احصائيات

الردود
16

المشاهدات
11191
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,768

+التقييم
2.31

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
06-13-2011, 12:21 PM
المشاركة 1
06-13-2011, 12:21 PM
المشاركة 1
افتراضي بعث - قصة قصيرة
بعث

على الرغم من اتساع أرضها، وتنوع تضاريسها، وارتفاع جبالها التي طالما غمرتها كثبان الثلوج البيضاء خلال الشتاء، وخضرة حقولها وجمال ربيعها، وشموخ نخيلها الذي تكاثر ليصل إلى أرقام فلكية تزيد على المائة مليون نخله، وصحاريها الذهبية الدافئة والشاسعة، وبحرها الأزرق الجميل، ومرور نهرين عظيمين عبر أرضها، ورغم ارثها الحضاري العظيم الذي ظل يشع نورا في كل الجهات ولمئات السنين، وظل محط صراع عنيف لمئات الحضارات عبر القرون، ورغم غناها، ومخزوناتها من الذهب الأصفر والأسود، ومساهمة أهلها الذين علموا الناس الكتابة، كانت ارض نخلة أشبه بصحراء موات قاحلة، يلفها الفقر والجهل والمرض، ويفتك بأهلها الموت حينما تولى صهيب الحكم.
كان واقع الحال في ارض نخلة سوداويا، قاتما، مخيفا، مؤلما، ومزلزلا، وكانت المهمة بالنسبة له صعبة بل مستحلية...لكنه وبعزيمة الفارس الذي شب في أحضان اليتم والفقر والحزن والألم وانتصر في معاركه مع الموت والجوع مرارا وتكرارا، نجح إذ امتطى صهوة فرسه الأبيض، وفي زمن قياسي في تحقيق انجازات غير مسبوقة على كافة الأصعدة...وانتصر في معركة البناء، ووصلت انجازاته عنان السماء، واستعادت ارض نخله بعضا من أمجادها التليده...لكن ذلك النجاح الأسطوري الاعجازي المشهود، والذي حققه صهيب، أثار الذئاب المتربصة واستفزها، فتداعت لحربه وتألبت لقتاله...
حاصرته تلك الذئاب وحاربته لسنوات طويلة، لكنه ظل شامخا، صامدا، ممتطيا فرسه الأبيض الأصيل...قاتلهم وحاربهم بشراسة وشجاعة نادرة قل مثيلها...لكن الكثرة وظلم ذوي القربى غلبت الشجاعة...فسقط صهيب بين مخالب الذئاب...والتي قررت في نهاية الأمر شنقه في صبيحة العيد الكبير ليكون موته عبرة لمن يعتبر...
لفوا حبل المشنقة حول عنقه، وفي قلوبهم تشتعل براكين الحقد الأسود، وتتفجر ينابيع الفرح العارم...تدافعوا، تهامسوا، ترقبوا، تأملوا، انتظروا منه أي إشارة ضعف أو هوان ليحتفلوا...لكنه باغتهم كما هي عادته، وابتسم ابتسامة بعرض الأفق، وتمتم بكلمات نارية اقشعرت لها الأبدان...واهتزت لها الجدران...سكن قلبه، وتزلزلت قلوبهم...لكن ذلك لم يكن نهاية المطاف، فما جرى كان أشبه ما يكون بحدث كوني رهيب، وربما ولادة كوكب جديد، رافقه انبعاث دخان ابيض، شفاف لا يكاد يرى في محيط المكان، وقد لوحظ أثر ما حصل على أجهزة الاتصال التي تعطلت فجأة ودون سابق إنذار، لكن احد لم يدرك حينها ما الذي حصل فعلا، وتحديدا...
سجوا جثمانه، انفعلوا، حدقوا، تراقصوا حوله، وقلوبهم واجفة، وأقدامهم راجفة، وملاحم الرعب عليهم واضحة، ربما لم يصدقوا...تنادوا...تصايحوا...كان رقصهم أشبه برقصة الموت، فقد غاب عنهم الفرح، وكادت قلوبهم تنفطر من شدة الخوف، وكأن عظامهم تسحق تحت حجارة الرحى...
ربما توقف قلبه عن النبض!؟ لكن جسده ظل شامخا، مهيبا، أسدا، وكأن الفارس حينما يسقط يبقى ظله يبعث الرعب في قلوب أعدائه...كان جبينه نديا، وكان بريق عينيه ما يزال ثاقبا لامعا مزلزلا...
منذ تلك اللحظة تصاعدت الأمور في ارض نخلة، واخذ الموت والقتل يفتك بالذئاب، وأتباعهم الكلاب...أصبح الموت الزؤام يحصدهم ليل نهار...يأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم، يأتيهم من فوقهم ومن أسفل أقدامهم...تساقطوا كالذباب...وكأن أيد خفية أصبحت تفتك بهم...لم يعد هناك خطوط حمراء...وكان أكثر الأسلحة فتكا تلك الرصاصات التي أصبحت تنهمر كالمطر الهامس الصامت، الخارق، الحارق، المتفجر...الساقط من السحاب...
مساحات واسعة اصطبغت باللون الأحمر...وساحات خضراء أخرى اشتعلت فيها النيران... دمار وبراكين من الغضب والثورة تفجرت هنا وهناك...في قلب الصحراء القاحلة التي لم تعرف المطر منذ زمن بعيد، أبرقت وأرعدت وأزبدت...وارتوت الأرض بدم منهمر، فنمى الربيع في قلب الصحراء وأزهرت ورود الياسمين...
استفحل الموت والقتل بهم، فتنادوا لتدارس الأسباب...عادوا إلى سجلاتهم، وأجهزة الرصد ذات الآذان الواسعة، والعيون الالكترونية شديدة الدقة لديهم...غاصوا في أعماق ذاكرتها، لعل شيئا قد حصل في غفلة منهم، فظهر لهم جليا أن ذلك الحدث الكوني المهول الذي وقع صبيحة العيد الكبير لم يكن سوى ولادة لكائن أسطوري ضخم لا مرئي، يبدو أن له سبعة رؤوس، وسبعون قدم، وسبعمائة يد، وعدة أوجه وسبعة آلاف عين...رأسه في السماء...وأقدامه في القارات السبع، وربما إن هذه الهيئة هي إحدى هيئاته المتعددة التي شوهد بها في أماكن كثيرة وفي أوقات متعددة...فعرفوا حينها انه هو الذي يبطش بهم، وأن أصابعه المتعددة هي التي تضغط على الزناد، وهي التي تشعل الحرائق، و، و،و...فتيقنوا حينها أن الفرسان المقاتلون في سبيل الحرية والكرامة يبعثون حين يسقطون...وأما هم فلا بد أنهم جميعا هالكون...ولكن ما أغاظهم بحق وأثار حنقهم وغضبهم هو خشيتهم أن يعود صهيب، وقد تحول إلى كائن أسطوري خالد، ليتجسد على هيئة فارس يمتطي صهوة حصان ابيض ويحكم ارض نخله من جديد...


قديم 06-15-2011, 03:40 AM
المشاركة 2
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ أيوب صابر
أسعد الله أوقاتك
أرض النخل هي أرض الخير التي تنجب ومهما أجدبت
فلا أن تلد فجر جديد حالم بمستقبل أفضل لأهله وكل من
ينافح عنه رغم الجراحات والدموع والألم, فجر جديد آت
بلا ريب للجميع ........
دمت بخير

قديم 06-18-2011, 12:35 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" .
صدق الله العظيم .

أديبنا العزيز أيوب صابر المحترم

نحتاج إلى الصبر مع الإيمان الحقيقي ، وكل ما يأتينا هو خير بإذن الله.


عزيزي . .
تقبل من أخيك التحية والدعاء بالخير . .
دام نهارك معمراً بالإيمان والتوكل . .



** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 06-30-2011, 10:38 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ محمد فتحي المقداد

نعم الفجر أت حتما خاصة ان الذئاب خلفت الكثير من الايتام الذين هم اقدر على تحقيق الاحلام...كما ان الارض والسماء مليئة بكائنات اسطورية لا تنام.

شكرا على مرورك .

قديم 07-07-2011, 07:42 AM
المشاركة 5
اسماعيل عشا
فـارس الكلمـة
  • غير موجود
افتراضي
استاذنا الفاضل أيوب
أرض نخلة وقعت بين براثن ضبع من ضباع الصحراء
والضبع وما أدراك ما الضبع حيوان يتلذذ في نهش
جسد فريسته وهي حية فهذا النهش عنده مقدس
هكذا مكتوب في توراته ..
كل التحية والتقدير

قديم 07-17-2011, 11:25 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الاستاذ احمد فؤاد صوفي

اشكرك على تفاعلك مع القصة ومرورك الكريم،،

قديم 07-21-2011, 03:03 PM
المشاركة 7
د. محمد حسن السمان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
سلام الله عليكم
الأخ الفاضل الأديب الكبير أيوب صابر

هكذا قرأت قصة " بعث "
" بعث" عمل أدبي رفيع المستوى , كتب بقلم أديب كبير , ولقد مررت على هذا العمل , ثم عدت إليه , وقد وقعت في إشكالية تصنيف النص , فقد رأيت في النص , مقالة أدبية راقية , استخدمت روح القصة وأدواتها , فابتداء من انتقاء العنوان , الذي جاء وفق تقنية سيميائية موفقة , ليمثّل نجم الهداية , الذي بدأ بتحريض الرؤى , وفتح آفاق التفكير , ولكنه بقي شيفرة لاتكشف مدلولاتها ببساطة , ولم تشي بسرها إلآ مع إكتمال الصورة , وتسلسل الأحداث , لتشكل رفدا تكامليا ناجحا , ثم جاء المدخل للقصة , بشكل تمهيدي , مقدما لوحة أدبية راقية , في وصف مسرح الأحداث , الذي سمّاه القاص " نخلة " في حركة كودية , فالنخلة شجرة مباركة , قوية معطاءة , ذات هوية عربية , ومسرح الحدث " نخلة " جنة من جنان الأرض , وقد حاقت بها الويلات , واصابها الجدب والقحف والصراعات , إلى أن جاءها الحاكم " صهيب " , في حركة كودية أخرى , باستحضار شخصية تراثية , من التاريخ العربي الاسلامي , فصهيب العلم تاريخيا , ينتمي إلى أصول عربية يمنية , وعاش في أعمال الموصل من أرض العراق , وكان عذّبا في الأرض , فقد كان مولى , وأعتق في مكة , ودخل الاسلام مع عمّار بن ياسر , وكان من أول البدريين , وأمّ المسلمين بعد عمر بن الخطّاب , وقبل عثمان بن عفّان , ويقودنا الكاتب إلى صورة مشرقة لأرض نخلة , بفضل الحاكم " صهيب " البطل المحوري للقصة , , الذي ينتقل بالبلاد إلى مرحلة من الرخاء , وعودة الازدهار والعطاء , وجعل من أرض " نخلة " , بلدا منيعا قويا مزدهرا , ثم ينقلنا الكاتب إلى صورة مختلفة مغايرة , عندما تتكالب قوى الشر والذئاب الغادرة ( كما سمّاها الكاتب ) , وتتآمر على أرض نخلة , وعلى الحاكم صهيب , ويرسم لنا الكاتب صورة تراجيدية محزنة , عندما تسقط قوى الشر , الحاكم صهيب , ثم يقوم الكاتب بتصوير مدى الحقد , الذي تحمله قوى الشر , تجاه " نخلة " أرض الخير والقوة , وتجاه الحاكم " صهيب " , حيث يتم إعدام هذا الحاكم , صبيحة يوم العيد , الذي هو رمز أمة , في إشارة إلى الأبعاد الشريرة , لإعدام الحاكم " صهيب " , التي تتناول الرمز , وبالتالي تتناول ما يمثله هذا الرمز , ثم يرسم الكاتب لنا مشهدا مأسويا لأرض " نخلة " بعد غياب صهيب , ثم يبعث الكاتب الأمل بأرض نخلة , عندما يعيد صهيب بطل القصة المحوري , في قفلة قوية الوقع , شبحا على شكل كائن اسطوري " ولادة لكائن أسطوري ضخم لا مرئي، يبدو أن له سبعة رؤوس، وسبعون قدم، وسبعمائة يد، وعدة أوجه وسبعة آلاف عين...رأسه في السماء...وأقدامه في القارات السبع، وربما إن هذه الهيئة هي إحدى هيئاته المتعددة التي شوهد بها في أماكن كثيرة وفي أوقات متعددة...فعرفوا حينها انه هو الذي يبطش بهم، وأن أصابعه المتعددة هي التي تضغط على الزناد، وهي التي تشعل الحرائق، و، و،و...فتيقنوا حينها أن الفرسان المقاتلون في سبيل الحرية والكرامة يبعثون حين يسقطون...وأما هم فلا بد أنهم جميعا هالكون...ولكن ما أغاظهم بحق وأثار حنقهم وغضبهم هو خشيتهم أن يعود صهيب، وقد تحول إلى كائن أسطوري خالد، ليتجسد على هيئة فارس يمتطي صهوة حصان ابيض ويحكم ارض نخله من جديد... ", قفلة موفقة , على شكل رسالة خطابية .
وقصة بعث " التي رأيت فيها مقالة أدبية راقية , عمل أدبي متميّز , كتب بلغة قوية , ذات جرس نحاسي , تتماشى مع الرسالة التي يتضمنها العمل .

تقبل تقديري وحترامي
د. محمد حسن السمان

قديم 07-22-2011, 08:28 AM
المشاركة 8
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بعث ونشور

ونفخ في الصور

واصموا اذانهم واسغشوا ثيابهم

واظنوا ان القيامة قد قامت

وهم لا مازالو يجهلون أنها قيامتهم هم فقط

وسيحاسبون ويلقون في النار

على وجوههم بلا ثياب..

الأستاذ أيوب صابر..

لقد بعثت فينا الأمل في هذه الصورة الرائعة












خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 07-23-2011, 11:49 AM
المشاركة 9
مطر ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
حماكِ الله يا بلادي العربية
نصّ زاخر بالمعاني الوطنية وأسلوب جميل في إيصال الفكرة
أبدعت
مطر

قديم 07-27-2011, 01:16 PM
المشاركة 10
حاتم الحمَد
مؤسس ومدير شبكة ومنتديات منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الرائع والأستاذ الكبير أيوب صابر

لك أجمل التحايا على هذا النص الذي اتضحت فيه

صورة الشجاعة وصورة الخيانة،

صورة ذلك الأسد الهصور وتلك الضباع الخائنة

وليست الذئاب ، وصور أخرى تحكي

مرارة الخيانة وذلة النفس وخستها.


بورك قلمك صديقي الوفي .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: بعث - قصة قصيرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص قصيرة مسعدة مسفر منبر القصص والروايات والمسرح . 4 12-21-2020 08:55 AM
مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 156 08-22-2018 02:54 PM
قصص قصيرة عبدالحكيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 12 01-16-2015 07:29 PM
خبز / قصة قصيرة موسى الثنيان منبر القصص والروايات والمسرح . 3 04-20-2013 10:08 AM
قصص قصيرة جدا خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 6 09-01-2011 12:51 AM

الساعة الآن 01:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.