الْسَنْدِرِيْلا !
تِلْك الْأُسْطُورَة الْقَدِيْمَة الَّتِي تَحْتَوِيْهَا كُل حِكَايَات الْشُّعُوْب وَإِن أَخْتَلَفَت
الْمُسَمَّيَات وَرُبَّمَا بَعْض الْتَّفَاصِيْل أَيْضا..
وَفِي مُنْطَقْتِنا كَانَت الْجَدَّات تَرْوِي لَنَا حِكَايَة
[ زَيْنَب وَالْقَطَاة] و[ الْقَطَاة ]
نَوْعَا مِن انْوَاع الْحَمَام الْمُهَاجِر
وَقَد كَان قَيْس ابْن الْمُلَوَّح يَقُوْل فِي أَحَد قَصَائِدُه :
سِرْب الْقَطَا هَل مِن مُعَيَّر جَنَاحَه.. لَعَلِّي لِمَن هَوِيْت أَطِيْر!
تَعَوَّدْت ابْنَتِي أَن تُجْبِرَني عَلَى حِكَايَة مَا قَبْل الْنَّوْم مُهِمَّا كَانَت حَالَتِي وَحِيْن
لَا يَسَعُنِي الْتَفْكِيْر فِي حِكَايَة جَدِيْدَة فَأَن اقْرَب حِكَايَة لَدَي
سَتَكُوْن بِالْطَّبْع هِيــ[ زَيْنَب وَالْقَطَاة ] الَّتِي لَا تَمِل مِن تَكْرَارِهَا
وَلَكُم أَن تَتَخَيَّلُوْا عَدَد الْمُقَاطَعَات الَّتِي سَوْف تَحَدُّث أَثْنَاء رِوَايَة الْحِكَايَة !
لَمن لَا يَعْرِف زَيْنَب وَالْقَطَاة سنَرْوِيُّهَا بِاخْتِصَار هُنَا::
زَيْنَب فَتَاة تُوُفِّيَت امَّهَا بَعْد وِلَادَتِهَا مُبَاشَرَة وَمَالَبِث وَالِدُهَا مِن سَيِّدَة أُخْرَى
بَعْد مُدَّة أَنْجَبَت زَوْجَة الْأَب بِنْتَا ثُم بِنْتَا أُخْرَى وَمَالَبِث زَوْجَة الّاب ان جَعَلَة
الْفَتَاة الْيَتِيْمَة خَادِمَة لَهَا وَلِبَنَاتِهَا ,
وَكَان الْأَب يَعْمَل حَطَّابا يَجْمَع الْحَطَب مِن الْصَّحْرَاء
وَيُحَضِّرُه الَى الْمَدِينَه يَبِيْعَه, وَإِن صَادَف صَيْدا فِي طَرِيْقَة
فَهُو يَحْمِل مَعَه دَائِمَا شَرَكَا لِلْصَّيْد يَضَعُه وَيَضَع فِي الْحُب وَحِيْن يَنْتَهِي مِن
جَمْع الْحَطَب يَعُوْد لِيَرَى الْشِّرَاك هَل يُوْجَد بِه شَيْئ ؟
ذَات مَرَّة وُجِد فِيْه ثَلَاة مِن طُيُوْر الْقَطَا يُحَاوِلْن الْتَخَلُّص مِن الْشَّبَكَة ..
حِيْن حَضَر الَى الْبَيْت وُزِّع الْطِيُوْر عَلَى بَنَاتِه
وَكَان نَصِيْب زَيْنَب قَطَاة أَصْلُهَا مِن الْجِن !
وَحِيْن أُخْتَلت بِزَيْنَب رَجَّتُهَا بِقُوَّة أَن تُطْلِق سَرَاحَهَا فَلَدَيُّهَا فِي الْعُش فِرَاخ
بِحَاجَة الَى أُمُّهُن وَبَكَت الْقَطَاة بِشِدَّة حَتَّى عَطَفَت زَيْنَب عَلَيْهَا
وَاطْلَقَت سَرَاحَهَا !
وَبَعْد ذَلِك كَان الْعِقَاب شَدِيْدا مِن وَالِدِهَا بِتَحْرِيض مِن زَوْجَتِه عَلَى زَيْنَب ,
أَمَّا بَقِيَّة الْحِكَايَة فَهِي قَرِيْبَة مِن نِهَايَة الْسَنْدِرِيْلا
لِنَعُود لَأَسْأَلّة أَبِنْتِي اثْنَاء رِوَايَة الْقِصَّة ..
أُمِّي :
خَالِي يَحْضُر دَائِمَا مَعَه مِن الْصَّيْد طُيُوْرا كَثِيْرَة هَل يُوْجَد بَيْنَهَا قَطَاة ؟
أُمِّي هَل يُوْجَد بَيْن الْحَمَائِم الَّتِي تُتَّخَذ مِن شَبَابِيْك بَيْتِنَا نَوْعَا مِن الْقَطَا كَالَّتِي
أَحْضَرَهَا وَالِد زَيْنَب ؟ لِأَنِّي اسْمَع صَوْتَا غَرِيْبَا يَصْدُر مِنْهَا فِي الْصَّبَاح !
هَل كُل زَوْجَة أَب شَرِيّرَة مِثْل زَوْجَة الْحَطَّاب ؟
لِمَاذَا لَا تَحْكِي زَيْنَب لصِدِيقَاتِهَا مَا يَحْدُث لَهَا مِن زَوْجَة أَبِيْهَا ؟
وَمَع ذَلِك أُجْزِم أَنَّهَا لَا تَقُوْل لِي كُل مَا يُخِيْفُهَا !!
يُبْدِي الْكَثِيْر مِن الْأَطْفَال ذَكَاء حَادّا وَمَع ذَلِك لَا نَتَعَامَل مَعَهُم عَلَى هَذَا الْأَسَاس
لِأَكُوْن صَرِيْحَة أَنَا كُنْت لَا أَبَوْح لِأُمِّي وَلَا لَأُخْوَتِي مَا يَحْدُث حَوْلِي
فِيْمَا بَعْد عَرَفْت الْسَّبَب وَهُو أَن الْأَهْل لَا يُسَانِدُوْن أَوْلَادُهُم بَل رِدَّة الْفِعْل لَدَيْهِم هُو الْتَّأْنِيْب
مِثْل :
لَو عَمِلْت كَذَا لِمَا حَصَل كَذَا
لَو لَم تَجْلِسُوْا هُنَا لَمَا حَصَل لَكُم مَا حَصَل
أَو ابْتَعِدُوا عَن كَذَا وَكَذَا بِدُوْن شَرَح وَلَا تَفَاصِيْل فَقَط نَّوَاهِي !!