![]() |
فصوص النصوص
تراثنا العربى زاخر
بالنصوص التى تمتاز بقوة البيان وبلاغة الكلمات وهى بمثابة الفص النادر فى الخاتم فاليكم بعض من تلك الفصوص فصوص النصوص :: |
رد: فصوص النصوص
نبتدئ فى البحث باستقراء الموجودات ، وتصفُّح أحوال المبصرات،
ونميِّز خواص الجزئيات ، ونلتقط بالاستقراء ما يخص البصر فى حال الإبصار، وما هو مطردٌ لايتغير، وظاهرٌ لايشتبه من كيفية الإحساس . ثم نترقَّى فى البحث والمقاييس على التدريج والترتيب، مع انتقاد المقدِّمات والتحفُّظ فى النتائج، ونجعل غرضنا فى جميع ما نستقرئه ونتصفَّحه، استعمال العدل لا اتباع الهوى - ونتحرَّى فى سائر ما نميزه وننتقده، طلب الحق لا الميل مع الآراء . فلعلنا ننتهى بهذا الطريق إلى الحق الذى به يثلج الصدر ، ونصل بالتدرُّج والتلطُّف إلى الغاية التى عندها يقع اليقين، ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التى يزول معها الخلاف وتنحسم بها مواد الشبهات. وما نحن مع جميع ذلك ، برآء مما هو فى طبيعة الإنسان من كدر البشرية ، ولكنا نجتهد بقدر ماهو لنا من القوة الإنسانية . ومن الله نستمد المعونة فى جميع الأمور . ابن الهيثم : كتاب المناظر . . |
رد: فصوص النصوص
وربما أوجب استقصاؤنا النظر عدولاً عن المشهور والمتعارف ،
فمن قَرَعَ سمعه خلافُ ما عهده فلا يبادرنا بالإنكار ، فذلك طيشٌ . فرُبَّ شَنِعٍ حَقٌّ ، ومألُوفٍ محمودٍ كاذبٌ . والحقُّ حقٌّ فى نفسه ، لا لقول الناس له . ولنذكر قولهم: إذا تساوت الأذهانُ والهِمَمُ ، فمتأخِّر كُلِّ صناعةٍ ، خَيْرٌ مِن متقدمها . ابن النفيس : شرح معانى القانون . . |
رد: فصوص النصوص
ومن أحسن ما يُحكى أنَّ رجلاً كان مع بعض الصالحين ،
فمرَّ على جماعةٍ يشربون ويغنُّون، فقال الرجل : يا سيدى ، ادع على هؤلاء المجاهرين بالمنكر .. قال : اللهمَّ كما فرَّحتهم فى الدنيا ، فرِّحهم فى الآخرة .. فبُهت الرجل ، فلم تمض مدة ، حتى اهتدى كل منهم وحسن حاله .. ولْيكن ذلك آخر ما جرى به القلم . محمدكبريت : الجواهر الثمينة فى محاسن المدينة . . |
رد: فصوص النصوص
سئل أبو محمد العروضى عن الحركة والسكون أيهما أقدم ؟؟
فقال :: أما عن الحس فالحركة أقدم ، وأما عن العقل فالسكون أقدم . وبعد فالسكون عدم الحركة ، وكل حس فقوامه بالحركة ، وكل عقل فصورته بالسكون ، ونظامه بالهدوء ، وخاصيته بالطمأنينه ، وأثره بالقرار ، وقوته بالنفس ؛ وكأن من فيض العلة الأولى وجوده ، لأن هذا النعت لكل مادونه ، فالاستعارة له بالواجب والحقيقة ، والسكون عند العقل عدم الحسّ ، والحركة عند الحس تأثير العقل .... من كتاب المقابسات |
رد: فصوص النصوص
فطالبُ الحقِّ ليس هو الناظر فى كتب المتقدِّمين ،
المسترسل مع طبعه فى حسنِ الظنِّ بهم ، بل طالبُ الحقِّ هوالمتهمُ لظنِّهِ فيهم ، المتوقِّفُ فيما يفهمه عنهم، المتَّبعُ الحجَّة والبرهان ، لاقول القائل الذى هو إنسان ، المخصوص فى جبِلَّته بضروب الحال والنقصان . ? والواجب على الناظر فى كُتب العلوم ، إذْ كان غرضُه معرفةَ الحقائق أن يجعلَ نفسَهُ خصماً لكل ماينظر فيه .. ولما نظرنا فى كتب الرجل المشهور بالفضيلة المتفنِّن فى المعانى الرياضَّية ، المشار إليه فى علوم الحقيقة ، أعنى بطلميوس، وجدنا فيها علوماً كثيرةً ، ومعانىَ غزيرةً ، كثيرةَ الفوائدِ ، عظيمةَ المنافعِ ، ولما خصمناها وميَّزْناها ، وتحرَّيْنا إنصافَهُ ، وإنصافَ الحقِّ منه ؛ وجدنا فيها مواضعَ مشبَّهةً ، وألفاظاً بَشِعةً ومعانىَ متناقضةً إلا أنها يسيرةٌ فى جنب ما أصاب فيه من المعانى الصحيحة . ابن الهيثم: الشكوك على بطليموس |
رد: فصوص النصوص
وربما أوجب استقصاؤنا النظر عدولاً عن المشهور والمتعارف ،
فمن قَرَعَ سمعه خلافُ ما عهده فلا يبادرنا بالإنكار ، فذلك طيشٌ . فرُبَّ شَنِعٍ حَقٌّ ، ومألُوفٍ محمودٍ كاذبٌ . والحقُّ حقٌّ فى نفسه ، لا لقول الناس له . ولنذكر قولهم: إذا تساوت الأذهانُ والهِمَمُ ، فمتأخِّر كُلِّ صناعةٍ ، خَيْرٌ مِن متقدمها . ابن النفيس : شرح معانى القانون . . |
رد: فصوص النصوص
الأرضُ كُرَّية الشكل ، |
رد: فصوص النصوص
لو لم يكن فى النوم من حكمة إلا أنه شاهد على الميعاد لكفى
دع ما فيه من راحة الأعضاء ، وسكون الجرم ، واستجلاب القوة إليها بعد العياء والكد ، ولو كان النوم حالا مصمتة لاشعور لصاحبها بها من أولها إلى آخرها لكانت الوحشة داخلة ، والشك قائماً ، والتهمة واقعة ولكنها حال يتزود الانسان منها أمور غريبة وأحوالا عجيبة ويتلقف منها غيباً كثيراً ، ويستقبل منها عيانا ظاهراً ، فهل هذا الرمز من اليقين إلا على ثبات النفس على حال واحد لاتنام ، والنوم شبيه بالموت ؟؟ فإذاً لاتموت ، لأن الموت شبيه بالنوم .. فالحالان جميعا قد زالتا عنها وحطتا دونها من كتاب المقابسات أبو حيان التوحيدى . . |
رد: فصوص النصوص
إنما صَدَقَ قولُ القائل :
ليس الخبر كالعَيَانِ ؛ لأن العيانَ هو إدراك عينِ الناظر عينَ المنظور إليه فى زمان وجوده وفى مكان حصوله . ولولا لواحق آفاتٍ بالخبر ، لكانت فضيلته تبينُ على العيان والنظر .. والكتابةُ ، نوعٌ من أنواع الخبر ، يكادُ أن يكون أشرف من غيره . فمن أين لنا العلمُ بأخبار الأمم ، لولا خوالدُ آثارِ القلم ؟ ثم إن الخبر عن الشئ (الممكن الوجود) فى العادة الجارية ، يقابل الصدق والكذب على صورة واحدة، وكلاهما لاحقان به من جهة المخبرين ، لتفاوت الهمم وغلبة الهراش والنـزاع على الأمم .. وما وجدت من أصحاب كتب المقالات أحداً قصد الحكاية المجردة ، من غير ميلٍ ولا مداهنة، سوى أبى العباس الإيرانشهرى ، إذ لم يكن من جميع الأديان فى شئ ، بل منفرداً بمخترع له، يدعو إليه . وأنا فى أكثر ما سأُورده من جهة (الهند) حاكٍ غيرُ منتقدٍ إلا عن ضرورةٍ ظاهرة ، ثم إن كان مشتقاً يمكن تحويله فى العربية إلى معناه ، لم أمِلْ عنه إلى غيره إلا أن يكون بالهندية أخفَّ فى الاستعمال فنستعمله بعد غاية التوثقة منه فى الكتبة ، أو كان مقتضباً شديد الاشتهار فبعد الإِشارة إلى معناه ، وإن كان له اسمٌ عندنا مشهورٌ فقد سَهُلَ الأمر فيه ؛ ويتعذر فيما قصدناه سلوكُ الطريق الهندسى فى الإِحالة على الماضى دون المستأنَف، ولكنه ربما يجىء فى بعض الأبواب ذكرُ مجهول وتفسيره آتٍ فى الذى يتلوه. والله الموفق . البيرونى : تحقيق ماللهند . . |
الساعة الآن 05:44 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.