في زمنٍ كانت فيه النساء محرومات من التعليم والاعتراف العلمي، برزت إيميلي دو شاتليه كواحدة من أعظم العقول في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، لتصبح رمزًا للعلم والفلسفة والتمرد على القيود الاجتماعية.

من هي إيميلي دو شاتليه؟

• الاسم الكامل: غابرييل إيميلي لو تونيلير دي براتوي، ماركيزة دو شاتليه
• الميلاد: 17 ديسمبر 1706 – باريس، فرنسا
• الوفاة: 10 سبتمبر 1749 – لونفيل، فرنسا
• اللغات التي أتقنتها: الفرنسية، اللاتينية، اليونانية، الألمانية
• المجالات: الفيزياء، الرياضيات، الفلسفة، الترجمة، الكتابة


ولدت لعائلة أرستقراطية، مما أتاح لها فرصة نادرة لتلقي التعليم في الرياضيات والعلوم، وهو أمر شبه مستحيل للنساء في ذلك العصر.

إنجازاتها العلمية

1. ترجمة نيوتن إلى الفرنسية
أعظم إنجازاتها كان ترجمة كتاب إسحاق نيوتن المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية إلى اللغة الفرنسية، مع شروحات وتفسيرات رياضية وفلسفية. هذه الترجمة لا تزال المرجع الرسمي في فرنسا حتى اليوم.

2. كتاب “أسس الفيزياء”
في كتابها Institutions de Physique، ناقشت مفاهيم الطاقة والحركة، وطرحت أفكارًا سبقت عصرها، مثل أن الطاقة الحركية تتناسب مع مربع السرعة، وهو ما خالف فيه بعض فلاسفة عصرها.

3. دفاعها عن العقل والمنطق
كانت من أوائل من دافعوا عن استخدام الرياضيات في تفسير الظواهر الطبيعية، ورفضت التفسيرات الغيبية التي كانت سائدة.

علاقتها بفولتير

عاشت علاقة فكرية وعاطفية مع الفيلسوف فولتير، الذي وصفها بأنها “رجل عظيم، خطأه الوحيد أنه كان امرأة”. عاشا معًا في قصر سيريه، حيث أنشآ مختبرًا علميًا خاصًا، وكتب فولتير لاحقًا:
“لو لم تكن إيميلي امرأة، لكانت عضواً في الأكاديمية الملكية للعلوم.”

لماذا لم تُنصف إعلاميًا؟

رغم إنجازاتها، تم تجاهلها إعلاميًا لعدة أسباب:

• كونها امرأة في مجتمع ذكوري لا يعترف بقدرات النساء العلمية.
• طغيان شهرة فولتير على مساهماتها.
• وفاتها المبكرة أثناء الولادة عن عمر 42 عامًا، مما أنهى مسيرتها العلمية فجأة.


إرثها اليوم

إيميلي دو شاتليه تُعد اليوم من رموز العلم النسائي، وأحد أعمدة الفكر العلمي في عصر التنوير. تُكرّم في الكتب والمقالات، وتُدرّس أعمالها في الجامعات، لكن اسمها لا يزال مجهولًا لدى الكثيرين خارج الأوساط الأكاديمية.

خاتمة

إيميلي لم تكن مجرد مترجمة لنيوتن، بل كانت عقلًا نقديًا وفيلسوفة علمية سبقت عصرها. قصتها تذكير بأن التاريخ كثيرًا ما ينسى النساء اللواتي صنعن المجد بصمت.