« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
المشاركات 1,187 |
+التقييم 0.17 |
تاريخ التسجيل Jan 2006 |
الاقامة |
رقم العضوية 780 |
ومن أمثلة تلك التقارير
( "موقع CNN
كشف تقرير عسكري، حصلت عليه CNN، أن معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين ارتفعت بنسبة تصل إلى 15 في المائة، خلال العام 2006، مقارنة بالعام السابق 2005.. ومن المتوقع أن تعلن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" رسمياً عن هذا التقرير في وقت لاحق الخميس، حسبما أكد مسؤولون عسكريون بالجيش الأمريكي لـCNN،
إلا أنهم رفضوا الكشف عن عدد الجنود اللذين أقدموا على الانتحار خلال عام 2007 الجاري.
وبحسب الإحصاءات التي تضمنها تقرير البنتاغون، فقد سجل العام الماضي 101 حالة انتحار لجنود أمريكيين، مقابل 88 حالة انتحار تم تسجيلها في العام 2005.
كما أظهر التقرير أن نسبة الانتحار بين الجنود الأمريكيين ارتفعت خلال العام 2006، إلى نحو 17.3 حالة انتحار بين كل مائة ألف جندي، بينما كانت في العام السابق 12.8 حالة من كل مائة ألف جندي)
ويكشف هذا التقرير عن ارتفاع نسب الانتحار بين الجنود الأمريكيين الملحقين بالجيش فى قواعده .. بمعنى أنه ليس هناك مبرر واضح لعلميات الإنتحار إلا الإضطراب النفسي بالرغم من كل التقدم والازدهار الذى يعيشه المجتمع الأمريكى وتبلغ فيه درجة الرفاهية فى السجون الأمريكية وما تضمنه من معاملة ما يتعدى رفاهية بعض الشعوب العربية ذاتها !
وأيضا التقرير التالى من معهد الدراسات الدولية حول المرأة ،ومقره مدريد ، وهو معهد عالمي معترف به ،
ونصه مترجما بالحرف كما يلي
( التقرير السنوي المسمى بـ قاموس المرأة ،وقد جاء فيه:
-
في عام 1980م: (1.553000) حالة إجهاض ، 30 % منها لدى نساءلم يتجاوزن العشرين عاماً من أعمارهن ، وقالت الشرطة: إن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك.
- وفي عام 1982 م: 80% من المتزوجات منذ 15 عاماً أصبحن مطلقات .
- في عام 1995م: 82 ألف جريمة اغتصاب ، 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء، بينما تقول الشرطة إن الرقم الحقيقي 35 ضعفاً
- 70% من الزوجات يعانين الضرب المبرح ، و4 آلاف يقتلن كل عام ضرباً على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن. 74% من العجائز الفقراء هم من النساء ، 85% من هؤلاء يعشن وحيدات دون أي معين أومساعد.
- ومن 1979م إلى 1985م: أجريت عمليات تعقيم للنساء اللواتي قدمن إلى أمريكا من أمريكا اللاتينية ، والنساء اللاتي أصولهن من الهنود الحمر ، وذلكدون علمهن.
- ومن عام 1980 إلى عام 1990م: كان بالولايات المتحدة ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء. وفي عام 1995م: بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتهاالإعلامية 2500 مليون دولار.
- وفي الولايات المتحدة فقط 1400 ملجأ للنساءالمضروبات ، أو الهاربات من أزواجهن ، وهن اللاتي لا يجدن ملجأ عند أهل أو أقارب . من 90ـ95% من ضحايا العنف العائلي في أمريكا هم من النساء. •
- ضرب الزوجات في أمريكا : انتشرت عادة ضرب الرجل زوجته في الغرب على المستويات الاجتماعيةوالثقافية ودون ضوابط ، وتقول الإحصاءات إن في أمريكا كل 15ثانية يضرب أحد الأزواجزوجته ضرباً مبرحاً .. ونشرت مجلة التايمز تحقيقاً حول حوادث الضرب التي تتعرض لهاالزوجات الأمريكيات ، فقالت إن من بين 2000 إلى 4000 زوجة تتعرض للضرب الذي يفضيإلى الموت .
- المقتولات في أمريكا من قبل أزواجهن أو أخلائهن : طبقاًلإحصائيات مكتب التحقيقات الفدرالي ، فإن30 % من ضحايا قتل الإناث بالولاياتالمتحدة الأمريكية في 1990م قد قتلن من قبل أزواجهن أو أخلائهن ، وقد بلغ ذلكتقريبا 3000 امرأة.
- 80% من الأمريكيات يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاما هي سبب الانحلال والعنف في الوقت الراهن ، 75% يشعرنبالقلق لانهيار القيم والتفسخ العائلي.
والأولاد. و 87% لو عادت عجلةالتاريخ للوراء إعتبرن المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة وقاومن اللواتي يرفعن شعاراتها.
- و42% من الأمريكيات يتعرضن لتحرشات جنسية في أماكن العمل والدراسة والمنتديات والشوارع.
- 6 ملايين امرأة تضرب في بيوتهن دون أن يبلغن الشرطة أو يذهبن إلى المستشفى، عشرات الآلاف دخلن المستشفياتللعلاج من إصابات تتراوح بين كدمات سوداء حول العين وكسور في العظام وحروق وجروح وطعن بالسكين وجروح الطلقات النارية وبين ضربات أخرى بالكراسي والقضبان المحماة .
- 20% من النساء اللاتي شملتهن الدراسة (دراسة عن النساء المغتصبات في أمريكا) اعترفن أنهن اغتصبن من قبل أصدقائهن. و24 امرأة جرى الاعتداء عليهن نهارافي إحدى حدائق نيويورك .
- دلت الإحصاءات الحديثة أن ربع طالبات المدارس الثانوية حبالى، وأن البكارة مفقودة البتة ، وفي مدينة (نفز) عاصمة (كولورادو) تبلغنسبة الحبالى من تلميذات المدارس الثانوية 48%. يقول القاضي لندرس: "إنه يسقط فيأمريكا مليون حمل ، على الأقل ، في كل سنة ، ويقتل آلاف الأطفال فور ولادتهم". وفيأمريكا مليون طفل يولدون سنويا من السفاح.
- 85% من الزيجات في الدول الغربية تنتهي بالطلاق.
- في دراسة باسم (جهنم شخصية) في مجلة تايم الأمريكية بالنسبة للطفل أو المرأة يعتبر البيت أشد خطرا من الشارع والعنف المنزلييسبب في سقوط ضحايا أكثر مما تسببه الأمراض أو حوادث الطريق . وحسب الإحصائياتالأمريكية: 80% من جرائم القتل هي جرائم عائلية ، و (24،500) جريمة عائلية في عام 1993م ، و 48 % من الجرائم مسرحها البيت .
- في تقرير نشر في أمريكا جاء فيه: إن واحداً من بين كل ستة أطفال في أمريكا يعاني من الفقر. وفي التقرير السنويلصندوق الدفاع عن الأطفال الأمريكيين والمسمى الكتاب الأخضر: أظهرت إحصاءات الحكومةعن الفقر لعام 1999م أن أكثر من 12 مليوناً من أطفال أمريكا يعيشون تحت خط الفقرعلى المستوى الاتحادي .
- يعتقد الخبراء مثل رايان ريني من المركز الوطني للادعاء الاعتداء على الأطفال أنّ عدد وفيات الأطفال سنويًا بسبب القسوة قد يصل إلى (5،000).
- في الولايات المتحدة في عام واحد (5600) طفل دخلوا المستشفى بسببضرب أمهاتهم العاملات لهم غالبهم تعرض لعاهات بسب الضرب .
- الأطفال الأمريكيون هم الأكثر عدوانية وانحرافا في سلوكهم يليهم أطفال إسرائيل . وهناك 6ملايين حالة ضرب شديد من قبل الوالدين في أمريكا ، 3 آلاف منهم يؤدي بهم الضرب إلى الموت . وهناك 12 مليون طفل أمريكي مشرد في ظروف غير صحية . وفي إحصائية أخرى تبينأنه يباع في أمريكا أكثر من (5000) طفل كل سنة . في عام 1990م اتخذ البرلمان الأوربي قراراً يدين الولايات المتحدة على قيام الأمريكيين ، على نطاق واسع ، بشراءالأطفال في الأحياء الفقيرة في هندوراس وغواتيمالا ، لاستخدام أعضائهم لزراعتها في أجسام أخرى.
- كشفت الأبحاث أن 80% من الأمريكيين يعتقدون أن القمار شكل من أشكال التسلية، بينما لا يخجل 60% منهم من المراهنة . وينفق الأمريكيون الآن على القمار 480بليون دولار بعد أن كانوا ينفقون عليه 22 بليون دولار عام 1976م .
- إدمان الكوكايين في أمريكا أو تجربته : أظهر استطلاع لوزارة الصحةالأمريكية أن مدمني الكوكايين في أمريكا بلغ عام 1985م 5.8 مليون شخص ، بعد أنكانوا 4.3 مليون عام 1983م، وفي الاستطلاع نفسه تبين أن 36.9 مليون أمريكي (أي 19% من حجم السكان) قد جربوا الماريجوانا أو الكوكايين أو مواد أخرى على الأقل مرةواحدة .
- الإنفاق على المخدرات في أمريكا وحدها يفوق إجمالي الإنتاج الوطني لأكثر من 80 بلداً من البلدان النامية كما تنتج شركات الخمور في أمريكا ما قيمتهأكثر من 24 ملياراً من الدولارات .
- في تقرير قام بإعداده فريق بحث مقره جامعة جون هبكنز في ميريلاند : Johns Hopkins بـ Maryland بالولايات المتحدة نشرته محطة CNN الإخبارية الأمريكية
عن انتشار ظاهرة تجارة الرقيق من النساء 120 ألفامرأة من أوروبا الشرقية (روسيا والدول الفقيرة التي حولها) يتم تهجيرهن إلى أوروباالغربية و لهذا الغرض الدنيء ، 15 ألف امرأة أو أكثر يتم إرسالهن إلى الولاياتالمتحدة الأمريكية وأغلبهن من المكسيك ، بـ 16 ألف دولار تباع المرأة القادمة مندول شرق آسيا بأمريكا ليتم استخدامها بعد ذلك في دور الفواحش والحانات.
- (5200) مدرس أمريكي يتعرض للضرب في الشهر الواحد . وهناك 21 مليون أمريكي لا يستطيع القراءة والكتابة . 270 ألف مسدس يحمله طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة .
- من بين كل عشرة أشخاص سبعة يعانون اضطرابات نفسية (من أمريكا). وتحولت 70% من مستشفيات أمريكا إلى مصحات عقلية ونفسية.
- تقع في الولايات المتحدة الأمريكية 50 ألف جريمة قتل في العام الواحد ، و30 ألف حالةانتحار ، وهذا الرقم الرسمي ، ولكن الرقم الحقيقي غير المسجل أكبر بكثير.
- بلغت حالات الوفاة بمرض الإيدز في أمريكا عام 1994م 25 ألف حالة وفاة . 1 إلى 3 منالمصابين لا يمانعون ، بل يقولون أنهم راغبون في نقل جرثومة الإيدز إلى أصدقائهم .
- انتقدت منظمة العفو الدولية النظام القضائي الأمريكي وقالت:
إنه يتسم بالعنصرية مشيرة إلى أن احتمالات الإعدام للسود أكبر منها للبيض . 60 مليون زنجي أزيلوا من أفريقيا عن طريق تجارة الرقيق الأمريكية ، 50 مليون توفوا قبل وصولهم إلى أمريكا . وهناك 627 ألف جريمة عنف عنصري في عام واحد 1993م بسبب التفرقة العنصرية مع السود .
- معدل الانتحار بين الشباب الأمريكي أكثر من معدلات الانتحارفي أوربا بعشرين ضعفا ومن اليابان بأربعين ضعفا ، (30000) عدد حوادث الانتحار فيالعام الواحد . وقد تجاوزت حالات الانتحار عام 1994م 31 ألف حالة
- في دراسة عينة من الشعب الأمريكي91% من الذين شملتهم الدراسة قالوا أن الكذب أصبح عادة وسلوكاً مألوفاً في حياتهم اليومية ، و20% اعترفوا أنهم ليس في استطاعتهم الصبر عنالكذب ولو يوماً واحداً ، 75% من الأمريكيين يعتقدون أنه لا حرج في الكذب .
- الأمريكان يقولون: 74% منهم لن يتردد في السرقة متى ما رأى أن الفرصة سانحة ، و 56% منهم يقولون لن أتردد في قيادة السيارة وأنا في حالة سكر ، و 53% يقولون لن أتردد في غش زوجي أو زوجتي ، و 41% يقولون سأستخدم المخدرات للترفيه عننفسي ، و 31% سأعرض حياة عشيقي أو عشيقتي لخطر الإصابة بالمرض الذي أعاني منه .)
هذا التقرير الرهيب والذى يتميز بأرقام رسمية صادرة من جهات وإعلام الولايات المتحدة ويقل فى الأصل عن المعدلات والأرقام الحقيقية
ألا يوضح لنا ببساطة مذهلة كيف أن غياب العقيدة والدافع الدينى التقليدى عن نفوسهم كان السبب فى غياب الخشية التى يكفلها الإسلام ومن ثم تحتجب عن المجتمع جرائم الشذوذ الانتحار والجرائم العنصرية وتجارة الرقيق التى هجرها العرب منذ قرون وتعود الآن لأكبر بلد صناعى فى العالم وأكثرها تقدما
وبالشكل المفجع والنسب الفاضحة التى زادت فى بعض الاحصائيات عن 80 % بمعنى أن الإنحلال والتفكك والإنتحار أصبح هو الأصل وخلاف ذلك هو الإستثناء بالإضافة إلى إرتفاع نسبة التخلف الاجتماعى والاعتداء على المرأة فى بلد حرية المرأة التى تنادون بها لدرجة تجاوزت البلدان النامية فى ممارسة الضرب والسرقة ونقل الفيروسات المتعمد للأصدقاء وانحراف الأبناء نيجة لمعاملة وحشية من الأمهات وتفشي ظاهرة هواية القتل والتعذيب بين أفراد العامة !!
إضافة الى الأهم وهو وجود 21 مليون أمريكى لا يجيدون القراءة والكتابة ووجود 12 مليون طفل مشرد .. ونسبة 19 % من حجم السكان أدمنوا وتعاطوا الكوكايين أبشع أنواع المخدرات على الإطلاق كما أشار صلب التقرير
فأين هى الحضارة الأمريكية التى سنشعر نحوها بعقدة النقص يا ترى ؟!
ونتابع الى التقاير الأوربية
وهذا تقرير إعلامى " متوافر بجميع شبكات الأخبار "عن نسب الإنتحار وتوزيعها فى العالم نجد فيه ما يلي
( دون 6.5 : وتضم هذه المجموعة دولتين اوروبيين ـ البرتغال واليونان) ـ اضافة الى جل دول أمريكا اللاتينية وبعض دول الشرق الأوسط فهي تبلغ 3.5 بالبحرين ( 1988 ) و3.6 باليونان ( 2004 ) و3.8 بالمكسيك (2004 ) و 5.1 بالبرتغال و6 بإسرائيل ( 1999 ).
• بين 6.5 و13 : وتضم دول أمريكا الشمالية وبعض الدول الأوروبية ( إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا والنرويج... ) والآسيوية ( الهند ) .
*اكبر من 13: وتضم جل دول أوروبا وآسيا فهي تقدر بـ17.5 بفرنسا ( 2004 ) و19 بسويسرا ولكسمبورغ والنمسا ( 2002 ) و21 ببلجيكا ( 1997 ) وفنلندا ( 2002 ) و25.5 باليابان 2004)
يمكن من خلال الارقام المُتوفرة احداث ، مجموعة خامسة، صلب المجموعة الرابعة تضم الدول التي تعرف نسب انتحار مُرتفعة جدا وهي دول أوروبا الوسطى والشرقية والتي تُسَجِّلُ، منذ التسعينات، أعلى نسب انتحار في العالم اذ تبلغ نسبة الانتحار 27.3 باستونيا ( 2002 ) و28 بكل من كازاخستان ولاتفيا ( 2002 ) و29.6 بأوكرانيا ( 2000 ) و33.2 ببلاروسيا (2001 ) و38.7 بروسيا ( 2002 ) لتصل الي 40 بالمجر و 44.7 بلتوانيا ( 2002 ).
و تؤكد الإحصائيات الأخيرة تواصل ارتفاع هذه النسب « المُفْزعة » في هذه البلدان وخاصة لدى الرجال [5]. .....
وتنفرد لتوانيا سنة 2004 ، بنسبة 51.6، بالمرتبة الأولى عالميا من حيث ارتفاع نسبة الانتحار لديها مُتقدمة على روسيا وبلاروسيا واستونيا وكازاخستان ولتفيا، وبذلك تحتل دول من الاتحاد السوفياتي السابق المراتب الست الأولى .
تبلغ مُعدلات نسب الانتحار في العالم فيما يتعلق بالخمس السنوات الممتدة من 1996الى 2000 ، أعلى مستوى لها في روسيا ثم في بعض دول ما كان يُعرف بالاتحاد السوفياتي وتليها المجر فسلوفينيا[ 6 ........ )
ومن تلك التقارير هل يتفضل المتبجحون بيان الأسباب الحقيقية من وجهة نظرهم لتفسخ وانحلال تلك المجتمعات بالرغم من التقدم والحضارة التى يرونها ؟! وبالرغم من التخلف العلمى والتكنولوجى الذى يحكمنا ؟!
وهل يتفضل السيد خالد منتصر الداعى إلى تحرير العقل ورغباته أمام الحياة وامتثال المثل العليا فى الغرب بإجابتنا عن سؤال بسيط ..
هل هذا هو الغرب الذى يدعونا لاتباع أسلوبه ؟!
وهل يتفضل بتبرير انتهاء الرغبة فى تكوين أسرة لدى الغالبية العظمى من الشباب الأوربي
وهل لها سبب آخر بخلاف أن الشاب الغربي فى سن السادسة عشرة يكون قد اكتفي من شهوة النساء بعد أن مارسها عشرات المرات فيلجأ للشذوذ بحثا عن متعة جديدة عقب انتهاء المتعة الحسية بممارستها المبتذلة .. وغير أن توفر تفريغ تلك الشهوات يمثل الدافع الأصلي للبعد عن طريق تكوين الأسرة لانعدام الرغبة الطبيعة والفطرة التى قتلها قبل أوانها بالفوضي لا بالحرية فلا يجد بدا من الإنتحار لانتهاء الرغبة فى الحياة من الأصل
وقبل أن يحتج بأن على المسلمين البحث خلف أسباب التميز لا الإنحلال فمن الواجب أن نقول له أن دعوتك كانت ولا زالت واضحة بترك الثوابت الدينية الاسلامية التى تقوم عليها المجتمعات الاسلامية وتقيد فيها فوضي الانحلال الغربي فلم نسمعك إلا داعيا لترك القرآن وحصره فى سبل التعبد وفقط وترك الحجاب والسخرية منه وترك الفقهاء والإقلال منهم وما إلى ذلك ؟!
وداعيا قويا لترك مواريث القدماء ـ على حد تعبيرك ـ فى تقنين العلاقات الجنسية وفتح المجال للتحرر من الكبت الذى يؤدى الى أسوأ الآثار .. باعتبار أن تلك الأمور تمثل العائق الحقيقي أمام مماثلتنا للغرب الذى نحقد عليه كما تزعم
ولسنا بحاجة الى التطويل فى تلك النقطة فأمامنا النسب التى تشي بأثر هذا التحلل الجنسي وتكفينى كلمة الدكتور مصطفي محمود والتى تصدى فيها لتلك الدعوات المغرضة قائلا " ومن قال ان هذا سيدفعنا للتحرر من الكبت بل على العكس سيجعلنا مماثلين للغرب ولا يجد الواحد منا بفتح قمم الشهوة إلا الجلوس كقرود الجبلاية لا هم له إلا العناية بعضوه التناسلي ! "
وقبل أن تحتج بأن تلك الأمور المنتقدة بالغرب يجب ألا ننظر إليها على أنها القاعدة دعنى أذكرك بالتقارير الماثلة ونسبها الغالبة والموضحة بأن التفسخ الغربي هو القاعدة الحاكمة لا الإستثناء
وهذا هو الرد على ما اتهمت به المسلمين من عقدة نقص تراها فى مخيلتك فقط
ونأتى الآن لتناول الاعجاز العلمى الذى تنكر وجوده وتظنه مكتشفا جديدا وتدعو لترك هذا الهراء باعتبار أن القرآن شيئ والعلم شيئ آخر تماما ومن العبث الربط بين كتاب يدعو للاخلاق وبين علوم عصرية لا يناسبها النظر للخلف أربعة عشر قرنا
ثانيا / المرتابين من المنافقين .. ومتخذى آيات الله هزوا
يقدم العلمانيون العرب أنفسهم على أنهم من العقلانيين الذين يتزيون بزى الواقع داعين الناس إلى هجر العقائد إلا فيما يخص مجالها الوحيد وهو العبادات المفترضة لكل عقيدة .. على اعتبار إن التمسك بتدخل الدين فى كل كبيرة وصغيرة أمرٌ لم يعد يناسب التقدم التكنولوجى والفكرى للإنسان وهذا بالطبع يتضح من كتاباتهم التى تصر وتردد على أنهم مسلمون ومؤمنون ولكنهم توصلوا لحقيقة دور الانسان فى الأرض وهو الدور الذى يجب عدم تهميشه وإهماله بالتمسك بالنصوص الدينية على حساب العقل
ويدعون إلى ترك القرآن لمجاله المفترض لأنه لم ينزل إلا ككتاب أخلاق وعبادة ومبادئ تشريعية عامة ويرون فى نظريات الإعجاز ومشاعل الهداية التنوير محض خرافات تمسك بها القدماء بما ناسب فطرتهم وعصرهم البدائي .. أما الآن فى عصر اختراق الآفاق وشبكات الانترنت وبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة فلا مجال للقول بمثل ذلك لكى يتفوق العرب ويستعيدون ريادتهم .. !
وكم هو تناقض صارخ إقرارهم للعرب بريادة سابقة فى ظل الإسلام والفكر الإسلامى وبين دعوتهم الغريبة التى تدمغ العصور السالفة بطابع الخرافة والوهم وقد بينا هذا بإيجاز فيما سبق .. وانطبق عليهم قول الله تعالى
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ).
بالفعل كما يقول الله عز وجل فى الآية الكريمة السابقة ..
وهى تتحدث عن أكثر الناس خسرانا بأعمالهم وهم الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!
فأن تكون كافرا بنعمة الله .. فهذا أمرٌ يمكن قبوله بالرغم من شذوذه ..
أما أن تكفر بآيات الله وأنت تزعم الإيمان به فهذا هو الأمر الذى لا يمكن تفسيره أبدا إلا مع آيات القرآن الكريم والتى أخبرنا فيها الخالق الحكيم أن البشر هم أجهل الخلق وأشدهم كبرا ويكفي أنهم حملوا الأمانة التى رفضتها السموات والأرض من ثقلها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ..
فمع الكبر يدفع الانسان ثمنا باهظا مقابل لا شيئ ..
وإن المرء لتأخذه الدهشة من مسلم موحد يدفعه غروره إلى الإعتماد على عقله وحده دون مرجعية الخالق التى هداه الله إليها بالفعل .. فيكون الضلال الأكيد بطبيعة الحال بعد أن تنازل المرء طواعية عن مرجع جاهز وبه دلائل الحيرة كاملة فتركه الإنسان عامدا عن جهل وخفة عقل ليمضي فى ركاب الضالين الباحثين عن مبرر لوجود الكون دون خالق
وأين هم بكل ثقافاتهم الغربية مما توصل إليه الغرب نفسه ومثَـل انتصارا ساحقا للعقيدة الموحِدة .. فقد ظهرت الدعوات المختلفة من علماء ومفكرى أوربا أنهم حضارة تعيش بنصف مخ فقط .. لأن النصف الأيسر هو المسئول عن الأمور المادية كالكلام والحركات أما النصف الأيمن فهو للعقيدة والتأمل والأمور الفنية ..
وهذا النداء الذى اكتسح العالم الغربي بأكمله لم يقتصر على كونه نداء وفقط بل قامت عشرات الدول المتقدمة بإعادة النظر فى مناهجها التربوية والتعليمية لإعادة تأهيل الأطفال الذين أفسدت عقولهم طرق التعليم المادية البحتة إضافة إلى ظهور عشرات الأحزاب والمنظمات الداعية إلى هجر العالم الأسمنتى واللجوء والعودة الى الطبيعة وقارن المنادون بهذا من الغرب بما عليه حالة الحضارات الشرقية كالإسلامية والصينية وكيف أنها رغم الصعوبات والتخلف التكنولوجى الا أن الطبيعة الإنسانية فيها لم تفسد إلى الدرجة الدنيا التى وصل اليها الغرب فخلقت أجيالا مشوهة نصفها يتمزق نفسيا وينتهى للإنتحار والنصف الآخر يصبح مليئا بالطباع العدوانية حتى فى سن البراءة " راجع التقرير الأمريكى الذى يوضح أن هناك 270 ألف طفل فى السن المتوسطة يحملون الأسلحة النارية "
فهل ينادى هؤلاء بنداءات تراجع عنها أصحابها أنفسهم ؟!
تماما كما فعل الماركسيون العرب عندما تشبثوا بالماركسية وهى الحزب الساقط فى بلاده وبعد أن فتك رعايا الشيوعية الروسية بجثمان " لينين " المحفوظ فى ساحة الكريملين بموسكوا إنتقاما من مذهبه الذى ضيع أمة بأكملها ..
وهل يريدون للعالم الإسلامى الغرق من جديد فى موجة تبعية للحضارة الغربية بعد مائة عام من تلك التبعية فتارة شيوعية وتارة علمانية ورأسمالية حتى وصلت الأوطان العربية إلى درجة التشوه المطلق فلا هى أصبحت تعيش بالنصف الأيسر كالغرب ولا ظلت كما هى بالنصف الأيمن ولولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ما تمكنت البلاد الإسلامية من إدراك البقية الباقية منها
لكنه الكبر ..
ومع الكبر لا يستنكف الإنسان أن يرد فضل ما فيه من نعمة أو موهبة إلى غيره من البشر فيفخر بكونه تلميذا نجيبا للعلامة فلان أو طالبا أثيرا لدى العبقري علان ويراها اعتزازا وفخرا ..
بينما لا تدعوه البصيرة إلى رد الفضل فى كل شيئ وأى شيئ للخالق الحكيم مع أن الفخر باصطفاء الخالق أشد وأعز ألف مرة من الفخر بغيره .. ورد الفضل إلى الله يزيد الإنسان فخرا بأشد مما لو كان الفضل لنفسه هو .. أوليس فخرا أن يكون الخالق نفسه عز وجل قد اصطفاك بموهبة من عنده ؟!
وكم صدق الله العظيم فى حديثه القدسي الذى يقول فيما معناه
" أنا والإنس والجن فى نبأ عظيم .. أخلق ويـُعبد غيري وأرزق ويُـحمد غيري "
وكم هى حارقة على قلب المسلم كلمات الله عز وجل عندما يتأمل قوله تعالى
" ماذا يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم "
نعم ما الذى يزيد الله تعالى بملكه لو أعطى أو منع .. لو عذب أو غفر .. لكنه الكبر البشري المعهود
ومع الكبر يعلن المنافق أنه مسلم وظهر بزى المسلمين الغيورين على الإسلام من الخرافة .. فإذا به ـ وهو يحسب نفسه محسنٌ صنعا ـ يدمغ القرآن الكريم بطابع الخرافة زاعما أنه يدافع عنه ضد ضلالات الزاعمين بإعجازه .. فيحق عليه وعد الله تعالى فتغلق بصيرته بارتيابه ويحرم الإيمان حتى يرد على الله عز وجل يوم أن يسأل كل قلم عما كتب
والأزمة الكبري ..
أن المتشككين فى إعجاز القرآن الداعين إلى غلق الكتاب الكريم عن تفسيرات الإعجاز غافلون عن حقائق العقيدة الثابتة منذ أيام رسول الله عليه الصلاة والسلام وأبرزها قوله الذى رواه على بن أبي طالب رض الله عنه أنه قال
" ألا إنها ستكون فتنة ، فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟
قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم . هو الذي لا يزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم . "
أين هم من وعد وتنبيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن القرآن لا يشبع منه العلماء .. والأهم أنه لم يحدد علما ولم يقصر فهما بل عممه وهو الرسول الكريم الذى أوتى جوامع الكلم ..
وأين هم من قوله عليه الصلاة والسلام " لا تنقضي عجائبه " وبالفعل صدقنا الله ورسوله وعده فبرزت الآيات ولا زالت تبرز لكنها صُرفت عن عمى البصائر كما قرر الخالق سبحانه بحكمته
صرفت الآيات رغم جلاء الوضوح عن أولئك الزاعمين بالدفاع عن العقدة وعن كتاب الله .. فان ناصحتهم قالوا بأنهم حيري يتسائلون وليس عليهم جناح فيما يتشككون ..
وبالتالى فأنى لهم التوبة وهم غافلون عما ارتكبوه .. وأين هم من قول الله تعالى فيهم
" كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب .. " ........... "
ويقول تعالى عن كل شرك
( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
لقد غفل المتشككون عن أن ما يثيرونه من ضجة الشكوك مردود عليهم زيادة فى التضليل وإلا فكيف غفلوا عن آيات الله التى تتوعد كل مسرف مرتاب يجادل فى آيات الله ومعجزاته بغير علم أو إدراك أو مطالعة وتأخذه النفس بهواية الجدل فيظن بنفسه السؤال وما أبعد ما قالوه عن السؤال وما أقربه من التشكك والريبة فى ما أنزل الله تعالى وهو القائل
﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾
ولم يقل نزلناه عليك تبيانا للأخلاق وحدها أو للعقائد وحدها أو للعبادات بل قال جازما أنه تبيان لكل شيئ فسبحان الله عما يشركون !
ومع أن آيات الله أشد صراحة فى وضوحها من شمس النهار ومع أن آيات الذكر الحكيم تراها منبئة مخبرة عنهم تحديدا إلا أن إلاعجاز القرآنى يتحقق بوقوع غفلة هؤلاء عن معناها وإشاراتها وانظروا معى قوله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ )
فهل حسبها هؤلاء أنها آية نزلت فى الكافرين أو المشركين ..
الآية تقرر في وضوح أنها وعيد لمن " لا يؤمن بآيات الله " ولم يقل " من لا يؤمن بالله " فى هذا الموضع لأن من لا يؤمنون بالله لهم مواضع أخرى ويأتى الإستطراد شارحا أن هؤلاء تغلق فى وجوههم طرق الهداية جزاء ما جادلوا وأنكروا وافتروا الكذب على آياته سبحانه
وكما أوضحنا سلفا أن السؤال الذى يأتى متشككا ومنتظرا لنتيجة البحث حول صدق الآية أو صدق العلم القائل بغيرقولها هو متشكك ومرتاب طالما جال بخاطره أن الله تعالى وهو الأعز الأحكم من الممكن أن يحتوى كتابه المحفوظ آية واحدة تشير إلى ضدها حقائق علمية ثابتة .. فالسؤال يجب أن يكون بالإعتزاز والإيمان المسبق بالصدق المطلق للقرآن الكريم وإلا كان الإرتياب والضلال
وفى صلب قضية إنكار الإعجاز العلمى للقرآن والسخرية التى رأيناها فى مقالات المستهزئين بوجوده أو أولئك المعتزين بتلك الشكوك المدافعين عنها والمناقشين إياها بلهجة الواعى البصير المدرك لما لم يدركه سواه من تعارض القرآن مع الحقائق العلمية .. نرى القرآن الكريم متوعدا بجزائهم من الله بوعيد رهيب جزاء هذا الإستهزاء
يقول تعالى
(ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم .. وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) .......
فهنا ومن خلال مخاطبة الآية الكريمة للأفاكين الآثمين نجدها لم تشر إليهم على أنهم من غير المسلمين وحصرت فيهم الوعيد بل أشارت لصفتهم التى من الممكن توافرها فى المغيَب من المسلمين وهى الإفك والإثم التى يلحق بالمنافقين .. وتتناول الآية الكريمة فى إعجازية تعبير هائلة متنبأة ومنبئة أن " آيات الله " القرآن " والواردة بالآية الأولى سيسمعها المصرون المستكبرون وهى تتحدث وتخبر عن " آياتى " معجزات الله ـ والتى وردت فى الآية التالية مباشرة مشيرة إلى المعجزات بخلاف الأولى " آيات الله " التى وردت مقترنة بلفظ السمع ومن ثم أتت معبرة عن القرآن العزيز
فسبحان الله فى دقة التعبير وإعجازية التبليغ وكان الآية تتحدث عن زماننا الحالى شارحة إنكار البعض لإعجازية القرآن المقترنة بآيات الله فى الخلق متناولينها بالسخرية والإستهزاء حيث تتوعدهم بالعذاب المهين .. واستخدم عز وجل لفظ العذاب المهين ولم يقل لفظ العذاب الشديد فى إشارة تخصيص إلى نوعية العقاب المناسب لنوعية الجريمة فمن أخذته العزة بالإثم لإنكار عزة كلمات الله .. كان حقا على الله أن يُـورده المهانة والمذلة ويجعله عبرةً فى السخرية بين أهل النار أنفسهم
هؤلاء المغيبين مع اعترافهم الغريب بقدرة الله عز وجل , لنا أن نتساءل بوافر الدهشة , أين هم من آية كريمة وردت فى قلب القرآن الكريم تكفي وحدها ـ وعلى مدى الزمن ـ لإثبات إعجازية القرآن العلمية بالتحديد ووضوحها لا يحتاج مفسرا أو قارئا
يقول الله عز وجل
( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
والآية صريحة فى تعهد الله عز وجل بأن يرينا آياته فى الآفاق " تعبير شامل وجامع " وفى أنفسنا " تعبير شامل أيضا لأنه لم يقل بأجسادنا " والآيات بمعنى المعجزات وهى الشيئ الخارق الذى سيقف أمامه البشر مأخوذين بقدرة الله تعالى فى الكشوف التى سيمكنهم اكتشافها فى قادم الأيام حتى قيام الساعة .. فضلا على أن لفظ " سنريهم " ممتد حتى قيام الساعة وهو ما يتحقق فعليا
والآية فى حد ذاتها بالغة الدقة ..
لأنها تشير إلى أن المعجزات ستتوالى فى الآفاق وفى أنفسنا إلى يوم الدين .. وقد يقول قائل كيف يتوافر لفظ المعجزة فى كشف علمى تحقق وظهر بالفعل ..
والرد بالغ البساطة لأن الكشوف ذاتها لن تتوقف قط .. وسيتابع الإنسان فى مطلق حياته تلك المعجزات والآيات التى وعد بها سبحانه بالإضافة إلى بقاء وصف المعجزة قائما فى ذات الكشف لإستحالة محاكاته من ناحية وتوالى اكتشافات المزيد من طبيعة تلك المعجزات على مدار الزمن ..
ولست فى حاجة للتدليل على تلك الحقائق ..
فما زادت الكلية البشرية معجزة علمية عجز العلماء عن محاكاة قدرتها بجهاز الكلى الصناعى البالغ الضخامة ولو غضضنا الطرف عن ضخامته فلا وجود للمقارنة بين كفاءة كل منهما فى أداء وظيفته وهذا مسحوب بالطبع على كافة أعضاء الجسم ولا زال المخ البشري أعقد لغز طبي وعلمى وقف فى وجه الإدراك البشري بالرغم من تتابع عشرات الآلاف من البحوث والتجارب لرصد فعالياته وكما قال الأستاذ الدكتور خيري السمرة بروفيسور وخبير جراحة المخ والأعصاب العالمى والذى جاءته العالمية فى بلده مصر دون لحظة اغتراب واحدة .. قال فى هذا الشأن
" إن العلم توصل إلى كنه وتركيب كل جزء فى مخ الإنسان فيما عدا منطقتى الجسم الصنوبري والفص الأمامى للمخ وبالرغم من ذلك فما زلنا حتى تلك اللحظة نعرف عن وظائف المخ وآلية عمله وقواعدها ما لا يزيد عن 1 % فضلا عن غياب كامل العلم عن مصدر التفكير والأحلام والذاكرة والقدرات فوق الطبيعية وما إلى ذلك "
وما لم يدركه العالم الكبير خيري السمرة والذى توفي فى نهاية القرن الماضي أن العلماء ببحوثهم الأخيرة والتى تطورت بشكل فائق وبخطوات متسارعة قد أعلنت بشكل قاطع أن المخ البشري كلما ازداد العلم به تقدما زاد الجهل به تأخرا !!
وهذا هو تفسير القول السابق الاشارة اليه من أن آية الله الواحدة تظل معجزة حتى نهاية العمر بما يكتشف فيها العلماء كلما أوغلوا فى دراستها وكذلك لأنها تستحيل على المحاكاة مهما بلغ التقدم العلمى فى هذا الشأن
فمع كل كشف جديد فى مجال فسيولوجيا المخ البشري تقل نسبة الإدراك للغموض الجديد الذى تَـكَشف عن نسبة الواحد بالمئة التى ظن العلماء قديما أنهم بلغوها
فقد تأسس علم فسيولوجيا المخ ودراسته بالتعمق على يد طبيب روسي عبقري هو البروفيسور " بافلوف " وهو الذى تمكن من إرساء قواعد هذا العلم وأفرد له التخصص اللازم وتوصل إلى كافة ما صار معترفا به من جامعات العالم واستمرت معارفه تلك إلى نهاية القرن العشرين وثبتت صحتها فيما عدا المعلومات التى كانت تقول بالحقائق التالية
أن الخلية العصبية لا يمكن تعويضها وأنها أصغر وحدة بنائية فى المخ ـ الأعصاب المقطوعة غير قابلة للوصل ـ عمل المخ أشبه بسنترال آلى يتلقي الاشارات ويتبعها برد الفعل السريع مباشرة .. أى أن عمل المخ واتصالاته يقتصر على أخذ رد الفعل وفقط ـ
فقد جاء العالم الروسي " أنوكى " أكبر متخصص حاليا فى مجال فيسيولوجيا المخ وتلميذ البروفيسور بافلوف .. ليغير تلك الحقائق التى تراجع عنها الطب بعد أثبتت تجارب أنوكى أن تلك الحقائق والنظريات ما هى وسيلة تبسيط واختصار مخلة للغاية بقيمة المخ كجهاز معجز لا زالت ألغازه تتفتح لتزيده غموضا .. وتوصل أنوكى بالتجارب إلى الحقائق الذهلة التالية
• عدد الخلايا العصبية بالمخ يتراوح ما بين ( 10ـ 15 ) مليار خلية عصبية بالغة الدقة تسمى " النيورون " وتبلغ من الصغر درجة يمكن معها تجميع 250 خلية عصبية على رأس دبوس وهذا أمر معروف مسبقاأما الجديد المذهل فهى أن الخلية العصبية قابلة للتجديد كما أنها لا تمثل أصغر وحدة فى المخ بل يحيط بكل خلية عصبية عدد من الخليات المعاونة أطلق عليها أنوكى اسم " خلايا الضمير " ـ ولاحظوا أن التسمية أتت من عالم ملحد ـ وظيفة هذه الخلايا مساعدة الخلية العصبية على استقبال الإشارات العصبية وتنسيق رد الفعل عليها حسب أهميتها وهو ما لم يكن معروفا من قبل حيث كان بافلوف يظن أن المخ هو مركز إصدار الإشارات برد الفعل فاتضح أن كل خلية تعم كمخ مستقل بمعاونة خلايا الضمير !
وكمثال للايضاح ..
فإن الإنسان عندما يتعرض للألم مثلا فى كفه نتيجة إصابة فالإشارة التى تصل للخلية المساعدة تحمل أمر هذا الألم واقتراح بالتخلص منه بينما تقوم خلية أخرى بدراسة الظرف المحيط به واقتراح رد الفعل المناسب وتكون مهمة الخلية العصبية الإختيار بين هذه الخيارات وتحديد رد فعل واحد منها ولذا نجد أن الإنسان المتعرض لإصابة من مصدر مشتعل مثلا قد لا يبعد يده كما هو متوقع نتيجة لإنشغال يده المصابة بأمر أهم من إبعادها عن مصدر الإشتعال كما لو أنه كان يحمل طفلا ويخشي عليه فدفعه هذا للتحمل أو أن مصدر الإصابة أتى من إناء تسخين مملوء بماء ساخن وأمسك بها الإنسان ورغم ذلك تحمل الألم ولم يلقها لإدراكه أن الماء الساخن إذا وقع من الإناء تسبب فى زيادة حجم اصابته مما يدفعه لتحمل الألم ووضع الإناء الساخن بهدوء
أيضا عندما يتعرض الإنسان لإغراء ما يخالف معتقداته فَـيَـهُم بالإستجابة له تبعا للغريزة ثم يتراجع عنه بفعل العقيدة تكون خلايا الضمير هنا قد رفعت تقارير مختلفة كل منها يحمل اقتراحا معينا مختفا عن الآخر وتكون مهمة الخلية العصبية إنتقاء الصواب وفعله
وهذه الحركة البسيطة من رد الفعل على إمساك الإنسان بإناء ساخن أو التراجع عن الإستجابة لشهوة تكون نتيجة لملايين الاتصالات المتبادلة بين جزء الجلد المصاب أو مركز الرؤية وبين الخلايا المعاونة والتى بدورها ترفع تقارير منفصلة إلى الخلية العصبية التى تنتقي رد الفعل الصحيح من ملايين الإختيارات وكل هذا يجيئ فى زمن بالغ الضآلة لا يتجاوز 1/ 100 من الثانية أو أقل !
كان بافلوف يظن أن ردود الأفعال هى وظيفة المخ بينما اتضح أن وظائف المخ أعمق من هذا بكثير عندما تتحد الخلايا العصبية وتعمل بمجموع قدراتها .. حيث تكون وظيفة الخلايا العصبية المنفردة هى ردود الأفعال ودراستها بشكل مستقل وذلك تبعا لما اكتشفه البروفيسور أنوكى من أن الخلية العصبية الواحدة لها إمكانية اتصال خرافية تبلغ " 10 أس 28 " اتصال فى الثانية الواحدة !
وهى إمكانية مذهلة لا تستخدمها الخلية فعليا وإن كانت قادرة على إجراء هذا العدد من العمليات بالفعل ..
أما الشيئ الخارق فعلا فهو إمكانية الإتصال لدى المخ بكامل خلاياه فى الثانية الواحدة وهو الرقم الذى حدده البروفيسور أنوكى وأثبته وسط ذهول الدوائر العلمية حيث يبلغ عدد الإتصالات التى يمكن للمخ البشري أن يجريها بطاقته القصوى هو حاصل ضرب إمكانية إتصال الخلية الواحدة فى مجموع الخلايا الذى يتراوح ما بين " 10 ـ 15 " مليار خلية
لتكون النتيجة كالتالى
رقم 10 وعلى يمينه أصفار مرصوصة بطول 9 مليون كيلومتر !! وهذا الرقم البالغ الغرابة المستحيل نطقه هو إمكانية الإتصالات التى يمكن للمخ إجراؤها فى ثانية واحدة فقط ..
أما ما يجريه المخ فعليا من اتصالات فى الأحوال العادية المستقرة بالإنسان فى الثانية الواحدة فهو عدد اتصالات يبلغ مائة مرة قدر الإتصالات التى تجرى على الكرة الأرضية بكل أجهزتها واتصالاتها السلكية والبرقية والإليكترونية وأقمارها الصناعية .. وهو رقم متواضع إذا علمنا أن وظيفة المخ فى الرقابة تشمل بالمتابعة المستقلة كل خلية فى كامل جسم الإنسان حيث يتحكم المخ فى نشاط كل منها فى كل ثانية وتقوم كل خلية بممارسة وظيفتها بناء على الأوامر الصادرة إليها من مركز السيطرة !
• تبلغ سعة الذاكرة البشرية بعد الأبحاث الحديثة التى تعمقت بشكل بالغ فى الوظائف المخية واكتشفت أن الإنسان العادى لديه ذاكرة حديدية بسعة استيعاب خرافية تمكنهُ ـ لو أراد ـ من استيعاب كراسة معلومات من مائة صفحة على الأقل كل ثانية ليبلغ متوسط قدرة الإنسان على الحفظ فى متوسط عمر يبلغ 90 عاما من أن يستعيد وبدقة مطلقة ما مقداره 3000 مليون كراسة معلومات .. !
• لا وجود للنسيان فى المخ البشري حيث تستطيع الذاكرة البشرية استعادة أى مشهد وأى معلومة فى أى وقت من العمر بشرط هام تحدث عنه البروفيسور أنوكى وهو الصفاء الذهنى الكامل مقرونا بالهدوء الروحى التام .. لأن المخ لا يستطيع الإستجابة لعشرات الأوامر التى تصدر إليه فى وقت واحد ولكنه يجيب على كل إتصال أو رغبة على حسب أهميتها التى ترفع إليه من تقارير خلايا الضمير السابق الإشارة إليها ويهمل الباقي ..
ولذلك تمكن محترفو التنويم المغناطيسي وهم من الروس أيضا من دفع شخص خضع للتجربة العملية إلى أن يتذكر ويرسم صفحة كاملة مكتوبة بلغة غير لغته بعد أن ألقي عليها نظرة واحدة فقط وهى التجربة التى فسرتها اكتشافات أنوكى لأن التنويم المغناطيسي يبلغ بالانسان درجة فائقة من الإسترخاء وعدم التركيز إلا فيما يطلب منه .. وهذا أيضا ما يفسر عمليا ما توارده التاريخ الاسلامى من سعة ذاكرة واستيعاب الأئمة القدامى حيث كان الواحد منهم يتبحر فى سبعة أو عشرة علوم يجيدها كلها ويتدارسها ..
وكان الإمام الشافعى رضي الله عنه يحفظ صفحة الكتاب بمجد نظرة واحدة حتى أنه كان يخفي الصفحة المقابلة لكى لا يحفظها قبل الصفحة السابقة لها ! نظرا للإطمئنان الخرافي الذى كان يبعثه الإيمان فى قلوبهم ويدفعهم إلى تركيز قدراتهم فيما هم بصدده فقط مما يخرج بالمخ إلى آفاق وقدرات خرافية تجعله ينفصل عن المكان والزمان ولا يشعر إلا بما تحت يده .. ويروى التاريخ الإسلامى أيضا كيف أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان يصلي فى الحرم أثناء اشتداد المعارك بينه وبين جيش الأمويين بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي والذى قام بضرب الحرم المكى بالمنجنيق .. ومرت واحدة من قذائف المنجنيق بين لحية عبد الله بن الزبير وبين كفيه المعقودين أمام صدره فى صلاته فلم يهتز أو يغير وقفته أو يقطع صلاته لحظة واحدة !
• وصلت بحوث أنوكى واكشافاته الى قدرات جديدة للمخ البشري فسرت الكثير من الظواهر الخارقة التى تسجلها الموسوعات المختلفة بالذات لفقراء الهنود الذين تمكنوا من التحكم فى الألم الطبيعى ومنعه وفى اخضاع أنشطة الجسم اللارادية للارادة فسجلت لهم التجارب قدرتهم على خفض ضغط الدم والحرارة والوصول بنضات القلب لحدها الأدنى بمجرد الارادة !حيث اكتشفت معامل العلماء قدرات أطلقت عليها اسم " الفيت باك " والبيو فيت باك " ..
1. الفيت باك فهى المواد الكيماوية التى يقوم المخ بتركيبها وتخليقها ذاتيا ويبلغ عددها مائة مادة لم يتمكن العلماء إلا من كشف طبيعة 12 مادة فقط منهم
وأذهلتهم وظائف تلك المواد التى أثبتت أن المخ البشري به صيدلية ذاتية فائقة القدرة على تخليق الكيماويات ومن هذه المواد الإندورفين والإنكفرين وهى مواد مخدرة تبلغ قوتها التخديرية مائة مرة قدر المورفين مع العلم بأن المورفين يتيح للانسان عدم الشعور بالألم نهائيا حتى لو تقطعت أوصاله ..
واكتشاف تلك المواد الذاتية القدرة فى المخ هو الذى فسر العديد من حالات المغص الكلوى الحاد التى فاجأت بعض المرضي فى ظروف قاسية بعيدة عن أى نوع من الإسعافات ومع ذلك فقد نجا هؤلاء من تلك النوبات وسكن الألم ذاتيا ..
والتفسير العلمى لهذا أن المخ لا يبادر مطلقا بتركيب مواد الأندورفين والإنكفرين إلا فى حالة عجز الإنسان عن إدراك العلاج والتسكين بوسيلة خارجية .. هنا يتدخل المخ لانقاذ الموقف ويفرز المواد تلقائيا ..
ومن تلك المواد أيضا الأستيل كولين المنشطة للذاكرة وغيابها يسبب الزهايمر فى آخر العمر بالتحديد لأن إفراز تك المادة يقل بقلة النشاط .. ولذلك انتشرت حالات الزهايمر في الفئة المحالة للتقاعد
ومادة الدوبامين المسئولة عن الإتزان وقد كان اكتشاف تلك المادة بالذات فتحا علميا جديدا فى علاج مرض مستعصي وهو " مرض باركنسون " والمعروف باسم " الشلل الرعاش " حيث تم اختبار تلك المادة على مريض وكانت النتيجة قياسية وسريعة فى تمكنه الفورى من استعادة سيطرته على عضلاته لمدة معينة من الوقت ولذلك كان العلاج الوحيد الذى جري به العمل الآن هو زرع خلايا مخ مسئولة عن إفراز الدوبامين فى المخ ويتم أخذها من الغدة الكظرية " فوق الكلوية " وهى تلك الغدة الوحيدة بالجسم التى تحتوى خلايا عصبية ومخية ومسئولة عن إفراز مادة " الأدرينالين " التى اكتشفها العلماء منذ زمن بعيد وهى مسئولة عن تنشيط قدرات الإنسان حال الشعور بالخطر فتصل بقدراته إلى معدلات مستحيلة
2. البيو فيت باك .. وهى ما توصلت اليه الأبحاث من أن المخ البشري لأى انسان قادر بالتركيز والصفاء الروحى على التحكم الكامل فى الوظائف اللاإرادية وهو الاكتشاف العلمى الذى استطاع به العلماء فى بداية القرن الحالى تفسير الخوارق التى كان يفعلها فقراء الهنود ..
وكذلك تمكنوا من تفسير قدرات الساحر الأشهر فى القرن العشرين " دافيد كوبر فيلد" والذى كان يتمكن من الخروج سالما من صندوق صلب مغلق برتاج محكم بعد إلقاء الصندوق فى البحر .. حيث كان دافيد كوبر فيلد يبتلع نسخة من مفتاح الصندوق ويحتفظ به بمعدته وبعد سقوط الصندوق فى البحر كان يستغل قدراته فى خفض عملياته الحيوية إلى أدنى حد بحيث لا يحتاج إلى التنفس بنفس المعدل الطبيعى ويقوم بدفع المفتاح لأعلى عكسيا من المعدة والتقاطه وفتح الصندوق والخروج منه ..
وهو ما تم اختباره فى المعامل على متطوعين فى الولايات المتحدة وروسيا ونجحت التجربة عشرات المرات ..
• اكتشفت الأبحاث الحديثة أيضا مزيدا من عجائب المخ البشري وهى قدراته الذاتية على توظيف أعضاء الجسم المختلفة ليحل العضو المجاور لأى عضو مصاب فى مكانه ويقوم بنفس عمله
وهو ما أثبته العلماء عندما تابعوا مريضا بالصرع أجريت له عملية استئصال نصف المخ كاملا وعاش المريض عشرين عاما بعد ذلك يمارس حياته بشكل طبيعى رغم العملية البشعة التى أُجريت له ولم تتعد نسبة نجاحها الواحد فى المليون وبتحليل المخ اكتشف العلماء أن النصف الآخر من المخ تحرك لأخذ مهام النصف المفقود كاملة فتمكن المريض من استخدام كافة قدراته رغم وجود حواس عديدة فى النصف المنزوع من الرأس
هذه الحقائق المذهلة ..
بالذات تلك التى أبرزت الفارق بين عمل النصف الأيسر والأيمن من المخ وكيف أن الحضارة الغربية بعد هذا الإكتشاف المذهل أخذت فى مراجعة الحسابات عندما اكتشفوا ضمور خلايا النصف الأيمن المسئول عن الأنشطة الروحية والعقائدية والاتزان النفسي كنتيجة مباشرة لتركيز المخ على أنشطة الجزء الأيسر المسئول عن التفكير المادى .. أليست تلك الحقائق داعية لنا بالتأمل نحن الشرقيين من باب أولى .. لا سيما وأن علماء الغرب هم من أعلنوا حسدهم الآن للحضارات الشرقية ..
ترى هل هى مصادفة أن يكون النصف الأيمن من المخ هو المسئول عن مهام العقيدة والتوحيد ونجد فى نفس الوقت القرآن الكريم يتحدث عن أهل اليمين وهم أهل الجنة وأهل الشمال وهم أهل النار .. هل هى مصادفة ؟!
محال .. " ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار "
وهذا هو ما رأيناه فى أنفسنا كما قررت الآية الكريمة ..
فماذا عن الآفاق يا ترى ؟! .. لنتأمل ونرى
ولا زالت أسرار الكون التى تتكشف فى كل يوم .. " فى الآفاق "
ومؤخرا اكتشف العلماء بوضوح الكوكب الحادى عشر فى المجموعة الشمسية ليتحقق قول الآية الكريمة فى سورة يوسف
" إذ قال يوسف لأبيه:يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "
مع أن العلماء اسقروا ما يزيد عن عشرين عاما على حقيقة أقروها وهى أن المجموعة الشمسية تتكون من الشمس وبها تسعة كواكب ضمنها الأرض .. لتأتى وكالة ناسا لأبحاث الفضاء فى بداية القرن الحالى لتقرر أن المجموعة الشمسية بها 11 كوكب من ضمنها الأرض بعد أن كشفوا خداع الرصد الفلكى الذى أظهر الكوكبين الأخيرين كأقمار تابعة
وبالنسبة للكشوف الكونية
ما توصل إليه العلم حتى تلك اللحظة ـ ولا زالت الكشوف تتوالى ـ أن الكون يحتوى على مائة ألف مليون مجرة بكل مجرة مائة ألف مليون نجم لبعضها مجموعات شمسية وكواكب تابعة
وهناك نجوم مثل نجم " كويزار " اكتشف العلماء أن طاقته المنبعثة منه تعادل الطاقة المنبعثة من كامل مائة ألف مليون نجم بمجرة درب التبانة التى تقع مجموعتنا الشمسية فى مدارها !
وبعد هذا خرج علينا بعض علماء الغرب يقررون أن الوصول إلى القمر هو اختراق للسموات والأرض بسلطان العلم !
ويزعمون أنهم خالفوا التقرير القرآنى باستحالة ذلك مع إدراكهم الكامل أن المسافة بين الأرض والقمر ثانية ضوئية واحدة تقريبا بما يعادل 300 ألف كيلومتر " وهى المسافة التى يقطعها الضوء فى ثانية " والمسافة بيننا وبين الشمس تبلغ 8 دقائق ضوئية ومدى بحث الإنسان ونزوله لم يتعد القمر بعد ومن المتوقع أن يصل إلى المريخ قريبا .. أى أن العلم لم يحتو ويخترق بعد مجموعته الشمسية التى لا تساوى مثقال ذرة فى مجرتها " 1 / 100 ألف مليون من المجرة " والتى بدورها لا تساوى ذرة من عدد مجرات الكون " 1 / 100 ألف مليون من عدد المجرات المدرَكة فى الكون والذى تبلغ مساحة اتساعه المـُدركة حتى الآن 15 ألف مليون سنة ضوئية "
بالله عليك عزيزى القارئ ألا تشعر أنك بحاجة إلى سجدة خاشعة واستغفار حتمى لله عز وجل ؟!
وهل يمكن الرد بغير السخرية من أولئك المحتجين قديما على القرآن بمخالفة آياته التى تحدثت عن استحالة اختراق الكون ؟!
هذا مع الوضع فى الاعتبار أن الإنسان لم يتمكن حتى الآن من الوصول لمعشار سرعة الضوء وحتى لو وصل إليها ـ وهذا مستحيل كما قررت النظرية النسبية ـ فسيحتاج إلى مليارات السنوات الضوئية ليصل إلى المدى الذى اكتشفه من الكون مع العلم بأن الكون نفسه لن ينتظر هذا الإختراق المفترض لأنه فى حالة اتساع مطرد لا يتوقف وهو ما قرره العلماء ككشف ثابت علميا مصداقا لقول الله تعالى
" والسماء بنيناها بأيد .. وإنا لموسعون .. "
ففيم مكابة المكابرين بعد كل هذا .. وهل لا يزال أولئك على ظنهم أن القرآن الكريم وإعجازيته العلمية خرافة صنعتها العرب بعسف اللغة ! .. وهل بعد بيان اللغة فى الآيات الكونية بيان آخر يا ترى .. ؟!
وهل فهم المرتابون أى جرم أجرموا
ثانيا / الإحتجاج بأن العلم ضد القرآن
ونأتى للإتهام الثانى وهو الذى ظنه منكرو الاعجاز العلمى بالقرآن حقيقة مطلقة وهو أن القرآن العزيز يتضارب مع العلم وبالتالى لا وجه للخلط بينهما
ولست أدرى من قال إن العلم ضد القرآن ومن سمح بتلك المقارنة .. ؟!
إن المنطق ـ وهو علم يحظى بشعبية بين العلمانيين والغرب ـ يقول ـ كما قررنا من قبل ـ أن المقارنة بين شيئين تستلزم توافر اتفاق المجال بينهما وهذا طبيعى فكيف سأقارن مثلا بين السيارة والملعقة أيهما أكثر ضرورة للإنسان .. المنطقي أن أقارن بين السيارة والطائرة فالقرآن ليس كتابا للعلوم ويحتوى نتائج وتجارب كما بينوا وانتقدوا ولم يقل أحد من علماء الإسلام بهذا بل هو مرجعية إلهية احتوت كافة آيات الإعجاز بجميع المجالات بلا استثناء وأولها العلوم بكافة أشكالها
أما القول الذى يخلط الأمور فيتساءل عن طريقة اكتساب العلم هل بالقرآن أم بالعلم فهو تساؤل مريض وغير مدرك لمعنى وقيمة القرآن فضلا على جهله بمفهوم الإعجاز العلمى لأن القرآن الكريم طريق وصول لا تفاصيل دخول
فلو أن القرآن كتاب للعلوم وتفاصيلها سينتفي الإعجاز العلمى عنه لأنه قرر وعلم واكتسبنا منه نحن البشر نظريات جاهزة نطبقها وفقط
فلم يقل أحد بأن نسعى لاكتساب العلم والحقائق العلمية من القرآن وإلا ما هو مبرر الحديث الشريف
" اطلبوا العلم ولو فى الصين " فلو أن الطريق إلى العلم بالقرآن فما هو دافعنا للذهاب لآخر الدنيا .. وهل يوجد قرآن بالصين ؟!!
فالسؤال نفسه خاطئ
لأن القرآن الكريم يحتوى نتائج وزبد لحقائق علمية وتاريخية وفى شتى المجالات سنظل نكتشف إعجازها لآخر الزمان وكل عصر نتقدم فيه بالعلوم سيحمل لنا إعجازا جديدا عندما نفهم مقولة القرآن حول ما توصلنا إليه ولم نكن ندركه قبل إدراك العلم ذاته فالقدماء لم يفهموا حقيقة إعجاز آية مواقع النجوم ولماذا أقسم الله بها ولم يقسم بالنجوم ذاتها حتى فسر العلم الحديث معنى الإعجاز فى أن النجوم نفسها التى نراها أغلبها فنى فى الأصل لأن صورته تلك وصلت إلى الأرض بسرعة الضوء من على بعد ملايين السنوات الضوئية حتى وقع الضوء على العين البشرية فأدركت واستوعبت صورة لنجم انتهى وفنى قبل ملايين السنين
وهذا هو عين ما اكتشفته العلوم فطابق دقة القسم الإلهى وإلا فما هو مبرر القسم بالمواقع بالتحديد ووصفه الواضح بالعظمة ؟!
والدافع الوحيد للإعجاز العلمى وعلاقة العلم بالقرآن هى خروج العلم كل يوم مثبتا صحة ما ورد بالقرآن الكريم بتأمل ونتدبر ويشفي فينا الذى فى قلبه مرض وعلى بصيرته الرمد بالإضافة إلى ما يقودنا إليه التأمل فى آيات الله فنستنبط منه بعض مبادئ المعرفة غير الـمُدركة لنا حسب قدرة استيعابنا لتلك لمعانى .. وهو ما ثبت بالعلوم كما ثبت بالتاريخ من استنباط حقائق علمية وتاريخية عبر فهم الإشارات القرآنية البديعة إليها ..
هذه هى علاقة العلم بالقرآن وليس هناك أدنى منافسة بينهما أو تناقض فالقاعدة العلمية إذا خرجت وظهرت مخالفة لآية ثابتة بالقرآن فمن القطعى أن القاعدة مخطئة كما حدث مع نظرية داروين والتى أثبت العلم سقوطها وكانت عند ظهورها قد خالفت الثوابت بالقرآن وثبت فيما بعد قطعية الصحة فى آيات الله المحكمات
وسؤال منطقي آخر ..
من هو المنوط به التصدى للتفسير والعلم القرآنى ..؟! وهل يصبح من المنطق أن أستغل وجود إدعاء علم بالقرآن فأنتقد القرآن من خلاله أم يلزم التوجه إلى ما قاله العلماء المتخصصون فى ذلك ؟!
فالإعجاز العلمى والقول به له هيئاته المتخصصة منذ أكثر من ثلاثين عاما بعد تتابع الكشوف العلمية وضمت تلك اللجان فى عضويتها علماء بالتفسير والحديث وعلماء باللغة إضافة إلى علماء العلوم المكتسبة بكافة أشكالها وكل من دخل ضمن عضوية تلك اللجان هو عالم بمجاله لا يوجد مطعن أو اختلاف على تخصصه سواء بلجان الإعجاز التابعة للأزهر بمصر أو تلك التى أنشئت بالسعودية وسائر البلاد الإسلامية ووظيفتهم تنحصر فى متابعة الكشوف وربطها بالتفسير أو التيقن من كشف علمى مرتبط بالقرآن أتى به واحد من علماء المسلمين وليس عضوا بتلك اللجان
وفى مجال العلم التجريبي البحت ..
ألم يكتشف البروفيسور أنوكى أكبر خبير فى المخ والأعصاب هو وفريقه حقائق المواد الكيميائية الغامضة بالمخ البشري والسابق الإشارة إليها وإلى غموض تلك المواد إلا القليل مما تم تحليله ووجدنا تفسر الظواهر الخارقة لبعض البشر فى اتساع الذاكرة المذهل تبعا للصفاء الذهنى ألا يفسر لنا هذا سر السكينة التى وعد الله بها من يذكره
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
ويفسر لنا أيضا عجائب القدماء ممن عرفوا الله واتقوه حق تقاته فصاروا معجزات بشرية فى كم العلوم التى احتفظوا بها فى عقولهم التى صارت جامعة علوم ومعارف مثل الإمام الشافعى رضي الله عنه والذى كان يخبئ الصفحة اليسري من أى كتاب كى لا يحفظها قبل اليمنى لأن قدراته كانت تتيح له الحفظ بمجرد النظر ..
وأورد لنا التراث العربي ما روى عنه أنه أتى بمعصية لا تعد من المعاصي لهوان شأنها ومع ذلك ولأنه الشافعى التقي فقد حاسبه الله بِـرَده عن هذا الذنب رغم بساطته عندما عجز أن يحفظ كعادته ويستوعب الكتب التى يقرؤها .. فقام من فوره إلى أستاذه وكيع والذى سأله عن يومه وطلب منه أن يحكيه له بالتفصيل ليقول له وكيع بعدها أن السبب هو ما فعلت من معصية فاذهب واستغفر تعود إليك حافظتك .. فنفذ الشافعى وصية أستاذه العظيم وعادت إليه قدرته بالفعل وقال
شكوت إلى وكيع سوء حفظى ++++ فأرشدنى إلى ترك المعاصي
وأخبرنى بأن العلم نـــورٌ ++++ ونور الله لا يُهدى لعاصي
والإمام جلال الدين السيوطى الذى كان حجة زمانه فى سبعة علوم مختلفة منها الفلك والفقه وغيرها أجادها جميعا إلى أعلى درجات التخصص والاجادة .. والإمام البخارى علامة الحديث الذى حفظ عشرات الألوف من الأحاديث النبوية بمتونها وإسنادها الكامل وكان يمتلك القدرة على تمييز الحديث وكشف متنه وسنده بمنتهى الدقة بمجرد السؤال عنه
وما أفاده العلماء حول الراحة النفسية العميقة التى تتيح للإنسان حالة نفسية مستقرة إذا تأمل بالطبيعة وخرج من ماديته ألا يذكرنا هذا بقوله عز وجل
" انظروا إلى ثمره اذا أثمر وينعه "
أى أن الآية أشارت إلى الثمر مع ينع الثمر فما الفائدة من النظر إلى بريق الزهور وجمالها إن لم تكن إشارة إلى ما تسببه تلك المظاهر من إعادة تكييف للإنسان .. كما قال إمامنا الراحل العظيم محمد متولى الشعراوى
ولو أن الأمانة العلمية متوافرة بالطاعنين لاكتشفوا بسهولة مدى الفارق الضخم بين هدف علماء الإعجاز وهدف المدعين فالدكتور زغلول النجار كان أول الطاعنين المتصدين للنغمة التى سادت بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة وقال القائلون بها بوجود خبر عن هذا الهجوم بالقرآن فى محاولة لمقارنة القرآن بكل جلاله مع التنبؤات التى احتواها كتاب " القرون " والذى ألفه الساحر الفرنسي " ميشيل نوستراداموس " قبل أربعة قرون ..
{ وهذا الكتاب نفسه ـ بالمناسبة ـ من المستحيل تقريبا العثور على نسخة صحيحة تماثل ما كتبه نوستراداموس من رباعيات التنبؤات الخاصة به نظرا لتعرضه لعمليات تزوير واسعة النطاق فى الحرب العالمية الأولى والثانية بعد أن حاول كل طرف فى الحلفاء والمحور ايجاد سبيل لدفع الروح المعنوية لدى جنودهم بإدخال تنبؤات النصر لهم فى كتاب القرون نظرا لأن الروح المعنوية والفدائية غائبة بغياب العقيد المحفزة }
لو لاحظنا فالمنتقد لإعجاز القرآن العلمى ـ بالذات خالد منتصر ـ يعمم ويخلط بين أخطاء وقع فيها المدعون بالعلم أو أخطاء قد يقع فيها العلماء ـ وهى جائزة ـ وبين الصحة المطلقة فى النص القرآنى تماما كما فعل سابقوه فاستغلوا أفعال بعض المسلمين فى ضرب مصداقية الإسلام نفسه
هذا فضلا أنه لم يتمكن حتى الآن من إثبات خطأ واحد فى كشف علمى مرتبط بإشارة قرآنية أقره واجتمع عليه علماء الإعجاز العلمى الكبار كمصطفي محمود وزغلول النجار والإمام الشعراوى وهم من ترصَدهم بانتقاداته التى لا تغنى ولا تسمن من جوع وهى تلك الإنتقادات المغالطة والتى سنفرد لها فصلا بنهاية الدراسة لتناولها وكشف زيفها
وقد أتى منكرا للإعجاز باعتباره خرافة صنعتها عقدة النقص لدى المسلمين دون أن يلتفت إلى أن الإعجاز العلمى موجود وثابت من قديم الزمن وإزداد ظهورا فى العصر الحديث وهذا منطقي لطبيعة التقدم الذى منح لنا مزيدا من وسائل الإدراك العلمية
ويتبقي لنا التعرف على مدى تنوع الإعجاز العام بالقرآن مع الأمثلة الموضحة وأيضا إلقاء الضوء على طبقات الإعجاز العلمى بالقرآن ومستوياته الزمانية تفصيلا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإعجاز فى القرآن | سرالختم ميرغنى | منبر الحوارات الثقافية العامة | 6 | 07-07-2019 11:10 AM |
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم | ماجد جابر | منبر الحوارات الثقافية العامة | 11 | 06-10-2012 07:51 PM |
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ | أمل محمد | منبر الحوارات الثقافية العامة | 60 | 11-05-2011 09:16 AM |
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ | أمل محمد | منبر الحوارات الثقافية العامة | 670 | 11-01-2010 07:01 PM |
[ " الإعجاز العلمي في العنكبوت " .....] | حميد درويش عطية | منبر الحوارات الثقافية العامة | 5 | 08-30-2010 12:03 PM |