احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2984
 
هبه احمد
من آل منابر ثقافية

هبه احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Oct 2012

الاقامة
Jordan

رقم العضوية
11613
11-08-2012, 10:04 PM
المشاركة 1
11-08-2012, 10:04 PM
المشاركة 1
افتراضي عناب 2
سارت حافلتها خفيفة كأجنحة الطير لم تعد ترى شيئا. فرغت الحافلة الا منها تطايرت في ذاكرتها احلامها القرمزية وتذكرت اول لقاء لها به، نعم لقد التقته في الحافلة اول مرة . كانت في السابعة عشر من العمر ندى الفتاة الندية. كانت طالبة في المدرسة الثانوية، ركبت الحافلة ذاهبة الى المدرسة.
لم تكن تعلم ان تلك الصدفة الحمقاء سوف تتمخض عن ولادة قصة حب سرمدية. تعثرت بقدمه وسقطت على ارضية الحافلة خجلت كثيرا وهو ينظر اليها مبتسما احست بالبلاهة وشعرت بكثير من الحرج لكنها وقفت مسرعة وجلست في مقعدها وسارت حافلتها الى المدرسة وكان ذلك الشاب يخطف النظر اليها بين الحين والآخر، وحمدت الله الف مرة انها ترجلت من الحافلة ودخلت مدرستها.
لم تكن تعلم ان تلك الصدفة سوف تتكرر في طريق العودة فعندما صعدت الحافلة عائدة الى البيت كان جالس في نفس الكرسي ينظر اليها وابتسامته الغريبة ذاتها التي لم تفهم معناها تعلو شفتيه ولكنها هذه المرة نظرت الى الارض وسارت بخطى ثابته حتى لا تسقط مرة اخرى وجلست في الكرسي بكل هدوء.
لم تعرف لماذا شعرت بشيء من الكره اتجاهه تمنت ان لا تراه مرة اخرى. وفي صباح اليوم التالي سارت في طريقها الى موقف الحافلة آملة ان لا تراه لا هو ولا ابتسامته الغريبة مجهولة المعنى. لكنها ومع الاسف رأته مجددا وكان جالسا في مقعده وكأنه ينتظر ركوبها الحافلة تظاهرت ندى وكأنها لا تهتم لأمره، ولكن القدر هذه المرة لم يترك لها خيار فقد كانت الحافلة ممتلئة ولا خيار لها الا الجلوس بجانبه.
جلست ندى وجسدها يرتعد، لم تدري ما سر هذا الاحساس نظر اليها وقال: اسمي الاستاذ احسان وانت؟ قالت في وجل: اسمي ندى. قال : انا اعتذر عن موقف الامس لم اكن اقصد ان تتعثري . قالت: لا بأس لا تهتم للأمر كثيرا.
كان شاب لطيف حسن الوجه والملبس وكانت الرزانة والهدوء يعلوان وجهه رغم صغر سنه. احست ندى بشيء من الراحة في الحديث معه، وبدأ شعور الكراهية يتلاشى من داخلها. اصبحت ندى تنتظر وصول الحافلة كل يوم حتى ترى الاستاذ احسان وتجمل صباحها بمرآه. نعم، لقد احبته وبدأ الفرح يتراقص داخلها في كل يوم تلتقيه في الحافلة. واصبحت الحافلة مكان تهواه ندى رغم اكتضاضه بالركاب احيانا ورغم انها لا تتمكن من الركوب فيه احيانا اخرى. اصبح احسان لا يتغيب ابدا عن الحضور في كل صباح وصارت ندى لا تتوانى عن مدرستها مهما كانت الاسباب.
افاقت ندى من احلامها على صوت باب الحافلة يفتح ايذانا بوصولها الى عملها. ترجلت ندى من الحافلة ودخلت مكتبها طلبت فنجان من القهوة وجلست تتأمل العائد الغائب الذي ارجعها الى سنوات العشق الوردي تتذكر احلامها البريئة كبراءة طفل في الخامسة من العمر وتسترجع عبق الحب الذي عادت تشتم رائحته من جديد.

يتبع.................


عابرة من بوابة الماضي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عناب 2
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عناب 1 هبه احمد منبر القصص والروايات والمسرح . 6 10-24-2012 12:46 AM

الساعة الآن 06:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.