![]() |
|
الملَكَة أشرف من العمل
إن رتبة ملكة التقوى أشرف من رتبة العمل الصالح لجهات :
منها أن صاحب الملكة متصف بتلك الملكة وإن ( انقطع ) عن العمل فالكريم كريم وإن لم يكن متلبساً بالإكرام الفعلي
ومنها أن العمل الصالح قد تشوبه ( شوائب ) العمل من الرياء وغيره
والحال أن الملكة حالة راسخة في الباطن فلا مجال لإبدائها بنفسها في الظاهر لجلب رضا المخلوقين وإن بدت آثارها في الخارج
ومنها أن العمل الصالح قد ( يفارق ) العبد ولا يعود إليه لوجود ما يزاحم تحققه ولكن الملكة صفة لازمة للنفس
ومنها أن الملكة قائمة بالروح ( الباقية ) بعد الموت أيضا والعمل الصالح قائم بالبدن ولهذا ينقطع بانقطاع الحياة
ومنها أن العمل من ( آثار ) الملكة التي منها يترشح العمل المنسجم مع تلك الملكة ورتبة ما هو كالسبب أشرف من رتبة ما هو كالمسبَّب .
حميد
عاشق العراق
1 - 10 - 2012
الحسنة في الدنيا والآخرة
إن من يهوى الدنيا يطلبها بكل متعها من دون ( تقييدها ) بكونها حسنا عند الحق المتعال وذلك لأن كل ما فيها - مما يطابق الهوى - مطلوب لديه
وهذا بخلاف المؤمن الذي لا يريد من الدنيا والآخرة إلا ما كان ( حسناً ) عند مولاه
ولهذا يوكل أمر آخرته ودنياه إليه سبحانه لأنه الأدرى بالحسن الذي يلائمه بالخصوص
قالَ تعالى :
{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة }
لنفوزَ برضوان الله والجنة في الآخرة والسعة في الرزق وحسن الخلق في الدنيا
حميد
عاشق العراق
2 - 10 - 2012
المعاملة بما يناسب المرحلة
كما أن معاملة الأب لأولاده يختلف بحسب سنيّ العمر فأولها الدلال وآخرها الهيبة والاحترام ويجمعهما المحبة والوداد فكذلك الأمر مع الرب الودود فتارة يتقرب إلى عبده بما يشعر معه ( الدلال ) والإنبساط وتارة يحتجب عنه بما يشعر معه ( الوحشة ) والانقباض
وتارة يتجلى له بوصف العظمة والجلال بما يشعر معه ( الهيبة) والإشفاق وهكذا يتعامل الحق مع - من يصنعه على عينه - بما يناسب مقتضى مرحلته وهو الخبير البصير بعباده
حميد
عاشق العراق
2 - 10 - 2012
إجتثاث الرذيلة الباطنية
أسند الحق الشح في آية : { ومن يوق شح نفسه }إلى النفس إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن
والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال -
منشؤه حالة في الباطن ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني ) يظلّ ُ الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق
وهكذا الأمر في باقي موارد الرذائل كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق فاللبيب هو الذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس
بدلا من ( تشذيب ) سيقانها المتفرعة على الجوارح .
حميد
عاشق العراق
2 - 10 - 2012
القلبان في جوف واحد
نفى الحق المتعال أن يكون لرجل ( قلبان ) في جوفه ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ً ويحب بهذا أعداءهم فإن للعبد ( وجهة ) غالبة في حياته وهـمّا ًواحدا ً يدفعانهِ لتحقيق آمالهِ وأمانيهِ وتلك الوجهة هي التي تعطي القلب وصفا لائقا به فإذا كان إلهيـّا استحال القلب إلهيـّا وكذلك في عكسه فإذا اتخذ العبد وجهته ( الثابتة ) في الحياة لم تؤثر الحالات ( العارضة ) المخالفة في سلب العنوان الذي يتعنون به القلب .
حميد
عاشق العراق
4 - 10 - 2012
صنوف الكمال
يمكن القول أن جميع صنوف الكمال مجتمعة في قوله تعالى: ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) فإن فيه كمال ( معرفة الرب )
لأنه لولا هذه المعرفة لما عرف مقام الرب وبالتالي لم يتحقق منه الخوف من صاحب ذلك المقام وفيه كمال مرتبة ( القلب السليم )
لأن الخوف من مقام الرب لا ينقدح إلا من القلب السليم الذي خلي من الشوائب بما يؤهله لنيل تلك المرتبة من الخوف وفيه كمال مرتبة
( العمل الصالح )
الذي يلازم نهي النفس عن الهوى إذ أن الذي يصد عن العمل الصالح هو الميل إلى الهوى الذي لا يدع مجالا لتوجه القلب إلى العمل الصالح .
حميد
عاشق العراق
5 - 10 - 2012
الحيران في الأرض
يصوّر الحق - فيما يصور - حالة العبد الضّـال المتحير في هذه الحياة المبتعد باختياره عن جادة الهدى فيقول تعالى : { كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى}فهو إنسان حائر وكأنه على مفترق طرق عديدة لا يعلم طريق الخلاص منهاوالشياطين تحيط به تطلب هواه بمعنى أنها تطلب منه أن يهوى ما فيهِ( هلاكه )أو بمعنى أنها تطلب منه ( الحب) والهوى لنفس الشياطين وذلك بحبّ ما تدعو الشياطين إليه فتكون الصورة الثانية أبلغ في تجسيد هذا الخذلان لأنها تمثل الشياطين
حميد
عاشق العراق
5 - 10 - 2012
سبل تسلط الشيطان
إن من موجبات تسلط الشيطان على العبد أمورا ً منها :
- عدم الرؤية له ولقبيله كما يصرح القرآن الكريم .
- استغلال الضعف البشري إذ ( خلق الإنسان ضعيفا)
- الجهل بمداخله في النفس إذ هو أدرى من بني آدم بذلك .
- الغفلة عن التهيؤ للمواجهة في ساعات المجابهة .
إن الاعتصام بالمولى الحق رافع لتلك الموجبات ومبطل لها
فهو ( الذي يرى ) الشيطان ولا يراه الشيطان فيبطل الأول
وهو ( القوى العزيز ) الذي يرفع الضعف فيبطل الثاني
وهو ( العليم الخبير ) الذي يرفع الجهل فيبطل الثالث
وهو ( الحي القيوم ) الذي يرفع الغفلة فيبطل الرابع .
حميد
عاشق العراق
6 - 10 - 2012
تجليات التوجه للحق
إن التوجه إلى الحق سبحانه يتجلى في صور مختلفة
فصورة منها تكون مقرونةً ( بالحنين ) شوقاً إلى لقائه
وثانية مقرونةً ( بالبكاء ) حزناً على ما فرط في سالف أيامه
وثالثة مقرونة ( بالبهت ) والتحير عند التأمل في عظمته وهيمنته على عالم الوجود
ورابعة مقرونة ( بالخوف ) من مقام الربوبية
وخامسة مقرونة ( بالمسكنة ) والرهبة عند ملاحظة افتقار كل ممكن حدوثا وبقاء إلى عنايته الممدة لفيض الوجود
وسادسة مقرونةً ( بالمراقبة ) المتصلة وذلك للإلتذاذ بالنظر إلى وجهه الكريم
وعندها تتحد الصور المختلفة للتجلي
ليحل محلها أرقى صور الطمأنينة والسكون .
حميد
عاشق العراق
6 - 10 - 2012
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 0 والزوار 34) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |