السماء ملبدة بغيوم لها ألوان متفاوتة،تحمل في تكوينها قصصاً مستوحاةً من الطبيعة،
ما أجمل السحب،المطر المنهمر،وأشعةالشمس،تداعبها برقة ودلال،تنزل حبات من المطر، تصطحبها زخات من البرد،الشمس الصفراء تزين لها المسارات،حبات البرد تسابق حبات المطر وهي فرحة،الرعد يصفق،والبرق يرسل ضحكاته،من خلف المجرات،
حبات البرد تنزل إلى الأرض ، تلتحم معها، تعانقها،تتراقص، تقفز فرحاً، تنشطر،تتناثر، كأنه عقد من الألماس على صدر حورية تلتهم الفؤاد،تهبط مسرعة، فرحة،مستبشرة،تغوص إلى أعماق الأرض إل جنينها، منشئها،إلى رحمها، لتعانق شرايين الشجر،وتصعد منها إلى الأغصان،قد عبدت لها الطريق ومهدته،لتسير في درب من الألياف،لتصل إلى برعم في أعلى قممها لتهتم به،وتسقيه من رحيقها ماء، لينضج زهرة، ومن خلفه ثمرة،تقطف بعناية،بأيادي البشر
وتغادر مرة أخرى في رحلة،إلى جوف البشر، والقلب يفرح لرؤيتها،ويسمح لها برحلة عاجلة
يقسمها إلى جزيئات وينثرها على مهل ،قسم يبقى، وآخر ينتقل إلى رحم فيه روح من البشر
وتمر الأشهر،ويخرج مولوداً ..فيكبر وينمو،يصبح شاباً يافعاً، ثم كهلاً منزوياً، ليعلن أنه مستعد للسفر.
يستقر في قبر قد حفر منذُ الأزل،تأبى جزيئات من البرد هذا المستقر ،فتعقد اجتماعاً
فتتحد، تكون قوةً وإصراراً وعزيمة،لتظهر وتصعد إلى وجه الأرض،عند بزوغها تطلق صيحة، تلتفت لها أشعة من الشمس،فتدلي لها بخيوطها ترفعها إلى الفضاء تسبح بها عبرالنجوم،الكواكب،والمجرات ، ترى سحباً كثيرةً ومتعددةً،فتهوي عليها كأنها صقر يبحث عن الحريات،تطلق صيحة لتبلغهم بمقدمها..بحضورها،انتشر الخبر، وذاع صيتهاوطغى، صوتاً آمراً بالاستعداد،الكل تهيأ ،الكل تزين بنور قد أُكتسبَ من شعاع البدر،أعددن مكاناً لتستقر بعد غياب،فرشن الأرض، بأكاليل من لؤلؤ..ومرجان، أُحضرت الراقصات الحسان،عزفن الحاناً تبهج الفؤاد،واعددنَ متكأ،وأجلسنها، الكل ينظر إليها،الكل من حولها صامت، لتروى لهم،حكايات وحكايات.