![]() |
|
_…ـ- * نسبة الخلق إلى الكمالات * ـ-…_
إن الناس بالنسبة إلى طلب الكمالات العليا على طوائف : ( فطائفة ) ليست لهم غاية من غايات الكمال ، فهم يعيشون عيشة الأنعام السائمة ، همها علفها ، وشغلها تقمّمها .
وهؤلاء الخلق يعيشون شيئاً من الراحة الحيوانية ، كراحة الحيوان في مِـربطه إذ اجتمع علفه وأنثاه .
و( طائفة ) وصلوا إلى الغايات واستقروا فيها ، مستمتعين بالنظر إلى وجهه الكريم ، في لقاء لا ينقطع أبداً .
و( طائفة ) علموا بالغايات وآمنوا بلزوم السير إليها ، إلا أنهم يقومون تارة ويقعدون أخرى ، فهم كالسنبلة التي تخـرّ تارة وتستقيم أخرى ،
فلا يطيقون الركون إلى حياة البهائم كما في الطائفة الأولى ، ولم يصلوا إلى الغايات كما في الطائفة الثانية ، فيعيشون حرمان اللذتين بنوعيها ، فكيف الخروج من ذلك ؟!
حميد
عاشق العراق
14 - 2 - 2013
_…ـ- * القرين من الشياطين * ـ-…_
إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته .
فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء .
فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً .
حميد
عاشق العراق
14 - 2 - 2013
_…ـ- * الذكر بعد كل غفلة * ـ-…_
إن من المعلوم في محله لزوم تحقيق الجزاء عند تحقق الشرط . فمقتضى قوله تعالى : { واذكر ربك إذا نسيت } ،
أن يذكر العبد ربه بعد كل لحظه غفلة ، فهو أمر مستقل يتعقب كل غفلة ،
إذ لا تسوّغ الغفلة السابقة للتمادي في الغفلة اللاحقة ،
وعليه فإن من ( الجهالة ) بمكان أن يترك العبد ذكر ربـه ، لوقوعه في عالم الغفلة برهةً من الزمان ، فهو ( تسويلٌ ) شيطاني يراد منه استقرار العبد في غفلته وعدم الخلاص منها أبداً .
ومن الملف حقاً في هذه الآية وغيرها من آيات دعوة الحق المتعال العباد إلى نفسه ، عظمة الرب الكريم وسعة تفضلّـه على العباد .
وإلا فما هو وجه ( انتفاع ) الحق بذكر العبد له ؟! ، بل إن إصرار العظيم في دعوة الحقير إليه ، مما لا يتعارف صدوره من العباد ،
بل لا يُـعّد مقبولاً لديهم ، ولكنه الرب الودود استعمل ذلك في تعامله مع خلقه تحنناً وتكرّما .
وقد ورد في الحديث القدسي :
{ يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب أتقى رجل منكم ، لم يُـزد ذلك في ملكي شيئاً .
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا على صعيد واحد ، فسألوني وأعطيت كل إنسان منكم ما سأل ،
لم يُـنقص ذلك من ملكي شيئاً ، إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة }
حميد
عاشق العراق
14 - 2 - 2013
_…ـ- * حصر الخشية بالحق * ـ-…_
إن من سمات المؤمنين حصر خشيتهم بالحق المتعال ، مصداقاً لقوله تعالى : { ولا يخشون أحداً إلا الله } .
فالخوف والقلق والرهبة من الخلق ، أمور تخالف الخشية من الحق ، وأما ( المداراة ) والتقية فلا تنافي تلك الخشية ، إذ أن عدم الخشية من الخلق محله ( القلب ) ، وهو يجتمع مع مداراة ( الجوارح ) حيث أمر الحق بذلك .
ومن ذلك يعلم كاشفية بعض الأمور ومنها خشية الحق لمستوى القلب هبوطاً وصعوداً ، وهو الملاك في تقييم العباد .
فمن يرى في نفسه حالة الخشية والرهبة من غير الحق ، فليعلم أنه على غير السبيل السويّ الذي أمر به الحق ، فعليه أن يبحث عما أدى إلى مثل هذا الخلل في نفسه ، ومن ( موجبات ) هذا الخلل :
عظمة ما دون الحق في عينه ، المستلزمة لصغر الحق في نفسه .
حميد
عاشق العراق
15 - 2 - 2013
_…ـ- * من صور تكريم الحق * ـ-…_
إن معاجز وشفاعة الأنبياء والأوصياء ، وبركات الصالحين والأولياء ، تُـعد صورةٌ من صور ( التكريم ) للطائعين ،
باعتبار ما صدر عنهم من الطاعة للحق المتعال ، فعاد الأمر بذلك إلى ( شأنٍ ) من شؤون الملك الحق المبين .
وكلما عَـظُم تكريم الحق لهم بالصور المذكورة ، كلما ارتفع شأن الحق نفسِه .
وليعلم أيضا أن أمر الكرامة والمعجزة والشفاعة ، يؤول أخيراً إلى الحق المتعال ، لكون ذلك كله بإذنه ،
بل إن نفوس أصحابها قائمة بإرادة الحق القدير في أصل خلقه لهم ، وإلا اعتراهم الفناء والزوال !! .
فهل تبقى بعد ذلك غرابةٌ .
حميد
عاشق العراق
15 - 2 - 2013
_…ـ- * تحدي المعلومات الصعبة * ـ-…_
إن بعض النفوس تعيش حالة من ( التحدي ) مع المعلومة التي يصعب فهمها ، فتستنفر النفس طاقتها لفك تلك المعلومة ، ليشعر بعدها بزهو الانتصار .
وبناء على ذلك فإن توجه النفس للعلوم والمجاهدة في استيعاب دقائقها ، قد يعود بوسائط ( خفيـّة ) إلى هذه الرغبة الكامنة في بعض النفوس المستذوقة لهذا النمط من الفتوحات في العلوم .
وإن من مصاديق ذلك هو علم الدين والشريعة ، فقد ينطلق العبد فيه من المنطلق نفسه ، فيكتسب تلك العلوم بعد طول مجاهدة ، ليعيش بعدها فرحة ( الاقتدار ) على ما لم يقْـدر عليه الآخرون من أقرانه ،
فيستطيل بذلك الاقتدار على العلماء ، ويباهي به السفهاء . ومن المعلوم أن ليس ذلك من قرب الحق في شيء .
حميد
عاشق العراق
15 - 2 - 2013
_…ـ- * الدين ليس هو الحرمان * ـ-…_
_…ـ- * الذكر بعد الطاعة * ـ-…_
إن العبد الغافل يعطي لنفسه الحق في شيء من الاسترخاء والترسّل ، بعد أدائه لفريضة واجبة أو مستحبة ، وكأنه فرغ من وظائف العبودية بكل أقسامها ،
فما عليه إلا أن يرتع ويلعب كما يلعب الصبيان بعد فراغهم مما ألزموا به من تكاليفَ ثقلت عليهم .
والحال أن القرآن الكريم يذّكر العباد بعكس ذلك ، إذ يحثهم بعد صلاة ( الجمعة ) ، على الانتشار في الأرض ، وابتغاء فضل الله تعالى ، ثم يدعوهم إلى الذكر الكثير ليتحقق لهم الفلاح .
كما يدعوهم إلى ذكره عند ( الإفاضة ) من عرفات - بعدما استفرغوا فيها جهدهم بالدعاء - فيطالبهم بذكره عند المشعر الحرام .
وكذلك يحثهم على ذكره عند ( قضاء ) المناسك فيقول تعالى :
{ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً } .
والحال أن أغلب الخلق يخرجون عن الذكر الكثير ، بل يدخلون في عالم الغفلة من أوسع أبوابه ، بعد قضاء المناسك ، اعتمادا على المغفرة التي شملتهم فيها .
حميد
عاشق العراق
16 - 2 - 2013
_…ـ- * الاستغفار المتكرر * ـ-…_إن من أعظم سمات العبودية ، هو الاستغفار المتكرر في اليوم والليلة .
فإن مَثَل الاستغفار كمَثَل من يغسل بدنه من دون التفات إلى قذارته ، فهو بعمله هذا ( يضمن ) طهارة بدنه ، وإن تدنس بما لم يعلم به ولم يلتفت إليه .
وبقليل من التأمل يلتفت العبد إلى أنه لو خليت جوارحه عن المعصية ، فإن جوانحه لا تخلو من ( الغفلة ) المتكررة إن لم تكن المطبقة ، وهذا كافٍ بنفسه لإيجاب مثل هذا الاستغفار المتواصل .
وقد روي عن سيد الأنبياء محمدٍ ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) على قرب منـزلته من الحق وعدم غفلته عنه أبداً أنه قال :
{ إنه ليغان على قلبي ، وإني لاستغفر بالنهار سبعين مرة } ،
ولا يستبعد في مثل هذه الروايات ، أن يكون ما يعتري النبي محمدا ً ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) بلحاظ غفلة أمته ، فيكون الإستغفار بلحاظهم أيضاً .
حميد
عاشق العراق
16 - 2 - 2013
_…ـ- * عدم الوحشة * ـ-…_
إن مما يربط على قلوب المؤمنين وخاصة عند تناهي الفساد وقلة الثابتين على طريق الحق هو( تذكّر ) تلك الصفوة القليلة الثابتة طول التأريخ ,
فهو يمشي على طريق قد مضى عليه من قبله أمثال : سحرة فرعون ، وأصحاب الأخدود ، ومؤمن آل فرعون ، وحواريّـو عيسى بن مريم ، والصلحاء من بني إسرائيل ،
وأخيراً أصحاب النبي وآله ( عليهم السلام ) الذين اتبعوهم بإحسان ، هذا كله فضلاً عن قادة المسيرة من الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) .
إن الإحساس بهذا ( الانتماء ) الضارب جذوره في أعماق التاريخ ، يجعل المؤمن يعيش حالة من ( الارتباط ) بالخالدين ، مما يرفع شيئا من وحشته ، ولو كان في بلدٍ لا يطاع فيه الحق ابداً .
وقد روي عن أمير المؤمنين عليٍّ ( عليه ِ السلام ) أنه قال :
{ لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله ، فإن الناس اجتمعوا على مائدة ، شبعها قصير وجوعها طويل }
حميد
عاشق العراق
17 - 2 - 2013
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 0 والزوار 32) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |