منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=22072)

ايوب صابر 03-05-2017 03:46 PM

Tip of th day

خمسة قوانين لكتابة قصة قصيرة ناجحة حسب املي ونستروم وهي كما يلي:
1- القانون الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
2- القانون الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة .
3- القانون الثالث : لا تتحذلق كثيرا avoid artsy.
4- القانون الرابع: طور الحبكة لتصل بها الى الذروة the climax بفعالية وكفاءة
5- القانون الخامس: تجنب الغموض في نهاية القصة.

صبا حبوش 03-06-2017 02:55 AM

شكراً لقراءاتك أستاذ أيوب ..
والمقالات المفيدة التي تغنينا بها ..

ايوب صابر 03-07-2017 01:06 AM

قراءة في قصة عبد العزيز الظاهري " شيماء والشجرة المباركة":

واضح حتى من عنوان القصة ان السيد عبد العزيز قصد ان يكتب قصة من قصص الغموض والاسرار والاثارة او الخيال السحري، ويتضح ذلك من خلال جعل الشجرة الذي يجري تحتها الحدث الرئيسي مباركة وجعل لها دورا حاسما في اتخاذ قرار مهم في تحديد مصير الفتاة الجميلة ومن الذي يليق بها، موظفا البعد الديني وما يرتبط به من مقاصد وما يستثيره في النفس من مشاعر واحاسيس.
أيضا على الرغم ان الحدث يبدو في ظاهره واقعيا ابطاله أناس عاديين من ساكان البادية لكن تطور الحدث ونتيجته جعلته اغرب من الخيال كما يقول القاص نفسه.

ولا شك انه باستخدام كلمة "مباركة" في وصف الشجرة تمكن القاص من استثارة اهتمام المتلقي الذي انجذب الى متن النص بهدف معرفة الحكاية وراء تلك الشجرة وذلك الارتباط بين الشجرة وشيماء التي ظهر انها بطلة النص.

وقد اختار القاص ان يروي لنا بداية الحدث بلسانه هو او لسان شخصية مجهولة لكن متن النص ترويه لنا جارية بطلة النص شيماء التي كانت شاهدة على الحدث من اوله لآخره ...فكانت النتيجة ان القاص قص علينا قصتين في قصة.

طبعا النص ناجح من حيث توفر عناصر السرد الجميل. فهناك حبكة مؤلفة من مجموعة احداث تساند بعضها بعضا وتصل الى ذروة ملفتة في غموضها ومن ثم حل الصراع.

ويمكن تلخيصها بحكاية فتاة جميلة بل فاتنة الجمال كانت والدتها شيماء بطلة النص ترفض تزويجها رغم ان العديد من أصحاب النفوذ قد طلب يدها وارادها زوجة له. وكانت هذه الشيماء تطلب من كل من قصدها لطلب يد ابنتها ان ينتظرها تحت شجرة في فناء الدار ساعة الظهيرة. وفي يوم صدف ان جاء رجل فقير اسمه فراج، وهذا الفراج تصرف بصورة مغايرة عن كل من سبقه، فعندما وصل عند الشجرة نظف المكان واعد القهوة من الاغصان اليابسة، وتصرف وكأنه صاحب المكان. وكانت المفاجأة ان وافقت ام شيماء على تزويجها منه رغم فقره ورثاثة ثيابه. هنا احتار الناس في السبب الذي جعل ام شيماء توافق على تزويجه؟! وظن البعض ان السر يكمن في الشجرة، او الشمس او القهوة التي أعدها الفقير وارتشفت منها شيماء رشفة. وهنا تنتهي القصة، دون ان يكشف القاص السبب الذي جعلها تزوج فراج دون غيره مما منح النص نوع من الغموض والسحرية، فوقع الأثر السحري المزلزل على المتلقي.

مكان القصة محدود وهو تحت الشجرة المباركة التي كانت مكان انتظار طالبي يد ابنة شيماء، فهناك جرت كل احداث القصة والحدث الأهم حسب ما وصف القاص وهو ما قام به فراج من اعمال أدت الى موافقة ام شيماء على تزويجه هو دون غيره، ولو ان القاص ذكر البادية كمكان أوسع للحدث وسكانها شخوص من ضمن شخوص القصة.

زمان النص محدود وهو الزمن الذي التقت فيه ام شيماء مع فراج تحت الشجرة ووافقت على زواجه. وكل الازمان الأخرى التي استغرقها قدوم ومغادرة الخطاب الاخرين (ثمانية أشهر) هو خدمة لهذا الزمن المحدود. وهنا نجد ان الزمان والمكان مرتبطان.

الشخوص في النص كثر واهمهم شيماء وابنتها والجارية والمرأة الأخرى التي روت لها شيماء ما جرى وكذلك الأشخاص الذين قصدوا ام شيماء لطلب يد ابنتها، وفراج الرجل الفقير الذي فاز في المنافسة على يد الابنة الجميلة، حتى ان سكان البادية كلهم يمكن اعتبارهم شخوص في النص لما لهم من دور في استماع الحكاية...
لكن الشخوص الأساسيين الرئيسيين هم شيماء وفراج والجارية راوية الحدث. ويعتبر فراج الشخصية الدائرية الوحيدة في النص لأننا تعرفنا على الكثير من صفاته وما قام به من عمل حتى فاز برضى الوالدة ونمى خلال الحدث وتطور حاله حينما فاز بالفتاة الفاتنة.
وعليه فإنني أجد بان تعدد الشخوص لم يخل بمواصفات القصة القصيرة هنا ولم يضعف النص، بل لقد تمكن القاص من حشد هذا العدد غير القليل من الشخوص وفي نفس الوقت تمكن من الحفاظ على وحدة القصة وموضوعها coherence فهذا يحسب له.

طبعا الحدث يقوم على صراع يتمثل في رغبة عدد كبير من الأشخاص أصحاب النفوذ الفوز بيد ابنة شيماء تلك الفتاة الجميلة، فيفوز فيها في نهاية المطاف شخص فقير، رث الثياب، وهو ما فاجأ الناس سكان البادية. ولم يفهم أحد السبب الذي جعل تلك المنافسة الصراع ينتهي على هذه الشاكلة غير المتوقعة والذي أصاب البعض بالذهول والبعض الاخر بالحسرة والالم.
حتى ان البعض اعتقد بأنه كان للشجرة دور في حسم الأمور او ربما الامر يتعلق بسحر في القهوة التي أعدها الشاب، وهو ما يشير الى ان قوة خارقة هي التي حسمت ذلك الصراع وجعلت له نهاية غير متوقعة بل صادمة للكثيرين.

اللغة السردية جميلة ومكثفة وفيها تشويق، وسحرية، وقد تمكن القاص من توظيف عدد من الكلمات التي تبعث في نفس المتلقي مثل ذلك الشعور الجميل والسحري. وقد زاد من سحرية النص الغموض الذي يلف النص من اوله الى اخره، والنهاية الغامضة فيما يخص السبب الذي دفع ام الفتاة على اتخاذ قرار بالموافقة على تزويج ابنتها من ذلك الفقير.

وقد عدد القاص أسباب اضفت سحرية على النص وهي الشجرة المباركة، او شمس الظهيرة، او القهوة المسحورة التي أعدها الشاب تحت الشجرة وشربت منها ام الفتاة، وزيادة في الغموض جعل فريقا من الناس عند سؤالهم عن سر تزويج شيماء لابنتها لذلك الفقير جعلهم يبتسمون فقط...

ولا شك ان القاص حشد عدد من المحسنات التي تجعل النص قويا في أثره ومن ذلك استخدام الأرقام وهي لغة الكون ولها تأثير كودي على نفس الانسان. كذلك استخدم الحركة، وجعل النص حيا. واستخدم التضاد حينما تحدث عن الأغنياء والفقير رث الثياب.

قد اكون متحيز لهذاالنمط من السرد لما فيه من غموض واثارة وتشويق لكني اظن بان النص ناجح بامتياز رغم الغموض الذي غلف النهاية وبعض الاخطاء الاملائية، و لا اعرف اذا كان لدى البعض ملاحظات عليه.

طبعا كان من الممكن زيادة المحسنات مثل زيادة في استخدام كلمات تستثير الحواس والالوان وما الى ذلك من محسنات تجعل النص غاية في التاثير لكن النص كما هو ناجح بامتياز. وساكون منفتح لسماع رأي مخالف لهذا الرأي ان وجد لدى الزملاء ضمن المشروع. فالغاية في النهاية هو الاستفادة.
.

ايوب صابر 03-08-2017 06:10 PM

Tip of the day



البعض يعتبر ان القصة القصيرة :

"فن أدبي نثري يكتفي بتصوير جانب من جوانب الحياة لفرد ، أو يصور موقفاً واحداً من المواقف تصويراً مكثفاً.

ايوب صابر 03-12-2017 01:00 PM

tip of the day
عميد الأدب العربي طه حسين يعرف القصة القصيرة على انها :

"هي كل فن قولي درامي، يتضمن أحداثًا تكشف عن صراع تحمله شخصيات، هي تحقق للمتلقي- في النهاية- متعة جمالية وانفعالية، كما تحقق له متعة مباشرة، من خلال ما تتضمنه من تجارب حياتية ذات هدف أخلاقي أو عقائدي يأتي تلميحاً، وتصويراً لا تقريراً، من خلال نسيج العمل ".

زياد وحيد 03-16-2017 12:29 AM

ممنوع الدخول ..


تَــشغلُ مقعدا في قاعة الانتظار تريد السفر الى اهلها، تجلس حيث تُواجهها صور الغياب، تنظر في الوجوه كأنها تلاحقها، يباغتها رجل شرطة كالقدر الموجع يطلب منها تأشيرة العبور
ترتعش ، تتهاوى، يجتاحها طوفان الخوف...
تتمتم بينها و بين نفسها.. لا جواب عندي
أنا لا أمتلك تأشيرة .. تتحدث بمرارة لظابط المعبر
قساة أنتم أيها الناس..
دعوني أدخل الى بلدي ..
ألا تروْن أن كل شيء يصرخ اني فلسطينية
أيها العالم انت ضيق .. ضيقة هي افاقك .. ضيقة هي دروبك..
أنت أيها السارق للارض..
انا لستُ مثل هؤلاء ذاهبة للسياحة و التجوال ..
أنا عائدة لأبحث عن صور طفولتي ..
أنا ذاهبة لأجمع حفنة من تراب وطني ..
أفتش عن بقايا الأمل تحت الردم علني أجد رسائل مُدرِسَتي أو أصادف خواطر قلبي التي بعثرتها سحب الدخان و روائح البارود..
سوف أبحث عن خيمة أمي المثقلة بألم الهجرة لأستريح في حضنها من طول الترحال،
أريد خبزها المُحنط تحت الرماد..
أنا عائدة لأمسح دموعها الحارة و هي تبتهل الى الله بالدعاء علنا نعود ذات يوم الى بيتنا في صفد
أيها القاتل للاطفال...
إنما أنا ذاهبة لِأبحث عن مشاعر الأمان بحضن والدي الذي أرهقته سنين الضياع في أوطان القيد و الشتات ..
أنا لستُ مسافرة لأفرح بشبابي و بثيابي المزركشة.. أقف على ربوة ضيعتنا أراقب عصافير الصباح وهي تزقزق بين أشعة الفجر المطرز بلون الارجوان و لا لِأقفَ ألمح الفراشات وهي تضيء المدى بأجنحتها ترفرف في السماء تفرح بقدوم الربيع على اعتاب بيت المقدس
أنا ذاهبة لأبحث عن أشلاء أختي التي رمتها دبابتكم بقذائف النار و هي تحتضن دميتها ..
ذاهبة لابحث عن بقايا التاريخ في بيتنا ..
عن قليل من الحياة في شوارع مخيمنا ..
أبحث عن أخي، عن اهلي، عن أصدقاء طفولتي، عن ذكرياتي مع مدرستي، عن شيء اسمه العروبة في قريتي ..
دفعها الضابط قائلا ..
عودي من حيث أتيتِ فلا مكان لكم بيننا
سوف لن تجدي بيتكم و لا قريتكم .. هذه ليست ارضكم

ممنوع الدخــــول

صبا حبوش 03-20-2017 05:28 AM

.. سكين طائفية ..
لم يجاوز عمري الثلاثة شهور،كنت أضمّ ثدي أمي حين رأيتها تصرخ ،وسكين جارنا في القرية الأخرى تنغمس في صدرها، ابتعد فمي عن ثديها ،وسقطتْ بعيداً عنّي ولأول مرة.
أحسستُ بيد يابسة تسحبني من قماطي، وتغمس ذات السكين في قلبي،عندها فقط سقطتُ بجانب أمي و لم نفترق منذ تلك اللحظة، هي الآن معي وأنا معها ،روحان نطوف السماء والبراري وكل البحار.
أحلم كلّ يوم أن أكبر و ألعب ببالون أحمر على باب بيتنا في العالم الأول،أحلم بطفولة لم أعشها وأخوتي؛لم أرَ من الحياة إلا رحم أمي و رائحتها وثدييها،وسكيناً مزجت دمنا سويا،سأكبر يوماً ما ،و ألعب ببالون السلام بين أرواح كل أصدقائي و جيراني، الذين زارهم جارنا وسكينه في ذات اليوم!.

ايوب صابر 03-20-2017 10:44 AM

اهلا استاذ زياد

انت اكثرنا التزامنا بالمشروع

ايوب صابر 03-20-2017 10:47 AM

مرحباً استاذة صبا

وانت أيضا من النشيطين استمري
*

زياد وحيد 03-29-2017 02:26 AM


اسعد الله كل الاصدقاء و الكتاب

ستكون محاولتي الاخيرة و اتمنى ان تنال اعجابكم...

امراة من نار و نور

قابلني وجهها ذات ليل لم أكن أعرفه ..
لاحت أنواره مشعة تخترق جدران الصمت وراء طبقات السكون ..
خيوط رمادية تعلو جبينها و بعد تفكير عميق تبادلنا إشارة اللقاء ..
كان ضوء هاربا أرجوانيا يلوح من مساءات شهر أيلول الطويلة، يبث روحا متجددة تلملم نظرات نبقيها على رمش اللقاء، تحتضن دفء الأماسي فتذيب بين قلبينا جليد المسافة و تترك في أحداق الغياب مواعيد بلا ازمنة على صخور الوداع
ركبنا أشرعة الكلمات و رحنا نرتل أناشيد الصبر في ادغال الاماني و دروب الاشتياق..
كانت تتسرب كالهواء في مجاري التنفس ، تتسلل كلمسة ناعمة مسائية تكسر طوق الملل، تمزق حجب الظلام أمام نافذتي، أراها على طبيعتها بلا قناع ، كم هي ساحرة الحضور كشهر نيسان، خريفية الفصول ، تختبئ في شرنقة الصمت كزاهد متبتل ، تقف شمسها الذهبية متدلية على نوافذ الانتظار ترقب إذنا بالغروب لترتمي في سكون الأبدية فتهدأ الحياة عندها و تبعث خلفها ألف سؤال يلقي بك في أتون بحر من التأمل ..
هل كان ألما ترسمه بريشتها السريالية لتخلد ذاتها في ألوانها الغامضة أم كانت غريقة النفس بين أبجدية التواري و فلسفة التعري تنحت تمثالا من حب لليلى العامرية و تحرق سفنها بلهيب الشقاء لتقرأ روايتها الأخيرة "آنا كارنينا "..
أصوات المتفرجين تعيدني من مسرح شكسبير لرائعته "حلم ليلة صيف" لذات النافذة المطلة على أشجار اللوز المتفتحة في شهر آذار معلنة نهاية موسم بارد..
لنبدأ قصة جديدة لم نفصح عنها بعد...


ايوب صابر 03-30-2017 12:14 AM

لماذا الاخيرة يا استاذ زياد ؟ انت انشط واحد في هذا المشروع فلماذا لا تستمر ما دام هناك ما يمكنك قوله .

زياد وحيد 03-30-2017 02:27 AM

اهلا بالاستاذ صابر ايوب


يبدو انك ذكرت في اول الصفحة ان عدد المشاركات سيكون سبعة قصص

و ارى اني استوفيت المطلوب ..

و لا اريد ان اقول اي شيء فمشروعك كبير و قلمي قاصر

و لا اعرف هل وفقتُ ام لا ..

فالنقد و التعقيب و المشاركة الجماعية و التحليل من يشجع على المواصلة

تقديري لمجهودك استاذي

ايوب صابر 04-07-2017 08:58 AM

مرحباً استاذ زياد والجميع
الغاية من المشروع هو التمرين على الكتابة بشكل مستمر حتى تصبح الكتابة اقرب الى العادة في قدرة الكاتب على تكرارها والعدد الذي قصدته هو عدد القصص التي سنختارها في لحظة ما وعندما تصبح القصص التي نكتبها ناجحة ومناسبة لوضعها ضمن مجموعة قصصية.... لكن لا حدود عددية لما يمكن لكل كاتب المشاركة فيه هنا في هذا المشرةع ....فالمجال مفتوح .

على كل حال كنت انشطنا ولعلنا نتمكن من العودة والمحاولة من جديد حتى نكسر الحواجز النفسية التي تقف حجر عثرة والإغلاق الذهني mental block أمام الابداع والذي كثيرا ما يقع فيه المبدع فتمر الايام ويده كانها في حالة شلل لا يكاد ينتج جديد

دعوة مفتوحة ومستمرة للمشاركة في هذا المشروع ،،،*

صبا حبوش 04-26-2017 12:25 AM

... وجهة نظر ...

هو..
يشعل سيجاره ممسكاً به برفق، يخال نفسه حينئذٍ ملكاً أو" دون كيشوت" على حصان نادر، يتبختر في مشيته، وبعض الغرور يلفّ قدميه في جهتين متباعدتين، يتسربه الكبرياء ليجعل رأسه عالياً، فتعلق عيناه بالسماء، ويتناسى الجميع باستثناء نفسه ...!
هي..
تخاله من بعيد أعمى أضاع عصاه، لكنها حين تمر قربه وتشتمّ رائحة عطره، تتأكد أنه هو، تغالبها الشفقة عليه، وتتمنى لو كانت قوية بما يكفي لتخبره، كم كانت ترى السيجار كبيراً أمامه..!

زياد وحيد 04-26-2017 01:54 AM

الأجل
 
قالت له ذات صباح ...

غدا سأخذ الجرعة الثالثة و سيكون يوما عصيبا .. إنه شيء لا يطاق .. لا أستطيع تحمل تلك اللحظات الرهيبة و أنا أخضع لتلك الادوية المشؤومة و هي تتسرب في جسدي كتسرب السم في شرايين القلب..
لقد حان أجلي يــا أنا ..
وداعا ايها الطائر الذي رفرف معي منذ امد بعيد الى حيث نهايتي المحتومة
فاجابها بلسان الواثق ..
ليس المرض من يميتـنا إنما الاجال من تقضي علينا

ايوب صابر 05-12-2017 05:08 PM

شكرًا صبا على المشاركة ....استمري اجعلي الكتابة عاده . نص معبر يصف حالة غرور عند شخص لا يستحق.

أظن انه كان بالإمكان وصفه بدونكيشوت دون الحاجة لذكر كونه ملك. التكرار اضعف النص. والملك ودونكيشوت شيئان مختلفان فذلك مزيف والملك شئ حقيقي يحق له التبختر والافتخار فهو ملك . *

صبا حبوش 06-05-2017 12:05 AM

شكرا لتعليقك أستاذ أيوب ..

صبا حبوش 06-05-2017 12:10 AM

سأتوقف عن المشاركة قليلاُ في هذا المشروع ، لأجعل نصوصي في مشروع آخر ..
لمن يحب المشاركة في مسابقة الطيب صالح للقصة القصيرة والرواية ..
آخر أجل 31-8-2017

بالتوفيق لجميع المشاركين..

ياسر علي 06-17-2017 01:53 AM

الخَنوع


"بين الحين والحين يأتي ذكره على لسانك، ما الذي يثيرك في الرجل؟ فلا وسامة تسم ملامحه لتكحّل عينيك، ولا لطف يرصّع كلامه ليشنّف أذنيك" هكذا وجهت صفيّة كلامها المباشر هذه المرّة لزوجها الذي رجّه الإرباك، فحكّ أنفه مرّتين قبل أن يجيبها: "إنّك تتحاملين على الرّجل فهو طيّب القلب، نقيّ السّريرة، ليّن الإحساس، حتّى وإن بدت في لسانه غلظة وفي سلوكه بعض رعونة فلتعلمي يا حبيبتي أنّ الإنسان لا يخلو من عيب، ولا يفوتك أن الرّجل سند ظهورنا يتدخل في الحالات العصيبة، ألا تتذكرين صنيعه مع الأرملة فاطمة؟ أنسيت أنّه من زوّجها؟ وتفضّل على زوجها بإحدى شقق العمارة."
قطّبت الزوجة جبينها: " مهلا، مهلا، كلّما قلت لك أن الرجل خبيث خبث إخوة يوسف، وإن الرجل عنيد عناد السّامري، وإنّ له لسانا طويلا يمتدّ ليد تطعمه، فيبتر البذل من جذوره و يجفّف غدران الكرم من ينابيعها، أتيت على الأرملة متناسيا أنه أعطى شيئا لا يخصّه بل الشقّة لمالك العمارة الذي أمّنه على تدبيرها، و قد جعل من زوجها عينه اليمنى ينقل إليه صغائر الأمور قبل كبائرها، و بوقا يزخرف مكره و خداعه، ويدا خشنة تقترف ثقيل المهام، زد ادعاءك بتنزيه دواخله، وأنت العليم أننا لا نستطيع كشف السّرائر، ولا نصدّق إلا ما تكشّف من الفعال، وما بدا من الأقوال، ألا ترى أنك متورّط في محبّته فحجب عنك الهوى حموضته وصُمّت عدالتك عن بذاءته الحاملة للأعلام وعميت بصيرتك عن ابتزازه الدّائم."
قال الرّجل و الحشرجة تلوث قريحته، فالخرص كاد يخرسه وقد تضخم لسانه من فرط الصمت، فمال صوته عن البيان و اتّخذ الهمس ستارا: " ما بك يا امرأة؟ نحن أهل العفّة، إنّنا والله لفي عيش رغيد هنيء، نقفل بابنا في وجه الهموم والمتاعب، أقسى ما يرعبني أن تنزّ الأهوال علينا من خصاص عذريّة مشاعرك، إنّنا نرى الشّيء بعين و بالأخرى نتّقي شرّ الرؤى، ونسير على هدي القوم فإن صدحوا مستنكرين أومأنا برؤوسنا وإن سكتوا، ابتعدنا وغنّينا أغنية السّلام."

ياسر علي 07-17-2017 03:33 AM

رمّاشة


اليوم بالذّات افتتح جناح المرض الذي يدمّر المناعة في هذا المستشفى الجامعي الجديد، هي حديثة العهد بهذه المهنة، لا تستند على خبرة كافية تجعلها مطمئنّة البال، وراء نظّارتيها تتحرك عيناها بدون توقف، هي عادة قديمة، رموشها لا تكفّ عن الحركة كماسحتي الزجاج الأمامي لسيارة في يوم مطير، تزداد هذه العادة السيئة استفحالا عند كلّ تحول يصيب إيقاع حياتها، نوع من حالة استنفار تمارسها حتى عيناها، يشوش ذلك على ذهنها لكنها مضطرة لمعايشة هذه النقيصة وجعلها جزءا من مظهرها الطبيعي، هذا المظهر نفسه أرّقها خصوصا في بدايات استشعارها للأنوثة، حظها من كونه جذّابا متقلّص ومتقوقع، ما استطاع أن يجعلها رفيقة مريحة لكلّ الذين رأت فيهم حياة نابضة، إذ تستهويهم أخريات يخطف بريقهن الأبصار.
رغم أن السّنوات تأكل بعضا من حروف الملاحة، فالتي اقتحمت الباب زادها الاكتناز توهجا، يتقدمها انتفاخ خفيف توّج احتفالات حياتها، وضعت الظرف على الطّاولة بعد أن سلّمت على الدّكتورة بعجرفة من يستخفّ بكلّ شيء، هذا الوجه الصبوح الممتلئ أنوثة يخفي من ورائه جوعا لا يفتر ونهما لا تتراخى عضلاته، بل تظل في حالة استعراض دائم، تتذكر أنّ لقب الرّمّاشة انسلّ من هذه الشفاه المحمرّة، قديما كانت تبيت اللّيالي محاولة فكّ هذا اللّغز الحيّر، ألا يكفيها أنها تتربع على عرش الجمال، فلم تصرّ على استشعار الآخرين بعوزهم وقلّة حيلتهم، ألا يكفيها أن من كانت تحوم حوله اصطادته برمشة عين واحدة، وتركتها ترمّش الدّهر كلّه وما استطاعت ردّ الاعتبار حتّى ايقنت أن الحياة خاصمتها ولن تقبل بها.
فتحت الظّرف، قوت القلوب حامل، سبق أن حظيت بفتاتين قبله، قد تحملان نفس قوة منبعهما فالأجنة كفيلة بحفظ سطوة الحياة القابعة في الأعماق، لكن الأم مصابة منذ عام كامل، هذا المولود القادم يحمل بذور الحياة والفناء كليهما في أوردته الضّيقة، أحسّت الرمّاشة ببعض انشراح يعبق في دواخلها، فاستدركت وهي تفتعل فك الرموز، ماذا سأجني بفرحي هذا، حتى لو مرضت كلّ الحسناوات فأنا أقفلت هذا الموضوع، لا أملك إلا أن أحاول إبقاء حياتين أمامي ولن أتركهما تحتضران.
أزالت نظّارتيها، متنهدة وعيناها تنغلقان لتنفتحا وتنفتحان لتنغلقا ككأس مدمن خمر لا تفرغ إلا لتملأ ولا تملأ إلا لتفرغ، عندئذ نطقت قوت القلوب:"رمّاشة، أنت من يبشرون بقدومك منذ شهور، لا أصدّق"
كتمت رمّاشة غيظها وقالت: "لا يهم أن نصدّق بل الأهم، أن حياتك تحتاج إلى المساعدة."

ايوب صابر 07-17-2017 04:40 PM

شكرًا لك استاذ ياسر على الاستمرار في النشر ضمن هذه الورشة وإبقائها حية. *

ياسر علي 07-23-2017 06:48 PM

أهلا باستاذنا أيوب صابر

سنحاول إبقاء هذا المشروع حيّا و في الورشات تتعمق الفائدة

تقديري

ناريمان الشريف 08-03-2017 09:23 PM

استمتعت هنا ...
وسأخوض معكم هذا الغمار لاحقاً
شكراً أستاذ ايوب

ياسر علي 08-05-2017 02:22 PM

ضيف خفيف

نزل على الواحة الأدبية بنص مستفز والمكان هادئ لا يوحي بوجود حياة في أروقته المستغرقة في سبات عميق، هوى بنصّ ثان أكثر إثارة و العدمية لا تزال تهيمن على نصّه الأول، رغم الكساد الذي تعرضت له بضاعته آثر مواصلة الرحلة كذلك المزواج الباحث عن امرأة ولود تطفئ عطشه لسماع قلقة بابا تهزّ أركان البيت.
تكاثرت نصوصه تكاثر الفئران وقت الحصاد دون أن تحصد ما يثلج صدرها و لا ما يقلق راحتها، عاد يقرؤها نصّا نصّا ليطرد عنها الوحشة، هي نفسها التي أثارت صخبا ولغطا في أماكن شتّى حتى ظن ذات غرور أنه فارس لا يشق له غبار ولا تنجو من صولاته القلاع والحصون. فجرا والجميع يغطّ في نوم عميق أرسل خبيئة كان يعتبرها ملك يمينه وغير قابلة للتسويق، أحسّ انقباضا في نفسيته عندما رآها متبرجة تكشف عن محاسنها، تفرّس ملامحها، كانت عيوبها المستترة تشعّ من خلال ملاحتها، كان بودّه لو يمتلك طلاء سحريا فيعيد صباغة اللوحة لتكون جديرة بمكانتها في قلبه. نصوصه كانت كلّها هكذا، يضعها في أصداف مدّة قد تطول، لكنها تتفلت من الأصفاد فتلقي بحجاباتها، هي ورود تنفتح في وجه العالم باسمة، لكن العالم مقيت يسلبها روحها وريحانها فيتركها باليّة.
دقّ الباب أول فاتح هتك عذرية النصّ، فعبس وبسر وأرغم قريحته على اجترار بعض التفاعيل، صافح النص وربما هم بتقبيله لولا أن العيون له بالمرصاد، وصم على جبين الكاتب جرائر لغوية تقضّ نوم سيبويه. حاول الكاتب غضّ الطرف عن المزحة الثّقيلة متذرّعا أنه ليس من هواة الإعراب، وأن الإعراب عن مكنونات النفوس ينسيه فقه اللّسان، وأنه متى همّ بالنشر سيعرض بضاعته على فقيه يطرد عن نصوصه هزال المسّ. عاد الفاتح منبّها أن الأدب لا يستقيم مع هذه الميوعة مذكرا بالنّصائح التي وجّهها للكاتب في محطات ماضية. في عمقه شكر الكاتب هذا الرّجل الذي هدّم أسوارا حالت بين نصوصه و العيون الشّاخصة، فجاءت العبارات من شتّى الأصناف كلها تعلن مساندتها للفاتح في وجهته، بل تجد التي تجاسرت و أغلظت في القول.
قال الكاتب في نفسه، ما لطواحين الهواء لا توقف هذه الحرب الشّعواء، همّ بسحب نصوصه من الميدان لكن عقدة أبي حيان تحاصره، يجب أن أعرب عن نفسي فالكلام وجود، هؤلاء المساكين أيضا صمتوا كثيرا فاحتقنت أفكارهم ومشاعرهم، وما طفا على طرف ألسنتهم من سوء قشور لابد من طرحها للوصول إلى أعماق نفوسهم الطيبة، إذ ذاك فقط سينفذون إلى دواخل خبيئتي و يغترفون منها معينا يحيي أشجار أذواقهم.
ردّ على هجومهم بحربائية لينة، فرأى نصوصه تستفيق من سباتها فعادت الأمجاد تعلنه فارسا لا يشقّ له غبار.

ياسر علي 08-10-2017 12:47 AM

زبيدة




رغم أنّني على عجلة من أمري فلا أملك من الحلول غير الانتظار، الموعد محدّد في الخامسة مساء، أمامي وقت طويل، فالحادية عشر هي ملتقى عقارب الساعة اللحظة، أحيانا يمعن الزّمن في البطء فيكون خير معبر عن تعلقنا بتمديد عمر المعاناة، سادية غريبة تلك التي تحملها الشاشات، رغم أنّني فضّلت المكوث في الفراش حتى وقت متأخر هذا الصباح ليقيني أن الشّاشة ستعكر مزاجي في يوم أرجو فيه صحوا كاملا، لذلك اكتفيت بمجرد إطلالة فيسبوكية، الوضع محتقن كالعادة، كلّ زرع همّه في مخيلتي، ألا تعلمون أنّني قرّرت منذ اليوم تغيير حياتي والاكتفاء بهمومي، حتّى همومي أنا في شوق لتطليقها، ألا تجد هذه الهموم أضحية تنحرها غير راحة بالي؟ قديما قال أحدهم، إن كان مآل الصداقات الخصام بعد تضّحيات متلاحقة فلم لا يكون خير الشّر عاجله؟ سيكون حلاّ مناسبا شطب تلك الصّداقات التي تجتهد في إثقال حمولتي من الهموم، وتفرغ خزائن وقودي المنعش للآمال.
امتدت يدي إلى العود، انطلقت أنغام طالما جعلتها خير مهدّئ لرغبة تدمير ما يطوّقني، أجد في تموجات الألحان مسارح ممتدّة تسرح عبرها نفسي التواقة لأمكنة رحبة خالية من حمّالات السأم.
ركبت موجة نغمة فطافت بي ربوع الجمال، كانت تسابق طيات الماء بمحاذاة الشاطئ و تجاري حلم النوارس المحلقة ، الرّحلة ممتعة سقطت فيها فرامل الزمن، حطت بي على رمال ذهبية تؤثثها صدفات زمرّدية، هناك وجدت زبيدة في ثوب جديد، قلت في دهشة: "أين خبأت هذا الحسن كلّه؟" وضعت أصبعها على شفتيها في إشارة أن الكلام زائد عن الحاجة، هنا الأرواح وحدها تتواصل، ليست بحاجة للبيان، كانت الرقصة رقصة حقيقية أحسست أنّني أفقد سمنتي، وبالي خيف خفّة النواس التي ارتقينا إلى علوها تداعب أجسادنا أطياف نسائم آتية من عمق المحيط، سمعت زغاريد الأسماك تبارك هذه الاحتفالية غمزت الشمس غمزة لطيفة في عين زبيدة بعدها توقفت ذاكرتي و ما عدت أذكر تفاصيل الرّحلة.
دقت الخامسة تماما، حين دخلت المقهى المطلّ على الشاطئ، زبيدة تحتسي قهوة سوداء قالت وسحنة داكنة تعتري وجهها:
ـ تأخرت، حتى ظننت أنك لن تأتي، أم أنك لن تغير هذه السّاعة البطيئة.
ـ سأفعل وسيكون اليوم هو آخر عهدي بها، أريدك أن تختاري لي ساعة تكون على قدر ذوقك الجميل.
ـ إن كنت تثق بذوقي فلماذا مسحت صداقتي على صفحتك، في يوم مصيري كهذا.
ـ معذرة، ما انتبهت إلى الأسماء، جاءني خاطر فمسحت المشاركات التي تثقل كاهلي، هل حظرتك فعلا؟
ـ وقبل أن تفعل أرسلت رسالة تؤكد فيها عدم رغبتك في زيارتي لصفحتك.
ـ ألم أقل لك أنّني ما انتبهت للأسماء.
ـ هل أسأت إليك في شيء؟
ـ لا، أنت حياتي ومناي، وتعرفين إصراري منذ مدّة على التعجيل بزواجنا.
ـ ما فعلته اليوم مؤذ جدّا. حسبتك جئت لوضع نهاية لعلاقتنا. ما الذي أزعجك في مواضيعي؟
ـ لا شيء ربما هناك خطأ ما.
ـ أنت بحاجة إلى طبيب.
التحق النّادل بالطّاولة "أظنك تفضّل عصيرا كما العادة"، قامت زبيدة، وضعت ورقة نقدية في يده، حقيبتها تتأرجح مع يدها وهي تغادر المقهى. رجعت عيناي إلى النادل: " قهوة سوداء".

ايوب صابر 08-12-2017 02:32 PM

اشكرك استاذ ياسر على محاولة ابقاء هذا المشروع حيا...ولا بد انك تنجح في ذلك.

ايوب صابر 08-12-2017 02:33 PM

مرحبا استاذة ناريمان
بانتظار مساهماتك هنا. وشكرا لمرورك.

صبا حبوش 08-22-2017 03:53 AM

هوية ..

أطعت ُ السماء حين أرادت أن أمطر أقحواناً..
تبعثرت أجزائي بين خطوط السحاب، سقط بعضاً مني فوق الأرض، و آخر تغلغل في التراب..
عانقتني الجذور ، فاختلجت ذراعي ببراعم صغيرة،
سمعت صوت الأمس وصوت الغد ، بحثت عن الجميع وعبرت جميع طبقات الأرض، وتفتحتُ على السطح من جديد ببشرتي البيضاء و شعري الأصفر.
مرّ طفل مسرع قربي، قطفني على عجل و رمى أوراقي فوق بركة ماء راكدة ، بعثرتني الرياح بين السماء والأرض، ولازال صوت الجميع يجري أمامي ،وأنا منذ عناق الجذور خلفه لم أزل ألهث.

ايوب صابر 08-28-2017 12:54 PM

شكرًا استاذة صبا على هذه المشاركة .

لعلنا نسمع راي المشاركين هنا حول البناء الفني لهذه القصة ( هوية ) . وهل هي قصة مكتملة العناصر ام هي اقرب الى الخاطرة؟ ثم ما هي الفكرة والى ماذا ترمز هذه القصة ؟ وما دخل الهوية بالنص؟ ثم ماذا عن الزمكانية في النص؟

ايوب صابر 08-29-2017 03:40 PM

دعوة متجددة للمشاركة في هذه الورشة

دعونا نجعل الكتابة عادة

دعونا نطلق حملة جديدة لكتابة قصة كل اسبوع آخذين في الاعتبار نصائح احد المحررين في موقع ادبي حول العناصر التي يجب أخذها في الاعتبار عند كتابة قصة قصيرة جيدة :
:


-------
ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

يتبع،،

عبدالعزيز صلاح الظاهري 09-01-2017 09:59 PM

زهرة الرافليسيا

سرٌ ساقه لي القدر كان سبباً في إعادة الثقة لي وإنهاء معاناتي .
هذا السر عاهدت نفسي أن لا أخبر به أحداً, كائناً من كان .
ولكن إن كنتم صادقين مع أنفسكم سوف ترونه يخرج خِلسة من مخبأه أو يعدو بين السطور . صدقوني سوف تتغير حياتكم للأفضل ,
, سترون جانباً جميلاً أو قبيحاً كان مخفياً عنكم .
نعم هذه هي الحقيقة فأنا رجلٌ سمعت , شاهدت ,عانيت الكثير .
هل انتم مستعدون ! .. إليكم قصتي :
في احد الأيام ضربت بكل نصائح القوم عرض الحائط خرجت من حصنهم ولم استمع لمواعظهم الخبيثة,
زهرة الرافليسيا جمالها وريحها يجمع الحشرات والذباب .
المخلوقات ذات الألوان الجميلة غالباً ما تكون سامة .
فكان ردهم على تمردي سريعا
فجأة اختفي الرضا الذي كنت أراه في أعيُن من أحب , فحديثي يزعجه رغم تبسمه ليّ , واحتضاني له يخنق أنفاسه , وعندما المسه اسمع أنينه واشعر بالآلامه وكأن لي مخالب تجرحه .
كم هو مؤلم أن ترى من تحب يعاني وأنت كذلك
ماذا أقول له أساله : هل ------------ ؟ !
إنه سؤال غبي !
كم تمنيت أن أكون طائر بطريق أقف كالمسكين حاملاً بيضة على سطح قدمي وأرى السعادة والرضا في عينيه بدلاً أن أكون أسداً جالساَ يحضرن نساءه غدائه وعشائه صبحاَ ومساءً
.هل توقف كيدهم؟ لا , فمثلهم لا يتوقفون . فهذا لا يحدث مع من كان إلهه هواه ؛ لذلك أيقنت انه لا بد لي أن أصوم عن الكلام ، اطوي اللسان , واهجر المكان فانا ليست لي القدرة على محاربتهم أو حتى الدفاع عن نفسي
و يداي مغلولتان إلى عنقي وأملي كغبارٌ يلهو في عامودٍ لشعاع شمسٍ نفذ من احد الشقوق , يختفي عند تحرك الشمس والغروب .
فحكايتي خطيرة ؛ لو كشفت للعيان ستفرح وتشجع أصحاب القلوب المريضة , فهي
قنبلة .. بل أشد.
لملمت أحزاني وانطلقت بعيدا مبتعداً بسيارتي .
لم تكن لي وجهة معينه , كانت عيناي تدور في محاجرها تقود المركبة , بينما كنت أغوص في بحر أعماقي كالمجنون , في يدي سيجارة لا تنطفئ . .
فجأةً ! ظهر لي رجل من العدم , أفزعني .أشار لي بيده , كان ضعيف البنية , شاحب الوجه , رث الثياب , عاصباً رأسه بعمامة .
وعلى غير عادتي توقفت ! لا اعلم لماذا ؟
ركب سيارتي ؛ لم أُبادله التحية أو اسأله عن وجهته !
بعد صمت مطبق التفت إليَ وقال :الذي أتى بك إلى هنا قد أتى بي أيضا !
أتريد أن تعرف قصتي ؟
انتفض قلبي واخذ يضرب طبول الحرب , وتحركت يدي المرتعشة مسرعة إلى أسفل المقعد تبحث ...
فتبسم وقال:إهدأ .. إهدأ ..
لا عليك فالدار أمان واليك قصتي ..
إلى وقت قريب لم أكن اصدق أن السحر يقدم الحلول , وكل ما اعرفه انه يُقيد الرجال ويقود للجنون .
ورغم تكذيبي للمقولة الأولى وتصديقي للثانية , إلا أني بعت فيه واشتريت ؛ فقد كان يحدوني الأمل بأن أُحيي فرحةً ماتت وابعثها من جديد .
توقف ومسح دموعه التي انهمرت , واستطرد بنبرة حزينة ..
في الحقيقة لم أكن خبيثاً في يوم من الأيام, و لم يكن ذلك السوق يُعجبني لكني مشيت فيه مجبراً . فأولئك القوم لم يزدهم قربي إلا بعداً.
لم يتعاطفوا , رغم أني قدمت لهم المحبة بالحجج والبراهين . كان يُقبل احدهم ويُدبر آخر . الكل يسعى جاهداً في إذلالي , كنت أرى الفرحة مرسومة على وجوههم القبيحة . انه طريق توارثوا حبه وداوموا على سلوكه .
ولكن بعد البهتان الذي افتريته , وما سبقه من زيارات إلى الظلام علمت يقيناً أن ما كان يصنع الفارق بيني وبينهم لن يكون فارقاً بعد اليوم . لقد تساوينا ولم يعد هناك اختلاف .
كان انتقامي عنيفاً , لم يكن صاعاً بصاع . فمن مكاني البعيد كنت اشعر بغيظهم , كان له غلياناً شديداً وصوتاً مزعجاً , كما اسمع الآن صراخهم الذي ينطلق من أعماق هذه الأرض القاحلة.
أبداً ما ابتعدت عنهم , بل اخترت المكان الذي كرهوا، لازمته ومكثت فيه. كنت صبوراً معهم لأصبح بصيراً بما يبصرون , لقد أعمتهم نار الحقد ؛ و نتيجة لذلك , لم أجد أي مشقة في ان اسقيهم من نفس الكأس .
فقد سعرت تلك النار وتراقص لهيبها وعمدت لكل ما عملوه واكتسبوه , سخنت مائهم الذي يروون به ويرتوون حتى تبخر , وغدت ربوتهم التي لطالما تغنوا بها صخرة ملساء . رأيتهم بعيني وهم يعضون على أيديهم من الندم حتى سالت دمائهم وتلوثت أفواههم .
هل توقف انتقامي ؟ لا , لم تكتمل فرحتي إلا يوم أجليتهم ولم يبقى إلا ظلهم مبسوط على وجه الارض .
كم هو جميل عندما تأتي العتمة التي كانت لباس أعمالهم لتمحي ذلك الظل شيئاً فشيئاً .
توقف فجأة عن الكلام كما بدأ !
شيئاً ما دفعني لأنظر إليه , ربما كانت نبرة صوته , فنظرت إليه مُتفحصاً وجهه , تقاسيمه وملامحه لم تكن غريبة , عرفته !فصرخت :أنت..أنت .
وضغطت على مكابح سيارتي بعنف - فاصطدم رأسه بزجاج السيارة الأمامي -
والتفت إليه وأخذت اردد بغضب في وجهه : هراء.. هراء , إنها قصة من نسج خيالك أيها الفاشل .
فطأطأ رأسه وسافرت عيناه إلى مكان أعرفه ومتيقن منه , لم أُشفق عليه و لم أحاول إخراجه من محنته ؛ بل سمّرت عيني عليه لأزيد من جروحه , وكأنني أُريد أن انتقم من شيء لا اعلمه , أو أني اعرفه واكره أن اذكره .
لم اكتفي بذلك ؛ بل خرجت من السيارة وفتحت بابه وسحبته من مقدمة رأسه ودفعته ليسقط على الأرض . وأخذت اركله بكلتا قدمي حتى سالت دمائه وتمزقت ثيابه ,نفضت يدي وتركته .عندما شعرت بالإعياء والتعب , فقام من مكانه مترنحاً وغادر بدون أن ينطق بكلمة واحدة . وأنا اردد خلفه بحقد : اذهب..اذهب أيه الأحمق وأرعى سراب دوابك في سهول وأودية عسى ويا ليت حتى أختفي عن ناظري.
اتجهت إلى سيارتي متثاقلا وركبت وأسندت ظهري على المقعد .
أحسست بشيء له دبيب يتحرك ببطء من مقدمة راسي يسيل على جبهتي , ارتفعت يدي تتحسس الموضع .. ظللت مُدة من الزمن مذهولا أتفحص أطراف أصابعي التي صبغتها الدماء !.
أشحت بنظري عن يدي عندما شممت رائحة كريهة عمة المكان وسمعت صوت ناعما ينادي باسمي التفت إلى مصدر الصوت
فرايتها في المرآة ..!
فتسللت ابتسامة ساخرة من شفتي المرتعشة ,تبعتها ضحكة مجلجلة انفجرت وتتطاير شظاياها على المرأة فتحطمت وتناثر وجهها إلى أشلاء فصرخت , وسقطت مغشياً علي .

ايوب صابر 09-04-2017 01:51 PM

شكرًا لك استاذ عبد العزيز على تجاوبك مع الدعوة المتجددة للمشاركة في هذا المشروع .

ايوب صابر 09-07-2017 04:59 PM

الاستاذ عبد العزيز
تتقن كثيرا تسخير الغموض والأسرار في سبيل التشويق والادهاش. لا شك انهاقصة رائعة تنتمي الى نمط الخيال السحري. لا اعتقد انني فهمت مغزاها ولكنها مكتوبة بصورة متقنة .

ايوب صابر 09-07-2017 05:00 PM

دعوة متجددة للمشاركة في هذه الورشة

دعونا نجعل الكتابة عادة

دعونا نطلق حملة جديدة لكتابة قصة كل اسبوع آخذين في الاعتبار نصائح احد المحررين في موقع ادبي حول العناصر التي يجب أخذها في الاعتبار عند كتابة قصة قصيرة جيدة :




ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


يتبع،،

ايوب صابر 09-13-2017 03:04 PM

ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-العنصر الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرننانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.

يتبع،،

ايوب صابر 09-22-2017 01:23 AM

ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...وانا هنا اترجم ما تقوله عن الانجليزية بتصرف طبعا..

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-العنصر الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرنانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.
====



tip of the day
-

4- العنصر الرابع: طور الحبكة لتصل بها الى الذروة the climax بفعالية وكفاءة:

في كتابة القصة القصيرة يجب التركيز على كلمة قصيرة. عليك التحكم ف بناء الحبكة وان يتم تطوير الحدث بفعالية وكفاءة نحو الذروة. فكل فقرة وكل جملة وكل كلمة يجب ان تقرب المتلقي من الذروة. وان شعرت ان جزء من السرد لا يخدم هذا الغرض فعليك حذفه. فلا يوجد في القصة القصيرة مساحة للكلام الممطوط.

يتبع،،

ايوب صابر 10-18-2017 10:09 AM

دعوة


متجددة للمشاركة ف هذا المشروع الرائد والذي يعودب الفائدة على القاص اولا وقبل كل شيء من خلال جعل الكتابة اقرب الى عادة
.

منى شوقى غنيم 10-20-2017 01:22 AM

** الضحية **
....................

في غفلة من الجميع احتضنت لعبتها و تسللت خارج المنزل
لم يشعر بغيابها أحد، الجميع يحتفل بزواج الأب، و الأب الهته عروسه الجديدة بجمالها و دلالها فنسي حتى أسمه.
ذهبت الإبنة لتبحث عن أمها، قالوا أنها ذهبت إلى السماء لكنها رأتهم يأخذونها إلى المقابر، اسرعت تحملها قدميها الصغيرة بلهفة ظنًا منها أنها ستقابلها هناك، لم يخيفها ظلام الليل ولا أقدام البشر الهائمة، هي ملاك و الملائكة أحباب الله هكذا كانت تقول أمها و صدقت هي، ساعة أو يزيد كانت المسافة لكنها ضلت الطريق و لم تعد ترى ضوء يرشدها، وقعت، اتسخت ملابسها، تمسكت بلعبتها و هي تصرخ، أمي أين أنت، لم تسمع سوى صدى صوتها، حاولت الوقوف مرة أخرى، نزف جرحها، من بعيد رأت ضوء آت إليها، صرخت...أمي أنا هنا، الضوء يقترب و هي تتراقص فرحًا، أمي أنا هنا تعالي، الجرح ينزف لكنها تبتسم، ها هي تسرع إليها، تمد ذراعيها لاستقبالها، أمي أنا هنا، اسرع الضوء اليها، سقطت لعبتها و احتضنتها دمائها.
** منى غنيم **

ياسر علي 10-20-2017 11:02 PM

مجرّد كلب

لم يكن على وئام مع بني جلدته، يرى فيهم أرواحا مُهلكة، يتوهّم فيهم قبحا يتزايد في ذهنه أضعافا مع مرور السّنين، بلغ مبلغا لا يستطيع معه نقد ذاته، أو مراجعة سلوكه وتقويم ما لحق به من أضرار. عُلويّة تركب أقواله وتخالط أفعاله كما تضاجع أحلامه، بينه وبين الكياسة سدّ منيع، إدانة رعونته باتت أمرا مستحيلا، هذه السّادية التي ركبته باتت لبّه، يرى النّاس بعين لا تغزل إلا قماش وضاعتهم، ويسمع بأذن تحوّل نغماتهم ضجيجا لا تطيقه روحه المتعالية.
قرّر أن يصاحب كلبا، يرى في الكلاب وفاء تستطيع به تحمّل جبروت يده النّاقمة، و شراسة قد تنفع في صدّ هؤلاء الذين باتوا يتجاسرون عليه و يستهزؤون به سرّا، بل رأى في عيونهم قدرة على اعتلاء أسواره علانية.
احتار عندما وصل إلى سوق الكلاب، أثار انتباهه الدوبرمان بلامحه اليقظة ولونه الأسود، لكن بشاعة وجه البيلدوغ كان لها أثر طيب في أعماقه، تقزز عند رؤية البيتبول لكأنه غانية شقراء شرّيرة، وراء أصباغها الودرية أنياب بارزة وروح ناقمة.
ولأنه أنانيّ الهوى فاستيراد الكلاب أمر يخزيه، رغم أن حبّه استقر على البرجي الألماني حين علم بكونه يملك من الوفاء ما به لا يخون، ومن الجبروت قسطا وافرا، فقد قّرّر أن يبتاع لنفسه كلبا ذئبا من سلالة غابوية ، يفضّل أن يكون كلبه متوحشا لم تلوثه الآدمية، يريده نبّاحا، مجرّد سكتة قد تحرك في نفسه الظنون بأن أحدا أغراه، فخصومه ربما تصيّدوا الكلب و انتزعوا من فمه أنيابه الأصيلة و وضعوا مكانها أسنانا مشطية لا تقوى على كسر الأعناق متى استدعى الأمر خوض المعارك والحروب.
في حقيقة الأمر ما أعجبه هذا الكلب الهزيل، بل يزعجه منظره الذي تحتقره العين، لكن الغدر الذي يتأبّطه كاف ليجبّ تلك المساوئ، فجارته السيدة الودودة التي ارتأت أن تبارك له هذه التجارة النّاجحة، طبع بطن ساقها الأيمن بعضّة ارتج لها بنيانها فسقطت، حتّى وهي على الأرض مستلقية ولسانها مسترسل في ولولة استغاثة ما أطلق رجلها. ابتهج عندما وجده يمسح بها الأرض مرسلا هديرا سحيقا يتفلّت من فجوات صغيرة بين أسنانه ومن أنفه الدقيق، بينما الدّماء تسيح جارية.
نجح هذا المستذئب في الاختبار ونال استحسان مسعود، ما أغرته العجوز بما حملت إليه من طعام، ولم تنج من قبضته إلا عندما أمره السيّد بإخلاء سبيلها. تلومه على هذا الاختيار البشع و وجهه يفرج عن ضحكة احتقار، صاحت في وجهه: "انظر ما فعل هذا الشرّير بساقي" استشاط غضبا: "اغربي عن وجهي أيتها السافرة ألم تتعلمي الحياء يا عجوز النّحس، إن هذا الكلب لأشرف منك."
ازداد طوله بعض سنتيمترات وانتصبت قامته من جديد، يسعده صوت قدميه وهما تصفعان الأرض، في يده اليمنى هراوة وفي اليسرى لجام يسوق به رفيقه، يمنّي نفسه أن يظهر واحد من أولئك المزعجين، هؤلاء الحثالة الذين يثقلون أديم الأرض. هنا كلبي العزيز، سيسقط في الكمين بسهولة، ستظفر به فلا تجعله ينجو، حرّك الكلب ذيله في سرور. عندما اقترب الرّجل ظهر له الكلب مشبوحا على الأرض، نهره فلم يلتفت، رماه بحصاة فما تحرك، فظن أنه شبع موتا، اقترب منه أكثر، إنه لا يتحرك ، جرّه من ذيله لإماطته عن الطريق، فكانت فرصة سانحة للإطباق على معصمه بفكيه المنشاريّين، يرفعه الباسل إلى الأعلى فلا ترتخي قبضته، يضرب به الأرض فلا تتحرر يده، يقذفه برجله فلا يفلتها، تسرب إليه العياء ودماؤه الساخنة تسقي التراب، بدأ يستغيث، وها هو مسعود ظهر فجأة.
ـ أغثني يا مسعود......
ـ لا أغاثك الله أيها الحقير، ماذا فعلت بكلبي؟
ـ لا شيء يا مسعود، لا شيء...يدي يا مسعود...... يدي....
ـ ما بها يدك، تلك التي رفعتها في وجهي ذات يوم......
ـ معذرة يا مسعود.......ألف معذرة ......
ـ عذرك مرفوض و قولك مردود، كلبي هذا مسكين مستكين، من أرقى الفصائل، وبطاقته تؤكّد قولي، أنت من تحرّشت به، واستصغرت شأنه. آه كلبي المسكين، ربما حرّكت أنيابه، وأوجعت أضراسه، و آلمت فكه. أطلق هذا الحقير يا كلبي العزيز، فلا يستحق أن توجع فكّيك بعظامه، و تلوث فمك بدمائه النّتنة، هات فمك لأرى مقدار ما لحقك من ألم، و ما أحدثه فيه هذا اللئيم من أضرار. سنعود إلى البيت يا صغيري، سأحضر البيطري ليفحصك عن قرب، ويحرر لك شهادة تبين مقدار عجزك، سنقاضي هذا الحقير، سيدفع ثمن فعلته. آه لمصابي فيك، يا ليتني متّ قبل أن تهان ولا أستطيع ردّها عنك يا كلبي الموجوع، سأمسح دموعي ودموعك ومع كل دمعة سأدعو على هذا السفيه بالويل والجحيم و العذاب الأليم.
تركا الباسل يضمد جراحة، يسيران بزهو وخيلاء، يركضان مبتهجين كطفلين فائزين في لعبة، انشرح مسعود واسترجع همّة الشباب، تذكر أولى صولاته يوم طردها من بيته، تلك المشؤومة التي أنجبت له كلبا، رماها بالفجور والخيانة، رماها بالنحس واللّعنة. آه لو علم الناس بأمرها لكانت وصمة عار على جبيني لا تمحى، حسنا فعلتُ حين أخرجتها من بيتي ليلا هي وجروها الضّئيل الذي لم يفتح عينيه بعد، تركتهما في الخلاء للخلاء، ولأنّني لا أحبّ أن أترك الأمر للصّدف، اقتنصتها ذات صيد، ودفنت سرّها للأبد، نصر مؤزّر، يحلو لي الفخر به، و الفخر بوابل انتصاراتي هو ما يجعلني حيّا.
ـ ادخل فو الله ما زار أحد غرفة نومي هذه لكنك تستحق وسام بطولة.
دخل الكلب فرأى صورتها معلّقة على الحائط، قفز قفزة جنّيّ أزرق، وضعها بين يديه، ضمها إلى صدره، بكى بكاء مريرا، يسأله مسعود، لماذا تبكي، فهي ماتت منذ أربعين سنة، هذه الزّرافة الملعونة، ما وضعت صورتها هناك إلا خشية شبهة، و لولا أنّني قتلتها بيديّ هاتين، لمسحت كلّ آثارها.
انقضّ الكلب على رقبته، وعندما أحس ببرودة دمائه قال:
آن لك أن تستريح لأستريح يا أبي.




كنت سأشارك بهذا النص في المسابقة

لكن ارتأيت أن أعرضه هنا في انتظار بزوغ فكرة جديدة

حنان عرفه 10-20-2017 11:32 PM

هذا الرجل أحبه

دعوة من صديقة لحضور حفل عقد قران إبنتها ، سعدت كثيرا لهذه الدعوة لأنها ستضم باقة من الصديقات اللآئي لم أرهن منذ تخرجنا من الجامعة حيث كانت لكل منا ظروفها ولكننا الآن سوف نلتقي.
هناك وجدتها ... مازالت تحتفظ بجمالها ورشاقتها وعيونها ذات اللون الزيتي الرائع ولكن مسحة حزن تكتسي هذا الوجه الملائكي الجميل ، اقتربت منها وتبادلنا السلام والأحضان الحارة فمنذ زمن بعيد لم نلتقي ... سؤال مباغت سألته لها، ما اخبارك معه هل تزوجتما؟
ترقرقت دمعة في عينيها فاحتضنتها وخرجنا خارج القاعة لتكون المفاجأة.....
عشرون عاما زمن هذا الحب ولم يكلل بالزواج بعد !! هي تحبه وهو يحبها ولكن لماذا لم يرتبطا؟؟
سؤال سنترك إجابته للنهاية ولكن تعالوا معي لنرى من هو ؟ ومن هي؟؟
هو
رجل حار وبارد، كريم وبخيل، خيالي وواقعي،عاشق ولهان يُشع دفئا وغراما ثم يبدو كالغريب جامد السطح خالي الفؤاد منطفئ المشاعر
وهي
مسحورة به سحرا قدريا لاتستطيع أن تنفك منه ولا تريد حتى وإن بدا الحصول على هذا الرجل ضربا من المستحيل ، تظل تناضل أبد الدهر لعلها تظفر به.
هي أحبته ، واهو احبها لاشك في ذلك . هي لاتستطيع أن تحب غيره ولا هو يستطيع أن يحب غيرها هذا قدر.
فنجد أن الأقدار هي من جمعت بين قلبيهما فوقع كل منهما في غرام الآخر عشقا أبديا ..
كُتب على هذا العشق أن يظل هائما حائرا محلقا في السماء قريبا من النجوم المستحيلة .
كُتب على هذا العشق أن يظل فكرة ، خيالا وأملا ، وألا يتحقق له النهاية السعيدة وهي الزواج .
ماهي حكاية هذه المرأة ؟ وما هي حكاية هذا الرجل الذي أحبها ويريد ان يبتعد عنها ؟
هل هو رجل مريض؟
ما زال البركان الثائر بداخلي يقذف حمما تصهرني وانا أرى صديقتي على هذا الحال وتذكرت ...
كم كانت البداية جميلة ....... هي.. أدركت بحس النثى وبقلب المرأة أنها قابلت أروع إنسان لم تر قبله ولن تر بعده.
وهو .. شعر انها حلم حياته وانها تجمع كل صفات الأنثى التي يبحث عنها، فلم يتردد لحظة في السماح لها بإقتحام حياته ،
قلبه ، وعقله .
أقبلت عليه بكل قوة وحب أكثر مما هو أقبل عليها ثم بدأ يغمرها بحبه بحنانه وأمانه فشعرت بالطمانينة والاستقرار.
كان الارتباط قويا وعميقا ولكن ليس ملزما أو واعدا بأي شئ ، كان ارتباطاللحب ولا شئ سوى الحب.
فها هي على قائمة إهتماماته ، يتحدث عن المستقبل والأحلام بصيغة المثنى هما معا في أي حلم فالحب يسري
في دمائهما متصلا بنهر الحب الذي لاينضب.
ويأتي دور السؤال الذي يفرض نفسه وماذا بعد؟ وهي إجابة واحدة يفرضها الحب .. أن نتزوج .
وهنا ينتابه الرعب فيهرب حينا ويراوغ حينا ويبدأ يتراجع تدريجيا ويقل اهتمامه بها ويبعدها عن حياته ،
يفرض حصارا حول نفسه ، اهله ، عمله ، أصدقاؤه حتى لاتصل إليه وليبعدها عنه وفجاة يختفي، وفجاة يظهر.
وكلما وجد نفسه واقعا في غرامها اكثر كلما أختلق المشاكل والمعوقات ورصد اخطائها بل وتعمده الحديث
عن امرأة أخرى بكل احترام وإعجاب ومرددا مزاياها أمامها وهي تسمع وترى ولكنها تحبه .
تحمل بداخلها حبا حقيقيا والحب الحقيقي لايموت أبدا بل يظل باقيا حتى الموت ، ويظل الحال هكذا بينهما
يبتعد فيؤلمه الفقد والفراق ويدرك إحساسه بحبه لها وأن من المستحيل أن يحيا سعيدا بدونها فيقترب
ثم لايلبث ان يبتعد ... وهكذا لاتنسدل الستارة أبدا على تلك الحكاية وتظل النهاية معلقة .............
لا هو تركها .. ولا هو تزوجها ... فتركه لها موت .... وزواجه بها موت أيضا .
وهكذا استمرت المسكينة تعيش في قصة حب غير واضحة المعالم مع إنسان مريض
نعم مريض بمرض الخوف من الارتباط والالتزام .
وأكثر ما يؤلم المرأة هذا التغير العجيب في تصرفاته المتأرجحة بين قمة الحب وقمة اللامبالاة
وتسأل نفسها هل هذا الرجل كان يكذب؟؟ هل له شخصيتان ؟؟هل مازال يحبني؟؟
هل هو مزيج من الحب والكراهية ؟ ماذا فعلت لكي ينسى كل هذا الحب ؟
هل يستطيع فعلا أن يبتعد عني؟؟ إنني أموت لو تركني فهل يموت أيضا لو تركته؟؟
لماذا يقارن بيني وبين امرأة اخرى ؟؟ في الحب لامفارنة والحبيب لايقارن
فهو دائما في القمة.
تساؤلات كثيرة تساءلتها ولا إجابة عندي ولكني سأبحث معها عن إجابات
لعلنا نفهم لغز هذا الرجل الذي تحبه ..................
أنهكتِني يا عزيزتي بتساؤلاتٍ ملأت رأسي أبحثُ لها عن إجابةٍ شافية ، فرجُلُكِ يا صديقتي يشعُر بالتمزُق ،
فهو يُحبك ولكن يصرَعُه قلقُ الإلتزامِ والارتباط ، يُعطيكِ ظهره وقلبه معكِ، عندما تقتربين منه اكثر يكون الموت
أرحم من هذا الاقتراب ،إذا بعُد واختفى شعر بالذنب والحنين وإذا ارتبط بها تداهمه مخاوف الالتزام، فيكون أمام
أحد أمرين ... إما أن يُسرع بالهروب أو يناضل ويصارع المرأة التي كانت سببا في دخوله المصيده.
يا لصديقتي المسكينة إنها ضحية رجل منقسم على نفسه ، رجل اختار ألا يختار ، يحاول تحطيمها
نفسيا فيلجأ لأعنف وسيلة لتحطيم المراة وهي اللجوء لأمرأة أخرى غيرها ويوهم الاخرى بالحب
فإن صدقته وأبدت اهتماما به وبدأت ترتب حياتها للإرتباط به .. سرعان ما يتركها هي أيضا.
لحظات صمت سادت بيننا فوضعت يدي على كتفها واقتربت منها واحتضنتها ومسحت دمعة في عينيها
قلت لها: أنت تثقين به بينما الشك يتسرب لنفسه ، تتصورين أن قبولك له يجعله أكثر طمانينة ، ولكنه
يجعله أكثر خوفا . أنتِ تُحاربين من أجل الاستمرار والاستقرار لهذه العلاقة وهو يحطمها ويخربها
ثم فجأة يختفي بطريقة غير إنسانية ، أو يدفعك للجنون لتنهي العلاقة بيديكِ .
ولكنك لاتستطيعين لأنك تحبينه وإذا ظهر مرة ثانية بحياتك سيكون لديك الاستعداد لتغفري له كل ماتقدم من ذنبه.
عزيزتي الحب هو أعظم مصدر للأمان تسللي إليه برفق ، بصبر وبإصرار ، دعي الخوف عنده ينقلب ويتحول لشئ آخر
ألا وهو الخوف من فقد هذا الحب العظيم وهنا تأتي براعتك أيتها المُحبة العظيمة عنده لن يحبك فقط بل سيحب حبك
ويحب حبه لكِ وبالتالي إذا فقد هذا الحب كانه فقد حياته .
وهذا الحب الحقيقي فالإنسان يحب نفسه من خلال حب حبيبه له ، ذات الإنسان تتأكد من خلال هذا الحب
فيصبح فقد هذا الحب فقد للذات لذا سيكون حريصا على أن تكوني معه في كل لحظة من لحظات حياته
في عينيه في قلبه وفي فكره وستكون أعظم أمنية له أن تكوني شريكة لحياته.
ابتسمت ابتسامة أمل لربما يأتي هذا اليوم سريعا.
ما اجمل الحب وما اقساه.
تمت


الساعة الآن 06:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team