منبر الأعلام.سرد لسير الأعلام ولقاءات مع الأدباء والمثقفين الذين أمدوا الثقافة العربية والعالمية بنتاجهم الأدبي والفكري .
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قبل أن أبدأ بالحديث عن هذا الرجل
أقول :
هناك مقالة تقول : تعلم شيئا عن كل شيء
أفضل من أن تتعلم كل شيء عن شيء واحد
ولكن أن يتعلم الانسان كل شيء عن كل شيء
فهذا محال !!
ولكن هذا الرجل يكاد يكون قد ركب المحال
فهو عالم في الطب والفلسفة والمنطق
والرياضيات والأدب
و و و .... غير ذلك
لذلك
لقب بالشيخ الرئيس .. أو امام العلوم كلها
تحدّث ذات يوم عن نفسه فقال :
" كنت أرجع بالليل الى داري وأضع السراج بين يدي
وأشتغل بالقراءة والكتابة .. ومهما أخذني أدنى نوم
أحلم بتلك المسائل التي كنت أقرؤها بأعيانها
حتى أن كثيرا من المسائل اتضح لي حلها في المنام "
التوقيع ( الشيخ الرئيس )
اذن كان رجلا عنيدا .. يعاند النوم ويطرده عن عينيه
واذا ما غفت عيناه يظل يحلم بالمسائل التي تشغل
باله فيصحو ليقول : وجدتها
ولد هذا العالم الكبير عام ثلاثمئة وسبعين للهجرة
قرب بخارى .. كان أبوه من أهل ( بلخ )
أتم دراسته في اللغة والأدب وهو في سن العاشرة من عمره
حتى حفظ القرآن الكريم كاملا قبل هذي السن
وكان يجتمع في حلقات أبيه ويسمع منهم
الفلسفة وحساب الهند والهندسة
فوجهه أبوه الى رجل بقـّال يشتغل بحساب الهند
حتى يتعلمه منه
ثم جاء الى بخارى أبو عبد الله النائلي
وكان يلقب بالمتفلسف لشدة بحثه وعلمه
فدعاه أبوه الى بيته ليتعلم منه
فتعلم الشيخ الرئيس مع أبيه من هذا المتفلسف الكثير
ثم لجأ الى كتب المنطق
ووجد في نفسه لاحقا القدرة على تعلم الطب
فتعلمه وبدأ يتعهد المرضى
فانفتح عليه من أبواب المعالجات المقتبسة
من التجربة ما لا يوصف
وبذات الوقت كان يختلف الى الفقه ويناظر فيه
كل هذا وهو لم يكمل السادسة عشرة من عمره
بعد هذي السن اشتغل بالفلسفة والمنطق
حتى استحكم معه جميع العلوم
من الفلسفة والطب والمنطق الطبيعي والرياضي
ثم عدل الى المنطق الالهي
فقرأ كتاب ( ما بعد الطبيعة )
فما فهم منه شيئا
ولأنه عنيد .. أعاد قراءته الثانية ولكنه لم يفهمه
فقرأه الثالثة والرابعة حتى وصل الى أربعين مرة
وحفظ الكتاب عن ظهر قلب !!!!!!!
ومع هذا فلم يفهمه كما يجب ..
حتى وجد ذات يوم كتابا بين يدي أحد الوراقين
يعرضه للبيع .. فاشتراه منه بثلاثة دراهم
فاذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي
في أغراض كتاب ( ما بعد الطبيعة ) الذي قرأه أربعين مرة
ولم يفهمه
حمله الى بيته كمن يحمل كنزا
وراح يقرأه المرة تلو المرة حتى انفتحت أغراض
الكتاب الذي أبهم عليه
فشكر الله تعالى على ذلك وتصدق في اليوم التالي
على الفقراء شكرا لله
فهل عرفت من هو ؟؟
كان سلطان بخارى في ذلك الوقت هو
نوح بن منصور .. واتفق أن مرض ذات يوم
حتى تحيّر الأطباء من علـّته
وكان اسم الشيخ الرئيس يتردد بين العامة
فحضر الى القصر وشارك في علاج السلطان
ولأنه فعل ذلك سمح له بدخول دار كتبه
وكان بالنسبة له هذا أفخم أجر يحصل عليه
فدخل دار كتب السلطان كالجائع يلتهم العلم
ويغرف من بحوره ما شاء
ولمـــــــّا يتعب !!!
وكل ذلك كان دون سن الثامنة عشرة من عمره
ولما بلغها .. كان قد فرغ من العلوم كلـّها
فشرح بعضها وصنف الآخر
فهل عرفت من هو ؟؟
انه ابن سينا الملقب ب ( الشيخ الرئيس )
حقا انه يستحق هذا اللقب بجدارة
كان قويا جلدا .. وفي نص ترجمته الذاتية
تجد صورة حيـّة بليغة تصف مواصلة سهره
وجل تعبه في مواصلة العلم
فاذا ما أحس بالنعاس
- والذي يعتبره من أشد أعدائه -
كان يسكب الماء البارد على رأسه
كان يتمتع بذاكرة لاهبة وقوة ذاكرة مدهشة
حيث استطاع في فترة لم يكمل بها طفولته
أن يستوعب ويحكم قبضته على كل العلوم
تعرضت حياته للاضطراب بعد وفاة والده
الا أن معظم مؤلفاته كتبها في أوقات راحته النفسية
التي كان ينعم بها في بلاط همذان وأصفهان
وقد أتم في هذه الأثناء دائرة معارفه الفلسفية
( الشفاء )
ومصنّفه الطبي العام ( القانون في الطب )
وقد تركت مؤلفاته الموسوعية أثرا عميقا في الفكر الاسلامي
في العصور التالية له وحتى عصرنا هذا
وبعد تنقلاته من بلد لآخر .. أصيب وهو
في دهستان بمرض صعب للغاية
لم يستطع أن يطبب نفسه
فعاد الى ( جرجان )
واتصل بِ عبيد الله الجرجاني
وأسمعه في حاله قصيدة طويلة
أخذتُ منها هذا البيت الذي يقول فيه :
لما عظمتُ فليس مصرُ واسعي **
لما غلا ثمني عـدِمتُ المشتري
الله الله يا ابن سينا ..
الله الله أيها الشيخ الرئيس ..
أديب ناقد وفيلسوف بارع وطبيب حاذق
فغادر الدنيا وبعدها تكونت له في الأذهان
ملامح أسطورية
لأنه رجل أسطوري بحق
يرحم الله ابن سينا
وما علينا الآن من واجب تجاه هذا العالم المسلم
الا أن نذكره ونترحم عليه
لما ترك من آثار جليلة في كل العلوم
فنان شعبي كبير .. عبر عن وجدان الشعب ومثـّل آمالهم وأحلامهم .. غنى للناس في لحظات السعادة ولحظات الشقاء .. إنه صاحب موهبة غزيرة ونتاج له قيمته ونوعيته من القمم
كما أنه صاحب ثقافة واسعة وتجربة عريضة في الحياة
لذلك كانت قصائده تعبر عما يدور في خلجات النفس الانسانية
فهو يعيش قصائده قبل أن يكتبها ,,
ولمـّا يكتف ِ بقلم وكلمة
بل اشترك في الكفاح الوطني الاستعمار والاستغلال ومصيره بالطبع كان لا يختلف عن مصائر غيره من الثائرين
حيث طرده الملك فؤاد من مصر ونفاه الى باريس
لم تنته رحلة الشقاء هناك في باريس بل بدأت في ذلك المنفى
حيث عاش مع العمالين والحمالين والمكافحين بحثاً عن الرزق مزاولاً أشق المهن وأصعب الأعمال وأكثرها قسوة على البدن والنفس
ولعل هذه الظروف القاسية التي عايشها مع العمال ولمحها على إيماءات وجوههم التي يطفح منها العرق والجهد والتعب هي التي خلقت من بعض قصائده أنموذجاً لمقاومة الحياة وصراعها مع الظروف .. كما أثرت بالتأكيد في معاني قصائده وتحولت مشاعره تلك الى كلمات .
هذا الفنان الشعبي يعتبر أنموذجاً للشخصية المصرية الأصيلة في مطلع القرن العشرين وأنموذجاً لبن البلد الذي عاصر قمة التناقضات الاجتماعية وقاوم على طريقته جحافل المستعمرين
وقاوم أيضاً الظواهر الاجتماعية الغريبة .
كان ثائراً إجتماعياً يحمل معولاً يهدم به كل آثار العادات والتقاليد العفنة التي استقرت في النفوس وأبت ألا تغادرها .
كان صوته ثائراً أيضاً يدوي لإيقاظ الذين غابوا بعد إخفاق الثورة العرابية وبعد محاولات المستعمر لإجهاض كل الحركات التحررية التي أرادت تأكيد حرية مصر وتحرير إرادتها من كل القيود
فهل عرفت من هو ؟؟ إنه الفنان ( بيرم التونسي )
هذا الفنان نظر الى الفن كأداة تغيير وتحرر.. وآمن به كحقيقة
اجتماعية تنبع بصدق وإخلاص من أعماق الحارة المصرية
ولذلك عاش بيرم طليق النفس برغم قيوده وتربع على عرش الشعر الشعبي بأعماله الخالدة.. فحياته كانت خليطاً من العذاب النفسي والجسدي وعبقريته من أعماق الطبقات الدنيا .. والتي كان يشعر أنه من خلال الطبقات تلك في أي مجتمع يمكنك أن تعثر على حقيقة الإنسان .. ويرى أنه من خلال أحزان الناس البسطاء يمكنك أن تعرف مكنوناتهم .. فكانت زجلياته مليئة بالدفء وصدق الاحساس.. ولهذا كانت كلماته تتفاعل مع وجدان الناس من غير واسطة .. كما لو كانت صديق عمر ٍ تعودت على مخاطبته منذ سنوات فهو يغني بكلمات لا يضاهيها أي فن رفيع آخر في الأدب المصري وحتى في الأدب الشعبي العربي .
غنى بيرم التونسي للنيل .. وبنت البلد ولباب الشعرية
ولكل الذين مــرّغ تراب الحارة جباههم أيام الطفولة والصبا
لذلك فكثير من السامعين والقارئين لكلمات هذا الفنان
يتفاعل معه لاشعورياً ويتفاعل مع الكلمات لأنها صادقة تخرج من صميمه من غير تكلف
فتحية كبيرة الى هذا الفنان الرائع الذي نلمس الصدق في كلماته .. على الرغم من أنها بلهجة عامية لأنه برأيه أقرب الى القلب من الفصحى
ومن كلماته التي تمتلئ حكمة يقول :
قال إيه مراد ابن آدم ؟
قلت له : طقة
قال إيه بكفي منامه ؟
قلت له : شقة
قال إيه بينهي أيامه ؟
قلت له : زقة
قالي فيها مخـلـّد ؟
قلتله : لأ
شاعر .. وأي شاعر
شاعر لبناني .. لم نسمعه يقول الشعر بالصوت
وربما لم نقرأه
لكننا كثيراً ما سمعنا كلماته تطير بأجنحة سيدة لها صوت مخملي ذو شحوب ..
سمعناه بصوت السيدة فيروز
وهي تصدح بحنين ومرارة
= لما ع الباب
لما عالباب يا حبيبي منتودع
بيكون الضو بعدو شي عم يطلع
بوقف طلع فيك و ما بقدر أحكيك
وبخاف تودعني و تفل و ما ترجع
بسكر بابي شوفك ماشي عالطريق
فكر أنزل أركض خلفك عالطريق
و تشتي عليي ما تشوفك عينيي
و أنا أركض وراك أمدلك أيديي
و أندهلك أنطرني حبيبي و ما تسمع
ما رح ترجع بعرف أنن غيروك
يا حبيبي و عذبوني و عذبوك
سهروا عينينا و فرقوا أيدينا
و صرنا كتير نخاف اذا نحنا تلاقينا
ما بنتلاقى الا وقت اللي منتودع =
إذا ما تحدث كان متهكماً ساخراً حيناً
وحيناً متسائلاً : ما معنى أن يصرف المرء عمره
لقصيدة ويخاف المغيب قبل أن تكتمل ؟!
الكتابة عند هذا الشاعر تعمق الشعور بمأساة الفراق بين الأحبة
لكنها الوحيدة والممكنة في غياب الحرية في عالم تحاك فيه
المأساة بأياد باردة
إنه شاعر الغيم واليمام والحنين
فالغيم العابر في نصه .. واليمام الحائر في كلماته
والحنين الدافيء في قصائده الوجدانية
التي لا تحرك أجنحتها الا وقت الغروب ..
أو وقت الأرق
= حبيتك تا نسيت النوم
حبيتك تنسيت النوم يا خوفي تنساني
حابسني براة النوم و تاركني سهراني
أنا حبيتك حبيتك أنا حبيتك حبيتك
بشتاقلك لا بقدر شوفك و لا بقدر احكيك
بندهلك خلف الطرقات و خلف الشبابيك
بجرب إني إنسى بتسرق النسيان
و بفتكر لاقيتك رجعلي اللي كان
و تضيع مني كل ما لاقيتك
حبيتك حبيتك أنا حبيتك حبيتك
يا خوفي إبقى حبك بالإيام اللي جايي
و اتهرب من نسيانك ما اتطلع بمرايي
حبسي أنت أنت حبسي و حريتي أنت
و أنتا اللي بكرهو و اللي بحبو أنت
يا ريت ما سهرت و خفيتك
حبيتك حبيتك أنا حبيتك حبيتك =
شاعر لا يكتب الفصحى .. لكن فصاحتها في معانيها
صدح بوجدانياته مع الغروب المطرزة بالفيروزيات
في الاذاعة اللبنانية قبل أن تأكل الحرب في لبنان الأخضر واليابس وفي أكثر الاذاعات العربية اليوم تكون فيروز
بصوتها وبكلمات هذا الشاعر تغذي الآذان بما لذ وطاب من اللحن الجميل
شاعرنا مسكون بظلال الشجر والسحب وهجران الطيور
عاش السنوات الأخيرة من عمره في قصر متواضع محاط بسور وله حديقة محلآة بأنواع النبت والزهر وعلى شرفة قصره جلس يتأمل الأفق .. انسانا ساهما ويقول :
هذا الفضاء .. رسالة في طيها كل البعيد
غلافها المختوم ..
زرقة السماء والشمس فيها طابع بريد
والذي يسمع الشاعر يدرك أنه عمـّر قصائده
ليسكنها الآف العشاق بصوت فيروز
ستائر قصوره تحولت الى استعارات بألوان قوس قزح
الداخل الى تلك القصور يحس بشجون يختلط بفرح
وألوان تشبه ما قبل الكلام
هل عرفت من هو ؟؟
إنه الشاعر جوزيف حرب
الذي كتب وكتب لفيروز وكأنه لم يكتب لغيرها
في أواخر عمره .. اعتزل الناس والدنيا عزلة تليق بشاعر ستيني غطى الشيب شعر رأسه المشتعل بالقلق والحب
ولما كان وحيداً اذ سؤل فاجاب :
إذا كنت وحيداً .. فهذا لا يعني أنني وحدي
وكان يقول :
الكتابة وحدها العزاء في ليالي هذه الأمة
إنها ليال ٍ طويلة نعيشها منذ أكثر من ألف عام
ولم نمت .. أخشى عندما تصل الى الصبح أن تصاب بالعمى الكامل .. لأنها لم تؤسس لاطلالة على الفجر .. بل عاشت في سكونية الليل وسكونية المطلق
رحم الله الشاعرجوزيف حرب الذي كان يقول قبيل وفاته :
ويزورني الموت قبيل النوم لأُنعش على أكتافهم
أو فوق أضلعهم حجارة .. وبرغم خوفي من هياكلهم ..
أراهم طيبين .. على مراكب صوتهم ألم .. وفي أعماق أعينهم مرارة .. لم يسألوني مرة : الم تنتهي رد الزيارة ؟ !
هكذا يضيف جوزيف في أواخر عمره شعرا تعتق في باله
هكذا هو .. وحيد لكنه ليس وحده ومتعدد
وهكذا يشعر الزائر للشاعر الذي انتهى أمام نص شعري من
ألف وستمئة صفحة .. وكأنها صفحات حساب مع الوجود
انتهى الشاعر ومات .. لكن كلماته لم تمت في صوت فيروز
والتي يؤرقنا الاشتهاء كلما صدحت بكلماته
وهذه بعض من كلماته التي غنتها فيروز ..
= البواب
على باب منوقف تنودع الأحباب نغمرهن و تولع ايدينا بالعذاب
و بواب بواب شي غرب شي صحاب شي مسكر وناطر تيرجعوا الغياب
أه البواب
وقت اللي بلوحلك و بسكر الباب بياخدني الحنين
بفكر رح اشتقلك بفكر عا هالباب رح انطر سنين
أه يا باب المحفور عمري فيك رح انطر و سميك باب العذاب
في باب غرقان بريحة الياسمين في باب مشتاق في باب حزين في باب مهجور أهلو منسيين
هالأرض كلا بيوت يا رب خليها مزيني ببواب و لا يحزن و لا بيت و لا يتسكر باب
ورقو الأصفر
ورقو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك
ذكرني و ورقو دهب مشغول ذكرني فيك
رجع أيلول و أنت بعيد بغيمي حزيني قمرها وحيد
بيصير يبكيني شتي أيلول و يفيقني عليك يا حبيبي
ليالي شتي أيلول بتشبه عينيك
يا ريت الريح إذا أنتا نسيت حبيبي أول الخريف و ما جيت
ينساها الحور و قمرها يغيب و ليلا يطول
و نبقى حبيبي غريبي و غريب أنا و أيلول
*****
طلعلي البكي
طلعلي البكي نحنا و قاعدين
لآخر مرة سوى و ساكتين
بعيونك حنين و بسكوتك حنين
لو بعرف حبيبي بتفكر بمين
بالقهوة البحريي و طلع بإيديك
و تشرب من فنجانك و إشرب من عينيك
و تهرب مني تضيع و ما إرجع لاقيك
و انتا قاعد حدي و عم فتش عليك
و خبي وجي شوفك مدري مع مين
لو بقدر لافتش عليك و لا لاقيك
الكذب الغيم المارق و المنفى سميك
اعطيني اهرب منك ساعدني إنساك
تركني شوف الأشيا و ما تذكرني فيك
بيكفي و أنا عندك شو خسرت سنين
******
فيكن تنسو
فيكن تنسو صور حبايبكو
فيكن تنسو لون الورد و ورق رسايلكو
فيكن تنسو الخبز الكلام أسامي الأيام و المجد اللي الكن
لكن شو ما صار ما تنسو وطنكن
أنا البيسموني الملكة بالغار متوج زمني
و مملكتي ما فيها بكي و جبيني و لا مرة حني ما حني
شعبي دهبي فرحي و غضبي
بترك صوتي و ما بترك وطني
خليك بالبيت
خليك بالبيت هلق حبيت
رح كون وحيدي وحدي فليت
الله يخليك خليك بالبيت خليك
خليك بالبيت هلق حبيت
رح كون حبيبي وحدي فليت
الله يخليك خليك بالبيت خليك
خليك لا تروح مشتاقة ليك
خليك كتير حبيت عينيك
و ما بعرف ليش و بغار عليك
الله يخليك خليك بالبيت خليك
ما تضل عالباب كرمالي فوت
ما خلى الليل طرقات و بيوت
ضجراني و شوب و كتير سكوت
الله يخليك خليك بالبيت خليك
=رح نبقى سوى
من يوم التكون يا وطني الموج كنا سوى
ليوم البيعتق يا وطني الغيم رح نبقى سوى
تاجك من القمح تمنيتلك السلام
و شعبك بيحبك لتبرد الشمس و توقف الإيام
عا رماد اللي راحوا عا خاتم الزمان
على حجار السود اللي بقيو من الحيطان
عا منديلك إمي عا بواب البيوت
عم بكتب يا وطني الوطن ما بيموت
و أنت أنت من يوم اللي كنت أنت
رسمتك سنابل شهدا و حمام
رسمتك يا وطني وطن السلام
من إيدين الفقرا و شباك الصيادين جايي الحريي
و من الشمس المحفورة بعيون المظلومين جايي الحريي
و من الحق الضايع إلا من الشوارع
من شهدا الأرض الماتوا للأرض وجوهن منسيي
جايي النصر و جايي الحريي
ما قدرت نسيت
زعلي طول أنا وياك و سنين بقيت
جرب فيهن أنا إنساك ما قدرت نسيت
لو جيت نهار عابيتي لقيت إنك حبيبي بغيابي جيت
بتشوف إن ما مرقوا إلا إيديك على هالبيت
كإنك حبيبي و أنت عينيك هلق فليت
يا ريتك هون حبيبي و ليل
و يكون نبيد و شمع الليل
و أكتبلك عا ورقة حتى ما قول ما بقدر قول
يا ريتك مش رايح يا ريت بتبقى عطول
اسوارة العروس
اسوارة العروس مشغولي بالدهب
و انت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب
رسايل الغياب مكتوبه بالسهر
و انت بالعز مكتوب يا تراب الجنوب
و بتولع حروب و بتنطفي حروب
و بتضلك حبيبي يا تراب الجنوب
اللي حامل عكتافو زيتون و سنابل
قلعة بحر صور صخرة جبل عامل
اللي حامل وراق شعرا و عشاق
القمر مخبيلن لعراسن خواتم ما بيقدر يحمل ظالم
و شو ما اجا شعوب و شو ما راح شعوب
كلن راح بيفلو و بيبقى الجنوب
لما بغني اسمك بشوف صوتي غلي
ايدي صارت غيمي و جبيني علي … يا جنوب
الشمس بتطلع سودا و بيبس الموج
اذا بفكر انو ترابك مش الي
و يا شعب الشعوب الأقوى من الحروب
بتبقى اذا بيبقى يا شعب الجنوب
بليل وشتي
بليل و شتي صوتو مسموع يا هوي اغمريني يا هوي دموع
تنين عاشقين قاعدين دايبين عميحكو سوا على ضو شموع
عينيهن ببعضن إيديهن بردانين و شفافن عشاق مع بعض سهرانين
و مرقي يا سنين و تلجي يا سنين
خلي بواب الليل علينا مسكرين أه ولا يعطش حدا منا و لا يجوع
بلون الفراق ال بآخر قصتن ع خيوط الشتي مكتوبي سهرتن
و ما بين بوستن ع الشمع و آهتن
كل ما تذكرو هالباب بتنزل دمعتن أه اللي من جمرتا قلبن موجوع
******
اسامينا
اسامينا شو تعبو أهالينا تلاقوها و شو افتكرو فينا
الأسامي كلام .. شو خص الكلام .. عينينا هني أسامينا
لا خضر الأسامي و لا لوزيات
لا كحلي بحري و لا شتويات
و لا لونن أزرق قديم ما بيعتق
و لا سود وساع و لا عسليات
و لا فيهن دار دار الخمار
علينا و بلش يسقينا
تلج و ورق طاير و المسا حزين
و ضباب و قناطر نحنا بردانين
لملمنا أسامي اسمي عشاق
من كتب منسيي و قصايد عتاق
و صرنا نجمع اسامي و نولع
تصارو رماد و ما دفينا
لبيروت
لبيروت من قلبي سلامٌ لبيروت و قُبلٌ للبحر و البيوت لصخرةٍ كأنها وجه بحارٍ قديمِ
هي من روحِ الشعب خمرٌ هي من عرقِهِ خبزٌ و ياسمين فكيف صار طعمها طعم نارٍ و دخانِ
لبيروت مجدٌ من رمادٍ لبيروت من دمٍ لولدٍ حُملَ فوق يدها أطفأت مدينتي قنديلها
أغلقت بابها أصبحت في السماء وحدها … وحدها و ليلُ
أنتِ لي أنتِ لي آه عانقيني أنتِ لي رايتي و حجرُ الغدِ و موج سفرٍ
أزهرت جراح شعبي أزهرت .. دمعة الأمهات .. أنتِ بيروت لي أنتِ لي آه
عانقيني
كما عهدتك دائما ً أختيار موفق وعقل راجح والنظر في العواقب , والحرص على تقديم الفائدة الحقيقية
اكتفيت اليوم ببنت الشاطىء ولله أقول بأنها صاحبة فضل علي وأنا صغير , فهي كانت أحد الأسباب لمحبتي لآل بيت رسول الله
في كتابها الرائع ( سيدات بيت النبوة )
وبعد أن كبرت , قرأته وأدركت بأنها كتبت عن والدة النبي صلى الله عليه وسلم بعاطفتها وليس بالأدلة الشرعية
ولكنه كتاب يجعلك تعيش بين حجرات زوجات النبي صلى الله عليه وسلم , أمهات المؤمنين
وتتدركين عظمتهن عندما تعلمين بأنهم بشر مثلنا يغضبون ويرضون , يحبون ويغارون , ويتنافسون على محبة الله ورسوله
وأنهم يقدمون أوامر الله على أهوائهم دائما ً , ويرجعون للحق فور تجاوزه .
شكرا ً لك ناريمان فقد أسعدتني , وموضوعك أكثر من رائع
جزاك الله خيرا ً
نعم .. جميل هو كتاب ( سيدات بيت النبوة )
رحم الله بنت الشاطئ .. فوالله كانت رائعة في وصفها الدقيق لحياة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ..
بوركت أخي لمرورك العذب
....فيما تمتد حدود الزمن العربي الحديث من الألم الى الألم ..
وفيما تستنجد المدائن - كلما فاجأها المخاض - بعبق التاريخ الشاهق القديم .. وفيما تنطبق الأحصنة في لحظات الوغى باحثة عن فوارسها .. فتعود خائبة ومنكفئة ..حين تفتح عينيها على كثير من النجدة ولا تجد أحدا !!
في أزمنة كتلك كان دور الوعي الذي يتقدم ليصنع الشعراء والفنانين .. وكان القلم رصاصة في قلب الذين استكانوا والذين هم في طريقهم الى دعة الرخاوة وخدر الأحلام (الواهمة)
في لحظة كتلك كانت الهاجاناة تقتطف من حدود المجد العربي القديم حدا
( لا يشبعها ) لصنع دولة اسرائيل الكبرى .
ولأنه في أوقات الألم العظيم .. يولد المبدعون .. فان الفتى جاء عصفورا نزقا .. قذفته الأزمنة الرديئة يوما على أرصفة مخيم ( عين الحلوة )
فعرف الحزن والتمرد ومرارة انتظار الوعود التي بشرت يوما بزحف الجحافل لاسترجاع الحمى !!
هكذا جاء حنظلة مندهشا وساخرا .. يعري في بشاشته زيف الخديعة .. فتسقط أسمال التأني الجميل وحكمة الانتظار .. والصبر على المكاره
ويدخل بريشته الحادة حد السيف الصقيل الى عمق الأوقات الباهتة .. لاذعا وكاشفا بأوضح ما يكون من صور عن مسببات الأحزان .. وطريقة الخروج الى شموخ أرحب !!
هكذا كان الفن .. أرقى الاكتشافات البشرية للتخاطب والتواصل وبث الوعي .. هكذا يكون تحذيرا .. حين يصبح عقل الأمة في خطر !! ونبوءة لزمن قادم .. وطريقا للمخلصين الساعين الى أوقات أجمل .
وفي وقت ما ....... من الأزمنة العربية كان ناجي العلي يبتدع طريقته الفذة للتواصل .. فجاء برسوماته الكاريكاتيرية السياسية الحادة .. جاءت رسوماته قصيدة مرهفة الحس لبث الوعي النضالي.. وأغنية ترفض الوقوف على الحد الفاصل بين الفرح الأجوف والبكاء ..
كانت رسوماته تيرمومترا سياسيا باهرا يرصد ما مرّ.. ويحذر من المقبل .. يستصرخ .. ويثير الحمية .. ويستنهض كل الحواس لدى البشر الرافضة للزيف والدمامة..
رسوماته كانت بمثابة الناقوس الذي يدق على الجراح من أجل الصحوة .
ناجي العلي واحد من أبرز الذين كانوا يؤمنون أن الفن رسالة خالدة ذات أبعاد انسانية سامية .. وتلك هي صفة الفنان الشمولي الذي يتحرك في دوائر واسعة .. ويعبر عن مكنونات نفسه بصدق واحساس .. فجاءت رسوماته في ذلك الوقت خلاصة نقية لروحه الظامئة للتحرر من القيود .. قدمها طازجة .. عفوية.. بسيطة.. لذيذة.. وموجعة !!!..
استطاع ناجي العلي ( يرحمه الله ) تعرية الزيف باصرار .. لم يتلون ولم يهادن .. انحاز الى جانب الفقراء والطيبين والشرفاء في العالم
لذلك كله ......
أعلن الجلادون نهايته على أرصفة المنفى
عندما كان يسير في شوارع لندن غريبا يحمل معه قضيته يطوف بها العالم من منفى الى منفى .. ينقشها فوق النسمات .. يحلم بوطن رائع يتساوى فيه الناس.. وينعمون بربيع الحرية والكرامة ..
في هذه اللحظة .. صوب الغادر مسدسه الكاتم للصوت على صدر حنظلة في صدر ناجي العلي ..
فقتل ناجي .. لكنه !!!!! لم يقتل حنظلة
واستيقظ الجميع على حلم مزعج .. فلقد انكسرت الريشة واستكانت اليد التي زرعت بساتين فرح وأمل بوطن أجمل
لم يكن القاتل غبيا عندما صوب مسدسه على قلب ناجي العلي .. فلقد كان يعلم أنه يوجه طعنة نجلاء الى أمة بأكملها من المحيط الى الخليج .. بل الى كل حر مؤمن بالحرية في العالم
كان القاتل يعرف أن هذا الحصان الجامح صعب .. لا يقبل المساومة .. فمارس بحقه الاغتيال السياسي لتعطيل طاقة الابداع لدى فنان يستحث برسوماته ينابيع الثورة في نفوس الفلسطينيين .. فنان أصيل سخر ريشته لخدمة الانسانية
رحل ناجي .. وبقي حنظلة المدهش والمندهش .. القانط .. الناطق من غير كلام .. جرس انذار من غير صوت ..
رحل فتى عين الحلوة وظلت قصائده يرتلها حنظلة ..
رحل ناجي .. لكن حنظلة ظل شاهدا على عصره .. دائرا ظهره الى كل عربي لا يتقن سوى مهنة الاستنكار والشجب .. ويلف يديه خلف ظهره مطمئنا لجيل سيقول لالالالالا! في وجه الغاصب ..
رحل ناجي ولكنه لم يرحل !! فقد يفنى الجسد وتبقى الذكرى حية تعمر القلوب .. لذلك فاننا لا نرثي بقدر ما نكبر تلك القمة الشاهقة التي لم تعرف الانحناء يوما
أيها الفنان الراحل .. لقد كنت كالنحلة .. تلسع وتصيب الهدف ومت واقفا كما الاشجار
( فالاشجار تموت واقفة )
.. فرحمة الله عليك يا ناجي ..