منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   امرأة مهمشة (أقصوصة) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15265)

ريما ريماوي 12-04-2014 10:07 PM

امرأة مهمشة (أقصوصة)
 
امرأة مهمشة (أقصوصة)
قدم من الخارج بعد غياب سنوات.. معربا عن رغبته بالزواج، وطلب من والدته مشاركته البحث عن فتاة، مشترطا يتمها وفقرها، موقنا أن هذه المواصفات لازمة لسرعة تكيّفها في المهجر، عكس ما تصبو إليه والدته بذات الدين والجمال، الحسب والنسب...

لم يبحثا طويلًا، إذ وجد بنفسه فتاةً من بنات مخيّم الّلاجئين، تُناسب شرطه... لم تكن جميلة لكنّها رشيقة ممشوقة القوام. تقدّم لها وبسرعة تمَّ الزواج.

قدما عندنا للزيارة.. أحببناها، وجدناها متعاونة محبة، مشرقة كوردة متفتحة، تشع حيويةً.. أقاما عندنا يومين ثم ارتحلا حيث يقيم.

مرّت بنا كنسمة عابرة، وأثرها خلفها يضوَّع جميلة الروحِ.

بعد بضع سنواتٍ، أعْلمنا قريبُنا بقدومِها لزيارة جدّتها المريضة . استقبلناها في المطار، متشوّقين لرؤيتها، نرغب في استضافتها، قبل إكمالها السفر برّا حيث قريبتها..

أطلّت علينا من مدخل القادمين تحمل طفلها البكر بيد وتدفع بالأخرى عربة طفل آخر رضيع. أدهَشنا التغيّر الكبير البادي عليها.. ذابلةً كئيبةً.. ضامرةً، منحنيةً، مائلةَ الكتفين.. تنوء بثقل الحقائب ، ترتدي "جينز" مهترئا، وتمشي متثاقلةً بلا روح...

شاركتني غرفتي، اسْتلقَتْ لنيل بعض الراحة قبل موعد الغداء.. جالستُها أجادِبُها أطْرافَ الحديث... أهملت أسئلتي بخصوص حياتها في المهجر، وأخذتْ تحدّثني وتُطنِب عن صغيريْها وأمُومتها، ومشاق رحلتها الطّويلة...

بكى الصّغير من الجُوع ، حملتْه بحنان وأدْنَتهُ من صدْرهَا، من نُحولها أكاد أرى قصّها الصّدريّ، شَهقْتُ.. اكْتفتْ بإشاحةِ وجْهِها خَجلاً وأطْرقت برأسها...
هتفتُ دون أن أفلح في تمالك نفسي أو مُدارَاة أَلمِي.. :
- ما هذه البقع؟ يا إلهي، هل هي حروق سجائر..؟!

فاتحة الخير 12-05-2014 12:23 AM

السلام عليكم ورحمة الله

أتمنى أن تكون أقصوصتك مجرد حكاية، لأنني فعلا تألمت لحال المرأة التعيس، كما أنني أرى أن العنوان لم يكن يعبر عما يدور في ثنايا القصة فهذه المرأة فاقت التهميش، بالنسبة لي "امرأة ميتة" يكون أفضل،
لهذا رغب بها فقيرة ويتيمة لكي يضيعها كما يريد، لكن ليس وحده الملام، هي أيضا لها حصة الاسد من الذنب الذي وقع عليها، فهي في بلاد المهجر وهناك حقوق المرأة ليس لها حدود، فما كان عليها أن تصمت وتصبر
ماذا أقول لك أختي، لو كنت مكانها لغيرت دفة الأقصوصة بكامله

ياسر علي 12-06-2014 12:22 AM

أهلا بالأستاذة ريما ريماوي

النص يضع الزواج التقليدي موضع تساؤل ، و يرى فيه نوعا من تشييء المرأة ، وجعل رباطه خاليا من البعد العاطفي المستند على المودة والرحمة و السكينة . بل مجرد اقتناء وفق مواصفات معينة تلبي نزوات الرجل .

النص ينقل معاناة يتيمة مستعدة للتضحية من أجل أبنائها بدل أن تجعلهم يتجرعون من ويلات الفقد و الحرمان من الدفء الأسري .

النص رغم تماسك وحداته البنائية فمقدمته سطا عليها البعد الخبري . رغم ذلك فالكاتبة تمكنت من انقاذ النص عند توظيف المقاطع الوصفية .

كل التحية والتقدير .

ريما ريماوي 12-15-2014 12:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتحة الخير (المشاركة 184523)
السلام عليكم ورحمة الله

أتمنى أن تكون أقصوصتك مجرد حكاية، لأنني فعلا تألمت لحال المرأة التعيس، كما أنني أرى أن العنوان لم يكن يعبر عما يدور في ثنايا القصة فهذه المرأة فاقت التهميش، بالنسبة لي "امرأة ميتة" يكون أفضل،
لهذا رغب بها فقيرة ويتيمة لكي يضيعها كما يريد، لكن ليس وحده الملام، هي أيضا لها حصة الاسد من الذنب الذي وقع عليها، فهي في بلاد المهجر وهناك حقوق المرأة ليس لها حدود، فما كان عليها أن تصمت وتصبر
ماذا أقول لك أختي، لو كنت مكانها لغيرت دفة الأقصوصة بكامله

فعلا المرأة المعنفة.. هي مذنبة أيضا
وباستطاعتها أن توقفه حين يكرر هذا عليها..
وأعتقد ان سيدة في موقفها لا بد أن تثور آجلا او عاجلا..

سعيدة بحضورك ورايك أختي فاتحة.. عوفيت.

مودتي وتقديري.

ريما ريماوي 12-15-2014 12:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 184552)
أهلا بالأستاذة ريما ريماوي

النص يضع الزواج التقليدي موضع تساؤل ، و يرى فيه نوعا من تشييء المرأة ، وجعل رباطه خاليا من البعد العاطفي المستند على المودة والرحمة و السكينة . بل مجرد اقتناء وفق مواصفات معينة تلبي نزوات الرجل .

النص ينقل معاناة يتيمة مستعدة للتضحية من أجل أبنائها بدل أن تجعلهم يتجرعون من ويلات الفقد و الحرمان من الدفء الأسري .

النص رغم تماسك وحداته البنائية فمقدمته سطا عليها البعد الخبري . رغم ذلك فالكاتبة تمكنت من انقاذ النص عند توظيف المقاطع الوصفية .

كل التحية والتقدير .

شكرا لرايك الاستاذ ياسر..

حاولت تعديل المقدمة.. واهميتها
توطئة لما سيحدث لاحقا...

مودتي واحترامي وتقديري.

أحمد فضول 12-16-2014 09:30 PM

الأديبة ريما ، أسعد الله أوقاتك .
إذا كانت هذه الأقصوصة من واقع الحياة فإن ذلك من دواعي الألم والأسى والأسف ، وإذا الرجل ليس لدية قدرة على حماية زوجته مما قد يؤثر في نفسها من قبل الآخرين مهما كان حجم هذا الأثر فلا خير فيه والأولى به ألا يطلب بنات الناس لهدف جسدي وحسب ، ومن ثم لماذا التعذيب بكل أشكاله ؟ أليست هي إنسان لها شعورها وآمالها وآلامها ؟
ويكفينا قول رسولنا الكريم " ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " .
كلماتك تخدم أهدافا إجتماعية وإنسانية راقية .
مع تحياتي .

زياد القنطار 12-17-2014 05:37 AM

الأستاذة ريما ريماوي ....
هناك حيث يُسمن كما تسام ........!!!
في حرفك وجع الحالة وإشكالية في ذهنية متأصلة في مجتمع ذكوري ,مازالت الأنثى فيه تدفع ثمناً لمعاناتها ,من إنسانيتها المستباحة باستمراء الرجل لها كما يمرأ شهي طعامه ..
حال بطلتك التي بقيت مجهولة الاسم .تعمم على كثير من الحالات والتي منها ماهو أبشع وأكثر ألماً .
دام لقلمك هذا التوقد ..وتقبلي خالص احترامي وتقديري

ريما ريماوي 12-28-2014 01:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فضول (المشاركة 184899)
الأديبة ريما ، أسعد الله أوقاتك .
إذا كانت هذه الأقصوصة من واقع الحياة فإن ذلك من دواعي الألم والأسى والأسف ، وإذا الرجل ليس لدية قدرة على حماية زوجته مما قد يؤثر في نفسها من قبل الآخرين مهما كان حجم هذا الأثر فلا خير فيه والأولى به ألا يطلب بنات الناس لهدف جسدي وحسب ، ومن ثم لماذا التعذيب بكل أشكاله ؟ أليست هي إنسان لها شعورها وآمالها وآلامها ؟
ويكفينا قول رسولنا الكريم " ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " .
كلماتك تخدم أهدافا إجتماعية وإنسانية راقية .
مع تحياتي .

اهلا وسهلا الاستاذ احمد الفضول...
القصة مستندة على واقع.. مع الخيال..
سعدت بحضورك ومداخلتك القيمة..
الله يسعدك.. ويبقى فينا الانسان..

احترامي وتقديري.

ريما ريماوي 12-28-2014 01:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد القنطار (المشاركة 184919)
الأستاذة ريما ريماوي ....
هناك حيث يُسمن كما تسام ........!!!
في حرفك وجع الحالة وإشكالية في ذهنية متأصلة في مجتمع ذكوري ,مازالت الأنثى فيه تدفع ثمناً لمعاناتها ,من إنسانيتها المستباحة باستمراء الرجل لها كما يمرأ شهي طعامه ..
حال بطلتك التي بقيت مجهولة الاسم .تعمم على كثير من الحالات والتي منها ماهو أبشع وأكثر ألماً .
دام لقلمك هذا التوقد ..وتقبلي خالص احترامي وتقديري

ودام لك هذا الابداع والالق..
الاستاذ زياد قنطار... لكم سعدت بحضورك الكريم..
ومداخلتك الثرية الغنية.. شكرا جزيلا لك...

تحيتي وتقديري.


الساعة الآن 02:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team