منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   أنين النخيل .. ! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=21107)

ياسر علي 07-31-2016 02:22 AM

أهلا بالأستاذة جليلة ماجد

تزعين سحرا عجيبا في الحرف مع توالي الصّفحات

جميل هذا الأسلوب

و جميل هذا السّبك المميّز .

تقديري

جليلة ماجد 08-06-2016 07:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 212692)
أهلا بالأستاذة جليلة ماجد

تزعين سحرا عجيبا في الحرف مع توالي الصّفحات

جميل هذا الأسلوب

و جميل هذا السّبك المميّز .

تقديري


فليسعدك الله أ. ياسر ..
أشكرك و أشكر متابعتك الراقية
ممتنة لك جدا

جليلة ماجد 08-06-2016 07:40 PM




10- أعوذ بك ربي أن يحضرون !


-تعال يا أدهم ...
قلبه يكاد يهوي إلى ساقيه و قد عقدت أصابعه ..
يكاد يتعثر لولا أن اشرأب بعنقه عاليا ...
ينظر إلى المشهد الأكثر غرابة أمامه ..
إنه المبروك يحتضن حسناء و هي جاثية على الأرض
-ماذا تفعلين ؟ أ....

و مات الكلام قبل أن يخرج من شفيته .. اختفت الحروف و ذابت مع نظرات المبروك المخيفة ..
هذه ليست نظرات طفل بلا عقل .. يكاد يجزم مع ارتفاع وتيرة الطبول في صدره أنه عشيقها أو ..
هز رأسه طاردا هاذي الأفكار الخبيثة و هو يتمتم
-أعوذ بالله .. أعوذ بالله ..
كأنه كسر لهفة العناق بينهما .. فقالت حسناء هازئة
- ما بك يا أدهم كأنك رأيت عفريتا .. ها ها ها هاي !
همس و هو يتمتم ..
- و أعوذ بك ربي أن يحضرون !
قال المبروك
-سيحين وقت القطاف .. لن تظل النخيل صامتة للأبد
-أنت تتحدث مثل حسناء .. أنتما كائنان غريبان مخيفان .. علي أن أذهب !
قالت حسناء : تؤ تؤ تؤ تؤ .. من رأى القمر حتام يبتل بضوئه .. و من يعرف عليه أن يدفع ثمن الحقيقة !
-أنت لن تخيفيني هكذا أنا أقوى شباب القرية و ..
حملت ترابا و جعلت المبروك ينفخ فيه و نثرته بوجه أدهم ..
- و ما هذا تراب ؟ تظنيني أخاف من ...
و سقط مغشيا عليه ..
- قد اقترب القطاف يا سيف ! هاهاهاي


~ يتبع~


جليلة ماجد 08-23-2017 08:55 PM




11- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..


الواحة خربة دون أدهم ..
قد تشققت روحها و هي تبحث عنه ...
و تجد اسمه في كل مصيبة تحدث في القرية ..
هو من قذف كرات النار لحماية حسناء ..
هو من تعاضد معها لكسر هامة الشيخ ..
و الآن .. لا مكان له ..
ينظر إليها أهل القرية و يحوقلون ..
يتهامسون بأنها أم ثكلى .. لا ريب ..
فولدها من الدماء المهدورة .. حتما !
آه يا ولدي ..
يا خيرة شباب القرية ..
لأجل امرأة ضيعت كل شيء ..
تبا لمثلها من النساء !

زحفت على التراب الساخن و هي تردد ...
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..
فتحترق أصابعها و تسمع صرير ركبتيها النخرتين ..
و رددت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

- لا ظالم لنفسه سواي يا أماه !
التفتت إلى الصوت ..
و نظرت إلى جسده بحسرة ..
- أين يدك اليمنى ؟؟ و ما هذا ؟؟
- القدر يا أماه القدر !
- لم تغلق عينك اليسرى .. افتحها ! .. افتحها !
- لا عين يسرى لي يا أماه ..
نظرت إلى ولدها الأكتع الأعور ..

و ذرت التراب على رأسها و هي تولول :
واأسفاه على شبابك با بني !
واحر قلبي على جمالك يا بني !
آه يا وجعي الممتد في روحي ..
آه يا قلبي المحترق عليك يا أدهم !
و أغمي على العجوز ..

حملها أدهم بيده الوحيدة و حاول أن يحتضنها ..
و دموعه الحارة تمطر على وجهها المتجعد كورقة قديمة ...
و هو يتذكر كل شيء ...

اللعنة على رعونة الشباب !
~ يتبع ~




جليلة ماجد 08-24-2017 09:50 PM



12 - و كان أمرا مقضيا :

الإنسان كائن أحمق ..
أحمق جدا ..
لا يحس بأهمية الأشياء إلا بعد فقدانها ..
لا يفكر أبدا بإمكانية فقد الأشياء ...
و لا يحمد الله على كل النعم الظاهرة و الباطنة ..
جلس في كهفه .. و أمه في حجره ..
يدندن عليها و يمسح بكفه شعرها الثلجي الأجعد ..
و هو يتذكر ما حدث له في ذلك اليوم ...
يتذكره جيدا بغصة كبيرة تحتل كل روحه ...

ذرت حسناء التراب في وجه أدهم ...
و ما إن استفاق ..
حتى أحس بالألم الشديد في جسده و وجهه ...
حاول أن يستند بيده اليمنى لكنه وقع ..
فلا يد يمنى لديه ..
صرخ بوحشية كائن خرافي ..
فجاءته حسناء ..
و رنين خلخالها كأغاني الموت الحزينة ..
حضنته قائلة ..
شكرا يا أدهم ..
اهتز جسده كالملسوع من نار حامية ..
و بصق عليها قائلا : ما هذا أيتها الملعونة ؟؟
ماذا فعلتي بي ؟؟ تبا لك من امرأة !
ليتني قلعت قلبي قبل الوقوع بحبك يا سليلة الضياع و الضلال !
- تؤ تؤ تؤ تؤ .. ما هذا الكلام الجارح يا أدهم ؟ و لم تقوله الآن .. ؟ أنت من رسمت هذا الخط .. عليك أن تمشي عليه أليس كذلك ؟
- نعم ؟ لو كنت أدري أنني سأفقد يدي و عيني ما لحقت بك يا ساحرة النحس ..

قربت وجهها من وجهه و هي تهمس كالأفاعي :
-أنت من أحرقت أمي .. أنت من جعلتها تصرخ طويلا ..
فكان عليك التكفير بأغلى ما لديك .. جسدك ..

تذكر حريقه المفتعل للنخلة العملاقة الكبيرة .. و فكر . . أنها مجرد نخلة .. رمز القرية .. لا أكثر و لا أقل ..

لفحته أنفاسها الحارة و ازدادت نبضات قلبه و هو يزدرد لعابه ...
- قدمت يدك و عينك كقربان .. و نعم لقد تقبلته الآلهة ..

- الآلهة ؟
صرخ أدهم ..
- يا سليلة العفاريت و الجن ..

نظر خلفها فرأى المبروك كما لم يره من قبل ...
رأى شابا قويا وسيما أسمرا ..
بعيدا كل البعد عن الطفل الأحمق ذو الأنف القذر ..
شهق و انطلق كالريح ...
بل أعتى !

~يتبع~




ياسر علي 08-25-2017 01:39 PM








أهلا بالأستاذة جليلة ماجد

تستأنفين الرحلة و بك نتلحق لاستكشاف ما يجود به القلم

عندما رجعت إلى التّاريخ ما صدّقت أنها سنة كاملة.

عودتك بشارة يمن وعطاء.


تقديري






جليلة ماجد 08-26-2017 08:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 226376)







أهلا بالأستاذة جليلة ماجد

تستأنفين الرحلة و بك نتلحق لاستكشاف ما يجود به القلم

عندما رجعت إلى التّاريخ ما صدّقت أنها سنة كاملة.

عودتك بشارة يمن وعطاء.


تقديري











شكرا لك أ. ياسر ...
ممتنة لمتابعتك .. حقا ..
نعم إنها سنة !
تمر السنون أسرع مما نتوقع !
كفرقعة إصبع ..

احترامي ..




جليلة ماجد 08-26-2017 09:03 PM



13 - عرس الدم :

ترتجف الأرض تحت قدميها ...
يضطرب قلبها و تلهث بسرعة ..
تضع خرقة سوداء على ما تبقى من شعرها ..
و تهرع للخروج من دارها التي تتحطم عليها ..
لون السماء أحمر كالدم المتدفق ...
تتساقط عليها الحجارة حارقة كالجمر ...
تحاول أن تزيلها عن جسدها النحيل ..
لكنها لا تستطيع ..
كالعالق في كابوس أسود ..
و لا يقدر له فكا ...
يهمهم و يختنق ..
و لا يستطيع الحركة قط ...
ثم استيقظت !
لقد كان حلما ؟؟
واقعيا جدا لدرجة إحساسها بالاختناق و العجز ..

- اللهم اجعله خيرا .. مسحت وجهها بيدها المرتجفة و هي تتنفس كغارقة عادت للحياة مرة أخرى ..
تسمع صيحات من بعيد ..
و زعاريد و أصوات موسيقى غريبة ..
يالهذا الصباح الغريب !
يهرول الحارس نحوها و هو يقول : تعالي يا أم الحسن ..

و يحملها كطفلة بين ذراعيه و يصعد البرج العظيم و هو يقول :
مهما شرحت لك لن تصدقيني يا أم حسن .. انظري بعينك !

ضيقت عينها و ازدادت أخاديد وجهها غورا و هي تحاول أن تفهم ما الذي يحدث في القرية .. هذه حسناء معروفة بثيابها المزركشة و شعرها الأحمر و رائحة القرفة التي في الجو ..
- هاذي حسناء يا أحمق !
- من الذي يمشي معها انظري جيدا يا أم حسن !
- يا الله ! كأنني أعرف الشاب إنه ....
- نعم .. أنه المبروك يا عجوز ..
- أنزلني .. أريد أن أحادثه ..
طفق بها راجعا و حملها على ظهره حتى وصل لحسناء ..

وقفت بعصاها أمامهما و هي تقول :
- أهذا أنت يا بني ؟؟ سيف ؟؟
- أنا المبروك يا آسن ..
نظرت إليه بخوف بدائي هامسة :
-و كيف .. أقصد ..
قاطعها - بعلياء متكبرة - قائلا : أنا حاكم هاذي الأرض ..
و شد حسناء نحوه باسما : و هاذي زوجتي الحورية الجميلة
- لا يا بني .. انتبه لي و انتبه منها ..
- لا تكدريني يا عجوز النحس و إليك عني أريد أن أذهب إلى الشيخ ..
- أنه أبوك يا سيف ..
- أبي ؟ لم أكن بيده سوى أداه لتأكيد الحكم .. و سوف آخذ حقي بيدي ..
- على جثتي !
- لقد طلبت هذا يا آسن .
التمع السيف مع شعاع الشمس و أعمت الدماء وجوه الحاضرين ..
~ يتبع ~






الساعة الآن 06:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team