قديم 10-08-2017, 02:17 PM
المشاركة 121
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حول اسباب فشل الربيع العربي ...كما جاء في السؤال ... لماذا فشل الحراك ولم يحقق نتائجه المرجوة ام انه افشل ومن الذي افشله؟
في رأيي...
لا احد ينكر بأن هناك مقومات لنجاح اي تحرك ثوري، والربيع العري ليس استثناء. وربما يقع على رأسها مشاركة قطاعات كبيرة من المجتمع في الحراك الثوريخاصة ما يعرف بالطبقة الوسطى التي تلعب دورا حاسما في استمرارية النظام عادة، وكذلك وجود قيادة واعية وحكيمة ومن ثم تحول الاحتجاجات التي تكون قد انطلقت على الاغلب بصورة عفوية الى حركة منظمة تدير معركة التغيير وتملا الفراغ الذي يمكن ان يحصل كنتيجة للخل الذي يحصل في اجهزة السلطة البائدة التي تتعرض لفقدان السيطرة.
طبعا ويسبق كل ذلك وجود اسباب تستدعي مثل ذلك الحراك الثوري ومن ذلك الفقر والظلم الاجتماعي والبطالة وغياب الحرية والعدالة والكرامة الانسانية...

لا شك ان كل شروط نجاح التحرك الثوري العربي كانت متوفرة ولو بنسب متفاوتة حسب الموقع الجغرافي لكن في حالة الربيع العربي لم يكن غياب كل او بعض هذه الاسباب هو الذي ادى الى فشل الربع العربي وانما يعود الامر في كليته الى التدخل الاجنبي..

بكل تأكيد لقد فاجأ الربيع العربي الدول التي تتحكم في مصائر شعوب الارض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- والتي اخترعت مؤخرا ما يطلق عليه اسم النظام العالمي الجديد- وحاولت فرض واستمرار سيطرتها على المشهد الدولي من خلال هذا النظام العالمي اوغيره من اذرع السيطرة التي ظلت هذه الدول تدير بها النظام العالمي سواء القديم او الحديث مثل البنك الدولي وغيره من المؤسسات...

ولذلك ما ان انطلق الربيع العربي حتى شعرت هذه الدول الاستعمارية والتي ارادت ان ظل الوضع كما هو عليه حتى استنفرت هذه الددول كافة اجهزتها ومؤسساتها وتآمرت ووضعت الخطط الهادفه الى اجهاض تحرك الشباب العربي ولو انها وقفت ظاهريا مع الحراك بحجة انها مع اي حركة تطالب بالحرية والديمقارطية... وكان حراك هذه الدول منسجم مع واقع الحال في دول الحراك..

وبينما سمحت بتغير شكل محدود في تونس نجد انها دعمت الجيش في مصر ليقوم بانقلاب يجهض النظام الثوري الذي وصل الى السلطة بانتخابات ربما لم تكن مثالية لكنها حتما ديمقراطية. اما في ليبيا فكان قرار هذه الدول هو التدخل المباشر نظرا لغياب البديل المحلي الذي يمكن ان يلعب دورا حاسما في اعادة عقارب الساعة الى الوراء.

لذلك ارى بأن فشل الربيع العربي لم يكن لاسباب موضوعية نابعة من الواقع المحلي وانما بسبب الحرب الخفية التي شنتها دول النام العالمي الجديد ضد حركات التحرر، واستخدمت فيها الكثير من الوسائل المحلية مثل الدولة العميقة والجيش الخ..بهدف افتضاح امرها كدول معادية لحرية الشعوب..

ولو ان الشعوب العربية تركت لحالها لكانت كل تلك الحركات الثورة قد نجحت في تاسيس نظام جديد لكنه سيكون بالضرورة خارج سيطرة النظام العالمي الجديد ولهذا تم اجهاض هذه الحركات...

ان معركة تحرر الشعوب العربية معركة صعبة لانها بالاضافة الى انها حركات ثورية ستقوم على تأسيس انظمة تسعى من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية فهي بالضرورة ستكون كمن يغرد خارج السرب وهذا يعني ثغره في جدار النظام العالمي الاستعماري ما يلبث ان ينهار وتصبح الحركات الثورية هي الاساس وغيرها الاستثناء..

ودليل على هذا الدور موقف العالم من استقلال الكرد في اقليمهم..فلو ايدت الدول هذا الاستقلال فانها تكون بذلك قد هدمت بايديها اطار التفاهامات التي اعتمدتها بعد الحرب العالمية الثانية..ونحن نرى ان حراكا للاستقلال قد بدأ في كتالونيا على اثر شعور شعوب العالم بحالة الاضطراب التي يعاني منها النظام العالمي..
ولن تسمح هذه الدول لكتالونيا بالاستقلال كما رفضت استقلال الكرد لان ذلك سيفتح على النظام العالمي القائم ابواب جهنم فتتدحرج كرة الثلج ولا يعرف اين ستقف..

قديم 11-02-2017, 06:27 PM
المشاركة 122
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ننتقل لمناقشة هذا السؤال ....هل انتفت اسباب اندلاع الحراك العربي من جديد؟

- ما هي الاسباب الحقيقية للحراك العربي ؟

- لماذا فشل الحراك ولم يحقق نتائجه المرجوة ام انه افشل ومن الذي افشله؟
- هل انتفت اسباب اندلاع الحراك العربي من جديد؟ - هل انتهى الربيع العربي؟
- ما هو مستقبل الحراك المسمى بالربيع العربي؟
- كيف يمكن الحراك ان ينجح ويحقق اهدافه ؟ اي ما هي شروط نجاح اي تحرك مستقبلي
؟

قديم 11-03-2017, 08:24 PM
المشاركة 123
يزيد الخالد
كاتـب وإعـلامي كـويتـي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نعم انتهى ما يمسى التخريب الربيع العربي من حيث بداء

بلا فائدة بل بخسائر كبيرة ستنعكس اثارها لفترة طويلة وكما يهدف اليه من ساهم في هذا الربيع!!

اي التمزيق والتفكيك لدول عربية . واهم النواتج - دخول ايران الرجيم !! في المنظومة

بحجة خزعبلات البساط الاحمر الذي يقال انه امر طائفي عقائدي حين ياتي شخص يدعي

مهدي او مهدوم ويرغب في البساط الاحمر ممهد له !! ايضا العدائية الفارسية التاريخية الفاشلة

على مدار عقود والبقاء في دائرة التباكي والبكائيات والاحزان واللطميات والتطبير !! وغيرها

فهذه سورية - لبنان - اليمن -ليبيا -اربع دول تعاني الامرين من هذا الربيع المخزي

الا مصر التي عرفت الطريق الصحيح وانقذت نفسها .

قديم 11-08-2017, 05:27 PM
المشاركة 124
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذ يزيد
التخريب جاء من قوى الاستعمار صاحبة الأطماع في بلاد العرب لانهم استكثروا ان ينال الشباب العربي فرصتهم في العيش الكريم والحرية. أرادوا ان يفشل الربيع العربي حتى يظل عالمنا العربي تحت نفوذهم وهذا ما كان ليستمر لو ان الثورات نجحت وتمكن الشباب من قيادة دفة الامور.
لكن الواقع يقول شيء اخر . وقد اظهر ما جرى في المملكة العربية السعودية ان التغيير لا بد منه وان المجتمع الذي لا يتغير بعمليات ديمقراطية ينفجر في ثورات حتى في غياب الظروف الاقتصادية القاسية التي كانت المحرك الاول في ثورات الربيع العربي.

هذه طبيعة المجتمعات وهذه حركة التاريخ. لا يمكن ان تظل الامور على ما هي عليه الى ما لا نهاية. احيانا يقوم النظام بثورة استباقية حتى لا يقع المحظور. خاصة اذا ظهرت إشارات على قرب الانفجار وهذا هو التغيير من الداخل ومثاله ما جرى في المغرب والان في السعودية ولكن اذا ما تم إهمال الإشارات تحدث الثورات وهذا ما جرى في دول الربيع العربي الاخرى لكن الاستعمار كان لها بالمرصاد .

السؤال هل يمكن للاستعمار ان ينجح في احباط الثورات الي ما لا نهاية ؟

في تصوري لا والف لا فلا احد يستطيع وقف تيار التغير ومن يقف أمامه يجرفه .

والان بعد ما جرى من تثبيط للثورات زادت الأزمات التي كانت سببا في انطلاق الثورات ابتداءا وهذا يعني ان اسباب تجدد هذه الثورات قد تضاعف مرات ومرات . *ونحن على موعد لانطلاق الموجة الثانية من الربيع العربي والذي سينحح هذه المرة لتراكم المعرفة عند الشعوب وتعمق الأزمات الطاحنة التي لم تبق خيار امام الشباب الا الثورات.


قديم 11-14-2017, 07:10 AM
المشاركة 125
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التغيير قادم لا محالة حسب راي هذا الكاتب ؟! فهل هذا يعني استمرار الربيع الغربي؟؟!!

---

المنطقة الملتهبة وحتمية التغيير في العالم العربي
[1]
ثلاث حروب على الأقل مرشحة بالاندلاع في المنطقة العربية الصغيرة والملتهبة أصلاً، التي لم تهدأ فيها التوترات طوال السنوات العشر الأخيرة، وهذه الحروب الثلاث المرتقبة، سواء اندلعت واحدة منها أو أكثر فسوف تنضم إلى جملة الصراعات التي تشهدها المنطقة، والتي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً رغم سرعة التحولات ورغم تبدل الأولويات التي لدى الأنظمة بشكل سريع.
المنطقة العربية يُعاد تشكيلها حالياً بفعل عوامل التغير الطبيعي والحتمي، والرغبة الجامحة لدى الشعوب العربية بالتغيير، وهي الرغبة التي ظهرت في بدايات عام 2011، فيما تحاول بعض القوى والأنظمة في العالم العربي أن تستفيد من حراك التغيير، وتظن نفسها تعمل على توجيهه وتتحكم فيه، وحقيقة الأمر أن هذه القوى وإن استطاعت الاستفادة من هذا التغيير وتوجيهه إلا أنها لن تتمكن من التحكم به بشكل كامل، ولا يمكن أن تبقى الماسك بزمامه حتى النهاية.
في المنطقة العربية يوجد اليوم تحالف إقليمي قوي استطاع في عام 2013 أن يحدد مسار الأحداث في مصر ونجح في ذلك بدون شك، لكن هذا التحالف وسّع نشاطه لاحقاً من أجل التحكم بمسار العالم العربي بأكمله، وتحديد مصير المنطقة بأكملها، وهذا ما نستطيع القول إنه من المستحيل أن ينجح.
التحالف العربي والإقليمي الذي أطاح بنظام ما بعد الثورة في مصر ونجح في توجيه البلاد والعباد فيها لمصلحته، فشل لاحقاً في أغلب مشاريعه بالمنطقة، فلا استطاع تغيير النظام في تركيا ولا حسم المسار في سوريا واليمن وليبيا، ولا نجح – حتى الآن على الأقل – في أن يدفع أو يدعم قيام دولة كردية في شمال العراق، تُؤدي الى زعزعة النفوذ التركي والإيراني في المنطقة.. وهذا كله يعني في النهاية أن التحكم في مسار الأحداث السياسية والعسكرية، لا يمكن أن ينجح بشكل كامل، ولو نجح مرحلياً فلا يمكن أن يستمر إلى الأبد.
في المنطقة العربية حالة من الترقب حالياً، بسبب التطورات والتوترات السياسية التي يمكن أن تتحول في أي لحظة الى مواجهات عسكرية، وهي مواجهات لا يعلم أحد الى أين يمكن أن تؤدي في المنطقة، إلا أن المؤكد أمامنا هو أن المنطقة تتغير ويُعاد تشكيلها من جديد، بل إن الأنظمة القائمة أيضاً تتغير من الداخل، وتتم إعادة تشكيلها وهو ما يجري حالياً في السعودية، التي يتم تأسيس «مملكة جديدة» فيها وتشهد عملية تغيير جذري داخلي، أطاحت بكافة القوى التقليدية داخل النظام وامتدت من السياسة الى الاقتصاد والاعلام. وهذه التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية لا تبعث على القلق الكبير لسبب بسيط، وهو أن الوضع العربي كان وما يزال متردياً، إلى درجة لا تدفع الى الاعتقاد بأنه يوجد أعمق من هذه الهاوية التي تعيش فيها الأمة منذ سنوات وعقود، إذ أن أي تغيير مهما كان غير ملبٍ لطموح العرب وآمالهم فإنه أيضاً لن يؤدي إلى أسوأ مما هم فيه الآن، ولذلك فإن المغامرة ليست كبيرة والمخاطرة محدودة.
ما يحدث اليوم في العالم العربي هو تغيير حتمي وطبيعي سببه أن الأنظمة في هذه المنطقة تشكلت بطريقة مشوهة، ولم تكن يوم نشوئها نتيجة طبيعية ومنطقية لمسار الأحداث، وإنما نشأ بعضها بموجب خطوط «سايكس بيكو» واستمدت بعض الأنظمة شرعيتها من الخارج وليس الداخل، وتحالفت أخرى مع المحتل الأجنبي، بينما بالغت أنظمة ثانية في القمع والاستبداد والفساد، حتى أصبحت عبئاً على السكان والمنطقة. وهكذا ظلت التشوهات تتراكم حتى انتهينا الى مرحلة التغيير التي بدأت مطلع العقد الحالي ونتوقع لها الاستمرار لسنوات مقبلة.
أما الخلاصة في هذا كله، فهو أنه لا يوجد قوة أو تحالف في المنطقة العربية يستطيع التحكم في مسار الأحداث الحالية بشكل كامل، إذ ربما تنجح دولة أو نظام أو جهة في شيء ما، أو توجيه ما لكنها لن تنجح في كل شيء ولا في كل الدول، ودليل ذلك واضح وضوح الشمس، ويتجلى في فشل الانقلاب العسكري التركي، وفشل الحسم العسكري في ليبيا، واستمرار الحرب في سوريا واليمن، مع عدم قدرة أي طرف على الحسم.. وفي النهاية فإن التغيير في المنطقة حاصل لا محالة، وما علينا سوى الانتظار لبضع سنوات حتى نرى.
محمد عايش
كاتب فلسطيني

عن القدس العربي

قديم 11-19-2017, 07:10 PM
المشاركة 126
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اي حال هذا التي آلت اليه الشعوب العربية ؟ ؟؟!!

-----------------

15 شخصا لقوا حتفهم في المغرب في تدافع خلال توزيع مساعدات غذائية

الرباط- (أ ف ب): اعلن مصدر رسمي مغربي أن 15 شخصا على الاقل لقوا حتفهم وجرح خمسة آخرون الأحد في تدافع خلال عملية توزيع مساعدات غذائية في منطقة الصويرة (غرب).

وافادت وزارة الداخلية المغربية في بيان أن المأساة وقعت اثناء توزيع المساعدات الغذائية في منطقة سيدي بولعلام، نحو 60 كلم شمال شرق الصويرة.

قديم 11-26-2017, 11:22 AM
المشاركة 127
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ان الفقر والعوز وغياب الوظائف وغياب الحرية والشفافية وبالتالي الكرامة وكثرة الفساد في بعض الاماكن وسرقة المال العام توفر بيئة صالحة للثورات سواء كانت ثورات ربيع او ثوراث خريف. ولن تهدأ الشعوب وقد طفح الكيل. وان كانت الحكومات معنية فعلا بوقف هذه الثورات فعليها تلبية مطالب الشعوب. فما نيل المطالب بالتمني. بعد هذه الكارثة التي جرت في المغرب مثلا يجري الحديث عن توزيع اعانات كذلك هناك نقص في المياه!!! نحن نتحدث عن القرن الحادي والعشرين والناس تموت تحت الاقدام للحصول على كيس طحين فاي ظروف هذه التي يعيشها الشعب العربي من الشرق الى الغرب؟

ويظل السؤال : هل يمكن القضاء على ثورات الربيع العربي دون تنمية وتوفير وسائل العيش الكريم؟


قديم 01-05-2018, 07:46 AM
المشاركة 128
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الربيع العربي: هل اختل النسق السلطوي في المنطقة؟
بمناسبة الذكرى السابعة للحراك الديمقراطي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقترح كاتب هذه السطور للنقاش الأفكار الآتية حول بعض الأسباب العميقة لما سمي بالربيع العربي.
منذ نهاية عهد الاستعمار الكلاسيكي لم تظهر بمنطقتنا أي حركية اجتماعية حقيقية قادرة على تعبئة كتلة حرجة من الساكنة من أجل الديمقراطية. طبعا عرفت أغلب البلدان العربية أو ذات الأغلبية العربية حركات شعبية عارمة أحيانا ولكنها كانت تطالب أساسا باحترام أو الدفاع عن الكرامة القومية أو الدينية أو الوطنية اتجاه الغرب وإسرائيل أو من أجل استقلال وسيادة هذا الشعب أو ذاك. ولعبت فلسطين في هذا المضمار وخصوصا منذ سنة 1967 دورا محوريا ومستداما. عرفت بعض البلدان كذالك انتفاضات ضد الجوع والغلاء كما حدث بتونس ومصر في السبعينيات والمغرب في بداية الثمانينيات لكنها لم تعبر بوضوح عن الديمقراطية كمطلب مركزي.
ولكن منذ سبع سنوات شهرا بشهر حدث ما لم يكن ينتظره أحد وهو حركة قوية كادت تخترق كل الجسم العربي، حركة جعلت من مطلبي الديمقراطية والحرية شعارها الأساسي.
هذا شيء جديد تماما، فماذا حدث إذن؟
بعض علماء الاجتماع حددوا ثلاثة موارد استراتيجية ضرورية حتى تستطيع طبقة او فئة ما الهيمنة على مجتمع بكامله. وهذه الموارد هي الثروة/الاقتصاد، السلطة السياسية/الحكم، المعرفة/الإعلام.
فالاقتصاد تسيطر عليه في النسق السلطوي العربي، حسب الحالات، جماعة عشائرية بل وأحيانا بعض العائلات الممتدة، أو فئة مدنية او عسكرية وقد تختلط هاته بتلك كما هو الحال في مصر مثلا. هاته السيطرة تتم عبر تملك الثروة والتحكم في القرار الاقتصادي وتوجيه الانتاج والاستهلاك لصالح فئات معينة قد تتسع أو تضيق حسب وفرة الموارد وضغط قاعدة المجتمع. أما السلطة فتتم السيطرة عليها عقب انقلاب أو ثورة وطنية أو بفضل مشروعية تقليدية وقد تستعمل الانتخابات المتحكم في نتائجها كنوع من الملمع الحداثي. أما المورد الاستراتيجي الثالث وهو المعرفة بمعناها العام الذي يشمل العلم والدين والثقافة والايديولوجيا فطرق التحكم فيه عديدة ومنها التعليم والإعلام وكل قنوات التواصل مع الأغلبية الصامتة. لكن يبقى أن هذا المورد اللامادي يصعب التحكم فيه بشكل تام وذلك لأسباب كثيرة منها العدد الكبير من الناس الذين يشاركون فيه ونظرا كذلك لارتباطه بحميمية الإنسان الفرد وضميره الذي يستعصي أحيانا كثيرة على وسائل التطويع.
إن الثورة المعلوماتية والإعلامية المعاصرة وخصوصا منها الشبكة العنكبوتية قد دمقرطت إلى حد بعيد الولوج إلى المعرفة وذلك بسبب تواضع ثمنها وصعوبة مراقبتها من طرف الأمن والجهاز الايديولوجي للدولة.
كانت النتيجة هي فقدان النسق السلطوي العربي لرجله الثالثة التي يتكيء عليها. هذا ما أتاح للشباب وغير الشباب أولا الاستفادة من السيلان الحر للمعلومة البديلة -وأعني بها التي لم تعالج عبر الوسائط الرسمية- وثانيا تنظيم أنفسهم عبر الفضاء الافتراضي والذي يصعب التحكم فيه من طرف البوليس السياسي.
ولكن قبل الثورة المعلوماتية والقفزة التواصلية التي نتجت عنها كانت هناك الثورة التعليمية التي عرفها العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرون فنسبة المتعلمين قفزت حسب إحصائيات البنك العالمي من أقل من خمسين في المائة في أواسط الثمانينيات إلى حوالي ثمانين بالمائة في 2011 أي سنة الربيع العربي.
كما أن عدد الطلبة الجامعيين العرب كان لايتجاوز الآلاف سنة 1950 وأصبح يصل الآن إلى الملايين.
أضف إلى ذلك أن المثاقفة والتبادل القيمي قد ازداد زخمهما بين المنطقة العربية والمجتمعات الديمقراطية. فعدد الطلبة العرب الشرق أوسطيين يصل الآن إلى حوالي مئة ألف في الولايات المتحدة وحدها وثلاثين ألف بالمملكة المتحدة. بل ان هذا العدد ازداد في الولايات المتحدة ب 21٪‏ في سنة واحدة حسب معهد التعليم الدولي بين الدخول الجامعي لخريف 2012 وخريف 2013.
وقد نُقل عن بعض الزعماء العرب تخوفهم من هذا المستقبل «المظلم» بالنسبة إليهم فأحد أواخر خيديوات مصر قال منبها النخبة إلى الخطر المحدق بها «الشعب الجاهل أسلس قيادة من الشعب المتعلم»، كما أن الملك المغربي الراحل الحسن الثاني قد قال في خطاب بعد مظاهرات الدار البيضاء الشهيرة موجها كلامه وبشكل تهديدي لرجال التعليم: إنه لا خطر أكبر على الدولة من شبه المثقف وانتم أشباه المثقفين ويا ليتكم كنتم جهالا.
ماهي الخلاصة التي يمكن أن نخرج بها من كل هذا؟ إن الديمقراطية حسب منطق الأشياء تدق على أبواب العالم العربي وإننا سنرى خلال العقدين القادمين ولا شك عدة دول عربية تتحول من السلطوية إلى نظام تعددي تكون فيه السيادة حقا بين يدي الشعوب لا الأقليات أكانت مدنية أم عسكرية أم عشائرية.

٭ كاتب من المغرب

الربيع العربي: هل اختل النسق السلطوي في المنطقة؟
المعطي منجب
عن القدس الغربي

قديم 01-22-2018, 03:49 PM
المشاركة 129
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هاهي شعوب ايران تنتفض ايضا حيث يبدو ان الربيع اصبح عالميا وليس فقط عربيا والسبب هوو الظلم الاقتصادي على ما يبدوا واستبعاد الشباب وعدم تمكينهم : السؤال هو :-
- هل سيؤدي هذا الحراك الجماهري في اقطار العالم قاطبة الى نمط اقتصادي جديد؟
- ام ان العالم يتجه نحو الفوضى ؟ Anarksism
- هل ما يجري بسبب تأثير التكنولوجيا والذكاء الصناعي؟
- هل ستتفاقم الازمة العالمية؟
- كيف ستحل مشاكل الاقتصاد والبطالة والظلم الاجتماعي ؟
- هل نعود للاشتراكية؟
- هل الشيوعية هي الحل؟
- اين يتجه العالم؟
- واين يتجه العالم العربي ؟

قديم 03-04-2018, 01:52 AM
المشاركة 130
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط: العالم العربي في حالة مخاض لا يمكن ان ندرك مستقبله
حاورته: روعة قاسم
Mar 03, 2018


تطرق المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط في هذا الحوار مع «القدس العربي» إلى ما يجري في العالم العربي، معتبرا ان استقرار فكرة الدولة الوطنية منذ فترة الاستقلال في العالم العربي، شكل اللبنة الأساسية للصراعات بين الدول التي كانت تربطها سابقا فكرة الدولة القومية. وقال ان البعض جعل من الإسلام ركيزة وأوله تأويلات راديكالية جذرية. وأوضح ان الشعوب العربية والمسلمة، لا تقرأ تاريخها وتجهل بعض الحقائق التاريخية التي لها تأثير كبير على توجهات وقضايا في حياتنا المعاصرة. وقال ان ما حدث في تونس والعالم العربي هي ثورات، وأخفقت هذه المحاولات ربما لأن هذه الشعوب لم تكن مستعدة للدخول في الديمقراطية. يشار إلى ان الكاتب التونسي هو أستاذ زائر في كل من جامعة ماك غيل (مونتريال كندا) وجامعة كاليفورنيا، بركلي ومعهد فرنسا. وتولى سنة 2012 رئاسة مجمع بيت الحكمة في تونس. وله الكثير من المؤلّفات منها، «الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي» و«الكوفة: نشأة المدينة العربية الإسلامية» و«الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر» و«أزمة الثقافة الإسلامية» و«في السيرة النبوية1 الوحي والقرآن والنبوة» و«تأسيس الغرب الإسلامي» و«في السيرة النبوية 2: تاريخية الدعوة المحمدية» و
«أوروبا والإسلام: صدام الثّقافة والحداثة». و«في السيرة النبوية.3: مسيرة محمد في المدينة وانتصار الإسلام». وهنا نص الحوار:
○ كيف تنظرون إلى ما يحصل اليوم في العالم العربي من صراعات؟
• العالم العربي في اضطراب، وهذه المنطقة ليست إلا جزءا من العالم الإسلامي واتخذت شكلا آخر بعد التطور الحداثي الذي حدث منذ 500 سنة في البلدان الغربية. الآن العالم العربي والإسلامي في اضطراب ولا بد ان ندخل في هذا المضمار، أفغانستان وإيران وباكستان وحتى اندونيسيا، فهذه البلدان في اضطراب وخاصة الرقعة العربية التي كانت في القرون الأخيرة أكثر الرقاع الإسلامية تأخرا. لا ننسى أن في القرون الحديثة بدءا من الخامس والسادس عشر إلى حرب 1914، الدولتان الكبيرتان المسلمتان كانتا، العثمانية، وعمادها الأتراك، وأيضا الفارسية، وإلى حدود الوجود البريطاني في الهند كانت هناك دولة ما يسمى بالمغول، والرقعة العربية، بمعنى المتعربة، أي في الشرق الأدنى كانت في تأخر كبير وتابعة منذ قرون للدولة العثمانية ثم صارت تحت احتلال الدول الأوروبية. ودخلت هذه الدول في التاريخ الحديث في القرن العشرين وبالأخص منذ فترة الاستقلال والتحرر أي خلال خمسينيات القرن الماضي. إذ كان العالم العربي مستعمرة كبرى مهيمن عليها وصارت متأخرة في مسار التاريخ. والآن يقع تمخض لا يمكن ان ندرك مستقبله. وهنا لا بد ان نذكر بتأثير استقرار الدولة الوطنية. فالدولة، الأمة قويت حتى في بلدان كانت في الماضي متأخرة جدا مثل السعودية وممالك الجزيرة العربية. فالدولة الوطنية على منوال الدول الأوروبية صارت مترسخة أكثر، وهذا ما يفسر إلى حد كبير الاضطراب الحاصل والابتعاد تماما عن الفكرة القومية التي دعا إليها جمال عبد الناصر وأحزاب البعث وغيرها. فقد ترسخت هذه القوى بما ينتج عن ذلك من أنانية وطنية وصراعات بين الدول ودخولها في معتركات مثل ما يقع في سوريا. وأخذت القوى المتصارعة بشعار الإسلام، لان هذه القوى اعتبرت انه ليس لها أيديولوجيا أخرى مثل الأيديولوجيا الماركسية التي قام عليها الاتحاد السوفييتي والصين الماوية. لم يجد هؤلاء رابطا آخر يمكن ان يمثل رمزية كبيرة لدى هذه الدول إلا الإسلام، ومنهم من أوله تأويلا خاصا ومختلفا تماما أي ما يسمى بالإسلام الجذري الراديكالي.
○ وما أسباب ارتماء الشباب العربي والمسلم في أحضان الجماعات الإرهابية؟
• أفضل عدم الخوض في هذه المسألة. فأنا شخصيا أتألم من كون المثقفين العرب والمسلمين بصفة عامة ما زالوا متأخرين فكريا وعلميا. وبالتالي كان همي الأساسي هو الانغماس في كتابات فكرية لعله وقع تجاوزها الآن لكن هذا ما سيبقى عندما تستقر الأمور، وستستقر في يوم ما.
○ هل يمكن لتونس ان تجد المعادلة بين الديمقراطية والنمو، وهل ما حصل في تونس والعالم العربي هو ثورات أم مؤامرات خارجية حسب ما يعتبر البعض؟
• ليست هناك مؤامرة. هي ثورة وبمعناها الكامل. هناك تجربة قام بها الشعب التونسي بتأثير من الفكر الأوروبي، ووجدت في البدء صدى لدى الشعوب التي عرفت تأثيرا أوروبيا قديما من الاستعمار مثل مصر وليبيا وحتى اليمن وسوريا بالخصوص، وأخفقت هذه المحاولات ولعل هذه الشعوب لم تكن مستعدة للدخول في الديمقراطية .
تونس اليوم في فترة انتقال وحافظت على هذه الفكرة إلى حد الآن مع كثير من الاضطراب، لان الشعب التونسي في أغلبه غير متعود على هذا المنوال من السياسة الديمقراطية وحرية التظاهر والتعبير وغير مستعد لها. وأيضا حتى في مسار أوروبا عرفت «الديمقراطية» هزات متعددة ولم تترسخ إلا في آخر المطاف بعد ان دُمرت النازية الألمانية والفاشية الايطالية، وحتى بعد ان سقط الاتحاد السوفييتي الذي لم يكن يعرف الديمقراطية السياسية. المعادلة صعبة ولا نتعجب من حدوث الاضطرابات. كل ما يمكن ان أبعثه كرسالة، ان تونس يجب عليها ان تحافظ على المكسب الديمقراطي مهما كلف ذلك من متاعب اقتصادية واجتماعية، لان المتاعب الاقتصادية والاجتماعية ستحل بطول الزمن. لان الديمقراطية يجب ان تتزامن مع نمو اقتصادي ويلزمها مسار، نحن بدأنا وما زالت الخطوات.
○ نظرية صراع الحضارات، هل هي قائمة اليوم من خلال ما نشهده من حروب وصراع بين الدول الكبرى؟
• الحضارات لا تتصارع والعالم توحد. وما يحصل أعتقد أنه حركية تاريخية وليس مسألة صراع حضارات، وفي الحقيقة ليس هناك الآن حضارات، بل هناك حضارة موحدة – ان أمكن ان نسميها كذلك – مرتكزة على أمور أخرى مثل التكنولوجيا والمال وما يتبعهما من فساد. فالفساد أصبح عالميا وبنسب ودرجات متفاوتة.
○ طرحتم في كتاباتكم حول الإسلام والتراث الإسلامي وآخرها كتاب «في السيرة النبوية» أفكارا حول الإسلام ونشأته، لو تحدثنا أكثر عن أهم الخلاصات التي جاء فيها؟
• كتاب «السيرة النبوية» هو ضمن أجزاء ثلاثة، تناولت في الأول نظرة شمولية لولادة الإسلام وهو يدخل في مجال التاريخ المقارن للأديان والمقصود ليس فقط التوحيدية، بل أديان أخرى عالمية كالهندوسية والبوذية والكونفوشيوسية. فالعرب ليس لديهم اهتمام كبير بالأديان الآسيوية الأخرى، لذا هو كتاب نصف تاريخي ونصف فكري. في الجزء الثاني والثالث دخلت في صميم التاريخ النبوي، فتكلمت عن الدعوة في مكة وما كانت تقام عليه، وما هو أيضا الوسط الذي خرج منه الرسول محمد، أي الوسط القرشي والجاهلي بصفة عامة. وتعمقت بدراسة ما سميته بـ «الأنثروبولوجيا التاريخية» أي التعمق في دراسة الدين الجاهلي وعلاقات القرابة وما هي المحارم الموجودة في العلاقات بين المرأة والرجل. وكذلك في مؤسسات كبرى معروفة مثل «الحج والعمرة والحرم» التي هي مؤسسات دينية. لقد تناول بعض المستشرقين القدامى وحتى الجدد هذه المسائل، لكن أردت التدقيق في هذه الأمور واتخذت منهجا أنثروبولوجيا صارما. فالمستشرقون القدامى لم تكن لهم في الحقيقة معرفة دقيقة بمناهج الأنثروبولوجيا الحديثة، والتاريخية تهتم – من هذه الوجهة – بدراسة ما هو ماض وليست أنثروبولوجيا واقعية وحاضرة كما قام بها الأنثروبولوجيون الأمريكيون بالخصوص، أي دراسة المجتمعات البدائية بالملاحظة وغير ذلك. أنا درست هذه الأنثروبولوجيا التاريخية اعتمادا على النصوص الموجودة والمصادر عن كثب. وبالطبع قرأت الكثير عن المؤلفين الكبار في الأنثروبولوجيا. وأدخلت هذه الدراسات في الجامعة، ونتوصل من خلال هذا المنهج إلى ان الإسلام لم ينبثق من لا شيء – كما ترتأي الرؤيا الإيمانية البحتة، أي تنزيل الوحي من الله فقط. أي فقط إذا اعتبرنا – من وجهة إيمانية – من اهتمامات الرسول ونبوغه الخاص. واعتبرت، يجب ان ندرس بصفة علمية الاتجاهات الدينية التي كانت موجودة في زمانه والتي غيرها الإسلام جذريا ولكن تواصل مع البعض منها، فالرسول لم يمح الحج مثلا والذي هو مؤسسة جاهلية وإنما أعطاه معنى جديدا. فالحج إلى عرفة كان في الجاهلية طقسا من طقوس عبادة الشمس، إنما الرسول أعطاه معنى آخر وجعله متجها فقط نحو الإله الأوحد أي الله، ومسح كل ما له علاقة بعبادة الشمس. والحج كان مراحل، الحج ومزدلفة ومنى، الرسول أبقى على مؤسسة النحر التي نسميها «الأضحى» وإنما في الواقع جعلها كواجب يدخل في العطاء للفقراء أي مسألة أخلاقية فقط. كما انه زاوج بين الحج إلى عرفة ومزدلفة وبين العمرة التي كانت مؤسسة أخرى متباينة عن الحج تقام في مكة بالذات، وهي مؤسسة محلية مكية قرشية بينما الحج مؤسسة بدوية. وربط الرسول بين هاتين المؤسستين وجعل الطواف حول الكعبة يدخل في مؤسسة الحج، فلا يمكن اتمام الحج إلا بالطواف حول الكعبة كآخر مرحلة بينما كانت هذه المؤسسات سابقا منفصلة عن بعضها البعض. إذن الرسول أبقى على مؤسسات قديمة جاهلية وحولها تحويلا جذريا. وهذا درسته واهتممت به. ومن جهة أخرى وفي السياق نفسه انبثق الإسلام بتأثير من «المسيحية السورية» وحاولت دراسة هذه التأثيرات وهي في الواقع تخص ماهية الإله الذي دعا إليه الرسول، وهو موحد واحد وهنا جاءت الفكرة التوحيدية. وأيضا يبدو ان هناك تأثيرا من المسيحية السورية بخصوص «اليوم الآخر» و «ما بعد الموت» أي قيامة وتواجد عنصري الصلحاء والمؤمنين بالجنة، وجهنم هي النار بالنسبة للكفار والآثمين. والفكرة هذه موجودة عند المسيحيين في القرن السابع عندما ظهر الإسلام، ولم يكن العرب يعرفونه إلا بعض من «تمسح» منهم في الشمال بالخصوص واليمن. ولكن ليس في المنطقة التي انبثق منها الرسول وهي الحجاز. فالحجاز كانت لها شخصية دينية وكل هذه الرقعة التي تبتدئ من يثرب وتمتد إلى مكة ثم إلى الطائف، وما حولها وما بين مكة والطائف، كانت رقعة مفعمة بالمقدسات الجاهلية التي يسميها القدماء «دين العرب» أي لها خصوصية دينية عربية وتغذي الهوية العربية بالخصوص في تلك المنطقة. وكان للعرب آلهة متعددة وفي هذه الرقعة كانت توجد مقرات للآلهة أهمها الثلاث التي ذكرها القرآن، اللات كان لها معبد في الطائف، والعزى كان لها معبد في النخيلة قرب مكة، ومناة كان لها موقع قريب من يثرب، في مكان يسمى الحديدة. وكانت هناك آلهة متعددة لدى قريش والقبائل العربية البدوية حيث كان هناك دين مهيكل قبل الإسلام وهي تعددية دينية ووثنية .
دعوة الرسول لم تقم على فرض إله جديد، إنما قامت على التوحيد أي إبعاد كل الآلهة الأخرى وعدم الاعتراف بها. القرآن لم يكن يعترف بتأليه المسيح ولم يكن يعترف أيضا بـ«الشريعة اليهودية» وإنما فقط يعتبرها كماض تجاوزه القرآن آخر الكتب السماوية. فهو لا يعتبر انه بعيد تماما عن المسارات التوحيدية في الشرق الأدنى آنذاك وإنما يعتبر انه أكمل التوحيدية وأعطاها حقها الحقيقي. ولذا اعتبر القرآن أنه يدخل في المسار التوحيدي ولكنه يتجاوزه وهذا ما عبر عنه بكلمة «المهيمن» والتي لا تعني المسيطر كما تطورت الآن الكلمة – إنما يعني انه في الوقت نفسه يعترف بالكتب التوحيدية المقدسة التي جاءت من قبل ويضمنها أي يعطيها ضمانة ويتجاوزها في الوقت نفسه، أي يعطيها آخر صورة لكل هذا المسار التوحيدي الذي له آلاف السنين.
○ هنا ما أهمية إعادة قراءة تاريخ منطقتنا من النواحي الأنثروبولوجية؟
• الكثيرون لا يقرؤون تاريخهم وحتى المثقفين لا يهتمون بدراسة المجال الديني من نواحي أنثروبولوجية واجتماعية. هنا أريد ان أشدد على أهمية دراسة الدين الإسلامي وظروف نشأته وبداياته والمجتمع الذي جاء فيه وكيف أصبح بعد ذلك «ثورة حقيقية». الفيلسوف الألماني هيغل كان يرى ان الإسلام هو ثورة الشرق. أريد ان أضيف هنا، في مسار الرسول كانت هناك فكرة تحذيرية للعرب تتجاوز حضارتهم القديمة، وهي فكرة توحيد العرب وكانوا شعبا متشرذما وقبليا، واعطاءه العنصر الأساسي – وهو العنصر الديني بالخصوص – وبالطبع تدخل فيه التشريعات والأخلاق وغير ذلك، لكي يتوحد حول هذا المشروع الجديد وهذا ما حصل. تقريبا في حياة الرسول، الإسلام لم ينتشر بشكل كامل في الجزيرة العربية إنما خصوصا في الجزيرة العربية الغربية أي الحجاز، ولكن حصل شيء من الانتشار في رقاع بعيدة أخرى مثل اليمن، وهذا ما تناولته في الجزء الثالث. حيث أردت ان أدقق في كيفية انتصار الإسلام في آخر حياة النبي في الجزيرة العربية، وبالخصوص مع الخلفاء الذين فرضوا الدين تماما على كل الجزيرة، فالرسول واجه رفضا تاما من طرف قبيلته «قريش» باستثناء فئة قليلة من المؤمنين، وعرف المضايقات طوال سنوات حياته التي دعا فيها إلى دينه. إذ لم يتمكن من فرض الدعوة في مكة وفي ان يدخل قومه في هذا الدين الجديد. وهو حسب نظري أمر طبيعي لأنه ليس من السهل ان يتخلى شعب ما عن ديانته والتي تمثل هويته الأساسية، ولم يكن القرشيون مستعدون للدخول في دين يعتبرون ان آخر منابعه جاءت من الخارج، بالرغم من ان محمدا قرشي، وبالتالي حصل الصراع بين الرسول وقومه وانتهى بإخراج الرسول وتهجيره .
يقول الموروث التاريخي والكتابات الحديثة انه وقعت هجرة إرادية من طرف الرسول لكن القرآن يخالف هذه النظرة، إذ يتكلم عن إخراج وتهجير بالقوة.
فالقرار القرشي موجه خصيصا لمحمد ولم يكن موجها ضد الذين كانوا معه من أصحابه الذين هاجروا إراديا مع نبيهم. ثم تتالت بعض الهجرات من بعض العناصر بعد ان استقر النبي في المدينة.
واعتبر الرسول ان من هاجر إلى المدينة وكان مع الله ورسوله وقطع كل العلاقات الاجتماعية والعائلية التي كان يعيش عليها، هو أمر ديني له قيمة كبرى. وفي الحقيقة لقد درست عن كثب في الجزء الثاني من كتاب «السيرة النبوية»، هذه الهجرة من طرف أصحابه، واعتبرت ان هناك تأويلات كبيرة نسجت حول هذه الفترة تخص ظروف التهجير والهجرة، لأن كتابي الثاني قام على السير والتواريخ وبالخصوص ابن اسحق والطبري وابن سعد وكل تلك المصادر القديمة، فقمت – كما يجب على المؤرخ – بنقدها أي بنبذ العناصر غير العقلانية منها .
○ مجال دراسة «نشأة الإسلام وبالأخص سيرة الرسول» يتطلب دقة كبيرة في ظل تعدد التأويلات والتفسيرات وتعدد المراجع فكيف واجهتم كل هذه الصعوبات؟
• هذا المعجم التاريخي أخذ مني عشرين سنة وهو ليس بالأمر السهل، فقد قرأت مئات الكتب والمصادر، ودققت الأمور عن كثب لكي أتوصل إلى الكيفية التي كون بها الرسول «الأمة» أي الاعتماد على الرابط الديني لتكوين جماعة متضامنة وتجاوز الخلافات القبلية. ودرست عن كثب علاقة الرسول بيهود المدينة. فالفكرة الأساسية التي أردت التركيز عليها هي ان الرسول في المدينة لم ينجح من أول وهلة في مهمته، بل وجد صعوبات كبيرة، إذ كانت له سلطة معنوية فقط. وبعض المؤرخين الكبار يقولون انه كون دولة من أول وهلة وهذا غير صحيح، إنما شيئا فشيئا وعلى مراحل ضم إليه كل أهل المدينة في صراعه الأساسي وهو صراع بالخصوص ضد قريش أي ضد قومه الأصليين، ودخل في مراحل من الصراع الحربي لأنه اعتبر بعد تجربته الطويلة في مكة، ان القرشيين الذي كان لهم وزن في المنطقة والعرب بصفة عامة، لن يدخلوا في الإسلام أبدا إلا إذا فرض عليهم. إذن اعتبر الرسول ان العرب لا يؤمنون إلا بعلاقات وموازين القوى، وبالتالي توجه سلوكه نحو محاربة «قريش» والعرب بصفة عامة، وإجبارهم على الدخول في هذا الدين عن طريق تكوين سلطة عسكرية ومالية بتدرج. لأن أهل المدينة لم يكونوا مستعدين لتقبل هذه النظرة، صحيح دخل الأغلبية في دينه في المدينة، ولكن لم يكونوا مستعدين كلهم ان يدخلوا في مغامرة حربية تشمل كل الجزيرة العربية. وتكمن «عبقرية الرسول» في أنه عرف كيف يستدرجهم إلى ان يكونوا كلهم معه في هذه العملية وبالخصوص في آخر لحظة عند فتح مكة، إذ عرف كيف تكون الامكانات العسكرية والدبلوماسية والمالية بخطى ثابتة وبتدرج كما قلت.
كل ذلك يجب معرفته لأن تكوين دين عظيم، مسألة تاريخية لها أهمية عظمى ليس فقط للمسلمين وإنما لكل البشر، لأنها قراءة تاريخية تريد فهم الأمور من أجل فهم قسم كبير من مسار الإنسانية، وهذا أمر أساسي لفهم الحضارة الإسلامية. فالمسلمون لا يعرفون في الواقع تاريخهم ولا أتكلم فقط عن الفئات الشعبية حتى المثقفين لا يهتمون إلا بالحاضر. إذن في واقع المسار التاريخي الإنساني صار الإسلام دينا عالميا مع مر الزمان وتكونت امبراطورية شاسعة وحضارة لعبت دورا كبيرا في نمو الإنسانية. في ألف سنة لم توجد إلا امبراطوريتان وحضارتان عظيمتان في العالم، وهي الإسلامية وفي أقصى الشرق الصينية، كانت أوروبا متأخرة وبيزنطة ضعيفة جدا، والهند دخلها المسلمون وسيطروا عليها إلى حدود دخول الانكليز في الفترة الحديثة. المسيطر في الهند كانت الديانات الهندوسية وغيرها.
○ في ضوء ما يحدث اليوم من اضطرابات في واقعنا المعاصر، تونس والعالم العربي إلى أين؟
• لا يمكن التكهن بالمستقبل. فكل تاريخ يشهد فترات مخاض عنيفة، لأن التاريخ الإنساني القديم مفعم بالعنف ولم يستقم إلا على غزو مجتمعات وتطويرها أيضا وهي مسألة تدخل في إطار فلسفة التاريخ.
ولدت في القرن العشرين ودخلنا في تطور آخر في العالم أجمع، ألاحظ ما الذي يجري، انه ليس العالم الذي ولدت فيه بل هو في تغير سريع جدا.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل انتهى الربيع العربي؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفصل الثاني من الربيع العربي .. عبدالله الشمراني منبر الحوارات الثقافية العامة 8 11-17-2019 11:58 PM
كيف سيؤثر الربيع التركي على الربيع العربي؟؟؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 08-19-2016 12:30 AM
على الرغم من كل شيء انا مع الربيع العربي..وانت؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-11-2013 04:07 PM
الربيع العربي: هل هو ياسمين وإعمار ام هو اشواك وانهيار؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 26 07-15-2012 01:12 PM

الساعة الآن 02:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.