منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=22072)

ايوب صابر 01-31-2017 11:15 AM

مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع
 
مشروع قصة كل اسبوع

تفضل وشارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع - هذا المشروع الطموح الذي يهدف الي تحسين مهارات الكتابة لدينا وحيث يجمع الكثير من الكتاب المبدعين ان تكرار الكتابة هو الاسلوب الامثل لتحسين المهارة وبالتالي انتاج قصص افضل.

وهذا ما ينصح به ري برادبوري حيث يقول بان كتابة قصة كل اسبوع قد خدمه بشكل جيد وحسن من مهارات الكتابة لديه وهو يوصي لمن يرغب بان يصبح كاتب قصة جميلة ان يكتب قصة كل اسبوع .

سنتحدث بداية في هذا المشروع عن عناصر القصة القصيرة الناجحة واهم ما يجعل القصة قصة ناجحة حسب ما يقوله الخبراء طبعا ونترك المجال عبر هذا المشروع للحوار حول ادوات كتابة القصة واليات انتاج قصص جميلة وناجحه... كما سنتحدث عن اسباب فشل البعض في انتاج قصص ناجحه وكيف نجعل عملية انتاج قصة كل اسبوع ممكنا ..

الباب مفتوح لكل كتاب القصة في كل زمان ومكان المشاركة في هذا المشروع هنا وسأحاول في حال نجاح المشروع في انتاج قصص ناجحة من اصدار مجموعة قصصة تشتمل على 100 قصة من القصص التي ستنشر تحت هذا العنوان هنا وسنترك اختيار القصص الناجحة لصاحب دار النشر بشكل كامل حتى يكون هناك شفافية في الاختيار ولا يظن البعض ان هناك تحيز في الاختيار لأي اعتبار ..

هيا يا شباب ...اناث وذكور




*

ايوب صابر 01-31-2017 07:33 PM

ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

يتبع،،

صفاء الأحمد 01-31-2017 08:28 PM

واو جميل.. سأكون هنا إن شاء الله

ياسر علي 01-31-2017 10:11 PM

فكرة رائعة

سأفتتح هذه الورشة بنص رغم أنه ليس وليد اللحظة .
----------
سحر الشرق

وصل إليها أخيرا ، كانت رحلة شاقة ، فمجرد السفر إليها ألصق به شبهة حب القتال ، لم يكن مظهره حاملا لأمارات السوء ، ليس بالأعور و لا بالأعرج ، لا تنسج بنيته هالة حرب ، لا شجة سنان بصمت جسده الهادئ ، فتى متأنق لا يملك لحية تستجدي العفو و لا شاربا يستوجب القص ، كابد عناء الانتظار بين الإدارات ليمنح تلك الرخصة ، مجرد رخصة سفر ، لم يطلب إقامة و لا عملا ، لا يبتغي علما هناك و لا فنا ، كل قصده هجرة في سبيلها .

كانت فتاة مرنة ، فياضة بالمثل العليا ، راقية الطباع ، وديعة الصورة ، لم تغره بليلة حمراء و لا بنهار ربيعي ، مجرّد لقاء ترتوي فيه عروق صداقة مبجلة ، تتصافح من خلاله الآمال العريضة ، تتقوى به وشائج رابطة إنسانية تعلو على وقع الخطوب ، و تجتث أشواك الرعب ، و تبني جسور الممكن و تردم أخاديد المستحيل .

مع قراءة أولى رسائلها عزفت أبجديتها على أوتار كمانه قصيدة عصماء ، كما نفخت حروفه في نايها نغمة العنادل ، رسمته بريشة العفوية تذكار براءة ، ونحتها بإزميل النقاء رمزا للطهارة ، يجمع بينهما حب الكلمة الموزونة فيتلذذان بقسمات النغمة الساحرة ، و يشيدان بيوت المشاعر كسفن راسية على بحار القوافي ، يفطران على شقشقة العصافير و تدفع عنهما قطرات الندى ثقل السمر ، و طراوة النسائم تهدهد صحوهما . عبر خيوط القمر تتلاحق أنفاسهما فيهاتفها وتهاتفه عبر الأثير المخلص .
حطت رجله على أرض النبوة وقلبه مفعم بروحانيات تتعاظم كلما هب صوت فيروز لاستقباله من صالون حلاقة ، أو صدحت ميادة بتغريدة العشق من زقاق شعبي أو مالت به ماجدة صوب رقص الكلمات وهو يرتشف من قهوة الشرق فنجان الوجد ، تأمل ملامح الكنائس مزخرفة خلابة كعروس في كساء الزفاف تعلن نواقيسها ملحمة العذوبة و تترنم في رحابها مواويل الرقة ، رأى بأم عينيه شموخ المساجد بمآذنها الباسقة وهي تقبل سحبا متناثرة في علياء السماء ، و رحمتها المهداة تنشر عبير سلام في قلبه ، تماهت روحه مع تراب الشرق الزاخر بجواهر التحف ، كلما تقدمت خطواته استحضر هندسة الشرق من بغداد إلى الشام ، يتفرس الحواضر و البوادي فتلوح له مناظر الأناضول حيث قضى سويعات هناك كانت كافية ليربط الماضي بالحاضر ويقسم أن الأرض كلها امتداد لبلاده بأوديتها الهادرة و شجرة الزيتون و ظلال الأرز و حمرة البرتقال ، تأمل حوض المتوسط بركة تطوقها جمالية بلاده ، بل يسترجع أيام غرناطة و قرطبة فيجد غرب البحيرة تمتد زينته إلى الشرق ، فتخيل نفسه وريث ابن بطوطة ، جاء يصل رحمه ، و يتفقد أبناء عمومته .
استحلى المكوث بهذه البلدة للاستراحة والتقاط الأنفاس والاستعداد للقاء القريب الوشيك ، هي هادئة مريحة لكأنه في دياره لولا بعض تشفير لغوي يعكر صفو تواصله فيرجع القهقرى إلى الماضي للتعبير عن حاضره والاستفسار عن بغيته ، بين الفينة والفينة يدون مصطلحا سقط من فارسية ، أو ضاع من غجرية واحتضنه الشرقيون فتزينت به قلائدهم اللغوية ، ما إن يلهج بلسان قومه حتى تحدجه العيون بنظرات سوء و استغراب فيحس نفسه ارتكب جريمة نكراء ، فيعود إلى لغة الفراعنة لعلها تمسح عنه غبنا يتمالكه ، هذه معضلة تؤرق نفسه كثيرا ، كيف للشرق أن يدير وجهه لواحدة من بنات لسانه ، و كيف له أن يحس باغتراب لغوي في أرض يستقبلها كل يوم مرارا و يعيش حيثيات عشائرها بكل تفصيل وهو الجاهل بقبائل بلاده ، يخاف أن تكون سهام حبيبته بقدر ما قاله واحد من ركاب الحافلة : أنت ماروني ؟ لا ، درزي ؟ علوي ؟ قحطاني ؟...... اكتفى بتحريك رأسه بالنفي و قد تناسلت العشائر من فم مستجوبه بلا توقف وهو يطلق قنبلته : " أنت مستعرب إذن ؟ يا سادة هذا مستعرب ، أسرع في رد التهمة عن نفسه متحدثا بلسان قومه ، فقالوا هاتفين : " وتتحدث بالعبرية ؟" احمر و ازرورق و هو يقول عندما شمروا على سواعد الشر ، يا ناس : لا اله إلا الله محمد رسول الله أنا من بلاد شمال أفريقيا . فكان ردهم قاسيا على نفسه : " آه جميل ، لهذا لا تعرف أدب الكلام ، أصلكم أهل بداوة وسكان كهوف ." تظاهر بلعبة السذاجة كي لا يفقد نفسه حين ظهر له القوم في حلة جديدة ، جاءته طرفة وقعت في مدينته حاول بها نفي التهمة عنهم حيث سألت عجوز طلبة من جنوب الصحراء يغترفون من علوم جامعة بلاده ذات يوم عن الساعة ، فردوا عليها بلسان لم تفقهه فاعتذرت قائلة : " استسمحكم حسبتكم من بني آدم" هكذا هو يرفع شعار الصفح عنهم لأنه مؤمن أنه معهم في الهوى سواء ، بعض عيوبه هي عيوبهم ، لكن بلاده لا تمارس العنف على الغرباء فهذه خاصية تكاد تكون شائعة ، بل للغريب حظوة في نفوسهم ، أهي عقدة الدونية تجعلهم يرون الغريب أحسن حالا منهم ، أم هي ثقافة كرم من نوع ما .
خلص أن الخلاص يأتي من الغرب ، هو أيضا يمتلك هذه الميزة ، يحمل جواز سفر من بلاد الأنوار ، ولسانه تجري فيه أنهار حروفهم بانسيابية ، بل يمتلك إلى حد ما بعض طبائعهم ، فوطنه تجرع أيضا من الغرب ما يكفي ليكون غربي الإنتماء ، ربما هذا ما يجعل الشرق يحس نوعا من الغيرة ، فبلده على مرمى عين من بلاد تسود العالم من أقصاه إلى أقصاه . هاتف أمه أن ترسل إليه عملة صعبة بها يستطيع استوطان الفنادق المصنفة ، هناك سيعاشر من يؤمنون بالآخر ، و لا يبحثون في أصله وفصله ، و يعيشون عولمة الإنسان ، كانت أمه تستجيب لكل طلباته ، هي من علمته بعضا من السذاجة و الركون إلى الحلول السهلة ، رغم ذلك لايزال يبحث عن نفسه ، فهذه الرحلة ربما هي من ستسطر مستقبله ، ويحظى بشرقية تملأ قبله دفءا و تغمره مشاعره سخونة بعد أن تشاءمت روحه من مكننة طباعه في الغرب ، فأضحى شبه آلة خالية من المشاعر ، بلاد الأولياء ما استطاعت تراتيلها السيطرة على مس روحي اعتراه ، رأى في الشرق مهد الحضارة ومهد الأرواح ، فحتى كثير من أعلام بلاده بحث له عن نسمة شرقية بها يشبع روحه ، فمنهم من بحث عن شعرة نسب تربطه بهم ومنهم من جعل نصب عينيه امتلاك بحور علومهم ، تكون له نغمة فخر تمسح عنه صبغة البداوة ، ومنهم من استشرق كلية فقط لأنه أحب أن لا يكون إلا شرقيا ولو بالقوة . لا يهم يحبون هوى الشرق و متاع الغرب فأينك ياشهامة الأطلس ، أم أنهم فقط يصعدون على هامتك تطلعا إلى الشرق والغرب ، يا من تسرقين من الغرب ثلوجا بيضاء و تجرين من الشرق قيض الهجير ، لتغزلي ثوب الربيع لأبنائك ليهاجروا روحيا شرقا وماديا غربا . صفعته حقيقته الهشة و بحث عن ذاته بين شرقية وغربية فوجدها تائهة مغبرة ، صبغت أصباغا مكشوفة ، لكن لا بأس ، فإن كان الشرقيون تنكروا لشرقيتي ، فسألبس قميص الغرب ، فلساني يرفرف بأعلامهم ، و عيني تكاد تخبئ زرقتها و الأخرى شيئا من اخضرارها .

بسرعة البرق أرسلت له جمعيته بطاقته عبر الفاكس مشفوعة بوصل باحث في قضايا الشرق . تعجب من قدرة الغرب على الابتكار و إيجاد الحلول ، تعجب من مؤسسات الشرق ومنظماته الحكومية وغير الحكومية كيف لا تستطيع منح مظلة للفرد ، يحتمي بها من بطش بني جلدته ، غرد أمام الملأ فهبت كل الخدمات ، كل فرد يكره لسانه على التغريد مقدما أقصى ما لديه ، تأهب الجميع ليسعدوا فترة وجوده بينهم ، من سائق سيارة إلى دليل عارف ، إلى وكيل أعمال ، نظم معهم برنامج رحلته . طاف المدائن و تعرف الطبائع و غاص في هموم الشرقيين ، رأى بأم عينيه تقوقع الأحياء والمدائن على ذواتها ، أينما حل يرى صور المذهبية تلون الجدران ، استقبلته و احتضنته كل الطوائف ، وكلها تتحدث عن الأصالة ، عن الخير ، عن احترام الآخر ، عن حسن السيرة ، عن القصد الشريف ، عن الظلم الذي يطالها ، لكأنهم متفقون على ذات الجواب ، وكلما سألهم عن الاقتتال ، خون بعضهم البعض واتهموا أنفسهم بالعمالة ورشقوا مخالفهم بخدمة المشروع الأجنبي ، تعجب من هذا التناقض الصريح ، أليسوا كلهم يتهافتون عليه لأنهم يحسبونه أجنبيا ، و يفتحون له صدورهم فقط لأنه قادم من هناك ، ألم يتيقنوا أن الإعلام وضعهم في الصورة حتى تملكهم حب الظهور و هم لا يملكون من مصير أنفسهم شيئا . تعجب من سذاجتهم فكيف لهم أن يفتحوا قلوبهم لمن يعتبرونه عدوا و يضعوا حجابا بينهم وبين اخوتهم في الدين والعروبة والوطن .
وصل في بحثه إلى المتاهة ، فهم برؤية حبيبته ، وجد بلدتها هناك على ضفة نهر دائم الجريان ، لم تستطع الدماء الجارية أن تحمر وجهه ، ظل كما كان مستعدا ليمنح الحياة للشرق كله ، رأى النوق بأعناقها المشرئبة لا تزال على عهدها منذ ناقة صالح ، رأى التمر الشرقي البدين ، رأى جمال الشرق الخلاب بعيونه السوداء ، و شعره الحالك الطويل ، رأى الصحراء غارقة في صمتها الأخاذ ، لا تردد أصوات الرصاص ، أخيرا على ضفاف النهر هناك مقهى هادئ مستعد لنسج قماش الحب الحريري .
رآها جالسة وفستانها يلامس الأرض ، وشعرها متدفق من الأعالي ، رأى بسمة غالية وعينا ساحرة ، رآى عذوبة الشرق ، رأى ما أسر قلبه وكيانه ، اعتراه دفء كله شبق ، تعجب من هذا الوحي الشرقي الذي يسكن النفوس ، تذكر عندما هم بالغربية يريد أن ينسج معها خيوط الحب ، لأعوام وهي تراوده عن نفسه فتفر من ساعة الحسم ، برودة هائلة جعلته يشك في مدى قدرته على الفعل ، لكن الآن أضحى رجلا كامل الرجولة ، إنها فعلة الشرق ، إكسيره الذي يجري في النفوس ، قامت مرحبة دون أن تمد يدها ، استويا جالسين ، تبادلا نظرات دافئة ، منحته عذوبة صوتها الفيروزي ، أسمعها من أهازيج الأطلس ، كادا يلتحمان لولا أن طاف طائف بالمدينة فرق جمعهما ، فرآها تحاول التخلص من أذرع صلبة ، والتكبير يعلو الأفواه ، والبنادق تطلق الرصاص ، سمعها تنادي مستغيثة ، لكن قفاه مستند على فوهة بندقية تنتظر إشارة الانطلاق ، تعارك سجّانها و تناطحه غير راضية بأن تكون غنيمة حرب ، و تتحول في لحظة من أميرة إلى جارية ، فأفرغ في جسدها اللين حمولة رشاشه مكبرا ومهللا ، رجع ببصره إلى الأرض المبتلة بالدماء والجسد الطيب الطاهر النائم في هدوء ، وكيله ودليله يفاوضان المسلحين ، جاء قائد الفيلق ، سمعه يخاطبهم بلكنة أطلسية ، أطلقوا سراحه : " فهو غربي الانتماء وفق تحرياتنا ! "

ايوب صابر 01-31-2017 11:52 PM

استاذة صفاء اسعدني تحمسك للفكرة . الصحيح انني اكتشفت مؤخراً معين لا ينضب أبدا من القصص فكل شخص حولنا في حياته مواقف تستحق ان تروى وهذا اذا اردنا ان نقصر تفكيرنا ونفكر بواقعية، ولكن اذا اردنا ان نستثمر خيالنا فلا حدود للإمكانيات عندها. .

من خلال التجربة كلما كتب الانسان كلما اصبحت المهارة اسهل ويتحسن الاسلوب وهذه فرصة لنتعلم كيف نجعل الكتابة فن في متناول اليد وان نطلق وحي السرد الجميل من دواخلنا بدلا من ان ننتظر هبوطه علينا من السماء.

نصيحتي لكل من يرغب المشاركة في هذا المشروع الورشه ولكنه يخاف ان لا يجد ما يكفي من الأفكار ليكتب قصة كل اسبوع ان يبحث في سيرة حياة الناس حوله واعتبارهم شخوص لقصصه وسيجد معين لا ينضب من القصص.

اهلا وسهلا *

صفاء الأحمد 02-01-2017 12:01 AM

القدير ياسر علي و سحر الشرق،
نص عميق، صعب و فاخر في آن ..
إنه نص من الطراز الرفيع، أحتاج لقراءته عدة مرات.

لي عودة للرد.

صفاء الأحمد 02-01-2017 12:07 AM

شكرا لك أستاذ أيوب،
في روايتي (سيدة المنزل الأولى ) و التي لم انته منها بعد، أرتكز فيها على أحداث وقصص واقعية تماما..
الأشياء من حولنا تهبنا الكثير من الأفكار التي تستحق أن تدون، ليس فقط الأشخاص إنما الطبيعة أيضا.
مثلا،
ماذا لو تخيلنا قلب الأم سماء، أو نافذة تطل على الحياة؟
من نافذة الحياة هذه ستكون انطلاقتي في الورشة،
جزيل الشكر.

زياد وحيد 02-01-2017 12:26 AM



الاستاذ صابر تحيتي لك ,,,
فكرة راائعة ,, كم اتمنى ان يزدهر هذا المنبر بالابداع و يعج بالكتاب

ساشارككم هذه القصة و التي اتمنى ان تنال اعجابكم ، سانتظر منك التقييم استاذ


حلـــــم العودة ...



وقفَ على ردهات تلك الأزقة الضيقة التي احتضنها البؤس من كل ناحية، عاد اليها من الجزائر بعد سفر طويل إلى حيث صَرخَ صرخته الأولى في ذلك المخيم و احتواه قلب أمٍ تقطع كبدها على فقدان ابنيها في غارات القتل خارج القانون و الشرائع في جنوب لبنان، فلم يبق لها من الحياة الا عين واحدة هي عينه التي ترى بها و قلبٌ هو قلبه الذي يخفق بحبه في الحضور و الغياب.
مشى يعيد للذاكرة شريطها.. أول مدرسة انتسب اليها، صديق طفولته الدمشقي الذي عرفه وعانق أحلامه، يغازل تلك الأمكنة التي التقى فيها بتلك الفتاة المزهرة التي عرف معها أول لحظات السعادة بين تلك الأبنية الرثة حيث احتضن الحب يد الشقاء و سار به الى حيث تنتهي كل نواميس الأسباب و تتجلى خيوط القدر مكشره على انيابها تفتك بكل مَنْ تُسول له نفسه كسر طوق الموت المحكم على رقاب المشردين الذين يحلمون بالعودة الى الوطن.
كان عليه أن يقول للعالم الذي يتلذذ بعذاباته، لقد فَشِلْتَ أن تأسرني في مساحة ضيقة ليلتهمني الإهمال و يَقضي على بقايااحلامي الفقر و اللامبالاة.
لقد فَشِلَتْ كل تلك المظاهر العابسة المُطْبَقَةعلى قلبٍ هَطَلَ عليه مطر الحب و نما في جوانحه و ترعرع، كانت تلك الجملة التي همست بها عبير في أذني كافية ان تغير مجرى حياتي ..
اذهب يا محمد الى حيث الحياة و دعني هنا لأموت و جسدي ..سأعتني بوالدتك في غيابك ما استطعت لذلك سبيلا.. اصنع نفسك و عد إليْ حيث روحي التي ستنمو كزهور النرجس الذي يتدفق اليها الحب كالسواقي من كل مكان، ستجدني عروسا اجمل من كل تلك الصبايا التي تلتقي بهن في الصالات الفاخرة و المطارات..
عُدْ فإني سأنتظرك..
قال لها و هو يودعها ..
لا ادري كيف يبدو شكل الحب وحياتي بعدك يا عبير ؟
و عاد إليها بعد سنين الدراسة الجامعية و الامل يحذوه و الوفاء يقوده ..لكنها فقدته الى الابد ...
لقد سقط صريعا على أبواب المخيم حين قادته أقداره في يوم العودة إلى أتون معركة حمى و طيسها و اشتد ت حمية الانتقام بين مصاصي الدماء و تجار النكبة في سوريا الحبيبة.



ايوب صابر 02-01-2017 11:29 AM

شكرًا استاذ ياسر على تفاعلك السريع مع المشروع ومبادرتك بنشر اول قصة لتنطلق هذه المبادرة عمليا والتي نأمل بان تساهم في تنشيط الكتابة القصصية في الشرق كما في الغرب وتساعدنا على تحسين مهارات الكتابة السردية من خلا التكرار والحوار وعلى امل ان تثمر في نهاية المطاف مجموعة قصصية جميلة.

شكرًا واهلا وسهلا والان وقد اخترت المشاركة في المشروع وجب عليك الالتزام بكتابة قصة كل اسبوع ونشرها هنا ...

*

ايوب صابر 02-01-2017 06:19 PM

شكرا لك مرة اخرى استاذة صفاء

نعم الطبيعة ام والام معطائة.

ايوب صابر 02-01-2017 06:21 PM

شكرا استاذ زياد وحيد على تفاعلك مع المبادرة المشروع.

قصة جميلة وقاص واعد. نتوقع منك قصة كل اسبوع طبعا.

صبا حبوش 02-01-2017 11:00 PM

فكرة رائعة أستاذ أيوب ...
متابعة معكم بالتأكيد ..

ايوب صابر 02-01-2017 11:47 PM

مرحباً صبا

شكرا لك على مرورك .
نريد ان نسمع مشاركة معكم بالتأكيد وليس فقط متابعة معكم .

صفاء الأحمد 02-01-2017 11:55 PM

عودة متأخرة / قصة قصيرة .

في باديء الأمر ظننت أن كل شيء يسير على ما يرام، لكن الدهشة كانت تسبق الحدث وتخيم على جسدي مثل ظلّ شجرة خطايا ملعونة .
بعد غربة دامت عقدا ونصف العقد، عدت إلى بلدي،
لما نزلت من الطائرة رفعت بصري نحو السماء كانت ملبدة بالغيوم، لم تكن ناصعة كما خيّل اليّ، تخيلتها بيضاء مثل حجاب أمي،
عندما تمطر سوف تزهر في جسدي أشجار الياسمين و تطير في قلبي النوارس،
و أحلق ثم أتهادى فوق سطح أمنيتي فتصير حقيقة ألمسها بيدي .
حسنا، رغما عن الغيمات الداكنة، سأقطف من بين شفتي أمي قبلة بعد قليل،
سوف أحتضنها حتى لا أميز بين ضلوعي وضلوعها بعد، لا بدّ أن مفاجأتي لها ستكون اجمل هدية تتلقاها بداية هذا العام.

كانت شعلة الحماس تتوهج بداخلي، تملأني نور ومحبة، إلا أنّها كانت تتضاءل كلما اقتربت من منزلنا، المنزل الذي احتضنني لسنوات طوال.
أخيرا، انها حارتنا و هذا منزلنا، انّه عتيق، عتيق بالفعل لا يزال على حاله، الباب مفتوح، كل الأشياء في مكانها، لكنّه بارد جدا، مهجور ..
كأنه جثة آخذة بالتعفن .. يا الهي، أين أمي ؟
لأول مرة أشعر بأن قلبي مهترىء، جسدي مخدر تماما لا أقوى على الحركة ولا على التفكير !
عرفت من جارتنا أن أمي ترقد في مستشفى البلدة منذ أسابيع، هرعت إلى هناك مثل فقير يتجوع لرغيف ساخن،
لا أعرف كيف وصلت إلى غرفتها في المستشفى، كان كلّ شيء كحلم مرّ على بصري مثل لمحة برق في ليلة عاصفة.
جاست روحي الدهشة، وجثوت على ركبتي.
ياه، هذه العجوز الطاعن في ملامحها الزمن، إنها أمي!
أنا مهزوم يا أمي، مهزوم كما لم أهزم من قبل.
ما أن بدأت أتعافى من دهشتي حتى أولجني خط قد استقام في جهاز لعين يجاور أمي، أولجني بنوبة من الحسرة.
شعرت بجفاف في حلقي، نهضت ببطء وتقدمت خطوة للأمام فرجعت بي الذاكرة سنوات للوراء.
كيف لامرأة واحدة أن تكون قوية إلى هذا الحد؟
إلى الحد الذي تستطيع معه أن تودع في قلوب أبنائها نورا أبديّا، يمنحهم الدفء طوال حياتهم!
كانت أمي بارعة في صنع الحلوى و اختلاق قصص جنيات الأمنيات التي تجعلني أغفو وأحلم بجنيتي التي ستحقق كلّ أمنياتي.
كانت بارعة حتى في محاربة الحمى و ردعها عن جسدي،
لطالما كانت شاسعة كأنها المدى، ولم يكن عندي لها متسع.
فوضى عارمة اجتاحت المكان، قطعت شريط ذاكرتي.
أحدهم يصرخ: " واحد .. اثنان .. ثلاثة .."
ثم ينفض جسد أمي كلّه،
أعاد مرارا صعق صدرها بتيار كان أملي الوحيد في أن يكسر استقامة ذلك الخط، لكن هيهات.
" مسكينة كانت أمنيتها الوحيدة أن ترى ولدها الذي لم تره منذ زمن".
هكذا همس أحدهم، و كأنه غرس في صدري سكين،
ها قد أتيت يا أمي مثل أيّ شيء يأتي بعد فوات الأوان، جئت بعد أن استقام النبض الذي لطالما انتظم من أجلي.
تقدمت نحوها وفي عينيّ ماء ساخن، تمعنتها ، قبّلتها، شممتها،
مدهامة يدها تشي بالكثير من الحياة، لا زالت رائحة الحبق عالقة بكفها.
وددت في هذه اللحظة لو أغفو بجوارها إلى الأبد ، أو أتقاسم معها ما بقي من عمري.
غطيت وجهها بكفي ثم استنشقت ما علق فيه من عطر و ضوء.
خرجت من تلك الغرفة جازما أن قلب أمي هو النافذة الوحيدة المطلة على الحياة.
أن تصير شخصا مشرقا مثل أمي هذا ما لا يستطيع أحد فعله،
عندما تقتدي بها حتما ستكون لامع لكنك أبدا لن تشرق.

صفاء الشويات
1/2/2017

ايوب صابر 02-02-2017 12:12 AM

استاذة صفاء لغتك السردية جملة للغاية وهناك عبارات وجدتها مذهلة واصيلة لم يسبقك اليها احد حتما. ( كل شيء كان يسير على ما يرام، لكن الدهشة كانت تسبق الحدث وتخيم على جسدي مثل ظلّ شجرة خطايا ملعونة .)
اذا كانت هذه قصتك الاولى لهذا المشروع فماذا ستكون عليه قصتك السابعة مثلا؟
شكرا شاسعة بسعة المدى لك على هذه المشاركة وتحمسك للمشروع..

المشكلة ان مستوى القصص التي تم ادراجها حتى الان للسيد ياسر والسيد زياد وانت مرتفع جدا ويجعل المبتدئين مثلي يتردد في عرض انتاجه هنا لكنا حتما سنتجاوز هذه المشكلة لان الغاية في نهاية المطاف هي ان نتعلم...


ايوب صابر 02-02-2017 12:26 AM

ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


يتبع،،

صفاء الأحمد 02-02-2017 12:37 AM

انا مبتدئة أيضا :)
صدقت "الغاية في نهاية المطاف هي ان نتعلم."
و نمتع و نستمتع أيضا.

شكرا كبيرة أستاذ أيوب.

ايوب صابر 02-02-2017 09:36 AM

شكرًا استاذة صفاء
نعم هذه هي الروح الذي نريد ان تسود في هذا المشروع " الغاية هي ان نتعلم ونفيد ونستفيد " ولذلك نتوقع من كل مشارك ان يدفع نفسه لإبداع قصة كل اسبوع فهذا هو بيت القصيد ان نجرب ونطور مهاراتنا من خلال التعرف على ادوات القص الجميل وكيف نتجنب ما يؤثر سلبا على السرد ويجعل القصة ناجحة.

وحتما سوف يساهم النقاش وطرح الأسئلة والنقد في تطوير المهارات لدينا.

والاهم من كل ذلك هو ان نتدرب ونتدرب

نحاول ونكرر المحاولة دون وجل او خشية على ان إنتاجنا لا يرقى الى مستوى الاعمال الاخرى او انه لا يمتلك المواصفات الفنية التي تؤهله ليكون سردا جميلا .

ايوب صابر 02-02-2017 03:30 PM

ننتظر مزيد من المشاركين في هذا المشروع الطموح

ايوب صابر 02-02-2017 06:21 PM

ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-العنصر الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرننانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.

يتبع،،

عبدالعزيز صلاح الظاهري 02-03-2017 04:53 PM

شيماء والشجرة المباركة
 
محبة وتلبية لدعوة اقدم هذه القصة داعيا الله عز وجل ان تنال اعجابكم

شيماء والشجرة المباركة

رغم مرور شهر على زواج فراج ببدور الجميلة ابنة المرأة الصعبة شيماء، إلا آن هذا الحدث مازال محور حديث سكان البادية . لم يكن الحديث يتعلق بالقلوب التي أصابتها الحسرة وألام لخسارتها ، ولا لإندهاش وذهول الناس لموافقة شيماء على تزويج ابنتها الفاتنة لرجل فقير من عامة الناس ورفض أصحاب الجاه والمال
نعم لم يكن في الحسبان ، ولا حتى في الخيال أن تكون خاتمة القصة بهذه الطريقة... رغم وجود الكثير من القصص التي رسمها الخيال ، وأحبها الناس وصدقوها، لا .... لم تكن تلك هي الأسباب التي أبقت القصة حية يتداولها الجميع، بل كلام جارية شيماء كان هو السبب وراء انشغال الناس بهذه الحادثة حين أخبرت احد النسوة سراً بما حصل ، حيث قالت لها متعجبة :

لم يبقى رجل من أصحاب الجاه والمال سمعت به إلا وزارنا، فخلال ثمانية أشهر كان الشيوخ ، وأبناء الشيوخ يتوافدون على ظهور جيادهم من كل فج حاملين معهم الهدايا ، والهبات ، وبالطبع كانوا يأتون منفردين وقت الظهيرة حسب شروط سيدتي...

والعجيب في الأمر أن سيدتي كانت لا تعطيهم فرصة للحديث معها معللة ذلك بانشغالها وتطلب منهم انتظارها تحت شجرت السدر العظيمة !!

وكان الجميع يطيعها رغبة في إرضائها ، ويقف الواحد منهم كأنه صنم تحت الشجرة ، وبعد مضي ساعة بالتمام ، والكمال تأتي إليه وتعتذر منه بجملة واحده :" ما في نصيب " !!

وفي ظهيرة احد الأيام جاء إلينا خاطباً في مقتبل العمر كان الرجل أشعثاً رث الثياب يجر حماره الهزيل
وكالعادة اعتذرت منه سيدتي مبررة ذلك بانشغالها ، وطلبت منه الطلب المعهود :
- انتظرني تحت تلك الشجرة !

فتوجه ذلك الشاب إلى الشجرة وقام بتنظيف أرضيتها من الأشواك ، والأغصان اليابسة ، وجمعها في مكان واحد ثم قام بتكسير الغصون المتدلية الميتة ، واختار ارض ظليلة ، وابرم النار ، وانزل فِراشه واعد قهوته
كانت رائحة القهوة طيبه قوية انتشرت وعمت المكان وعلى غير العادة وقبل أن تنتهي ساعة الانتظار المحددة جاءته سيدتي ، وجلست بجانبه ، وطلبت منه سكب فنجان لها ، وبعدما أخذت رشفة منه سألته مبتسمة : اسمك؟
فقال : فراج.
فقالت : فُرجت يا فراج.
الله أعطاك يا بُني مبروك عليك بدور!!

هذا كل ما قالته الجارية .

فتساءل الناس عن مغزى طلبات شيماء الغريبة والعجيبة، لماذا تصر على كل من يريد التقدم لخطبة ابنتها أن يأتي إليها منفردا؟ !وأن تكون زيارته وقت الظهيرة والشمس في كبد السماء!؟ وما هو سر الشجرة !
لماذا فعلت ذلك ؟!!
فانقسم الناس إلى أحزاب كل يدلي برأيه :
حزب يقول :هنالك سحر في القهوة !
وحزب يقول: إن للشجرة المباركة دور في ذلك ، فهي من تختار !
وأخر يقول : أن للشمس دورا ، لذلك تصر شيماء أن تكون الزيارة وقت الظهيرة !
وحزب ثالث وهم قليلون ،عند سؤالهم فقط يبتسمون !!!!


ايوب صابر 02-03-2017 05:40 PM

الاستاذ عبد العزيز

شكرًا لك على هذه المشاركة . قصة جميلة من الخيال السحري.
أنا اتصور انه لا يوجد سر هي كانت تراقب ما يفعل الشخص حينما يجلس تحت الشجرة... هو الوحيد الذي قام بالعمل المتوقع واعد لنفسه مكان وقهوة فهو عملي ولا خوف على ابنتها معه لكن تظل نهاية قصتك مفتوحه تبعث الأسئلة في نفوس المتلقين مما زادها سحرا على سحر .

شكرًا

ننتظر منك قصة كل اسبوع لا تقل سحرية عن هذه القصة

ايوب صابر 02-03-2017 06:49 PM

الأستار ياسر
قرات النص قراءة متانية وأظن انني استوعب الفكرة الان الحبكة هي قصة شاب وقع في غرام فتاة شرقية فتحمل المشاق حتى حصل على تصريح سفر الى بلدها وبلدها حسب وصف المكان اما سوريا او العراق لان فيها نهر دائم الجريان رغم انك تقول في مكان اخر ذاهب الى ارض النبوة وهنا افترضت ان تكون السعودية المكان المقصود لكن الوصف الاخر للمسلحين رجح ان تكون سوريا خاصة ان فيها كنائس، وهناك يتعرض للمساءلة والتحقيق وفي نهاية المطاف يلتقي بها لفترة وجيزة لكن بنادق المسلحين تقوم على قتلها ربما لظنهم انها تتعامل مع جهة أجنبية لكنهم يفرجون عنه هو في النهاية لان ميوله غربية حسب قائد المسلحين.

حتما السرد رائع لكن اظن ان هناك الكثير من الزخرفة اللغوية كما ان القصة لا تنطلق كرصاصة الى النهاية وهو ما جعل فهمها صعب على كمتلقي من القراءة الاولى.

اتصور انه بامكانك اختصار اللغة اكثر حتى لا يتوه المتلقي في احداث متشعبة ولا يعرف تحديدا الغاية التي يرمي اليها السرد كما اتصور انه كان من الافضل توضيح المكان بذكر اسمه او اضافة معالم معروفة للمتلقي مثل ان تقول زار الجامع الاموي لنعرف انها سوريا او زار الاهرام لنعرف انها مصر ...كما انني كنت افضل ان اعرف نهايته فهل عاد خائبا الى الغرب ؟ ام ماذا جرى له بعد موقف المقهى ؟ وهل هذا فصل من رواية ام هو قصة ؟

سرد جميل للغاية لكن فهم الغاية من النص لم يكن سهلا في تقديري وانا أميل شخصيا الى الوضوح في السرد والوصول الى نهاية واضحة لا تترك أسئلة في نفس المتلقي..

شكرًا لك ننتظر قصة الاسبوع الثاني راجيا ان تتقبل ملاحظاتي فالغاية في نهاية المطاف هو ان نتعرف على ادوات إبداع قصة ناجحة ومؤثرة ..وعسى ان ننتفع بمثل هذا الحوار والنقاش لتطوير مهاراتنا ..

*

ايوب صابر 02-03-2017 08:46 PM

طبعا لا بد من التنوية بان المطلع على أدبيات السرد في مجال القصة القصيرة سواء في اللغة العربية او الانحليزية ربما يجد إجماع حول اهم عناصر القصة من حيث الشخصية والحدث والحبكة والمكان والزمان لكن من الصعب ان تجد إجماع حول اليات السرد فالبعض يرى بان القصة يجب ان تكون مثل الرصاصة اي ان تكون لغتها مباشرة ومكثفة ويتم بناء الحبكة لتصل الى قمة الحدث اي اللحظة المزلزلة climax دون تهاون او زخرفه، والبعض الاخر يفضل الزخرفة اللغوية والفذلكة اي استخدام لغة فخمة وتعابير سحرية حتى ولو جعلت النص متخم لغويا .

شخصيا لا احبذ اللغة المباشرة فالغرض من السرد الإمتاع وإيصال معلومة وللامتاع الأولوية ولذلك اجد ان المعيار الذي اقيم عليه القصة الناجحة هو الأثر الذي تتركه في نفسي كمتلقي.

فلا مناع لدي من ان تكون اللغة مزخرفة وغنية بالعبارات الرنانة اذا ما جعلت النص اكثر سحرية وجاذبية.

ولعلنا من خلال هذا المشروع نخلص لنتيجة حول التسخير اللغوي الامثل في القصة القصيرة ؟؟!

*

ايوب صابر 02-03-2017 10:26 PM

ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...وانا هنا اترجم ما تقوله عن الانجليزية بتصرف طبعا..

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-العنصر الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرنانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.
====



tip of the day
-

4- العنصر الرابع: طور الحبكة لتصل بها الى الذروة the climax بفعالية وكفاءة:

في كتابة القصة القصيرة يجب التركيز على كلمة قصيرة. عليك التحكم ف بناء الحبكة وان يتم تطوير الحدث بفعالية وكفاءة نحو الذروة. فكل فقرة وكل جملة وكل كلمة يجب ان تقرب المتلقي من الذروة. وان شعرت ان جزء من السرد لا يخدم هذا الغرض فعليك حذفه. فلا يوجد في القصة القصيرة مساحة للكلام الممطوط.

يتبع،،

صبا حبوش 02-04-2017 03:03 AM

سفر لا ينتهي

أحمل حقيبتي الفارغة، وأتجه نحو الغد،لا ألتقي وجوهاً ولا مسافرين..
القطارت تغطّ في نوم عميق..والطائرات معلّقة بين السماء والأرض..
تتحرك الحقيبة فجأة فتضيق بها أصابعي، يتدحرج منها الأمس بأوراقه، وصوره وبعض ربطات عنقه؛
فتتعثر قدمي اليسرى بتفاصيله المتعبة، أحاول الجري للخلف قليلاً ،فتمنعني قدمي اليمنى...
فجأة تعود السكك لعملها، وتفرح الغيوم باحتضان عباب الطائرات،وتعاود عيناي قراءة الوجوه وصناعة الصدف، لتستمر رحلة الحنين
...!

ايوب صابر 02-04-2017 02:59 PM

استاذة صبا
شكرا على مشاركتك هذه المثيرة للدهشة والشجن. لا اعرف ان كان العنوان الذي اخترته لك مناسبا لهذا النص ولا اعرف ان كنت قصدت ان تتركيه من غير عنوان امعانا في ما يبعثه النص في المتلقي من شجن.

لا اعرف ماذا اقول بخصوص النص. هو مكتمل العناصر كقصة قصيرة حتما وشديد التكثيف وينطلق كما يقول يوسف السباعي كرصاصة لكنه شديد الغموض ايضا...وغير واضح ان كان نصا فلسفا او نفسيا..او هو وصف لحالة الضياع التي وجد بعض المسافرين انفسهم فيها كنتيجة لاجراءات كونيه غير مسبوقة من منع السفر.

اتصور ان النص يمكن تفسيرة من هذه الابعاد الثلاثة فمثلا يمكن القول ان الحبكة تحكي قصة فتاة انفصلت عن زوجها فحملت حقيبتها الفارغة وذلك دليل على بؤس الحال الذي تركت فيه، واتجهت نحو الحلم بغد مشرق، حيث لا يوجد مسافرين ولا وجوه، لانه سفر رمزي تعبر فيه الفتاة من حاضرها المر الى حلمها بغد مشرق.

والقطارات والطائرات الراكدة بلا حراك مؤشر اخر على ان الرحلة نفسية وليست واقعية، وحيث ان الفتاة اصبحت في لحظة جمود كنتيجة لما آلت اليه حالها لا تتقبل حركة الحقيبة التي تدعوها الى التخلص من الماضي، وبمجرد ان تتحرك الحقيبة تسقط منها ارواق الماضي وصوره وبعض الاشياء التي تذكرها بماضيها الصعب مع ذلك الرجل، فتتعثر قدمها بتفاصيل الماضي المتعب...

تحاول الفتاة ان تعود الى ماضيها اي احياء علاقتها التي انتهت من جديد لكن صراعا داخليا محتدما اوقف رجلها اليمين فمنعها من الحركة...

عندها وحيث حسمت امرها ان لا عودة للوراء تتحرك السكك والطائرات وذلك رمزية على ان الروح بدأت تدب فيها من جديد، ومؤشر ذلك ان عينا الفتاة تعود لهما الحياة فتعاودان قراءة الوجوه والحلم بمستقبل باهر...

لا اعرف حقيقة اذا كنت قد اقتربت من المقصود من النص لكنني حاولت ان استشف منه معنا اراه بين السطور ولا استطيع الامساك به...

على كل حال شكرا لك على هذا النص... ولعل الزملاء يلقون عليه مزيد من الضوء وفك رمزيته ...

زياد وحيد 02-05-2017 12:20 AM

حنيـــــن...



وحيدةٌ تجلس على الكرسي الامامي خلف سائق الحافلة .. تحمل كتابا بيدها، تضع حقيبة صغيرة في المكان المحاذي لها تريد أنْ تظل بمفردها في سفرها، ملامحها الكئيبة المعراة من تلك الاصباغ أظهرت جمالا طبيعيا فتانا و عيونا تائهة النظر، تبدو في الثلاثينات من العمر، حجبتْ الهموم نور وجهها القمري المخضب بندى الشباب سُحبا و أدخنة.
تنتقل الحافلة بتأني عبر منعرجات ريفية تطل على واد سحيق مكسو بأشجار كثيفة، تحدق بدون توقف الى تلك الطبيعة التي بعثَ فيها شهر تشرين الثاني شيئا من الحزن و الكآبة ثم ما تَلبثُ ان تعود ببصرها الى كتابها لتلتهم أوراقه القديمة و كأنها اختزلت طريقها في عالمها المنشطر بين رواية تقرأها بنهم و عالم خارجي تطل عليه عبر النافذة يشبه تفاصيل نفسها المستغرقة في التفكير و الصمت.
كان ينظر اليها عبر المرآة المقابلة التي عكست صورتها.. لقد دفعه فضوله لقراءة حركاتها و اسرارها المتخفية في عينيها الشاردتين بين كتابها التي تحمله بين يديها و كتاب الطبيعة الذي يتسارع هربا نحو الوراء..شيئا ما اختلج في نفسه، اراد ان يقترب من مقعدها، في تلك اللحظة أحست بعين تراقبها، أدارت بنظرها خلسة الى المرآة فرأت رجلا شابا في مثل سنها يلاحقها بتمعن، وقع بصرها على بصره، تراجع الى الخلف، تصبب العرق البارد على جبينه حياء، طأطأ رأسه ثم أشاح بوجهه نحو ذلك الفراغ المترامي ليكتفي بتلك المناظر المتلاحقة امام الحافلة التي جملتها النباتات المختلفة و الصخور المتهاوية و المنحدرات الخطرة و كأن شيئا لم يكن، انحرفت بتفكيرها عن نفسها إلى وجه ذلك الشاب و كأنها اكتشفت سرا من اسرار القصة التي تقرأها ..
تحدق في المرآة ..ترى خلفها رجلا طويل القامة بهي الطلعة، اسود الشعر و العينان ، اسمر الملامح تتفرس في ملامحه تارة و تنظر الى سطور روايتها تارة أخرى،كأنها عثرت على بطل قصتها منتصبا امامها كالقدر المباغت ظلت الطريق إليه و ها هي تلتقي به دون وعد سابق ، تدفعها الرغبة للاستدارة نحوه للتعرف عليه أكثر .. تتوقف عن النظر للمرآة لبرهة من الزمن، يرحل بها تفكيرها إلى براثن الحيرة، تتساءل مستغربة.. لمَ هذا الانقلاب الذي حدث في كياني فبعثر كبريائي و هوتْ له آخر قلاعي ..؟
شاب رأيته للتو شتتَ تفكيري و بدد تركيزي ...
إنها مجرد صدفة تحدثُ لكل واحد منا كل يوم .. تُتمتِم بينها و بين نفسها ..
يا إلهي ..ماذا جري لي ..؟؟
يَجـُرها الإحساس الجارف إليه عنوة ،يشتتها الذهول نحوه دون هوادة, تعاود التحديق الى وجهه رغبة منها لجلب انتباهه، ترتعش أطرافها، يحمر وجها ..تفلتُ منها شهقة أطاحت بها ...
لقد وقعتْ في الحب
أدرك الشابُ ما يجول في خاطرها ، هالهُ أمرها ، استغرب كل ذلك الانفعال الذي احدثه في وقارها، شَدتـْه تلك النظرات الشاعرية العامرة بالانعطاف و الحنين تسأله الاقتراب منها ، و في الوقت الذي اهم بالانتقال الى جوارها .. توقفتِ الحافلة في طريق طويل بلا إشارات و طلب السائق منها ..
هذا مكان نزولك أيتها الأستاذة ..
تشكره على مضض، تستجمع شتاتها ، تقوم بصعوبة من مكانها، تستدير الى الشاب تودعه بنظرة مملوءة بالحزن و الوجع و كأن روحها انسلت منها و تركتها هناك، خرجتْ من الحافلة تجر جسدها المنهك جراً .. وقف الرجل مندهشا لا يحرك ساكنا، راح يتحسّس خيالها، يتتبع ظلّها، يصرخ في داخله بقوة ...
توقفي ..توقفي لا ترحلي .. اريد ان اعرف من انتِ ..؟
انطلقتْ الحافلة بسرعة مبتعدة عن ذلك المكان .. ادرك السائق ان هذا الشاب الغريب الذي يطل على النافذة يرمق ذلك الجسم المتلاشي وراء الأشجار انما يريد أن يعرف من تكون تلك المرأة
همس في أذنه بعفوية قائلا ..
إنها أستاذة ثانوي يا سيدي..تُدَرِسُ في هذه المنطقة النائية منذ عقد من الزمن اختفى زوجها منذ ثلاث سنوات و لم يعثر له على خبر، يقال انه سافر للخارج .. كانت تعيش معه هنا في مسكنها الوظيفي لكنها أصبحت وحيدة بعد رحيله فعادت إلى بيت والدها المتوفي مما اضطرها للتنقل بين المدينة المجاورة و الثانوية كل يوم ذهابا و إيابا.
تمتم الشاب و الحسرة تقطع قلبه ..
يا لهذه المسكينة..!!
لقد أخطأتُ الظن لم تكن تراني بل زوجها مَنْ كانت ترى..!

صفاء الأحمد 02-05-2017 01:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 220604)
فكرة رائعة

سأفتتح هذه الورشة بنص رغم أنه ليس وليد اللحظة .
----------
سحر الشرق



يقال أن الكاتب الجيد يستخدم الكلمة التي ترسلك إلى المعجم وتثري لغتك.
للأمانة قرأت النص أكثر من ثلاث مرات، أنا أحترم جدا هذا النوع من النصوص،
المحشوة بالكثير من المفردات التي من الصعب على متلقيها - المتواضع مخزونه من المفردات - استيعابها دفعة واحدة.
لكن هذا الأسلوب برأيي لا يجعل المتلقي ينسجم مع النص،
ويؤثر تركه قبل الوصول إلى الخاتمة.


شكرا كبيرة أستاذ ياسر.

ايوب صابر 02-05-2017 09:35 PM

الاستاذ زياد وحيد

صراحة قصتك "حلـــــم العودة" مكتوبة بمهنية عالية وسرد جميل للغاية، وحبكة كاملة، يتوفر فيها كل عناصر القصة الجميلة.

صحيح ان العنوان ينبئ بمجريات الحدث لكن النهاية مزلزلة، فان يموت البطل في باب المخيم يوم عودته فتلك نهاية لم اتوقعها ابدا...وهذا حسب لصالح النص.

القصة محيرة بعض الشيء من حيث نقطة تركيز السرد، هناك وصف جيد للمكان، ويمكن اعتبار القصة قصة مكانية، اي انها تجعل المكان محورا للاحداث، وهناك وصف جيد للشخصيات بطل القصة والام والحبيية لكنها ظلت شخصيات مسطحة في تصوري، وكان بالامكان تريكز الوصف على سمات البطل لجعله شخصية دائرية، وكذلك الحبكة متماسكة لكنها ليست محورية.

زمن القصة مناسب وقصير يمثل لحظات عودة البطل من الجزائر الى المخيم في سوريا وما لبث ان وقع صريعا برصاص تجار النكبة وتم تسخير الازمان الاخرى لخدمة هذا الزمن.

علاقة الحب بينه وبين عبير فيها بعض المبالغة فمن اين تجد فتاة بمثل هذا الاخلاص ان تنذر نفسها لخدمة امه لكي يذهب هو للدراسة في الجزائر؟

الصراع في القصة هو صراع من اجل الحياة والبقاء يسافر لكي يعيش حياة افضل فيموت يوم عودته نتيجة لصراع اخر هو صراع تجار النكبة ومصاصي الدماء...فالقصة تعالج ثيمة الحياة والموت وهذه من اهم القضايا التي يمكن للقصة معالجتها.

الفكرة وصف لمعاناة ابناء المخيمات في الشتات وما عانوه من الم كنتيجة للحروب ونتيجة لظروف البؤس التي عاش فيها الناس هناك من كل ناحية، ومحاولة للتخلص من تلك الظروف بتحسين المستوى التعلمي.

ربما كان من الافضل اختيار عنوان اخر للنص مثل " رصاصة طائشة " ولو انني اتفهم بأنه لا بد كان يحلم بالعودة من اجل امه وحبيبته والمكان الذي ولد وترعرع فيه، لكن سقوطه صريعا جعل التريكز على نهاية الحلم بالموت وهذا ما ارادت القصة ايصاله.

لكن في المحصلة القصة من حيث السرد جميلة اما اثرها على نفسي كمتلقي فلم يكن بتلك القوة ، فانا افضل ان يؤدي السرد الى حبس الانفاس، وزلزلة الكيان، وتسارع في النبض، وزيادة في حدة التشويق واتصور ان ذلك يتحقق باضافة محسنات بديعية تتمثل في ذكر ما لي :
1- الالوان.
2- الحواس.
3- الارقام
4- التضاد
5- التشخيص
6- والحركة.

هذه العناصر في تصوري تجعل اثر السرد اقوى، وحيث انك طلبت مني قراءة النص والتعليق عليه اظن انك لو اهتمت بتطعيم نصوصك بمثل هذه المحسنات من دون تكلف فسوف تجعل النص اعظم اثرا.

وفي هذا المشهد اسقطته صريعا بكل تلك البساطة ولم تستثمر المشهد تقول "لقد سقط صريعا على أبواب المخيم حين قادته أقداره في يوم العودة إلى أتون معركة حمى و طيسها و اشتدت حمية الانتقام بين مصاصي الدماء و تجار النكبة في سوريا الحبيبة".

كان بامكانك تطعيم المشهد بما يجعله اكثر إثارة وتشويق مثلا ان تقول "لم يمض على وصوله المخيم سوى دقائق حتى تطاير الرصاص في كل الاتجاهات وسمع دوي بعض القذائف من العيار الثقيل ، جثث بدات تتساقط هنا وهناك ، وارتوت الارض بدماء الضحايا الابرياء الحمراء ، وعجزت سيارات الاسعاف من الوصول الى المكان ، انطلق كالسهم ، حاول ان يحتمي خلف جدار ايل للسقوط، الا ان شظية عاجلتة ليخر صريعا قبل ان يكحل عيونه برؤية امه وحبيبته،....هذا مثلا او شي من هذا القبيل .

ما يجذبني في قصص ادجر الن بو هو انه يفاجئ المتلقي بسلسلة هائلة من العقد المتوالية قبل ان يصل الى الذروة فحينما تظن انت كمتلقي انك قد وصلت الى اهم عقدة في النص تجد ان النص ما يزال يشتمل على عقد اكثر تأثيرا وتعقيدا وكانه يفجر لغما في كل زاوية الى ان تصل في نهاية النص فتجده حقل الغام.

شكرا لك على النص الهادف لكشف معانات اهالي المخيمات في الشتات...

طبعا تعليقي هذا يأتي من باب كيف نكتب قصة ناجحة .. وكيف نحسن ونرفع من مستوى السرد لدينا من خلال الممارسة ودفع انفسنا لنكتب قصة كل اسبوع والاستفادة من الملاحظات حتى نصل الى امتلاك افضل اسلوب وأعظمها تأثيرا.
من هنا اقول ان السرد في هذه القصة لا غبار عليه بل هو جميل لكنه لا يترك ذلك الأثر المزلزل الذي أظن انه سر القصة الناجحة الاهم.؟!؟!


زياد وحيد 02-05-2017 11:48 PM

الاستاذ ايوب صابر مرحبا بك ,,

ممتن لك على هذه الاضافة التحليلية و القراءة النقدية لحلم العودة ..
لقد نفعتني كثيرا و صوبت موطن الجهل عندي في كتابة القصة الناجحة ,, شكرا لك ايها الفاضل

و اي معنى للقصة ناجحة اذا لم تخدم هدفا نبيلا تلتقي فيه ميزات السرد الواعد الذي نستعمل فيه لغة ساحرة و اساليب في الكتابة متجددة و تشويق زائد يحبس انفاس القارىء تتخلله عناصر المفاجاة الذي تأخذك من عالم الى عالم فتتشث بالاحداث اكثر و تقبل عليها بنهم وحب و تصنع في نفسك فارقا بين هذا الكم الهائل من القصص و الكتابات

استاذي الراائع ايوب ,, في انتظار قراءة جديدة لنص جديد تقبل مني اسمى معاني التقدير و آيات العرفان

ياسر علي 02-06-2017 01:23 AM

تحية لكل مشارك في هذه الورشة و تحية مضاعفة لأستاذنا أيوب صابر صاحب الفكر المبدع و المبادرة المتجدّدة ، صاحب العلم الثاقب و الذوق الرفيع .
هاقد أزهر البستان ، و أشرقت أنوار القصّ ، و أثمرت فنون السرد ، و تهاطل الجمال من كل صوب .

شكرا أختي صفاء على تفضلك بتعقيب على مشاركتي ، و ملاحظاتك جديرة بالتقدير و شكرا على مشاركتك التي بصمت على حرف افتقدناه في المنابر له وزنه و قامته .

الشكر موصول أيضا لأخينا عبد العزيز صلاح الظاهري على نصّه العتيد و القوي بنية و أسلوبا .

الشكر أيضا للمبدعة صبا حبوش صاحبة القلم الرشيق وننتظر منها المزيد والمزيد .

أخي زياد وحيد يوما قلت سأراك قاصّا و روائيا ماهرا ، لن تخون الموعد فثق أنك تستحق ، مشاركتك الثّانية وضّاءة ، فيها روح آسرة و قصّ جميل .


أستاذي أيوب صابر :

"سحر الشرق "كلها أمكنة و مكان واحد هو العالم العربي ، فيها معاناة البناء و قسوة الهدم ، فالبناء يستهلك جهدا و وقتا و مالا و الهدم يسرق منّا الأفق الجميل و رغم ذلك يبقى للشرق سحره الأخاذ .

شكرا على قراءتك و ملاحظاتك البهية .

و شكرا على العناية التي توليها لكل النصوص المعروضة هنا .

ايوب صابر 02-08-2017 07:30 PM

اشكرك استاذ ياسر على التوضيح
كتابتك لها دائماً أبعاد فلسفية وربما هذا هو السبب الذي يجعلها صعبة لكنها جميلة دائماً .

بانتظار قصة الاسبوع الثاني
وبانتظار مشاركة مزيد من الكتاب

ايوب صابر 02-09-2017 05:26 PM

ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر قوانين مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...وانا هنا اترجم ما تقوله عن الانجليزية بتصرف طبعا..

القانون الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

القانون الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-القانون الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرنانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.
====



tip of the day
-

4- القانون الرابع: طور الحبكة لتصل بها الى الذروة the climax بفعالية وكفاءة:

في كتابة القصة القصيرة يجب التركيز على كلمة قصيرة. عليك التحكم ف بناء الحبكة وان يتم تطوير الحدث بفعالية وكفاءة نحو الذروة. فكل فقرة وكل جملة وكل كلمة يجب ان تقرب المتلقي من الذروة. وان شعرت ان جزء من السرد لا يخدم هذا الغرض فعليك حذفه. فلا يوجد في القصة القصيرة مساحة للكلام الممطوط.

==

5- القانون الخامس - تجنب الغموض في نهاية القصة:

لاسباب غير معروفة بعض كتاب القصة يعشقون جعل نهاية القصة غامضة. تذكر القانون رقم 3 اعلاه ، تجنب الحذلقة والفذلكة والابهار الزائد عن اللازم don't get artsy، قد يغريك ان تضع نهاية غامضة في نهاية القصة لتترك اثرا عظيما، لكن تأكد ان الوضوح في النهاية يفوز برضى المتلقي دائما.
وعادة ما يميل الى مثل هذه النهاية الكتاب الاقل خبرة، والذين لا يثقون بقوة قصصهم وثرها على المتلقين. لكن ما علك الا الاسترخاء فان القصة الناجحة سوف تؤدي الغرض
.
يتبع،،

صبا حبوش 02-10-2017 02:11 AM

أستاذ أيوب شكراً على قراءاتك الجميلة ..والعنوان الأجمل ..
هو سفر لا ينتهي حتماً ، وحنين لا ينجح الرحيل باقتلاعه ..

أستاذ ياسر نحن الكتّاب الجدد ننهل من إبداعاتكم ..شكراً لكم

ياسر علي 02-10-2017 09:52 PM

النهاية

جلس على الكرسي يتأمل فنجاة القهوة ، ارتشف منه رشفة و أوقد سيجارته ، نفث الدخان على العالم متمنيا إبادة الجميع . في نفسه جرح لن يندمل يوما ، مطرود من جنة النساء ، مغضوب عليه من رقة الأنثى و شغف الحب ، هيهات هيهات... أن يعود الزمن إلى الوراء ، يوم كان فارسا مغوارا يغزو قلاع الحسن ، و تتلقفه الأحضان الدافئة . أطفأ السيجارة غضبا عليها و على كل ما يحوم حوله ، لا يستحمل ضجيج قعقعة الكراسي و لا وقع الأحذية على أرضية المقهى المرصفة ، لا يزال في ربيع العمر و لم يطفئ بعد شموع عقده الثالث ، لكن حب الحياة أعدم في دواخله فأضحى الموت له مأربا ملحّا ، حاجة لا غنى عنها و إلاّ أصبح مجرما خطيرا ، بعد أن عجز مصابه عن تمزيق أربطة عقله . كم تمنى أن يستريح في رحاب الجنون و يكون مطيّة للهبل يقوده حيث السّراب ، فيحسّ متعة و هو يكمّش الأوراق و يجمعها في حجره و تحت أبطه ، فتتساقط و يعيد جمعها طوال اليوم . كل مراده أن ينتشله القدر من ورطته ، و ينسى ، يحس أن النسيان خانه هذه المرّة بل يستبدّ به الموقف كلّ حين ، كلّ لحظة ، يا للمصيبة ، أتكون ثقافة الذكورة هي من فعلت بنا الأفاعيل ! يتذكر أيام مراهقته ، وهو يطوف على حلقات الفرجة و الأدوية العشبية في السوق ، فالمهرّج المحبوب هو من يزيح الأحزمة عن سراويل النكات و يظهر عورات الكلام . و العشاب الرابح هو من يبيع خلطات تقويّة الذكورة و يزيد من منسوب الرغبة ، تذكر أوّل مرة ناوش المومسات ، كانت الأولى امرأة ذبل جمالها و تضخم جسدها ، رغم ترهّله كان لا يزال ناعما ، هي من أعطته شهادة الرجولة ، الّتي كان يبحث عنها ، عندما همّ بالمغادرة قالت له : " انتبه إلى نفسك ، ستتعقبك النّساء . كانت ككشافة تقرأ المستقبل ، أضحى قدره أن يصير ثور تعشير ، يطوف حول المباني العاشقة للحياة ، إلى أن ناله العقاب و قد غرس سكير سكينا أسفل سرته ، كان وبالا على كل ملكوته ، فأفلست فيه الرغبة و أصبح الخجل يعتري بصره . تمنى لو لم تخلق النساء في الكون ، فأحيانا يرى فيهنّ شقاء أصابه في مقتل ، يتذكر الممرّضة التي كانت تسعفه و تداوي جرحه الغائر ، كانت دامعة العين و هي تكتشف أنه لن يعود إلى الحياة .

شريط الذكريات لا ينقطع حبله في ذاكرته فيعيش نفس الدوّامة و نفس الحقد و الأمل عينه يكبر في جوفه و يتعاظم أن مرحبا بموت مريح من حياة بلا نسمة من حياة بلا أنثى . يتذكر زوجته التي أمضت معه سنة قبل الجرح وسنة بعد الجرح ، يتألم و هو يقبل بمرارة تطليقها ، فلا علاقة بين بني البشر تقوم إلاّ على مصلحة عينية ، كانت تشفق عليه في البداية تبكي كلّ ليلة ، بعدها عندما شبعت من طقوس الحداد ، بدأت تتخلف عنه شيئا فشيئا حتى افترقا .

لا يزال فنجان القهوة أمامه يتنظر أن تمتدّ إليه شفتاه عندما مرّت مسيرة نسائية ترفع شعار الإخصاء لمن ارتكب جريمة الاغتصاب ، يحس ترديدها سياطا مؤلمة مؤذية أكثر من الجلد و الرجم معا ، يقوم من مقامه يشتري قنينة وقود ، يكتب شعاره على لوحته ، نعم للإعدام لا لإخصاء الرجولة .

ايوب صابر 02-10-2017 11:46 PM

مرحباً بك استاذ ياسر وبقصتك الجديدة ضمن هذا المشروع الذي امل ان يعمل فعلا على تحفيزها ويدفعها للكتابة باستمرار، و يوصلنا الى كتابة افضل القصص في نهاية المطاف.
لا بد من عودة لنتحدث عن القصة والباب مفتوح طبعا لكل المشاركين في المشروع للإدلاء برأيهم حول القصة وبناءها وعناصرها ونقاط القوة والضعف فيها ...
*

ايوب صابر 02-10-2017 11:51 PM

ترجمة لراي حول قوانين كتابة قصة عظيمة
بقلم جني ويهاردت

Rules to Writing a Great Short Story
By Ginny Wiehardt
قوانين كتابة قصة عظيمة

Updated August 06, 2016

In setting out to write a short story, it doesn't hurt to know that the short story is a fairly young form, dating back only to Nathaniel Hawthorne and his 1837 book Twice-told Tales. For Edgar Allan Poe, who called them "prose tales," the fact that short stories could be read in a single sitting was key to the form. It allowed the reader to have an uninterrupted experience of the fictional world.
عندما تفكر في كتابة قصة قصيرة فمن المفيد ان تعرف بان نمط القصة القصيرة هو نمط جديد نسبيا ، يعود الى زمن ناثينال هوثورون وكتابه الصادر في عام 1837بعنوان قصص محكية مرتين .
اما ادجر الن بو والذي اطلق على هذا النمط حكايات نثرية prose tales يرى الن بو بان القصة القصيرة نمط يقصد به ان يقراء في جلسة واحدة وهذه من اهم مميزاتة.
وهي تعطي المتلقي المجال ليختبر حكاية من عالم الخيال دون انقطاع .

As a recent genre, the short story has few formal elements that are not shared with the novel. The challenge for the short-story writer lies in developing the major elements of fiction — character, plot, theme, point of view, etc. — in about ten to twenty-five pages. (The cut-off for most journals is 10,000 words.) To meet this challenge, short-story writers generally follow, consciously or unconsciously, a pretty standard list of rules:
وكنمط حديث فان القصة القصيرة تمتاز بعدد من العناصر الرئيسية التي لا تشترك فيها مع الرواية. والتحدي الذي يواجهه كاتب القصة القصيرة يكمن في تطوير هذه العناصر - الشخصية والحبكة والفكرة ووجهة النظر وهكذا ...في عدد من عشرون الى خمسة وعشرون صفحة . ومعظم المجلات الأدبية تحدد طول القصة القصيرة بعشرة الاف كلمة كحد اقصى . ولمواجهة هذا التحدي فان كتاب القصة القصيرة غالبا ما يلتزمون بصورة واعية او غير واعية بمجموعة عناصر معيارية وكما يلي :

Use few characters and stick to one point of view.
You simply will not have room for more than one or two round characters. Find economical ways to characterize your protagonist, and describe minor characters briefly.
Having only one or two protagonists naturally limits your opportunities to switch perspectives. Even if you're tempted to try it, you will have trouble fully realizing, in a balanced way, more than one point of view. (Click here for information on choosing a point of view.)
استخدم عدد محدود من الشخصيات فقط واحصر النص بوجهة نظر واحدة :
ببساطة ستجد ان النص لن يحتمل وجود اكثر من شخصية واحدة او اثنتين دائرية كحد اقصى ، وعليك اكتشاف طريقة اقتصادية لوصف الشخصية الرئيسية واختصر في وصف الشخصيات الثانوية. ان اقتصار النص على شخصية واحدة او اثنتين يساعدك على عدم الانجرار وراء اتجاهات متعددة في النص. وحتى لو شعرت بالأغراء لعمل ذلك ستجد انه من الصعب إدراج اكثر من توجه او وجهة نظر واحدة بصورة متوازنة.


Limit the time frame when you write a short story.
Though some short-story writers do jump around in time, your story has the biggest chance of success if you limit the time frame as much as possible. It's unrealistic to cover years of a character's life in twenty-five pages. (Even a month might be a challenge.) By limiting the time period, you allow more focus on the events that are included in the narrative.
عند كتابة قصة قصيرة اجعل الوقت محدودا :
على الرغم ان بعض كتاب القصة القصيرة يقفزون عن الزمن فان القصة التي تنوي كتابتها ستحظى بأفضل فرصة للنجاح اذا ما جعلت الوقت محدودا قدر الإمكان. فليس من المعقول ان تغطي في قصة من 25 صفحة الحياة الكاملة للشخصية الرئيسية . حتى تغطية شهر واحد من حياة الشخصية الرئيسية قد تشكل تحدي. فبتحديد زمن القصة وجعله قصيرا انت تعطي مجالا للتركيز على الاحداث المشمولة في السرد.

Be selective.
As with poetry, the short story requires discipline and editing. Every line should either build character or advance the action. If it doesn't do one of these two things, it has to go. William Faulkner was right to advise writers to kill their darlings. This advice is especially important for short-story writers.
Follow conventional story structure.
The standard rules of narrative we all learned in our high school literature classes apply to writers as well. Though you may not have room to hit every element of traditional plot structure, know that a story is roughly composed of exposition, conflict, rising action, climax, and denouement. However much you experiment with form, something has to happen in the story (or at least the reader has to feel as though something has happened). Things like conflict and resolution achieve this effect. Storytelling may seem magical, but the building blocks are actually very concrete.
As with any type of writing, the beginning and the end are the most important parts. Make sure your first and last lines are the strongest in the story.

Know when to break the rules.
As with all rules, these are made to be broken. Alexander Steele points out in his introduction to the Gotham Writers' Workshop's Fiction Gallery that the short story lends itself to experimentation precisely because it is short: structural experiments that couldn't be sustained for three hundred pages can work beautifully for fifteen. And today, the lines between genres such as the short story and the poem are blurred in exciting ways.
Keep in mind, however, that telling your story is still the most important thing. If breaking a rule allows you to tell your story more effectively, by all means, break it. Otherwise, think twice, or at least be honest with yourself if the innovation fails.

Following these rules should help you complete your stories successfully. If you find that your story overflows these boundaries no matter what you do, consider expanding it into a novel. The short story isn't for every story — or for every writer. For more on this, see Six Signs Your Short Story Wants to Be a Novel.


ايوب صابر 02-11-2017 11:45 AM

قراءة في قصة " عودة متأخرة " للأساتذة صفاء الشويات :

لا شك ان في النص كافة عناصر السرد القصصي الجميل. فالزمكانية مناسبة. زمن القصة قصير ويغطي الوقت الذي وصل فيه او وصلت فيه الشخصية الرئيسية في القصة من المطار الى البيت ثم المستشفي لينتهي الحدث هناك، والمكان الذي يجري فيه الحدث أيضاً محدود ومناسب. وهناك حتما شخصية رئيسية واحدة هو المتحدث. واستخدام ضمير المتكلم العليم زاد من اثر النص على المتلقي حتما.

طبعا احداث القصة صاعدة وتساند بعضها بعضا حتى النهاية، وقد استخدمت القاصة تكنيك الفلاشباك اي الاسترجاع للعودة الى الزمن الماضي واستحضاره لإغناء النص ثم عادت الى زمن القصة بصورة مدوية ودون ان تخل بزمن القصة المحدود وذلك حينما نبهت الفوضى الشخصية الرئيسي لما يجري حولها ليستمر الحدث حتى يصل نهايته المدوية هي ايضاً كونها تعالج ثيمة الموت، رغم ان العنوان فرغها من الكثير من المحتوى حيث جاء العنوان تقليدي يشي بما ستكون عليه النهاية، ولو لم يعرف المتلقي طبيعة تلك النهاية. ومن هنا اتصور ان اختيار العنوان لم يكن موفقا في خدمة عنصر الادهاش والنهاية المدوية في القصة ولو كان شيئا اخر لاختف وقع النهاية وكان اعظم.

لكن ما يحسب لصالح النص في المقابل فهو الصراع الذي تمكنت القاصة من الاشارة والتلميح اليه حتى من مطلع القصة من خلال عبارة " ظننت ان كل شئ يسير على ما يرام" ثم يتطور الصراع ويصبح بارزا في المستشفى، وهو في الواقع عدة صراعات.

فالام تصارع من اجل الحياة، والأطباء يهرعون لإنقاذها لكن بلا جدوى رغم انهم استخدموا الكهرباء لإنعاش القلب الذي توقف عن النبض.

وموت الام قبل ان ترى ولدها الذي وصل متأخرا يتسبب في صراع نفسي داخلي لدى الولد بسبب شعوره القاتل بالذنب كونه تأخر عن رؤيتها ووصل متاخرا، وهي تلك الام التي يصفها المتحدث بعبارات تجعلها فريدة وتشي بمدى الوجع الذي لا بد ان موتها قد تسبب به رغم ان العودة كانت متاخره.

ولم تكتف القاصة بحشد كل تلك الأدوات السردية التي جعلت النص مستوفي لكل العناصر ، لكنها كانت حريصة على تسخير محسنات بديعية اخرى زادت من اثر السرد في عقل وقلب المتلقي وذلك باستخدام التضاد، مثل ، فيما ورد في وصف السماء حيث ورد انها كانت ملبدة وليست ناصعة كما خيل للمتحدث في القصة .

وتسخير الأرقام ايضا ...وقد جاء استخدامها مناسبا وغير متكلف لان العد من 1...3...يحصل فعلا عند حالات الإنعاش القلبي ...

وهناك تسخير للألوان حيث يصف المتحدث في النص السماء بالبيضاء كحجاب أمي ...كما يصف الايمان بالداكنة وهناك اشتعال ولمعان وغرها من الكلمات التي توحي بالالوان مما يجمل من المشهد وجعله وكانه رسما بالالوان .

اذا هو حتما اسلوب قصصي جميل سخر كل ادوات السرد القصصي الجميل لكن ... هناك ما اثر سلبا على النص وقلل من اثره على نفس المتلقي وهو ...

يتبع ..



ايوب صابر 02-11-2017 02:24 PM

تابع..قراءة في قصة " عودة متأخرة " للقاصة صفاء الشويات...
إذا هو حتما اسلوب قصصي جميل سخر كل ادوات السرد القصصي الجميل لكن ... هناك ما أثر سلبا على النص في تصوري وقلل من أثره على نفس المتلقي وهو تحديدا الفذلكة اللغوية والتي نجدها في أكثر من موقع في النص فمثلا...

على الرغم ان في استخدام عبارة "شجرة ملعونة" فيه تناص مع الآية الكريمة (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً) الإسراء 60، وبذلك يغني النص لما يرتبط بهذه الآية من معاني وقدسية وأثر دني وهو أسلوب ناجع في إعطاء قيمة إضافية للكلمات والعبارات المستخدمة ويثري النص، الا ان الحديث عن ظل شجرة خطايا ملعونة ومقارنة الدهشة التي سبقت الحدث بظل تلك الشجرة الملعونة، يجعل النص غير منطقي وغير واقعي ...فهل للشجرة الملعونة ظل؟ ثم ما الغرض من استخدام كلمة الدهشة هنا؟ ولماذا دهشة؟ لماذا لم يكن مثلا شعور مبطن بالألم والحزن يسيطر على الانسان منذرا بوقوع كارثه تلوح في الأفق؟ دون ان يكون للإنسان قدرة على التحكم في ذلك الشعور! اما الدهشة فهل فعلا موقعها هنا مناسب؟ المهم انني كمتلقي أجد في هذه العبارة فذلكة لغوية او محاولة لسوق عبارة رنانة ليس لها غرض حقيقي ولا تساهم في تهيئة المتلقي لما سيجري بعدها...

كذلك عبارة يقول المتحدث في النص" عندما تمطر سوف تزهر في جسدي أشجار الياسمين وتطير في قلبي النوارس، و أحلق ثم أتهادى فوق سطح أمنيتي فتصير حقيقة ألمسها بيدي"، فما الغرض من هذه العبارة سوى الفذلكة اللغوية؟

ربما ظنت الكاتبة انها باستخدام كلمات رنانة تحشد فيها أكبر كم من حروف الهمس سيكون له أثر إيجابي على رسم المشهد وعقل المتلقي، لكني اراها كمتلقي جملة معترضة لا طائل منها سوى الفذلكة اللغوية، ولو انها جميلة في معانيها...

ثم ما معنى الكلمات احلق ثم أتهادى فوق سطح امنتي؟ وكيف تصير حقيقة لمسها المتحدث بيده؟ أرى بان هذه العبارة مجرد حشو لغوي لا طائل منه ولا غرض، بل هو يشتت المتلقي وكأن الحديث يأخذ فجأة منحا اخر غير المقصود في النص والذي يرتبط بحدث عودة الابن المتأخرة لان الام تموت؟ فأي امنية هذه المقصودة هنا؟

أتصور على الكاتب بشكل عام ان يمنع نفسه من الانجرار او الانجراف في استخدام عبارات رنانة لا تخدم الحدث وتطويره نحو النهاية المدوية كرئاسة منطلقة الى هدفها حتى ولو كانت الكلمات رنانة وجميلة لها وقع هائل على النفس...

أيضا استخدام عبارة " سأقطف من بين شفتي أمي قبلة بعد قليل " اظنها غير مستساغة ولو تم استبدال كلمة شفتي امي بيد امي لكان الوقع أعظم...فلا اظن اننا نتحدث عن قبله من شفاه الام حتى لو كان المتحدث انثى؟!

وفي عبارة " سوف أحتضنها حتى لا أميز بين ضلوعي وضلوعها بعد " حتما مبالغة غير مستساغة...ولا بد ان هناك طريقة أخرى للتعبير فيها عن مدى الشوق على الرغم ان المتحدث باختياره قد غاب عن والدته خمسة عشر سنة...هنا لو ان الغياب كان قصريا مثلا بأن وضعته القاصة في السجن كل تلك المدة لربما تقبل المتلقي الوصف والمبالغة اما وقد اختار هو ان يغيب عنها كل تلك المدة بمحض ارادته الى ان أصبح حالها كما تصف القاصة فكيف لي كمتلقي ان اصدقه؟! وهذا يعتبر فذلكة لغوية توثر سلبا على النص حتما بسبب غياب المصداقية...


الساعة الآن 10:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team