++ ثورة الغضب ++
 
 
الثورة مرت من هنا . .
كتبت قصصاً وقصائد . . 
عن أمور كثيرة . . 
لكن ما يحصل على الأرض أكبر . . 
بل وأعم . . 
الآن نحن في قلب الحدث . .
نحن نراقب التاريخ . .
يحفر ويزخرف في القلوب الطيبة . . 
نسجله حقيقة بأعيننا . . 
ويسجله أصحاب الثورة بدمائهم . . 
حقيقة تقرؤها الأجيال . .
 
أعود اليوم إلى قصصي و قصائدي . . 
هي جزء من روحي . . 
أبث فيها روحاً جديدة . . 
فرضت نفســــها . . 
إنها روح الثورة . . 
أثور . . أتطلع إلى النصر القريب . . 
كيف أننا سننسى الأوهام والوعود الزائفة . .
كيف أننا سنعود إلى الحقيقة . . 
كيف سنعوّد أنفسنا ثانية على رؤية اللون الأبيض . .
 
كيف سنبعد عن أرواحنا أثر السواد العالق فينا منذ أزمان . . 
سنعلم أولادنا الخير من جديد . . 
ســوف نتعلم الحب من جديد . .
وكيف نتعامل مع الشمس تشرق علينا من جديد . . 
 
أثور . . 
تترنح مشاعري . . 
ترتفع الحرارة في شراييني . . 
أغلي في داخلي . . 
بسبب المشاعر المكبوتة فيّ منذ دهور . . 
ستعود الطيور المهاجرة  
إلى أعشـاشـــها . . بإذن الله . .
سيظهر قوس قزح جديد في سماء الحق . .
كل شيء حولي يشي ذلك . .
في داخلي أغلي . . 
نعم . . فالأوان قد حان . .
تلاعبت الأقدار بنا . .
عشرون . . ثلاثون . . أو خمسون عاماً . .
ما زالت عهود الظلام تريم على أبداننا . . وعقولنا . .
 
قم يا أخي . . 
قم يا صديقي . . 
قم يا ولدي . . 
تقدم . . 
تحرك ولا تخف . .
هكذا يفعل الثوار . . 
هكذا يفعل أصحاب الحق . . 
 
ومم تخاف . . !
لقد تجاوزت قلوبنا معنى الخوف . . 
ومعنى الخنوع . .
 
وإذ نرحل قبل أن نرى التغيير . .
قبل أن نضمه في قلوبنا . . 
فهاهنا أولادنا . .
سيكبرون . . وسوف يعرفون . .
أن الإبـاء في آبائهم . . 
كـان ثوابت لا تلين . .
لم يملكوا سوى دمهم . .
فقدموه . .
على طبق من شجاعة ورؤى . . 
قدموه . . لوطنهم فداء . .
 
والآن . . نعود ويعودون إلى الميدان . .
هذا برعم لوردة حمراء يتفتح . .
وبقربه شجيرات مازالت صغيرة . .
ولكنها شـامخة . .
قوتها من قوة الرجال . .
ســقتها دماء الشـهداء . .
ماتوا في سبيل الكلمة . .
ماتوا في سـبيل الحق . .
لا مكان هنا للخونة ولا للجبناء . .
 
فاح عطر النصر . .
فغمر الأبدان والميدان . .
وعانق الأرواح . .
كانت الوجوه دائماً كئيبة . .
تجدها ترنو دوماً إلى الأرض . . 
حتى لا ترى الظلم . .
حتى لا تشعر بالحاجة . . 
أو ترى معاناة الأطفال . . 
إما الآن . . فالكل ينظر إلى العلا . . 
إلى السماء . .
ما أجمل زرقتها . .
ما أجمل نسيمها . . 
لقد كدنا أن ننساها . . وننسى بهاءها . .
هل بمقدور الإنسان أن ينسى السماء . . !
لقد مر الزمان علينا سريعاً . .
وتعلمنا الدروس ووعيناها بجراحنا . .
الشجاعة ليست كلمة تكتب . .
بل هي فعل لا يموت . .
فعل أخاف الجبابرة . .
وما ملكوا أمامه إلا الهروب . . 
 
تقول عددنا ليس كبيراً . . !
انتظر وانظر . .
هكذا يبدأ الطوفان . . 
يتكاثر المخلصون . . من رحم الثورة والحاجة . .
يضربونهم بالرصاص . . !
منهم كثير مات . . !
يا لفرحتهم . .
كثير منهم أصيب . . !
يا لهنائهم . . 
لقد كسبوا الرهان . .
إنها ثورة للحرية . . 
ما أجملها ثورة البلدان . . 
 
 
** أحمد فؤاد صوفي **
يناير/كانون الثاني - 2011