تكتب المقالة والقصة والمسرحية، ووليدة عتو وأنيسة عبود وعائدة الخالدي وهيفاء بيطار، وضياء قصبجي، وصباح قباني، وأميمة الخش، وفائزة الداوود، ومية الرحبي، وماري رشو، ووصال سمير وناديا الغزي اللواتي يكتبن القصة ربما اكثر من الرواية.
وترتبط الكتابة الروائية النسائية في سورية غالباً بتجربة الكاتبة في الحياة وضمن حدود المكان ومنطلقاته حيث تقيم الكاتبة، في مدى اقترابها من الحرية والابداع، فقد تأثرت كتابة سمر العطار وحميدة نعنع وغادة السمان وسلمى الحفار الكزبري وألفة الادلبي وهنرييت عبودي وأسيمة درويش وأنيسة عبود ومية الرحبي برحابة في عرض التجربة الانسانية والعاطفية والاجتماعية حتى لتعد رواياتهن مرآة لتأزم الذات القومية، والرواية الاولى في نقدها للماضي حيث وجهت اعترافات صريحة للتجربة الذاتية لتطور المجتمع في سورية من خلال نزوع مطلق الى الحرية في الاغتراب، والثانية في نقدها للثورة العربية المحبطة في اكثر من قطر عربي في المشرق والمغرب، والثالثة في تقصيها الحاد للخيبة القومية من خلال واقع مشخص هو الواقع العربي في لبنان وتداعياته المختلفة، والرابعة في استعادتها المدهشة لسيرة الكفاح الوطني ضد الاستعمار داخل معمعان التطور الاجتماعي، والخامسة لوطأة التغيرات الاجتماعية على النسوية والتحقق الوجودي، والسادسة عن التأسي النسوي في غياهب الحب والتعالقات الحضارية مع الآخر، والسابعة عن التطور الاجتماعي بين الريف والمدينة وضغوطه على النسوية، والثامنة عن قسوة التغيرات الاجتماعية وارتباطها بالتقاليد والموروثات التي تحط من قدر المرأة.
تمارس كاتبة أخرى نقد التجربة السياسية في سورية هي سلمى الحفار الكزبري في روايتها، ولا سيما تجربة الانفصال والوحدة والتغيير الكبير مع ثورة الثامن من آذار، وفعلت ذلك ايضاً كاتبة اخرى هي مؤمنة بشير العوف في روايتها «مد بلا جزر»، وإن كانت الروايتان اكثر احتفاء بتفاصيل السيرة الشخصية حيث كان نقد الواقع السياسي اطاراً او استعراضاً ناقماً لوطأته الباهظة على فئة اجتماعية متضررة، وعالجت ماري رشو بقوة وضع المغتربين العرب في الولايات المتحدة وأحزان الهجرة بروح انسانية مفعمة بالارادة والتوق الى الحرية.
تحفل روايات ملك حاج عبيد وملاحة الخاني بتصوير ثّر للتغير الاجتماعي في سورية في السبعينيات على وجه الخصوص، الاولى من منظور تجربة شخصية مازالت بصماتها واضحة، والثانية استطاعت ان تعاين التحولات الاجتماعية بمعزل عن ضغوط التجربة الشخصية على ان التجربة الشخصية التي تصل الى حد المماهاة بين النص ومؤلفته الواضحة في غالبية النصوص الروائية السورية، ولا سيما اعمال اميمة الخش وصبحية عنداني، وهيفاء بيطار ونوال تقي الدين ووليدة عتو اللواتي حاولن بدرجات معينة ادماج الموضوع العاطفي في اطار سيرورة اجتماعية.
وتنجح روايات كثيرة في استيعاب الموضوع الاجتماعي والابتعاد قدر الامكان عن النزوع الذاتي المستفحل، كما في غالبية روايات قمر كيلاني وبعض روايات كوليت خوري، ولولا ولع حميدة نعنع بامتداح الذات لكانت روايتاها تعبيراً موضوعياً شديد القسوة للواقع العربي، ولكنها لا تستطيع الخروج من اعجابها بذاتها وتفاصيلها العادية احياناً، فتصير الرواية في بعض الاحيان الى نجوى ذاتية لا مسوغ لها.
أمعنت المرأة الروائية في رؤية تلاوين شجن النساء التي تصل الى شدة النسوة المناهضة للذكورة والمجتمع الابوي والتقليد الاجتماعي والثقافي، كما في روايات فاديا شماس وهيفاء بيطار وهنرييت عبودي وهدى الزين ومها حسن.
بينما اقبلت كاتبات معدودات على الرؤية التاريخية لوضع المرأة، ولا سيما البعد القومي والوطني والاجتماعي فضاء للرحابة الانسانية في الوقت كما في روايات كوليت خوري وغادة السمان وقمر كيلاني وناديا خوست وألفة الادلبي من الرائدات، وملك حصرية وحميدة نعنع من الاجيال اللاحقة.
تعدّ روايات سلمى الحفار الكزبري «البرتقال المر» ومؤمنة العوف «مدّ بلا جزر» نوعاً من تصفية الحساب مع مرحلة تاريخية حتى ان الرواية تتحول الى استعراض للخطب السياسية والمجادلات العقيمة التي تؤثر سلباً على المتن الروائي.
ثمة تفاصيل في هذا الصدد ضاغطة على وجدان الروائية، ولكنها ليست بذات قيمة فنية وهذا يثير بحد ذاته احدى القواعد الذهبية في الادب وهي ان الترائي اهم من الوجود، وهكذا تحمل بعض الكتابات الروائية وثائق عن زمنها، ففي روايات سمر العطار وألفة الادلبي وكوليت خوري وقمر كيلاني وكتاب رنا قباني السردي «رسالة الى الغرب» (دار الآداب - بيروت - 1991) تسجيل دقيق او لماح للمرحلة التاريخية التي تتجه هذه الكتابات اليها.
اما الموضوع الغالب مع الكتابات النسائية الروائية فهو وطأة الضغوط الاجتماعية على العاطفة تعبيراً عن انكسار الحب او اخفاقه، ولاسيما الزواج والطلاق والحب غير المتكافىء، وعلى نحو أقل العلاقات الحرة بين الرجل والمرأة، وقد افلحت روائية مثل نادرة بركات الحفار في كتابة رواية عاطفية في سياق اجتماعي فكانت روايتها اكثر من رواية عاطفية، واقرب الى الرواية الاجتماعية، وتتنازع معالجاتها طوابع (المشجاة) الميلودراما والميل الطبيعي الذي يجعل شخصياتها مستلبة عاجزة قدرية ضعيفة الارادة امام قسوة الشروط التاريخية، وهذا واضح في رواياتها جميعاً،ولا سيما «الهاوية» وثمة جرأة كبيرة في اعلان الخيار الشخصي في تناول الموضوع العاطفي على الرغم من الاستغراق السيري في الكتابة عن التجربة الشخصية بوصفها تجربة عامة كما في كتابة هيفاء بيطار عن تجربة الزواج المخفق بأقسى من الطلاق في روايتها «يوميات مطلقة» وكتابتها عن تجربة الحب المخفق ومآله الخسران التام في روايتها «قبو العباسيين»، وكتابتها عن هجاء الرجل والذكورة في روايتها« امرأة من طابقين».
على وجه العموم تعاني الكتابات الروائية النسائية في سورية من التحليل النفسي، وتكاد تنعدم الشخصيات النسائية الاشكالية او النموذجية باستثناء روايات غادة السمان وحميدة نعنع التي تقدم رواياتهن شخصيات نسائية مستقلة وحرة في غالب الاحيان ، وتظهر الاستقلالية والحرية في الحب والزواج ، وقبل ذلك في العمل السياسي والحزبي ، وفي العمل بحد ذاته، ولدى هاتين الكاتبتين تتنقل النساء بين الاماكن والرجال والافكار والمعتقدات برحابة يحسدها عليهن الرجال انفسهم، وثمة نص روائي هو سرد مفتوح لحرية مطلقة تمارسها امرأة مع رجل لمها حسن سمتها «سيرة الآخر- اللامتناهي» ( دار الحوار- اللاذقية- 1995).
ولعل مغامرة التحديث الروائي في الكتابات الروائية النسائية السورية تتجلى في النصوص التي اشرنا اليها قبل قليل، فيبدأ التحديث واثقاً عند غادة السمان في لعبة التداعي، وانتقال الازمنة وتثمير مناطق اللاشعور، ونسبية النظرة الى العالم، الى الاحتفاء بشعرية السرد حين تصير الذات منطلق الرؤية، وحين يغدو الوجدان منعكساً لتأزم الذات العامة ومتحرراً من السرد التقليدي ومركزاً على وجهة النظر عند حميدة نعنع الى هوس التحديث حين تتكسر اللغة، ويصبح النص بوقائعه واحداثياته واحداثه غائباً في نثار اللغة وفيض الانشاء الذاتي.
لقد حاولت ضياء قصبجي ان تعالج شخصيتها النسائية من خلال ميل نفسي في روايتها «امرأة لا تعرف الخوف» ( المنشأة العامة- ليبيا - 1985) ولكن الاختزال الذي يجعل النص الروائي اقرب الى قصة والتماهي السيري قد قلل من فرص التعمق في فهم الشخصية وطلب التأثير، وهو ما جاوزته الى تحليل معمق لاوضاع المرأة في روايتها « اختياراتي والحب».
وهكذا فإن مفهوم الرواية في الكتابة الروائية النسائية ملتبس احياناً وشديد التباين في احيان اخرى، لأن ما كتبته ضياء قصبجي وهيفاء بيطار واميمة الخش في روايتها الاولى هو اقرب الى القصة او القصة المتوسطة، كما ان عدداً كبيراً من النصوص الروائية يتداخل مع مفهوم السيرة بتأثير التماهي الذي اشرنا اليه، اذ قليلاً ما تغادر الكاتبة ذاتها الى الذات العامة، ولربما كان عدد من هذه النصوص هو اشبه بسيرة فنية لوجهة نظر الكاتبة في تجربتها، او الانطلاق من تجربتها الى تجارب عامة مماثلة، كما في روايات لصبحية عنداني ومؤمنة بشير العوف ونوال تقي الدين ووليدة عتو وماري رشو وسمر العطار وغيرهن.
من الملحوظ ان بعض الكاتبات قد عنين بالمأثورات الشعبية في بناء النص الروائي، مثل غادة السمان في روايتها «ليلة المليار»، وناديا الغزي في نصها الروائي «شروال برهوم»، ووصال سمير في روايتها «زينة»( دار الأهالي - دمشق - 1992).
أما بالنسبة للرواية التي تخاطب الفتيان والناشئة فإن عددها قليل جداً، وينطبق هذا الوصف على رواية ألفة الادلبي «حكاية جدي» وثمة كتابات روائية اقصر لدلال حاتم هي: «مذكرات عشرة قروش» ( اتحاد الكتاب العرب- دمشق - 1983)، «حدث في يوم ربيعي» (المديرية العامة للاثار والمتاحف - دمشق - 1981) و«حنون القرطاجني» (كتاب اسامة الشهري- وزارة الثقافة - دمشق - 1981) وآخرها لضحى مهنا «هكذا عاش جلجامش» (دار الحوار- اللاذقية- 1994) عن ملحمة جلجامش المعروفة.
نلاحظ ان النقد الموجه للكتابات الروائية النسائية السورية قليل ، باستثناء ما كتب حول غادة السمان التي صدر حول اعمالها حتى الآن سبعة كتب هي: «غادة السمان بلا اجنحة» لغالي شكري، «تحرر المرأة عبر اعمال سيمون دوبوفوار وغادة السمان» لنجلاء نسيب الاختيار، و« التمرد والالتزام في أدب غادة السمان» لباولا دي كابوا و«غادة السمان: الحب والحرب- دراسة في علم الاجتماع الادبي» لالهام غالي و«قضايا عربية في ادب غادة السمان» لحنان عواد، و«فض ذاكرة امرأة» لشاكر النابلسي،و«غادة السمان: رحلة في اعمالها غير الكاملة» لعبد اللطيف الارناؤوط.
أما المصادر الاخرى لنقد الكتابة الروائية النسائية في سورية، فهناك كتاب وحيد هو «الرواية النسائية في سورية» لهيام ضويحي (1992)، وكتاب آخر لإيمان القاضي يتناول «الرواية النسوية في بلاد الشام»(1992)، وخلا ذلك مقالات وبحوث في الدوريات وبعض الكتب النقدية والتعريفية والتاريخية.
هذه اهم منظورات الكتابة الروائية النسائية وتقاناتها في سورية، وكما نلاحظ هي تجربة أدبية كبيرة في حساب الكم والنوع، والأهم فيما تثيره من قضايا تتصل بالادب وبالنسوية معاً.
البعث

قديم 05-18-2012, 02:10 PM
المشاركة 582
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
قديم 05-18-2012, 02:24 PM
المشاركة 583
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مع قمر كيلاني
حوار : اديب قزاز

قمر كيلاني أديبة عاشت حياتها بين الكتب دراسةً وتدريساً، فكانت هي مثالها في الحياة لهذا عملت على محاكاتها بعد ما عرفت أنها ثمرة العقول والإبداع. تلبثت طويلاً في عوالم جبران خليل جبران، وإيليا أبي ماضي، ونزار قباني، وأحمد شوقي، وتراثيات الأدب العربي، وعوالم القصة العربية الحديثة في مصر، وسورية، والعراق.. وراقبت بعينيها الرائية المشهد الإبداعي العربي، وكان أن بدأت بكتابة القصة القصيرة وسط مناخ ثقافي حار يشكل أساتذتها (شاكر مصطفى) و(بديع حقي) و(شكري فيصل) جزءاً مهماً منه.‏ وقد كان اقتحامها مجال الكتابة الإبداعية إضافة نوعية لدور المرأة وحضورها في المجتمع، فقد كانت كتابتها ولا تزال ركناً أساسياً في أركان الكتابة النسوية في سورية اجتماعاً مع كوليت خوري، وغادة السمان، وسلمى الحفار الكزبري، وإلفة الإدلبي.. ليس باعتبارها كتابةً صادرة عن ذات أنثوية وإنما باعتبارها الإبداعي والاجتماعي في آن واحد. فكتابات قمر كيلاني تشكل مدونة إبداعية ـ اجتماعية عن حياة الناس في سورية طوال العقود الأربعة الماضية من القرن العشرين، كما تشكل مدونة للوعي الوطني والقومي حين تحسست بأدبها آلام الشعب العربي الفلسطيني وفداحة المأساة التي تعرض لها.
واليوم، حين نقرأ تجربة قمر كيلاني الأدبية، نعي جيداً أن كتابتها ليست أصداء أو حوارات مع الأحداث أو الحادثات وإنما هي إبداع ارتوى من خميرة الزمن، وتشبع بروح المجتمع، وحبّر نوازع النفس وهواجسها، وأعلى شأن القيم السامية.‏ عن قراءة ما كتبته قمر كيلاني قراءة واعية تؤكد كم كابدت وعانت في محراب الفن لتأتي بنصوصها المصقولة كقطع الرخام، الصافية كماء الينابيع، والحارة.. كالأشواق.‏
* أودّ بداية أن أفتتح هذا الحوار بالسؤال عن العتبات الأولى، والرغبات الأولى التي أخذت الأديبة قمر كيلاني إلى عالم القصة والرواية؟!‏
** كانت المطالعة أولاً، فقد أولعت بالقراءة منذ سن مبكرة جداً، أي في العاشرة من عمري. وكنت كلما قرأت عبارة جميلة أو بيتاً من الشعر أنسخه على دفاتري المدرسية لأعيد قراءته قبل أن أعيد الكتاب الى المكتبة التي نستعير منها الكتب، وحتى الشعر كنت أنسخه أيضاً. وأذكر أنني في صف الشهادة الابتدائية الفرنسية التقطت أول قصيدة كتبها (نزار قباني) في رثاء إحدى معلماتنا التي توفيت وهي تضع طفلها، وكانت السيدة (سلمى رويحة) والدة (غادة السمان).‏
أما نوعية الكتب فهي التي كانت بين أيدينا في ذلك الحين: كالمنفلوطي، وجبران خليل جبران، والقصص المترجمة عن الفرنسية. والمؤثر فيّ حينذاك كان (جبران) بالتحديد وشعراء المهجر مثل (إيليا أبو ماضي) وغيره. ولم أكن أجد مجالاً لمحاكاة ما أقرأ سوى دروس اللغة العربية ومادة الإنشاء أو التعبير. وبما أن حصص اللغة العربية كانت محدودة بساعات معينة فقد كنت أعير دفاتري الصغيرة هذه المفعمة بالعبارات الجميلة وبالشعر الى رفيقاتي ليأخذن منها ما يساعدهن على كتابة وظائفهن في التعبير. أما المناسبات المدرسية فكان قلبي يخفق لها كلما حانت الفرصة لذلك، ولفت هذا نظر أساتذتي في ذلك الحين: الدكتور (بديع حقي)، والأستاذ (زهير دجاني)، وغيرهما، فترصعت دفاتري المدرسية بعبارات الثناء والإعجاب، وبالعلامات التامة فكان هذا أكبر تشجيع لي، فبدأت أقلد ما أقرأ حتى أنني كتبت مذكراتي وأنا في الحادية عشرة من عمري، ولا أزال احتفظ بها حتى الآن

قديم 05-18-2012, 02:26 PM
المشاركة 584
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تلك كانت هي العتبات الأولى التي خطوت فيها الى عالم الأدب الذي اختلط عندي بالكتب الفلسفية والثقافية العامة، فما أكاد أنهي كتاباً حتى اقرأ الآخر. واذكر أن أستاذي المرحوم (شاكر مصطفى) وأنا في الصف العاشر انتزع من يدي كتاباً فلسفياً قائلاً لي: "هذا كثير عليك.. اكتبي بدل أن تقرأي". فبدأت بكتابة القصة القصيرة دون أي توجيه الى تكنيك القصة، وكانت ملاحظات أستاذي (شاكر مصطفى) هي الدليل والمرشد لي في هذا الجنس الأدبي، ولا تزال هذه البدايات في أدراجي مع تعليقات أساتذتي (شاكر مصطفى)، و(شكري فيصل) خاصة.‏

أما في صف الشهادة الثانوية فقد نشرت لي أول قصة في مجلة لبنانية وكانت بعنوان: (شبح أم)، ولم أصدق أن اسمي هو الذي يفتتح هذه القصة مع عبارات ثناء جميلة تقول: "نتمنى لهذه الأنامل البارعة أن تستمر في العطاء". وأذكر أن كان لمثيلة هذه القصة أيضاً (دمية العيد) حظ في أن تنال جائزة أفضل قصة قصيرة في المسابقة التي أقامتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC.‏
أما سنوات الجامعة فتلك لها حديث آخر، حديث التمرد على التقاليد والمناداة بحرية المرأة من خلال وجوب تعليمها كي تأخذ فرصتها الحقيقية في الحياة. هذه الرؤى والأفكار كانت تأخذ طريقها الى النور عبر صفحات المجلة الجامعية لطلاب كلية الآداب التي انتسبت إليها لقسم اللغة العربية، وكانت تنشر لي تحت اسم مستعار هو (رائدة النبع)، إلا أن اسماً آخر أطلقه البعض علي والتصق بي وهو (المتمردة الذهبية)، وبعد فترة قصيرة لم يعد خافياً على أحد أن المتمردة الذهبية هذه هي رائدة النبع. وأذكر أن أحد أساتذتي آنذاك في المعهد العالي للمعلمين الدكتور (أمجد طرابلسي) قال لي ذات مرة وبعد أن أخذت كتاباتي الأدبية تزدهر: "نحن لا نريد أدباء ولكننا نريد مدرسين للغة العربية"، ولعله لم يكن ليدرك نسيج شخصيتي الحقيقي بأن التعليم والكتابة كانا عندي فَرسان لعربة واحدة. وما كان مني بعد سنوات عدة إلا أن أهدي أستاذي هذا أوراقاً كتبتها تحمل عنوان: "أوراق من دفتر التدريس" نشرت مسلسلة في مجلة (صوت المعلمين)، وأقول في إهدائها: "الى أستاذي وصديقي فيما بعد الذي قال لي نحن لا نريد أدباء بل مدرسين".‏

قديم 05-18-2012, 02:28 PM
المشاركة 585
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولم تقتصر دراستي الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة العربية على علوم اللغة فحسب بل امتدت الى دراسة التصوف، فاستغرقت في هذا الاتجاه الفكري الفلسفي الديني وفي دراسة ابن عربي، وابن الفارض، وعبد القادر الجيلاني، لأجد نفسي أغوص في عالم شيق رائع يستحق الخوض فيه، وكأنه سرداب يأخذني الى كل ما هو ممتع فهل أرجع؟.. بالتأكيد لا. وكيف لي أن أفسر ابن عربي أو أن أشرح أبياته إذا لم أقدر على تفسير وحدة الوجود؟..‏
ولكني فجأة أقف مع ذاتي، وأسأل نفسي: لماذا اخترت دراسة اللغة العربية؟.. خطأ لا أغفره لنفسي.. إذ كنت أظن أن الموهبة والكتابة لهما علاقة باللغة العربية، وإذا بي اكتشف عكس ذلك، وأتمنى لو أنني اخترت دراسة الفلسفة وعلم النفس فما كان منى إلا أن درستهما الى جانب دراستي الأصلية في اللغة العربية، وحصلت على شهادة في علم النفس والتربية.‏
أما الرغبات فلم يكن بالسهل أن تتحقق في تلك الفترة حيث لا يوجد دور نشر، ولا اتحاد كتّاب، ولا وزارة للثقافة، ولا أي مؤسسة تتبنى إنتاجنا، ولم أكن وحدي وقد كان هذا شأن جيلي كله، فما كان منا جميعاً إلا أن اتجهنا الى بيروت عاصمة الثقافة، وبدأنا ننشر في المجلات الأسبوعية والشهرية، ومن ثم نبحث عن دور للنشر تتبنى إنتاجنا. ولم يتحقق هذا إلا في بداية الستينات عندما طبعت أول كتاب لي وهو (التصوف الإسلامي)، ومن بعده عام 1965 روايتي الأولى التي كانت تحبو بين يدي مثل طفلة يتيمة وهي (أيام مغربية).‏
كل هذا والمجتمع المحافظ المتزمت لم يكن يقبل ظهور المرأة كأديبة وكاتبة، وأذكر أن كوليت خوري نفسها في نهاية الخمسينات قد أصدرت روايتها تحت اسم كوليت سهيل، حتى كانت ثورة آذار وبدأ الانفتاح فعلياً، واذكر أن الأعداد الأولى من جريدة البعث كانت تحتوي على قصص ومقالات لي، هذا بعد تجربة مريرة أيام الانفصال إذ أنشأنا نحن نخبة من الكتاب والمثقفين والنقاد مجلة اسمها (ليلى) كنا نأمل أن تأخذ طريقها ليس في سوريا فقط بل في العالم العربي كله، بإخراج مختلف وبتكاليف معقولة، وكنا ندفع من جيوبنا ولا نتقاضى ثمناً لأي كلمة حتى ذهبت جهودنا أدراج الرياح.‏
تلك الفترة كانت صعبة، لكنها مهدت الطريق أمامي وأمام غيري لكي نثبّت أسماءنا على الساحة الأدبية لاسيما وأننا أصبحنا مراسلين لمجلات شهيرة أدبية او ثقافية في الخليج وفي لبنان، واذكر منا (محي الدين صبحي) و(محمد الماغوط) وأنا وغيرنا كثيرون.‏ وظلت رغبتي الأولى أن أكون في موكب الملكة الصغيرة أو القصة القصيرة التي نشرت أعدادا منها كثيرة في الوطن العربي كله، وترجم بعضها الى لغات أجنبية. ولم أنس بالطبع الإذاعات العالمية او العربية التي كانت تحتفي بالقصة القصيرة وتذيعها في برامجها الثقافة.‏ ذلك كان شأن القصة القصيرة، أما الرواية فقد عوضت عنها مادام النشر متعذراً أو ضيق الأفق بالمسلسلات الإذاعية وخاصة في هيئة الإذاعة البريطانية، وبعض من هذه المسلسلات شكلت منه فيما بعد روايات مثل رواية (الأشباح).‏

قديم 05-18-2012, 02:29 PM
المشاركة 586
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* الكثير من الأعمال الأدبية قمر كيلاني تحمل نبوءات مستقبلية مثل مجموعتك القصصية التي طبعت في العراق، ومثل روايتك /بستان الكرز/…‏ ترى هل من قصدية وراء هذا التنبوء بمآل القضايا العربية المصيرية… كالقضية الفلسطينية؟!‏
** الحكاية بدأت منذ أعوام 64ـ65 عندما أعلن النضال الفلسطيني لمنظمة التحرير، فقد كان لي أصدقاء كثيرون من الفلسطينيين وكنت قد كتبت عدداً من القصص الكثيرة حول القضية الفلسطينية مثل (قبلة على أرض غريبة)، و(ناتالي وأشجار البرتقال). وإذ كنت أسافر الى أوروبا وباريس خاصة فقد كانوا يسألونني كثيراً عن القضية الفلسطينية، وترجمت بعض القصص لي. أما في المغرب فقد كانت لي زاوية أسبوعية في جريدة (العلم)، وكنت مدعوة دائماً الى المحاضرات والندوات حول الكفاح الفلسطيني. ووجدتني في عين القضية، ولم أغفل بالطبع عن أوضاع المجتمع المغربي آنذاك وخاصة المرأة فكتبت كثيرا في الصحف حول هاتين الناحيتين. وما هي إلا سنة او سنتان حتى جاءت نكسة حزيران المريعة فوجدتني في قلب العاصفة او (الدوامة) من جديد وهذا عنوان رواية لي. فمن كان يستطيع في تلك الفترة أن يتجاهل القوة الغاشمة الإسرائيلية التي بدأت تتمدد كالاخطبوط في أرضنا فتقتطع الجولان، وتسطو على سيناء، وتصادر الضفة الغربية وغزة وتقبض على القدس؟ كنا إذن جميعاً كتاباً ومثقفين ندور في هذا الفلك، وخاصة بعد ظهور العمل الفدائي ومعركة الكرامة، إذ تبلورت الأوضاع كلها في ذهني، واكتست جميعاً بلون واحد لتدور حول محور واحد وهو القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعرب جميعاً. وما أكثر ما كتبت من قصص ومسلسلات إذاعية حتى في مجلات نوعية كمجلة الشرطة، أو جيش الشعب، وأصدرت رواية تحمل ثقل تلك المرحلة كلها. وكأنما أصبح لدي كشف تنبؤي بأن ما يحدث لن يقتصر على المجال الذي نحن فيه خلال تلك الأيام بل سيتسع ويتسع، وهكذا صدرت مجموعتي (عالم بلا حدود) في بغداد في أوائل السبعينات، وهذا العنوان لقصة معينة في الكتاب ـ الذي يحمل اسمها ـ لها أمداء واسعة، فقد كنت أتعجب من دولة تأخذ كل حقوقها كدولة من الأمم المتحدة وليس لها حدود معروفة وهذا ما حاصل مع إسرائيل حتى الآن.‏.‏

قديم 05-18-2012, 02:29 PM
المشاركة 587
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

وعن حرب تشرين نشرت رواية مسلسلة في جريدة تشرين بعنوان (حب وحرب) طبعت فيما بعد في كتاب، وفيها خواطر تنبؤية بأن الحل لن يكون إلا شاملاً لخارطة الوطن العربي كله وليس لفلسطين بالتحديد. كما أن لي مشاهد تمثيلية من حرب تشرين واقتحام جبل الشيخ بعنوان (عواء الذئب)، وأنا افتخر بها جداً لأنها أيضاً تنبؤية بحيث أجعل المعركة فيها رهاناً بين الإنسان وبين الآلة، بين ما تملك إسرائيل من أسلحة متطورة وبين ما نفتقده نحن رغم بسالة جنودنا من أسلحة ومعدات وتقنيات.‏ إذن فهذه كلها رؤية شمولية أكثر منها تنبؤية وهي سبر للأحداث التي تجري مع نظرة‏ أبعد الى ما يمكن أن يجري.‏
أما عن رواية (بستان الكرز) وأعني به لبنان فقد كنت ملتصقة به الى حد كبير أسروياً واجتماعياً ومن خلال الإنتاج الأدبي أيضاً، فكان لدي من الاستشفاف والتنبؤ بأن المحرض الأساسي لهذه الحرب هي الطائفية وليس وجود الفلسطينيين فيه الذين لم يكونوا في يوم من الأيام إلا ضيوفاً على البلدان العربية لا يحركون سياساتها، ولا يتحكمون في مصائرها. وهكذا انشطر لبنان عندي من خلال البطلتين في الرواية (سونيا)، و(ناديا) الى (لبنانيين): لبنان الذي يسير في الركب العربي، والآخر الذي يريد الابتعاد عنه. وأنهيت هذه الرواية التي صدرت عام 76 بدخول الجيش السوري الى لبنان منقذاً ومنهياً لهذه الحرب، ورمزت للبنان بالطفل الصغير الذي عثرت عليه البطلة أثناء الحرب وكان معافى موفور الصحة لكنه لا يستطيع المشي، ويحتاج الى من يساعده.‏ ولعل هذه التنبؤات أو هذا الاستشفاف كان وارداً في كثير من قصصي القصيرة ومن رواياتي أيضاً، واذكر أنني في عام 1965 كتبت في صحيفة مغربية بعنوان عريض: "الحل في يد الشعب الفلسطيني"، وكأنني أقول منذ ذلك الحين أن بؤرة الحدث، وتفجر المقاومة يجب أن تبدأ في فلسطين ذاتها مهما كانت المساعدات وربما الإغاثات من البلاد العربية جميعاً.‏ ولدي أيضاً قصة قصيرة بعنوان (اللعبة الخطرة) استوحيتها من حادثة جرت في القدس، إذ تآمر الأطفال على الجنود الإسرائيليين الذين يعتقلون بعض الفلسطينيين بأن رموا مياه الصابون في طريقهم كما أطلقوا أصواتاً غريبة لإفزاعهم كما يعتقد الصغار، وكأنني أقول إن الإسرائيليين لو بدؤوا يلعبون مع هؤلاء الأطفال فإنها لعبة خطرة ستؤدي كما حدث الى رميهم بالحجارة ومقاومتهم، وكما حدث في الانتفاضتين

قديم 05-18-2012, 02:30 PM
المشاركة 588
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* ـ أنت إحدى الأديبات العربيات اللواتي رسخن مفهوم الأدب النسائي الذي ضاهى في أغلب نماذجه ما كتبه الرجل من أدب… ترى كيف تنظرين إلى عوالم المرأة العربية الكاتبة اليوم أين هي الإيجابيات وأين هي السلبيات؟!‏
** من حيث المبدأ أنا لا أعترف بأدب نسائي وأدب رجال إن صح التعبير، إنه أدب فقط سواء صدر عن المرأة أو الرجل. وأنا بحكم تحرري منذ البدايات اجتماعياً وقناعتي بأن المرأة ند للرجل فقد كرست لدى جيلي من الأدباء والكتّاب ـ وكنا قلة ـ بأنني مساوية لهم ولا أقول أضاهيهم. وفي حفل تكريمي في جمعية القصة في اتحاد الكتّاب العرب صرّحت لجريدة تشرين "أنني كاتب ولست كاتبة".. فقد عُزز هذا الإحساس لدي ولدى الآخرين بأنني كنت المرأة الوحيدة في عدة مكاتب تنفيذية لاتحاد الكتّاب العرب، أو في مشاركات صحفية، أو في لجان عليا حتى على المستوى القومي. وأنا أفصل تماماً بين شخصيتي كامرأة وبين شخصيتي ككاتبة وأديبة، ولعل هذا ما كان يشعر به زملائي جميعاً.‏
أما بالنسبة لإنتاجي فقد كنت أغرف من معاناتي كإنسانة في زمان معين، وبلد معين، وظروف معينة فكيف تكون إذن الفوارق؟ وهذه لو حصلت ـ أي الفوارق ـ فإنها تكون بلمسات خفيفة وشفافة جداً، وبإشارات خاطفة ليس أكثر، وكأنما المرأة لدي تأبى إلا أن تطل ولو من نوافذ صغيرة.‏ وبما أنني أتابع الإنتاج النسائي في الأدب عموماً والرواية خصوصاً، وربما ساهمت بطريقة أو بأخرى بمساعدة من أصبحن أديبات، فإنني أقول إنه أصبح لدينا أدب يسمى الأدب النسائي، لأن المرأة في هذا الإنتاج بعد أن خرجت من شرنقتها، وتمردت على أوضاع كثيرة أسروية أو اجتماعية لم تجد أمامها إلا المرأة الأنثى أو الاخرى الأنثى أيضاً، فأصبحت الهموم الأنثوية ومفردات الحب والجسد هي الأساس في أعمالهن الأدبية. ولأن مجتمعنا يتسارع في تغيراته، وربما في تناقضاته فهو يطفح بهذه المشكلات التي جعلتها المرأة محورا لإنتاجها الأدبي. ولا أريد أن أسوق أمثلة ولكن يكفي تلك العناوين المثيرة لإنتاج المرأة منذ ربع قرن حتى الآن على الأقل. وربما ضللتني بعض العناوين مثل (الوطن في العينين) لكني لم أجد فيه إلا قصة حب عادية ومفتعلة. وما أكثر ما أتساءل: هل تسجن المرأة نفسها من جديد في أقفاص الحب والشوق والخيانة والغدر بعد أن تحررت وسارت هذه الخطوات في التقدم الاجتماعي؟.. لكن هناك إنتاجاً آخر لنساء لم تتح لهن فرصة الظهور أو الانتشار ولهن مؤلفات عديدة سواء في الرواية أو الشعر أو القصة القصيرة والأبحاث الثقافية أيضاً. وأكاد اجزم بأن المرأة لم تسجل حضورها في النقد الأدبي رغم تناولها في الحلقات الضيقة والمجالس الأنثوية لما يصدر من أدب نسائي، ورغم حفلات التوقيع التي أصبحت ظاهرة ينتشر فيها هذا الإنتاج كما الفراشات في الهواء.‏

قديم 05-18-2012, 02:31 PM
المشاركة 589
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ويخيل إلي أن المرأة الكاتبة عموماً لم تستطع أن تتخلى أيضاً عن تجاربها الخاصة ومغامراتها التي تسوقها في حبكات روائية هي من صنعها وليست من التجربة نفسها، فلا أكاد ألمح أحياناً خيوط الصدق فيما تنتجه هاته النسوة بينما الصدق أي صدق التجربة هو الأساس في أي عمل أدبي من هذا النوع وخصوصاً في الرواية. وكأنني أيضاً أجد أن الجرأة في تناول مفردات الحب لا تتناسب أحياناً لا مع الواقع ولا مع التجربة الأدبية ولا مع المرأة نفسها.‏ كل هذا لا يعني أن ليس هناك تطور في اقتحام المرأة عالم الأدب أولاً، وفي انتقائها لأسلوبها الخاص ثانياً حتى يكون أحياناً هذا الأسلوب يحمل معنى الفرادة والتميز، وأنا معجبة ببعض هذه الأساليب التي تستوحي من الشعر وقد تكون متأثرة به، ومن الصور الأخاذة الجميلة التي ترد في بعض الأعمال وخاصة من أدب المغاربية في تونس أو الجزائر أو المغرب، وهذا لا يعني أيضاً أنني لا أتوسم إبداعاً في شابات يقتحمن عالم الكتابة فيما نسميه التجريبي إذ يتبعن أسلوباً مغايراً هو خليط بين الشعر والقصة القصيرة بمونولوج داخلي، وربما اتبعن ذلك في الرواية التجريبية أيضاً. على أي حال فإن إشراقة اللغة وسلامتها والابتعاد عن العامية او اللغة الدارجة أمر مهم جداً نجد المرأة فيه أحرص على العناية به من الرجل مما يعطي أدبها طابعاً مميزاً وجميلاً.‏

قديم 05-18-2012, 02:32 PM
المشاركة 590
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* أود أن أعرف ما هي الصعوبات الاجتماعية (وغير الاجتماعية) التي واجهتك وأنت تكتبين القصة والرواية، ومن كان المساعد الأول لك على الظهور والإبداع؟!
** الظروف الأسروية والاجتماعية لم تكن مواتية تماماً، فأنا من أسرة إقطاعية إن شئت التعبير ليس للعلم مكانة هامة بين بناتها، لكن الاحترام والثقة التي منحت إياها جعلاني أشق طريقي اجتماعياً بثبات وعزم، إلا أن المجتمع ذاته لم يكن يتقبل لا الصحافة ولا الأدب ولا حتى تحرر المرأة. على أي حال الصعوبات التي واجهتني كانت ضئيلة بالقياس الى من كن في مثل موقعي أو حتى اللائي أتين بعدي. ولعلي بإصراري وعزمي وتفتحي الحقيقي نحو عالم الأدب لفت الأنظار إلي فرمقوني بشيء من الاعتراف، أو ربما الحيادية لكنهم لم ينصرفوا عني لأنهم ظلوا يرصدون كل ما أقوم به كظاهرة تحررية متقدمة في تلك الفترة. ولعل أيضاً الجو الثقافي المميز في ذلك الحين ممن أصبحوا فيما بعد أعلاماً ورواداً في الأدب والثقافة والصحافة كان يعوضني كثيراً عن الفراغ الحاصل من غياب المؤسسات أو المنتديات الثقافية، أو حتى المنابر في المنتديات النسائية التي يمكن أن تعبر فيها المرأة عن ذاتها قبل أن تعالج واقعها الاجتماعي. وبعض من هؤلاء لا أنساهم أبداً لأنهم منحوني الكثير من المساعدات ولو كانت بسيطة لكنها كانت توفر عليّ الاقتحامية والظهور المستمر، فلو كان أحدهم سكرتير تحرير في جريدة أو مجلة فهو الذي يتولى الحصول على إنتاجي وربما مر بنفسه الى بيتي ليأخذه مني، ولم يكونوا يضعونني إلا في المكان اللائق عندما بدأت بوادر المنتديات الأدبية واللقاءات الثقافية، ولم أكن اشعر بالغربة بينهم رغم أنني أحياناً أكون المرأة الوحيدة في هذا الجمع المثقف والراقي اجتماعياً في آن معاً. واذكر أننا عندما أسسنا مجلة (ليلى) لم يكن يسمح رئيس التحرير بأن أعود الى بيتي في ساعة متأخرة نسبياً حرصا عليّ لا أكثر.‏


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 0 والزوار 43)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 02:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.