قديم 09-25-2010, 01:29 AM
المشاركة 391
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الإعجاز النفسيّ في القرآن العظيم أو تأثير القرآن وفاعليّته في الأفئدة:
إنّ تأثير القرآن في القلوب قد بلغ مبلغاً عظيماً لم يعرف قبله ولا بعده كلام قط، إذ تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم روعة وخشية وتعتريهم هيبة وتهيمن عليهم عظمة، ترى آثاره على الجاحدين أبلغ وأظهر، إذ يقرعهم ضلالهم ويقيم عليهم حججاً لا معقّب لها فيستغلّون سماعه ويتولّون عنه بنفور مدبرين. قال تعالى: { وإذا ذكرت ربّك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفوراً }[126]
وقد شعر بعض زعماء الشرك أن القرآن قد تملّك قلوبهم، وأحسّوا في أعماقهم هزّة روعته فكانوا يستخفون من الناس ويسترقون السمع إليه ليلاً، ورأوا آثاره في أتباعهم الذين تخالط بشاشة الإيمان قلوبهم بين عشية وضحاها من تأثير الآية والآيتين والسورة والسورتين، يتلوهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه فتناقد إليه نفوس كانت متعصّبة للأوثان فتهجرها وتتلى بهدي القرآن علماً وعملاً، أدباً وخلقاً، فأدرك زعماء الشرك شدّة أثر وخطر القرآن على سلطانهم ونفوذهم، فأوصوا أتباعهم أن يحولوا بينه وبين أنفسهم. قال تعالى: { وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون }[127]
ونذكر شدّة تأثّر عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة بالقرآن وكيف احتال الوليد لصرف الناس عنه فقال: { إن هذا إلّا سحر يؤثر }.
وما قصّة إسلام زعيمي الأوس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ إلّا شاهد على ذلك.
وقد ورد في الصحيح عن جبير بن مطعم قال: (( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب سورة الطّور فلما بلغ الآية { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يؤمنون، أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون }[128] كاد قلبي أن يطير للإسلام[129] وفي راوية أخرى وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي [130].
إن تأثير القرآن ونفاذه يستحيل أن تتحصّن دونه القلوب، فإنّه لو أنزل على قمم الجبال لغلقها وشققها بما يودعه فيها من هيبة الله وجلاله ألا ترى أنّه يعتري من لا يفهم معانيه ولا يعلم تفاسيره من العوام من الخشوع والسكينة وزيادة الإيمان ما لا يخفى، وذلك كلّه من دلائل معجزاته وعظيم آياته الدالّة على نبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 01:29 AM
المشاركة 392
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وهذا الفضيل بن عياض، مسلم لكنّه كان قاطع طريق، يسلب المال ويسفك الدماء، استمع ذات ليلة إلى قارئ يتلو: { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقّ ولا يكونوا كالّذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}[131] [132]
فتاب وحسنت توبته حتى أصبح من كبار الصالحين المقتدى بهم، فهل كلام يحدث جميع هذه الآثار يدعو به رجل أمّيّ لا دولة له ولا سلطان، هل يكون إلا كلام رب العالمين.
أثر القرآن في الجنّ:
كما كان للقرآن أثر بالغ وواضح على الإنس مؤمنهم وكافرهم كان له ذلك التأثير على الجنّ وهذا ما سجّله القرآن الكريم حيث قال في سورة الأحقاف: {وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا: أنصتوا، فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين }[133]
يقول سيّد قطب: ( ويرسم النّصّ مشهد هذا النفر وهم يستمعون إلى هذا القرآن ويصوّر لنا ما وقع في حسّهم منه، من الرّوعة والتّأثر والرّهبة والخشوع، {فلمّا حضروه قالوا أنصتوا } وتلقي هذه الكلمة ظلال الموقف كلّه طوال مدّة الاستماع.
{ فلما قُضي ولّوا إلى قومهم منذرين } وهذه كتلك تصوّر الأثر الّذي انطبع في قلوبهم من الإنصات للقرآن، فقد استمعوا صامتين منبهتين حتى النهاية، فلما انتهت التلاوة لم يلبثوا أن سارعوا إلى قومهم، وقد حملت نفوسهم ومشاعرهم منه ما لا يطيق السّكوت عليه، أو التّلكؤ في إبلاغه والإنذار به، وهي حالة من امتلأ حسّه بشيء جديد، وحفلت مشاعره بمؤثر قاهر غلّاب، يدفعه دفعاً إلى الحركة به والاحتفال بشأنه، وإبلاغه للآخرين في جدّ واهتمام)[134]
ووقع الحق والهدى في هذا القرآن هائل ضخم، لا يقف قلب غير مطموس، ولا تصمد روح غير معاندة ولا مستكبرة ولا مشدودة بالهوى الجامع اللئيم، ومن ثمّ لمس هذه القلوب لأوّل وهلة.
وقال سبحانه وتعالى: { قل أوحي إليّ أنه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربّنا أحداً }[135].
هذه الآيات تنبئ عن وهلة المفاجأة بهذا القرآن للجنّ، مفاجأة أطارت تماسكهم وزلزلت قلوبهم وهزّت مشاعرهم، وأطلقت في كيانهم دفعة عنيفة من التأثّر امتلأ بها كيانهم كلّه وفاض، فانطلقوا إلى قومهم بنفوس محتشدة مملوءة فائضة بما لا تملك له دفعاً، ولا تملك له صبراً، قبل أن تفيضه على الآخرين في هذا الأسلوب من يفاجأ لأوّل مرّة بدفعة قويّة ترج كيانه، وتخلخل تماسكه، وتدفعه إلى نقل ما يحسّه إلى نفوس الآخرين.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 01:30 AM
المشاركة 393
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وأوّل ما بدا لهم منه أنّه عجب غير مألوف، وأنّه يثير الدّهش في القلوب، وهذه صفة القرآن عند من يتلقّاه بحسّ واعٍ وقلب مفتوح ومشاعر مرهفة، وذوق ذوّاق، ذو سلطان متسلّط، وذو جاذبيّة غلّابة وذو إيقاع يلمس المشاعر ويهزّ أوتار القلوب. فآمنا به: وهي الاستجابة الطبيعية المستقيمة لسماع القرآن وإدراك طبيعته والتأثّر بحقيقته، يعرضها الوحي على المشركين الذين كانوا يسمعون هذا القرآن ثم لا يؤمنون، وفي الوقت ذاته ينسبونه إلى الجنّ، فيقولون: كاهن أو شاعر أو مجنون، وكلّها صفات للجنّ فيها تأثير، وهؤلاء هم الجنّ مبهورين بالقرآن مسحورين متأثّرين أشدّ التأثّر منفعلين أشدّ الانفعال، لا يهلكون أنفسهم من الهزّة الّتي ترجّ كيانهم رجّاً، ثم يعرضون الحقّ فيستجيبون له مذعنين معلنين هذا الإذعان، فآمنا به: غير منكرين لما مسّ نفوسهم منه ولا معاندين كما كان المشركين يفعلون.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 01:30 AM
المشاركة 394
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر تأثير القرآن في النفوس:
تميّز القرآن الكريم بتأثيره الخاص على النفوس، وهذا التأثير الأخّاذ البليغ يدلّ على أنّ القرآن كلام الله.
وللقرآن سلطان خاصّ على الفطرة، متى خُلّي بينها وبينه لحظة، وحتى الذين راتب على قلوبهم الحجب، وثقل فوقها الركام، تنتفض قلوبهم أحياناً وتتململ تحت وطأة هذا السلطان وهم يستمعون إلى هذا القرآن.
إن الذين يقولون كثير – وقد يقولون كلاماً يحتوي مبادئ ومذاهب وأفكاراً واتجاهات، ولكن هذا القرآن ينفرد في إيقاعاته على فطرة البشر وقلوبهم فيما يقول: إنه قاهر غلّاب بذلك السلطان الغلّاب !
من الذي يتأثّر بالقرآن أكثر من غيره ؟ إنه المؤمن الّذي يفتح للقرآن قلبه وعقله، وكيانه كله، الذي أشرق قلبه، وشفت روحه وصفت نفسه: إن كل آية وكل سورة تنبض بالعنصر المستكن العجيب المعجز في هذا القرآن، تنشئ بالقوة الخفيّة المودعة في هذا الكلام، وإن الكيان الإنساني ليهتزّ ويرتجف ويتزايد ولا يملك التماسك أمام هذا القرآن، كلما تفتح القلب وصفا الحس وارتفع الإدراك، وارتفعت حساسيّة التلقّي والاستجابة.
وإن هذه الظّاهرة لتزداد وضوحاً كلّما استعت ثقافة الإنسان، ومعرفته بهذا الكون وما فيه ومن فيه، فليست هي مجرد وهلة تأثيرية وجدانيّة غامضة، فهي منخفضة حين يخاطب القلب المجرّب والعقل المثقّف والذهن الحافل بالعلم والمعلومات [136].
وقد وقف كثير من علماء البلاغة والتفسير في القديم والحديث أمام أسلوب القرآن، ولاحظوا تأثيره البليغ الأخّاذ على القلوب والنفوس والأرواح واعتبروا هذا التأثير دليلاً على أن القرآن الكريم كلام الله تعالى.


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 01:31 AM
المشاركة 395
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات والصلاة والسلام على أشرف البريات، وعلى آله وصحبه أهل التلاوات وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم نشر الحسنات والسيئات وبعد...
فهذا ما يسّر الله تعالى – فله الحمد والمنّة - في هذا البحث راجياً أن أكون قد وفّيته من جودة في العرض ويسر في الأسلوب.
إن إعجاز القرآن الكريم لا يمكن حصره، ولا يستطيع أحد جمع أركانه كما في الأثر ( لا تشبع منه العلماء ولا يخلف عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه)[137].
ولعلّ أهم النتائج التي توصّلت إليها ما يلي:
1- تعدد وجوه إعجاز القرآن الكريم وتجدّدها مع مرور الأيام على الدوام.
2- إنّ كثيراً من أوجه الإعجاز في القرآن تحتاج إلى مزيد من تفكّر وبحث وجد في استخراجها.
3- إعجاز القرآن الكريم فيه مجال خصب للدعوة إلى الله تعالى – وخاصّة في زماننا هذا وما يليه من أزمنة حيث يعجّ العالم كلّه بالعلم والتطوّر في الاكتشافات العلمية الحقّة فلذلك أدعى لأن يعرفوا أن الدين الذي لا يتعارض مع العلم تنزيل من رب العلم والخلق جميعاً فيذعنوا له ويأتوا إليه مسلمين.
4- والقرآن الكريم رسالة الله الخالدة التي لن تزول ولن تتغيّر، ومن ثم فهو في حاجة إلى الجهود البشريّة المستثمرة لاستخراج درره ومن ثمّ تبليغه للنّاس جميعاً في كل عصر،وحصر وقد اختار الله أمّة الإسلام لتكون حاملة لرسالة القرآن ومبلّغة له.
5- وكلّ جهد يبذل في تلاوة القرآن أو حفظه أو تعلّمه أو العمل به تدبّره أو الدعوة إليه عبادة ينال فاعلها من الله الثّواب الجزيل.
6- للبحث مع كتاب الله مذاق جميل، لا يطعمه إلّا من اقترب من حياضه، وعاش بين أجزائه وسوره وآياته، ومنّ الله عليه بتوفيقه، وأحاطه بعنايته ورعايته، ولم يحرمه التوفيق فيما يبحث فيه، والوصول إلى المبتغى الّذي نريده، والبحث في وجوه إعجاز القرآن، وبخاصّة ( الإعجاز التّأثيري ) أمر له صعوبته وخطورته.
أما صعوبته: فلأنّه لم يكتب فيه علماؤنا الأجلّاء بصورة مستقلّة عن سواه من وجوه الإعجاز الأخرى، وأما خطورته فلأني أخشى القول بما لا أعلم والوصول إلا ما لا أرجو، والأمر لا يتعلّق بشيء هيّن، إنما يتعلّق بأعظم كتاب على وجه البسيطة وهو القرآن العظيم.
وفي الختام أقول: إن عملي هذا جهد بشريّ لا يخلو من الخلل والقصور، ولا شكّ أن الباحث أمام القرآن العظيم صغير مهما عظم، قليل مهما كثر، فما كان فيه صحّة وصواب فمن فسي ومن الله وحده، وما كان من زلل أو خطأ فمتى نفي من الشيطان أعاذنا الله منه، وأستغفر الله من ذلك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
هذا البحث قدم إلى مؤتمر كليّة الشريعة السّابع إعجاز القرآن الكريم 18-20 رجب 1426هـ - 23 – 25 آب 2005 جامعة الزّرقاء الأهليّة
المصادر والمراجع:
1-القرآن الكريم وتفسيره وعلومه
2-كتب عامة
ملاحظة: رتبت مصادر البحث ومراجعه حسب موضوعاتها، ثم رتبت كتب الموضوعات ترتيباً هجائياً لأوائل أسماء الكتب.
أولاً: القرآن الكريم وتفسيره وعلومه.
1- القرآن الكريم
2- إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم – تفسير أبي السعود الإمام أبو السعود – دار إحياء التراث العربي.
3- البحر المحيط – أبو حيّان الأندلسي – دار الفكر ط2 - 1403هـ
4- تفسير القرآن العظيم – ابن كثير الدمشقيّ – دار الحديث القاهرة -1994م
5- تفسير القرآن الحكيم – تفسير المنار – محمد رشيد رضا – دار المعرفة – ط2
6- التفسير الكبير – الفخر الرازي – إحياء التراث العربيّ ط3
7- الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبيّ – دار إحياء التراث العربيّ 1960
8- جامع البيان عن تأويل القرآن – لأبي جعفر محمد بن جرير الطبريّ – مطبعة مصطفى البابي ط2
9- تيسير الكريم الرحمن في تفسير الكريم المنّان – الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعديّ – مؤسسة الرسالة ط1-2002
10- الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور – جلال الدين السيوطي – دار المعرفة للطباعة والنشر – بيروت.
11- الأساس في التفسير – سعيد حوى
12- التفسير الميسّر في العقيدة والشريعة والمنهج – د.وهبة الزحيلي – دار الفكر ط2 1991
13- روح البيان – الشيخ إسماعيل حقي البرسوي – دار إحياء التراث العربيّ.
14- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني – محمود الآلوسي – دار إحياء التراث العربي.
15- فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية من علم التفسير–محمد الشوكاني – مصطفى الباب الحلبيّ ط2 1964
16- في ظلال القرآن – سيد قطب – دار الشروق
17- محاسن التأويل – تفسير القاسمي – محمد جمال الدين القاسمي – دار الفكر ط2 – 1978
18- أساليب التشويق والتعزيز في القرآن الكريم د. الحسين جرنو محمود جلو – مؤسسة الرسالة ط1 – 1994
19- إعجاز القرآن الكريم د. فضل حسن عباس – دار الفرقان ط4 – 2001
20- إعجاز القرآن – منشورات جامعة القدس.
21- إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الربّانيّ د. صلاح الخالدي – دار عمّار ط2 – 2004
22- إعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة د.منير سلطان – منشأة المعارض – 1977
23- إعجاز القرآن والبلاغة النبويّة – د.مصطفى صادق الرافعي – دار الكتاب العربيّ ط9 – 1973.
24- إعجاز القرآن – الإعجاز في دراسات السابقين – د.عبد الكريم الخطيب – دار المعرفة ط2 – 1975.
25- الإعجاز البلاغي دراسة تحليلية د. محمد أحمد أبو موسى – مكتبة وهبة ط1 – 1984
26- الإعجاز البيانيّ للقرآن ومسائل ابن الأزرق د.عائشة عبد الرحمن – دار المعارف – ط2
27- الإعجاز العلمي في الإسلام – محمد كامل عبد الصمد – الدار المصريّة اللبنانيّة – ط2 – 1993
28- الإعجاز القرآني – وجوهه وأسراره – د.عبد الغني محمد سعيد بركة – مكتبة وهبة ط1 – 1989
29- الإعجاز النحويّ في القرآن الكريم د.فتحي عبد الفتّاح – مكتبة القدّاح ط1 – 1989
30- البيان في إعجاز القرآن د.صلاح الخالدي – دار عمّار ط3 - 1993
31- الإتقان في علوم القرآن – السيوطي – مطبعة المشهد الحسني – ط2 – 1951
32- الصلة بالله تعالى وأثرها في تربية النفس – محمد تيسير سليمان العليّ – دار البشير ط1 – 1997
33- الظاهرة القرآنية – مالك بن نبي – دار الفكر – بيروت 1980
34- الفوائد المشوق في علوم القرآن – ابن قيم الجوزية – دار الكتب العلميّة.
35- القرآن أنواره وآثاره وأوصافه – محمد محمود الصّوّاف – مؤسسة الرسالة ط5 – 1987
36- القرآن يقوّم العقل والنفس واللسان – خلف محمد الحسيني – دار نهضة مصر للطباعة.
37- المدخل لدراسة القرآن – محمد بن محمد أبو شهبة – دار الجيل ط2 -1992
38- المعجزة الخالدة – حسن ضياء الدين عتر – ط2 1989
39- المعجزة الكبرى – القرآن – محمد أبو زهرة – دار الفكر العربي
40- المعجزة القرآنية – الإعجاز العلمي – د.محمد حسن هيثو – مؤسسة الرسالة ط3 1998
41- المفتي في أبواب العدل والتوحيد – القاضي عبد الجبار – دار الكتاب ط1 – 1960
42- الموسوعة القرآنية الميسّرة – إبراهيم الأبياري – مؤسسة سجلّ العرب 1994
43- النبأ العظيم – د.محمد عبد الله درّاز – دار القلم – ط2 – 1970
44- بالقرآن أسلم هؤلاء – عبد العزيز هاشم الغزولي – دار القلم ط1 – 2001
45- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن – تحقيق محمد خلف الله أحمد – دار المعارف ط4
46- دراسات في علوم القرآن – د.فهد عبد الرحمن الرومي – ط4 2003
47- فكرة إعجاز القرآن – نعيم الحمصي – مؤسسة الرسالة – ط2 1980
48- كيف نحيا بالقرآن – نبيه زكريا عبد ربه – دار الحرمين – ط1 1983
49- مباحث في إعجاز القرآن – د.مصطفى مسلم – دار المسلم – 1996
50- من أوجه إعجاز القرآن الكريم – د.نبيل محمد آل إسماعيل – دار ابن حزم ط1 2002.
51- من دلائل الإعجاز العلميّ في القرآن والسنّة – د.موسى الخطيب – المكتبة المصرية – ط1 2004
52- نظرات في القرآن – محمد الغزالي – دار الكتب المصرية – ط5
53- هذا القرآن – د.صلاح الخالدي – دار المنار – ط1 – 1993
ثانياً: الكتب الأخرى:
54- أثر الإيمان في شخصية الأمّة الإسلاميّة ضد الأفكار الهدامة – عبد الله عبد الرحمن جربوع – مكتبة أضواء السلف – ط1 – 2000
55- البداية والنهاية – ابن كثير – مكتبة المعارف – 1988
56- البيان والتبيين – الجاحظ – دار الجليل.
57- الترغيب والترهيب – المنذري – دار إحياء التراث العربيّ.
58- التصوير الفنيّ في القرآن – سيّد قطب – دار الشروق.
59- التعريفات – الجرجاني – مكتبة لبنان – 1978
60- سير أعلام النبلاء – محمد بن أحمد الذهبي – مؤسسة الرباط ط1 – 1983
61- سنن الترمذي – الترمذي – مطبعة الأزهر – 1350هـ
62- السيرة النبوية – ابن هشام – مطبعة محمد علي صبيح
63- صحيح البخاري – البخاري – دار القلم – ط1 – 1981
64- صحيح مسلم – مسلم بن الحجاج – دار إحياء التراث العربي.
65- لسان العرب ابن منظور – دار صاد بيروت.
66- مفردات ألفاظ القرآن – الراغب الأصفهاني – دار القلم – دمشق 1992
ثالثاً: المجلّات:
1- مجلة الفرقان – جمعية المحافظة على القرآن الكريم – العدد السادس – تموز 2000
2- مجلة المستقبل الإسلامية – العدد 116- ذو الحجّة – مارس 2001 – الندوة العلميّة للشاب الإسلامي.
الهوامش:
[1] سورة النحل /44 [2] سورة الإسراء /9 [3] فصّلت /42 [4] سورة القمر /20 [5] مفردات ألفاظ القرآن – الراغب للأصفهاني 547 وانظر لسان العرب م4 صفحة 69 مجمل اللغة ج4/648 [6] التوبة /3 [7] الشورى /31 [8] انظر إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الربّاني. د.صلاح الخالدي صفحة 15 [9] المغني في أبواب التوحيد والعدل/ القاضي عبد الجبّار 16/226 [10] إعجاز القرآن والبلاغة النبويّة / مصطفى صادق الرافعي /139 [11] البيان في إعجاز القرآن – د. صلاح الخالدي /23 – وانظر إعجاز القرآن البياني صفحة 17 [12] مباحث في إعجاز القرآن د. مصطفى مسلم /13 [13] الأنعام /109 [14] الأعراف /106 [15] النساء /174 [16] إبراهيم /11 [17] المؤمنون /45-46 [18] دراسات في علوم القرآن الكريم د. فهمي الرومي 259/260 وانظر إعجاز القرآن الكريم – منشورات جامعة القدس صفحة 16 [19] الحديد /27 [20] غافر /21 [21] الروم /50 [22] الصافات /70 [23] طه /84 [24] المفردات في غريب القرآن /484 [25] الظاهرة القرآنية /60 [26] التعريفات – الجرجاني /9 [27] البيان في إعجاز القرآن – الخالدي /341-342 [28] التوبة /6 [29] الإتقان في علوم القرآن /117 [30] البيان والتبيين 1/273 [31] ثلاث رسائل في إعجاز القرآن – رسالة الخطابي /70 وانظر البيان في إعجاز القرآن صلاح الخالدي /350 [32] الفوائد من ( 15-17 ) [33] سورة ق /37 [34] يس /69 [35] سبأ /6 [36] الإعجاز في دراسات السابقين – د. عبد الكريم الخطيب /67-68 [37] الجن /21 [38] الإعجاز في دراسات السابقين /193 [39] المصدر السابق /321 [40] المصدر السابق /58-62 [41] نظرات في القرآن – محمد الغزالي 123 [42] الكهف/54 [43] الزمر /23 [44] نظرات في القرآن 124- الشيخ محمد الغزالي [45] المصدر السابق ( 127-129 ) [46] طه /113 [47] المصدر السابق /127-129 [48] المصدر السابق /128 [49] في ظلال القرآن ح5/3399 [50] نفس المرجع ح3 /1421 [51] نفس المرجع القرآن ح5/285 [52] الإٍسراء 41 [53] الإسراء /46 [54] مريم /58 [55] تفسير ابن كثير 3/127 [56] في ظلال القرآن ح4/2314 [57] تفسير أبي السعود ح5/271 [58] تفسير القرطبي 1/13 [59] النساء /41 [60] أخرجه البخاري رقم 5049 ومسلم 2/195 [61] الترغيب والترهيب 2/339 وانظر تفسير المنار ح5/110 [62] الأنفال /2 [63] فتح القدير ح2/286 وانظر في ظلال القرآن ح3/1475 وانظر تفسير المنار ح5/589 وانظر تفسير ابن كثير ح3/279 [64] في ظلال القرآن ح3/1470 [65] في ظلال القرآن ح3/1475 [66] سورة الرعد/28 [67] تفسير القرطبي ح9/256 وانظر جامع البيان – ابن جرير الطبري ح9/25 [68] روح المعاني ح13/149 وانظر القرآن يقوم العقل العقل والنفس واللسان صفحة 30، وانظر الأساس في التفسير ح5/2755 [69] في ظلال القرآن ح4/2060 [70] الحاقة 19-24 [71] طه/123 [72] انظر أثر القرآن في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدّامة /383 [73] في ظلال القرآن ح2/2812 [74] السجدة /22-23 [75] تفسير ابن كثير ح3/459 [76] في ظلال القرآن ح5/2812 [77] روح البيان ح4/237 [78] الزمر /23 [79] الأنعام /157 [80] القرآن أنواره وآثاره وأوصافه محمد محمود الصّوّاف /78 [81] التفسير الميسّر وهبة الأجيال ح23/279 [82] تفسير روح المعاني ح9/165 وانظر تفسير القرطبي ح7/298 [83] تفسير ابن كثير ح4/52 وانظر الأساس في التفسير ح9/4880 [84] سورة المائدة 82-83 [85] في ظلال القرآن ح2/962 وانظر تفسير المنار ح7/12 [86] بالقرآن أسلم هؤلاء /31 [87] الزمر /47 [88] بالقرآن أسلم هؤلاء صفحة 22/24 [89] الإسراء /109 [90] البخاري / الفتح 8/4582، مسلم /800 [91] مريم /58 [92] روح المعاني ح13/149 وانظر القرآن يقوم العقل والنفس واللسان صفحة 30 [93] تفسير القرطبي ح9/256 وانظر جامع البيان ح9/25 [94] فصلت /26 [95] سيرة ابن هشام 1/337 إلى 338 الموسوعة القرآنية الميسّرة ح1/صفحة 85 الإعجاز القرآني وجوهه وإعحازه /44 وانظر إعجاز القرآن البياني د.صلاح الخالدي/493 المدخل لدراسة القرآن الكريم محمد أبو شهاب /373 [96] المدخل لدراسة القرآن ح1/294، وانظر الإعجاز القرآني وجوهره وأسراره صفحة 47 والمعجزة القرآنية /36 السيرة النبوية لابن هشام ح1/294 المعجزة الكبرى القرآن /67 [97] فصلت م 1-3 [98] الموسوعة القرآنيّة الميسّرة ح1/54، وانظر المعجزة القرآنية /37، الإعجاز القرآني وجوهره وأسراره /49 وانظر من أوجه إعجاز القرآن الكريم /57، المعجزة الكبرى – القرآن /محمد أبو زهرة /67 [99] فصلت /26 [100] النساء /41 [101] الدر المنثور – السيوطي ح2/541، وانظر بالقرآن أسلم هؤلاء /21 والحديث متفق عليه سبعة تخريجه. [102] السيرة النبويّة لابن هشام 1/371-373، القرطبي 6/163 [103] طه 1-6 [104] الموسوعة القرآنية ح1/62، سيرة ابن هشام 1/373، المعجزة القرآنية 41، بالقرآن أسلم هؤلاء /101-107 [105] السيرة النبويّة 1/428، سير أعلام النبلاء 2/344، وانظر المعجزة القرآنية /40، أسد الغابة 3/78-81 [106] في ظلال القرآن ح6/3420-3421 [107] العلق 1-5 [108] سبأ /6 [109] مجلّة الفرقان / العدد السادس – تموز 2000 صفحة 59-60 [110] مجلة المستقبل الإسلام صفحة 52 – العدد 116 مارس 2001م [111] التوبة / 64-66 [112] تفسير الطبري 3/176 [113] تفسير ابن كثير 1/351 [114] التوبة 124-125 [115] في ظلال القرآن ح3/1742 [116] الإسراء /82 [117] فصلت /44 [118] تفسير ابن كثير 2/384 [119] الرعد /31 [120] في ظلال القرآن 4/2059 [121] هذا القرآن د.صلاح الخالدي /155 [122] الحشر /156 [123] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان – عبد الرحمن بن ناصر السعدي 853 [124] تفسير ابن كثير 4/343 [125] في ظلال القرآن 4/3532 [126] الإسراء /46 [127]فصلت/26 [128] الطور /35-37 [129] صحيح البخاري – كتاب التفسير – تفسير سورة طه ح6/49 [130] المعجزة الخالدة / حسن ضياء الدين /144 [131] الحديد /15 [132] المعجزة الخالدة – حسن ضياء الدين /344، وانظر بالقرآن أسلم هؤلاء /108 [133] الأحقاف /129 [134] في ظلال القرآن 6/3273 [135] الجن 1-2 [136] في ظلال القرآن 5/2805 وانظر أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير /1413 [137] رواه الترمذي في فضائل القرآن وصححه موقوفاً على علي، ابن كثير في فضائل القرآن صفحة 16-19



~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:31 AM
المشاركة 396
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إعجاز القرآن في القضايا المحورية لعلم الاجتماع
تاريخ المقال : 20/6/2010 | عدد مرات المشاهدت : 229

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(دراسة نموذجية في الضبط الاجتماعي)
الدكتور طــارق الصادق عبد السلام
الدكتور جمال الدين عبد العزيز شريف
ملخص الدراسة:
إن دراسة الإعجاز القرآني وعلامات التحدي في القضايا الاجتماعية ليس أمراً مستحدثاً وإن بدا كذلك، فهي ليست بدعاً في النوع والمضمون من أشكال الإعجاز الأخرى، وقد ذكر علماؤنا الأقدمون أن من وجوه الإعجاز تحقيق الأحكام للمصالح وصدق الأخبار القرآنية وإثبات صحتها عند انطباقها على الواقع، وذلك يشمل كافة الحقائق المتعلقة بالعلوم طبيعية كانت أو إنسانية أو اجتماعية، وليس ذلك فحسب بل إن أقدم نظريات الإعجاز القرآني على الإطلاق قد نصت على الإخبار عن حقائق مستقبلية في بعض الشرائح الاجتماعية، وذلك يعني فيما يعني أن هذا النوع قد كان سابقاً لكل أشكال الإعجاز الأخرى وإن لم يتبلور في صورة منهجية متكاملة.
وقد تناولت هذه الورقة بعض القضايا المحورية في علم الاجتماع التي تمت معالجتها في القرآن بوسائل معينة وتمت معالجتها في الغرب بوسائل أخرى - فتكشف الفرق البعيد والبون الشاسع بين المعالجتين وظهر الإعجاز في هذا الجانب الذي لا يمكن أن يعالجه بشر كما عالجه القرآن مهما بلغ من العلم والدراية والحنكة والفطنة.
كما تناولت هذه الورقة القضايا المنهجية اللازمة لدراسة هذا النوع من الإعجاز، فبيّنت أنواع الإعجاز بشكل منهجي عام ومنهجية دراسة الإعجاز المتعلق بالحقائق في إطارها المعرفي العام ونظام السنن والقوانين الاجتماعية في القرآن.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:32 AM
المشاركة 397
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقدمة:-
لم يقتصر التحدي القرآني على وجه دون وجه ولا على العرب دون سواهم، بل أخبر الله تعالى في كتابه العزيز أن الخليقة كلها لو اجتمعت فتعاضدت وتناصرت وتعاونت على الإتيان بمثل القرآن في كافة جوانبه – لما استطاعت، قال تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا)(1)
هذا وقد ربط الله تعالى- في بعض المواضع - الإعجاز بالحقائق وانكشافها فقال: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)(2)أي: كذب هؤلاء بالقرآن ولم يفهموه ولا عرفوه ولما يأتهم تأويله أي ولم يحصلوا ما فيه من الحقائق الصادقة والأحكام الجالبة لمصالح العباد.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:32 AM
المشاركة 398
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وهذه الآيات الدالة على الإعجاز تنبه على عدة أمور منها الآتي:
1- إن المعاني الصادقة في القرآن لا يمكن افتراؤها، والافتراء يقع على المعاني دون الألفاظ والنظوم، وذلك أن الذي يحاول الافتراء لا يحيط بعلم الله وحقائقه وكافة معانيه حتى يأتي بمثل القرآن، والقرآن قد أنزل بعلم الله فجعل أمثاله عبراً لمن تدبرها وأوامره هدى لمن استبصرها وشرح فيه واجبات الأحكام وفرق فيه بين الحلال والحرام وضرب فيه الأمثال وقص فيه غيب الأخبار وبيّن فيه الحقائق الصادقة المطابقة للواقع الموصوف، وذكر أنه ما فرط فيه من شيء(3) وقد بين للناس في هذا القرآن من كل مثل احتجاجاً بذلك كله عليهم وتذكيرا لهم وتنبيها على الحق ليتبعوه ويعملوا به (4).
2- قال تعالى في آية أخرى متحدياً البشر: ( أم يقولون افتراه قل إن افتريته فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) (5) أي إن عجزتم عن الإتيان بمثل معانيه الصادقة التي لا يمكن افتراؤها وادعيتم أنها مفتراة فتحولوا إلى الأسلوب والألفاظ والنظوم وإن جاءت حاوية لكل معنى باطل مفترى، والافتراء أمر يتعلّق بالمعنى دون الألفاظ والنظوم، وبذلك يكون المعنى: إن كنتم تزعمون أني قد وضعت القرآن وافتريته وجئت به من عند نفسي ثم زعمت أنه وحي من الله - فضعوا أنتم عشر سور وافتروا معانيها كما زعمتم أني افتريت معاني القرآن (6)إلا هذه الأساليب والنظوم نفسها قد أعجزتهم معارضتها وأخرستهم مشاكلتها(7).
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر) ولما كان القرآن دائم الهدي فإنه دائم الإعجاز أيضا، وقد تكشف للعلماء مع تعاقب الأزمان أنه معجز في فصاحته وبلاغته وفي إحكام أحكامه وبيان حلاله وحرامه وفي جودة نظمه وصحة معانيه وإخباره بالغيب وفي إشاراته إلى حقائق علمية شديدة الدقة سواء في الجانب الطبيعي أو الإنساني أو الاجتماعي وغير ذلك من وجوه الإعجاز
ولا شك أن الناظر في علم الإعجاز القرآني عبر القرون - ليجد أن هذا العلم الجليل قد اشتمل على رؤى متباينة ومناهج مختلفة، وهذا الاختلاف الواضح بين المناهج إنما يرجع إلى تعدّد جوانب الإعجاز وتكاثر موضوعاته من جهة، وإلى تباين خصائص الناظرين واختلاف بيئاتهم الفكرية من جهة أخرى، ولا شك أن هذا التنوّع المتفرد في إعجاز القرآن نفسه - من شأنه أن يؤثر في هذه المناهج والنظريات المختلفة ويسبغ عليها علامات معينة وسمات مخصوصة، فضلا عن أن هذه النظريات والمناهج التي تباينت أبعادها واختلفت أشكالها - وإن نظرت إلى موضوع واحد - قد تأثرت أيما تأثر بأفكار أصحابها وما يحيط بهم من عوامل ثقافية أو فكرية، ولا تكاد تلك النظريات تنفك عن هذه العوامل أو تجد دونها مناصاً.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:32 AM
المشاركة 399
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ورغم أن القرآن ظاهر الإعجاز بيَّن التفرد واضح التميز إلا أن هذا الأمر الذي تحسّه النفس إحساساً دون أن ترجع فيه إلى سبب معين أو علّة مضبوطة - يختلف اختلافاً بيِّنا عن البناء العلمي الذي لا يعّول فيه على الأمور الذاتية التي مردّها إلى إدراك النفس ومرجعها إلى الشعور الذاتي، حيث لا يكفي في العلم أن تنصب له إحساساً ذاتياً أو دليلاً مجملاً، بل لابدّ فيه من وضع الأيدي على التفاصيل والدقائق والجزئيات حتى تقوم عليها الأدلة وتنهض البراهين، وليس ذلك بالأمر السهل، ولهذا يصف القاضي الباقلاني هذا العلم بأن تمييزه شديد والوقوف على اختلاف فنونه متعذر، وذلك لتعلقه بعلوم غامضة الغور عميقة العقر كثيرة المذاهب(7)
ولما كان القرآن العظيم معجزا من جميع الوجوه، فإنه ينبغي قي هذا المضمار جمع هذه الوجوه المدركة في صور كلية تندرج تحتها الجزئيات، يقول ابن عطية: (وجه التحدي في القرآن إنما هو بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه)(8).
ويقول ابن تيمية: (التعجيز ثابت في لفظه ونظمه ومعناه)(9).
ويقول ابن كثير: ( القرآن معجز من وجوه كثيرة منها فصاحته وبلاغته ونظمه وما تضمّنه من الأخبار الماضية والمستقبلة وما اشتمل عليه من الأحكام المحكمة الجلية)(10).


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:33 AM
المشاركة 400
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ورغم اختلاف التعبير وتباين الألفاظ في تحديد وجوه الإعجاز عند العلماء إلا أن هذه العبارات جميعها تحصر الإعجاز في ثلاثة وجوه هي:-
• صحة المعاني: أي مطابقة هذه المعاني للواقع في الأخبار، وتحقيقها للمصالح في الأوامر ودرء المفاسد في النواهي.
• فصاحة اللفظ: أي حلاوة الصوت القرآني وبهجته في النفس وقوة أثرهـ فيها.
• جودة النظم: أي قوة الارتباط وحسن السبك ودقة التراكيب.
وهذه الوجوه – وإن ظهرت منفصلة عن بعضها – إلا أنها شديدة الترابط والتشابك، بحيث لا يمكن فصلها عن بعضها أو تجزئتها أو إهمال بعض الجوانب فيها وإذا كان هذان النوعان الأخيران قد درسا عند علمائنا الأقدمين دراسات مستفيضة - فإن النوع الأول لم يدرس بصورة كافية، وإن كانت هنالك إشارات كثيرة له في تراثنا الإسلامي، ولكن لما تفجرت العلوم الحديثة المتعلقة بالكون والتي تناولت معاني القرآن وحقائقها اهتم العلماء بهذا النوع من الإعجاز كل حسب مجاله

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 18 10-30-2010 12:21 PM

الساعة الآن 06:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.