![]() |
|
_…ـ-* أكثرهم لا يعقلون *-ـ…_
وردت آيات متعددة تصف أكثر الخلق بأنهم لا يعلمون ، ولا يشكرون ، ولا يؤمنون ، ولا يعقلون .
و الالتفات إلى هذا المضمون ، ( يسهّل ) على العبد الإخلاص في العمل ، والتعالي على الجاه ، وعدم التزلّف إلى المخلوقين ، وذلك لشعوره أن كل ذلك إنما هو بالنسبة إلى من وصفهم القرآن بالأوصاف المذكورة ،
ومن المعلوم أن رغبة الناس في الجاه وحُبّ ثناء الخَلْق ، إنما هو لاعتدادهم بما يسمى ( بالرأي ) العام و( ميل ) الجمهور .
وقد ورد عن أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) ما يدل على عدم اعتداده بمن حوله فيقول :
{ لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة }
حميد
عاشق العراق
26- 12 - 2012
_…ـ-* تحمل مشقة العبادة *-ـ…_
قد ( يستغرب ) البعيدون عن أجواء العبودية ، من تحمّل بعضهم للعبادات الشاقة ، كصيام النهار في الحرّ وكقيام الليل في القرّ وأمثال ذلك .
والحال أن أصحابها ( يتلذذون ) بما يراه غيرهم مشقّة وعناء ، مصداقا لقوله ( عليهِ السلام ) :
{ واسْتَلانُوا ما اسْتَوْعَرَه ُالمترفون ، وأنِسُوا بما اسْتَوَحَشَ مِنهُ الجاهلون }
حميد
عاشق العراق
26- 12 - 2012
_…ـ-* فائدة الاستخارة *-ـ…_
إن من ( فوائد ) العمل بالاستخارة ، فيما تحسن فيه الاستخارة من موارد التحير التي لا تستقر فيها النفس إلى شئ ,
هو إحساس العبد وكأنه جنديّ في معركة القتال ، لا يتحرك في الميدان إلا بأمر من قائده ، فهو لا ينظر إلى إرشاد المولى له ( كطريق ) إلى حيازة المنافع العاجلة ،
بل ( كَإْتِمار ) بأمرِ من تجب طاعته في كل صغيرة وكبيرة . ومن هنا يدعو الداعي فيقول في استخارته :
{ أستخير الله برحمته خيرة في عافية }
إذ العافية هنا تعم ما تتحقق في الدنيا أو الآخرة ، في العاجل والآجل .
حميد
عاشق العراق
26- 12 - 2012
_…ـ-*منغصات معيشة المؤمن *ـ…_
إن من الضروري الالتفات إلى أن ( المنغصّات ) في حياة المؤمن لمن دواعي ( تكامله ) وصعوده إلى الدرجات العليا ، إذ أن أدنى ما في تلك المنغصات - سوى الأجر الأخروي - أنها لا تدع مجالا ( للاستئناس ) بالدنيا والركون إلى متعها .
فهي بمثابة أشواك نابتة على الأرض ، تمنع الطير من الإخلاد إلى الأرض ، تاركا للتحليق في أجوائه العليا .
ولهذا تشبّه الروايات تعاهد المولى لعبده بالبلاء ، كتعاهد الرجل أهله بالهدية .
حميد
عاشق العراق
27- 12 - 2012
_…ـ-* تلهف النفس *ـ…_
قد تتوجه النفس - بشوق شديد - إلى بعض الأمور: كقدوم مولود ، أو مجيء مسافر ، أو حصول فائدة ، أو إقتراب موعد لذة أو غير ذلك .
كل هذه الحركات المنقدحة من النفس ، لا تليق بالعبد الملتفت إلى نفسه ، إذ كلما ( اشتد ) الشوق إلى الأغيار ، كلما ( ضعف ) الالتفات إلى الحق المتعال .
والعقوبة الطبيعية لذلك هي عدم ( اعتناء ) الحق به ، كما هدد به في بعض الموارد فقال عز وجل :
{ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم }
وهي عقوبة قاسية لأهلها . فلو قال السلطان لأحد رعيته ، أو الأب لولده مثل هذه المقولة ، لانتابه شعور بالفزع والجزع شديدٌ ، لمعرفته بفداحة آثار الحرمان المترتب عليه ، فكيف إذا صدر مثل ذلك ممن بيده مقاليد الأمور ؟!.
حميد
عاشق العراق
27- 12 - 2012
_…ـ-*عدم الالتهاء بالجمال*ـ…_
إن حالة العبد مع الرب ، كالجالس بين يدي السلطان في قاعة لقائه التي زينت بأنواع الجمال في كل جَنَباته .
فليس له أن ( يلهو ) عنه بالنظر إلى ما حوله من متاع وزينة ، إذ أن ذلك مستلزم ( للطرد ) أو الاحتجاب .
فالحق وإن جعل ما على الأرض زينة لها ، وجعل ما في السماء زينة للناظرين ، إلا أن ذلك لا يعني أن يجعل العبد الالتفات إلى كل هذه الزينة في السماوات والأرض ،( حجابا ) يشغله عن التوجه إلى ربه ، ومانعا لتحقيق أدب المثول بين يديه ، بل يجعل ذلك مقدمةً للالتفات إلى عظمة سلطان من هو بحضرته .
حميد
عاشق العراق
27- 12 - 2012
_…ـ-* حرمان بعض الشهوات *ـ…_
إن من سبل تقوية السيطرة على النفس وكبح جماحها ، هو حرمانها من بعض الشهوات ( الملحّة ) عليها . فإن من قدر على الأقوى قدر على
الأضعف بطريق أولى .
ولكن ينبغي التعامل مع النفس - في هذا المجال - بحذر لئلا تتمرد على صاحبها ،
فقد روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال : { ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى } .
وحالات الانتكاس لدى بعض من أراد ترويض نفسه ، بغير ( وعي ) من نفسه ، أو ( استرشادٍ ) من ذوي المعرفة لخير شاهد على ذلك .
حميد
عاشق العراق
28- 12 - 2012
_…ـ-* بين الباقي والفاني *ـ…_
ينبغي الالتفات دائما إلى قاعدة دوران الأمر في حياة الإنسان بين الباقي وهوما ( عند الله ) تعالى والفاني وهو ما ( عند العبد ) .
فيدور الأمر - في كل لحظة من العمر - بين صرفه فيما يحقق العندية للحق كذكره تعالى والعمل بطاعته ، وبين ما يحقق العندية للخلق كالاشتغال بغير الواجب والمندوب ، فضلا عن الحرام .
فلو عمل العبد بهذه القاعدة في كل مرحلة من حياته ، لرأى أن كل نظرة ليست فيها عبرة فهي ( سهو ) ، وكل قول ليست فيه حكمة فهو ( لغو ) ، وكل فعل ليست فيه طاعة فهو ( لـهو ) .
حميد
عاشق العراق
28- 12 - 2012
_…ـ-* الإتباع دليل المحبة *ـ…_
إن من الضروري التأمل في قوله تعالى : { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } .
فإتباع الشرع أساسٌ لمحبة الشارع ، ومحبة الشارع للمتشرع أساسٌ لتحقيق أهداف الشريعة في سلوك العبد ، وليس من الضروري أن يثمر الإتّـباع المحبة ( الفعلية ) السريعة .
إذ أن هذه الثمرة قد تُعطى بعد مرحلة من الطاعة ، يُثبت فيها العبد ( إصراره ) على مواصلة الطريق وإن طال المدى .
حميد
عاشق العراق
28- 12 - 2012
_…ـ-* السعي لا النتيجة *ـ…_
ليس من المهم أن يحقّق العبد حالة الخشوع والإقبال في الصلاة ، وإنما المهم بذل ( السعي ) الحثيث في ذلك ، و( دفع ) ما ينافيه ، و( التعرّض ) للنفحات في تلك المواطن .
ومن ثم ( يسلّم ) أمره للحق الذي لو شاء منحه الإقبال بكرمه ، أو حرمه بلطفه ، لما يراه من المصالح الخفية عن العباد .
فإن تمني حالة الخشوع في العبادة مع عدم تحققها من موجبات اليأس والإحباط ..فعلى العبد أن يسعى بهمّتـه ويوكل أمر النتائج إلى ربّـه ، إذ العبد مأمور بالسعي لا بالنتيجة .
حميد
عاشق العراق
29- 12 - 2012
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 0 والزوار 26) | |
أدوات الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |