احصائيات

الردود
4

المشاهدات
43
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
417

+التقييم
0.34

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
اليوم, 05:00 AM
المشاركة 1
اليوم, 05:00 AM
المشاركة 1
افتراضي مع زينب
في طور النية لكتابة بعض الخواطر عن تلك الرحلة التي لا تزال قائمة بيني وبين مُهجة الروح، والتي كانت امتدادًا لعمرٍ تقاسمنا فيه الحلو والمُر، بين فرح العافية وحزن المرض، بين رجاء الشفاء والخوف من فاجعة الزوال. تناقضات عشناها معًا، وما وَاسَى رحلتنا أن كِلَينا تشبَّع بالإيمان وارتوى من معين اليقين. ومن ذلك المنبع عشنا على ضفاف الرجاء.

حبيبة القلب زينب /
خصصتُ لها نصيبًا من اسمي، وقاسمتُها أنفاسي ونبضي. عشنا معًا منذ الصغر، وخضنا غمار الحياة تحت سقفٍ واحد. لعبنا معًا، بكينا معًا، غنينا معًا، وسهرنا معًا. رسمنا خُطط الحياة معًا، ووضعنا الأهداف معًا.

كانت زينب — وهي رضيعة — كثيرة البكاء، ولستُ أبالغ إن قلتُ إن بكاءها كان يملأ علينا الليل والنهار، فلا نفارقها حتى تهدأ صرخاتها التي كانت تطلقها ألمًا. ولعل سبب ذلك البكاء يعود إلى ما رافق ولادتها من ابتلاء.

لكننا تجاوزنا تلك المرحلة، وقلَّ بكاؤها بعد أن تجاوزت أشهرها الأولى. غير أن مسيرة حياتها لم تكن كحياة سائر الأطفال! ومع ذلك، في خضم المعاناة، كان الأمل يطرق نوافذ حياتنا، وكنا نستقي الصبر من خزائن ربٍّ رحيم.

فعند بلوغها السنة الأولى، خضعت للعملية الجراحية الأولى، وكان النجاح حليفها بفضل الله أولًا، ثم بمهارة الأطباء المشكورة. ومنذ ذلك الحين، تغير حالنا، فغادر الحزن بيتنا وحلَّ الفرح محلَّه، فعمَّت الفرحة أرجاء حياتنا.

لقد توقفتُ عمدًا عند هذه المرحلة لأبيِّن مدى المعاناة لمن كان له أولاد كمثل زينب، وإن اختلفت درجة المحنة أو مدتها.

**وهنا:**
نتجاوز تلك المرحلة لنعرج على مرحلة الابتدائية التي أذكرها وأتذكرها. كانت زينب تُحبني حبًّا يبلغ حد الإغراق، فكانت تُقلدني وتسعى لكسب وُدّي، تتبع أثري، تستقصي ميولي، وتُثير فضولي. أما أنا، فكنت أفتش في خبايا فكرها، أتأمل ميولها، وأستكشف مواهبها، كأنها عجينةٌ طريّة تحتاج إلى من يُشكِّلها، أو أرضٌ خصبة تنتظر البذرة التي تُغرس فيها.

كانت لي مكتبة صغيرة في زاوية المجلس، أقرأ فيها كلما سنحت الفرصة، وكنت — ولا أزال — نَهِمًا بقراءة الكتب. وكانت زينب تأتي في كل مرة لتعبث ببعض الكتب، محاولةً تقليدي، سعيًا لكسب مودتي وتوثيق محبتي، وإعلان تفضيلي لها على سائر إخوانها!

رأيتُ في تعلقها بي فرصةً للتعليم، فليس هناك أفضل من غرس المعرفة في قلب وعقل مُريدٍ متلهف. فالإنسان يقبل التوجيه ممن انشرح له قلبه وقرَّبه إليه. ومن هذا المنطلق، كنت أطلب من زينب أن تأتي بكتابٍ لتقرأه عليَّ، ومن هناك كانت البداية.

اعتادت أن تقرأ الكتب معي في السيارة والبيت، وفي كل فرصة تجمعنا.

أما باقي الأولاد، فكانت نار الغيرة تشتعل في قلوبهم، وزينب مَنْ تُذكيها باستفزازهم وتدليلها من قِبلي، رغم وجود ابنتي الصغرى!


**زينب:**

حين تجاوزت المرحلة الابتدائية، حملت معها شغف القراءة حتى باتت لها شريان حياة. وهي التي كانت تحرص على اقتناء الكتب، دار بيننا حوارٌ منها أوقفتني عند بعض العقبات التي أحاول جاهدًا تخطّيها، غير أني في ذلك كمن يهرب إلى الأمام. وفي كل مرة أحاول مواجهة العقبة، أسوق لنفسي المبررات التي لا تتجاوز في أصلها كونها مسكّناتٍ مؤقتة!

هي تقرأ ما أكتبه — والغالب منه — وقد أبدَتْ لي رغبتها في أن تترك فيه بصمتها من تساؤلاتٍ وملاحظات. قصدتُ من ذلك أن أُحَرِّكَ فيها مكامنَ النقد، وأن تتمعن فيما تقرأ. وقد أخبرتها بأن القارئ لا بد أن يُمسك الكتاب بيدٍ ناقدة، ويُسَلِّط عليه سهامَ التحليل، لأنه بذلك يستوعب ما يقرأ حقَّ الاستيعاب.

ومن ذلك:
وجدَتْ في ما أكتبه بعضَ الهنّات من أخطاء إملائية ونحوية، جاءت بها من معلمتها. وقد أبدت المعلمة إعجابها بما أكتبه.

فقالت زينب:
لماذا لا تجتهد في تعلُّم النحو؟!"


لا أذيعُكم سرًا :
بأنها وضعت "المِقْصَلَ على المَفْصِل"، وأنها اقتحمت بذلك طَرقًا كانت مقفرةً بمخاوفي، وذلك الإحباط الذي عانيتُ منه أعوامًا! رغم وجود أصدقاء وإخوة لي من جَبَابرة اللغة، ممن يُشار إليهم بالبَنان.


وبالفعل:
بدأت رحلة التعلُّم حينها، غير أن الإخفاق كان نصيبي في كل مرة، وأسبابُ ذلك تتلخّص في: قلة الصبر، وصعوبة الهضم، وتسويف الأمر!

اخرجتني "زينب" قهرًا من صمتي، ومن تلك المعاناة مع بعض من حملوا راية (العلم)، وظنوا أنفسهم قِمَمًا علميةً لا يُستَظَلُّ بظلّها إلا من انقطعت به سُبُل الاجتهاد، وعكف على تلقي العلم من أيدي المهرة، ممن ادّعوا المعجزات والمقامات! وفي حقيقة أمرهم، لم يكن إلا الغرور والفراغ من أخلاق طلاب العلم!

**— فبعض المواقف إما أن تُحطم همتك، وإما أن تزيدها صلابة —**

قالت زينب:
— اذكرْ لي مثالًا لبعض المواقف التي أثّرت عليك ممن ذكرتَ من أولئك المغرورين؟

قلتُ:
— مرةً طلبتُ من أحدهم إبداء ملاحظاته على ما أكتبه، فتأخر في الرد، فلما أعَدْتُ السؤال، أجاب:
"إنك لست جديرًا بأن أتوقف عند ما تكتب، فكفى بأنك تكتب!"

قالت:
— وهل كان هناك من يُشجّعك في المقابل؟

قلتُ:
— نعم، كانت هناك أديبةٌ من عمالقة اللغة، وناقدةٌ للشعر العربي، يُثني عليها عمداء الأدب. دخلتُ يومًا منتداهم، فوجدتُه يزخر بأعلام الأدب والشعر، ولا أخفيكِ أني إلى الآن لا أدرك كيف تجرأت على دخول ذلك العرين بمستواي المتواضع!

كانت البداية بإعجاب الأعضاء — وهنا يكون احتضان المبتدئين — لكن الناقدة الكبيرة كانت تُصحح لي الهنات، وتتألم لأخطائي، غير أن أسلوبها في النقد جعلني أتقبله منها. دار بيننا حوارٌ عميقٌ حتى أعلنتْ فجأةً أنها لن تنتقدني بعد اليوم!

قالت زينب:
— ولماذا؟!

قلتُ:
— خافت أن أهجرَ المكان! — ومَن أنا أمام أولئك العمالقة؟! —
ثم أرسلتْ إليّ رسالةً على الخاص تتوسل فيها أن أبقى، ولديَّ بعضٌ من رسائلها التي تُجسّد عظمةَ تلك الأديبة في رعاية المواهب وتصحيح مسارها دون تجريح.

قالت زينب:
— أريدُ قراءةَ بعض رسائلها!

قلتُ:
ها هي:

وَحينَ قَرَأْتُها قالَتْ :
شتان بين هذه وتلك!
تلكَ مَطارقُ تحطمُ المبتدئين،
وهذه أنفاسٌ تُحيي الهممَ!




قديم اليوم, 06:25 AM
المشاركة 2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مع زينب
في خِضَمِّ التَّجَارِبِ، تَبْرُزُ تِلْكَ الدُّرُوسُ الَّتِي حَقَّ لَهَا أَنْ تَكُونَ مَادَّةً دَسِمَةً،
يَتَناوَلُهَا ذَاكَ السَّالِكُ فِي دُرُوبِ الحَيَاةِ، وَالَّذِي لَا يَزَالُ لَمْ يَشُبَّ عَنِ الطَّوْقِ بَعْدُ.

وَكَمْ لَنَا مِنْ نِعْمَةٍ لَا نُحْسِنُ لَهَا شُكْرًا، وَلَا نُوَلِّي لَهَا اهْتِمَامًا،
وَمِنْ جُمْلَتِهَا ذَاكَ المَعِينُ المُنْتَشِرُ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ، وَالَّذِي يُسَهِّلُ مِنْ خِلَالِهِ جَنْيُ الفَائِدَةِ،
غَيْرَ أَنَّ الكَثِيرَ مِنَّا لَا يُهِمُّهُ أَمْرُ ذَلِكَ!

نَعُودُ لِزَيْنَبَ؛
كَانَتْ — وَلَا تَزَالُ — زَيْنَبُ مُغْرَمَةً بِسَمَاعِ القِصَصِ البُولِيسِيَّةِ،
وَتَلكَ القِصَصِ الَّتِي يَكُونُ مُحْتَوَاهَا "الأَكْشِنَ" وَالإِثَارَةَ.

كَثِيرًا مَا تَلْجَأُ إِلَى العُزْلَةِ فِي غُرْفَتِهَا، وَفِي قَرِيبٍ مِنَ الأَيَّامِ،
أَبْدَتْ لِي وَالِدَتُهَا أَنَّهَا فِي الآوِنَةِ الأَخِيرَةِ تَسْتَنْكِرُ مِنْهَا بَعْضَ التَّصَرُّفَاتِ، حَتَّى قَرَأْتُ فِي مَذَكَّرَتِهَا الخَاصَّةِ تِلْكَ العِبَارَاتِ القَاسِيَةِ،
وَتَلكَ الحَيَاةِ القَاتِمَةِ الَّتِي تَصِفُهَا بِهَا، كَأَنَّهَا حَبِيسَةُ الهُمُومِ، لِدَرَجَةِ وَصُولِهَا إِلَى التَّفْكِيرِ بِإِنْهَاءِ حَيَاتِهَا!

نَزَلَ الخَبَرُ عَلَيَّ كَالصَّاعِقَةِ، ثَارَنِي الأَمْرُ، وَغَضِبْتُ مِنْهَا،
حَاوَلْتُ كَظْمَ غَيْظِي، وَلَمْلَمَةَ غَضَبِي، مُحَاوِلًا بِذَلِكَ جَاهِدًا أَنْ أَكُونَ مُتَزِنًا فِي تَصَرُّفَاتِي.

طَلَبْنَا مِنْهَا أَنَا وَوَالِدَتُهَا أَنْ نَخْرُجَ مَعًا، لِشِرَاءِ مَا تُرِيدُ مِنَ احْتِيَاجَاتٍ،
وَفِي السَّيَّارَةِ فَتَحْنَا مَوَاضِيعَ بَعِيدَةً عَنِ الوَاقِعَةِ، وَأَنَا أُغْمِزُ لِوَالِدَتِهَا أَنْ تُشْرِعَ فِي الدُّخُولِ فِي المَوْضُوعِ.

وَبَعْدَ تَأَخُّرِ الإِجَابَةِ وَالعِدَامِ الاسْتِجَابَةِ مِنْهَا — وَالِدَتُهَا — بَاغَتُهَا بِسُؤَالِي عَنْ حَالِهَا، عَنْ دِرَاسَتِهَا،
عَنْ طُمُوحَاتِهَا، عَنْ حَاجِيَاتِهَا. زَيْنَبُ، كَوْنَهَا القَرِيبَةَ مِنِّي، فَطِنَتْ إِلَى أَنَّ وَرَاءَ كَلَامِي اسْتِنْطَاقٌ لِأَمْرٍ مَا!

ذَكَّرْتُهَا بِأَنَّ مَا تَشَاهِدُهُ وَتَسْمَعُهُ مِنْ قِصَصٍ يُؤَدِّي إِلَى التَّشَاؤُمِ وَكُرْهِ الحَيَاةِ،
فَتِلْكَ القِصَصُ فِي مَضْمُونِهَا كُرْهٌ لِلحَيَاةِ،
وَدَعْوَةٌ لِلانعِزَالِ، وَقَدْ يُؤَدِّي الأَمْرُ إِلَى الانتِحَارِ.

قُلْتُ لَهَا:
"مَا عَهِدْتُكِ غَيْرَ تِلْكَ الفَتَاةِ الَّتِي لَا تَطْلُبُ شَيْئًا إِلَّا وَتَجِدُهُ أَمَامَهَا، مَحْفُوفَةً بِالمَحَبَّةِ.
وَقَدْ تَعَاهَدْنَا أَنْ نَكُونَ كَالأَصْدِقَاءِ: تُصَارِحِينِي بِكُلِّ شَيْءٍ، وَإِنْ كَانَتْ مِنَ الأُمُورِ العَمِيقَةِ
الَّتِي تَسْتَحْيِينَ مُكَاشَفَتِي بِهَا، فَتِلْكَ وَالِدَتُكِ مَعَكِ."

ذَكَّرْتُهَا بِالنِّعَمِ الَّتِي تَرْفَلُ بِهَا، وَقَارَنْتُ حَالَهَا بِحَالِ غَيْرِهَا.

كَانَ هَدَفِي إِخْرَاجَهَا مِنْ صَمْتِهَا، حَاوَلْتُ جَاهِدًا، لِدَرَجَةِ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ طَوْرِي،
وَغَضِبْتُ عَلَيْهَا، وَهِيَ سَاكِتَةٌ لَا تَنْطِقُ بِحَرْفٍ!

وَعِنْدَ وُصُولِنَا لِوِجْهَتِنَا، طَلَبْتُ مِنْ وَالِدَتِهَا الجُلُوسَ فِي السَّيَّارَةِ،
وَذَهَابِي مَعَ زَيْنَبَ وَحْدَنَا.
وَفِي الطَّرِيقِ، أَفْضَتْ بِمَا فِي قَلْبِهَا.


عُودًا جَدِيدًا مَعَ الحَبِيبَةِ "زَيْنَب":
لَا أُذِيعُكُمْ سِرًّا، أَتَتْنِي بَعْضُ الاسْتِفْهَامَاتِ حَوْلَ السَّبَبِ فِي تِلْكَ الحَالَةِ الَّتِي عَصَفَتْ بِزَيْنَبَ،
وَهَلْ كَانَتْ ظُنُونِي فِي مَحَلِّهَا؟!

وَالجَوَابُ عَلَى تِلْكَ التَّسَاؤُلَاتِ:
أَتْرُكُهَا لِزَيْنَبَ تُخْبِرُنَا عَنْ سَبَبِ تِلْكَ الحَالَةِ الَّتِي هِيَ فِيهَا. فَبَعْدَ أَنْ نَزَلْنَا مِنَ السَّيَّارَةِ،
سَأَلْتُهَا مِنْ جَدِيدٍ عَنْ سَبَبِ ضِيقِهَا، فَمَا أَنْ أَبْدَتْ لِي السَّبَبَ إِلَّا بِتِلْكَ الرُّوحِ كَأَنَّهَا عَادَتْ لِي مِنْ جَدِيدٍ!

فَقَدْ ذَهَبَتْ بِتَفْكِيرِي بَعِيدًا، وَأَنِّي قَدْ أَعِدْتُ العُدَّةَ، وَتِلْكَ التَّحْضِيرَاتِ لِمُوَاجَهَةِ مَا تُعَانِي مِنْهُ،
مِنْ تِلْكَ المَعْلُومَاتِ الَّتِي تَشَرَّبْتُهَا مِنَ الكُتُبِ، وَبَعْضِ التَّجَارِبِ فِي كَيْفِيَّةِ إِدَارَةِ "الكَوَارِثِ الأُسْرِيَّةِ"!

إِلَى أَنْ أَبْدَتْ لِي ذَاكَ السَّبَبَ: بِأَنَّ مَا تُعَانِيهِ مِنَ اكتِئَابٍ هُوَ بِسَبَبِ صَدِيقَتِهَا الَّتِي ابْتَعَدَتْ عَنْهَا!
وَأَنَّهَا امْتَدَّتْ بِهَا المُدَّةُ وَلَمْ تُكَلِّمْهَا!

"وَأَنَا مِنْ غَمِيضَتِي عَلَيْهَا بَغَيْتُ أَدْخِلُهَا بِجَمْعٍ"!!!

قُلْتُ لَهَا:
وَهَلْ هَذَا الأَمْرُ يَجْعَلُكِ تَكْرَهِينَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا، وَمَنْ فِيهَا؟!!
أَرْجَأْتُ النِّقَاشَ إِلَى رُجُوعِنَا لِلسَّيَّارَةِ بَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنَ التَّسَوُّقِ.

فَأَوَّلَ مَا رَكِبْنَا السَّيَّارَةَ،
حَبِبْتُ أَسْوِيَ "أَكْشِنَ مَعَ أُمِّ زَيْنَبَ" — قُلْتُ لَهَا:
"إِنَّ زَيْنَبَ سَبَبُ زَعْلِهَا هُوَ أَنْتِ!"

قَالَتْ:
وَكَيْفَ ذَلِكَ؟!


قُلْتُ لَهَا:
"أَمْزَحُ مَعَكِ، غَيْرَ أَنَّ زَيْنَبَ أَخْبَرَتْنِي عَنْ سَبَبِ ضِيقِهَا. فَتِلْكَ الصَّدِيقَةُ كَانَتِ ابْنَةَ خَالَتِهَا،
وَهِيَ كَالظِّلِّ وَالهَوَاءِ وَالمَاءِ جَمِيعًا، لَا تَسْتَغْنِي إِحْدَاهُمَا عَنِ الأُخْرَى.

نَاقَشَتْهَا وَالِدَتُهَا، وَأَرْجَعَتْنَا لِبِدَايَةِ الخِلَافِ بَيْنَهُمَا، وَبِأَنَّ الأَمْرَ قَدِ انْتَهَى. وَمَا كَانَ مِنْ زَيْنَبَ إِلَّا تِلْكَ الهَوَاجِسُ،
وَ الخَوْفُ مِنَ الوُقُوعِ فِي شَرَكِ ذَلِكَ الخِلَافِ مَرَّةً أُخْرَى!"

بَدَأْتُ حَدِيثِي مَعَ زَيْنَبَ:
أَخْبَرْتُهَا أَنَّنَا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَضَعَ أَقْسَى الاحْتِمَالَاتِ، وَنَرْسُمَ ذَلِكَ السِّيْنَارْيُو القَاتِمَ،
فَنَحْنُ نَسِيرُ فِي الحَيَاةِ وَتِلْكَ الأَلْغَامُ تُحِيطُ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. وَإِنَّ هَذِهِ النَّفْسَ وَجَبَ عَلَيْنَا تَحْصِينُهَا،
وَتَرْبِيَتُهَا، وَتَرْوِيضُهَا. نَتَعَلَّمُ مِنْ ذَلِكَ حُبَّ الذَّاتِ مِنْ غَيْرِ تَقْدِيسٍ، وَمِنْ غَيْرِ إِعْلَاءِ صَوْتِ "الأَنَا"،
وَأَنْ لَا نَتْرُكَ النَّفْسَ مُوْدَعَةً فِي خَزَائِنِ النِّسْيَانِ وَالإِهْمَالِ، لِأَنَّ مَصِيرَنَا الرُّجُوعُ إِلَيْهَا فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ.
وَإِنَّ النَّفْسَ اليَوْمَ تَشْكُو الهَجْرَ، حِينَ جَعَلْنَا مَشَاعِرَنَا وَأَحَاسِيسَنَا وَجَوَارِحَنَا كُلَّهَا لِغَيْرِنَا!
بَعْدَ أَنْ نَسِينَا فِي لَحْظَةِ ضَعْفٍ، وَحِرْصٍ عَلَى وُجُودِ مَنْ نُحِبُّهُمْ بِجَانِبِنَا.

فَمَا يُعَانِيهِ الكَثِيرُ مِنَّا يَا زَيْنَبُ هُوَ إِهْمَالُ النَّفْسِ، وَتَسْخِيرُ كُلِّيَّتِنَا - مِنْ مَشَاعِرَ وَغَيْرِهَا - لِمَنْ نُخَالِطُهُمْ،
وَفِي غَالِبِ تِلْكَ التَّضْحِيَاتِ الكَثِيرُ مِنَ الخَيْبَاتِ!

فَلَا بُدَّ لَنَا يَا زَيْنَبُ وَضْعُ خَطِّ رَجْعَةٍ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ بَنِي جِنْسِنَا، وَأَنْ نَحْسُبَ لِذَلِكَ اليَوْمِ الَّذِي سَنَبْقَى فِيهِ مَعَ أَنْفُسِنَا،
كَيْ لَا تَلْسَعَنَا عَصَا الغَفْلَةِ، وَكَيْ لَا تُهْشَمَ حَيَاتُنَا مِطْرَقَةُ النُّكْرَانِ!

يَا زَيْنَبُ:
لَا زِلْتِ صَغِيرَةً، لَمْ تَعِيشِي وَاقِعَ الظُّلْمِ بَعْدُ!
إِنَّمَا هِيَ رَدَّةُ فِعْلٍ، وَقَرْصَةُ أُذُنٍ، ثُمَّ عَوْدَةٌ،
وَضَمَّةُ حَضْنٍ!

فَمَا تَقُولِينَ فِي الَّذِي عَاشَ فِي اتُّونِ الظُّلْمِ مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْهِ؟!"

قَالَتْ زَيْنَبُ:
"حَدِّثْنِي عَنْ قِصَّتِكَ."

قُلْتُ لَهَا:
"سَأَسْرُدُهَا لَكِ فِي القَادِمِ مِنَ الوَقْتِ، بِإِذْنِ الوَاحِدِ الأَحَدِ.".

قديم اليوم, 06:31 AM
المشاركة 3
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مع زينب
قبل أن أشرع في سرد قصتي،
تذكرت أمرًا قد أشرت إليه سابقًا، وهو موضوع غيرة الإخوة.

وهنا، وددت الحديث عنه قليلاً:
فمن طبيعة البشر ميلُ القلب إلى أحدهم، ففي المحصلة يبقى القلب ليس لنا سلطان عليه. ولا يعني هذا أن نجعله مُشرَّعًا من غير ضوابط أو قيد. ولكي لا أُسهب في هذا الجانب،

أخص بالذكر — وهو محور حديثنا — ميلَ قلب الوالدين إلى أحد الأبناء، وهو أمرٌ واردٌ حدوثه.
ومن هنا، وجب على الحصيف منا الحَذَر، بأن يبقى ذلك الميل في مكانه الطبيعي (القلب) دون إظهاره،
حتى لا يكتشفه باقي الأبناء، فيؤدي إلى الحسد والحقد، اللذين قد يُسبِّبان عواقبَ وخيمةً!

ولنا في قصة إخوة يوسف — عليه الصلاة والسلام — عِظةٌ وعِبرة!

فالبعض قد يتحجج — أو لنقل يُبرر — ذلك الفعل وكأنه الورقة التي يضغط بها على الأبناء لتحسين سلوكهم في الحياة، سواءً في الجانب الأخلاقي أو الديني أو الدراسي أو نحو ذلك. لكن هذا الأسلوب قد يصلح لبعض الأشخاص ولا يصلح لآخرين، ونتائجه قد تكون وخيمة!

فالأمر محفوف بالمخاطر!

أما أنا،
ففي البيت، أتعمد في كثير من الأحيان — بل أتَلذَّذ — برفع ضغط الأبناء حين أصرِّح بحبي لزينب. ولدي من الأسباب ما يُجبرني على التصريح بذلك، فهي قد جمعت "الزين كله"! أما البقية، فدورهم لا يتعدى رفع الضغط!

طبيعتي لا تحب التكرار، وقد اكتفيت بشرح الواجبات والحقوق التي لهم وعليهم. والمضحك أن أحد الأولاد ينتقدني قائلاً:
"خلَّيتنا نكره زينب بالغصب من كثر ما تمدحها قدامنا!"

كلام ذلك المنتقد — من الأبناء — في محله، وإن كان غارقًا في الخطأ. فهناك من الأبناء مَن لا يقبل المقارنة بغيره، كونه كيانًا منفصلًا ومنفردًا، له خصوصيته وقدراته وسلوكياته. حتى زينب نفسها تكره تلك المقارنة!

فالبعض يرى في المقارنة تحجيمًا لجهوده، والبعض الآخر يراها تهديدًا لوجوده في قلب والديه. فهي سلاح ذو حدين، يلزم من يحمله أن يعرف كيف يستخدمه!

من خلال التجربة، تيقنت أن المقارنة يجب أن تُتبَع بشرح الأسباب، خاصة إذا كان الهدف منها شحذ الهمم وتبيين أن المُقارَن به ليس أفضل منهم، بل هم أفضل منه لو استغلوا إمكاناتهم. وما يحتاجونه هو الإيمان بقدراتهم وتوظيفها لبلوغ أهدافهم. فأنا أتمنى دائمًا أن يكون أبنائي مزينين بجميل الشمائل، متفوقين على أقرانهم في العلم والخُلُق.

لا يُوصف ذلك الشعور الذي لا يزال أثره طافيًا على سطح الحاضر.
فلا شيء يؤلم مثل طعنة الأخ في ظهر مَن جعله يومًا حِصنًا له إذا اشتدت به نوائب الدهر.

تلك القصة يا زينب،
تقادم عهدها، فقد تجاوزت ثلث قرن من الزمن. في بدايتها، كانت الألفة تُرفرف فوق رؤوس الإخوة،
حين اجتمع حولي كوكبة من الشباب الذين صاغهم القرآن ورشفوا من معين الإيمان.
كانوا محط أنظار العامة والخاصة، ومثالًا للشباب المستقيم الذي ترجم الأخلاق إلى أفعال، فجاوزوا القول إلى العمل.

سارت بنا الأيام ونحن كالجسد الواحد، وازداد عدد الملتحقين بركبنا،
فعمَّ الخير ربوع القرية، بل تجاوزها إلى المناطق المجاورة.
وبفضل الله، كنت في المقدمة، أتولى التوجيه والإرشاد.

ثم تغير الحال بعد أن نزغ الشيطان بين بعضنا،
وتسلل الغرور إلى قلب أحدهم، فسعى لنيل المكانة واستقطاب الشباب لينفرد بهم.
فسقاهم من فكره المتشدد، واهتم بالقشور والمظهر، وتَرَكَ الجوهر والأصل.

حاول استمالتي، لكني ابتعدت بعد أن نصحته، تاركًا إياهم.
غير أنه لم يكتفِ باعتزالي، بل شرع في تشويه سمعتي، وقذفني بأعظم التهم!

زينب:
تستمع وهي متعجبة من تلك الانتقالة المفاجئة، وكأنها تعيش التناقض في القصة.
حينها، قطع جرسُ الباب حديثنا، فأجلت لها بقية القصة إلى وقت لاحق.

قديم اليوم, 06:39 AM
المشاركة 4
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مع زينب
بعد تلك الاستراحة التي تخللت زيارةَ ذاك الزائر، بدأت زينب بسيلٍ من الأسئلة حول تلك الانتقالة المفاجئة من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال.

فكان منها هذا السؤال:
"ما أتعجب منه هو كيف يكون مَن سلك دربَ الرشادِ ذاتَ يومٍ، مصدرًا لتلك الشطحات؟!
كيف يُشيطن مَن كان له بالأمس سراجُ هدايةٍ بعد الله؟!"

فأجبتُ:
"تبقى نفوس البشر وقلوبهم متقلبة الحال، فتنتابها عواملُ 'تعرية' تُكشف من خلالها معادنُها.
والابتلاء يكون على قدر الإيمان؛ فمن الناس مَن يعبد الله على حرف، ومنهم مَن إيمانه كالجبال في ثباته.

حبُّ الوجاهة وشهوةُ الظهور قد يكونان وقودًا للبعض مَن انسلخ من ربقة الإيمان، فلم تعد للتقوى وخوف الله مكانةٌ في معادلات حياته، ولا وزنٌ لها حين مال إلى زخرف الدنيا.
هذا هو الجواب المُختصر لسؤالكِ: الإنسان رهينُ توجهه، وما استقر في قلبه من نوازع النفس ومغريات الحياة الزائلة."

ثم عدنا إلى تفاصيل القصة:
"كنت في تلك الفترة بعيدًا عن ضجيج المجموعة، أختلي بنفسي، وكان الكتابُ جليسي."

قالت زينب:
"وكيف تجاوزتَ ذلك الظلمَ الذي وقع عليك؟ وكيف تأقلمتَ مع واقعك الجديد؟"

فقلتُ:
"بهذا السؤال وصلتِ إلى ما أردتُ توضيحه! لو عدنا إلى قضيتكِ مع ابنة خالتكِ، لوجدتِ الإجابةَ في كلامي.

فقد ذكرتُ لكِ أن على الإنسان أن يُحضِّر نفسه لذلك اليوم الذي قد يجد نفسه فيه وحيدًا.
فالدنيا لن تخلو من خلافات ونكبات، وما علينا إلا أن نُهيئ أنفسنا نفسيًا ومعنويًا وفكريًا، ونتعامل مع الصعوبات بإدارة حكيمة، كي لا تكون نهايةً لوجودنا!

بل يجب أن نحوِّل المحنَ إلى منحٍ، والكوارثَ إلى حوافزَ نكتشف من خلالها إمكاناتنا الخفية."

قالت زينب:
"وهل يعني هذا السكوتَ على الظلم؟!"

فأجبتُ:
"كثيرون حين يستشهدون بمواقف النبي ﷺ، يذكرون العفوَ والتجاوزَ فقط، دون أن يفرقوا بين المواقف التي يُستحب فيها الصفحُ وتلك التي تستوجب الحزمَ!

أما أنا، فطيلةَ الخمس عشرة سنة التي قضيتها في 'المنفى'، كنتُ بعيدًا عن الأحداث.
ولم تبدأ المواجهة إلا حين بدأ بعضُ أفراد تلك المجموعة يزورونني ليسمعوا روايتي، فكانوا كالمنصفين.
ولما وصل الخبرُ إلى زعيمهم، ثار غضبًا حتى أصدر فتوى تُحرِّم السلامَ عليَّ ومقاطعتي!"

قالت زينب مندهشة:
"ولماذا كل هذا؟!"

فقلتُ:
"إنها سياسةُ الخائف على عرشه! ضربةٌ استباقيةٌ ليقطع الطريقَ على أيٍّ منهم يُفكّر في التواصل معي.
فصار الجميعُ — حتى مَن عرفوني منذ المرحلة الابتدائية — يمرون عليَّ ولا يُسلّمون، وقد امتلأت قلوبُهم حقدًا!"

قالت:
"ما الذي يضرهم لو تركوك في حالك؟!"

فأجبتُ:
"هم يعلمون أني المعادلةُ الصعبة، وأنهم مهما شوّهوا سمعتي، فلن يستطيعوا الصبرَ على حقيقتِي!"

سألتْ:
"وهل سعيتَ للصلح ولملمة الأمر؟"

قلتُ:
"ذهبتُ إلى زعيمهم بنفسي، وأبديتُ له حسن النية، ووعدتُه بتجاوز كل الاتهامات لِنفتح صفحةً جديدةً.
فوعدني — بعد أن اشترط عليَّ شروطًا — فوافقتُ.

قالت:
"ثم ماذا حدث؟"

فأجبتُ:
"نكث وعده، وعاد إلى خبثه!"

قالت:
"وكيف كانت المواجهة؟ وهل كانت لديك خطوطٌ حمراءُ إذا تجاوزوها يكون الردُّ مشروعًا؟"

فقلتُ:
"في اللقاءات القادمة، سأُجيبُ عن هذا."

قديم اليوم, 06:44 AM
المشاركة 5
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مع زينب
توقفنا معًا عند سؤال زينب عن تلك **الخطوط الحمراء** التي وضعتُها في تعاملي مع الآخر، فكان هذا جوابي عليها:

منذ بداية سعيي الحثيث للصلح، وبعد مُباركة **ذاك القائد** لي أن أذهب إلى أتباعه وأجلس معهم، بدأت بأكثرهم شراسةً – والذي أعتبره أحقدَ من زعيمه – وهو بالمناسبة أخو أخي الأكبر من الرضاعة!

وقد كان معنا منذ صغره! فبعد الانتهاء من صلاة العصر، طلبت منه أن يأخذ من وقته خمس دقائق فقط لأبين له الوجه الآخر من المشكلة، فرفض الجلوس ولو لدقيقة بحجة انشغاله وارتباطه بموعد مسبق.

فما كان منه وأنا أتكلم معه إلا أن أخرج من قلبه ما ضاق به صدره، وقذف بنيران غضبه علي، واتهمني بأني أصل المشكلة، ولا يزال يكيل لي التهم.

فقلت له: "هل انتهيت؟!"

فقال:"هناك الكثير! " فانصرف عني.

في المساء، وصلني الخبر بأن **ذاك الشرس الحاقد** حرَّف الحديث الذي دار بيننا، واختلق روايةً بعيدةً كل البعد عن الواقع. ولا أذيعكم سرًّا، هنا كان تجاوزُ تلك **الخطوط الحمراء** في عُرفي – بعد أن استنفدت كل وسائل ضبط النفس.

وفي اليوم الثاني، صليتُ العصر في ذات المسجد، وبينما أنا أركب السيارة، إذ بذاك الحاقد يركب معي من غير إذن! وأخذ يصبُّ عليَّ الأسئلة وكأني في جلسة استجواب – وأنا فوادي ورمٌ عليه – قائلًا: **"السؤال الأول، السؤال الثاني..."**

حينها قلت له – وبكل هدوء –: **"انزل من السيارة."** وهو يكرر الأسئلة، وأنا أكرر طلبه بالنزول، وأقول له: **"إنك لست جديرًا بمناقشتي، فاطلب ممن هم أكبر منك ليناقشوني."** وبعد عناده، نزلتُ من السيارة وفتحت الباب الذي كان يجلس فيه، وقلت له: **"انزل! فوالله لو لم تنزل لجعلت أصابعي الخمس في وجهك!"**

فعلم أن رفضه النزول سيكلفه فقدان بعض حواسه الخمس!

في تلك اللحظة، كان زعيمه وبعض أتباعه ينتظرون اللحظة، فناديتُ بأعلى صوتي وقلت: **"ليسمع الجميع بأن فلانًا [اسمي] لن يسكت بعد الآن، وسترون مني الوجه الآخر بعد هذا!"**

بعدها أعلنوا حالة الاستنفار القصوى!

قالت زينب: **"وما كانت النتيجة؟"**

فقلت: **"القصة طويلة جدًّا، ولكن نهايتها أن الجميع قد انفضوا من حوله، وقد علم المُغرَّر بهم خطأهم، وحسُنت بعدها سيرتهم معي."**

والآن يا زينب، أطلب منك لملمة الفوائد من قصتي.

قالت:
- إذا حمى وطيس التعدي وتجاوز حدود المعقول، كانت المواجهةُ سبيل قطع حجة المعتدي – ومع هذا لن يسلم من كيدهم أحد. **"هذا عن تلك الخطوط الحمراء."**
- إن الإنسان يغرس الخير ويتعاهده بسقيه، وهو واضعٌ في الاحتمال أن بعضه قد ينبت فاسدًا.
- أن يكون للإنسان هدفٌ في الحياة يسعى لتحقيقه، فيترفع به عن صغائر الأمور.
- أن يكون واثقًا من نفسه، مقدامًا في عرض منهجه، صنديدًا حين مواجهته.
- أن يحاول جاهدًا تقريب وجهات النظر، ويجتهد في المقاربة والمسايدة.
- أن يتنازل عن بعض الأمور التي لا تخدش كرامته إن كان في ذلك مصلحة الجماعة.
- أن يكف لسانه عن إبداء عورات إخوانه، ويكف لسان من يخوض في أعراضهم حتى لو اختلف معهم.
- عليه أن يطرق أبواب الصلح، ويُضمد الجراح، فيكون محضرًا للخير.
- عليه أن يصفي قلبه من أدران الحقد والحسد وشهوة الانتقام.
- أن يتذكر الأيام الجميلة التي قضاها معهم ليدحر همزات الشيطان.
- أن يجعل يقينه أن الشيطان هو العدو الحقيقي، وأن ما حصل من مكائده، وأنهم أقوى من كيده، فلا يجعل العدو إلا الشيطان.
- على المؤمن أن يكون قويًّا في الحق، وأن يبين الحقيقة حين تكون المواجهة بينه وبين الباطل وجهًا لوجه.
- وأن الباطل لابد أن يُنحر بخنجر الحق، ولا يُجامَل فيه، لأن بعض التغاضي يجعله يستفحل ويعظم، حتى يُظَن بعدئذٍ أنه الحق!


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 1 والزوار 5)
مُهاجر

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مع زينب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
&& أماكن سيئة && ساره الودعاني المقهى 5 11-26-2019 04:19 PM
صحوة ضميــــــــــــــــــــر مازن الفيصل منبر البوح الهادئ 17 02-24-2013 01:11 PM
صحوة بهناس علي منبر شعر التفعيلة 0 09-08-2012 05:29 PM
((( وأعادت زينب خاتمي ))) أحمد قرموشي المجرشي منبر القصص والروايات والمسرح . 9 10-28-2011 12:24 PM
صحوة زمن رينا صلاح منبر البوح الهادئ 14 08-24-2010 03:54 AM

الساعة الآن 08:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.