![]() |
|
.حِينَ غَابَ القَمَرُ
أَشرَقَتِ الرَّائِحَةُ
أَحْلامَاً وَأَمَانِيَ
تُضِيئُ صَحرَاءَ الليَالِي
رَأيتُ الغَيمَ بَعِيداً بَعِيدا
نَادَيتُ مُؤمِلاَ
وَضَاعَ الصَّوتُ
تَوَضَّأتُ بِالرَائِحَةِ
استَسْقَيتُ الغَيمَ صَلاةً
ضَنَّ الغَيمُ عَلىَّ
تَشَبَّثتُ بِالرَّائِحَةِ
سَبَحتُ فِي الرَّائِحةِ
أَتَلاشَى فِي الظَلامِ
وَشَئُ فِي الرُّوحِ
يُجَنُّ ، يَئِنُّ ، يَحِنُّ ،
ويَرجًو الغَيمَ رَبيعَا
وَشُرُوقَاً لِلأَمَلِ جَدِيد
وَثَمَّ بِقيَّةٍ
.
في التَقَاطُعِ
مَا بَينَ شُرُوقِ الشَّمسِ
وَاكتِمَالِ البَدرِ
بِئرٌ مِنَ العَطَشِ
صُخُورٌ مِنَ اللَهَبِ
وَرُوحٌ تَائِهَةٌ بينَ نُورَينِ
عَميَاء تَهتَدِي بِالشَوقِ والأملِ ..
لم يبقَ لَهَا غيرَ انحناءِ الطَّرِيقِ
والتِحَامِ الدُرُوبِ
تبدَأُ فَتَنتَهِي
لِتُعِيدَ الكَرَّةّ
وَكَأنَّ الشَّمعَةّ لنْ تَذُوبَ
وَكَأنَّ الليلَ لنْ يَطُولَ
وكأنَّ المَسَافَةَ
بينَ الألِفِ وَبينَ الهَاءِ
صَوتُ وَغِنَاءٌ
آهِ يا عَطَشَ المَغِيبِ
.وَثَمَّ بَقِّيَةٍ
في البدءِ كانَ ضَوءٌ
وكان صوتٌ
وكانت حُرُوف
في البدء
كان هنا ، وكان هناك
تضْمَحِلُّ المَسَافَاتُ بينَهُمَا
وَيُولَدُ طِفلٌ
يِحبُو عَلَى الألوانِ
يصيرُ شَابَا
يُسَافِرُ إلى الـ ..هُنَاكَ
يُرسِلُ البدرَ زهْرَاً
وَرَغِيف
يَرسُـمنِي فَرَاشَاُ ،
عُصفُوراَ
وَغُصنَا ،
يَعزِفُ الهواءُ لحنا
أرقُصُ
وَيَــلُـفُـنِي الغيمُ الشَّفِيف
أَبِيتُ على الهَوَى
أتُـوق إلى فَجْرٍ وشَمسٍ
وَضَوءٍ وَصَوتٍ
وَلَونٍ وطفلٍ
أتوقُ أن أَكُـون
وَثَمَّ بَقِّيَة
.
مِنْ أَجْلِكِ
أَرْسُمُ شَمْسَاً وَظِلَالَا
وِكُرُومَاً وَهِلَالَا
تَحْتَفِلُ الشَّمْسُ بِالخَرِيفِ
تَهَبُ لَونَها
لِأَوْرَاقِ الشَّجَرِ
يُسَافِرُ الأَصْفَرُ رَاقِصَاً
يَكسُو بسَاطَ الأرْضِ
نُورَاً وَدِفءً وَجَمَالَا
قَالُوا الأَصْفَرَ عُري الكَوْنِ
قَالُوا الخَرِيفَ لِلحُزْنِ
وَقَالُوا الرِّيحَ لِلنَحِيبِ !!
هُوَ احْتِفَاءُ الكَون بِمَوَاسِمِ المَطَرِ
هُوَ تَوقُ الأَرضِ والنَّفسِ
تَرْضَعُ مِنْ نَهْدِ السَّمَاءِ
مِنْ رَحِيقٍ غَيرَ مِحْدُودِ العَطَاءِ
فَتَمْتَدُ جُذُورً الحُبِ مَعَ الشَّجَرِ
وَيَصلُ الشوقُ مَا بَيْنَ الجُذُورِ عنَاقَا
فَيَا لِلشَّوقِ
يَا لِلرِيحِ
وَيَا لِلمَطَرِ !
وَلِلأَمْطَارِ بَقيَّةٍ
.
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
|