الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2019, 01:26 AM
المشاركة 480
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
مأمأة الخروف و ضباح الثعلب
بقلم : زبن الروقي


في مفترق الطرق يسير وئيد الخطى ، هائم يتخبط كحاطب ليل لايعرف نجاعة وجهته ، في تيه اللاوعي عابس ومكفهر الوجه وبسر ،
يطرد سراب اللاعودة ، موغل في تضاريس الغي والانحراف
وذات يوم وهو يرتشف هواه في طريق الضياع مر بقربه سيارة تنوء بها العصبة وبداخلها من الأرزاق والنعم مالذ وطاب وقف شاخص البصر مذهولا !! يتساءل
لمن هذه راحلة ؟
ولمن تكون رافدة ؟
تتبع سيرها ونهاية رحلتها ، تساءل :
من هؤلاء الذين نالوا الحظوة ؟
ومن الذي نال الرضا وكسب هذه الأرزاق والنعم ؟
لماذا هؤلاء القوم يعرضون عني ويتوجهون لغيري ؟؟
تساؤلات عدة تدور في محيط رأسه المشرئب من المعاصي والذي ران من اقتراف الذنوب ، أطرق في اطلاق عنان تخيلاته يستشرف الوضع من بعيد ، أمعن في استكشاف دهاليز سيارة المؤن ، ومتابعة تلك القافلة ، أوغل في معرفة حقيقة ذلك ، وعندما وقف على نهاية المطاف فإذا به يرى العجب العجاب والذي لم يخطر له على بال أو يحسب له حساب فقد وجدها تقبع عند عين حمئة ! ... عند من ؟؟ إنه رفيق دربه إبان طريق فقدان الذاكرة ، إنه الثعلب ( كان لقبه بمعية أصحاب الغواية ) الذي توقفت عند بابه منزله تلك السيارة ، شاهد رفيق الأمس يخرج من الباب في حالة تمسكن وضعف واستعطاف ، منظره يستدر العواطف ويثير المكنون الإنساني نحوه ، قد تدثر برداء قصير ، وأديم وجه قد اكتسى بشعر غزير قد خالطه بعض الشيب ، ، من هيئته قد تنشد صدق الالتزام ومن زيه تحسبه أنه رجل صالح يمقت التزلف ويمج النفاق ويحارب الكذب والدجل (!!!)
عاد إلى بيته يسترجع الذكريات ويعيد سيناريو الأيام الفارطة وكيف بدل الله من حال إلى حال
أطرق يحدث ذاته : لماذا لم أفعل مثل مافعل صديق الطفولة ( الثعلب ) ؟؟ أضباح الثعلب اثمر وأفاده ؟ لماذا بقيت على مسلكي دون أن استفيد ؟
إنني أعيش حياة مسغبة وفي معيشة ضنكا
نسمات من التحولات الجذرية بدأت تتسلل لوجدانه نفحات من الخشية قد لامست شغاف قلبه يحاول الرجوع للجادة فقد حاد عنها

قرر بعد تفكير أن يذهب لصديقه يخادنه ويجادله ويستأنس برأيه ونصحه ، دق على الجرس وبسرعة خاطفة تم فتح الباب دون السؤال عمن يكون الطارق ؟! وبعد أن التقى وجه لوجه كانت الصدمة فقد كان استقباله لصديق الماضي فاترا وسلامه متكلفا ، تشعر أنه لايريده ! وتيقن أنه يود أن الأرض انشقت فبلعته ولم يشاهد بقايا الماضي ماثلا أمامه !
أنصدم صاحبنا من رداءة الحفاوة وبلادة الحس والشعور ، وانعدام الرفادة ، ولكنه لم ييئس ولم يبتئس !
حدث ذاته لابد أن أواصل رحلة الاستكشاف ومعرفة الحقيقة المغيبة ! ولابد أن أعرف سبب اعراض هذا الصديق عني ورغبته بعدم تواصلي معه ! وما دواعي تمعر وجهه عندما شاهدني ؟
فلو كان صادقا لفرح بمقدمي وأخذني بالأحضان وفرح بأوبتي وانتشلني من عالم المجون ، إن الأكمة وراءها أمر جد خطير ومريب ، ولابد أن أكشفه ! (فأحبار السوء يعرف بعضهم بعضا !!! ولو تستر أحدهم بجلباب التدين تجد منهم من مازال خفية ممسك بذيل شيطان رجيم ينزغه فيتبعه بعيدا عن أعين المارة !!) وفعلا لم يخب حدسه
فقد كانت المفاجأة فذلك الثعلب ماهو إلا مداهن ماكر في ثوب مصلح ، يظهر في العلن نقاءه وعفته وهو خلف الجدر زير موبقات وعاقر خمر
بعد تكرر الزيارات السرية عادت جلسات الأنس وكانت همهمة صاحبنا أنه لايستطيع الضباح ولكن سوف يقوم بالمأمأة كالخروف الذي يستعطف صاحبه لينال منه حظوة ويمده بالزاد فقط يريد أن يعيش كما فعل الثعلب الذي خرج من أتون الفقر والحاجة وإذا به قد حاز ملذات الدنيا وكانت طريقته هو إتقانه التملق والنفاق والضحك على السذج من مريدي الخير ممن يخدعهم الخب .

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6863

وحيدة كالقمر