شكـرًا أستاذة ريــم البـدر ..

شكـرًا دكتور محمد ..

شكـرًا أستاذة منى شوقـي ..


الموهوبون هـم الطـلاب الذيـن تتوفر لديهـم استعدادات أو قدرات غير عاديـّـة ، أو أداء متميّـز عن بقية

أقرانهــم في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع ؛ حيـث يجـب أن تتوفـر لهم برامج

مخصـصـة لرعاية مواهـبهـم ويـتم التعــرف عـليهم من خــلال مقـاييس الـذكـاء المعتمــدة ..


هـم صنـّاع المستقـبل وهـم قــادة المجتمعـات وهـم الثــروة الحـقـيـقـية لبنـاء الأمـم ..

ولكـن أيـن نحـن مـن هـؤلاء ؟ وماذا قـدّمنـا ؟ وهـل ما نقـدّمه على استحيـاء يُعتبر كـثيرًا لهم ؟!!


عندمـا أتنـاول الخريطـة العـربية وأستقـرئ سـياسات التربية والتعـلـيم في بلداننـا العـربية ومدى

اهتمـامهـا بالموهوبين أجـدُ وللأسـف الشـديـد ( لا شـيء ) مُـقارنـة بالدول العظمـى أو الدول

الأقـل عِـظمـة ، وكأنّ عـربنـا يصـبـّون التعـليم النمطـي الجامـد فـي عـقول أبنـائهم لا سيّما

المـبدعـين منـهم ، حـيث يبقى الطـالب العـربي حـبيـس طاولتـه خامـل مقـتول التفكـير

ومسجـون الروح الإبداعية ، ونحـن نـردّد دائمـًا مقـولاتنـا العـقيمـة : الشـباب عماد الأمة

وقادة المستقـبـل ونهضـة الشعــوب .... !!!

أي نهضة وقـيادة هـذه ومناهجنا وطـرق تدريـسنا لـم تواكـب العـصر وبقيَت على حشو

المعـلومات والافتخـار بالتـاريخ والأمجـاد في الـقرون الأولــى ؟؟

نحن فـي عصـر الصناعة والتكنولوجيا ، وفي عصـر الفكـرة الأصـيلة التـي تغيـّر العالم في

لحظــة وحـسـب !! نحـن في زمن السيطرة على العـالم بواسطة العقـول والأفكار ..

ولا يزال تعليمنا العربي يُـجـدّد في طبعـات الكتب ولا يُـجدد في المعلومات وطرق التدريس ..!!


أمّـا الموهوبون ، فهـم واللـه بحـاجـة ماسـة إلى الاهتمام بهم ورعايتهم والافتخـار بكل أفكارهم ..

هـم بحاجـة إلى وقـفـة صادقـة من الحكومـة ومن المجتمع وكل قطاعاتــه ..

هـم بحاجة كبـرى لمناهـج خاصـة بهـم ، وإلى متخصصيـن فـي البرامج والـرعاية ، وإلى مراكز

خـاصة تجمعهم تحت ظـل الإبداع ولا شـيء سـواه ، وإلى مراكز متقـدمة للأبحاث والمعامل

المتنوعـة ، وإلـى دعـم مـادي ومعنـوي كـبيريـن ، وما أحوجهـم إلى خطـة مُـتكامـلة تبدأ معهم

من حـين الاكتشـاف حـتى التخـصص وما بعـد الإنتـــاج ..


تعـليقــًا على أسـئلة سعادة الدكـتور محمد الزهـراني ومن خـلال تجربتـي البسيطـة في مجال

رعاية الموهوبين وبرامجهم الإثرائيــة والبرامج الخاصـة في التفكـير والإبداع والابتكـار ، أجد أننا

لا زلنـا في المملكة العـربية السعـودية فـي طـور الإعـداد ؛ حـيث لـم يبدأ برنامج رعاية الموهوبين

في المملكة إلاّ قبل ثمان سنوات تقـريبًـا ، ويعـد حتى هـذه اللحظـة - من وجهة نظري - مساحيق

تجميلية على وجـه التعلـيم الشـاحـب ؛ حـيث أن خطـة برامج الموهوبين تعانـي من عشوائية

كبيـرة على مستوى مناطـق المملكة وعلى مستوى الوزارة أيضـًا ووزارة التعلـيـم العـالي ؛ لأنه

للأسف الكبيـر يتخـرّج الطالب الموهوب من مستويات التفكـير وبعـد ذلك ( يدج ) أي يبحث

عن جامعـة تأويـه أو تراعـي ميولـه واتجاهاتــه ، وهـذا لعـمري خـلل كـبير في المنظومـة

المتكامـلة للتربية والتعـلـيـم فـي بـلادي الحـبيـبــة ..


* وعن البرامج التـي تقـدّم لهـم : فهـناكـ برامج إثـرائيـة تقـدّم للموهـوبين في مدارس التعليم

العـام ، من الصـف الرابـع الابتدائــي حتـى الصـف الصف الثـاني ثانـوي ، ومنهـا على سبيل المثال :

برنامج الكورت : ( Cognitive Reserch Trust ) " مؤسسة البحث المعرفي " وهنـاك برنامج : حل

المشكـلات بطرق إبداعيـة : ( Creative Problem Solving ) وهناكـ أيضـًا : برنامج حل المشكلات

المستقبلية بطرق إبداعية : ( Future Problem Solving ) ثم برنامج البحث المستقل ( IIM ) وهو

برنامج يستمـر مع الطالب الموهوب لأكثـر من سنتيـن يستطيع من خـلاله أن يواجه المشكلة

ويسعى إلى حـلها ، هـذا بالإضافـة إلى برامج أخـرى كـ ( Scampper ) وإستراتجيات العصف

الذهـني ، وكـذلك مهارات التفكير الإبداعي والتفكـير النـاقد إلى جانب مهارات التفكير الأخرى ..

حـيث يبدأ معلم الموهوبين مع طلابه الموهوبين من خلال تصميم برنامج إثرائي قائـم على

ستة مكونـات هـي : ( المهارات الأساسية ، والمحتوى ، ومهارات التفكير والإبداع ، ومهارات

الذات وتنمية القدرات الشخصية والاجتماعية ، والمحيط التعليمي ، وأسئلة التفكـيـر )

فيكون هـناكـ مزيـج مختلف من المهارات والقدرات والمعلومات تتشكـل جميعـها لصياغة

الإبداع في عـقول الطـلاب الموهوبين ؛ حيث أن المعلم موجـه للتفكـير وليس قائم به ..


* ويتم الاهتمام بالطلاب الموهوبين بإحداث قاعات داخل المدارس يتم من خلالها رعاية

طلاب المدرسة الموهوبين طوال العام الدراسي ، كما يُقام في مركز الموهوبين برامج

أخرى لتنمية الإبداع وكذلك يُقام فيها برنامج إثرائي لمدة شهر تقريبًـا في الإجازات الصيفية

وهو في نظري أهـم ما يُـقدم للطلاب الموهوبين ..


هـناكـ العديد من الآمال والطموحات والأفكـار ، وهناكـ أيضـًا العديد من الهموم في هذا المجال

سأعـود بها لاحقـًا إن شاء اللـه في هذا الموضوع ..

وقبل أن أغادر هذه الصفحـة أتوجـه بالشكـر الجزيـل لأختي العزيزة ريم بدر الدين على كتابة

هذا الموضوع واهتمامها الكبير بالتربية والتعلـيم وخاصة تعـليم الفئات الخاصة التي تحتاجها

هذه الفئـة ويحتاجها المجتمـع ..

كما أشكـر سعادة الدكتور محمد الزهـراني على وجـود حـروفه التربويـة هُـنا والتي يحتاجها

الميدان التربوي بلا شـك ، كما أشكره على دعوتي لهذا الموضوع ، ولا أنسى بالشكر العزيزة

أستاذة الملتقى التربوي منى شوقي غنيـم وإضافتها الجميلة عبر هذا الموضوع ..

ألقــاكم عـبر تفـاعلكم هُـنا وسـلامي لكم ولجميع مـن يرى هذه الحروف ..



حمود الروقي ،،،