احصائيات

الردود
12

المشاهدات
3618
 
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


رشيد الميموني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
597

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
تطوان / شمال المغرب

رقم العضوية
9563
06-04-2019, 12:20 PM
المشاركة 1
06-04-2019, 12:20 PM
المشاركة 1
افتراضي مدن الأحزان
[justify]مدن الأحزان

الساعة تشير إلى السادسة إلا ربع . يسود الصمت القاعة الفسيحة بالطابق الثاني من الثانوية . صمت بارد كبرودة هذه القاعة حيث انهمك الطلبة في إنجاز آخر امتحان لهم قبل الانطلاق ومعانقة الحرية التي تمنحها لهم العطلة الصيفية . تجلس مريم في مؤخر القسم .. تراقب الرؤوس المنهمكة في الإجابة عن الأسئلة النظرية لمادة الفنون التشكيلية بعد أن أتم الطلبة الامتحان التطبيقي . رؤوس بعضها حليق بطريقة تثير اشمئزازها إلى درجة الغثيان . تراقب في امتعاض حزام السروال لدى البعض وقد نزل بطريقة فاضحة فتشيح بوجهها وتنظر من جديد إلى ساعتها ..
كم يثير أعصابها هذه الموجة من الميوعة التي طالت الذكور والإناث معا ، والأدهى من ذلك احتجاج بعض الأمهات وهن ينددن بتدخلها في شوؤن بناتهن بغير حق وهي تنتقد لباسهن الفاضح ..
ينقذها الجرس من محنة الانتظار والتوتر فتنهض وتجمع الأوراق مجيبة بإيماءة مقتضبة على تحية البعض ، ثم تخرج إلى قاعة الأساتذة لتوقع بعض المذكرات الخاصة بالمداولات ، قبل أن تخرج وتتجه إلى البيت .
مريم في العقد الرابع من عمرها .. متوسطة القامة .. جسمها ممتلئ في غير إفراط .. ملامحها تشي ببعض الصرامة رغم احتفاظها ببراءة طفولية تلفت الأنظار . جميلة القسمات بوجهها المستدير وأنفها الدقيق وشفتيها الممتلئتين قليلا . دمثة الخلق نقية السريرة كما يصفها بعض زملائها . تزوجت من زميل لها يدرس الرياضيات وأنجبت ولدا سمته أميرا . كانت دائمة الحلم بزوج شاعري يملأ دنياها بالقصائد والحكايات التي تعج بقصص الأمراء والأميرات .. فجاء أمير ليكون تعبيرا صارخا لما كانت تحلم به .
تتجه بخطى حثيثة نحو البيت وفي نيتها أخذ حمام دافئ يزيل عنها توتر يوم شاق ومرهق . تعلم أن إفضاءها لزوجها بتوترها لن يكون ذا جدوى ، فقد تعودت منه تلك النظرة الباردة التي يحدجها بها كلما اشتكت له تصرفات الطلاب واستهتار بعض المدرسين إضافة إلى عدم حزم الإدارة في التعامل مع كل هذا . في كل مرة يهز كتفيه ولا يزيد عن كلمات قليلة مهونا عليها ذلك :
- وهل تنوين تغيير ما لا يمكن تغييره ؟
هكذا هو .. سلبي في كل شيء .. جافة تعابيره حتى في إبداء رأيه في لوحاتها .. تمنت لو انه جاملها بإبداء إعجابه بواحدة منها .. وتتذكر قول إحدى زميلاتها المقربات إليها :"لا أدري ما الذي جمع بينكما .. أنت في عالم وهو في عالم آخر .. " .. فتتنهد ولا تجد جوابا لسؤالها .
الاستحمام والجلوس إلى أمير كفيلان بجعلها تشعر ببعض الهدوء والراحة .. يراقبها زوجها في صمت ثم ينهض للخروج .. أزفت ساعة الالتحاق بشلته للعب "البارتشي" بمقهى الاتحاد المجاور لمسرح اسبانيول . تنظر إليه بسخرية وتتذكر إعراضه عن حضور بعض المعارض بالمركز الثقافي الاسباني المجاور للمسرح . ثم تتخيل أفراد شلته الذين لا يقلون عنه استهتارا بتلك المعارض التي تبدو لها قمة في الروعة وتعبيرا عما وصلت إليه الحضارة الانسانية من رقي .
تتأمل أمير وتأخذها سنة .. كيف السبيل لجعله أميرا حقا ؟ راقيا في كل تصرفاته وفي ذوقه .. تبتسم له حين ينظر إليها ببراءة فتدرك رغبته في أن تشاركه لهوه بسباق السيارات المنبثة على أرض الحجرة .. تشعر بالسعادة وهي تجثو على ركبتيها لتأخذ سيارة بين أصابعها وتمثل دور المتسابقة بصوت يحاكي محركها فيصيح في حبور :"سبقتك .. سبقتك .. أنا الأسرع .. أنا الأقوى .. " فتضمه إليها بحنان وتهمس في أذنيه :"هكذا أريدك حبيبي .. الأسرع والأقوى .." ثم تضيف وقد انسدل شعرها المبلل على كتفيها :"أريدك الأفضل .." .. وتأخذ بيديه إلى الغرفة المجاورة لتتأمل بعض لوحاتها بشغف .. ينظر أمير إلى بعض اللوحات وهي تراقبه باهتمام .. وتسأله :"كيف ترى هذه الرسوم ؟" فيجيبها بعفوية طفولية :
- ألوان هذه اللوحة جميلة .. تذكرني بالبحر والسماء .. متى نذهب ماما إلى شاطئ اسطيحة ؟
- عما قريب حبيبي .. العطلة ستبدأ بعد أيام ..
- ولكن لماذا هذه اللوحة سوداء ؟
ابتسمت وقالت :
- هل أخافتك ؟ .. إنه الليل .. والليل جميل .. ألا يعجبك وأنا اروي لك الحكايات الجميلة ؟
- لكني لا أرى نجوما و قمرا ..
تتنهد ثم تأخذه إلى حيث اللعب .. ثم تأخذ في تجفيف شعرها وترتيب بعض الأوراق الخاصة بالتنقيط .
مريم مدرسة كفؤة بشهادة الجميع .. رغم نفور الكثيرين منها لصرامتها في التعامل مع زملائها .. تحرص على أن تمثل مؤسستها أحسن تمثيل في جل المسابقات الفنية وتحصل على شهادات تقديرية وتهنئة المديرية الإقليمية .. لكنها لا تستسيغ كثرة المديح الذي يتحول أحيانا إلى شبه تملق ومجاملات البعض . لهذا بقيت علاقتها محدودة حتى مع زميلاتها اللواتي فسرن إعراضها عن مشاركتهن الاجتماع كل أسبوع في ضيافة إحداهن بأنه تكبر وغرور. ولن تنسى نظرا ت الامتعاض والاستهجان وهي تلقي كلمة بمناسبة فوز المؤسسة بالجائزة الأولى للفنون ، دون أية كلمة شكر للمدير أو إشارة الى زملائها .. فقط اكتفت بالتعبير عن فرحتها بما أنجزه التلاميذ الذين يستحقون وحدهم الشكر والتقدير .
لن تنسى تلك الأمسية التي سلمها فيها المسؤول عن المديرية تمثالا نحاسيا للمؤسسة وهدايا خاصة بها .. لن تنسى كيف انفض الجمع دون أن يفكر أحد في مساعدتها على حمل الهدايا إلى خارج الثانوية لوضعها في سيارتها .. مدرس واحد اهتم بها وهو يهم بالخروج .. التفت نحوها وهي محاطة بالهدايا لا تدري كيف تحملها .. ثم اقبل نحوها مبتسما في اعتذار عن عدم انتباهه لها .. كان مدرسا جديدا لم تره إلا مرة او مرتين وهو خارج من القسم .. وأحيانا كان يرافقها في حراسة امتحان الباكالوريا .. لا يلج قاعة الأساتذة إلا لماما وخارج وقت الاستراحة حيث يتجمع الزملاء والزميلات . كان طويل القامة ، نحيف الجسد ، أزرق العينين . يميل شعره للشقرة مع لحية خفيفة نبتت هنا وهناك على ذقنه .. في عينيه ما يشي بحزن دفين ..
كان مدرسا للموسيقى .. التقت به من جديد حين استدعاها المدير لوضع برنامج للأسبوع الثقافي والفني للمؤسسة .. كان صامتا كعادته .. يراقب مداخلة الآخرين وهو يتحدثون في حماس عن العراقيل التي تعترض تنفيذ البرنامج .. وحين أعطاه المدير الكلمة لم يزد أن قال باقتضاب :
- سأعمل على تشكيل "كورال" لينشد بعض الأغاني .
ثم التفت الى مريم مبتسما :
- لعل سيدتي تسعفني ببعض لوحاتها لتشكل ديكورا للعرض .
فاجأها طلبه بقدر ما أسعدها .. لأول مرة يهتم احد بما تقدمه من أعمال تعتبرها قمة في التعبير الانساني . فأومأت برأسها إيجابا وهمست :"يشرفني ذلك أستاذ."
ويتدخل المدير مبتهجا بما لقيه من تجاوب بينهما ، بعد لحظات الإحباط وهو يستمع لشكاوى البعض :
- أنا أقترح أن تنجز لنا السيدة مريم لوحة تناسب الحفل الذي سيكون شعاره "التواصل والإنصات خير وسيلة للحد من العنف" ، وسيكون على أستاذنا الجليل اختيار الأغنيات المناسبة أيضا ."
انفض الجمع ووجدت مريم نفسها جنبا الى جنب مع أستاذ الموسيقى وهو يحدثها عن الموضوع قبل ان يتطرق إلى لوحاتها مبديا رأيا لا يخلو من إعجاب .. لكنها لمست منه نقدا صريحا بعيدا عن أية مجاملة .. حدثها عن طغيان اللون الأسود والرمادي في جل لوحاتها مما يعكس حسب رأيه حالة نفسية خاصة ..
- طبعا .. نفسيتي تغيرت منذ وفاة والدتي منذ أشهر .. كانت بالنسبة لي كل شيء .
هل تبوح له بكل شيء ؟ .. نظرت إليه فوجدت في عينه تساؤلا عن أسباب أخرى .. فلم تحر جوابا .
- على العموم أشكرك على رأيك الموضوعي في لوحاتي .. وسأعمل على إنجاز شيء يليق بأغنياتك ..
- لا تفرضي على نفسك أشياء لست مقتنعة بها .. كوني تلقائية في كل شيء ..
وهي في خلوتها وبين كتب الفن التشكيلي لكبار الرسامين ، يشرد ذهنها .. وتلتفت إلى أمير وهو يغط في نومه .. تراقب تنفسه بحنو .. وتتنهد حين تتذكر إلحاحه على والده في أن يحكي له حكاية .. فلم يلق منه قبولا لكونه لا يعرف ما سيحكيه له . ناداها وهي في المطبخ مستعينا بها كي "تخلصه" من إزعاج الصبي .
أمير صار أكثر إلحاحا وتمردا منذ توقف الدراسة بالروض .. فكان لزاما عليها اصطحابه إلى المؤسسة كي تدون النقط باللوائح .. هناك كان يلعب دور المدرس وينبه "التلاميذ" الجالسين قبالته بأن العقاب سيكون شديدا إن لم يجتهدوا .. فتضحك وتقول :
- على رسلك يا بني .. أليست هناك طريقة غير الوعيد والضرب ؟
فيجيبها مقطبا :
- هؤلاء يستحقون العقاب .
يمر مدرس الموسيقى ويلقي التحية فتبادله إياها .. يتوقف متأملا الصبي :"أهلا بالبطل.. ما اسمك ؟"
وحين يسود الصمت ولا يجيب الصبي متفاجئا بهذا الدخيل على حصته تجيب مريم :
- هذا أمير .. ابني .. مدرس كما ترى ..
يتصنع المدرس الجد فيقول :
- آه .. أتمنى أن يكون تلاميذه في المستوى .. لأني أعاني من كسل البعض ..
وينطق أمير لأول مرة :
- شفت ..ماما .. ألم اقل لك أنهم يستحقون العقاب ؟
- امممم .. – يحك المدرس جبهته مبديا اهتمامه - ربما هناك طريقة أخرى لكي ينتبهوا أكثر ..
ثم يلتفت نحوها متسائلا :
- ممكن آخذه معي لحظات ؟
- طبعا .. أمير .. هل تريد مرافقة الأستاذ إلى قسمه ؟
يقبل الصبي متشجعا بموافقة والدته ويرافق مدرس الموسيقى بينما تعلو شفتيها ابتسامة رضا .
بعد لحظات يعود أمير منبهرا وهو يلهث :
- ماما .. ماما .. لقد عزفت على البيانو .. أريد أن أكون مدرس موسيقى .. أرجوك ..
فتغرق مريم في الضحك وتقول :
- مهلا مهلا صغيري .. عليك أن تدرس أولا وتتفوق ..
ويتدخل المدرس :
- سيكون ذا شأن .. حبه للموسيقى سيساعده .
- لو سمعك أبوه الآن لأوسعك كلاما لن يرضيك .. يريده عالما في الرياضيات ..
- وما المانع ؟ .. عالم رياضيات وموسيقي ..
يتحمس الصبي فيلتصق بأمه متوسلا :
- ستشترين لي بيانو ماما .. أليس كذلك ؟
وتلتفت مريم الى المدرس في عتاب وهو يهم بمغادرة القاعة :
- أرأيت ؟ .. كيف سأنجو منه الآن .. أصبته بعدوى الموسيقى ..
- آسف .. لكن قابليته لذلك هي السبب .. أنا فقط حركت فيه ما كان مدفونا في أعماقه ..
- فلسفة موسيقية ؟
ضحك ثم حياها وانصرف .
جلست مريم برهة تتأمل الأوراق والنقط .. بجانبها أمير يتابع تقمصه للمدرس مواصلا وعيده وأوامره .."انتبه أنت .. أين واجبك المنزلي ؟ مد يدك .. في المرة المقبلة سأضربك اكثر .." .. يااه .. ألم يتعلم غير الضرب والوعيد ؟
تلملم أوراقها وتنهض لتكمل ما تبقى من إدخال النقط في المنزل .. تنادي أمير وهو يتنقل بين الصفوف وتخرج .. تبدو لها الطريق محفوفة بالأشجار المورقة وقد تمايلت مترنمة بلحن شجي .
وحين تخلو لنفسها لتتأمل في صمت لوحاتها .. تتملكها رغبة في رسم شيء ما لا تدري كنهه .. فقط تريد ان ترسم وتطلق العنان لريشتها . يتردد صدى في أعماقها " لا تفرضي على نفسك أشياء لست مقتنعة بها .. كوني تلقائية في كل شيء .." .. فتهيم في عالم الألوان غير عابئة بمرور الوقت ولا تنتبه إلى دخول زوجها واستلقائه منتظرا لوجبة الغذاء .
اللوحة تشرف على النهاية .. لكن مريم لا تريد إنهاءها .. تعيشها بكل كيانها .. تمتزج بألوانها وتغوص في أسرارها .. وحين تكملها تتنفس الصعداء متحسرة على اللحظات التي عاشتها بين أحضانها .. وحين تعرضها على المدير وبعض الزملاء تلحظ كالعادة إعجابا محتشما من هذا ومبالغا فيه من ذاك وحماسا من تلك .. قال لها المدير :
- عمل ولا شك رائع .. لكي رأيي أنها تحتاج للمسة وطنية تغرس في التلاميذ حب الوطن ..
كانت متأكدة من أنه لن يفهم شيئا .. وأن الآخرين مثله لن يبالوا بما تحويه من رسائل .. مدرس الموسيقى يعبر من جديد ، كما توقعت ، وبأسلوبه الخاص عن إعجابه . لم يقل شيئا . نظر إليها برهة ، فقرأت في عينيه أشياء اختزلت كل ما حوته لوحتها . فهم كل ما سكبته فيها . هز رأسه مشجعا .. كانت إشارته كافية لتشعرها بالرضا التام .. هكذا تعودت منه .. قليل الكلام .. يعبر بصمت عن إعجابه أو نفوره .. حتى مواقفه أو أحاسيسه لا يبوح بها ، وإن فعل ، فبكلمات قليلة جدا . يشبه الموسيقى التي تنبعث أحيانا من قسمه . صامتة لكنها تقول أشياء كثيرة لا يفقهها إلا من تمعنت أذناه نغماتها . كم يحلو لها التوقف عن تصحيح واجبات طلابها لتقف عند الباب وتصغي بكل كيانها إلى عزف أنامله على البيانو . وكم يسعدها استشارته لها في بعض مؤلفاته لتعطيه رأيها فيها .. كم كان يعبر جيدا عن حالة حزنه البادية جليا في عينيه حين يعزف :
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم أعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
تشعر بالندم على عرض لوحتها على الآخرين وتحس كأنها اغتصبت عذرية لوحتها .. كان عليها ان تحتفظ بها لنفسها .. ولم لا له أيضا ؟.. تعود بها من جديد موهمة المدير بأنها سوف تدخل عليها تعديلات .. لن يراها بعد الآن .. ولن يراها أحد سواهما .. وسوف تنتظر الموسم المقبل بكل لهفة لتطلعه على ما رسمته أثناء العطلة الصيفية التي تتراءى لها زاهية الألوان وهي تذرع الشاطئ صحبة أسرتها الصغيرة ..
اليوم الأخير .. يوم توقيع المحضر .. تتبادل تحية الوداع مع كل الزملاء والزميلات .. ويحييها المدير رغم نبرة العتاب عن إحجامها عن تقديم لوحتها أثناء الأسبوع الثقافي .. تلتفت بحثا عنه .. فيجيئها صوت المدير كنعيق بوم :
- على فكرة .. مدرس الموسيقى أخطأ حين لم يدرج أناشيد اقترحتها عليه .. لم أعاتبه لأني لا أريد أن أنغص عليه فرحته بالانتقال ..
- انتقل ؟.. - تشعر كأن صوتها عبارة عن صدى لنحيب صامت – إلى أين ؟
- إلى قرية بناحية الشاون .. فضل البادية على المدينة .. يا للسخرية .
حين تلتقيه وهي تغادر المؤسسة .. تصافحه مازحة :
- أهكذا تغادرنا ؟.. وأمير يسأل عنك مرارا كي تعلمه الموسيقى ؟
يحس بعتاب ممزوج بالألم ..
- كان لا بد لي أن أبتعد عن المدينة .. أحس فيها باختناق .. لكن ..
- لكن ماذا ؟ .. هل هو هروب من شيء ما ؟
يسود الصمت لحظات قبل أن يجيب ..
- أشعر بأني خذلت أميري .. ولولا أني وضعت طلبا للانتقال قبل أن نتعارف لتراجعت عنه ..
- على كل حال أتمنى لك التوفيق ..
- وأنا أيضا .. على فكرة .. أجمل ما في لوحتك الأخيرة أنها تجردت من ذلك السواد الذي لازم غيرها من لوحاتك ..
ترتسم على شفتيها ابتسامة لا معنى لها .. وتهمس :
- من يدري ..؟ لعلها ألوان زاهية تخفي سوادا لا يلبث أن يطغى عليها من جديد ..
يعود الصمت من جديد قبل ان تنتفض وتشيح بوجهها كأنها تطرد عن ذهنها أفكارا :
- إن قبلتها .. هي هدية مني إليك .. هي في سيارتي الآن .
- طبعا أقبلها بكل امتنان .. خذي .. أنا أيضا كنت أعددت لك هدية شكرا مني على دعمك وتشجيعك .. وهذه لأمير ..
تنظر إلى مجسم قيثارة من نحاس ومجموعة من الأقراص المدمجة الخاصة بأغاني الأطفال ، فتصافحه للمرة الأخيرة مغمغمة في ارتباك :
- رائعة جدا .. شكرا لك .[/justify]


قديم 06-09-2019, 07:30 AM
المشاركة 2
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
الأستاذ رشيد الميموني

الفن التشكيلي والموسيقى إجتمعا

في قصة مشاعر صامتة لم يكتب لها النجاح

شكرآ لقلمك الجميل تقبل تحيتي

وحيدة كالقمر
قديم 06-24-2019, 01:51 AM
المشاركة 3
كاتيا فالي
وتني براون
  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
الفن مضطهد في أكثر المجتمعات الرجعية ومحصور بين جدران المؤسسات التعليمية .
رمزية وتكثيف لمشهد كبير


أنا حرة
قديم 06-26-2019, 11:10 AM
المشاركة 4
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
قصة رائعة

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 07-06-2019, 04:32 PM
المشاركة 5
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
أحببت لغة القصة..ولن أجامل في الموضوع..رغم أنه لامشكلة فيه من حيث أنه يحدث..ولكن لو كان لي الخيار..لضحيت بواقعيته..لصالح واقعية أخرى وقلبت الأدوار..وجعلت الرجل مكان المرأة والمرأة مكان الرجل....
المهم..أحببت المرور والتعبير عن تقديري لتمكنك من فن القص..تجياتي لك

قديم 09-01-2019, 10:17 PM
المشاركة 6
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
الأستاذ رشيد الميموني

الفن التشكيلي والموسيقى إجتمعا

في قصة مشاعر صامتة لم يكتب لها النجاح

شكرآ لقلمك الجميل تقبل تحيتي
ممتن لك سيدتي على ما أوليته لنصي من حفاوة واهتمام .
أرجو أن ابقى دائما عند حسن ذائقتك الأدبية الرفيعة .
مع خالص مودتي وتقديري .

قديم 09-01-2019, 10:18 PM
المشاركة 7
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
الفن مضطهد في أكثر المجتمعات الرجعية ومحصور بين جدران المؤسسات التعليمية .
رمزية وتكثيف لمشهد كبير
أسعدني رأيك في نصي الكريمة كاتيا .
شكرا لك على تجاوبك ودمت بود .

قديم 09-01-2019, 10:20 PM
المشاركة 8
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
أنت أحق بهذا الباقة أختي البتول وأرجو ان تنال كل نصوصي إعجابك وتنال رضاك .
كل المودة اللائقة بك .

قديم 09-01-2019, 10:22 PM
المشاركة 9
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
أحببت لغة القصة..ولن أجامل في الموضوع..رغم أنه لامشكلة فيه من حيث أنه يحدث..ولكن لو كان لي الخيار..لضحيت بواقعيته..لصالح واقعية أخرى وقلبت الأدوار..وجعلت الرجل مكان المرأة والمرأة مكان الرجل....
المهم..أحببت المرور والتعبير عن تقديري لتمكنك من فن القص..تجياتي لك
سعيد جدا بهذا الهطول السخي أخي عبد الحكيم .
وممتن لك على حضورك البهي على متصفحي .
محبتي الأخوية بلا حدود .

قديم 09-02-2019, 12:45 PM
المشاركة 10
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مدن الأحزان
قصة رائعة جدآ سيدي رشيد ومكتملة الأركان
راقني أسلوبك ولغتك بارك الله في قلمك
ويعطيك ألف عافية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الابتسامة هي قوس قزح الدموع


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مدن الأحزان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الميزان حسين الأقرع منبر الشعر العمودي 1 12-15-2021 11:07 PM
شخصيات في الميزان عبد الكريم الزين منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 04-21-2021 11:36 PM
أكبر من الأحزان عبدالحكم منبر شعر التفعيلة 16 12-30-2020 12:18 AM
الميزان سعاد الأمين منبر القصص والروايات والمسرح . 8 12-26-2014 09:08 AM

الساعة الآن 02:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.