« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
[justify] أختي الكريمة صفاء وأنا تائه بين تلك المفردات الرائعة التي فاضت بأحاسيس فتاة أستنطقتها الجراح والهمتها هموم تعايشها وغلفها الصدق فظهرت كلوحة نسيج فنية تناسقت خيوطها وتراكبت ألوانها فتجلت روعتها فكانت عنوان يغني عن قراءة ما بعده . أختي صفاء أستأذنك في الغوص في ثنايا نصك لعلي أستخرج بعض الجواهر التي زخر بها . تكاثرت عليها الجراح فكانت متاهات تشابكت مع حنين لا يعرف كنهه ففرقت أجزاء روحها -- المنهكة والمتعبة من تلك الجراح التي يأججها الحنين -- بين حارات بحجم السماء !!! كيف كان لها أن تحملها وهي بهذا العنفوان ؟!! كيف كان لها أن تصمد أمام حجمها الهائل ؟!! كيف لها أن تسترد تلك الأجزاء من روحها وقد تفرقت أجزاءها بين حارات أزقتها بامتداد السماء ؟!! وصف رائع لحالة من التشتت كانت نتاج لتراكم ألم لم يفقدها الحنين ربما لمن ألمها وجرح مشاعرها . في مشهد أخر نجد الجراح تضفي لمست جمال على تلك الفتاة دليل على تجذرها وتعمقها واندماجها في كينونتها حتى أضاعت ملامحها وتسيدت هي فكانت عنوان الجمال ، فكيف حدث ذلك ؟!! مهلاً سأجيب على تساؤلاتكم ولكن لا تعتقدوا ان الهم قتلني والغم زلزلني لا وألف لا فأنا كأي صبية كانت أحلامي بمساحة المدن التي تعرفونها حتى وإن تلاشت كونها خيالات ابتعدت كثيراً عن واقعي فتحولت إلى هباء أفقر أحلامي وأضعفها وشردها إلا أنها في تسكعها اختارت لروعتها أغصان الياسمين موطن لها حتى تنعم بذلك الأريج الذي يخفف مصابها وحتى تنعم بتلك الخضرة التي تبقي الحياة تجري في شرايينها قبل أن تضمحل وتصير للتلاشي فتصبح حلم بحجم قطرة الندى التي باتت تعلق بخد الياسمين ، تلك كانت إجابتي . كم أجدت يا صغيرتي في هذا الوصف الذي جعل الجراح لوحة سريالية تستلذ بها الأعين فيتوقف أمامها كل حراك . لا زال للروعة بقية مع تلك الصبية فها هي الأمنيات تصارع للبقاء رغم تواري الأحلام وتختار أن تصعد إلى عنان السماء . يالها من أمنيات لم ترضى بالأرض مستودعاً لها فاختارت السماء ملاذاً أمنً ينبئ عن كبريئها وغرورها الذي لم يبصرها بضعفها حتى تسقط قبل أن تصل إلى حدودها لكنها رغم ذلك وكما هي روعتها اختارت أن تتعلق بأطراف الضباب في مخاطرة عظيمة جعلتها أي تلك الأمنيات بين الموت والحياة لكنه في النهاية تشبثًٌ بالحياة لا يمنع من وقوعها على الأرض وموتها ليتجلى لنا مقاومتها حين تصر على الظهور مرة أخرى كنبتة أصرت على الحياة رغم مجاورتها للقبور . وصف لحالنا مع الأمنيات يتخطى الروعة ويعانق الإبداع تستحقي عليه الشكر يا أختاه . وها هي النهاية تظهر فصولها فالأوجاع باشتدادها تحولت إلى وباء ينذر بمجاعة ستأكل الأخضر واليابس وقلت القطر الذي لا حيلة لها حياله يودي بنضارة تلك الصبية وهو يعتاش على عافيتها ويسهم مع حالة الانكسار -- التي تسببت فيها معاناتها -- في موت يطوي صفحتها ويختار أن يخلد ذكراها بإبقاء قبرها مفتوحاً كشاهدٍ على شهادتها في حرب الانتظار لطوق نجاة ينتشلها من ركام حياة قاسية لم ترحم شبابها ولم تقدس أنوثتها فأخذت بها إلى النهاية التي حاولت كثيراً مقاومتها . روعة مشهد النهاية امتداد لكل المشاهد الرائعة التي صورت معانات صبية كافحت وقاومت أوجاعها ولم يهزمها إلا إرادة تفوق إرادتها وقوة لا يقف أمامها بشر إنها القوة الإلاهية في تصوير إبداعي رمزت له بالمجاعة التي لا حيلة للإنسان أمامها فكانت نهاية لتلك السطور التي تقطر إبداعاً وتغليفاً لكل الأحاسيس التي تزاحمت بين مفرداتها فعبقتها بنسائم تتلقفها مشاعرنا فتتماهى معها حتى كأننا نعيشها فتصبح تلك القصة هي قصة كل جريح لا يجيد التعبير عن جراحه . أختي صفاء في النهاية لا يسعني سوى شكرك على هذه المعزوفة الرائعة التي أسرتني واستمطرت قلمي فكانت هذه السطور التي أجملت إحساسي بروعة الكلمة عندما تتجاسر فتفيض إحساساً تقرأهُ القلوب قبل العيون . تحياتي ... حامد الشريف [/justify] |
||
[justify] أختي الكريمة صفاء وأنا تائه بين تلك المفردات الرائعة التي فاضت بأحاسيس فتاة أستنطقتها الجراح والهمتها هموم تعايشها وغلفها الصدق فظهرت كلوحة نسيج فنية تناسقت خيوطها وتراكبت ألوانها فتجلت روعتها فكانت عنوان يغني عن قراءة ما بعده . أختي صفاء أستأذنك في الغوص في ثنايا نصك لعلي أستخرج بعض الجواهر التي زخر بها . تكاثرت عليها الجراح فكانت متاهات تشابكت مع حنين لا يعرف كنهه ففرقت أجزاء روحها -- المنهكة والمتعبة من تلك الجراح التي يأججها الحنين -- بين حارات بحجم السماء !!! كيف كان لها أن تحملها وهي بهذا العنفوان ؟!! كيف كان لها أن تصمد أمام حجمها الهائل ؟!! كيف لها أن تسترد تلك الأجزاء من روحها وقد تفرقت أجزاءها بين حارات أزقتها بامتداد السماء ؟!! وصف رائع لحالة من التشتت كانت نتاج لتراكم ألم لم يفقدها الحنين ربما لمن ألمها وجرح مشاعرها . في مشهد أخر نجد الجراح تضفي لمست جمال على تلك الفتاة دليل على تجذرها وتعمقها واندماجها في كينونتها حتى أضاعت ملامحها وتسيدت هي فكانت عنوان الجمال ، فكيف حدث ذلك ؟!! مهلاً سأجيب على تساؤلاتكم ولكن لا تعتقدوا ان الهم قتلني والغم زلزلني لا وألف لا فأنا كأي صبية كانت أحلامي بمساحة المدن التي تعرفونها حتى وإن تلاشت كونها خيالات ابتعدت كثيراً عن واقعي فتحولت إلى هباء أفقر أحلامي وأضعفها وشردها إلا أنها في تسكعها اختارت لروعتها أغصان الياسمين موطن لها حتى تنعم بذلك الأريج الذي يخفف مصابها وحتى تنعم بتلك الخضرة التي تبقي الحياة تجري في شرايينها قبل أن تضمحل وتصير للتلاشي فتصبح حلم بحجم قطرة الندى التي باتت تعلق بخد الياسمين ، تلك كانت إجابتي . كم أجدت يا صغيرتي في هذا الوصف الذي جعل الجراح لوحة سريالية تستلذ بها الأعين فيتوقف أمامها كل حراك . لا زال للروعة بقية مع تلك الصبية فها هي الأمنيات تصارع للبقاء رغم تواري الأحلام وتختار أن تصعد إلى عنان السماء . يالها من أمنيات لم ترضى بالأرض مستودعاً لها فاختارت السماء ملاذاً أمنً ينبئ عن كبريئها وغرورها الذي لم يبصرها بضعفها حتى تسقط قبل أن تصل إلى حدودها لكنها رغم ذلك وكما هي روعتها اختارت أن تتعلق بأطراف الضباب في مخاطرة عظيمة جعلتها أي تلك الأمنيات بين الموت والحياة لكنه في النهاية تشبثًٌ بالحياة لا يمنع من وقوعها على الأرض وموتها ليتجلى لنا مقاومتها حين تصر على الظهور مرة أخرى كنبتة أصرت على الحياة رغم مجاورتها للقبور . وصف لحالنا مع الأمنيات يتخطى الروعة ويعانق الإبداع تستحقي عليه الشكر يا أختاه . وها هي النهاية تظهر فصولها فالأوجاع باشتدادها تحولت إلى وباء ينذر بمجاعة ستأكل الأخضر واليابس وقلت القطر الذي لا حيلة لها حياله يودي بنضارة تلك الصبية وهو يعتاش على عافيتها ويسهم مع حالة الانكسار -- التي تسببت فيها معاناتها -- في موت يطوي صفحتها ويختار أن يخلد ذكراها بإبقاء قبرها مفتوحاً كشاهدٍ على شهادتها في حرب الانتظار لطوق نجاة ينتشلها من ركام حياة قاسية لم ترحم شبابها ولم تقدس أنوثتها فأخذت بها إلى النهاية التي حاولت كثيراً مقاومتها . روعة مشهد النهاية امتداد لكل المشاهد الرائعة التي صورت معانات صبية كافحت وقاومت أوجاعها ولم يهزمها إلا إرادة تفوق إرادتها وقوة لا يقف أمامها بشر إنها القوة الإلاهية في تصوير إبداعي رمزت له بالمجاعة التي لا حيلة للإنسان أمامها فكانت نهاية لتلك السطور التي تقطر إبداعاً وتغليفاً لكل الأحاسيس التي تزاحمت بين مفرداتها فعبقتها بنسائم تتلقفها مشاعرنا فتتماهى معها حتى كأننا نعيشها فتصبح تلك القصة هي قصة كل جريح لا يجيد التعبير عن جراحه . أختي صفاء في النهاية لا يسعني سوى شكرك على هذه المعزوفة الرائعة التي أسرتني واستمطرت قلمي فكانت هذه السطور التي أجملت إحساسي بروعة الكلمة عندما تتجاسر فتفيض إحساساً تقرأهُ القلوب قبل العيون . تحياتي ... حامد الشريف [/justify] |
||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ق.ق.ج .. انتظار | مروه عبد الحكيم | منبر القصص والروايات والمسرح . | 9 | 05-20-2021 02:03 PM |
انتظار !! | حسام الدين بهي الدين ريشو | منبر البوح الهادئ | 4 | 03-26-2017 07:09 PM |
حالة انتظار ~ | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 12 | 12-04-2012 11:31 PM |
انتظار | عامرالربيعي | منبر شعر التفعيلة | 4 | 01-04-2011 06:35 PM |
انتظار الفجر | محمد معمري | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 10-24-2010 04:38 PM |