بركان قعر عدن هو فوهة بركانية خامدة تقع تحت مدينة عدن اليمنية، ويُعد من أضخم البراكين المكتشفة على سطح الأرض. يجمع هذا البركان بين الأهمية الجيولوجية والدينية، ويثير اهتمام الباحثين في علوم الأرض والإعجاز العلمي، خاصة لوروده في السنة النبوية ضمن علامات الساعة الكبرى.

---

أولًا: الموقع الجغرافي والجيولوجي

- مدينة عدن تقع جنوب اليمن على ساحل بحر العرب، وتُعد من أهم الموانئ التاريخية.
- المدينة مبنية فوق فوهة بركانية ضخمة، قطرها يُقدّر بنحو 6 إلى 8 كيلومترات.
- الفوهة تُعرف باسم "قعر عدن"، وهي ناتجة عن انفجار بركاني هائل يُعتقد أنه حدث قبل ملايين السنين من جهة البحر، ما أدى إلى تشكّل شبه جزيرة عدن.

---

ثانيًا: اكتشاف البعثات الجيولوجية

- في عام 1964، أرسلت بريطانيا بعثة علمية ملكية لدراسة النشاط البركاني في عدن، بقيادة علماء متخصصين في البراكين والجيولوجيا.
- كشفت البعثة أن مدينة عدن بأكملها تقع داخل فوهة بركان خامد، وأن التكوينات الصخرية في المنطقة تحمل بصمات انفجار بركاني هائل.
- وصف أحد أعضاء البعثة البركان بأنه "أعظم انفجار بركاني على سطح الأرض"، مشيرًا إلى أن البراكين الأخرى تُعد صغيرة مقارنة به.
- لاحقًا، أكدت صور الأقمار الصناعية التي استخدمتها بعثات جيولوجية يمنية وفرنسية وجود انحدار دائري ضخم يحيط بالمدينة، ما يدعم فرضية الفوهة البركانية.

---

ثالثًا: التكوين والنشاط البركاني

- البركان خامد منذ ملايين السنين، لكن يُعتقد أن له جذورًا عميقة في طبقات الأرض، وربما يمتد إلى حدود الوشاح الأرضي.
- الصخور في المنطقة تُظهر آثارًا بركانية واضحة، مثل البازلت والرماد البركاني المتصلب.
- بعض الباحثين يشيرون إلى أن الطاقة الكامنة في هذا البركان هائلة، وقد تفوق طاقة براكين نشطة مثل يلوستون وكراكاتوا.

---

رابعًا: الأحاديث الصحيحة الواردة في السنة

ورد ذكر "قعر عدن" في السنة النبوية ضمن علامات الساعة الكبرى، ومن أبرز الأحاديث الصحيحة:

1. حديث مسلم:
> عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال:
> "اطَّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى تروا عشر آيات..."
> وذكر منها: "ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس"
– رواه مسلم (2901)

2. حديث أحمد والترمذي:
> عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
> "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تخرج نار من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر"
– رواه أحمد (2/8)، والترمذي (2183)، وصححه الألباني

3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
> "تخرج نار من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا"
– رواه الحاكم في المستدرك وصححه، ووافقه الذهبي

هذه الأحاديث متواترة المعنى، وتدل على أن خروج النار من قعر عدن هو من العلامات الكبرى للقيامة، وتكون سببًا في نقل الناس إلى أرض المحشر.

---

خامسًا: المخاطر المحتملة

- في حال ثوران البركان، فإن مدينة عدن ستكون في مركز الخطر المباشر، نظرًا لوقوعها داخل الفوهة.
- قد يؤدي الثوران إلى تسونامي ضخم في بحر العرب، وهزات أرضية قد تؤثر على جنوب الجزيرة العربية.
- لا توجد مؤشرات علمية حالية على قرب حدوث ذلك، لكن التحليل التاريخي والديني يدفع بعض الباحثين إلى أخذ الأمر بجدية.