احصائيات

الردود
0

المشاهدات
116
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,463

+التقييم
0.64

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
09-22-2025, 04:38 AM
المشاركة 1
09-22-2025, 04:38 AM
المشاركة 1
افتراضي سنة الشهاق




بسم الله الرحمن الرحيم





في عام 1360هـ (1941م)، مرّت المملكة العربية السعودية بواحدة من أكثر السنوات قسوةً على الصعيد الصحي والاجتماعي، عُرفت شعبيًا باسم “سنة الشهاق”. لم يكن هذا الاسم مجرد وصف لمرض، بل كان عنوانًا لحالة عامة من الحزن والخوف والضعف، حين اجتاح وباء السعال الديكي (الشهاق) البلاد، وترك أثرًا عميقًا في قلوب الناس وذاكرة الوطن.

ما هو الشهاق؟
الشهاق، أو السعال الديكي، هو مرض بكتيري معدٍ يصيب الجهاز التنفسي، ويتميز بنوبات سعال شديدة تنتهي بـ”شهقة” قوية عند محاولة التنفس، وهي ما أعطت المرض اسمه الشعبي. كان يصيب الأطفال بشكل خاص، ومع غياب العلاج والرعاية الصحية، أدى إلى وفيات مؤلمة في مختلف المناطق، خصوصًا في القرى التي تفتقر إلى المرافق الطبية a.

كيف تأثر المجتمع؟
• انتشر المرض بسرعة، وأصبح كل بيت تقريبًا يعاني من طفل مصاب أو مفقود.
• لم تكن هناك مستشفيات متخصصة أو أدوية فعالة، فاعتمد الناس على الطب الشعبي مثل الزعتر واليانسون، وعلى الدعاء والتضرع لرفع البلاء.
• لجأ الأهالي إلى العزل المنزلي لتقليل العدوى، وقلّت التجمعات خوفًا من انتقال المرض a.

الدروس التي تعلمناها
رغم الألم، كانت سنة الشهاق نقطة تحول في الوعي الصحي:

• أدرك الناس أهمية اللقاحات لحماية الأطفال.
• بدأت الحكومة في استيراد التطعيمات وإنشاء مراكز صحية في مختلف المناطق.
• انطلقت حملات توعية حول النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض المعدية a.

مفارقة سنة الشهاق
ورغم الحزن الذي خيّم على البيوت، سُميت أيضًا بـ”سنة جبّار” تفاؤلًا بالخير، لأن الزرع نما فيها بشكل جيد رغم قلة الأمطار. كانت سنة تجمع بين الوجع والأمل، بين الشهقة والنجاة، وبين الخذلان والصحوة a.

من أقوال من عاش تلك السنة
نقل الأستاذ ماجد بن عايد خلف العنزي في توثيقه لسنة الشهاق بعض الشهادات المؤثرة من كبار السن الذين عاشوا تلك الفترة:

“كنا نسمع صوت السعال من كل بيت، وكان الأطفال يختنقون أمام أعيننا ولا نملك شيئًا سوى الدعاء.”

“كنا نغلي الزعتر واليانسون ونضعه بجانب الطفل، نأمل أن يهدأ سُعاله، لكن كثيرًا منهم لم ينجُ.”

“من نجا من الشهاق، صار يُذكر كأنه نجا من الموت المحقق، كانت سنة لا تُنسى.”

هذه الأقوال تلخص حجم الألم الذي عاشه الناس، وتُظهر كيف كانت تلك السنة نقطة فاصلة في الوعي الصحي والاجتماعي a.

كيف تغيرت المملكة بعدها؟
سنة الشهاق كانت بمثابة جرس إنذار، دفعت المملكة نحو بناء نظام صحي أكثر قوة:

• تم افتتاح مستشفيات جديدة وتدريب الكوادر الطبية.
• أُدرجت لقاحات السعال الديكي ضمن برامج التطعيم الأساسية.
• أصبح هناك وعي مجتمعي أكبر بأهمية الوقاية والتعامل مع الأوبئة a.

ختامًا
سنة الشهاق لم تكن مجرد عام مرض، بل كانت شهيقًا طويلًا قبل زفير النهضة الصحية. علمتنا أن الألم قد يكون بداية التغيير، وأن الحزن قد يوقظ الوعي، وأن كل شهقة تحمل في طياتها درسًا لا يُنسى
.








منقول



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 0 والزوار 22)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.