قديم 11-14-2015, 11:13 AM
المشاركة 51
ندى إبراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نعم، وأرجو ان تنال مخطوطاتنا تقييما ونقدا بناءً من اللجنة، حتى لو لم تفز، لننال الفائدة.
وشكرا

قديم 11-14-2015, 05:29 PM
المشاركة 52
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرًا استاذة ندى

قديم 12-28-2015, 04:17 AM
المشاركة 53
ندى إبراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
مرحبا، هل تم إعلان النتائج؟! إن كان لا فمتى؟
تقديري للجميع سيما المسؤولين

قديم 12-28-2015, 01:27 PM
المشاركة 54
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سيتم اعلان النتائج قريبا جدا ان شاء الله. ربما يوم الاربعاء القادم حيث تحدثت مع رئيس اللجنة بل قليل واخبرني ان العمل جاري للاسف تأخرنا هذا العام قليلا بسبب انشغال رئيس اللجنة وسفره. لكن اذا اعلانا النتائج قبل بداية العام الجديد فنكون لم نتأخر حسب الخطة التي عملنا بموجبها ولو انني كنت افضل الاسراع في اعلان النتائج.

قديم 12-30-2015, 02:20 PM
المشاركة 55
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عاجل - اعلان نتائج مسابقة القصة القصيرة للعام 2015 - قريبا جدا

اعلان
الاخوات والاخوة المشاركين في مسابقة القصة
الاخوات والاخوة منتسبي منبر القصة القصيرة
الاخوات والاخوة سكان منابر جميعا

تواصلت مع لجنة التحكيم اليوم وابلغتني اللجنة انهم انجزوا عملهم وعلى وشك اتخاذ قرار بالقصص الفائزة في المراتب الاولى والثانية والثالثة وسوف يتم الاعلان عن النتائج غدا صباحا ان شاء الله.

فمن هي القصة صاحبة الحظ السعيد والفائزة بالمرتبة الاولى؟
ثم من هي القصص الفائزة بالمراتب الثانية والثالثة؟

انتظرونا هنا...


فيما يلي القصص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة الاصدار الثاني للعام 2015 ننشرها هنا حسب تاريخ استلامها وذلك للاطلاع حيث سيتم اعلان النتئاج وتسمية القصص الفائزة فور جهوزيتها والذي نأمل ان تم غدا صباحا على اقصى تقدير،

علما بان الاستاذ يوسف دويكات عضو اللجنة ابلغني بان السرد في القصص المشاركة في المسابقة هذا العام من مستوى مرتفع،،،

شكرا للجميع على المشاركة،،،
:

قديم 12-30-2015, 02:24 PM
المشاركة 56
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
انتحار الشيطان..!
عبير المعموري

في صبيحة اول اربعاء من شهر تموز..كان ملقآ فوق كومة قمامة اتخذ منها وسادة..كان يحدق بتلك الغيوم البيضاء المتفرقة..راى في وجه السماء امراة تبتسم له ثم سرعان مابصقت في وجهه عندما بادلها الابتسامة!..نهض مذعورا وقام بدعك عينيه لعله كان في حلم..اراد ان يتبين حقيقة ماراه..فلم يجد امراة امامه بل غيمة صغيرة اكملت سيرها المتعجل ..تذكر ان اليوم هو عيد ميلاده التعيس.. المشطوب من ذاكرة العالم..كمخلوق مجهول ومشرد لااسم له..مرت سنوات من العصيان امضاها في بيت لاينتمي بصلة لمن فيه!. كانوا محسنين بما يكفي للاهتمام به.. بعد ان جلبوه في خرقة من امام مسجد !..كان يملك شيئآ لايملكه غيره..كفيل بانقاص ذاته امام اقرانه.." اصبع سادس لايعلم بعد ماهي فائدته..لكن الجميع كانو ينادونه ب(اصبع الشيطان)".
مرَ من امامه شيخ كبير..ثم جارة قديمة وهي ارملة منذ سنتين..ومعلم كثيرا ماعاقبه على تاخره عن الدرس لدقائق معدودة فقط.
تداخلت خواطره واختلطت ثم مالبثت ان انتضمت بصور دقيقة للغاية.."انبعثت من صدره زفرة الم اعقبها سعال شديد..ثم قال بصوت خفيض:
(لشد مايبدو الشيخ شيطانا مهذبا وهو خارج من ذلك المسجد والناس يتدافعون حوله.."ادعو لنا ياشيخ..انا مريض!..انا متعسر الرزق!..انا مصاب بالحسد!..والنداء من مختلف الافواه..ولايعلم احدهم اين امضى ليلته بالامس!..القى عليه بعض الكلمات عندما كان مارا امامه وقبل ان تبتعد خطاه:
_هيه!.. "يليق بشيطانك ثوب الناسك"!.
وللجارة التي انتقلت الى حي راق وبيت فخم على الطراز الحديث بين ليلة وضحاها.."(اين تخبئين شيطانك اللعين..كم وهبك من المال!..سأزورك ايتها الشيطانة!)".
لكن المعلم توقف لبرهة وهمس في اذنه شيئا ثم رمقه بنظرة متوعدة اجبرته على الصمت!.
اتى المساء سريعا ذلك اليوم..ظهر مجددا في قريته الصغيرة بعد ان تم طرده من المنزل بعد اخر سرقة حدثت.
التف حوله اطفال صغار(جاء الشيطان..ارموه بالحجارة..ثم تجمع الكبار وازداد الهتاف ورشق الشتائم ونظرات الاحتقارمن كل جانب..ثم ركلا بالارجل والدماء تسيل..وقف الشيخ فوق راسه وقال:
_اربطوه فوق ذلك العمود..ليصبح عبرة لكل سارق!
التقت نظرات اصبع الشيطان مع الشيخ واوشك ان يصرخ امام الملاء بما رأه..لكنه امسك عن تلك الرغبة.. وابتلع كلماته اما م ذلك الشيطان الخفي والانيق.
علق على العمود ثلاثة ايام..ثم اختفى بعدها السارق الصغيرمن القرية!.

عاد للظهور بعد مضي 6اعوام على تلك الحادثة..كانت الساعة تشير الى الواحدة صباحا..لكن سيرته كانت حية على السن الناس..لايتوقفون عن تبادل هذه العبارات(هذا فعل الشيطان..من غيره يجرأ على ذلك!...يفعلها ويختبئ!..).
وضع راسه بين يديه..كان محملا بالاماني..عائدا كأنسان ذا قيمة يطمح لحياة مختلفة بلا نقص او سخرية..لكن الاوان قد فات.. الشيطاين المختبئة بجسد الفضيلة والعفة.. قتلت عشرة رجال بأسمه..واغتصبت 3نساء وسرق محل الصائغ !.

بينما كانت الرياح تهب بقوة والنجوم تتلئلىء في حضرة قمربائس ارهقته رؤية المساوىء البشرية بلا مبالاة منهم..ومضت في مخيلته فكرة قد تبدو نهاية عالمه الحافل بالتعاسة..لكنها ستمنحه راحة ابدية لهذا العناء والحياة المزرية..كان بلا معنى طوال الوقت.. كشيء زائد عن الحاجة..كتب كلماته بدموع اشبه ان تكون ولادة روح جديدة قررت ان تترك مستنقع موحلا الى فضاء رحيم لاينقص من شأنه ان ولد مكفوفا او بأصبع سادس!
على ورقة مجعدة ارسلتها له الريح وقد اسعفه قلم حبر اسود عثر عليه في جيبه.. " رحل اصبع الشيطان زمنا عنكم..لم تخامرني لحظة شك ان الشر باق بعد رحيلي..لكنني لم اتوقع ابدا ان توسم خطاياكم بذات غائبة..سيضع ذلك الاصبع نقطة الخلاص لي..سأحمل اخطائي وارحل بوجه واحد نحو السماء..لتنعموا برؤية شياطينكم تحت ضوء الشمس".
وجد عند صباح اليوم التالي معلقا على العمود كما اراد لنفسه ..وعند قدمية قلم الحبر مع ورقة ثبتها بحجارة لتبقى في مكانها.. كأخر ذكرى له في العالم السفلي..!.

عبير المعموري
27\9\2015

قديم 12-30-2015, 02:25 PM
المشاركة 57
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
راية كانون
قلم/ ندى إبراهيم

هناك في (برلين), وفي أقاصي الغرب والغربة, حيث سحيق الهوّة، وعربدة الطريق الباهض كُلفة, وحيث مدنية التطور وشهرة العلاج, والنأي عن صخب الحياة العربية وما آلت إليه من فظائع وعصف!
يتمطّى - وفوقه اللحية الكثّة- فوق بياض كأسمال ما بارحها الهذي والنياح, حتى بدد البياض وجعله واجما, وأنّى لمن حوله أن يستريح!
"متى سنخرج من هنا؟ ليتني متّ قبل هذا" قالها أبو حامد بحشرجة متعالية وصوت بدا يتهدّل رويدا.
"عن قريب يا أبتاه, ريثما تهدأ أعصابك وتتماثل للشفاء" ردّ حامد في أسىً عميم ودمعة شاردة كالمعتاد!
"حسنًا سأنتظر ذلك اليوم الموؤدة ساعته،المكلومة دقائقه, قم وناولني الماء" قال الوالد. عندما امتدّت يد البرّ والإحسان تشظّت من أنّات والده زفرات جارحة, يصحبها أخاديد مسرية من حدّة العَرَق و جفاف الشفه!
" لا أشتهي حتى الماء .. أريده! " هكذا ترنّحَ وأَعْجَب.
وكأنها لكمة جديدة وعارض هزّ أوداج المرافقة, جاءت لحامد عن غير استحياء لينفرط منه عِقد الرعاية, فيتجه فورًا لمناداة الطبيب المشرف على الحالة والنوبة المتكررة مع تجدد فتنها اللعينة. يثور وينتفض غبار المقاومة من على وجه الابن المسكين، بل ويذوب بسيلين من دمع! مرددا محتسبا : لطفك يالله.
وإلى حديقة مشفى( فيفانتيس هومبولت) لا يدري أتحمله الخُطى أم لا؟! وهل عمر الثالثة والعشرين كافٍ لاقتضاب (الاكتئاب) في بوتقة صبره؟ وتحمّل أمواس العذاب التي باتت تجرّح صدره وكأنها نكاية به عن جرم اقترفه؟! هل نحافة جسمه مع سواد فوق الناصية المتدلي على حنطية جسده ستجعل منه أكثر مراسًا وحركةً وتصديةً لواقعه المُعاش؟!
يُرهف سمعه وكأنه عابئ بما يدور حوله, يتقصّى بطرف عينيه المارّة والواقفين, بل وحتى المرضى والمراجعين, علّه ينجح في لعب دور الهدأة والإرتياح! توصله حدّة الألم إلى منتهى المكان فيقبع غير آبهٍ ببرودة الجو ولا بضوار الجوع في معدتهّ!
وحالٌ كهذا لم يخفَ على(شريف) المشرف على حركة الترجمة للمرضى العرب, فقد ظلل على رأس حامد كفراشة ترفرف بجنح المواساة, " ما بك، كيف حال والدك الآن؟ " قالها شريف مسترعيا مزاجية شريف في البوح, وفاغرا منه فاه الإفصاح عمّا يدور في خلده الحزين, " الحمد لله, عاودته النوبة من جديد وأخشى أن يأتي اليوم الذي يرفض فيه مرافقتي " قال حامد.
ليست مهمّة شريف معرفة تاريخ المرضى, ولا حتى أسباب المرض، بل عمله محصور في الترجمة من أجل العلاج من اللغة الألمانية إلى العربية وبالعكس.
وقسرًا يحاول شريف أن ينتج من مدونة عقله الفارغ شيئًا يسلي به خاطر حامد, لكنه لم يجد سوى دحرجات الواقع الأمرّ الذي يعزو إليه انتشال صاحبه مما هو فيه، " لا تخف سيُشفى والدك قريبا بإذن الله، ما رأيك أن أخبرك عن بطولاتي ذات صيف؟!" قالها وثقة عارمة تنتشيه بأنه سينجح في أن يدلي دلو السرور, ليتعاطاه مع صاحبه, فيسكران ويبتعدان، حتى يحييان معا - وبلا هوادة - في عالم آخر!
شريف الذي لم يمضِ على عمله في ألمانيا سوى شهر واحد , لم يبرح يكررعبارة جده المتكهن المُرّ الآني)، وكذا يدّعي أنه نجى من موت محتّم, فلم يفهم أحد البتّة مرامه، إلى حين لُقيا حاتم.
" هل سمعت يا صديقي عن تنظيم الدولة الإسلامية الجديد؟! حتى كأننا لم نكن لنعش في مهد الإسلام الأًصيل، ما زالت هذه الدولة تجرّ أذيال الويلات وتحصد شعير الاغتراب، وهل تصدّق أنني ذات يوم كنت في أحد صفوفها جنديّا؟! " قال شريف.
تنتفض جوارح حامد، وتزهق مفاصله، حتى تكاد تتفصّد، وبخطّيّ بَسْمة، انحدرا على وجهه المواري، أخفى رعبه المكتظّ بين قلبه ورأسه قائلًا : " أردت فتح أسارير نفسي، وقلب صفحة ألمي، وتغيير جوّي، ففعلت ونجحت وها أنا ذا أبتسم، شكرا شريف".
" لا لا إنما قصدت فعلًا ما قلته، وحيث أني شريد في بلاد بعيد, أرى نفسي خفيفة البوح عمّا أحلكها من سوادٍ واضطراب لم يبرحه النعيق, ولعلك تجد في جرأتي شيئا من السلوى، وفي حكايتي نبيذ سكون!
ذات ليلة كنت أوشوش على أحلامي بغيمة حُبلى، خلتها ستمطر عليّ نُدفا ثلجية، لكنها لم تسقني سوى حمّى الموت!
كنتُ أنوي مساعدة قريب لي، انضمّ مؤخراً لجماعة هذه الدولة المزعومة، الدخيلة. فكان السبيل هو الانتماء الغبي الساذج, وفي لحظة خدر الحواس أراني أقبل بالشروط وأنضم لإحدى الكتائب عنوة، إلى حين تمّت تزكيتي من قبل أحد عناصر الدولة، فشكلت رقما وزدت الفتيل أوارً, كنت حينها طالبًا في جامعة الأزهر حين قررت الانضمام لأخطر جماعة متشدّدة في العالم، وكنت قبلها فتيّا عصيّا متمرّدا على حكّام مصر، وشاركت في الاحتجاجات ضدهم، وكان طموحي الأكبر يتمثل في الإطاحة بطواغيت العرب وإقامة دولة الخلافة، هكذا كنت سبّاقًا ولم أكن مبتدئًا في العهر السياسي. اخترت سوريا على وجه التحديد لأن الشام كانت المكان الذي يجتمع فيه المجاهدون- أتباع التنظيم الجديد – ويتفقون على مآربهم، ويتأهبون لإعادة فتح بلاد المسلمين(كما يزعمون)!
هذه الدولة فيها من الوزارات والدواويين ما يكفي، وكذ الجيش جزء من أركانها، هناك كتائب وسرايا كأي جيش في العالم.
في كل يوم كانت لي محاولة جاهدة مع ابن عمي(مدحت) في أن يرتدع عن هذا الطريق وأن لا يسقط في جرف هلكتها، لكنه يتبجح رافضًا، معللا بإيمانه الكبير بمبدئهم العقيم، وأن رايتهم السوداء العجفاء ستنبت سنيّ النصر!
كنت على ثقة أنه لم يمسّني بأذى وبيننا صهر ورحم(فأنا زوج لأخته)،
سنحت لي فرصة المكث بين صفوفهم في التّعرّف على الكثير من خططهم المستقبلية، وكذا بعض اعترافاتهم عن سوابقهم المخزية، فقد انتشر هذا التنظيم بشكل ملحوظ في كانون الثاني تحت قيادة زعيمهم الأكبر(أبو السويداء)، الملقب ب(المُرّ الآني).
أخبرني قريبي ذات مرة عن أنه لن يموت أبدًا بسبب هذا التنظيم رغم خطورة الحركات التي يعملها، وذلك لأنها يحمل( قنّينة النجاة)، صغيرة الحجم، زرقاء المحتوى، ما إن يصيب بللها الجلد حتى تتكثّف هالة حول الجسم تقاوم الطلق والنار.
علمت من رئيسي المصري أن هذ التنظيم يسيطر على مساحات كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية، ومما لمسته بعد التعايش أن هذا التنظيم وحشي أرقط دميم، يحارب كل من يخالف آرائه، وتفسيراته الشّاذة، سواء من المدنيين أو العسكريين، ويصفهم بالرّدة والشرك والنفاق ويستحلّ دماءهم الزكيّة!
بعد يأسي من مناصحة قريبي، قررت الفرار، فدخلت خلسة إلى غرفة موصودة، أفتّش عن مفتاح للهروب بإحدى السيارات المتوافرة، ولكن! عبثًا أحاول، إلى أن وجدتني ألمس إسطوانة ورقية طويلة، فتحتها وإذا هي خارطة لخطة قادمة، قذفتها بذهول وانهيار، وإذا بجانبها سجل موصود فيه كل الجرائم السابقة، مما استرقه نظري في عجالة:
(في البداية قمنا بعملية تفجير انتحارية لمساجد يحضرها الشيعة أثناء آداء صلاة الجمعة في كل من مدينة الأحساء، الدمام، القطيف، الكويت.
كما وقمنا بعملية تفجير أخرى في نقطة تفتيش بالسعودية، إضافة لقتل السائحين في تونس، وبعض الأسواق في العراق، نتج عن هذه العمليات مقتل ما يزيد عن 190 مدني، وتم تفجير ست مساجد في اليمن أثناء صلاة الجمعة، في شهر إبريل ومارس، نتج عنه مقتل ما يزيد عن 170 مصلٍّ.)
ما كان منّي إلا أن استحال لوني أزرقًا، واندلع من رأسي – كشرار - التفكير الجاد بالفرار، ولكن أنّى الطريق!
ارتباط قريبي بهذه المجموعة مجنونًا، والهبات التي مُنّي بها قد أزاحت وأطاحت بالقُربى، حتى نسي تماما " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض" ، هكذا ربّاه التنظيم بين مخلبي فتنة وانقلاب، وأوأده في مهد الخسران.
صدّقته حينما احتضنني ذات صباح ليسري إلي خبرًا خلته صادقا فيه، " فكرتُ مليّا بما جئت هنا من أجله، وأني لأرفض الظلم، وسأتجه معك غدًا صباحا إلى حيث عراقة مصر" هكذا قال.
وفي سيارة الهرب، وظنّا منه أنه سيقضي على مرتد، استدار إلي ليقول:" انطق الشهادتين، فسيارتنا مفخخة!!"
لحظات .. وأنا على بُعد أمتار أرى أدخنة متراصّة – غير هامدة - وتحتها جثّة!
حوقلتها: لا حول ولا قوة إلا بالله، سجدتها: حمدًا لله.
عدت لموطني مع بقعٌ داكنة تبللني، من أزرق النجاة الذي اختلسته من حقيبة قريبي ذات يوم،
عدت أزفُّ نبأ أختي الأرمل! وأحتقن جرحها بقبلات اعتذار، وهيهات أن تعذر، سرتُ للخلاص فخلُص بهِ العمر! "
يربّت حامد على كتف شريف الذي لم يتمّ حكايته، بل غرق في لجّة التخيل، حتى غفى وتوسّد الطاولة بينهما!
" شريف، أيها العزيز يبدو أنك مرهق جدا من أعمالك بالمشفى اليوم، قم لترتاح" قال حامد.
"ما رأيك بحكايتي؟" قال شريف. " وأية حكاية؟ بتَرَها الكَرَى الذي غالبك، فقد وصلت لقولك لي بأني سأنال منها نبيذ سكون فسكن صوتك" قال حامد.
معذرة كبرى يا عزيزي، كنت أود القول : بلادنا العربية كانت وما زالت تعتريها أنظمة وعداوات غاشمة ، وقد زارنا بالمشفى أحد سفراء بلدكم وقد كان دكتورا، للاطمئنان على صحة بعض المصابين في تفجير القديح، واللذان نُقلا هنا مؤخرا، هذه فاجعة كبرى حملت ورائها يتامى وأرامل، تأملها تجدها أمضّ مما أنت فيه مع والدك. ردّ حامد: نعم أمضّ(قالها مستنكرا لها في قرارة نفسه).
توكّأ على قدميه مرة أخرى، متعللا بمرافقة والده، مخفيًا علّته، مختنقًا بسموم التنظيم الجديد الذي أدّى لحروب (نفسية) صار ضحيتها والده!
ما فتئ شريف يستغفرعن ذنبه، وما برح فكره يندحي تحت أبواب الخلاص، وعزيمة الانتقام متغربلة جادّة في بتْرِ قرون ذاك التنظيم المعاند. بعد مرور عام، يباغته اتصال ينبأه بموت جده وتحاتّ ورقته، يُسرع وثقل الأسى مقيد لرجليه، فيسقط مرة وينهض أخرى، هو يعلم أن في عروج تلك الروح ستنمو حقيقة! لطالما تعدّت حدود تفكيره المبعثر كلما حاول التنبؤ بها، لكنه لا يفلح. يصل لموطنه، تقام مراسيم العزاء، فيقفز - متذكرا وصية جده - إلى صندق أسود صغير، كان مما جاء في وصية الجد أن يفتح بعد موته، أنفاس شريف بين محبس يهزّ رهافة العظام وبين زفر كنفخ بالون أو خمد فتيل شمعة!
يفتح الصندوق ويعثر على ورقة مكتوب فيها: [اقصد أرض السلطة والحق بركب المخلّص، فهو يقضي على (المُرّ الآني)، ستتجافى مضاجع الظلمة، سيزهر الكون!]
يُحكم قبضة كفيه للأعلى: نعم سيزهر الكون من جديد!
سديم يتكثّف حول نور، حول وسامة المخلّص، يخترقه وبيده لواء نُقشت عليه شهادة وأخرى، قيامة صغرى، وصيحة كبرى، شمس تشرق من مغربها، ونفس زكية تُزهق! رايات وبيارق ثلاث في قبال رايته، ينهيهم عن بكرة أبيهم، أبابيل تساهم بها السماء، وزلازل تقدمها الأرض، تخرج الطبيعة من صمتها، يتفتق الحجر، ينهمر الدم من قصورهم، تسيل أودية فتغرقهم، توأدهم أتربة لطالما حمتهم، أبو السويداء يفرّ كفرعون، لكنه بعين واحدة! وسحابة مدد مُنتظرة تعانق السماء تمطر البساط تلو الآخر، كل منها مطيّة للأنصار، فيهم من استحق البعث لينتقم، ومنهم من لم يمت بعد، شريف مُختار لأن يثأر، على البساط المجاور يسبح حامد، وبصوت واحد من فوق البساطات: المُرّ الآني. كشيطان مرجوم تهاوى. انتهى

قديم 12-30-2015, 02:26 PM
المشاركة 58
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مفعولٌ بي
مها الالمعي

~
كل صباح أرتدي هذا الزي العسكري منذ عشر سنوات
باستثناء صباحات الإجازة القليلة
التي أحصل على بعض منها خلسة
كان والدي يقول إن السلك العسكري يعلم رواده النظام ويصنعه فيهم
لكنني لم أتعلم النظام بقدر ما تعلمت التمرد
أصبح التمرد هو الوسيلة التي أخبر بها العالم عن وجودي
يبدو هذا اعتراف بائس
لكنني اكتشفت أن اعترافاتي البائسة تذيب التراكمات التي كثفها الزمن عليّ
دائما ما أحاول إذلال الضباط خاصة الأصغر مني سنًا
أذلهم بحديث سيء عنهم أو بتباطؤ في تنفيذ أوامرهم
تعز عليّ نفسي جدًا حين أُجبر على إلقاء التحية العسكرية لهم
فتصنيفنا (لأفراد وضباط)
أعيه بشكل ما على أنه (حقيرون وعظماء)
تؤرقني فكرتي هذه جدًا
وكأنه قد طُبع عليّ بعدم الأهمية وأنا أمشي بهذا العار وسط العالمين
أذكر مرة ذهبت لاحتفال بزواج أحد زملاء الدراسة
برفقة صديق طفولتي (الضابط) أحمد
في تلك الليلة لم تُهمل أصولنا الوظيفية
ولا زلت ناقمًا عليه وأعد الفوارق التي بيننا
ويأتي المال دائمًا في مقدمتها
رغم كل هذا أمتلك حريتي بفكرة التخلي عن هذه الوظيفة
إلا أن هذه الفكرة ما تلبث إلى أن تتحول لقيدٍ شديد
يكبلني براتب أخر الشهر وبالتزاماتي المالية تجاه أسرتي
أنا عبدٌ للمال وهذا هو الشقاء
في الحقيقة كلنا عبدة للمال سواء حصلنا على القليل أم على الكثير منه
نخرج بغرابة من سيادتنا عليه ونصبح خدمًا له
وأوجدت هذا المعنى بغير قصد مني في رأس صغيري
حين امتدح أحد جيراننا
فأجبتْ بأنه مسكين لا يحظى بالكثير من المال
شهدتُ تعجب عيني ولدي حين أسقطتُ جميع امتيازات الرجل
أمام المال
تلك الليلة شعرت بأنني اكتشفت مسخي
حاولت أن أنفي أشياء كثيرة من نفسي لعلني أعود أصلًا
نفيت ونفيت حتى عرفت أنني قد ضعت تمامًا وسط المفاهيم الزائفة
ويبدو أنني كنت أختارها هوية للإنسان فحين أسقطتها أسقطتني معها
وأصبحت عدمًا
أشعر بعدميتي تمامًا رغم هذا أنام وأضحك وأشرب
وأتبادل الغث والسمين من الأحاديث
أهاب التفاصيل الصغيرة التي تستمر رغم فناء مسببها الأكبر
تهيبني جدًا ولا أعلم لماذا لا تستجيب للحقيقة فيّ
هل لأنها من مصدر اكثر حقيقة
أم لأنني لا زلت أحتفظ بزيفي وهي تقطن فيه
بعد ثلاثة أيام من تلك الحادثة
لم يُسمح لي أن أبت في موضوع عدميتي
جاءني اتصال يستدعيني سريعًا
: "نحن نخوض حربًا دولتنا تحارب عدوها"
وكأن هذا الاتصال أعاد تلويني وأعتقد أنني وصلت إليهم بقفزة واحدة
من على سريري إلى مقرهم
دائمًا ما أحببت الامور الطارئة التي تجبرني على مزاولتها فورًا
ولا تفتح لي مجالًا واسعًا لأفكر
أعلم يقينًا الأن أن هذه العادة السيئة سلبتني هبة الله العظمى -الاختيار-
في موقع الحرب كل شيء متأهب
دبابات, أنواع مختلفة من الأسلحة
والكثير جدًا من الزي العسكري وأخبرني عدة من زملائي
أنهم كتبوا وصاياهم
ورأيت مجندًا صغيرًا يبكي
يا الله الحرب أكثر حقيقة مما تخيلت
كان دوري غير فعال في الحرب لمدة أشهر وبعدها حدثت حالة استنفار
أصبحنا بعدها نهاجم
رمينا قنابل ووجهنا مسدساتنا
وأصبحنا وسط معمعة فظيعة من النيران
بعد ساعات هدأ كل شيء ومن وسط الدخان تراءت لي
المنازل المهدومة والأجساد الملقاة عبثًا وسط الاسمنت
الموت يُدفع من البشر إلى البشر بسرعة تجعل هذه الحقيقة المجنونة
واقعة في أللاوعي
: هؤلاء ليسوا عدوًا
: ضريبة الحرب
: المصيبة في أن الحرب غير عاقلة وتستخدم العقلاء أعضاءً لتكون من خلالهم.

انتهى،،،
~
تجربة ثرية بالنسبة لي أن أشارك معكم لتاكدي من أصالة الأدب هنا
أشكرك أستاذ أيوب على إتاحة فرصة كهذه.

قديم 12-30-2015, 02:27 PM
المشاركة 59
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اسم الكاتب: هبة الله محمد حسن
اسم العمل: نوم عميق
نوع العمل: قصة قصيرة
نوم عميق!!

صار زوج فاطمة ينام كثيرا هذه الأيام. بمجرد أن يجلس أمام التلفاز وحالما تذهب هي إلى المطبخ لإعداد كوبين من الشاي، تعود لتجده يمخر في عباب النوم.
ربما كان التلفاز هو السبب،هكذا فكرت، فبالفعل التلفاز ممل، الأخبار مكررة ، والمسلسلات شوهدت من قبل أما الأفلام فتتم إعادتها ثلاث مرات باليوم على الأقل على أكثر من قناة لكنها بعد فترة نبذت هذا الاعتقاد تماما إذ اكتشفت أن زوجها ينام بذات الطريقة في أي مكان آخر، بمجرد أن يجلس وليس مهمًا أن يستلقي حتى يسقط كجوال الدقيق في عربة النوم، وتسمع صوت شخيره المكتوم.
أصبح ينام أسرع من الأولاد بعد يوم دراسة طويل، قد يكون التعب من العمل هو السبب لكنه كان ينام بذات الطريقة في أيام الإجازات وأحيانا لمدد أطول.
ربما كان مريضا، ذبابة تسي تسي التي يحكون عنها، أيمكن أن تكون قد عضته؟ !! لكننا لسنا في مجاهل إفريقيا كما أن هذه ليست أعراضها. لا يوجد سوى سبب واحد وهو مستحيل فسيولوجيا وهو أن يكون زوجها حاملا!!
نعم ، هذه الأرقام القياسية في النوم لا تحققها سوى امرأة حامل!! وهي قد جربت هذا من قبل في حملها بأبنائها الثلاثة!!
بمرور الوقت بدأت فاطمة تعتاد الأمر، وصار من الطبيعي أن تجدها تكنس الشقة فتجد زوجها مكوما في ركن من الأركان فترفع ساقه وتكنس تحتها ثم تتركه يواصل نومه في هدوء!!
أحيانا كان يفتح عينيه ويبدي ملاحظة ما كأن يقول:
- "لماذا لم ترفعي تراب الكنس حتى الآن؟"
يقول هذا بينما تكون هي مستعدة بإحضار المكنسة الصغيرة والجاروف لجمع التراب. كان لا يستطيع التخلي عن عادته في إبداء الملاحظات حتى وهو نائم!!
بمرور الوقت بدأت تحس بالراحة وبأنها صار لديها أوقات فراغ أكثر كان سيشغلها هو بطلب العشاء أو كوب من العصير أو أي شيء من تلك الأشياء التي لا تنتهي والتي يطلبها الرجال فقط كي لا تجد زوجاتهم لحظة واحدة للراحة!!!
زوجها نائم, والأولاد أيضا، يا لها من راحة، يا لها من سعادة لن تفهمهما سوى ربة أسرة مثلها!! كان ذلك قبل أن تلاحظ تلك الأشياء اللعينة وليتها ما لاحظت!!
كانت قد تركت زوجها نائما في الفراش كعادته، وذهبت إلى المطبخ لتنظفه كالعادة أيضا، عندما عادت لتجد كل تلك الأشياء المتناثرة على الفراش، قداحة، أوراق ،نقود، مفاتيح، هذه الأشياء على ما تعتقد هي محتويات جيب زوجها، ولكن كيف أخرجها وهو ما يزال نائما، أم تراه يتصنع النوم، أم لعله واحدا من الأولاد، ستعرف كيف تربيهم جيدا!!!
في اليوم التالي خرجت لتشتري بعض أشياء من السوق وعادت لتجد سيجارة مشتعلة توشك أن تحرق مفرش الطاولة!!
هل من المعقول أن يكون احد الملاعين الصغار يدخن، ولكن كيف وهي قد أوصلتهم بنفسها إلى بيت والدتها الآن حيث يقضون يوم الإجازة مع جدتهم؟ هذه السيجارة لا يمكن أن تخص سوى شخص واحد، وهو من المفترض أنه نائم أمامها الآن. كانت متأكدة أن السعادة الوهمية التي تمر بها بعد أن صار زوجها ينام كثيرا ستنتهي بكارثة، وبدأت هذه الأسئلة تصرخ داخل عقلها، هل يسير زوجها وهو نائم أم تراه يخدعها ولماذا؟!!
***
- "كنت متأكد من هذا؟!!"
نظرت إلى زوجها في دهشة، ونظرت إلى يدها أيضا في دهشة وشهقت، وسقط كوب العصير من يدها مع قرص المنوم وتناثر قطعا على الأرض!!

تمت بحمد الله
29/6/2013
هبة الله محمد حسن

قديم 12-30-2015, 02:28 PM
المشاركة 60
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أوجاع مكتومة..
القاصة هناء بن بريك

زوبعة الرياح في الخارج تصدر صوت أشبه بعواء الذئب , شتاء مفترس تتسل نسماته الصاقعة نافذة حجرتها ,فيرتجف جسدها وتصطك أسنانها, كانت مستلقية على جانبها في يدها كتاب تخطت قراءة نصفه, شعرت بالاكتفاء من القراءة , رمقت الساعة المعلقة على الحائط , كانت تشير الى العاشرة مساء , وضعت الكتاب بجانبها و اعتدلت في جلستها , لم يكن الوقت متاخرا على عودة زوجها , فقد إعتادت على تأخره حتى الساعات الأولى من الصباح , لكن اليوم تحديدا شعرت بعدم الارتياح, أشتاقت سماع صوته , مدت يدها الى خانة الدولاب الملتصق بسريرها وتناولت هاتفها الذي كان بجانب مجموعة أدوية متنوعة اللون والحجم من حبوب, كبسولات ملونة, علب زجاجية صغيرة بنية اللون, خلعت احدى قفاز يديها .. كانت عروق يديها بارزة مصفرة أصابعها كأعواد يابسة, ضغطت على الزر
وانتظرت سماع رنين هاتفه
عاودت الاتصال مرات .. بلا رد.
أعادت هاتفها إلى مكانه , يعتلي الدولاب صورة تجمع إمراة تتوهج جمالا وفرحا محتضنة طفل يبدو حين التقطت له هذه الصورة, ان صوت ضحكته وصلت عنان السماء, شعرت بأن أعين الصورة تراقبها ,تحاشت الالتفات إلى الصورة, أغمضت عينيها خشية أن تأخذها عنوة الى وجه الطفل, ,لكن سرعان مافتحتها على صوت أحدهم في الخارج كان يسعل بشدة وكأن الارجاء تدوي جراء سعاله, بينما كانت تنهض بنية التوجه نحو النافذة أستوقفها صوت رنين الهاتف ..
المتصل زوجها بصوت متسارع في الحديث
- عزيزتي سأعود غدا صباحا لدي عمل لم أتمكن من إنهائه لا تنسي أخذ الدواء تصبحين بخير.
إنتهت المكالمة بجفا , مدة المكالمة لم تستغرق ثوان, بدأ ثباتها أقرب إلى الجمود في حين كانت النار تغلي في عروقها , لطالما ساورتها الشكوك لكنها ايقنت الان أن أحساسيها لم تكن خاطئة بعد سماع صوت انثوي بجانب زوجها
(لاتنسي دوائك)
اعتادت على سماع هذ ه العبارة لكن للمرة الأولى تطعن كيانها وشعورها
فكم أحست بالعجزأمام إمراة قادرة على منح كل مالديها لزوجها بينما هي
بغصة اليمة تعتصر قلبها رمقت الأدوية بنظرة غضب ولوم
مرة أخرى اشتد سعال الرجل قاطع لحظات خلوتها الغاضبه, تواصل سعاله بلا توقف, قال بصوت عال مستنجدا يهز البدن
- يا الله
بعينان ممتلئة بالدموع ردت قائلة
- كلانا نطلبك يا الله
جرت جسدها المتثاقل إلى النافذة و ازاحت الستائر, نظرت الى اسفل رصيف البناية المواجهة , حيث مكان الرجل ,لم تفطن الى عمره بدا له من تكويرة جسده انه مسن كان يفترش كرتونة غطائه بالكاد يصل اعقاب قدميه ,أصابع يفتك بهما البرد , جسده النحيل لا يتوقف عن الارتجاف
أطبقت يدها على فمها هلعا من هول المنظر, جال بصرها في تلك البيوت المضاءة , هناك غيرها يسمع ويرى ومازال مستيقظ لكنه لا يهرع لمساعدة المسكين ..
هناك حياة تحتضر على الرصيف , لمَ سكان الحي فقدوا الانسانية!
, خطر ببالها فكرة مساعدتة مهما كلفها الثمن , ماذا لو إستيقظت الصباح ووجدوه جثة هامدة وكانت لديها فرصة بإنقاذه !! نمى لديها شعور بانها الميتة عاجلا أو أجلا من يدري قد تنقذ روح ما ..
مضت ربع ساعة غارقة في التفكير ,وصلت إلى فكرة إعطائه غطاء ثقيل يتدفأ به وبضعة ملابس تخص زوجها.. عائق حال بين التنفيذ
ماذا عن الجيران وأحاديثهم حول نزولها بالليل, ماذا لو انقضت الكلاب المسعورة عليها , عشرات الوجوه والأصوات تخيلتهم يجتمعون حولها يوبخونها , حتى العجوز ظهر بمخيلتها بهيئة قاتل , لص , مغتصب .. فيما كانت تحاصرها التخيلات والاصوات , صوت سعاله كان الحكم ..
ايماءة رأسها توحي على عزمها باتخاذ القرار النهائي بلا رجعة, حاولت الا تفكر سوى بالمتشرد , المتشرد , فقط المتشرد تكرر الكلمة في رأسها وكأنها طريقته المثلى لتتطرد وساوس التخيلات الي تحبطها عن المحاولة,على عجلة جمعت له في كيس جوارب ومعاطف شتوية وغطاء ثقيل وعند الباب توقفت ..داهمها الالم ..
خارت ..
أحست بالبرودة تفتك بعظامها , بحذر تقدمت نحو المتشرد , دنت منه وهزت كتفه بيدها , رفع الغطاء عن وجه بنظرات تستغربها بادلته نفس النظرات , عندما رأته شاب وليس بمسن كما ظنت , وضعت الكيس بجانبه واختفت في مدخل البناية

صباح اليوم التالي
تستيقظ على أصوات ضجيج عالية منبعثة من الشارع , فتحت عينيها ببطئ فترى زوجها يقف أمام النافذة مرتديا ملابس عمله الأنيقة ,
يتنبه زوجها لاسيتقاظها , دون ان تنطق أدرك أستغرابها عن ما يجري
قال لها وعيناه تتابع المنظر
- إنهم يلتفون حول رجل تجمد بردا على الرصيف
لاحظ الدهشة في عيناها فتقدم إليها في كامل اناقته المعهودة وجلس بجوارها وقال
- حبيبتي نعلم أن الموت حق ,مهما بلغ بنا من محاولات لايقاف المكتوب .. لن نتمكن..ليس بيدنا شي ..
لم تدري أكانت عبارته فلسفة أم مواساة , ايا كانت لم تعير أهتمام لحديثه, دارت عينيها في أنحاء الغرفة في محاولة لإستذكارما حدث بالامس..
فطن لحركة زوجته ,فإحتضنت كفوف يديه خديها , معاتبا إياها بلطف :
- لمَ لم تنناولي دوائك بالأمس ؟
لم تنطق بحرف , دموع عيناها أجابت سؤاله,رق قلبه طبع قبلة على جبينها
ساد الصمت لثواني ثم قال مفسرا لها عما حدث بالتفصيل
هاتفني الجيران عندما وجدوا باب الشقة مفتوح وكنتي حينها فاقدة الوعي..
كانت صامتة تنصت ولا تنصت .. غارقة بصدمة
لم يزد على تلك الكلمات .. ولم يسألها أين كانت ذاهبة في تلك الساعة ..فالملابس التي كانت ملقاة بقربها خير دليل على ماعزمت فعله..
- أتوسلك عزيزتي خذيه بالموعد , أعلم انك تعانين لكن ..
عندئذ وجه نظره ناحية الصورة وتحديدا إلى وجه الطفل الصغير
متابعا حديثة بنبرة حزن وأسى:
- لا أريد أن أفقد فردا أخر من عائلتي
مسحت أصابعه خديها المبللة بالدموع وقبل أن ينهض من جلوسه تذكر أن يخبرها بأمر فتراجع عن الوقوف محدثا إياها برفق بالغ
- لا تبذلي أي جهد حبيبتي , سأهاتفك من حين لأخر ..
ولأنه يعلم مدى حساسية زوجته في وضعها الحالي.. صمت لثواني كمن يستجمع قواه ليخبرها :
- قريبتي ستصل اليوم حتى تهتم بك ..
طبع قبلة أخرى على جبينها .. وغادر..
تاركا خلفه ركام يحاول إستجماع فتاته, فقد طبعت راحة يديه على خديها رائحة عطر أنثوي , فيما كانت أصوات الجلبة في الخارج تتلاشى , كان صراخ ألامها يعلو ويعلو..
ومحاولة إنقاذها للمتشرد ما كان إلا حلم مخادع في المنام..
برغم الأوجاع التي تطعنها في الداخل, حاولت بكل مااستطاعت من جهد النهوض بجسدها المتعب حتى تلقي أخر نظرة من النافذة, كانوا قد إبتعدوا كثيرا حاملين جثته, انهمرت دموعها وبدأت قطرات الدم تسيل من أنفها ,تتدفقت واقعة على قميصها الأبيض , حالت كل مافيها إلى الأحمر..
انتهى،،،


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اعلان - نتائج مسابقة منابر ثقافية للقصة القصيرة الاصدار الثاني 2015
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسابقة منابر ثقافية للقصة القصيرة اصدار 2018 ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 22 10-26-2018 11:13 PM
اقتراب اعلان نتائج مسابقة منابر ثقافية للقصة القصيرة الاصدار الاول العام 2014 ايوب صابر منبر مختارات من الشتات. 0 01-29-2015 03:54 PM

الساعة الآن 08:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.