منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12786)

ايوب صابر 01-13-2014 10:57 AM

لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟
 
لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟
في النادي الرياضي الذي امارس فيه رياضة المساء دار يوم امس حوار حول الفرق بيننا وبين الغرب..


واحد قال بأن دولة غربية واحدة تطبع من الكتب في العام ما يزيد مئات اضعاف ما يطبعه العرب وآخر قال بأن عدد الاختراعات التي تسجل لدى الدوائر الرسمية في الدول الغربية يفوق عدد الاختراعات التي تسجل في دول الشرق؟

واخر نوه الى الاكتشافات المتسارعة في العالم الغربي في كل المجالات والى التقدم الفلكي وفي مجال التكنولوجيا تحديدا ...وآخر نبه الى تكنولجيا النانو وكيف ان هذه التكنولوجيا ستوسع الهوة بين الحضارات الغربية والشرقية وقد تؤدي الى انتقال العالم الغربي برمته الى كواكب اخرى لنمتوت نحن سكان الشرق من مخلفاتهم النووية على الارض...

فما سر التقدم الغربي ؟ وما سر التأخر بل وربما التخلف الشرقي؟

تعالوا نتحاور؟



ايوب صابر 01-14-2014 06:14 PM

هل سر تقدم الغرب مرتبط بأجواء الحرية والديمقراطية التي يتصف بها النظام السياسي الغربي ؟؟؟؟

ياسر علي 01-15-2014 01:11 AM

التقدم يبدو شيئا أقرب إلى الخيال في عقولنا نحن الأمة المؤمنة بالتخلف ، هذا لأننا آمنا بما لا يدع مجالا للأمل أننا متخلفون ، و أصبحنا بدون وعي أقرب إلى الإيمان بأننا لا نستحق إلا التخلف ، فكثيرا ما توطنت في أذهنانا فكرة أن الإنسان الغربي يتميز علينا بميزات شتى ، والواقع غير ذلك بكثير ، فالأجناس لهم نفس القدرات ، فمفتاح التقدم هو بأيدينا متى آمنا أننا قوم يمكنه أن يصل إلى درجة أرقى . وهنا لا أقصد تلك المبادرات الفردية على إيجابيتها ، بل أقصد أن تكون مؤسساتنا على استعداد لاحتضان الفكر التقدمي . ولا أقصد هنا تقدمية إديولوجية ، فلا أعتقد أن الإديولوجيا و حمولتها التوعوية قادرة على أن تضمن التقدم لأي شعب من الشعوب ، بل تعتبر ذلك السند الذي من خلاله يمكن تهييء الأجواء لإنزال سياسات معينة هي التي يمكن أن تصب في مجرى التقدم .

من خلال استقراء أولي ، نلحظ أن فرنسا مثلا بنت و استقت تقدمها في ظل إديولوجيات مختلفة ، من نظام إقطاعي مرورا بالثورية و رجوعا إلى ديكتاتورية نابوليون و انتقالا إلى الديموقراطية . و ألمانيا أيضا مرت بذات المراحل تقريبا ، و كذلك بالنسبة انجلترا ، و حتى أمريكا بنت تقدمها في ظل حرب ضروس بين الشمال و الجنوب ، و ذهابا إلى روسيا بنت تقدمها في ظل القيصرية و مرورا بالشيوعية و وصولا إلى الليبرالية ، و الصين تخلصت من تخلفها في ظل الشيوعية و غذت نفسه بالانفتاح الاقتصادي و اقتصاد السوق الموجه .

المهم أن التقدم ليس رهينا بإديولوجيا معينة بقدرما هو رهين بالقدرة على بناء المجتمع ، و إنشاء توافقات أساسية على مشروع مجتمعي ينظر إلى المستقبل ولا تنحصر رؤيته في الحاضر القريب ، فالذي يريد ترميم حياته ، بدون رؤية مستقبلية إنما يعمل على تعقيدها أكثر . فالفشل هو ضبابية الأفق ، كلما أحسست أنك تخبط العشواء ازدادت مقومات تكريس الفشل وفقدان القدرة على التغيير ، التقدم هو امتلاك فكر تقدمي مؤمن بأن الإنسان قادر على الفعل ، وقادر على التأثير في المستقبل ، وعندما يتم التفكير على هذا النحو في مجتمعاتنا آن ذاك لن تستغرق مسيرة التقدم كل تلك السنوات التي توحي بها الفروق التي تظهر شساعتها بيننا وبين الغرب ، فالصين بنت تقدمها في ظرف خمسين سنة ، والبرازيل بنفس المجهود و في نفس المدة ، والهند انتهجت نفس الركب ، مع العلم أن تلك الدول تملك أكبر عائق من عوائق التقدم حسب النظرة الغربية وهي الكثافة السكانية ، و لكنها أيضا ثروة إن تم استغلالها كثرت ثمارها .

أعتقد أن البحث العلمي واحد من رهانات التقدم ، فعندما تنخرط المؤسسات في الرفع من جودة المنتوج العلمي في البلد ازدادت أسهم تحقيق التقدم ، فاستثمار العقل البشري هو وحده الرهان الذي لا مناص من الاشتغال عليه إن أردنا أن نضع قدما في الطريق السليم ، وعندما نتحدث عن البحث العلمي فالأمر يتعلق بكل أصناف العلوم بدون استثناء ، فالعلوم تتكامل فيما بينها لتنتج بيئة متقدمة .


هذا المقال كتبته في 23 دجنبر 2013 في أحد المواقع وعنونته " الطريق إلى التقدم .

ياسر علي 01-15-2014 02:02 AM

النهضة بين الموجود والمنشود 4 يناير 2013

النهضة ذلك الحلم الذي نؤجله منذ أن اخترنا التموقع على هامش التاريخ ، واستلطفت ذواتنا الركون الى الراحة المخزية التي تملأنا جبنا و كسلا ، حتى أحببنا العجز وصرنا على أسرته المذلة نمارس شهواتنا البليدة ، نطأطئ رؤوسنا مختبئين عن العالم ومرحه و مجون المعرفة يفتك ببقايا السذاجة والأمية في البلاد الأخرى ، إننا مع الأسف الشديد قوم ذاكرته قصيرة وقد تكون في أحيان كثيرة قاصرة بل مفقودة .

جاءنا الاستعمار ونحن في غيبة ساهون ساعة النهضة الأوربية ، فأسسوا لنظام حياة جديد ودفع مفكروهم حياتهم وزهرة أعمارهم من أجل نهضة قوية أسسوا لها فلسفة وسياسة وأسلوب حياة و جددوا تعرف الإنسان الى ذاته والى عقله و مجتمعه ورسالته . فجاء وا بحثا عن مستوطنات جديدة فوجدوا تخلفنا أكبر من نتعافى منه لأننا رفضنا أن نكون غير ما نحن عليه .

حرر أجدادنا الأوطان من الاستعمار واستغلال الثروات ، لكن فضلنا الوقوف هناك ، لم نستفد من الذين قاموا بغزونا ولم نلحظ الوجه الآخر لهم ، لم نسأل أنفسنا لماذا تقدموا وتخلفنا بل ما يزال البعض فينا يؤمن الى اليوم أننا المتقدون وهم المتأخرون ، فنضخم أنانيتنا و نحتفل بتخلفنا احتفاء اليائسين من كل تغيير .


أسياب التخلف :

العزوف السياسي 20 12 2012

المجتمعات المتحضرة يشارك افرادها في صياغة حاضرها ومستقبلها ولعل نظرة بسيطة الى واقع الدول المتخلفة تفيد بما لايدع مجالا للشك انتشار ثقافة السلبية السياسية بشكل رهيب مما ينتج عنه غياب ثقافة المسؤولية والمحاسبة .

ان التربية السياسية في هذه البلدان تكاد تكون غائبة ان على مستوى الاسرة والمدرسة اللتان تفضلان التغريد خارج السياسة ، بل اكثر من ذلك تعلمان العزوف السياسي وعدم الانخراط في الهيئات المجتمعية التي هي حلبة الفعل السياسي مما يتيح الفرصة للمنتفعين والمستغلين لتوضيف السياسة لمصالحهم الشخصية .

انتشار السلبية السياسية في هذه البلدان أدي الى شيخوخة الأحزاب السياسية ان على مستوى مواردها البشرية أو أطروحاتها وبرامجها مما يوغل هذه البلدان في غياهب الأزمات لعدم احترافية أفرادها في الفعل السياسي وضعف تجاربهم على مستوى تدبير الأزمات و المصاعب وخير دليل على هذا بعض الدول التي انتفضت فيها الشعوب باحثة عن الديمقراطية بلا ديموقاطيين يستطيعون نقل بلدانهم الى سكة الحداثة .


الفساد 20 12 2012

كل الدول المتخلفة عن ركب الحضارة تحتل الصدارة في انتشار الفساد ، اذ تتعتر الرشوة والزبونية من أهم مظاهر الفساد في هذه الدول .

الزبونية تؤدي الى افساد سلم الترقي واعتبار التملق واحدا من معايير التوظيف و الترقي ، وأ قصد هنا كل أنوع الزبونية سواء أكانت ناتجة عن قرابة دموية ، او قبلية أو حزبية أو مصالحية . فالزبونية بشكل عام تؤدي الى انهيار تكافؤ الفرص والتنافسية في هذه الدول وهما مؤشران قويان للتقدم .

الرشوة مثلها مثل الزبونية اذ تموقع الشخص مكانا لا يستحقه ، وتنشر الظلم والجورمما يجعل البلد غير آمن وتنتشر فيه كل أنواع السلوكات المشينة والتجاوزات لأن آلية المحاسبة نخرها الفساد ولعل الرشوة في البلدان المتخلفة تكاد تكون طبيعية ويصطلح عليها بمسميات مختلفة ، هبة ، اكرامية ، الحلاوة ،القهوة ....

ان مؤشر الشفافية واحد من المؤشرات التي يمكن العمل عليها لمن يرد السير الى رحاب التقدم ويجب القطع مع ثقافة المحسوبية والرشوة.

القراءة 20 12 2012

القراءة واحدة من صفات المثقف ، والعألم المتحضر تكاد تكون فيه القراءة المتعددة المجالات صفة عامة ، الشعوب التي تروض عقولها على المعرفة وحدها تستطيع البقاء .

أفواج السياح الذين يزورون بلداننا لا تكاد أياديهم تخلو من كتاب ومذكرة و قلم ، هم يقرأون ويوثقون ، أما حالنا نحن الشعوب المتخلفة ، فلا نقرأ و لا نوثق وكل حياتنا مجرد خبط عشواء ، القراءة تعلمنا الصبر والمواظبة و الفعل ، القراءة تغذى نفوسنا وتنتشلها من الكسل والعجز ، وأنت تسير في شوارعنا تتراءى كل أصناف المحلات التجارية بكل سلعها المتنوعة الاستعمالات ، لكن ان بحثت عن المكتبة فقد عز وجودها و ضعف محتواها .

الأمية واحدة من أسباب غياب ثقافة القراءة في مجتمعاتنا ، أما الغربيون فهم يقرأون لأولادهم كل يوم على الأقل قبل النوم ، فهم يعلمونهم حميمية وأنس الكتاب . أما نحن فأطفالنا ينامون في أحضان أمهاتهم اللائي حرمهن التخلف من ارتياد المدارس و تعلم أبجديات القراءة .

الجيل الجديد عليه مسؤوليات جسام إن فكر في الرقي بمجتمعه الى صف متقدم ، ويبقى الأمل معلقا الى حين الاعتراف بفضل الكتاب .

التواكلية 21 12 2012


قدم المجتمعات رهين بإنتاجية أفرادها ، فلا يمكن تصور مجتمع متقدم بأفراد انتاجيتهم هزيلة ، ولا يمكن بناء ازدهار بلد لايزل أفراده يؤمنون بدونية الطبقة العاملة المنتجة ، واحتقار المهن .

عالمنا المتخلف لا تزال تنتشر فيه البطالة ليس لكون سياسات الحكومات المتعاقبة غير مجدية و حسب بل لأن أفراده ، ينقصهم الإيمان بالعمل كسبب من أسباب تحقيق الكرامة الإنسانية ، بل معظم شباب الدول المتخلفة يفضل اللعب والترفيه و الفراغ على ممارسة عمل منتج، فنجد هؤلاء الشباب كثيري السهر مما يقلل قدراتهم الإنتاجية و يزيد من مخزون العجز عن الإبداع والإبتكار .

أضف الى هذا كله انتشار ثقافة التواكلية وخاصة في البنية الأسرية ، فنجد أسرة يشتغل فيها فرد واحد يعتمد عليه باقي أفراد الأسرة في توفير الضروريات ، وكثيرون يفتخرون بهذه الثقافة التضامنية دون الغوص في كونها واحدا من أسباب انتشار التقاعس و غياب روح المسؤولية و ضعف الإنتاجية .

حتى أن هذه الظاهرة ليست خاصة بالعاطلين فقط بل تتجاوزهم الى العاملين أنفسهم فالكثير منهم لا يحب عمله بل أكثر من ذلك نجده يعتمد على زملائه في انهاء أعماله أما ان كان رئيسا فحدث بدون حرج فالمرؤوس هومن ينجز عمل الرئيس .


ربما هذه بعض مقالات في هذا الموضوع و لم أنس يوما أني وعدتك بالمشاركة في أحد المواضيع له نفس الهدف .

نزهة الفلاح 01-15-2014 03:39 AM

حياك الرحمن أستاذي الفاضل وأكرمك
تقدم الغرب والشرق..
الغرب متقدم في المادة ومتأخر جدا في الروح..
والشرق متأخر جدا في المادة ومهمل جدااا للروح..
وبحسبة بسيطة جدا فطبيعي للغرب أن يتقدم..
الله أنزل لعباده دينا هو كل الحياة، العقيدة حيث أنها أساس الفطرة ولب القلب الذي يحرك الجوارح وتنتج عنه حياة الكيان الإنساني..
وشريعة: تنظم كل المعاملات والتبادلات اليومية لبني الإنسان
ومنهج حياة: حيث أنها تجعله إنسانا متوازنا ناجحا في علاقته بخالقه إيمانا وروحا ومركز حياته رضا الله، هو يفهم حقا أن مهمته في أرض الله إعمار الأرض بالخير وعبادة الله كما يريد الله وليس على مزاج العبد، لأن إرادة الله هي الأصلح لعبده ومزاج العبد لن يسلم من زيغ الهوى والنفس والشيطان..
فالعلم المادي مفروض على المسلم تعلمه ليسهل للبشرية حياتها من جهة ويبقى على تواصل دائما مع كتاب الله المنظور ( الكون ) لكي يحافظ على تيقظ الفطرة باستمرار ويشهد عظمة الله عمليا بعد ما آمن بها قلبيا وعقليا..
وقد أسلم عدد من العلماء في الغرب، لما أزالوا الران على الفطرة القابعة في دواخلهم ..
فهل العيب في الغرب أم العيب فينا نحن ضيعنا هذه الروعة فقط لأننا سمحنا للكسل بأن يعشش في حياتنا..
بارك الله فيك وتقبل منك هذه المواضيع الهامة والهادفة


كتمان مرهق 01-15-2014 06:35 AM

موضوع قيم جدا
و أنا أوافق آراء جميع الأساتذة المحترمين
اسمحوا لي إن اطرح تعليقي الشخصي المتواضع
-
أنا هذا الموضوع يقهرني و يغبني و يشعل حرقة في قلبي
لأن الشرق و المسلمين خصوصا كانو في أفضل حاله و اعلى رتبه من التقدم من جميع الاتجاهات
إلى إن حدث ما حدث .
و لكن السر في تقدمنا أول كان إن علماء المسلمين يتمعنون في القرآن و حرص الله تعالى في العلم
و كانوا يؤمنون بأنفسهم مما جعلم متطورون
أما الآن ف أنا أجد إن الشرق لا يوجد إيمان في قلوبهم بأنهم يستطيعون فعل كل شيء
أصبحوا يرددون -لا استطيع و مستحيل -
و كأنهم كبروا و تربوا على انهم أمة فاشله لن تتقدم أبدا
و يركزون على أشياء أخرى لا هدف لها ! و أصبحوا يعشقون التقليد لا التميز !

و لا ننسى أيضا إن آلرؤوساء و الخلفاء أول كان لهم دور كبير حيث انهم يدعمون المستكشفين و العلماء.
الله يصلح حال الجميع .

منار فتحي 01-15-2014 12:58 PM

مرحبا:

هذه الاسطر ذكرتني بعبارة لدكتور درست عنده في احد سنين الجامعة.. كان دائما يقول :" أن الانسان والوقت أكثير شيئان يتعرضان للضياع في العالم العربي". وأظن أن هذان الشيئان لو تمت المحافظة عليهما لوجدنا عالمنا في رقي فعال.

ايوب صابر 01-15-2014 01:08 PM

الاساتذة ياسر ونزهة وكتمان ومنار
شكرا لكم على مروركم وهذه المداخلات القيمة والغنية ساعود للرد والحوار حول ما ورد فيها

لكني اردت اولا ان ادرج هنا خبر ورد فيه ان البعض يظن ان التقدم الهائل الذي تشهده امريكا سببه وجود كائنات فضائية هناك؟؟؟!ّ!!

...فما سر هذا التقدم الهائل يا ترى؟؟؟

شخصيا وبناء على ما لدينا من ابحاث تربط بين العبقرية والموت ارى ان هذا التقدم ناتج عن مجموعة عوامل ترتبط بشكل او بآخر بموضوعة الموت واليتم واليتم الاجتماعي والانحلال الاسري ومن ذلك:
- سكان امريكا الذين رافقوا كولومبوس والهجرات الاولى مجموعات من المنبوذين والمساجين والمجرمين والمتطرفين دينيا البيورتينز...
- اقيمت امريكا على جمامج السكان الاصليين وخاض المهاجرين العديد من الحروب مع السكان الاصليين الكثير الى ان تم اجتثاثهم ولا بد ان ذلك كان مكلفا وخلف الكثير من الموت والايتام..
- ما لبتث امركيا ان خاضت حرب تحرير ضد بريطانيا لا بد انها كانت مكلفة في الاراواح وخلفت الكثير من الايتام.
- ما لبثت امركيا ان عرفت حرب اهلية طاحنة لا د انها خلفت الكثير من الايتام...
- خاضت امريكيا خلال القرن الماضي حرب عالمية شرسة وتم مهاجمتها من قبل اليابان ولا بد ان ذلك خلف الكثير من الايتام.
- كان لحرب فيتنام اثر مهول على المجتمع خلف الكثير من الايتام.
- خلفت حرب فيتنام افرازات عديدة مثل الثورة الجنسية والتي نتج عنها الام العزباء وارتفاع نسبة الطلاق.
- طبيعة النظام الرأسمالي حول الساحة الى اشبة بحرب حيث يسقط في شوارع امريكا يوميا اعداد اكبر من الاعداد التي تسقط في جبهات القتال...
- استمرت امركيا في التدخل العسكري وبالتالي استمر الموت وما حرب الخليج ببعيد.
- الام العزباء والطلاق وكافة المشاكل الاجتماعية تجعل عدد الايتام والابناء من غير اب الاغلبية في المجتمع الامريكي .
فهل مجموع هذه الظروف هي التي تخلق العبقرية لديه وجعلت تقدمهم مذهل الى حد ظنه البعض ناتج عن تدخل سكان من الفضاء الخارجي؟


=======

إيران أيضا تؤيد ما قاله وزير كندي عن كائنات فضائية
وكالة "فارس" للأنباء: وصلوا إلى نيفادا واستقبلهم الرئيس أيزنهاور وسلمهم إدارة البلاد
الأربعاء 13 ربيع الأول 1435هـ - 15 يناير 2014م



لندن - كمال قبيسي
منذ 10 أيام فجّر وزير الدفاع الكندي السابق، بول هالير، قنبلة إخبارية وصل صداها إلى معظم وسائل الإعلام في العالم، لأن تفاصيلها جاءت على لسان شخص بمستواه، غير متهم عقليا وعلى كل صعيد، فقد أكد في مقابلة أجراها معه تلفزيون روسي وجود كائنات فضائية "تعيش متخفية منذ آلاف السنين بين البشر" كما قال.
وأمس الثلاثاء وردت من إيران معلومات في تقرير أصدرته "وكالة أنباء فارس" شبه الرسمية الأحد الماضي، يتحدث أيضا عن كائنات فضائية، مختلفة بعض الشيء عن التي أكد الوزير الكندي وجودها، فهي "تعتنق أفكار النازية الألمانية، وتتحكم بالولايات المتحدة، وأنها السر وراء تقدمها الهائل"

ايوب صابر 01-21-2014 11:57 AM

هل الرأسمالية سر التقدم المهول؟

ايوب صابر 01-26-2014 04:13 PM

هل الانحلال الاسري وارتفاع اعداد الايتام والايتام الاجتماعيين والناتج عن الطلاق والام العزباء ثم وما الى ذلك من امور هو سر العبقرية والتقدم في المجتمعات العربية؟

ايوب صابر 01-29-2014 10:35 AM

- هل فصل الدين عن الدولة هو سر التقدم ؟
- الم تكن اوروبا في ظلام العصور الوسطى حينما كانت الكنيسة هي المسيطرة؟
- الم تحكم الكنيسة على المفكرين والمبدعين امثال كوبرنيكس وجاليلو بالاعدام؟

ياسر علي 01-30-2014 01:27 AM

هل الرأسمالية سر التقدم المهول؟


لا أعتقد أن الرأسمالية هي سر التقدم كنظام اقتصادي ، فالرأسمالية في الأصل ما هي إلا إقطاعية وتسلط رأس المال و امتلاك وسائل الإنتاج ، وتؤمن بالاستعباد الاقتصادي والتحكم في أرزاق العباد ، فهي في الأصل نظام ديكتاتوري تستبيح الشخص كفرد و تستبيح الدول الضعيفة وتؤمن بالاحتكار ، احتكار المعرفة و احتكار التكنولوجيا ، وكلها تمت صياغتها بطرق التفافية ، كحقوق الملكية وبراءة الاختراع وغيرها . فحتى مفهوم الحرية على أساس أن حرية الفرد تنتهي عند حرية الآخر ، هي نوع من الحد من المبادرة الحرة ، فحرية الشخصية الذاتية أو المعنوية المالكة لكل شيء لا يجب أن تتطلع إلى حماها وحدودها ، فحرية الطبقة المسحوقة هامش صغير ضيق جدا لا يجب أن تتجاوزه وهو استهلاك منتجات الطبقة المهيمنة ، المالكة لوسائل تربية الذوق ، وتوجيه السلوك و التدجين و الضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه التطاول على سياساتها .
فتقدم الغرب جاء كطفرة في حياة الأمم ، و هو ظهور الآلة ، وتطورها من آلة ميكانيكية إلى إلكترونية ، وهو سبب التقدم ، فحتى الأدب والفلسفة و غيرها من الفنون فهي تكون فقط مصاحبة لتطور حركة رأس المال وامتلاك الأسواق .
أعتقد أن الرأسمالية بجشعها لولا المستعمرات والنهب و احتكار التجارة العالمية لحفرت قبرها بنفسها ، وساهمت الحركة الاشتراكية و الشيوعية بالأساس في انقاذ الرأسمالية من افتراس نفسها ، بابتكار نوع من الحلول و ظهور وسطاء بين الملاك والعمال ، كالنقابات و ممثلي الأمة ، بهؤلاء الوسطاء يتم اسكات ثورات الجياع و المقهورين ، بزرع الآمال الزائفة في الغالب مع بعض الفتات .
من الملاحظ بعد انهيار الشيوعية ، ازدياد الجشع الرأسمالي و تقهقر العديد من مكتسبات العمال ، حتى في الدول الغربية ، فالطبقة العاملة تعاني الأمرين مع كثرة الالتزامات ، واستحواذ شركات التأمين والأبناك وكبريات شركات العقار التي صادرت حياتها بالكامل . أضف إلى ذلك تمييع الذوق والزج بمختلف السلع التي تتقادم بشكل مهول في أزمنة قياسية ، كل هذا في سبيل الاغتناء . فهل الرأسمالية هنا تهتم بالرقي سواء المعرفي أو الوجداني أو التقدم ، كل ما تريده الرأسمالية هو التربع على عرش العالم .

ياسر علي 01-30-2014 02:04 AM

هل الانحلال الاسري وارتفاع اعداد الايتام والايتام الاجتماعيين والناتج عن الطلاق والام العزباء ثم وما الى ذلك من امور هو سر العبقرية والتقدم في المجتمعات العربية؟


الانحلال الأسري ، ليس أكثر من من التشبع بالفكر الأناني الرأسمالي ، فالرأسمالية بوسائل الدعاية هي من انتهجت أسلوب التفتيت ، والتفريق ، فتجزيء الدول إلى دويلات كمفهوم للمجتمع الكبير ، و تهييج الطائفية و الجماعات الصغرى ، و تفتيت الأسرة ككيان مقاوم ، لأنه كلما كان الفرد وحيدا أحس بوحشة كبرى ، و سهل برمجته و احتواؤه ، لأنه أصلا يحب الحياة الجماعية ، لكن الدعاية تحاول على الدوام أن تحسسه أنه الأقوى في اختياراته الفردية ، لكي تستغل حنينه إلى الجماعة ، وتعويض تلك الحاجات بأشياء أخرى استهلاكية بالأساس ، فيصبح التلفاز صديقه أو الأنترنيت أو رمز من رمز الدعاية ، وهذا ما يسمى بالإستلاب ، أي الانخراط في عالم لا يؤسس فيه الإنسان الهدف ، فالأسرة تعاني من تلك الأنانيات المختلفة وتتفتت و يضمحل عقدها الأسري .
اليتم للشخص ربما كان محفزا على الفعل و ربما كان مدمرا ، الأمر يتعلق بالظروف التي صاحبت اليتيم أثناء التنشئة ، عندما نرجع إلى أوربا بعد الحرب العالمية الثانية التي راح فيها العدد الأكبر من الرجال و النساء و فيها عدد لا متناهي من الأيتام ، فلا أعتقد أن أوربا استطاعت أن ترجع إلى رتبتها العالمية التي انسحبت منها بفعل الحرب ، فالامبراطورية الانجليزية لا تزال تتقلص إلى اليوم ، وكذا الامبراطورية الفرنسية ، أضف إليها حتى الألمانية . فأوربا مجتمعة لم تستطع على مدى الستين سنة أن تنافس أمريكا .
فاليتم ربما له علاقة قوية بالعبقرية الفردية ، واستنهاض قدرات خاصة عند الفرد يستطيع من خلالها رؤية الحياة بشكل آخر ، وبنظرة مغايرة للآخر . لكن التقدم بمعنى أخذ المقدمة بين الشعوب ، لا يمكن اكتسابه من غير مشروع مجدد ، فيه ابتكار . و استغلال فترة فتور حضارة معينة لأخذ مكانها .
الأم العزباء نتاج علاقة حميمية ليست مبنية على الاتزام الأسري ، فالفرد وصل إلى درجة لا يستحلي فيها أن يشترك مع الآخر في حياته ، و عندما يقع الحمل تتعرض المرأة لتغيرات هرمونية تؤثر بنسبة ما على توازنها النفسي ، وهناك تطفح غريزة الأمومة فتحافظ على طفلها ، فالأمر هنا ليس اختيار في الغالب ، بل واقع تحاول النساء التعايش معه .

ياسر علي 01-30-2014 02:40 AM

هل فصل الدين عن الدولة هو سر التقدم ؟
- الم تكن اوروبا في ظلام العصور الوسطى حينما كانت الكنيسة هي المسيطرة؟
- الم تحكم الكنيسة على المفكرين والمبدعين امثال كوبرنيكس وجاليلو بالاعدام؟



لا أعتقد أن الدين معطل للعلم والتقدم ، فالحضارة الاسلامية تأسست تحت مظلة الدين . فالدين في الأصل ليس ضد العلوم ، كيفما كان نوعها . لكن عندما يسيطر رجال الدين و تكون لهم حظوة في المجتمع ، ويرتقون اجتماعيا ، ينسون وظيفتهم التربوية بالأساس و يسنون بعض القوانين المتحجرة وفق ما وصل إليه العلم في فترة معينة ، كلما جاءت فكرة ما لا توافق تلك القوانين ، اتهم صاحبها بالانحراف و ينفدون فيه حد الخيانة .
لا أعتقد أن رجال الدين بمعنى رجل متفقه في الدين لوحده جدير بوضع القوانين في كل المجالات الأخرى ، وإلا كشف عن ضعفه و قصوره الفكري قبل كل شيء ، فمثلا حينما تم تجريم الاستنساخ كبحث علمي وفق القواعد الأخلاقية ، فهو نوع من الاغتيال الفكري ، لأن البحث في الخريطة الجينية و التعديلات الوراثية ربما كان لها الأثر البالغ مستقبلا في الحد من الكثير الأمراض ، أضف إلى ذلك إن استطاعت العلوم الوصول إلى استنساخ الأعضاء ، فهو مكسب كبير للإنسانية .
فالمشكلة هنا ليست في الدين ، بقدرما هي استيلاء طبقة معينة على الفكر الديني و احتكار المعرفة ، و عدم الرغبة في التنازل عن المكانة المرتفعة التي تموضع فيها نفسها .
لا أعتقد أن العلمانية نتاج الفكر الغربي ، فربما أن مجمل أسسها جاءت من الفكر الإسلامي عند ابن رشد ، الذي حاول التأسيس ، لفكرة أن الدين فيه ثوابت و فيه متغيرات تتجدد لا يفقهها إلا أهل البرهان . فحتى أمريكا إلى اليوم رغم "علمانيتها "، لا يزال دستورها ينص أن الحاكم يجب أن يكون مسيحيا ، لكن بطبيعة الحال مع نوع من المرونة في الأصول .
وهناك الكثير من الأحزاب في أوروبا لا تزال تحتفظ بصفة المسيحي و تتقلد الحكومات . و لا تزال الكنيسة لها موقعها الهام حتى سياسيا
.

ايوب صابر 01-30-2014 11:52 AM

الاستاذ ياسر علي

لا بد أولا أن أشكرك جزيل الشكر على إحياء الحوار على هذا الموضوع المهم جدا وغايته تحديد أسباب تخلف الشرق مقابل تقدم الغرب ثم الاجتهاد في تحديد أو اقتراح الحلول من خلال العصف الذهني الذي سيصاحب هذا الحوار.

وفي إجابتك على سؤال : هل الرأسمالية سر التقدم المهول لدى الغرب ؟

تقول " لا أعتقد أن الرأسمالية هي سر التقدم كنظام اقتصادي ،فالرأسمالية في الأصل ما هي إلا إقطاعية وتسلط رأس المال وامتلاك وسائل الإنتاج ،وتؤمن بالاستعباد الاقتصادي والتحكم في أرزاق العباد ، فهي في الأصل نظام ديكتاتوريتستبيح الشخص كفرد و تستبيح الدول الضعيفة وتؤمن بالاحتكار ، احتكار المعرفة واحتكار التكنولوجيا ، وكلها تمت صياغتها بطرق التفافية ، كحقوق الملكية وبراءةالاختراع وغيرها .

- ولماذا لا تكون الرأسمالية كنظام اقتصادي السبب وراء التقدم الجارف للغرب؟ ألا يقوم النظام الرأسمالي الاقتصادي على المنافسة الحادة؟
حيث يقوم أصحاب رأس المال وفي سعيهم لتحقيق أفضل الأرباح على الاستثمار في العمال لديهم وتسخير التكنولوجيا ليكونوا قادرين على المنافسة والاستمرار وتحقيق أعلى نسبة من الأرباح ...وبذلك فهم في الواقع يجعلون المجتمع كله عبارة عن حلقة إبداع مستمرة يتنافس فيها الجميع من اجل تحقيق أفضل وسائل الإنتاج والربح وبذلك يحصل التقدم.
صحيح أن الرأسمالية إقطاعية وتسلط بل هي وكما يقول ماركس أسوء من الإقطاعية كونها مرحلة أخرى من مراحل تطور وسائل الإنتاج تعقب موت الإقطاعية كنتيجة للمنافسة الحادة بين الإقطاعيين حيث تؤدي هذه المنافسة إلى موت الإقطاعية بسبب رغبة أصحاب رؤوس الأموال الحصول على أفضل وسائل إلا نتاج فتحدث الطفرة في المجتمع حيث يتحول إلى نظام إنتاج رأسمالي...لكن المنافسة لا تنتهي ومن هنا تظل الرأسمالية بيئة صالحة لولادة أفضل الأفكار وأفضل وسائل الإنتاج وأفضل الأساليب الإدارية والتجارية وأفضل استثمار للوقت ورأس المال الخ...لان الجميع يكون يسعى من اجل تحقيق أفضل النتائج.

أيضا في المقابل وكنتيجة لما تمارسه الرأسمالية من ظلم اجتماعي على قطاع العمال والمجتمع بشكل عام لا بل وعلى الدول الأخرى التي تنظر إليها الرأسمالية كمجرد أسواق لتسويق بضائعها من خلال آليات التعامل هذه وكما تصفها (،فالرأسمالية هي ...إقطاعية وتسلط رأس المال وامتلاك وسائل الإنتاج ،وتؤمن بالاستعباد الاقتصادي والتحكم في أرزاق العباد ، فهي في الأصل نظام ديكتاتوري،تستبيح الشخص كفرد و تستبيح الدول الضعيفة وتؤمن بالاحتكار ، احتكار المعرفة واحتكار التكنولوجيا ) فان هذا الظلم الاجتماعي يفجر طاقات العمال والمجتمع بشكل عام لان النوم والتراخي يعني الموت...وهذا الأثر يمكن أن يوصف بالعكسي حيث يتنافس الأفراد في سبيل الوصول إلى أعلى المراتب في التثقيف والتعليم والتدريب وتوليد أفكار مبدعة بهدف الحصول على ثمن هذه الأفكار التي غالبا ما تباع للرأسمالي أو محاولة البقاء في ظل الصراع الشديد الذي يخلفه النظام الرأسمالي بين الأفراد من اجل الاستمرار...او من اجل الحصلو على نصيب من الكيكة..

وهنا نصل إلى خلاصة أن الرأسمالية وبسبب مبدأ المنافسة التي تقوم عليه وبسبب طبيعة التعامل مع أفراد المجتمع تمثل ماكينة إنتاج ضخمة وهذه المكانة تؤدي إلى بروز أفكار مبدعة تكون مسئولة عن التقدم الهائل في المجتمع ولهذا السبب صار الغرب مجتمعا متقدما بينما يبقى الشرق مجتمعا متخلفا...لغياب عناصر التحفيز والمنافسة والصراع المجتمعي الحاد..بل نجد في المقابل وفي المجتمعات التي لا تتبنى الرأسمالية وكأنها تعيش حالة كآبة جماعية وحالة جمود وتنبلة وكأنها مخدرة أو كأنها تتناول القات أو الأفيون افرادا ومجتمعات...

يتبع،،،

ايوب صابر 01-30-2014 04:02 PM

وتقول وفي إجابتك على سؤال : هل الرأسمالية سر التقدم المهول لدى الغرب ؟

"فحتى مفهوم الحرية على أساس أن حرية الفرد تنتهي عند حرية الآخر، هي نوع من الحد من المبادرة الحرة ، فحرية الشخصية الذاتية أو المعنوية المالكةلكل شيء لا يجب أن تتطلع إلى حماها وحدودها ، فحرية الطبقة المسحوقة هامش صغير ضيقجدا لا يجب أن تتجاوزه وهو استهلاك منتجات الطبقة المهيمنة ، المالكة لوسائل تربيةالذوق ، وتوجيه السلوك و التدجين و الضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه التطاولعلى سياساتها .
- من ناحية لا يمكن القول أن الرأسمالية لا توفر أجواء من الحرية...ولو أخذنا مثال المجتمع الألماني مثلا لنقارنه مع أي مجتمع شرقي لوجدت أن حدود الحريات في كل المجالات متسع جدا في ألمانيا مقارنة مع المجتمعات الشرقية. طبعا هذه الحريات تظل ضمن الحدود التي يريدها النظام الرأسمالي والتي لا تشكل خطرا عليه. و لا يمكننا أن نقول بأن المجتمع الرأسمالي يحدد حرية المبادرة الفردية ..فلا شك أن المجتمعات الرأسمالية توفر كامل الفرص للإفراد لتوليد أفكار قد تصل حد الجنون ويأتي ذلك من ضمن سياق حاجة الرأسمالية لأفضل الأفكار ليظلوا قادرين على المنافسة كما قلنا في المداخلة السابقة.
ولا شك أن النظام الرأسمالي يقمع الحريات بعنف حينما تهدد هذه الحريات ما يقوم عليه النظام الرأسمالي من مبادئ لكن هذا القمع هو أيضا يمثل حافز للمقهورين من النظام الرأسمالي للسعي من اجل إيجاد حلول .

هناك من يرى بأن المجتمعات الرأسمالية حريصة على أن تظل نسبة البطالة مرتفعة بشكل لا يهدد المجتمع ولكنه كافي لتظل الطبقة العاملة والتي تعاني من البطالة تتسابق من اجل الحصول على عمل وبما يفيد الرأسمالي. والمعروف وكما يقول ماركس وفي تكرار للسيناريو الذي حدث مع النظام الإقطاعي فان العمال الذين يسحقهم النظام الرأسمالي يطورون أساليبهم ويكونوا هم سبب فناء الرأسمالية ولذلك كان ماركس يرى بأن كل نظام يظل يحمل في داخله جذور فناؤه.
فالرأسمالية توفر الحرية ضمن هامش يسمح للإفراد بالإبداع وبذلك يتقدم الغرب وعندما يقمع الحريات يكون حافز للإفراد للإبداع وبالتالي يتقدم المجتمع.

يتبع،،،

ايوب صابر 01-30-2014 04:37 PM

وتقول وفي إجابتك على سؤال : هل الرأسمالية سر التقدم المهول لدى الغرب ؟
" فتقدم الغرب جاء كطفرة في حياة الأمم ، و هو ظهور الآلة ،وتطورها من آلة ميكانيكية إلى إلكترونية ، وهو سبب التقدم ، فحتى الأدب والفلسفة وغيرها من الفنون فهي تكون فقط مصاحبة لتطور حركة رأس المال وامتلاك الأسواق."

- السؤال إذا ما أسباب حدوث هذه الطفرة؟ وتقول أن السبب هو ظهور الآلة....ثم تطورها إلى آلة الكترونية ؟ لكن ما هو سر ظهور هذه الآلات؟

طبعا ماركس يرى بأن سر ظهور الآلات هو سعي الإقطاعيين لتوسيع نفوذهم.. هذا من ناحية .

ومن ناحية أخرى لا بد أن السبب في حدوث الطفرة التي أوصلت إلى اختراع الآلة هو حالة الوعي التي نشأت في أوروبا من خلال تبنيها لنهج ابن رشد والفلاسفة الإسلاميين الأندلسيين تحديدا حيث تبنت جامعات أوروبا وكما تقول كتب التاريخ أطروحاتهم عن العقل واستخداماته وعملت في تزامن على التخلص من نفوذ رجال الدين ونفوذ الكنيسة والتفكير اللاهوتي فانطلق العقل الأوروبي يفكر ويبدع وينتج فحصلت الطفرة.

طبعا التخلص من سلطوية الكنيسة أدى إلى توسيع هاشم الحريات فتطورت العلوم والفنون وانعكس هذا التطور على شكل مزيد من التوسع في هاشم الحريات وبالتالي حققت أوروبا والغرب بشكل عام قفزات هائلة من التقدم ...

بينما في المقابل تزامن تبني الغرب للعقل واطروحات ابن رشد تزامن ذلك مع تبني الشرق للطريقة اللاهوتية في التفكير، ورفض العقل والتفكير الفلسفي والمنطقي، الذي جاء به فلاسفة مسلمين أصلا .

وتبنى الشرق بدلا من ذلك ما كانت أوروبا تسعى للتخلص منه وهو تحديدا النهج التكفيري الذي كفر مجموع الفلاسفة العقلانيين وعلى رأسهم بن رشد وقد بدأت هذه الحملة بصدور كتب الأمام الغزالي وخاصة كتابه تهافت الفلاسفة فسقط الشرق في ظلام العصور الوسطى وهو ما يزال لان الشرق ما يزال عاجز عن التخلص من التفكير اللاهوتي الذي يكفر كل من يستخدم عقله وعلى شاكلة ما كانت تفعل الكنيسة في العصور الوسطى.

وسوف يظل الشرق متخلفا عن الغرب ما دام الغرب يتبنى فكر الفلاسفة المسلمين العقلانيين بينما يتبنى الشرق الطريقة اللاهوتية في التفكير والتي كانت الكنيسة تتبناها في عصور الظلام المعروفة بالعصور الوسطى.

طبعا كل ذلك حدث في تبادل للأدوار كما يبدو. ففي عام 325 م وفي مؤتمر نيقية المشهورقامت الكنيسة بتحريم التفكير الفلسفي وقامت بإعدام مجموعة من الرهبان الذين تبنوا التفكير العقلاني.. وفرضت الكنيسة سلطتها ورفضت الفلسفة بل وأحرقتها وسيطرت على التعليم والمدارس ...وصارت الكنيسة ممثلة الله على الأرض.

ولما جاء الإسلام الذي احترم العقل والتفكير أعاد المسلمون الاعتبار للفلسفة بل واحيوا ما كاد يندثر منها وأضافوا عليها وظل العالم الإسلامي يسبق الغربي في كل شيء في تلك الحقبة الزمنية وظل الحال على ذلك إلى العام 1000 ميلادي تقريبا حينما حدث التحول وبدأ العالم الغربي يتبنى أفكار ابن رشد ومجموع الفلاسفة المسلمين في جامعات ايطاليا وفرنسا تحديدا، وهذه حقائق تاريخة معروفة ، بنما نصبت المشانق وأحرقت كتب الفلاسفة الإسلاميين الذين حاولوا ردع سيطرة التفكير اللاهوتي والاستمرار في إعطاء العقل مكانته التي جاء بها الإسلام..فسقط الشرق في ظلام العصور الحديثة بينما تخلص الغرب من ظلام العصور الوسطى ودخل فيما يعرف بعصر النهضة والذي اوصل الغرب الى ما وصل اليه من تقدم مهول.


ايوب صابر 02-01-2014 03:38 PM

وتقول وفي إجابتك على سؤال : هل الرأسمالية سر التقدم المهول لدى الغرب ؟

" أعتقد أن الرأسمالية بجشعها لولا المستعمرات والنهب و احتكار التجارة العالمية لحفرت قبرها بنفسها، وساهمت الحركة الاشتراكية و الشيوعية بالأساس في انقاذ الرأسمالية من افتراس نفسها، بابتكار نوع من الحلول و ظهور وسطاء بين الملاك والعمال، كالنقابات و ممثلي الأمة ، بهؤلاء الوسطاء يتم اسكات ثورات الجياع و المقهورين ، بزرع الآمال الزائفة في الغالب مع بعض الفتات" .
من الملاحظ بعد انهيار الشيوعية ، ازدياد الجشع الرأسمالي و تقهقر العديد من مكتسبات العمال ، حتى في الدول الغربية ، فالطبقة العاملة تعاني الأمرين مع كثرة الالتزامات ، واستحواذ شركات التأمين والأبناك وكبريات شركات العقار التي صادرت حياتها بالكامل . أضف إلى ذلك تمييع الذوق والزج بمختلف السلع التي تتقادم بشكل مهول في أزمنة قياسية ، كل هذا في سبيل الاغتناء .
فهل الرأسمالية هنا تهتم بالرقي سواء المعرفي أو الوجداني أو التقدم ، كل ما تريده الرأسمالية هو التربع على عرش العالم .

- وكيف للرأسمالية أن تتربع على عرش العالم أن لم يكن لها السيطرة؟ ولا شك أن انتصارها في الحرب الباردة على الشيوعية اظهر أنها نظام اقتصادي أفضل من الاشتراكية. وهي حتما تمكنت من استثمار أرباحها من المستعمرات وتوظيف هذه الأرباح في خلق تقدم مهول على الأرض في كافة الميادين والمجالات.

ففي الدول الرأسمالية أحسن الجامعات وأحسن نظم تعليم ، وفيها توظيف كبير لجزء من الدخل القومي في تمويل الاختراع والإبداع ومراكز البحث.

وفيها تستمر نهضة الكتاب ولم يقل عدد القراء على الرغم من سيطرة التكنولوجيا الحديثة وتوفر الإمكانية للرجوع إلى المعلومة بكبسة زر.

ولا شك أن هناك تقدم في مجالات تكنولوجيا المعلومات انعكس بتقدم مهول على كل المجالات.

حتى أن ناسا أصبحت تعرف عن باطن الأرض في كل الدول بما في ذلك من معادن وحتى انهار قديمة أكثر من سكان تلك الأراضي أنفسهم كما أنها توصلت إلى اكتشافات في الفضاء الخارجي هي اقرب إلى الخيال العلمي وقد فكرت في اختراع نظم لأسلحة من حرب النجوم وعلى شاكلة ما كان يدور في حلقات ستار تك.

وما كان كل هذا التقدم المهول ليتحقق لولا الرأسمالية وما تسخره من أموال لتظل في المقدمة وتظل قادرة على البقاء والاستمرار كنظام مالي واقتصادي.

وفي نفس الوقت نجد أن الرأسمالية بأساليبها الاستعمارية واستغلالها لمقدرات الشعوب وصراعها مع الاشتراكية كانت تدفع هذه الشعوب للإبداع حتى تتخلص من ظلم الرأسمالية وتنتصر عليها ولولا الصراع مع الرأسمالية لما تقدم الاتحاد السوفيتي في حينه في مجال سباق الفضاء واطلق اول سفينة فضائية إلى الجو.

قد تكون الرأسمالية نظام ظالم للشعوب وحتى للطبقة العاملة لكنها بدون شك توفر افضل بيئة للعقول لتعمل بحرية في مجال الاختراع والابداع والبحث والاستكشاف بل وتسخر جزء مهم من الدخل القومي لدعم هذا النشاط الثقافي والحضاري والبحثي لتظل في المقدمة وتحافظ على استمراريتها وهذا تحديدا ما يجعلها محرك مهول للتقدم الذي امتازت به دول الغرب.

ايوب صابر 02-02-2014 01:22 PM

الاستاذ ياسر المحترم
وفي جوابك على سؤال : هل الانحلال الاسري وارتفاع اعداد الايتام والايتام الاجتماعيين والناتج عن الطلاق والام العزباء ثم وما الى ذلك من امور هو سر العبقرية والتقدم في المجتمعات العربية؟


تقول "الانحلال الأسري ، ليس أكثر من التشبع بالفكر الأناني الرأسمالي ، فالرأسمالية بوسائل الدعاية هي من انتهجت أسلوب التفتيت ، والتفريق ، فتجزيء الدول إلى دويلات كمفهوم للمجتمع الكبير ، و تهييج الطائفية و الجماعات الصغرى ، و تفتيت الأسرة ككيان مقاوم ، لأنه كلما كان الفرد وحيدا أحس بوحشة كبرى ، و سهل برمجته و احتواؤه ، لأنه أصلا يحب الحياة الجماعية ، لكن الدعاية تحاول على الدوام أن تحسسه أنه الأقوى في اختياراته الفردية ، لكي تستغل حنينه إلى الجماعة ، وتعويض تلك الحاجات بأشياء أخرى استهلاكية بالأساس ، فيصبح التلفاز صديقه أو الأنترنيت أو رمز من رمز الدعاية ، وهذا ما يسمى بالإستلاب ، أي الانخراط في عالم لا يؤسس فيه الإنسان الهدف ، فالأسرة تعاني من تلك الأنانيات المختلفة وتتفتت و يضمحل عقدها الأسري .
اليتم للشخص ربما كان محفزا على الفعل و ربما كان مدمرا ، الأمر يتعلق بالظروف التي صاحبت اليتيم أثناء التنشئة ، عندما نرجع إلى أوربا بعد الحرب العالمية الثانية التي راح فيها العدد الأكبر من الرجال و النساء و فيها عدد لا متناهي من الأيتام ، فلا أعتقد أن أوربا استطاعت أن ترجع إلى رتبتها العالمية التي انسحبت منها بفعل الحرب ، فالامبراطورية الانجليزية لا تزال تتقلص إلى اليوم ، وكذا الامبراطورية الفرنسية ، أضف إليها حتى الألمانية . فأوربا مجتمعة لم تستطع على مدى الستين سنة أن تنافس أمريكا .
فاليتم ربما له علاقة قوية بالعبقرية الفردية ، واستنهاض قدرات خاصة عند الفرد يستطيع من خلالها رؤية الحياة بشكل آخر ، وبنظرة مغايرة للآخر . لكن التقدم بمعنى أخذ المقدمة بين الشعوب ، لا يمكن اكتسابه من غير مشروع مجدد ، فيه ابتكار . و استغلال فترة فتور حضارة معينة لأخذ مكانها .
الأم العزباء نتاج علاقة حميمية ليست مبنية على الالتزام الأسري ، فالفرد وصل إلى درجة لا يستحلي فيها أن يشترك مع الآخر في حياته ، و عندما يقع الحمل تتعرض المرأة لتغيرات هرمونية تؤثر بنسبة ما على توازنها النفسي ، وهناك تطفح غريزة الأمومة فتحافظ على طفلها ، فالأمر هنا ليس اختيار في الغالب ، بل واقع تحاول النساء التعايش معه .
==
- بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى الانحلال الأسري في الغرب بشكل عام وفي الولايات المتحدة بشكل خاص، علما بأننا نجد من يَعزي التفكك الأسري في الولايات المتحدة إلى انعكاسات الحرب الفيتنامية حيث فقدت الولايات المتحدة أعداد هائلة من الجنود الذين سقطوا قلتي وجرحى وخلفوا ورائهم أعداد هائلة من الأيتام ، ومن عاد سليما جسديا من الجنود أصيب بصدمة فيتنام وعانى من أثار ما بعد الصدمة والذين يطلق عليهم اسم Vietnam veterans ولا شك أن هذه الحرب وفشلها كان لها نتائج هائلة مدمرة على الأسرة الأمريكية.

أيضا وكنتيجة لتلك الحرب ونتائجها المدمرة برزت حركة شبابية مناهضة للحرب انطلقت كبداية لرفض الحرب، ولكنها توسعت فيما بعد ونتج عنها ما يسمى بالثورة الجنسية والتي حدثت في ستينيات القرن الماضي.

وقد أسقطت هذه الثورة كل العادات والتقاليد التي كانت تحكم المجتمع المفكك أصلا كنتيجة لطبيعة وسائل الإنتاج وتعظيم الفردية والظلم الاجتماعي.
وأدت هذه الثورة الجنسية إلى التفكك الأسري بشكل مباشر فلم يعد الزواج أمرا مهما أو واجبا بكل ما في الكلمة من معنى ونتج عن ذلك الكثير من المشاكل الاجتماعية واختلاط الأنساب وارتفاع هائل في الأبناء من دون أب سواء كنتيجة لارتفاع نسبة الإطلاق عند القلة الذين ظلوا يؤمنون بالزواج كرابط اجتماعي أو لعدم وجود الأب أصلا حيث زاد عدد الأبناء غير الشرعيين أو الذين كانت بعض النساء وما تزال تختار أن تنجبهم بعيدا عن وجود الأب وهي الظاهرة التي أطلق عليها اسم الأم العزباء ، فقد زادت أعداد الأطفال الأيتام الفعليين أو الاجتماعيين بشكل هائل.

ولا شك أن وجود هذه الأعداد الهائلة من الأيتام الفعليين والأيتام الاجتماعيين وذلك التفكك الأسري ونحن الآن نفترض أن هناك علاقة متينة بين اليتم والعبقرية بغض النظر عن الكيفية التي يحدث فيها التأثير وبدليل الدراسات الإحصائية التي قدمناها هنا في منابر ، وفي ظل وجود وفرة اقتصادية هائلة ونظم رعاية اجتماعية وتربوية وتعلميه ورعاية نفسية ..الخ...وهي حتما الأفضل في المجتمعات الغربية وتخضع لمقاييس ورقابة عالية كل ذلك وفر الفرصة لهذه العقول بأن تقود وتساهم وتشارك في حركة إبداعية مهولة غير مسبوقة في التاريخ البشري ونتج عنها هذا التقدم الهائل في المجتمعات الغربية بشكل عام والمجتمع الأمريكي بشكل خاص كونه كان المجتمع الذي عصفت فيه حرب فيتنام وتأثر أكثر من غيره بالآثار الجانبية الأخرى التي نتجت عن هذه الحرب وعلى شاكلة الثورة الجنسية.

ولو أننا دققنا في حياة قادة الإبداع والاختراع والتقدم العلمي لوجدناهم من أبناء هذه الشريحة من الأيتام أو من أبناء الثورة الجنسية التي خلفت أعدادا هائلة من الأبناء تربوا في الملا جيء أو لدى عائلات بديلة وفرت لهم الرعاية والكفالة فأنتجت عقولهم ابد عات اقرب إلى الخيال العلمي.

والمعروف أن شخص واحد من أبناء هذه الشريحة والذي تخلى عنه والديه وكان ثمرة لعلاقة محرمة في زمن الثورة الجنسية، لكن عائلة بديلة تبنته ورعته.. ساهم لوحده في توليد إبداعات أثرت في كافة مناحي الحياة وجعلت أمريكيا رائدة في عالم الاختراع وخاصة في عالم التكنولوجيا بل جعلتها تتفوق على كل الدول بما أبدعه عقل هذا الفرد.. وهذا الشخص العبقري الفذ اسمه ستيفن جوبز.

ولا شك أن أمثاله كثير في الولايات المتحدة تحديدا منهم من صار رائد للفضاء ومنهم من صار عالما في الجينات وآخر في الكيمياء وثالث في الفيزياء وآخر في الطب وآخر في الاقتصاد، ولذلك نجد أن معظم الفائزين بجوائز نوبل في المجالات المختلفة من أبناء الولايات المتحدة ولو دققنا لوجدنا أن اغلبهم من الأيتام أو من الأيتام الاجتماعيين وأنهم عانوا من ظاهرة التفكك الأسري فأبدعوا وتفوقوا وأدى مجموع ما أبدعوه إلى تقدم الغرب بينما ظل الشرق المحافظ والفقير والذي غيب الرعاية الاجتماعية للأيتام ولم يستثمر في عقولهم ظل متخلفا.

ولا يمكننا أن ننسى أن ظهور وبروز هؤلاء العلماء العظماء الذين تحشد الولايات المتحدة الآن منهم 40000 للعمل فيما يعرف بتكنولوجيا النانو ضمن برنامج واحد فقط تزامن هذا الظهور مع ارتفاع نسبة الجريمة والقتل وذلك متوقع في ظل غياب الرعاية أو الفشل في علاج الآثار النفسية المدمرة للانحلال الأسري عند الكثير من الأفراد من أبناء هذه الشريحة.

وخلاصة القول ، صحيح ان الانحلال الاسري وارتفاع اعداد الايتام والايتام الاجتماعيين والناتج عن الطلاق والام العزباء في المجتمعات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة يؤدي حتما الى اثار اجتماعية ونفسية سلبية عديدة ومدمرة احيانا مثل ارتفاع نسبة الجريمة وهي امور غير مقبولة اخلاقيا ودينيا ، لكنها ايضا توفر الارضية الخصبة لبروز افراد عباقرة افذاذ تولد عقولهم افكارا ابداعية مهولة وغير مسبوقة وذلك من خلال نجاح المجتمع في تسخير ما يمتلكونه من طاقات دماغية وقدرات مهولة تسبب بها ذلك الانحلال الاسري واليتم بشقية الفعلي والاجتماعي وكما سبق شرحه، ومن خلال ما يوفره المجتمع من برامج رعاية وتأهيل وتدريب فتثمر هذه الرعاية لهذه العقول مخرجات ابداعية وعبقرية هائلة، وذلك حتما سببا اساسيا ورئيسيا في التقدم الهائل في المجتمعات الغربية والتي اذا ما نجحت في تطوير ما يعرف بتكنولوجيا النانو ربما تنتقل الى كواكب اخرى ليظل ابناء الشرق يعتاشون على فتات ما تخلفه هذه الشعوب على الارض ان لم يتعرضوا للانقراض اصلا.

ايوب صابر 02-03-2014 01:05 PM

الاستاذ ياسر المحترم

وفي جوابك على سؤال : هل فصل الدين عن الدولة هو سر التقدم ؟
- الم تكن اوروبا في ظلام العصور الوسطى حينما كانت الكنيسة هي المسيطرة؟
- الم تحكم الكنيسة على المفكرين والمبدعين امثال كوبرنيكس وجاليلو بالاعدام؟

لا أعتقد أن الدين معطل للعلم والتقدم ، فالحضارة الإسلامية تأسست تحت مظلة الدين . فالدين في الأصل ليس ضد العلوم ، كيفما كان نوعها . لكن عندما يسيطر رجال الدين و تكون لهم حظوة في المجتمع ، ويرتقون اجتماعيا ، ينسون وظيفتهم التربوية بالأساس و يسنون بعض القوانين المتحجرة وفق ما وصل إليه العلم في فترة معينة ، كلما جاءت فكرة ما لا توافق تلك القوانين ، اتهم صاحبها بالانحراف و ينفدون فيه حد الخيانة .
لا أعتقد أن رجال الدين بمعنى رجل متفقه في الدين لوحده جدير بوضع القوانين في كل المجالات الأخرى ، وإلا كشف عن ضعفه و قصوره الفكري قبل كل شيء ، فمثلا حينما تم تجريم الاستنساخ كبحث علمي وفق القواعد الأخلاقية ، فهو نوع من الاغتيال الفكري ، لأن البحث في الخريطة الجينية و التعديلات الوراثية ربما كان لها الأثر البالغ مستقبلا في الحد من الكثير الأمراض ، أضف إلى ذلك إن استطاعت العلوم الوصول إلى استنساخ الأعضاء ، فهو مكسب كبير للإنسانية .
فالمشكلة هنا ليست في الدين ، بقدر ما هي استيلاء طبقة معينة على الفكر الديني و احتكار المعرفة ، و عدم الرغبة في التنازل عن المكانة المرتفعة التي تموضع فيها نفسها .

لا أعتقد أن العلمانية نتاج الفكر الغربي ، فربما أن مجمل أسسها جاءت من الفكر الإسلامي عند ابن رشد ، الذي حاول التأسيس ، لفكرة أن الدين فيه ثوابت و فيه متغيرات تتجدد لا يفقهها إلا أهل البرهان . فحتى أمريكا إلى اليوم رغم "علمانيتها "، لا يزال دستورها ينص أن الحاكم يجب أن يكون مسيحيا ، لكن بطبيعة الحال مع نوع من المرونة في الأصول . وهناك الكثير من الأحزاب في أوروبا لا تزال تحتفظ بصفة المسيحي و تتقلد الحكومات . و لا تزال الكنيسة لها موقعها الهام حتى سياسيا.

في كتابي " فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين" كنت قد وضعت مقال بعنوان "فلنهدم مدارس التجهيل ونشيد مدارس التفكير" وهذا المقال يوضح من منطلق تاريخي اثر ومخاطر سيطرة التفكير الديني اللاهوتي وتغييب العقل على التقدم الحضاري. كما يوضح أسباب دخول أوروبا في عصر الظلام في مقابل ازدهار الحضارة الإسلامية في بداياتها، ومن ثم أسباب عودة أوروبا إلى النهوض مقابل الانحطاط الذي وقع فيه الشرق واستحكم في العالم الشرقي والعربي تحديدا منذ أن حدث تبادل للأدوار حيث هيمن التفكير الديني واستبعدت العقول:

فلنهدم مدارس التجهيل ونشيد مدارس التفكير
المتعمق في التراث الفكري الإنساني يجد أن هناك علاقة بين الوضع الثقافي والفكري السائد، ومناهج التعليم وأساليبه وآلياته ومخرجاته، فحين يكون الجو الفكري متحررًا، ويتم التعامل مع المتلقي على أساس أنه ذلك العنصر المهم والإنسان المتميز، وأن العقل والتفكير صفات مميزة للإنسان عن الحيوان يتوجب احترامها واستثمارها، يكون التعليم مزدهرًا، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الثقافة والتعليم، وبالتالي على التقدم والنمو والحضارة، ويمكن القول إن العكس صحيح حيث يتأثر التعليم سلبًا في حالة سيطرة الأيديولوجية الأصولية المنغلقة، على نمط الحياة، فتتعطل العقول والتفكير المبدع، وهو ما يؤثر سلبا على النظام التعليمي والفكري، وبالتالي يتأثر الإبداع والإنتاج الحضاري سلبًا.

ذلك ما يظهر جليًا في استعراض الوضع التعليمي منذ إنشاء أول أكاديمية في التاريخ إلى يومنا هذا، مقرونًا بنمط التفكير السائد، ومدى الحرية الفكرية. وهو ما يشير أيضًا إلى أهمية الاستفادة القصوى من تجربة التاريخ، وما يجب عمله من أجل أن يكون التعليم حافزًا مهمًّا للإبداع والتقدم الفكري والحضاري.

وتظهر أي نظرة تحليلية معمقة لهذا الجانب من الحياة الثقافية والفكرية، بأن الفيلسوف الإغريقي الكبير أفلاطون، كان أول من اقترح تأسيس رياض الأطفال والمدارس، وذلك بناء على استنتاجاته الفلسفية المهمة، ومنهاجه الفلسفي الذي يقوم على إعمال العقل وتفعيله بالتفكير، ويعتبر أفلاطون ثاني أكبر الفلاسفة الإغريق العقلانيين، بعد سقراط، الذين اعتبروا العقل العنصر الأهم في الوصول إلى المعرفة.

والعقلانية تعرف على أنها مذهب فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي، كما يرى هذا المذهب ضرورة إخضاع كل شيء في الوجود للعقل بهدف إثباته، أو نفيه، أو تحديد خصائصه، وقد رأى سقراط الذي يُعتبر المؤسس الحقيقي للمذهب العقلي بأن المعرفة الحقيقية تأتي من الداخل.

وطور سقراط منهاجًا لتفعيل العقل يقوم على أساس إعطائه الانطباع بأنه يريد أن يتعلم من محدثه، ولا يريد تعليمه،كما فعل السفسطائيون الذين كانوا يعتبرون أنهم يمتلكون المعرفة (علماء ومثقفون)، ويعملون على تلقينها للآخرين، وكان سقراط يبدأ بطرح الأسئلة متظاهرًا بأنه لا يعرف شيئًا، ثم يرتب الحوار بشكل يجعل المحاور يكتشف شيئًا فشيئًا ما يفكر فيه. وكان سقراط يتظاهر بعدم المعرفة ليجبر الناس على التفكير، وكأنه كان يلعب دورالجاهل، وكان لا يتوقف عن الاهتمام، وطرح الأسئلة للوصول إلى المعرفة الحقيقية، وكان يعتقد بأن كل الناس قادرون على اكتشاف حقائق فلسفية شرط أن يستعملواعقولهم. وقد مثل منهاج سقراط ثورة حقيقية في التفكير، والتعلم، واستنباط الأفكار، وتوليدها، ورفع من شأن العقل، إلى حد أنه اتهم بإدخال آلهة جديدة، وقد حكم بالإعدام لذلك، حيث قتل بالسم بتهمة إفساد الناشئة.

أما أفلاطون، وهو أحد تلامذة سقراط، فيعود له الفضل في أنه أنشأ أكاديمية خارج أثينا، في حديقة كانت تحمل اسم البطل الإغريقي أكاديموس، ومن هنا أسميت " أكاديمية"، ومن يومها عرف العالم الأكاديميات، والمواضيع الأكاديمية، وقد درست أكاديمية أفلاطون، الرياضيات،والفلسفة، والرياضة البدنية، وكان التدريس يمثل صراعًا بين الأفكار، والجدل، وكان الحوار الأدبي الأسلوب المفضل لدى أفلاطون.

ويرى أفلاطون أن العقل وحده، يمكننا من المعرفة الحقيقية. وأكد أفلاطون على أن الرياضيات يمكن أن تقدم لنا معرفة أزلية حقيقية، وهو يعتقد بأن مشاهداتنا لا تسمح لنا بأن نرى إلا تفسيرات غامضة، لكن ما نراه في داخلنا بفضل العقل يقودنا إلى المعرفة الحقيقية. ويعتقد أفلاطون أن مقر النفس الخالدة هو العقل، وأن النفس ليست مادية، وهي تستطيع أن ترى عالم الأفكار الذي آمن به أفلاطون، حيث يرى أفلاطون أن النفس كانت موجودة في عالم الأفكار قبل أن تأتي لتسكن الجسد، وعنده أن هذه النفس تحاول استذكار الأفكارالأزلية التي تعرفها من عالم الأفكار.

يتبع،،،

ايوب صابر 02-03-2014 01:08 PM

تابع...فلنهدم مدارس التجهيل ونشيد مدارس التفكير

من هنا تأتي أهمية إعمال العقل، ليرى الصورة الحقيقية للأفكار، واعتقد أفلاطون بضرورة أن يتعلم الأطفال في المدارس كيف يضبطون رغباتهم، وينمّون شجاعتهم، وأن يستخدموا عقولهم ليصلوا إلى الحكمة.

وقد رأي أفلاطون أن تربية الأطفال شيء أخطر من أن يترك لتقدير كل عائلة أو أسرة بمفردها، وذلك لأنه لا يمكن أن تعلم الأسرة الأطفال ما يجب أن يتعلموه من أجل الوصول إلى المعرفة، القائمة حسب رأيه على استنباط الأفكار بوساطة العقل، وكي تنتج المدارس فلاسفة يمتلكون الحكمة، ليكونوا جديرين بحكم المدينة الفاضلة. المهم أن أفلاطون أدرك خطورة أن ينحصر التعليم في العائلة، لأن مثل هكذا عملية تعليمية تورث الطفل ما لدى الآباء من معلومات أو مهن في أطر تقليدية محصورة، فيظل المجتمع أسير محدودية التفكير غير القائم على المعرفة الحقيقية والحكمة، ويظل ضحية العادات والتقاليد التي تقتل الإبداع والأفكار، ويظل لسان حال الأطفال يردد "هذا ما وجدنا عليه آباءنا".

وقد كان لأفلاطون غرض آخر من تأسيس المدارس أكثر سموًّا ومثالية، ويتمثل ذلك الغرض في تعليم الأطفال كيف يفكرون، وكيف يستخدمون عقولهم، ليكونوا جديرين بالعيش في المدينة الفاضلة التي تخيلها، وظن أنه لا يمكن إلا أن يحكمها ويديرها الفلاسفة المتنورون الذين أصبحوا قادرين على تشغيل عقولهم، لأنهمهم الذين يرون الأمور على حقيقتها، وهو ما يؤكد أهمية دور المدارس والتعليم عنده.

وعلى اثر ذلك ازدهرت الحضارة وترك الإغريق أرثا حضاريا مهولاً ظلت البشرية تنهل منه عبر العصور والى عصرنا الحاضر رغم انه تعرض للإهمال والمقاومة والرفض في فترات زمنية وصفت بالظلامية كانت السيطرة فيها للمؤسسات الدينية ممثلة بالكنيسة في العصور الوسطى والتي رفضت الأخذ بالعقل كوسيلة للمعرفة وحاربت التفكير العقلي.

واشتد صراع الكنيسة مع الفلاسفة العقليين، لأنهم ظلوا على قناعاتهم أن العقل هو مصدر كل معرفة واعتقاد ديني، بينما آمنت الكنيسة بأنه لا يمكن للعقل أن يصل إلى بعض الحقائق الموحى بها. وبعد اتساع نفوذ الكنيسة وسلطتها، وتعمق تأثيرها ونفوذها، على مختلف جوانب الحياة، أمرت في العام (529م) بإغلاق أكاديمية أفلاطون في أثينا، و ظهر أمر منح البركة الذي اعتبرأول قانون كهنوتي، ولذلك يعتبر العام (529م) رمز وضع الكنيسة يدها على الفلسفة الإغريقية، وهو ما يعني سيطرة الأصولية الدينية على مقاليد الأمور بما في ذلك التعليم والفكر والتأويل، وتزامن ذلك مع سيطرة الكنيسة على المدارس، التي أصبحت تدار وتوجه من خلال الأديرة.
وقد ظلت الكنيسة والأديرة تسيطر على التعليم والمدارس لمدة أربعة قرون منذ اغسطينوس حيث بنيت أول جامعة غبر مرتبطة بالكاتدرائيات في العام (1200م) زمن القديس توما الإكويني، ومثل ذلك بداية تحرر الفكر في أوروبا التي كانت تخضع للمسيحية ومن ثم بزوغ عصر النهضة.

ولنا أن نتخيل ما تكون عليه الثقافة والفكر، إضافة إلى نظام الدراسة في تلك المدارس، في ظل مثل تلك السيطرة للكنيسة، وما طبيعة المناهج التي كانت تدرس فيظل تلك الأفكار الأصولية القائمة على مثل تلك المبادئ الدينية، التي تعمقت في تطرفها في ظل غياب الفلسفة العقلية، والمدارس الأفلاطونية، والمناهج البحثية... يمكننا أيضًا أن نتخيل ما كان عليه دور المعلم والمتعلم في ظل تلك الأفكار عن الإنسان، وكيف كان ينظر إلى الطالب متلقي العلم... ذلك لأن الكنيسة تبنت فكرة أن الوحي أغنى الناس عن كل أراء البشر وبخاصة في شأن الدين، لاعتقادهم أن ما جاء به الوحي يحتوي على كل ما كان يحتاج إليه الإنسان من التعليم والإرشاد.

لا شك أن مثل ذلك الجو الأصولي القائم على فكرتي تمرد البشر، والعقاب الذي فرضه الله على الإنسان كنتيجة لتمرده، أثرت في طبيعة الفكر والثقافة إلى حد بعيد، ومثل إلغاءً للعقل ودوره في الثقافة والمعرفة والعملية التربوية على وجه الخصوص... وهذا مثال آخركيف كان ينظر للإنسان في ذلك العصر بناء على ما ورد في سفر أيوب (( إلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي؟ هو أعلى من السماوات ، فماذا عساك أن تفعل؟ أعمق من الهاوية، فماذا تدري؟ أطول من الأرض طوله، وأعرض من البحر ...أما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفرا يولد الإنسان ) سفر أيوب(11:7 -12).

ولا شك في أن ذلك شكل تراجعًا كبيرًا في تسخير العقل من أجل الوصول إلى المعرفة، مما أثر سلبًا على الإنتاج الإبداعي، وبالتالي حدث التراجع الحضاري الإنساني في تلك الفترة الزمنية المظلمة، ولذلك فإن الليل الطويل الذي دخلته أوروبا في ما يسمى بالعصور الوسطى،عصر الظلام، والذي امتد ألف سنة، ما هو إلا نتيجة مباشرة لذلك الجو الظلامي الذي خلق تخلفًا في مختلف المجالات، بعد أن تم تعطيل العقول، ومحاربة المفكرين، والفكر المستنير بشتى الوسائل، وربما تكفير المفكر، ومعاقبته إذا خرج في أطروحاته عما تقوله الأفكارالدينية.

ولكن وبينما غرقت أوروبا في تلك الظلامية على كافة الأصعدة، ازدهرالتعليم والتعلم في المجتمع الإسلامي، إثر ولادة الإسلام عام (632م)، فلم يجد المسلمون تناقضًا بين الفكر الديني وأفكار الفلاسفة العقلانيين...حتى أن المسلمين الأوائل هم الذين حافظوا على تراث المفكرين الإغريق، بعد تشديد الكنيسة قبضتها، وتكفير الفلاسفة ونبذهم، وهم الذين ترجموا كتب الفلاسفة الإغريق وعلومهم، وعملوا على تطويرها.

ولا شك في أن ذلك القبول للفكر الفلسفي العقلاني، والمنهج الأرسطي والأخذ به، أثر بدوره بصورة إيجابية على النظام التعليمي في الإسلام ككل، من حيث المناهج، والتعليم، ودور المعلم ، وبالتالي ازدهرت العلوم وتطورت بشكل مذهل. ولم يتراجع التعليم في البلاد الإسلامية، كما أن العلوم، والبحث العلمي، والتقدم الحضاري ظلت مزدهرة في البلاد الإسلامية في العصور الوسطى، إلى أن برز أئمة مسلمون تبنوا أفكارًا أصولية من حيث رفضهم للفلسفة، ومنطق الفلاسفة العقلانيين ومناهجهم.

وبالتالي أثرت أطروحات هؤلاء الأئمة سلبًا على النشاط العقلي والفكري والفلسفي في العالم الإسلامي، فتراجعت العلوم، وتراجعت الحضارة، بعد عصر ابن رشد، وهي ما تزال في تراجع في المجتمعات الإسلامية، نظرًا لاستمرار انتشار وتأثير وسيطرة ذلك التفكير الأصولي وتأثيره وسيطرته، وأثر ذلك بالتالي على مختلف مناحي الحياة، وعلى رأسها النظام التعليمي، ومناهجه والذي هو المحرك الأساس لتأهيل العلماء والباحثين.

وفي المقابل عادت أوروبا لتستعيد زمام المبادرة في تصدرالتطور الحضاري، والتقدم العلمي والنهضة، بعد تخلصها من سيطرة الكنيسة المطلقة،والعودة إلى الأخذ بمناهج البحث والتفكير العلمية العقلانية، وقد ساهمت أعمال ابن رشد تحديدًا في تلك النهضة، وساعدت في إحياء الفكر الفلسفي العقلاني في أوروبا، حيث أعيد اكتشاف بعض كتابات أرسطو بمساعدة الفلاسفة المسلمين، مما أحيا الاهتمام بالعلوم الطبيعية، وأثر من جديد في النظم التعليمية في أوروبا وأدى إلى نهضة غير مسبوقة قائمة على كم هائل من الاختراعات المبدعة التي ما كان للعقل البشري أن ينتجها لو ظلت الكنيسة هي المسيطرة.

ومن الأدلة على ذلك، مثلاً، ما حصل من رفض الكنيسة لاستنتاجات كوبرنيكس عن دوران الأرض حول الشمس، وعودة الكنيسة لرد اعتبار العالم جاليلو الذي كفرته، وكادت أن تنفذ فيه حكم الإعدام، لولا أنه تراجع عن أفكاره ظاهريًّا في المحكمة، لإنقاذ نفسه، ليخرج مرددًا " لكنها تدور، لكنها تدور"، وقد جاء رد اعتباره بعد أربعمائة عام من تاريخ إصدار الحكم ضده، وبعد أن أثبت العلم الحديث صحة استنتاجاته العلمية بشكل قطعي.

لا شك في أن المتأمل والمتعمق في ما سبق يرى أهمية دور العقل والتفكير في المعرفة، وأهمية دور المفكرين العقلانيين في التطور الحضاري، ويرى بجلاء خطورة سيطرة المؤسسات الأيديولوجية ضيقة التفكير،على التعليم والمناهج التعليمية.

وفي ظل تراجع التطور والحضارة في البلاد الإسلامية، وفي المقابل النهضة والتقدم الهائل في البلاد الغربية، لا بد من إعادة النظر في كل ما يتعلق بالفكر والتفكير والمناهج والعملية التعليمية، وربما إعادة إحياء المدارس على الطريقة الأفلاطونية، وهي المدارس التي تأخذ بتفعيل الأنشطة العقلية، ولا بد إذن من إعادة الاعتبار للعقول، ووضع مناهج تقوم على تنشيط التفكير، وتوليد العقول، مع ضرورة إخضاع كل ذلك للتجارب العلمية والبحثية والميدانية والحسية، ولا بد من إصلاح الوضع التعليمي في البلاد التي تشهد تراجعًا في التفكير، وأن يؤخذ بالاعتبار في ذلك دور المعلم، والإداري، والمبنى الدراسي، والفصول، والمنهاج، والكتاب، وطريقة التقويم، والامتحانات، وغيرها من الأمور التي تشتمل عليها العملية التعليمية، وجعلها تتمحور حول تحرير العقول، وأهم من ذلك حفظ كرامةالإنسان الباحث، ومنحه الفرصة للبحث والتعمق في طرح الأسئلة في جو حر، يمكن الإنسان من الإبداع بدون خوف وهذه هي الضمانة الوحيدة لتحقيق مزيد من التقدم لما فيه خير الإنسانية.

انتهى المقال.

ايوب صابر 02-04-2014 09:58 AM

يقول ماركس " الدين افيون الشعوب " فهل هو كذلك فعلا؟

- وهل سبب تخلف الشرق مقابل تقدم الغرب ناتج عن هيمنة الفكر الديني على كل مناحي الحياة في المجتمعات في الشرق بينما اصبح الدين قضية ثانوية في المجتمعات الغربية الحاضرة؟

ايوب صابر 02-04-2014 01:19 PM

هذا الخبر يظهر مدى التقدم الذي كان عليه الشرق في زمن غرق الغرب في ظلامات العصور الوسطى...
وحتما حدث عكس ما يقوله الخبر حيث ظن ابناء الشرق ان في جهاز التلفزيون- وهو احدى ثمرات التقدم والنهوض الغربي- شياطين عند مشاهدتهم هذا الجهاز على الرغم من اختلاف المعطيات...
--------------------------------------------------

ظهور عظام إمبراطور سحره هارون الرشيد بساعة

الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1435هـ - 4 فبراير 2014م
http://vid.alarabiya.net/images/2014...x9_600x338.jpg ساعة الرشيد كما أعادوا إنتاجها وتمثال شارلمان الذهبي






لندن - كمال قبيسي
بعد 26 سنة أبحاث واختبارات بألمانيا على عظام وجدوها تحت إحدى الكاتدرائيات، تم الإعلان بأنها تعود لشارلمان العظيم "أب الأوروبيين" وأعظم ملوكهم، وإمبراطور الدولة الرومانية المقدسة "ملك الفرنجة" الذي استلبسه العجب من ساعة جاءته هدية من هارون الرشيد، فسحرته بتحرك منظومتها من دون طاقة، وظن من في قصره أن فيها شيطانا، فحطموها في ظلمات الجهل الأوروبي قبل 1200 عام.


-----------
فهل "الدين افيون الشعوب " كما يقول ماركس؟

- وهل سبب تخلف الشرق مقابل تقدم الغرب ناتج عن هيمنة الفكر الديني على كل مناحي الحياة في المجتمعات في الشرق بينما اصبح الدين قضية ثانوية في المجتمعات الغربية الحاضرة؟

ايوب صابر 02-05-2014 10:06 AM

يظهر التاريخ مدى فداحة الخطأ الذي كانت عليه الكنيسة في القرون الوسطى وحتى في عصر النهضة في التعامل مع العلماء على الاقل في حالات محددة معروفة للجميع مثل حالة كوبنرنيكس وحالة جاليلو ...
ولا شك ان هذه الحالات تؤكد على خطورة الدور الرجعي الذي يمكن ان تلعبه المؤسسات الدينية في وأد مخرجات العقول حتى وان كانت قائمة او مقرونة بالادلة العلمية والثوابت العملية...
وهي بذلك تكون عامل حاسم في اعاقة النهوض والتقدم في جميع المجالات...

بناء عليه :
- الم يصدق ماركس في مقولته ان الدين افيون الشعوب؟

- الا يجب فصل الدين عن الدولة حتى لا تلعب المؤسات دورا رجيعا في حركة النهوض والتطور لا يتم ادراك مخاطرة واضراراه الا بعد مرور قرون من الزمن؟

- هل يكمن تقدم الغرب وتأخر الشرق في هذه الجزئية تحديدا؟

- هل تعلب المؤسسات الدينية الدور الاخطر في الحفاظ على الوضع القائم status quoوتكبح التقدم والنهوض؟


- هل هذا هو العنصر الاهم في جعل الغرب متقدما والشرق متخلفا؟

ياسر علي 02-10-2014 01:15 AM

الدين أفيون الشعوب ؟

لو انطلقنا من هذه القولة لألغينا القيم بالمجمل كما نلغي الحساب والجزاء ، آنئد فقط سنشرع لكل شيء وفق منطق القوي ، إذ ذاك ستسود الهمجية المفرطة والفتنة الحقيقية . تصور أن يحس الإنسان استقلالية الفعل و نلغي "الضمير" أو بالأحرى محرك الفعل الإنساني المسير للحياة الاجتماعية و التخفيف من الأنا المتعالية ، تصور أن لا تكون هناك قوة موجهة للفعل الإنساني تتحكم في سلوكياته ، تصور أن يترك الإنسان لمصيره ، لا أعتقد أن الفرق الحقيقي بين الإنسان و المخلوقات الأخرى ما هو إلا التدين الواعي ، أي التدين الاختياري ، و القبول بالعبودية لله بحب .

ربما أن خطأ ماركس هنا هو اعتباره الدين مجرد طفرة تطورية للفكر البشري ، و مرحلة الشيوعية سينتفي فيها هذا الفكر و يعود الإنسان إلى المشاعة البدائية . ربما كان محقا لأنه في آخر أيام الدنيا و الفناء سيأتي على قوم لا يعبدون الله إطلاقا ، إذ ستوفر لهم الطبيعة كل مستلزمات العيش و ستحجب عنهم فكرة التدين لانعدام التدافع الخلاق و الثنائيات الأخلاقية التي يشتغل بها الضمير ، فتضمر العقيدة استعدادا للفناء .

لا أعتقد أن الدين مجرد أفيون كما يعتبره ماركس ، بل هو المحرك الحقيقي للطبيعة الإنسانية ، فمتى غاب الدين غابت الانسانية بالمجمل ، فالإنسان ليس هو حيوان ناطق ولا حيوان اجتماعي ولا حيوان مفكر ، بل حيوان متدين بالأساس .

لكن هل للفكر الديني منزلقات و انحرافات هذا ما يمكن التسليم به ، فكل فكر يحجم الحريات المطلقة للإنسان فهو بالأساس منحرف ، لأن الله ما خلق الإنسان عبدا له إلا ليحرره من كل أصناف العبودية ، فتنائية العبد والحر متجسدة في العبودية لله و الحرية المطلقة مع الغير . وهنا جوهر حرية التفكير و حيرة الفعل اللتان تساهمان في رقي الإنسان وتطوره نحو الأفضل .

إن الاستغلال الإيدلوجي للدين هو المصيبة العظمى التي تغرق المجتمعات في التخلف ، فعندما يكون الدين مطية للنفوذ و مطية للاستغلال هنا الانحراف الذي يعصف بكل أسباب التقدم . فالدين جاء بالدعوة إلى الله بالحسنى ، و يخاطب الفطرة برفق ، و لا يستلزم التعصب أبدا ، فكل تحريف للدين جهة التعصب هو انحراف حقيقي عن التدين ، لا أعتقد أن الأديان شرعت الاعتداء على الغير يوما ، بل وضعت قواعد تنهى عن العدوان ، و ما كان الدين يوما يحاكم النوايا و لا حتى الأفعال التي لا تضر بالغير و تعتدي على حرماته .

فمثلا حتى في الزنا لا تنفد حدوده إلا على من أراد التحلل من خطئه ، أو من مارس الزنا جهارا أمام الملإ معتديا على المجتمع و ضوابطه الأخلاقية التي لا يمكن أن تسير الحياة الاجتماعية إلا بها . فما بالك أن تحاكم شخصا لأنه اعتقد أن الكرة الأرضية تدور ، فهذا انحراف في التدين لا يتحمل الدين وزره بل يتحمل تلك الخطيئة هؤلاء الذين استغلوا الدين لممارسة الظلم .

إذن هل الدين أفيون الشعوب ، بالطبع لا فهو دين حرية مطلقة لا كما يعتبره البعض ، فالدين بالأساس نظام مرن جدا ، و لو لم يكن كذلك لكان للخاصة بدل العامة ، لكن مع كل أسف هؤلاء الخاصة الذين يعتبرون أنفسهم حماة للدين هم الذين يشيعون الانحراف في التدين .

العلمانية هي حل مؤقت لتصحيح التدين ، فعندما جاءت العلمانية في الغرب جاءت لتضع حدا للانحراف الذي وقع في الفهم الديني ، وجاءت لابعادهم عن مركز القرار ، لأنهم أساؤوا للدين و أساؤوا للمجتمع ، فإذا كانت العلمانية حققت النجاح في ظل الحرية المطلقة للفرد فلأنها قريبة من جوهر الدين واعتمدت أسسه الحقيقية ، و هي مراعاة حرمة الآخر في الإطار القانوني المنظم للحياة الاجتماعية ، و إطلاق الحريات و اعتبار التدين شأنا خاصا بالفرد .

فهل العلمانية تعادل الالحاد و تعادي الدين بالطبع لا ، هذا منطق خطير يتبعه البعض ويكيل الاتهامات يمينا و يسارا ، فلو استرجعنا حتى العصر الاسلامي الأول ، لم يكن الخلفاء رجال دين بالمعنى الصرف للكلمة ، فبعضهم تاجر ذو منطلق اقتصادي والآخر قائد سياسي و رائد في القيادة وغير ذلك ، و لم تنشأ الجماعات الدينية إلا بمنطق العصبية العرقية في الاسلام ، وهذا منطق لا يحب البعض سماعه لأنه يريد لنفسه السمو الذي جاء الإسلام ليجعل السمو في التقوى التي لا يعلمها إلا الله .

فهل الدين ضد التقدم? لا ، وهل العلمانية هي الحل? ربما تكون بعضا من الحل وليست كل الحل ، فالحل إذن هو رؤية "متفتحة" و متجددة للدين كدافع لتنشيط الحياة الدنيوية أيضا ومشروع مجتمعي متكامل مستند على العلوم والإيمان بالقدرة على الفعل وتقديس العمل .

مباركة بشير أحمد 02-10-2014 10:55 AM

قد يصيب الدين اعوجاجا من لدن أهله الذين ضيَعوه ،وذاك مرجعه إلى ضعف الوازع العقائدي ،والإنشغال بالجانب المادي ،كأولوية مبنية عليها المتطلعات الفردية والأهداف .لكن الحل لايكمن في الإنصياع للعولمة التي ما أراد لها التعميم مبدعوها إلا لقصد الهيمنة لما يمتلك العالم العربي ،الإسلامي من ثروات فكرية واقتصادية ، بدليل أنهم يرتقون نحو الأفضل في شتى المجالات ،بيد أن العالم النامي ،لا يزال يحبوا على تراب النكسات المتتالية .فما الجدوى من العولمة إذا ما ا لحال هو الحال ،ولم،،، ولن تطال الشرق راحة التغيير الإيجابي ؟

ياسر علي 02-12-2014 12:32 AM

العولمة

العولمة آخر ما وصل إليه النظام الرأسمالي سياسيا واقتصاديا ، و استندت على الثورة المعلوماتية كركيزة أساسية في الاقتصاد واستغلت هذه الطفرة الإلكترونية لتجعل من العالم قرية صغيرة يسهل التلاعب بها و تغيير خرائطها سياسيا لبعثرة الأوراق من جهة و إعادة تنظيمها وفق أهداف الرأسمالية العالمية .
إذا كانت الحرب العالمية الثانية قد كان لها الفضل في إحياء النظام الرأسمالي في طبعته الأمريكية ، و استولت أمريكا على مراكز نفوذ الدول الاستعمارية ، وانتقلت الرأسمالية من الامريالية الاستعمارية إلى الامبريالية الناعمة ، بشقها الاقتصادي المتوحش و أديولوجيتها المعلنة المتمثلة في الحرية والديمقراطية و حقوق الإنسان واتخذت من الأمم المتحذة مظلة لتنفيد برنامجها المتمثل في الهيمنة على العالم بدون تكلفة مرهقة ، و بدون حروب مكلفة قد تأتي بنتائج عكسية خصوصا بعد إعلان الاتحاد السفيوياتي دولة نووية ، ففضلت أمريكا الحرب الباردة الاستنزافية على الحرب الحقيقية وحاصرت الروس بقوة و أدخلتهم في منافسة شرسة على الصعيد العلمي و التكنولوجي و الحربي ، مستثمرة غنائمها من الحرب العالمية الثانية من مخزونات الامبراطوريات الاستعمارية ، و أسواقها ، و جعلت كل اقتصاديات دول أوربا الغربية تابعة لاقتصادها . مخضعة البحار و الطرق التجارية لأساطيلها المدنية و الحربية التي حققت النصر على النازية و مستولية على أغلب ممرات التجارة العالمية .
مع فشل روسيا في التعافي من آثار الحرب العالمية و ازدياد إنفاقها على دعم الأحزاب الشيوعية و بيروقراطية إدارتها و تحولها إلى ديكتاتورية طاغية ، و تحكم الولايات المتحدة في المؤسسات المالية العالمية ، استفحلت الأزمة الاقتصادية في روسيا و اضمحل الاتحاد السفياتي بسرعة البرق و انهار المعسكر الاشتراكي .

مع هذا المعطى الجديد الذي هيأت له أمريكا خططا كثيرة للانتقال إلى النظام العالمي الجديد وحيد القطب أو ما يصطلح عليه بالعولة السياسية ، بدأت أمريكا في دخول مواقع الروس في أوربا الشرقية و فككت يوغزلافيا و تشيكوسلافاكيا و كبداية لتطهير أوربا و اختلقت عدوا جديدا أمام انحصار الشيوعية و هو الخطر الأخضر المتمثل في الصحوات الإسلامية و أخرجت بإتقان هليودي أحداث الحادي عشر من سبتمبر مستغلة تعطش المسلمين لنصر معنوي و للإعلان عن وجودهم التاريخي الذي توارى عن الأنظار منذ تفكك العتمانيين ، وتحول تركيا إلى علمانية أتاتوركية موغلة في التبعية . فهيأت أمريكا الأسباب للسيطرة على الدول المستعصية في فترة الحرب الباردة كأفغانستان و الصومال و اليمن و العراق و ليبيا و سوريا ، و إيران التي خسرتها إبان الحرب الباردة .
اشتغلت أمريكا على ثلاثة مستويات ، أولها الحرب الاقتصادية بتلاعبها بأسعار الطاقة و الحصار الاقتصادي للدول التي تدور خارج فلكها ، والضغط على الدول لتحرير اقتصادياتها لإضعاف تحكم الدولة في الأسواق " سياسة الخصخصة و سيطرة الشركات الكبرى العابرة للقرات على شريان إقتصاديات الدول" . المستوى الثاني الحرب الإعلامية والثقافية ، تغيير المناهج الدراسية و عولمة القيم الرأسمالية ، والحد من الخصوصية ، وتغريب الانتماء ، والتدخل في سياسات الدول عبر بوابة حقوق الانسان و خرق السيادة الوطنية بالعدالة الدولية . تفتيت لحمة الدول باسم حقوق الأقليات . و أخيرا على المستوى العسكري ، احتلال بعض الدول مباشرة و الاستيلاء على مقدراتها .
لولا الأزمة الإقتصادية في أوخر العشرية الأولى للقرن الواحد والعشرين التي ضربت قطاع الاتمان والرهن العقاري لاستمر الغزو المباشر للعديد من الدول ، لكن أمريكا لم توقف سياستها بل صدرت الأزمة إلى أوربا و من ثم إلى جميع دول العالم و كانت ضريبتها قاسية على دول الشرق الأوسط بالدرجة الأولى حيث عصفت بالعديد من الدول و جعلتها في شبه حرب أهلية دائمة و استغلت أمريكا الوضع الذي هيأت له كل الظروف لتنفيد سياساتها بلا حروب من جديد .
العولة لم تكن سياساتها موجهة للشرق الأوسط بقدرما هي موجهة إلى الصين والهند كدولتان تشكلان خطرا على الوجود الغربي ، فكل سياسات أمريكا في الشرق الأوسط وأفريقيا موجهة ضد النفوذ الصيني المتنامي و هي تحاول اختراق الثقافة الصينية و محاصرة اقتصادها المتنامي بشكل غريب ، و لعل أزمة جنوب شرق آسيا شاهد على قدرة المافيا الرأسمالية على الإطاحة بالاقتصاديات التي قد تشكل خطرا عليها . فكل هذه الحرب الضروس ما هي إلا إحكام الطوق على الاقتصاد الصيني وضربه في الصميم متى تم اقتحامه من الداخل بواسطة الشركات العملاقة .
و لعل المهدي المنجرة في ربطه في الحرب الحضارية بين القيم الشرقية والأسوية المتقاربة دليل على أن العولمة ظاهرها موجه للعالم الإسلامي و باطنها موجه للأسيويين لكون العالم الاسلامي لا يشكل خطرا حقيقيا على الغرب ، كما تشكله الثقافة الأسيوية المبنية على تقديس العمل و الإيمان بالذات .

ياسر علي 02-16-2014 03:21 AM

هل الفعالية السياسية ستكون لها نتائج على التقدم ؟

لا أعتقد أن الفعالية السياسية تأتي من الخواء والفراغ ، و لا يمكن لفكرة مهما بلغت من الجودة أن تصنع التاريخ ؟

لو استقرأنا تجربة ألمانيا النازية رغم تقدمها العلمي والتكنولوجي لم تستطع البقاء كنظام ، ولو بقيت بعد الحرب العالمية لكانت ألمانيا إلى اليوم دويلة ضعيفة إقتصاديا و سياسيا ؟ ذلك لأن صنع امبراطورية لا يتأتي بإعلان الإستقلالية السياسية الكلية عن القوى المؤثرة في العالم أي الدول الكبرى ، و أعتقد أن الاتحاد السوفياتي نال نفس مصير ألمانيا النازية ، رغم فوزه في الحرب ، ذلك لأنه حاول كما حاولت النازية استباق الأمر و إعلان الامبراطورية بدون مقومات الهيمنة . و هو السيطرة على مقومات نهضة الدول و أظن أن أمريكا أيضا قد تعاني من نفس المصير إن لم تجد من يفرمل تهور بعض صانعي قراراتها . فلو استمرت سياسة المحافظين العدائية مع العالم بأجمعه لعجل بذهاب الامبراطورية الأمريكية ، التي لم تكن في الأصل غير نسخة منقحة للامبراطورية الإنجليزية .

عندما نتأمل الفكر القومي العربي اليساري و حتى الصحوة الإسلامية اليمينية أو حتى الأنظمة القطرية في العالم العربي والإسلامي سنلاحظ بشكل جلي نوع من التقوقع على الذات وانتشار ثقافة كراهية الآخر بشكل أو بآخر و جرعة زائدة من أنانية ثقافية تهيمن حتى على الطبقات المثقفة . وهذا عامل حساس يغذي ثقافة النفور و النزوع إلى الهامش و في الوقت ذاته يغذي نوعا من السذاجة و يبعد الفكر الموضوعي و يسهل السقوط في فخ المؤامرات ، التي يضيع بواسطتها الجهد و تنحرف الأهداف ، و يصيب الرؤية بنوع من الضبابية و تداخل الأوليات .

لكي نزرع آمال التقدم لابد من الاستفادة من دروس التاريخ ، فلو أخذنا نموذج الصين فهي نأت بنفسها عن الحرب الباردة رغم تمسكها بالشيوعية ، و اختارت البراغماتية و النمو الناعم ، فحتى اليوم لا تزال الصين تلعب في هامش السياسات الغربية و لم تعلن العداء للغرب كما فعل البلاشفة ، وتمارس الاكتساح الناعم للعالم بخطط حكيمة . فغالبا ما نسمع عن الحياد الصيني و هو موقف سياسي مهم يمنحها هامشا كبيرا من المناورة لأخذ قسطها من الكعكات الغربية ، بإمكاناتها البشرية البشرية والعلمية و الصناعية . لو تأملنا النمور الأسيوية التي ذابت سياساتها في الأديولوجية الغربية ، ولم تنخرط في الحرب الباردة بمقدراتها فهي استطاعت أن تبني دولها و تنتشل شعوبها من الفاقة و التخلف و تترصد تقلبات العالم لتعلن عن وجودها ولو إقليميا .

يستعصي وجود نموذج في التاريخ الحديث عن دولة أو مجموعة إقليمية تمكنت من بناء التقدم مع رغبة في الاستقلال عن القوى المهيمنة ، بل هناك على الدوام براغماتية سياسية تحافظ على المكتسب و تبحث عن تنمية بجهد أقل . تجارب القومية العربية كلها سقطت في فخ الحرب الباردة ورأينا بأم أعيننا كيف انهارت أنظمتها بدون أن تأسف عليها حتى شعوبها ، رغم أنها خاضت حروبة كبيرة ضد الهيمنة الامبريالية ، وحافظت على كيان العروبة كثقافة ، ومرد ذلك أنها خاضت حروبا لا تعنيها وهي لتوها انعتقت من الاستعمار المباشر و لم تمنح نفسها فرصة بناء الذات ، مما اضطرها إلى تغليب القول على الفعل ، فخطبها النارية المؤججة للعواطف ذهبت أدراج الرياح و بقيت الحقيقة المرة أن مقومات الدولة غائبة فعليا .

لو نظرنا إلى البديل الإسلامي و هنا أقصد حركات الإسلام السياسي ، لوجدناها تغترف من الفكر القومي نبرته النارية بدون حتى ظهر مسنود كما وقع للقوميين أيام الاتحاد السوفياتي ، فهي في العراء تعلن عداءها لكل ما هو خارجي ، ثقافة و سياسة و أسلوب حياة ، مما يبين أنها غير مستعدة للبناء بقدرما هي تسير إلى مزيد من العزلة و التموقع خارج التاريخ ، فمشروعها مجرد كلام أو ظاهرة صوتية لا ترقى إلى مستوى المسؤولية و الفعل السياسي ، فعندما تقدم على ممارسة سياسية يجب اكتساب المرونة اللازمة للفعل السياسي .

سنأخذ نموذجين للدول الإسلامية التي تحاول بناء دولها و اقتناص الفرصة لرفع أسهمها في عالم اليوم .

نبدأ بإيران على سبيل المثال : فإيران كانت على الدوام تعلن عداءها لأمريكا ، لكن هذا لم يمنعها من التعاون مع أمريكا في غزو العراق و أفغانستان ، فبدل أن تساند المقاومة في هذه الدول جاءت من جانب القوي لأنه يخوض حروبا هي في حاجة إليها لإضعاف شوكة منافسيها الإقليميين و لتكون في نفس الوقت هذه المقاومات و و الدول الناشئة فيها من تخوض الحروب نيابة عنها ، كما يفعل نظام المالكي و نظام كرزاي ، فكلاهما يساهمان في قوة إيران ، و الجماعات المنعوتة بالإرهاب تقوام المشروع الأمريكي ، فكلهم في الأخير يصبون في مصلحة إيران . و ضد إسرائل لم ترسل إيران قواتها ولا جيوشها رغم ما تعلنه من عداء مع الصهاينة ، بل صنعت من يخوض معهم الحروب وفق رغبتها ليكون مجرد ورقة ضغط . فهي كلما أحست بدنو الخطر ، تعقل صانعوا سياستها و أعادو الدفء إلى علاقاتهم مع الغرب .

لا أعتقد أنه لولا النوايا التوسعية لإيران في المنطقة و تأثرها الكثير بالقومية العربية من حيث الخطاب نظرا للتقارب الثقافي لكانت مسيرة إيران التنموية بلغت أضعاف ما وصلت إليه اليوم و لكان نفوذها أعظم من أن تساوم عليه .

إذا أخذنا النموذج التركي الذي أسسه أتاتورك و خلفاؤه العسكريون ، الذين اختاروا العلمانية كإديولوجيا لقربهم من أوربا فقاموا بتحديث الدولة و انتهجوا سياسة الحداثة و بفضلها بنوا ثقافة و صناعة و سياسة و مؤسسات اقتصادية قادرة على المنافسة ، وعندما جاء البديل الإسلامي الحداثي و قطع مع ثقافة الفساد و ناهض البيروقراطية مستفيدا من الأزمة الاقتصادية الغربية ليزيد من نموه و من تطور الدولة التركية التي تكتسح سلعها كل الأسواق العربية و الدولية بنعومة ، رغم خطابات أردغان النارية إلا أن الفعل يبقى في صالح الدولة التركية و لا يمكن لتركيا أن تخوض حروب الآخرين بمقدراتها تماما كما تفعل إيران ، وما تلك الخطب النارية في حد ذاتها إلا من مخلفات الثقافة القومية عند العرب . لكون جمال عبد الناصر كان يمثل رمزا للصمود والنضال في الشرق و ربما في العالم . لكن تلك العواطف لا تقوم بها الدول ، فالدولة تبنيها القدرة على توجيه الفعل إلى مصدر النمو والتقدم و ليس إلى ثقافة انتحارية .

و يبقى السؤال لماذا تقدم الغرب و تأخر الشرق مطروحا ؟ إلى حين .

ايوب صابر 02-16-2014 01:01 PM

الأستاذ ياسر المحترم

تقول ضمن مداخلتك بتاريخ 14/1/2014 :

" التقدم يبدو شيئا أقرب إلى الخيال في عقولنا نحن الأمة المؤمنة بالتخلف ، هذا لأننا آمنابما لا يدع مجالا للأمل أننا متخلفون، و أصبحنا بدون وعي أقرب إلى الإيمان بأننالا نستحق إلا التخلف ، فكثيرا ما توطنت في أذهنانا فكرة أن الإنسان الغربي يتميزعلينا بميزات شتى، والواقع غير ذلك بكثير، فالأجناس لهم نفس القدرات، فمفتاحالتقدم هو بأيدينا متى آمنا أننا قوم يمكنه أن يصل إلى درجة أرقى.
-السؤال الذي يمكن استنباطه من هذه المداخلة هو سرهذه الحالة الذهنية التي تصفها هنا؟

- أي ما الذي يجعل التقدم في عقولنا اقرب إلى الخيال؟ ولماذا تؤمن الأمة بالتخلف؟

- وما سبب هذه الفكرة التي توطنت في أذهاننا كما تقول بأن الإنسان الغربي يتميز علينا؟

- وان كنت ترى بأن الأجناس لهم نفس القدرات فما الذي يجعل الغرب أكثر تقدما اذا؟

- وهل آمن الإنسان الغربي بأنه أكثر تقدما فحصل التقدم؟ أي هل هي مجرد حالة ذهنية؟ أم أن الأمر أعمق من ذلك وله ارتباط بالواقع الثقافي والحضاري الملموس بمجموعه؟

- هل فعلا أن مجرد الإيمان بأن مفتاح التقدم هو بأيدينا سوف نصل إلى درجة ارقي؟ أم أن هناك شروط واقعية وموضوعية يجب أن تتحقق حتى يحدث هذا التقدم والقضية أعمق من كونها حالة نفسية أو ذهنية بل أن هذه الحالة الذهنية هي نتاج عن التخلف الذي يفرض نفسه؟

- فما الحل الذي يمكن أن ينشل الأمة من حالة التخلف هذه؟ وما هي المعيقات التي تمنع تحقق هذا الوعي الضروري لتحقيق التقدم حسب مداخلتك؟

ايوب صابر 02-18-2014 03:01 PM

الاستاذ ياسر

وتقول في نفس المداخلة " وهنا لا أقصدتلك المبادرات الفردية على إيجابيتها ، بل أقصد أن تكون مؤسساتنا على استعدادلاحتضان الفكر التقدمي . ولا أقصد هنا تقدمية إديولوجية ، فلا أعتقد أن الإديولوجياو حمولتها التوعوية قادرة على أن تضمن التقدم لأي شعب من الشعوب ، بل تعتبر ذلكالسند الذي من خلاله يمكن تهييء الأجواء لإنزال سياسات معينة هي التي يمكن أن تصبفي مجرى التقدم .
من خلال استقراء أولي ، نلحظ أن فرنسا مثلا بنت و استقتتقدمها في ظل إديولوجيات مختلفة ، من نظام إقطاعي مرورا بالثورية و رجوعا إلىديكتاتورية نابوليون و انتقالا إلى الديموقراطية . و ألمانيا أيضا مرت بذات المراحلتقريبا ، و كذلك بالنسبة انجلترا ، و حتى أمريكا بنت تقدمها في ظل حرب ضروس بينالشمال و الجنوب ، و ذهابا إلى روسيا بنت تقدمها في ظل القيصرية و مرورا بالشيوعيةو وصولا إلى الليبرالية ، و الصين تخلصت من تخلفها في ظل الشيوعية و غذت نفسهبالانفتاح الاقتصادي و اقتصاد السوق الموجه .

- إذا هذا الجزء من المداخلة يوضح بل ويقدم دليل بأن الايدولوجيا ليست عامل مهم في التقدم وعليه فلا بد أن هناك أسباب محددة اخرى جعلت هذه الدول تتقدم على الرغم من طبيعة الايدولوجيا السائدة. أليس كذلك؟

- ولو دققنا في تاريخ هذه الدول التي ذكرتها تحديدا لوجدنا عاملا مشتركا مهما بينها كلها... وأتصور هذا العامل مهم جدا في دفع المجتمع إلى الإبداع على المستويات الفردية والجماعية وهذا العامل هو الحروب التي عصفت بهذه الدول سواء الحروب الأهلية أو الحروب الإقليمية والعالمية ..

- والحرب بحد ذاتها ليست مهمة في هذا المضمار لكن المهم هو ما تخلفه هذه الحروب من أيتام وموت وبؤس وشقاء ومعاناة ومأسي وهي عوامل تصنع الحياة وتصنع المبدعين والقادة الافذاذ وبالتالي فان التقدم يكون حصيلة لهذه الظروف المأساوية وما ينتج عنها من نمو ابداعي وقفزات لا يمكن ان تتحقق في حالة السلم.

يتبع،،

ايوب صابر 02-18-2014 03:23 PM

الاستاذ ياسر

وتقول " المهم أن التقدم ليس رهينابإديولوجيا معينة بقدرما هو رهين بالقدرة على بناء المجتمع ، و إنشاء توافقاتأساسية على مشروع مجتمعي ينظر إلى المستقبل ولا تنحصر رؤيته في الحاضر القريب ،فالذي يريد ترميم حياته ، بدون رؤية مستقبلية إنما يعمل على تعقيدها أكثر . فالفشلهو ضبابية الأفق ، كلما أحسست أنك تخبط العشواء ازدادت مقومات تكريس الفشل وفقدانالقدرة على التغيير ،

- اتفق معك في أن التقدم ليس رهينا بايدولوجيا معينة وقد حصل التقدم في الغرب على الرغم من تعدد الايدولوجيا وتنوعها كما قلت في الفقرة السابقة..كما اتفق معك على أهمية التخطيط المستقبلي. المعروف أن الاتحاد السوفيتي حقق القفزات النوعية نحو التقدم إلى أن وصل إلى القمر بعد أن تبنت الدولة بقيادة ستالين ما عرف بالخطط الخمسية حيث كانت الدولة تحدد أهداف واضحة تسعى لتحقيقها خلال مدة الخطة الخمسية وترصد لها كل الإمكانيات وذلك تحديدا ما حصل في الاتحاد السوفيتي ولم تكن الايدولوجيا عائقا في هذا البلد. لكن لا بد من القول أيضا بأن وجود القائد الفذ اليتيم والكرزمي الذي آمن بقدرة الفرد والمجتمع واعتمد خططا واضحة وبأهداف محددة لا بد أنه كانا عاملا حاسما في كل مرة حققت فيها الدول تقدما ملموسا وليس فقط في الاتحاد السوفيتي.

- إذا إن وجود القائد الفذ الذي يقود دفة الأمور يعتمد الخطط ويحرص على تنفيذها هو واحد من أهم شروط حصول التقدم في المجتمعات.

- وقد تكون الدكتاتورية نظام الحزب الواحد في هذا المضمار أفضل من نظام الحزبين على الطريقة الأمريكية حيث نجد أن الحزب الديمقراطي يضع خطط محددة فيأتي الحزب الجمهوري بعد أربع أو ثمانية سنوات فيضع خطط تأخذ البلاد والعباد إلى اتجاه معاكس وهو في تصوري ما يؤثر سلبا على عجلة التقدم لكن ذلك لم يحصل في الولايات المتحدة لعدة أسباب سوف نأتي على ذكرها حتما.

ايوب صابر 02-19-2014 12:37 PM

الاستاذ ياسر

وتقول " التقدم هو امتلاك فكر تقدمي مؤمن بأن الإنسان قادر على الفعل، وقادر على التأثير في المستقبل ، وعندما يتم التفكير على هذا النحو في مجتمعاتناآن ذاك لن تستغرق مسيرة التقدم كل تلك السنوات التي توحي بها الفروق التي تظهرشساعتها بيننا وبين الغرب ، فالصين بنت تقدمها في ظرف خمسين سنة ، والبرازيل بنفسالمجهود و في نفس المدة ، والهند انتهجت نفس الركب ، مع العلم أن تلك الدول تملكأكبر عائق من عوائق التقدم حسب النظرة الغربية وهي الكثافة السكانية ، و لكنها أيضاثروة إن تم استغلالها كثرت ثمارها ."

- أتصور أن هذا الفكر التقدمي الذي تتحدث عنه هنا يكون عادة مرتبط بالقائد الفذ ومثال ذلك ما جرى في عهد عبد الناصر. والذي يدقق في انجازات مرحلة عبد الناصر يجد أنها كانت مهولة واستثنائية ولكنني اعتقد بأن انجازاته كانت مرتبطة بشخصيته الكرزمية وبغض النظر عن الفكر الذي كانت تتبناه الثورة التي قادها. فالقائد الفذ قادر على التعبئة والحشد ورفع الهمم وبالتالي خلق مزاج شعبي ايجابي تدفع عجلة الإنتاج بشكل عام إلى الامام.

- لكن السؤال هو : هل وجود القائد الفذ يساهم مساهمة فعالة في إحداث ثورة تقدميةعلى شكل ما جرى في الغرب أم أن تأثيره يكون محصور في إحداث تحسن في الإنتاجية؟ أم أن التقدم بالمعنى الحضاري وتحقيق القفزات يتطلب أكثر من وجود قائد واحد فقطمهما كان هذا الواحد عبقري وملهم للجماهير؟

- وهل يمكن القول أن التقدم في أمريكا حصل مثلا بسبب وجود جون كندي؟ وان التقدم في بريطانيا كان وراءه تشرتشل؟ أم أن التقدم يتطلب انبعاث على مستوى الجماهير كافة وليس فقط فرد واحد؟

ولا شك أن الأمر يتطلب أكثر من وجود قائد فذ فغالبا ما يكون لموت هذا القائد اثر سلبيا على المجتمع الذي يحكمه ، ولا شك أن التقدم في الغرب عبارة عن نتاج حركة مجتمعية شاملة ولا يمكن ربط عجلة التقدم في شخص أو أشخاص مهما كانت شخصياتهم مؤثرة ودافعه نحو الإنتاجية.

ومن ناحية أخرى لا بد أن يكون هذا الفكر التقدمي شيء آخر غير التفكير الديني أو الايدولوجيا الدينية لان التجربة اثبت بأن أوروبا ظلت ترزح تحت ظلمات التخلف حينما سيطرت الكنيسة على مقاليد الحكم وأصبحت تتحكم في شؤون التعليم والفكر بشكل عام وعملت على تغييب دور العقل بتبنيها ايدولوجيه لاهوتية تعتقد أن النقل هو النهج الوحيد الضروري والذي يحقق للبشر كافة ما يحتاجون إليه وقاموا على اثر ذلك بمحاربة العقل والفكر العقلاني والفلسفي ولم تتحرر أوروبا من ذلك إلا عندما تخلصت من الفكر اللاهوتي ولا يبدو أن طبيعة الفكر البديل التفصيلة مهم كثيرا ولكن المهم انه يخلص المجتمع من الاثار المدمرة للتفكير الديني اللاهوتي المتطرف من حيث تعامله مع العقل والقضايا الفلسفية.

ايوب صابر 02-20-2014 01:02 PM

الاستاذ ياسر
تقول" أعتقد أن البحث العلمي واحد من رهاناتالتقدم ، فعندما تنخرط المؤسسات في الرفع من جودة المنتوج العلمي في البلد ازدادتأسهم تحقيق التقدم ، فاستثمار العقل البشري هو وحده الرهان الذي لا مناص منالاشتغال عليه إن أردنا أن نضع قدما في الطريق السليم".

- اتفق معك تماما في هذا الطرح لكن السؤال هو هل يمكن أن يتم استثمار العقل البشري من دون توفر البيئة الحاضنة؟ أصحاب التفكير الاهوتي المتطرف ظلوا يقاومون أي استخدام للعقل ويحاربون العلماء وفي نظرهم أن ما وصلنا من علوم دينية تكفينا فلا حاجة للعلوم الوضعية، بل لقد ذهبوا إلى ابعد من ذلك حينما حاكموا جاليلو مثلا رغم أن جل ما فعله هو القول بأن الأرض ليست مركز الكون بالدليل العلمي والذي تحصل كنتيجة لاختراع التلسكوب.

- وهذا البحث العلمي لن يحصل إلا إذا ما اهتمت الدولة بالتعليم أولا ثم وفرت الظروف المناسبة للبحث العلمي وقامت على دعم هذا النشاط بكل الوسائل...في الغرب مثلا نجد أن جزءا مهما من الدخل القومي يخصص للأبحاث العلمية بينما في الشرق لا تكاد مخصصات البحث العلمي تذكر. وتحرص الدول في الغرب أن يظل لها سبق في الاختراع والاكتشاف وهي تطلق بين حين وآخر مبادرات معينة لهذا الغرض. فنحن نعرف مثلا أن مبادرة البحث العلمي في مجال الناناوتكنولجي توظف ما يزيد عن 40000 عالم يبحثون في كل المجالات وهذا الفريق لوحدة سيضمن استمرار تقدم الغرب إلى ما شاء الله كنتيجة لهذا الجهد الاستثنائي الذي يسخره المجتمع الغربي. وفي مبادرة حديثة العهد نجدا أن أوروبا مليار دولار لتشجيع البحث في مجال علم الدماغ والعمل على استكشاف هذا الجهاز الاعجازي الذي سيضمن من يسبق على اكتشاف خباياه وكفكفة إسراره تقدم غير مسبوق وربما يؤدي إلى خلق فجوة لا يمكن ردمها. وما لبثت أمريكا أن لحقت بها حيث جاء الاهتمام من أعلى سلطة وأعلن الرئيس الأمريكي شخصيا منذ مدة قصيرة إطلاق المبادرة حيث جاء في خطابه بتلك المناسبة "أن البشرية قد تمكنت حتى الآن من اكتشاف 16 جزء من مكونات الخلية ، كما توصل علماء الفلك إلى رصد مجرة على بعد 700 مليون سنة ضوئية..لكننا لا نكاد نعرف شيء عن هذه الكتلة التي تقع بيني اذنينا"... الآن تعرف البشرية ما نسبة 5% من أسرار الدماغ فلماذا سيحصل لو أن الغرب تمكن في تحقيق سبق في هذا المجال وتوصل إلى معرفة 20% من أسرار الدماغ؟

- من هنا نصل إلى الاستنتاج بان البحث العلمي مهم للغاية لكن هذا البحث العلمي لا يكون ممكنا إلا إذا ما توفرت شروط تجعله ممكنا. ومن ذلك ما ذكرنا هنا وملخصه الاهتمام الرسمي والشعبي بالتعليم ، وتوفير الدعم والمساندة والتمويل اللازمة للبحث العلمي والاهم توفير البيئة المشجعة على البحث ضمن رؤيا شمولية ومن أعلى المستويات بدلا من محاربة العلماء والوقوف لهم بالمرصاد. ولا شك أن الاهتمام بمجالي الننانوتكنولوجي وعلم الدماغ لها الأولوية ألان لان أي اختراق فيها سيحقق قفزات نوعية لا سابق لها وهي ضمانة لتحقيق تقدم غير مسبوق.

ايوب صابر 02-27-2014 02:55 PM

لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟

- ربما يكون هناك عوامل تفصيلية كثيرة لـتاخر الشرق لكن نجد ان اهم العوامل على الاطلاق وفي الحصلة هو دائما "غياب العقل"؟

ايوب صابر 02-28-2014 12:00 PM

لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟

يبدو لي واستنادا الى الوقائع التاريخية ان التفكير الديني اللاهوتي هو السبب الرئيسي لتاخر الشرق وان فصل الدين عن الدولة واحترام العقل استنادا الى فلسفة ابن رشد كان السبب الرئيسي للنهضة الاوروبية ومن ثم تقدم الغرب؟

فما رايك انت ؟ *

ايوب صابر 03-01-2014 01:20 PM

الأستاذ ياسر تقول في مداخلتك بعنوان " النهضةبين الموجود والمنشود 4 يناير 2013".


"النهضة ذلك الحلم الذي نؤجله منذ أناخترنا التموقع على هامش التاريخ، واستلطفت ذواتنا الركون إلى الراحة المخزية التيتملأنا جبنا و كسلا ، حتى أحببنا العجز وصرنا على أسرته المذلة نمارس شهواتناالبليدة ، نطأطئ رؤوسنا مختبئين عن العالم ومرحه و مجون المعرفةيفتك ببقاياالسذاجة والأمية في البلاد الأخرى ، إننا مع الأسف الشديد قوم ذاكرته قصيرة وقدتكون في أحيان كثيرة قاصرة بل مفقودة".
- تقول اخترنا التموقع على هامش التاريخ... والسؤال هو من الذي اختار؟

- ثم في تصورك ما هي أسباب هذه الأمراض التي أصابتنا في رأيك " واستلطفت ذواتنا الركون إلى الراحة المخزية التي تملأنا جبنا و كسلا ، حتى أحببنا العجز وصرنا على أسرته المذلة نمارس شهواتنا البليدة ، نطأطئ رؤوسنا مختبئين عن العالم ومرحه

- مرة أخرى وبالقياس لم ا جرى في أوروبا إلا ترى بأن التفكير الديني اللاهوتي هو السبب الذي دفعنا إلى هامش التاريخ؟

- وبالقياس مرة أخرى مع أوروبا ..هل كان بالإمكان أن يحصل التقدم المعرفي الذي وكما تقول أصبح يفتك ببقايا السذاجة والأمية في البلاد الأخرى" مجون المعرفةيفتك ببقاياالسذاجة والأمية في البلاد الأخرى " لولا ان تخلصت أوروبا والغرب بشكل عام من سيطرة التفكير الديني اللاهوتي؟

- ألا يجدر بنا أن نفكر في وسائل امتلاك المعرفة ما دمنا اصحبنا نعرف سر التقدم والحضارة؟ خاصة أن نهضة أوروبا قامت على أنقاض فكر ابن رشد الذي اشبعناه ذبحا واستفادت من التجربة الفكرية الإسلامية التي احترمت العقل وقدرته؟

- ألا ترى بأن قصور أو فقدان الذاكرة " إننا مع الأسف الشديد قوم ذاكرته قصيرة وقدتكون في أحيان كثيرة قاصرة بل مفقودة".ما هو ألا عملية عقلية وهذه العملية ناتجة حتما عن سيطرة التفكير اللاهوتي أي الديني المتطرف الذي يرفض العقل ودوره في البناء المعرفي الذي هو السلاح الوحيد للتقدم؟

ايوب صابر 03-01-2014 01:54 PM

اعجبني هذا المقال والذي يوضح اثر ابن رشد على التطور المعرفي الغربي لمن يريد ان يتوسع في معرفة هذا الدور:
==

المذاهب الفلسفية والأدبية وأثرها في الرواية الأوربية دعوة الحق
84 العدد

يذكر بعض علماء الغرب بأن الفيلسوف الأندلسي ابن رشد كان أكثر أهمية في الفلسفة المسيحية منه في الفلسفة الإسلامية فهو بالنسبة لهذه ( الفلسفة الاسلامية ) نهاية طريق مغلق بينما هو بالنسبة للأولى ( الفلسفة المسيحية ) بداية الطريق (1)، وذلك منذ أن ترجم إلى اللاتينية من لدن ميخائيل سكوت في مستهل القرن الثالث عشر فكان له تأثير قوي لا على الفلسفة الاسكولائية أي المدرسية وحدها بل وعلى أحرار الفكر من غير المحترفين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم أتباع ابن رشد في الوقت الذي كانت جامعة باريس تضم أكثر المعجبين به من الفلاسفة المحترفين فتوما الإكويني الذي يعد من أعظم الفلاسفة الإسكولائيين لم يسلم من التأثر بالفيلسوف المغربي على الرغم من إعلانه القيام بدور تصحيح فلسفة أرسطو مما ألم بها من الخطأ في اعتقاده عن طريق ابن رشد وأتباعه من المسيحيين معتمدا في هذا التصحيح على الترجمة من اليونانية بفضل صديقه وليم الموربيكي وهناك أيضا الإسكولائي الإنجليزي روجير بيكون الذي انتقد المترجمين من معاصريه عن اليونانية والعربية معا، مثلما كان ينتقد بناء الحجة على ما اعتقده الأسلاف بينما نراه بالرغم من ذلك لا يتورع عن اقتباس آراء بعض الفلاسفة، من بينهم ابن رشد وابن سينا كذلك (2).
إذن فقد كان ابن رشد بداية الطريق في الفلسفة الأوربية التي سنراها تغتني بالعديد من المذاهب الفلسفية والأدبية والعلمية يتداخل بعضها في بعض ويناقض بعضها الآخر ولم يكد يحل القرن السابع عشر حتى رأينا عناية فائقة بالمنهج فظهرت عدة كتب في هذا الموضوع لفلاسفة مشهورين مثل فرنسيس بيكون صاحب كتاب الأرجانون الكبير وديكارت صاحب المقال في المنهج وإصلاح الذهن لسبينوزا وقد كان بيكون في مقدمة فلاسفة المذهب التجريبي المناهض للمذاهب العقلية الصرفة في حين نرى ديكارت من أعلام المذهب العقلي فإذا انتقلنا إلى منتصف القرن الثامن عشر ألفينا المدرسة التصورية أو المثالية في أوجها على يد عمانويل كانت وأتباعه من مثل فخته وشلينج وهيجل فيما بعد.
جاعلين نصب أعينهم معارضة المذهب التجريبي ثم التشككي الذي تزعمه دافيد هيوم.
أما في منتصف القرن التاسع عشر فإن نظرية داروين في النشوء ولم تكن في الحقيقة سوى نظرية بيولوجية لم تلبث أن تحولت إلى مذهب فلسفي تام على يد البيولوجي الألماني هيكل (1834- 1919)، يطلق عليه المذهب المادي أو مذهب الطاقة كما نرى حملة جديدة ضد المذهب التجريبي ونظرية التطور يتزعمها في انكلترا ت، هـ جرين تحت اسم المذهب المثالي المطلق أو كما سماه البعض بالكانتية أو الهيجيلية الجديدة وتزعم هذه الحملة في فرنسا لاشلييه ورويس في أمريكا.
فإذا أشرف القرن على نهايته رأينا في فرنسا رد فعل قوي للنظرية الآلية العلمية بلغ دورته في مذهب التطور الإبداعي الذي يمثله الفيلسوف الفرنسي الشهير هنري برجسون يقابله في ألمانيا هانس دريش ووليم جيمس في أمريكا تحت اسم البراجماتزم وعليه بنى جون ديوري فلسفة الذرائع لنخلص فيما بعد إلى المذهب الواقعي المتفق مع الروح العلمية الحديثة والنتائج العامة التي وصل إليها العلماء وقد ظهر على يد الفيلسوف البريطاني ((صمويل ألكسندر)) الذي اعتمد على الزمان والمكان أو الكون الزماني المكاني ذي الأبعاد الأربعة، والمعتمد على الحركة البحتة( أي الانتقال من نقطة زمانية مكانية إلى نقطة أخرى) (3) .
وإذا كنا لم يخطر ببالنا قط محاولة التعرض إلى جميع المذاهب الفلسفية الغربية التي ظهرت خلال القرون الأخيرة بسبب أن ذلك قد ينحرف بنا عن القصد الذي نرمي إليه فإننا تحرينا الإشارة إلى البعض منها مما قد يكون له مداخلة مع بعض مع بعض المذاهب الأدبية التي كان لها بعدا الأثر في الرواية الأوربية، على أننا لا نغفل هنا الألماع إلى أثر بعض المذاهب السيكولوجية والاجتماعية والكشوف العلمية في الموضوع فنظرية فرويد سنرى ما لها من أثر في المذهب السريالي مثلا ووليم جيمس وهو العالم النفساني كان له أبعد الأثر نتاج أخيه الروائي هنري جيمس وكان لبعض الاختراعات أثر لا ينكر في الرواية كذلك فاختراع الكاميرا مثلا قد بدأ أثره على الرواية في العناية بالحركة الخارجية وتسجيلها بدلا من الاهتمام بالدوافع النفسية، والاعتماد على العقل الباطني.
وقبل التعرض إلى بعض المذاهب الأدبية وأثرها في الرواية الأوربية يجب ألا نغفل الإشارة إلى تدخل مختلف العوامل السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية في نشوء تلك المذاهب بحكم النزوع الحي إلى محاولة إنشاء الهياكل المثلى للبنيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والأدبية وإذا كان الشرق الإسلامي لم يستلفت نظره من التراث اليوناني إلا الفلسفة والطب والهندسة وغيرها من العلوم دون الاهتمام بالجانب الأدبي والفني من ذلك التراث فإن الفكر الغربي الذي عرف كثيرا من تلك العلوم عن طري الفكر الإسلامي أقبل بشغف على التراث الأدبي اليوناني بواسطة المترجمين الذين نشطوا خلال القرن الثاني عشر حيث كانت المراكز الرئيسية لنشاط الترجمة بصفة عامة هي القسطنطينية وبالرموز وطليطلة و هذه الأخيرة كانت أهمها حيث أنشأ رئيس الأساقفة ريموند كلية الترجمة (4) ، وهذا ما جعل معظم الأدباء ينحون نحو الأدب اليوناني ويتأثرون به جد التأثر ومن ثم كان في معظمه كلاسيكيا إلى أن ظهرت الرومانطيقية وكان من حظ الرواية أن تحتضن هذا الاتجاه الأدبي قبل فني الشعر والمسرح أي منذ 1802 حيث أصدر الكاتب الفرنسي شاتوبريان روايته رينه التي تدخل في نطاق الرواية السيكولوجية وقد اصطبغت بها الرومانطيقية في بدء ظهورها شانها في ذلك شان روايتي مدام دي ستايل ودلفين وكورين ورواية اعترافات في العصر لألفريدي موسيه وإن كان التعبير ها هنا أكثر اتساما بميزات الرومانطيقية فهو ملتهب وفصيح عاطفي يحمل التحاليل بحركة مستعجلة لاهتة (5) ولا تكاد تظهر روايات ستندال حتى نرى الروح الرومانطيقية قد تبلورت بشكل يعاكس ما رأيناه في رينه لشاتو بريان واعترافات فتى العصر لموسيه وإن كان هذا لا ينفي أن مشاغل أبطال ستندال كانت نفس مشاغله هو مع شيء من الاهتمام بالأشخاص الثانويين واتساع المجال أمام المخيلة مع تعقيد الدراما ولم تلبث الرومانطيقية أن اتخذت التاريخ مصدرا لها بحكم النزوع إلى التخصيص الذي أضيف إليه فيما بعد ذوق التجريد والحقيقة الخارجية التي هي أحد الخطوط الرئيسية في الرومانطيقية (6) وكان ذلك أيضا على يد شاتو بريان ملحمته الشهداء LES MARTYRES التي ظهرت سنة 1809 على أ ألكسندر ديماس استطاع أن يوفر للرواية التاريخية ما اتسمت به من شعبية بقطع النظر عما وجه إليه من انتقادات لا مجال لذكرها هنا وفي هذا الصدد ينبغي ألا نغفل عن ذكر رواية روتردام دي باري لفيكتور هيجو الذي ستتخذه الرواية الرومانطيقية على يده إطارها الاجتماعي في البؤساء les misérables دون تجاهل تأثره باوجين سو SUE ولاسيما في روايته أسرار باريس.
أما الرواية الواقعية وهي من مواليد الرومانطقية كذلك فكان رائدها المبرز بدون جدال بلزاك في رواياته الخمس والعشرين التي جمعها تحت عنوان الكوميديا الإنسانية la comédie humaine وبالمقابل تتمثل الرواية العاطفية عند جورج صاند ويمكن القول إن الرواية استفادت من الرومانطيقية عمقها واتساعها، وكان أول الفنون الأدبية احتضانا لهذا المذهب الأدبي الذي قام على أنقاض الكلاسيكية التي كانت إلى القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر مسيطرة على الجو الأدبي والعكس على الرواية ما تتسم به من الرومانطيقة من أحلام وأوهام وتعلق الأمور البعيدة وميل إلى الحزن والتفكير في الموت والإغراق في الخيال والإيمان بالمغيبات والولع بالفروسية وهيام بالبطولات وهي جميعها خصائص الرومانطيقية.
هذا في فرنسا أما انجلترا فقد ظهرت الرومانطيقية في قصص الغموض والخيال بظهور قلعة اترانو لهوراس والبول وقد نشرت سنة 1746 أما روايات السير والترسكوت فيمكن أن تساق كمثال للرواية التاريخية الرومانطيقية (7) ولم تخل آثار أدباء انجليز كجورج اليوت ونيومان وكارليل وغيرهم من ثمار الرومانطيقية وإن كانت جورج اليوت تمتاز بالتزامها الواقعية وتطبيقها تطبيقا علميا على عقول شخوصها (8) وظهرت السريالية لتهدف إلى استعادة جميع الطاقات غير المعترف بها مرتكزة حسب رأي أندريه بريتون على الإيمان بالحقيقة العليا لبعض أشكال الجمعيات التي كانت مهملة قبلها وعلى قوة الحلم العظيمة والحركة النزيهة للفكرة ومن المسلم به أن السريالية تخرج عن نطاق الأدب بالنظر إلى أنها تهدف إلى انعتاق الإنسان من مدينة بالغة التعقيد والنفعية إلا أنها بالنظر إلى أن أفضل وسيلة للإعراب عن الحالات النفسية هي الفن فقد لجأت إلى تقييم الانتاجات من الناحية الجمالية فقط (9) فالفن عند السرياليين إذن ليس سوى طريق موصل إلى السريالية وصحيح أن السريالية أفادت الشيء الكثير من كشوف فرويد النفسانية إلا أنها تخطت التحليل إلى تحقيق ما اكتشف من الثروات الداخلية للإنسان وهذا يعني أنها تجمع النظرية والتطبيق وبالنظر إلى أن السريالية كانت في الواقع ثورة على الرومانطيقية لأجل اكتشاف عالم آخر فإنها من جهة تعارض ذاتية الرومانطيقة التي لا تعترف إلا بحقيقة إنسان مفكر عاقل كما ترفض من جهة أخرى ذاتية التأثرية Impressionnisme التي تقضي بإبقاء التأثر على النحو الذي وقع الشعور به والسريالية تعتبر الشعر الأكثر جدارة لإيحاء المهاوي السرية من فن التصوير بالنظر إلى تمييزه بسرعة الإعراب عن تتابع الأفكار في الروح المودعة لنفسها، ومن ثم ينصح أندريه بريتون بممارسة الشعر لبلوغ الإلهام السامي ، ومن أجل ذلك نرى أن السريالية وجدت مجالها الفسيح في الشعر أكثر من أي فن أدبي آخر. إلا أنها مع ذلك لا تتجاهل ما للحوار من تناسب مع أشكال اللغة السريالية بالنظر إلى أنه يبتدع صورا عفوية شريطة عدم اللجوء إلى استنباط متعة جدلية من أحد الطرفين وفرضها على مخاطبه ومعنى هذا أن السريالية تتحرى مجانية العالم الواقعي لتقتحم عالم الرؤى والأشباح وهذا الجو اللاواقعي هو الذي نعثر عليه في الروايات السوداء للقرن الثامن عشر بانجلترا والتي قوبلت بنجاح كبير فرواية الراهب التي ترجمها انطونان أرتو بعد أن استهوته تلك المداخلة الثابتة للسحر والشعوذة في الحياة الواقعية يرى فيها بريتون ( رغبة الخلود لأبطال منعتقين من كل مضايقة وقتية ولا يطرى إلا ما يوحى من الروح ترك الأرض " ومثل ذلك يمكن القول عن رواية " هويماس " ( على الطوف ) ورواية " المسدس ذو الشعر الأبيض " التي يصف فيها ( بريتون ) أحد قصور الأحلام ورواية " قصر أو تراب" التي استلهمها " هوراس والبول " من أحد الأحلام.
أن السرياليين يعتقدون أن الإنسان أسير أحلامه في حين نرى أن الطبيعيين يعطون للتوافه اليومية أهمية في حياة الإنسان الذي يتفطن لها دائما ثم كان يحدو هؤلاء الرأي القائل : أن مصير الإنسان هو وسطه " عكس الأخيرين الذين يقولون : أن مصير الإنسان هو خاصته إذا كان أميل زولا مؤسس الاتجاه الطبيعي في الرواية اعتمد بالدرجة الأولى على الجانب الفيزيولوجي فإن تلاميذه اتجهوا إلى الجانب الإجتماعي بالنظر إلى أن الفرد يعكس الوسط الاجتماعي إلا أن هؤلاء انقسموا فيما بعد إلى تيارين أساسيين في المذاهب أولهما يهتم بوصف البيئة الاجتماعية وفضحها وكذلك القضايا الاجتماعية وفضحها وكذلك القضايا الاقتصادية والرواية الأمريكية تسعفنا بنماذج من التيارين معا على أن أبرز من يمثل التيار الأول "جيمس فاريل " بينما يمثل التيار الثاني " دوس باسوس " ومع ذلك فإن من الخطأ الاعتقاد بأن الطبيعيين من كتاب الرواية تقيدوا دائما بأسس هذه المدرسة " فزولا " نفسه وهو مؤسسها يؤكد لنا في " جيرمينال " هذا الرأي حيث يحلق في أجواء الخيال الفسيحة يشكل يذكر بالأحلام ومثل ذلك يقال عن " فاجنر" أما الوجودية فبالرغم من أنها فلسفة قوامها الفرد بنزعاته ورغباته وبذلك القلق الحاد الذي يستحوذ عليه حيال المصير بل وطلاسم الحياة نفسها فمن الصعب تأطيره كمذهب فلسفي منظم ذلك لسبب وجيه هو أنها مذهب حياة والحياة معقدة وغنية بالمفاجئات ومن ثم اختيار الوجوديون لأنفسهم طريقة العرض الروائي والمسرحي والقصصي لنظراتهم الفلسفية وهي تعارض كل ما يندرج تحت العموميات والقوانين الكلية وبصفة عامة جميع المذاهب التي تقضي بذوبان الشخصية كمذهب " هيجل " الألماني مثلا.
وإذا كان " كير كجورد " ( 1813 – 1855 ) يذكر دائما على أنه أبو الوجودية فمن الخطأ الاعتقاد بأنها لم تخطر ببال أحد قبل ذلك " فتوما الأكويني الإسكولائي " أدرك هو
أيضا قبل " كير كجورد " أن المجرد غير موجود وأن التجريد يرتكز على الفرد وأن هذا الفرد هو نقطة انطلاق.(10)
ووجود الفرد سابق على ماهيته من وجهة النظر الوجودية ويكمن هذا الوجود فيما يقوم به الفرد من أعمال وما يتخذه من مواقف ومن ثم كان عليه أن يجعل لوجوده نكهة وجدة وهذا يعني الانتقاء وهذه المسؤولية الشعور وهذا بدوره يعني الحرية والمسؤولية في آن واحد على أن تتجاوز هذه المسؤولية الشعور بالحرية في اختيار المصير إلى اتخاذ هذا الفرد موقفا مما يدور حوله في هذا الكون فهو مسؤول عن كل شيء " مسؤول عن الحرب كما لو كان هو الذي أعلنها " على حد تعبير " سارتر " في " الوجود والعدم ".
هناك فكرة تطبع أدب العصر حسب رأي " جورج برنانوس " هي أن " كل شيء ينبغي أن يعاد ويبدأ من جديد(11) " إذ أن الإنسان يلفي نفسه وحيدا أمام نظريات جاهزة يرفضها ويتحمل مسؤوليته في وحدته هذه ومن ثم يشتد قلقه وحيرته وتتضاعف مسؤوليته، وهذا هو القاسم المشترك بين آثار كل من برنانوس ومالرو وكراهام كرين وألبير كامو وصحيح أننا نلمس منذ بداية القرن العشرين أن " الحياة كف عن أن تكون جاهزة(12) " نلمس ذلك عند " بيجي " و " أندري جيد " وصحيح أيضا أن " الحرية " و " الوعي " تأخذان مكان الصدارة في آثار " جيد " و " كوكتو " و " رال يغييه " بالقدر الذي جعل بطل الأول " لافكاديو " وبطل ثاني " توماس " المشعوذ ومن أبطال الثالث سكاري مراهقين لا يومنون بغير أهوائهم وحريتهم الثمينة ولكن المأساة الإنسانية تبدو عند " مالرو " و " كامو " أكثر جسامة حين يواجه الإنسان مصيره وقدره في حين تحول الوعي و الحرية عند " روكانتان " بطل رواية " الغثيان LA NAUSEE " " لسارتر " إلى ضرورة قاسية وفاجعة (13) وفي قصة " ضباب " ( لميجل أو نامونو ) الفيلسوف الوجودي تتجلى ظاهرة القلق الحاد من أجل المصير فلا يتورع " اونامونو " عن التدخل حينما قرر البطل الانتحار لينخرط معه في حوار عن الموت وحينما يموت البطل يحاول الفيلسوف الوجودي أن يبعثه مرة أخرى وفي الحلم يخاطبه البطل قائلا : " أن الذي يموت لا يستطيع الخالق أن يبعثه لأن أحدا لا يرى حلما واحدا مرتين " والحياة غير مبررة والشعور بهذا يتبدى لنا عند البطل " كامو " في قصة " الغريب L’ETRANGER ".
ثم أن هناك نظرية تعني عدم الكفاية للقيمة الخارجية والاجتماعية لبناء حياة أخلاقية حقيقية وصدق إنسان حقيقي وأن لا قيمة للرضى الصادر عن الشهرة وصحيح أن هذه النظرية وردت على لسان " بوسويه " و " باسكال " إلا أنها أخذت مكانة أكثر فيما بعد " جيد و " مالرو " و " بيراند للو " و " أنوى " وإذا كان لهذا الاتجاه من معنى فهو تحد للقيم المتدرجة تحت حضارة متجمدة يخيم عليها الرياء والطمأنينة وينعدم فيها عنصر الإخلاص والقلق ومن ثم فإن الاتجاه الفلسفي " لساتر " يرتكز " على الصراحة والإخلاص والوعي " والمسؤولية العارية دون اعتبار للقيم الجماعية والأخلاقية(14)" والوعي بحاجة إلى شيء يوعي أو بعبارة " سارتر " نفسه " أن كل وعي هو وعي شيء ما " أما الأشياء بحد ذاتها فهي لا تحتاج في وجودها إلى شيء فهي كثيفة ليس لها من هيئة وكذلك تبدو في " الغثيان " ولأنها موجودة بذاتها فقد أطلق عليها " ساتر " اسم الوجود ولكنها بالرغم من ذلك ليست بشيء دقيق واضح وإنما الذي يضيئها ويكسبها معنى هو الوعي الذي يقتطع شيئا من أشياء وهذا معنى إنكار جزء من العالم أي أن الوعي يتجه نحو العدم الذي هو في نظر " سارتر " لا يهوى بالوعي وإنما يرفعه ومن ثم فإن الإنسان ليس إلا وعيا ينفصل عن الأشياء ويعطيها معنى.
وطبيعي أننا لن نستطيع في هذه العجالة الإلمام بمختلف التأملات التي تطرحها الفلسفة الوجودية غالبا في صورة مواقف لأبطال روايات ومسرحيات وما أشرنا إليه منها وبالنسبة كذلك لما سبقها من المذاهب الفلسفية والأديبة كان قصدنا منه بالدرجة الأولى تأكيد الحقيقتين التاليتين :
1- تدفق المجاري الثقافية المسعفة بروافد مختلفة في أوربا وتجددها وحيويتها
2- مسايرة الرواية لهذا التدفق والتجدد والحيوية واحتضانها لكل جديد هذا في العالم الأوربي أما في الشرق العربي فذلك ما سنحاول التعرض له في مقال قادم بحول الله.


(1) تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند راسل ترجمة الدكتور نجيب محمود ص 196 ج 2.
(2) نفس المصدر ص 253 من الكتاب الثاني.
(3) فلسفة المحدثين والمعاصرين ل: أ. وولف ترجمة الدكتور أبو العلاء عفيفي ص 115.
(4) تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراندرسل الكتاب الثاني ص 216.
(5) الرومانطيقية لفان تيغم ترجمة بهيج عثمان.
(6) الرومانطيقية للمؤلف والمترجمين السابقين.
(7) القصة في الدب الانجليزي للدكتور طه محمود طه مجلة القصة عدد 2 السنة الأولى.
(8) نفس المصدر ص 168.
(9) السريالية لأدولف دوبليش ترجمة بهيج عثمان.
(10) " الصراع في الوجود " ( لبولس سلامة ) ص 456
(11) " ساتر والوجودية " ل ( ر م البيرتس ) ترجمة الدكتور سهيل إدريس ص 18
(12) نفس المصدر ص 17
(13) نفس المصدر ص 35
(14) نفس المصدر ص 66

خالد البلوشي 03-01-2014 02:53 PM

اعتقد أن المناخ المُهيّأ للفكر وصناعة الأفكار وترجمتها إلى ابتكارات هي صحية أكثر في المحيط الغربي ، حيث الفضاءات أرحب و كذلك هناك نقطة مهمة جدا جدا و هي أن أي شخص ذو موهبة عقلية يتم التعامل مع موهبته دون النظر إلى هوية شخصه كما هو الحاصل في محيطنا نحن ..


ايوب صابر 03-02-2014 12:22 PM

الاستاذ خالد البلوشي

اشكرك على مداخلتك والتي تقول فيها" اعتقد أن المناخ المُهيّأ للفكر وصناعة الأفكار وترجمتها إلى ابتكارات هي صحية أكثر في المحيط الغربي ، حيث الفضاءات أرحب و كذلك هناك نقطة مهمة جدا جدا و هي أن أي شخص ذو موهبة عقلية يتم التعامل مع موهبته دون النظر إلى هوية شخصه كما هو الحاصل في محيطنا نحن..".

السؤال اذا هو :
- ما الذي جعل المناخ اكثر صحية ومهيأ للفكر وصناعة الافكار وترجمتها الى ابتكارات عند الغرب؟
- ما المقصود بأن الفضاءات ارحب؟
- ولماذا يحترم ذوي المواهب هناك؟

وعليه :
- هل السبب هو الوفرة المادية والبحبوحة الاجتماعية؟
- ام هي الانظمة الاقتصادية والسياسية الرأسمالية والديمقراطية ؟
- ام هي الرغبة في الهيمنة الاستعمارية والتنافس على البقاء في المقدمة؟
- ام ان التقدم الحضاري الذي تحقق هناك والذي نحن بصدد الحديث عنه هنا هو الذي فرض مثل هكذا اجواء حيث يصبح احترام الانسان المبدع تحصيل حاصل؟
- ام ان التعليم وارتفاع المستوى الثقافي هو العنصر الحاسم؟
- ام هو النضوج الفكري واحترام العقل؟
- ام هل للحكومات دور في هذا الخصوص؟
- وهل مبادرات مشتركة حكومية اهلية على شاكلة جائزرة نوبل ..عنصر مساعد؟
- ام ان الموضوع كله له علاقة بفصل الدين عن الدولة؟

ايوب صابر 03-04-2014 11:29 AM

- ويظل السؤال: لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟


الساعة الآن 01:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team