الموضوع
:
أين هي مُستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة ؟
عرض مشاركة واحدة
12-29-2010, 07:43 PM
المشاركة
4
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
ومنهم :
من يكون مقرّه باب الجنة , كما في حديث ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( الشهداء ُعلى بَارِق ِ نهر بباب الجنّة , في قبّة خضراء , يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيّا ) . رواه أحمد
وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء .
ومنهم :
من يكون محبوسا ً في الأرض , لم تعل ُ روحه إلى الملأ الأعلى , فإنها كانت روحا ً سُفلية أرضية , فإن
الأنفس الأرضية لا تجتمع مع الأنفس السماوية , والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفة ربِّها ومحبته وذكره ,
والأُنس به والتقرّب ُ إليه , هي أرضية سفلية , لاتكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك .
كما أن النفس العلوية التي كانت في الدنيا عاكفة على محبة الله وذكره , والتقرب إليه والأنس به , تكون بعد
المفارقة مع الأرواح العلويّة المناسِبة لها , فالمرء مع من أحب َّ في البرزخ ويوم القيامة .
والله تعالى يزوّج النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويوم المعاد كما دل ّ عليه الحديث , ويجعل روحه - يعني
المؤمن - مع النَّسم الطيب , أي : الأوراح الطيبة المُشاكلة , فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب
عملها , فتكون معهم هناك .
ومنها :
أرواح تكون في تنُّور الزُّناة والزَّواني , وأرواح في نهر الدّم تسبح فيه وتُلقم الحجارة , فليس للأرواح
سعيدها وشقِيِّها مستقر ٌ واحد , بل روح ٌ في أعلى علييّن , وروح ٌ أرضية سُفلية لا تصعد عن الأرض .
والروح شأنها غير شأن البدن , وأنها مع كونها في الجنة فهي في السماء , وتتصل بفِناء القبر وبالبدن فيه , وهي
أسرع شيء حركة وانتقالا ً , وصعودا ً وهبوطا ً , وأنها تنقسم إلى مُرسَلة ٍ ومحبوسة , وعلوية وسفلية , ولها بعد
المُفارقة صحة ٌ ومرض , ولذّة ونعيم , وألم ٌ أعظم مما كان لها حال اتصالها بالبدن بكثير , فهنالك الحبس والألم
والعذاب والمرض والحسرة , وهنالك اللذة والراحة , والنعيم والإطلاق , وما أشبه حالها في هذا البدن بحال ولد ٍ
في بطن أمِّه , وحالها بعد المفارقة بحاله بعد خروجه من البطن إلى هذه الدار !
... يتبع
رد مع الإقتباس