منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( حيدر بن سليمان الحلي ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5058)

ناريمان الشريف 06-24-2011 11:55 AM

من شعراء العصر الأندلسي ( حيدر بن سليمان الحلي )
 

أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
للشاعر (حيدربن سليمان الحلي )


أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
طواكم وعندي من شمائلكم نشرُ؟
سلامٌ على تلك المحاسن إنها
مضت فمضى في إثرها الزمن النضرُ
لعمري لئن قد أقفر الجزعُ منكم
فربع الأسى من بعدكم طللٌ قفر
أشاق إليكم كلما عنَّ بارقٌ
وآية ُ شوقي أنَّ دمعي له قطر
ولا أنشق الأرواحَ إلا غلالة
لتبردَ أحشائي وهل يبرد الجمر؟
وكنت أعدُّ الهجرَ لا شيء فوقه
إلى أن أتى ما هان من دونه الهجر
فأصبحت لا أعلامُ سلع تشوقني
ولا يتصبّاني بها ما حوى خدر
وكيف وفقدان الشباب فقدتكم؟
وتلك حياة ٌ لا يُحبُّ لها عمر
ولما تجاذبناكمُ أنا والردى
رجعت برغمي عنكم ويدى صفر
وكم منكم من واضح الوجه ادرِجتْ
له صورة ٌ في البُرد لم يحكها البدر
وكافورة ٍ للحسن أضحت بزعمهم
تعطَّر بالكافور وهي له عطر
لي اللهُ بعد اليوم من لي بقربكم
وأبعدُ غادٍ من أتى دونه القبر
قفوا زوِّدونا إنما هي ساعة ٌ
ووعد التلاقي بيننا بعده الحشر
رحلتم وقلبي شطرُه في ظعونكم
وللوجد باقٍ منه في أضلعي شطر
وشيَّعتكم والدمع يومَ نواكم
غريقان فيه خلفكم أنا والصبر
وأعهدُ خصراً يشتكي ثقلَ ردفه
فوارحمتا تحت الرشا لك يا خصر
ولما وقفنا للفراق وقُرِّبت
حمولة ُ بينٍ لا يكلُّ لها ظهر
ربطت بكفيَّ الضلوع على حشاً
تكاد خفوقاً أن يطيرَ بها الذعر
كأنَّ نياط القلب شدّت حمولكم
به، وبكم عنّي مذ انفصل السفر
فكم خلفكم لي أنة ٌ ما لوت بكم
على أنها قد لان شجواً لها الصخر
سأبكيكم ما ناح في الوكر طائرٌ
فطائرُ قلبي بعدكم ما له وكر


.....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 11:56 AM

أأُهنيك قائلاً لك بشرى
( حيدر بن سليمان الحلي )


أأُهنيك قائلاً لك بشرى
أم اُعزّيك قائلاً لك صبرا؟
فرحة اردفت بترحة ثكلٍ
ساء فيها الزمانُ ساعة َ سرّا
شفعت فيه أوبة ٌ بذهابٍ
فمنحنا سجلين نفعاً وضرّا
ملأا بالسرور للمجد شطراً
من حشاه وبالكآبة شطرا
زمنٌ آب بالسعود حميداً
بعدما أقلق الركائب عصرا
قلت ألقى العصا وما كنتُ أدري
أنَّ فيها له مآربَ أخرى
بينما تكتسى وجوهُ الليالي
رونقاً للسرور إذ عدن غبرا
خيرُ يومٍ بدا بحلَّة زهوٍ
ما له تحتها تأبَّط شَرا
يا خليليَّ والحديثُ شجونٌ
فأجيلا معي إلى الحزم فكرا
خبراني عن الصواب برشدٍ
إن تكونا أحطتما فيه خبرا
كان لي في الأمور قلبٌ ولكن
بمقاديم دهشتي طار ذعرا
قد وفدنا لكي نهنّي المعالي
فوجدنا العيونَ منهنَّ عبرى
فماذا أواجهُ الفخرَ أم في
أيِّ شيءٍ أخاطب المجدَ جهرا؟
أبنعيٍ فأنثر الشجوَ دمعاً؟
أم اُحيِّ فانظم السعدَ شعرا
فالليالي أقررن للجود عيناً
وعلى النعيِّ منه أقذين أخرى
ومن المكرمات أبكين جفناً
بعدما للسعود أضحكن ثغرا
طبت يا أرضُ بين حيٍّ وميتٍ
بالشذا عطرّاك بطناً وظهرا
فعزاءً لمصطفى المجد عن مَن
خلت بالمصطفى أهنّيه بشرى
رحلت بالجواد أيامُ دهرٍ
أين مرَّت من بعده قيل عقرا
كان بالأمس أنظرَ الناس ربعاً
وهو اليوم أطيبُ الناس قبرا
يا بني المصطفى وبيتُ نداكم
قد بنى طائرُ الرجا فيه وكرا
شدتموه على التقى يهدمُ الدهرَ
ويبقى بناؤه مشمخرّا
لست أدري أأودعَ المجدُ منكم
بشراً فيه أم ملائك غرّا؟
خلَّد المصطفى به لكم الفخرَ
وزدتم بالمصطفى فخرا
أرجُ المجد لو تجسَّم نشراً
من شذاه لعطَّر الأرضَ نشرا
ولودَّت أترابُها الغيدُ أن قد
جعلته على الترائب عطرا
بسط الكفَّ بالسماح فقلنا:
أرسلت نوءَها الثريّا فدرِّا
ملكٌ في يديه عشرُ بنانٍ
نشأت للورى سحائبَ عشرا
زاد في قدره التواضعُ حتى
عاد عنه الزمانُ يصعر قدرا
فهو قلبُ العُلى وأيُّ مكانٍ
حلَّ فيه تواضعاً كان صدرا
بل هو العقدُ زانها وكذا العقـ
ـدُ يزين الفتاة َ جيداً ونحرا
لو تحكُّ النجومُ في عاتقيها
أخمصيه لقيل حسبُك فخراً
أطبقت ظلمة ُ الخطوب ولكن
بأخيه من ليلها شقًّ فجرا
فأرانا شمساً بوجه أبي الها
دي وشمنا به ـ ولا ليلَ ـ بدرا
ذاكَ مَن أزهرت مزايا عُلاه
فبدت والكواكبُ الزهر زهرا
جاء محضَ النجار أملسَ عرضٍ
فيه طابت حواضنُ المجد حجرا
عبقَ الجيب طاهرَ الردن والأذ
يال عفَّ الأزار سرّاً وجهرا
قد حلتْ لي أخلاقه في زمانٍ
قلتُ لمّا طعمته ما أمّرا
علمتني هي النظام إلى أن
قيل لي أنتَ أشعرُ الناس طرا
وأداروا لي المدامة منها
ثم قالوا تحبُّها قلتُ بهرا
ماجدٌ تطرب المسامعُ منه
من رقيق الثناء ما كان حرا
وإذا مرَّ في العطا ودَّ فيه
مجلسُ الجود لم يزل مستمرا
لا كمن إن تكلَّف الرفدَ يوماً
أكلتْ كفَّه الندامة ُ دهراً
ففداءاً لشبره باع قومٍ
لم تقس في ذراعها منه فترا
مدَّ لكن يداً صناع العطايا
طرَّزت بردتيه حمداً وشكرا
لا تفاخر به المجرَّة إلا
إن ترد تكسب المجرة َ فخرا
فهو بحرٌ ويقذف الدرَّ جوداً
وهي نهرٌ وليس يقذف درّا
وهو والمصطفى بنادي العُلى شفـ
ـعٌ وكلُّ يقوم في القوم وترا
حفظا حوزَة السماح وكلٌّ
دونها للعذول كم سدَّ ثغرا
فدمُ المكرمات لو لم يجيئا
لنعته يتائمُ الشعر هدرا
قد غرسنا فأثمر النظمُ حمداً
وسقيتم فأينع الجودُ وفرا
لسواه يا عاصراً حلبَ الفكر
بكفِّ الخسار تعصر خمرا
أيها الطيبون معقدَ أزرٍ
لكم الله شدَّ بالنصر أزرا
ذكركم بالجميل سار ولكن
كمسير الرياح براً وبحرا
قرّت الأرضُ بالجبال وكانت
هي والراسياتُ فيكم أقرّا
هاكموها بكرَ القريض وعنها
سائلاها هل مثلها افتضَّ بكرا؟
بسوى السحر لم تعب أي وعيب
البابليات إنه كان سحرا
مزجت راحة َ السرور بضرٍّ
فأذاقت طعمين حلواً ومرا
همت في عفرها وما كلُّ من ها
م بوادي القريض يصطاد عفرا
زان تحبيرُها الطروسَ ففتّش
ما عداها تجده طرساً وحبرا


....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 11:58 AM

أتى اليوم حاتمُ أهل النهى
( حيدر بن سليمان الحلي )


أتى اليوم حاتمُ أهل النهى
على أنَّه للندى فاتحُ
أغرُّ غدا السعدُ لمّا استهلَّ
وهو لغرَّته ماسح
وهنَا به المجدُ وفّاده
وبشْرها الشرف الواضح
وقالوا جميعاً وقد أرخوا:
نرى وُلِدَ الخلفُ الصالحُ




..... يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 11:59 AM

أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
( حيدر بن سليمان الحلي )


أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ
وأعدتَ للأيام جدَّتها
فاليوم عمر الدهر مقتبل
وأرى الممالك يا ابن بِجدتها
لكَ شكرُها كنداك متصل
أوسعتها وفضلتها كرماً
عنه يضيق السهلُ والجبل
وسبرتَ غور زمانها فغدا
لا جرحَ إلا وهو مندمل
ما في الحياة لخالعٍ أملٌ
أنتَ الحمامُ وسيفك الأجل
مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً
وشباكَ يقطع قبلَ ما يصل
إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد
توجتهم بالفخر لو عقلوا
وطأتْ لك الدنيا بأخمصها
هممٌ بساطُ نعالها القلل
ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد
أمنت بك الأقطار والسبل
فالأرض حيث تجوسها بلدٌ
والناس حيث تسوسها رجل
وإذا الصواهل أرعدتْ وعلى
برق الصوارم أمطر الأسلُ
وعلتْ رياح الموت خافقة ً
بأجش قسطه لها زجل
خضتَ السيوفَ وكلُها لجِجٌ
تحت الرماح وكلُها ظلل
وجنيتَ عزَّ الملك محتكماً
من حيث تنبت في الكلى الذُبل
ولديكَ آراءٌ مثقفة ٌ
ما مسها كمثقفٍ خطل
فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ
منهم لحيث السمرُ لا تصل
وعزائمٌ كالشهب ثاقبة ٌ
في كل ناحية ٍ لها شعل
قلْ للقبائل لا نعدُّكم
جمعَ القبائل كلها رجل
أسدٌ قلوبُ عداه من فرقِ
ذهلٌ ونابلُ فكره ثعل
فاطرحْ أحاديثَ الكرم له
فيه لكلِ منهم مثل
واتركْ تفاصيلَ الملوك فقد
أغنتكَ عنها هذه الجمل
يا ابن الوزارة أنت أوحدُها
لا راعها بفراقك الثكل
ومَن ادّعى للعين ليس سوى
انسانها ابنٌ تشهدُ المقل
فأقم وبدرُك كاملٌ أبداً
والبدر منتقصٌ ومكتمل
في دولة ٍ صلحتْ وزارتها
لكَ فهي تحسدُها بك الدول


..... يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:01 PM

أجل لم يكن في ساحة ِ الأرضِ فاعلمن
( حيدر بن سليمان الحلي )


أجل لم يكن في ساحة ِ الأرضِ فاعلمن
لسارٍ حمى ً إلاّ ببيتينِ في الزمن
ببيتٍ بناهُ اللهُ أمناً مِن المِحن
وبيتٍ على ظهرِ الفلاة ِ بناهُ مَن
له همَّة ٌ مِن ساحة ِ الكونِ أوسَعُ
ألا ربَّ قفرٍ قد قطعنا فضاءَه
بيومٍ وَصلنا في الصباحِ مساءَه
ولمَّا علينا الليلُ مدَّ رِداءه
نزلنا به والغيثُ يُسكِبُ ماءَه
كأَن قطرُه من سيبِ كفّيه يهمَعُ
كأَنَّ النُعامى حين وافت بقُطرِه
لنا حَملت من خُلقِه طيب نَشرِه
فما قطرُه إلاّ تتابعَ وفره
وما برقُه إلاّ تبسَّم ثغرِه
لوفّادِه من جانبِ الكرخِ يلمعُ
فبُوركَ بيتاً فيهِ كان احتجابُنا
عن السوءِ مذ أمسى إليه انقلابُنا
به أَمِنت حصبَ الرياح رِكابُنا
ومنه وقتنا أن تُبلَّ ثيابُنا
مقاصر من شأوِ الكواكب أرفعُ
مقاصرُ بتنا مِن حماها بجُنَّة ٍ
وقينا الأذى من حفظِها بمَجنَّة ٍ
غدت مجمعَ السارِين إنسٍ وجنّة ٍ
ولم يُر في الدنيا مقاصرُ جنّة ٍ
لشملِ بني الدنيا سواهنَّ تجمَعُ
فوحشتُنا زالت بانسِ رحابها
عشيّة َ بتنا في نعيمِ جنابها
إلى أن نَسينا السيرَ تحتَ قُبلها
كأنّا حلولٌ في منازلنا بها
ولم تتضمَّنا مهامِهُ بلقعُ
بنا أدلجت تطوي المهامهَ عيسُنا
إلى أن بأيدي السيرِ دارت كؤوسنا
فمالت نشاوَى نحوَهنَّ رؤوسنا
وبتنا بها حتى تمنَّت نفوسنا
نُقيمُ بها ما دامتِ الشمسُ تَطلعُ
ومُذ كانَ فيها بالسرورِ مبيتُنا
بحيثُ ثمارُ البشرِ والأُنس قُوتُنا
رأينا الهنا في ظلِّها لا يفوتنا
وعنها وإن عزَّت علينا بيوتُنا
وددنا إلى أكنافِها ليسَ نرجِعُ
فلا عجبٌ إن تغدُ صُبحاً وعُتمة ً
بها الوفدُ من كلِّ الجهاتِ مُلمَّة ً
وتُمسي لهم بالخوفِ أمناً وعِصمة ً
ففيها أبو المهديِّ أسبغَ نعمة ً
على الناسِ فيها طُوِّقَ الناسُ أجمعُ
أعزُّ الورى أضحى لديها أذلهّا
وأفضلُهم ما زالَ يَشكرُ فَضلَها
وكيفَ يُبارى العالَمون أقلَّها
وأغناهُمُ قد كان مفتقراً لها
كمن مسّه فقرٌ مِن الدهرِ مُدقِعُ
بها عمّ أهل الأرضِ دانٍ وشاسِعا
وفيها لكلِّ الخيرِ أصبحَ جامعا
وليسَ لهذي وحدَها كانَ صانِعا
له اللهُ كم أسدى سواها صنايعا
بأمثالها سمعُ الورى ليسَ يُقرَعُ
فللخلقِ أبوابُ السماحة ِ فُتِّحت
بها وسيولُ الأرضِ منها تبطَّحت
ومنها أزاهيرُ الرياضِ تَفتَّحت
وقد عَجزت عنها الملوكُ فأصبحت
لعزَّته بين الخلائقِ تخضَعُ
لقد غمرَ الدُنيا معاً بسخائِه
فكانت لِساناً ناطقاً بثنائِه
وأدَّبَ صَرَفَ الدهرِ بعد اعتدائه
فلا برِحت في الكونِ شمس عَلائه
بأُفقِ سَماءِ المجدِ بالفخرِ تَسطَعُ

..... يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:03 PM

أجل من عُلى ً ما خلتُ يرقاه فادحُ
( حيدر بن سليمان الحلي )


أجل من عُلى ً ما خلتُ يرقاه فادحُ
هلالُ المعالى طوحتّه الطوائحُ
ومن حيث لا تعلو يدُ الدهر أهبطت
إلى اللحد نجمَ الفخر فالدهر كالح
تناوله من أفق مجدٍ لعزَّة ٍ
قد انحسرت عنها العيونُ الطوامح
فمطلعه في مشرق المجد مظلمٌ
ومغربه في موضع اللحد واضح
لحى الله يوماً قد أراني صباحه
تباريحَ وجدٍ للحشا لا تبارحُ
به صاح ناعيه فأشغلت مسمعي
وقد مضَّ في قعر الحشا منه صائحُ
وهمَّت جفوني بالبكا فملكتها
على الدمع أرجو الكذب والصدق لائح
وقلتُ لمن ينعاه إذ جدَّ باسمه
بنوح تبيَّن باسم من أنت نائح
بفيك الثرى لا تُسم في النعى جعفراً
فيوشك أن تجتاحَ نفسي الجوائح
فلما أبى إلا التي تشعبُ الحشا
وإلا التي تبيضُّ منها المسائح
جمعتُ فؤادي وانطويتُ على الجوى
على حرقٍ ضاقت بهنَّ الجوانح
أعاذلتي عنّى خذي اللومَ جانباً
فلا أدمعي ترقى ولا الوجدُ بارح
فلم ينسفح من عيني الدمعُ وحده
ولكنَّ كليِّ مدمعٌ منه سافح
أصبراً وذا إنسانُ عينيَ أطبقت
على شخصه أجفانهنَّ الضرايح
قد استلَّه من عيني الدهر بعدما
تخيلتُ أن الدهر لي عنه صافح
بكفٍ له مدَّت إلى َّ بهيئة ٍ
بدت وهي فيها كفُّ خلٍ يصافح
ومرَّت على وجهى فقدَّرتُ أنه
يلاطفني في مَرِّها ويمازح
وما خلتُه يا شلَّها الله أنه
بها لسواد العين منّي ماسح
فأطبقتُ عيني وهي بيضاءُ من عمى ً
وإنسانها حيث اشتهى الدهرُ طائح
بمن عن ضياء العين يعتاض طرفها
فيغدو عليه وهو للجفن فاتح
لتجرِ الليالي حيث شاءت بنحسها
فما عندها فوق الذي أنا نائح
وماذا تريني بعدَها في مُدى الأسى
يداً لفؤادي سعدُها وهو ذابح
أقول لركبٍ أجمعوا السيرَ موهناً
وقد نشطت للكرخ فيهم طلايح
أقيموا فواقي ناقة ٍ من صدورها
لاودعكم ما استحفظته الجوانح
خذوا مهجتي ثم انضحوها عقيرة ً
على جدثٍ دمعُ البلى فيه ناضح
وقولوا لأيدٍ أحدرت فيه جعفراً
ولم تدرِ ماذا قد طوته الصفائح
لأحدرت من قلب المكارم فلذة ً
قد انتزعتها من حشاها الفوادح
فغير جميلٍ بعده الصبرُ للورى
ولا عيشهم لولا محمدُ صالح
فتى الحلم لا مستثقلاً لعظيمة ٍ
تخفُ لها الأحلامُ وهي رواجح
تدرَّع من نسج البصيرة قلبه
أضاة أسى ً لم تدّرعها الجحاجح
وصابرها دهياء في فقد جعفرٍ
يكافح منها قلبُه ما يكافح
ونهنه فيه زفرة عدن فوقها
حوانيَ من عبد الكريم الجوانح
تعرّض فيها حادثُ الدهر منهما
لصليَّن من نابيهما السمُّ راشح
ونصلين لا تمضى بيوم كريهة ٍ
مضاءهما يومَ الخصام الصفائح
ورمحين سل قلبَ الكواشح عنهما
بما منهما في القلب تلقى الكواشح
تجده كليماً وهو أعدلُ شاهدٍ
على جرحه والجرحُ لاشك فادح
تسربلتها يا دهرُ شنعاءَ وسمها
لوجهك ما عمَّرت بالخزي فاضح
عمى ً لك هل عينٌ تبيتُ وطرفها
لإنسانها بالشر أزرقُ لامح؟
أفق أيَّ وقتٍ فيه منك لجعفرٍ
تُفرغُ كفٌّ ليته منك طائح
وقد شغلت في كلِّ لمحة ناظرٍ
يديك جميعاً من أبيه المنائح
فتى ً يجد الساري على نوره هدى ً
ولو ضمَّه فجٌّ من الأرض نازح
كأنَّ المحيّا منه والليل جانحٌ
سهيل لأبصار المهبّينَ لائح
تجاوز هادى مجده كاهل السهى
إلى حيث ما لحظ الكواكب طائح
وأمسى حسيناً وجه جدواه للورى
على حين وجه الدهر في الخلق كالح
وأصبح معنى فخره مصطفى العلى
وكلٌّ لأن يقفو محمدَ صالح
فتى في صريح المجد يُنمى لمعشرٍ
أكفُّهم أنواءُ عرف دوالح
مضيئون ضوء الأنجم الشهب للورى
فأزجههم والشهب كلٌّ مصابح
على أول الدهر استهل نداهم
فسالت به قبل الغيوث الأباطح
ومدَّ أبو المهديَّ فيه أناملاً
رواضعها صيد الملوك الجحاجح
جرت بالنمير العذب عشر بحارها
وكل بحار الأرض عذب ومالح
فما للندى في آخر الدهر خاتم
سواه ولا في أول الدهر فاتح


..... يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:03 PM

أحسينٌ مذ الحفاظُ انتضاكا
( حيدر بن سليمان الحلي )


أحسينٌ مذ الحفاظُ انتضاكا
كسر الموتُ جفنَه عن شَباكا
مستميتاً رآك فارتاع حتّى
ودَّ رعباً بأنّه ما رآكا
يا قتيلاً ولا مرنّة ُ نبعٍ
بشباها وليّ ثار نعاكا
وإلى الآن ما بكاك حميم
بحسام دماً فروى صدا كا
أكل اللوم هاشماً بعد يوم
فيه سمر القنا شربن دما كا


.... يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:04 PM

أحق بالعزِّ من لا يرهب الخطرا
( حيدر بن سليمان الحلي )


أحق بالعزِّ من لا يرهب الخطرا
ولا يعاقد إلا البيضَ والسمرا
والسيفُ أجدر أن يستلَّه لوغى ً
مَن ليس يغمدُه أو يدرك الظفرا
وأبيضُ العرض من في كفه صدرتْ
بيضُ القواضب من ورد الدما حمرا
لم تقض من وصله بكرُ العلى وطراً
حتى من الهام يقضى سيفُه وطرا
وحوزة الملك أولى في حياطتها
مَن بات في حفظها يستعذُب السهرا
وذي الرعيَّة أحرى في سياستها
مَن بالتجارب غورَ الدهر قد سبرا
وليس يملكُ يوماً رقَّ مملكة ٍ
مَن ليس يملأُ منها السمعَ والبصرا
ولا تُراض أقاليمُ البلاد بمن
لم تسقِ من خُلقَية الصفر والكدرا
والحلُ والعقد لم يورد صوابهما
إلا الذي ثقة عن رأيه صدرا
ولا تناط أمور الملك أجمعها
إلا بمن قارع الأيام مقتدرا
أما نظرتَ لسلطان البرية من
على الرعية ظلَّ العدل قد نشرا
مَن ودّت الشهبُ لوقى ربعه هبطتْ
فقبلته وشمّتْ تربه العطرا
كيف اغتدى مودعاً أسرارَ حضرته
صدراً أحاط بأسرار النهى خبرا
وكيف أنزله منه بمنزلة ٍ
لو ينزل البدرُ فيها تاه وافتخرا
لم يبلِ أخبارَه إلا رأى ثقة ً
للملك صدَّق منه المخبرَ الخبرا
فقال خذْ منصباً امُّ العلى نصبتْ
أسرة ً لكَ فيه الأنجم الزهرا
هذي الوزارة ُ فحللْ في ذوائبها
فالحزم للشمس أن تستوزرَ القمرا
فقال في رأيه والسيف يُجمعُ من
أطراف مملكة الإسلام ما انتشرا
مؤيداً بجنودٍ من مهابته
قد انتضى معه آراءه زبرا
وبات والدولة الغراء يكلؤها
بعين مستيقظٍ لا يركبُ الغررا
إن يجرِ في حلبات الرأي مبتدراً
خلَّت له الوزراءُ الوردَ والصدرا
رأته أوسعها صدراً وأجمعها
فكراً وأصدقها إن شوورت نظرا
فسلَّمتْ لعلاه الأمرَ مذعنة ً
لما يقولُ نهى إن شاء أو أمرا
فهل تضيقُ بخطبٍ جاء من بشرٍ
ذرعاً وإن جلَّ ذاك الخطب أو كبرا
وصدرُها الأعظم السامي الذي تسعُ
الدنيا بهمته أعظم به بشرا
ذو عزمة ٍ مثلَ صدر السيف باترة ٍ
لو لاقت الدهرَ قرناً عمرهُ انبترا
رعى المحبّين فيها البدوَ والحضرا
وروَّع المبغضين الرومَ والخزرا
قد قلَّد الملكَ منه سيف ملحمة ٍ
لو يقرعُ الصخرَ يوماً بالدم انفجرا
إذا الجباهُ بذل العجز قد وُسِمت
في جبهة الموت أبقى حدَّه أثرا
يستصغرُ الحربَ حتى ما يباشرها
بنفسه ولها إن باشرَ السفرا
لجاءَ والهمة العلياءُ فيه أتتْ
كالسيل من قلل الأجبال منحدرا
في جحفل إن سرى ضاقت بأوله
الدنيا وآخره لم يدرِ أين سرى
وخاض بحرَ الوغى بالحزم محتزماً
بالنقع ملتئماً بالصبر متزرا
حتى تضج ملوكُ الأرض قائلة ً
كذا بنى الملك فلينصره من نصرا
هيهات هذي فعالٌ لا يقوم لها
من قد قضى منهمُ قدما ومن غبرا
لو مدَّ قيصرُ باعاً نحوها قصرا
أورامها قبلُ كسرى الفرس لانكسرا
فعالُ منتصرٍ لله قام بها
في الله منتهياً لله مؤتمرا
إن ينتقم فحقوق الله يأخذها
وليس يلغي حقوقَ الله إنْ غفرا
حلوُ السجايا رقيقُ طبعه عذبٌ
له خلائقُ ينفي صفوُها الكدرا
خلائقٌ كالحميّا لو ترشَّفها
من كان يبغضه في حبَّه سكرا
آنستِ يا وحشة الدنيا بذي كرم
أحيا بجدواه ميتَ الجود فانتشرا
ليس السحائبُ تحكيه وقد علمتْ
من كفه ماؤها قد كان معتصرا
ولا البحارُ تضاهيه وقد طمحتْ
أمواجها فهي بخلاً تحرزُ الدررا
لم يجر حاتمُ طيِ أو أبو دلفٍ
إلا وعن شأوه بالجود قد حسرا
وإنَ معنا على ما فيه من كرمٍ
لو كان عاصَره في الجود ما ذكرا
يا من نرى الناسَ أنّى غابَ غائبة ً
جميعها وحضوراً أينما حضرا
أمجلسا لك هذي الأرض قد جُمعت
أم أنتَ قد ضمنتْ أبرادُك البشرا
إنّ الصدارة لم يصلحْ سواك لها
كأنها أبداً عينٌ وأنتَ كرى
لا زال سعدُك بالإقبال مقترنا
يستخدم المبهجين النصرَ والظفرا


....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:05 PM

أدِر يا نديمي علينا الكؤوسا
( حيدر بن سليمان الحلي )


أدِر يا نديمي علينا الكؤوسا
فقد شاقَت الراحُ منّا النفوسا
نشطنا عَشيّاً لشُرب المُدام
فارعش بكأسك منّا الرؤوسا
وقم هاتها من بناتِ الكُروم
على ورد خدّيك تجُلى عروسا
كأنَّ الندامى على شربِها
بدورُ دُجى ً تتعاطى شموسا
تداعوا لنيرانها ساجدين
ودعواهمُ لا عدَ منا المجوسا
سأحبِسُ ما عشت ركبَ الرجاء
بحيثُ يَفكُّ النوالُ الحبيسا
لدى من تَخيَّرت المكرماتُ
على نحرِها منه عِقداً نفيسا
له المجلسُ المحتبي بالنُهى
يُراعُ به من يَروعُ الخميسا
وقَلَّ بأنَ يَفرشُ الفرقدين
ويتخذَ البدرَ فيه جليسا
فيا بنَ نجومٍ جرت في العَلاء
لقومٍ سُعوداً وقومٍ نجوسا
غدا بك يومُ الندى ضاحكاً
ويوم العِدى عادَ جهماً عَبوسا
بقيت على عَطلِ الحاسدين
تُحلّي يد المدح فيك الطرُوسا


..... يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:06 PM

أرأيت كيفَ بدا يشيرُ
( حيدر بن سليمان الحلي )


أرأيت كيفَ بدا يشيرُ
بلحاظه الرشأُ الغَريرُ
خطّ ابن مُقلته الهوى
وارتاحَ يقرأهُ الضمير
في طُرس خدٍّ من خيال
الهدبِ لاحَ به سطورُ
فصحيفة ُ البشرى محيّاه
ورونقه البشير
حيّا بيوم كاد يقطر
من غضارته السرورُ
وأدار لامعة َ تشفُّ
كخدّه- بأبي- المديرُ
أهلاً وقد حدر اللثا
مَ كأنه القمرُ المنير
رشأٌ إذا كسر الجفونَ
فقلبُ عاشِقه الكسيرُ
والجفنُ أصرع ما يكون
غداة َ يصرعهُ الفتور
خِصر اللمى تحيى وتقـ
ـتل في تكسّرها الخصورُ
يا جاهلاً نبأَ اللحاظ
وذاكَ يعقله البصير
أفلا سقطتَ على الخبير
بوحيها فأنا الخبيرُ
إنّ الوجوهَ لكا الزجاجة
تستبينُ بها الأمور
وتشفّ عمّا خلفها
فله بها أبداً ظهورُ
وإذا القلوبُ تراسلت
فمن اللحاظ لها سفير
.....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:24 PM

أربَّ القوافي قد غدا لكَ مذعناً
( حيدر بن سليمان الحلي )


أربَّ القوافي قد غدا لكَ مذعناً
بها محرزُ الفضل اكتساباً ووارثُهْ
لو المتنبي شاهد الحِكَم التي
نطقتَ بها ما شكَّ أنك باعثه
هي الباقيات الصالحات أطايب الـ
ـقريض، ولكن ما سواها خبائثه
فحسبُك منها معجزاً بمديح من
معاجزُ كل الأنبياء موارثه
غدت كعصا موسى ولكنما بها
قد التقفا سحر القريض ونافثه
كفى انها في أمَّة الشعر قبلة ٌ
إليها قديمُ النظم صلّى وحادثه


.....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:25 PM

أرى الأرض قد مادتْ لأمرٍ يهولهُا
( حيدر بن سليمان الحلي )


أرى الأرض قد مادتْ لأمرٍ يهولهُا
فهل طرقَ الدنيا فناءٌ يزيلُها؟
وأسمع رعداً قد تقصف في السما
لمن زمرُ الأملاك قام عويلها؟
تأمَّل فأما الساعة ُ اليوم فاجأت
وأما التي في العالمين عديلها
وإلا فما الدهر راع حشا الورى
بتقطيبه منها عراها ذهولها؟
بلى طرقتْ أختُ القيامة بغتة ً
وتلك التي للحشر يبقى غليلها
لها صعدتْ بالحزن للعرش رنّة ٌ
بأعلى بيوت الوحي كان نزولها
نحت في رواق المجد صدراً من العُلى
يروع ملوكَ الأرض فيه مئولها
ومالت بأرسى هضبة ٍ ما تصوَّرت
جحاجحُ فهرٍ أن ترى ما يميلها
فدى ً لعميد الغالبين كلّها
وأي فريدٍ لو فداه قبيلها
إذاً لافتدت طوداً لها ما تعلقت
بقنته للكاشحين وعولها
فإن معز الدين مَن سُلَّ دونه
صوارمُ لا يخشى عليها فلولها
وقارع حتى كلُّ مضاء فكرة ٍ
ثناه بحدِّ القول وهو كليلها
وراش نبالاً لم تفت مقتل العدى
وأقتلُ سهمٍ ما يريش نبيلها
وسدَّد من أقلامه السمر صعدة ً
بصعداتها للسمر قصِّر طولها
فأدرك ما لا تدرك الشوسُ بالقنا
ونال بها ما لم تنله نصولها
أكالئ ثغر الدين قد عثر الردى
بيومك لكن عثرة ً لا نقيلها
لأرخى يميناً منك شدَّ قوى الهدى
وغمض عيناً بالحفاظ تجيلها
فمن مخبري كيف انتحتك منية ٌ
بطرفك لو ترمى لعزِّ وصولها؟
أأنحلها خوفُ التقحيم إذ مشت
إليك فأخفاها عليك نحولها؟
أم اقتادك التسليمُ لله طائعاً
وهل طاعة ٌ إلا وأنت فعولها؟
ورزئك ما هذي الدموع وإن جرت
بماءٍ ولا هذي السيولُ سيولها
ولكن حشاشات على الشوق لم تزل
تذوب إلى أن جاءها ما يسيلها
ستبكيك ما ناح ابنُ ورقاء أعينٌ
بفضلك من حيث التفتنا نجيلها
نرى لك آثار الغمامة لاطفت
ثرى الأرض حتى روَّضته هطولها
أبا صالحٍ ما العيش بعدك صالحاً
لنفسٍ هواها عنك لا يستميلها
عفاءً على الفيحاء بعدك وحدها
وإن غال كلَّ الأرض بعدك غولها
لقد لبست فيك الجمال وإنما
عليك تعرّى اليوم عنها جميلها
غدت ثاكلاً تشجى بنيها وطالما
زهت فاجتلتها كالعروس بعولها
نعاك لها ناعٍ إليك أطارها
بدهياء راعَ الخافقين حلولها
أتت لك تشكو اليتم فيك بأدمعٍ
لها صنتها دهراً فأضحت تذيلها
وشرفتها ميتاً بحملك ضعف ما
رأتك من التشريف حياً تنيلها
إصاحِ إلى جنبي قف اليوم ممسكاً
عليَّ حشاً حان الغداة رحيلها
فقد كنتُ قبل اليوم أعهد لي يداً
هي اليوم لا منّي فأنت بديلها
أزل بالنعيّ الراسيات فقد سرى
يخفُّ على أيدي الرجال ثقيلها
وما خفَّ لمّا أن تساوى بحمله
حقيرٌ الورى فوق الثرى وجليلها
ولكن سرى الأملاك فيه يؤمهم
بتكبيره فوق السما جبرئيلها
وغبراء من حثو التراب قد احتبى
بقاتمها حزنُ الفلا وسهولها
مرت ماءها الأنفاسُ في صعداتها
فسالت وأسرابُ الدموع سيولها
تدانى بها منا ابنُ نعيٍ يلوثها
على وجهه طوراً وطوراً يذيلها
فقمنا له نخفي الذي منه هالنا
وهل طلعة ٌ للشر يخفي مهولها؟
وقلنا زعيم الطالبيين أحدقت
بجنب علاه شيبها وكهولها
قضى حجة ً واستأنف السير فانبرت
تعطّف منه حول فحلٍ فحولها
وهذا بشيرٌ لو وهبنا نفوسنا
لقلت له والفضلُ منه قبولها
فلما ألمَّ استلَّها من لسانه
صفيحة نعيٍ كلُّ قلبٍ قتيلها
شكت عندها الأسماعُ وقراً أصمَّها
وما وقر الأسماع إلا صليلها
وقال امسحوها اليوم عمياء من جوى ً
بشلاّء فيها لم يُككفْ همولها
فذاك على الأعواد سيدُ هاشمٍ
بجنب العُلى منه مسجى كفيلها
وذي هاشمٌ جاءت بأثقال همِّها
ومهديّها محمولة لا حمولها
نضتها السرى أسيافَ مجدٍ صقيلة ً
وعادت وفي قلب المعالي فلولها
مضت بأبٍ للمكرمات يؤمُها
وكان بأمِّ النائبات قفولها
أما وسريرٍ تحته قد تزاحمت
فطاشت كما طاشت خطاها عقولها
لقد هالها الإقدام فيه لتربة ٍ
على روحها بالراحتين تهيلها
فقد قبرت في اللحد واحد عصرها
وأقسم ما المقبورُ إلا قبيلها
تجللتها يا دهرُ سوداء فانطوت
عليك ليوم النشر تضفو ذيولها
خطمت بها قسراً عرانينَ هاشمٍ
فقدها تساوى صعبُها وذلولها
وقل لعوادي الحتف شأنك والردى
فما جولة عند الردى فوق هذه
فنخشاه يوماً في كريم يجولها
ويا رافعيه في الأكف نصبتمُ
بها علماً يشأى العُلى ويطولها
قفوا وانظروا كيف الورى لو تحاشدت
وضاق بأبناء السبيل سبيلها
تشيِّع نعشاً ليس تدري إمامها
إلى القبر محمولٌ به أم رسولها؟
فتى ً طبَّق الدنيا علاءً وعمَّها
سخاءً وأبقى بعده من يعولها
كفى خلفاً منه بأشبال مجده
وهل تخلف الآساد إلا شبولها؟
مصابيحُ رشدٍ والمصابيح في الورى
يكون إليها ليس عنها عدولها
فشمسُ الهدى والأمر لله إنْ تغبْ
وراع الورى شرقاً وغرباً أفولها
فدونكها موروثة ً نبويَّة ً
وخلفَك باغيها فللأُسد غيلها
إمامة حقٍ إن تكن أمس ودعت
أباها فعند اليوم ناب سليلها
ستعلم روادُ الشريعة إذ جرت
بسلسلٍ علمٍ فيك ما سلسبيلها
لقد سمعت بالوحيِ تنزيلَ آيها
وسوف ترى من فيك كيف نزولها
ألا إنما العليا قواعدُ سؤددٍ
لك اللهُ أرساها فمن ذا يزيلها
ومجد قدامى الفخر مدَّ على الورى
سماءً لها عرض السماء وطولها
عفاة َ الورى لا يقعد اليأسُ فيكم
فأثقال أهل الأرض قام حمولها
أبلِّ بني فهرٍ لواشجة ٍ حشاً
إذا الشتوة ُ الغبراء هبَّ بليلها
أتى باليد البيضاء تقطر نعمة ً
وبالطلعة الغرّاء يبهى جميلها
لقد جاء في عصر به عقر الندى
سوى مذقة ٍ يعي الرجاءَ حصولها
فما هو إلا صالحٌ وثمودهُ
وبالجود إلا ناقة ٌ وفصيلها
أنر يا أبا الهادي دجى كلِّ مشكل
فما شبهة ٌ إلا وأنت مزيلها
وأمطر بناناً يا محمدُ في الورى
وقد روَّضوا حالاً توالت محولها
فاقسمُ لو لم ترو عاطشة المنى
لدبّ بأغصان الرجاء ذبولها
صنايع من عرفٍ لنا بك فخرها
وللناس مشكوراً لديك جزيلها
قد اكتست الدنيا فتاهت بزهوها
خلائقَ أخلاقُ الرجال سمولها
إذا استبقت فهرٌ بفخرك في مدى ً
غدت غررُ العليا لها وحجولها
وليس الخطاب الفصلُ إلا مقالة
لسانُ قريشٍ وهو أنت قؤولها
بك ارتاش عافيها وقرَّ مروعها
وأدُنى قاصيها وعزَّ ذليلها
وما قصرتْ باعُ العُلى عن رزيّة ٍ
رغت كرغاء المثقلات نكولها
وذا صالحُ الدنيا وأنت كلاكما
تمدان منها والحسينُ مطيلها
فتى ً لا أقول الغيثُ يحكي بنانه
سماحاً لأن الغيثَ فيه عذولها
شمائله تحكى النسيمَ لطافة ً
وأخلاقه الصهباء رقَّت شمولها
بنى الغالبيين الذين أكفُّهم
تريك الغوادي الغرَّ كيف مخيلها
ألستم لقومٍ تملأ الأرض رجفة ً
إذا هي للهيجاء سار رعيلها؟
ضراغمُ تخشى رقدة الموت من غفا
إذا استيقظتْ للضرب يوماً نصولها
يطول نعيُّ الثاكلات لقومها
إذا صهلت للطعن شوقاً خيولها
بها ليلُ أمّا هجرت يوم معركٍ
فتحت ظبات المشرفيِّ مقيلها
لها الحربُ لم تبرح تقلِّل عدَّها
ويكثر في عين العدوِّ قليلها
لكم صبرُها تحت السيوف وحلمها
إذا نوبُ الدهر ارجحنَّ جليلها
فما شيمة ُ الحسَّاد فيكم وليتها
عفت كعفوِّ المجد منها طلولها
وقدركم في الموت يعلو نباهة ً
وما الموت كلُّ الموت إلا خمولها
ألا أنتم القوم الذين قبابُهم
على شهب الخضراء ترخي سدولها
فروعُ على ً لا يدرك الوهم طائراً
سوى إنها فوق السماء أصولها
لها فوق أهل الأرض مجدٌ تكافأت
عمومتها في فخره وخؤولها
خذوها بني العلياء خنساء عصرها
وإلا فبنت الدوح مر غليلها
فلو أنها ناحت لصخر ارتْكه
لها قربُ عهدٍ بالولادة لا تخل
أتى قبلُ أو من بعدُ يأتي مثيلها
تطول قوافي الشعر منها قصيدة ٌ
زهيرٌ بحوليّاته لا يطولها
ألا إنما يبقى الهدى ببقائكم
فسؤلُ المعالي أن تدوم سؤولها


..... يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:41 PM

أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
( حيدر بن سليمان الحلي )


أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
وسعدُها الطالعُ باليمن اقتَرن
وأصبحَ الزمانُ وهو لابسٌ
نشوة َ زهوٍ ربَّحت عطفَ الزمن
وروضة ُ الأفراحِ في الكرخ زهت
فكلُّ مغنى ً من مغانيها أغن
وطائر البشرِ غدا مُغرِّداً
يبدي فنونَ سجعِه على فَنن
يا سعدُ ما أبهجها مَسرَّة ً
بها أقامَ السعدُ والنحسُ ظَعن
خصَّت زعيمَ آل بيتِ المصطفى
وعمَّت العالمَ من إنسٍ وجن
سرَّهم سرورُه كأنّما
لديهم بشراهُ من أعلى المِنن
لأنّه ـ دامَ علاهُ ـ في الوَرى
مُحبَّبٌ إذ كلُّ ما فيهِ حسَن
محمدٌ ليسَ سواهُ صالحٌ
على كنوزِ المكرماتِ يُؤتمن
لا تعدلنَّ عنه في قافية ٍ
وإن بها عَدلتَ عنه فَلِمَن
تاللهِ لولاهُ لما بضاعة ٌ
من القوافي نَفقَت بذا الزمن
يسني لها أثمانها مُستحيياً
ولو يميحُ نفسه معَ الثمن
هذا الذي تضمَّنت أبراده
منه فتى ً أطهرَ من ماءِ المُزن
هذا الذي تقوَّم المجدُ به
فشخصه والمجد روحٌ وبدن
أين بنو العَلياءِ من محلِّه
يا بُعدَ ما بين الوهادِ والقُنن
مولى ً غدا أمراه أحلى لذّة
حتى إلى عينِ العِدى من الوَسن
قد لُقِّبت راحته أمِّ الندى
لآنَّ منها كان ميلادُ المنن
ترتضعُ الآمالُ من أخلافِها
دَرَّ الندى الغزيرَ لا درَّ اللبن
فليُهنه اليومَ خِتان نجله
فانّه أيمن مولودٍ خُتن
قد وَلَدته كاملاً أمُّ العُلى
وفي زيادة ٍ ونقصٍ لم يشَن
ثمَّ فلم يختنه إلاّ سنَّة ً
أدامهُ الله لإحياءِ السنن
وليهنَ فيه عمُّه من لم تكن
بشأوهِ تَعلِق أمجاد الزمن
ندبٌ يعدُّ الفخرَ ثوب مدحه
إن عدَّه سواه ثوباً من عَدن
وليبتهج فيه الرضا شقيقهُ
مَن لا يشوبُ منَّه يوماً بمّن
ومَن كساه الفضلُ أبهى حلّة ٍ
رحيضة الأردان من كلّ درَن
وليزُه فيه مصطفى المجد الذي
بغير أبكار المعالي ما افتتن
مباركُ الطلعة ما صبَّحهُ
ذو محنة ٍ إلاّ جلا عنها المحن
وليسعد الهادي به من لم تحط
في وصف معناه دقيقاتُ الفِطن
مصدَّقُ الظنون حيثُ لا ترى
لآملٍ يصدِّقُ المأمولُ ظن
يا أيكة ً للفضل منها كم شدت
وِرقُ القوافى بالثنا على غُصن
لا برحت بيوتُ عليائكمُ
وهي لكم وللمسرّات وطَن
واليومَ لابتهاجِكم أبهجت الـ
ـدنيا وزال الكربُ عنها والحَزَن
وعاد وجهُ الكرخ حين أرّخوا
ختانَ أزهاها محمدٍ حسن


....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:42 PM

أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها
( حيدر بن سليمان الحلي )


أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها
ديمٌ إليك حدى النسيمُ عِشارها
من كلّ هاضبة ٍ تألّف برقُها
فأتتك تتبع عينها أبكارها
نفّاحة وسمت رُباك فروّضت
من بعد ما محت الصَبا آثارها
وبأيمين العلمين أمثال المها
لا يستطيع أخو الغرام مزارها
علّمن أغصان النقا فتمايلت
طرباً وعلّمت الشجى أطيارها
إن تمنع الأعرابُ روضة َ ريمها
عني وتأبى أن أشم عرارها
فلأعدلّن بصبوتي عنها إلى
فئة ٍ على الروحين أعهدُ دارها
حيّ من الأتراك بين خدورهم
هيفاءُ تمنح وصلها من زارها
وافت تبرقع وجهّها قمرَ الدجى
وتَزرّ في شهب السما زِنّارها
فصم السوار لفعمة من زندها
فكأَنّما كان الهلال سوارها
فدنوت منها لا أهِمُّ بريبة ٍ
فيها ولم تطرح لديّ أزارها
لكن ليقضي ناظري من حسنها
الأوطار لا أقضى لها أوطارها


....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:45 PM

أصبحَ السعدُ قَريني
( حيدر بن سليمان الحلي )


أصبحَ السعدُ قَريني
والمُنى طوعَ يميني
حيث مذ صرت لحيني
كنتُ والوجد خديني
وبه العيشُ منكِّد
واثقاً أحمدُ ربّي
أن سيجلو كربَ قلبي
بنجيبٍ وابنِ نجبِ
فجلا أحمدُ كربي
فأَنا أحمدُ أحمَد


....يتبع

ناريمان الشريف 06-24-2011 12:46 PM

أطار بكَ الناعي فؤادَ العُلى ذُعرا
( حيدر بن سليمان الحلي )


أطار بكَ الناعي فؤادَ العُلى ذُعرا
غداة َ نعى في نعيك المجدَ والفخرا
دعا بك فابيضَّت لنعيكَ عينُها
من الحزن وارفضَّت مدامعُها حمرا
بكتكَ فجارت جود كفيك إذ جرت
بدمعٍ تعدّى القطرَ إذ ساجل القطرا
ألا إنَّ روضَ المكرمات برغمها
ذوي بعدما قد كان غضَّ الحيا نضرا
وتلك قناة ُ العزِّ طارت بكفه
شظايا إلى أن كلها نفدت كسرا
فيا موحشاً نادى النهى برحيله
ويا تاركاً عين الندى أسفاً عبرى
ليومك جرحٌ في حشا المجد لم يجد
معالجهُ طولَ الزمان له سبرا
أصاب الردى لمّا أصابك مقتلاً
من الحسب السامي به قتل الصبرا
وغادر أفقَ المجدِ أغبر قاتما
يحثو الثرى لمّا توسَّد في الغبرا
لمن بعدك الفيحاءُ تذخر دمعَها
وقد كنت عند النائبات لها ذخرا؟
حرامٌ بأن يُهدي بها عاطرُ الثنا
فبعد عروس سائرُ الدهر لا عطرا
بلى فلتكن في النوح خنساء عصرها
وإن جلَّ عن صخرٍ سليمانها قدرا
قفا ناشداها أين بان عميدُها
وهل بعده حامٍ تسدُّ به ثغرا؟
غدت بين ذؤبان الخطوب فريسة ً
بها كيف شاءت تنشب الناب والظفرا؟
مضى ابنُ جلاها لا ومثواه لا ترى
من القوم من يجلو دجى همها الدهرا
أمرَّ لديها العيشُ بعد افتقاده
وكان حلا فيه لأبنائها عصرا؟
فعذراً إذاً إن تشتك اليتمَ بعده
فقد فقدتْ منه أباً لم يزل برّا
برغم أخيه الجود ودّع شخصَه
وعاد إلى لقياه ينتظر الحشرا
ففي القلب منه كلما مرَّ خاطرٌ
تذكّر محزوناً وأني له الذكرى
فتى ً شدَّ أزرَ المجد فيه أطايبٌ
على عفة ٍ منذ ارتدوا شدّوا الأزرا
كرامٌ على أولي الزمان رحابُهم
لمنتجعى معروفهم لم تزل خُضرا
لهم شرفُ البيت القديم ووفدُهم
يحيّون فيه منهم البدرَ فالبدرا
ثلمن المنايا عزَّهم بمحمدٍ
فشلَّت يدٌ فيها تناولنه قسرا
فتى ً كان سيفاً فاصلاً في يد العُلى
يقدُّ ولو لاقى ضرييته الدهرا
وكان لها في نحرها عقد سؤددٍ
فلو شعرت يوماً به باهت الشعرى
ترى هل درى ناعيه أن نعيَّه
من الشرف الوضّاح قد قصم الظهرا؟
وحرَّ به قلب النهى فكأنما
سرى بين أضلاع النهى نعيُه جمرا
فيا حامليه هل علمتم بأنكم
حملتم على أعواده النهى َ والأمرا؟
ويا دافنيه في الثرى هل علمتمُ
بأنكمُ واريتمُ في الثرى بحرا؟
لقد كان إن جن الدجى ليلَ حادثٍ
يشقُّ لها من نور طلعته فجرا
أغرُّ إذا ما قطبَّ العامُ مجدباً
تبسَّم فيه للندى وجلا ثغرا
وإن قبضت يمنى الكرام بنانَها
مخافة إعسارٍ به بسط اليسرى
ضحوك المحيا بُوركت منه طلعة ٌ
تشعُّ لو استقطرتها قطرت بشرى
إذا ما نشرنا في المجالس ذكرَه
تأرَّج في الدنيا فطبّقها نشرا
لئن غاب فهو البدر موفٍ فقد مضى
وأعقب في أفق العُلى أنجماً زهرا
وما مخدرٌ أخلى الردى منه غابه
إذا منعت أشباله بعده الخدرا
غطارفة ٌ غرُّ المساعي تقيّلوا
أباً فأباً كانوا غطارفة ً غرّا
إذا فوخروا يوماً أتوا بأبيهم
وعدُّوا مزاياهم فقيل كفى فخرا
بحارٌ ولكن في يدي كل واحدٍ
نشأن لمرتاد النهى أبحرٌ عشرا
لقد عذبوا بين الأنام خلائقاً
ترشّفها حتى انتشى كلّهم سكرا
مناجيبُ قد أفنى التراثَ على الندى
أبوهم وأبقى في العُلى لهم الذكرى
مضى مَن نضت أمُّ الفخار حدادَها
عليه ولم تمسح مفارقها الغبرا
وقد أودعت شطراً بلحد محمدٍ
ولحد سليمانٍ به أودعت شطرا
فلا يشمت الحسّادُ في موت ماجدٍ
قضى حين وافته الملائكُ بالبشرى
فهذا على ُّ القدر قام من العُلى
مقامَ سليمانٍ فزيدت به فخرا
خضمُّ ندى ً ما البحرُ يطفح موجه
بأغزر لجاً من بنانته الصغرى
وهضبة حلمٍ لو وزنت به الورى
وجدتهم في جنبه كلَّهم ذرّا
وراءكم يا حاسديه مكانه
بأندية العليا فإنَّ له الصدرا
وكم موكبٍ للفخر ضمّكم معاً
فكنتم بغاثاً وهو كان به صقرا
أخو أخوة ٍ في المكرمات جميعهم
أتوا شرَعاً فاستغرقوا الحمد والشكرا
عليُّهم في المجد محسنُهم بدا
ومحسنهم منسيُّهم نائلاً غمرا
بني الحلم أنتم أرسخ الناس هضبة ً
وأرحبهم في كل نازلة ٍ صدرا
نقول لكم صبراً ونعلم أنكم
أجلُّ ولكنْ عادة ٌ قولنا صبرا
لكم ختم اللهُ الرزايا بهذه
فلا طرقت أبياتكم بعدها أخرى


....يتبع

ماجد جابر 07-17-2011 10:49 AM

تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ناريمان الشريف على ما تخطّه يداكِ من حلي المعاني والصور الأخّاذة ، وهذا الجمال فيما تختارين ، ونحن نتابع ما تسطرين ، لله درك عندما يقول شاعرنا :

يا خليليَّ والحديثُ شجونٌ
فأجيلا معي إلى الحزم فكرا
خبراني عن الصواب برشدٍ
إن تكونا أحطتما فيه خبرا
كان لي في الأمور قلبٌ ولكن
بمقاديم دهشتي طار ذعرا
قد وفدنا لكي نهنّي المعالي
فوجدنا العيونَ منهنَّ عبرى
فماذا أواجهُ الفخرَ أم في
أيِّ شيءٍ أخاطب المجدَ جهرا؟
أبنعيٍ فأنثر الشجوَ دمعاً؟
أم اُحيِّ فانظم السعدَ شعرا
فالليالي أقررن للجود عيناً
وعلى النعيِّ منه أقذين أخرى
ومن المكرمات أبكين جفناً

بوركتِ ، وبوركت الذائقة الفنية.

ناريمان الشريف 01-10-2012 08:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 77470)
تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ناريمان الشريف على ما تخطّه يداكِ من حلي المعاني والصور الأخّاذة ، وهذا الجمال فيما تختارين ، ونحن نتابع ما تسطرين ، لله درك عندما يقول شاعرنا :

يا خليليَّ والحديثُ شجونٌ
فأجيلا معي إلى الحزم فكرا
خبراني عن الصواب برشدٍ
إن تكونا أحطتما فيه خبرا
كان لي في الأمور قلبٌ ولكن
بمقاديم دهشتي طار ذعرا
قد وفدنا لكي نهنّي المعالي
فوجدنا العيونَ منهنَّ عبرى
فماذا أواجهُ الفخرَ أم في
أيِّ شيءٍ أخاطب المجدَ جهرا؟
أبنعيٍ فأنثر الشجوَ دمعاً؟
أم اُحيِّ فانظم السعدَ شعرا
فالليالي أقررن للجود عيناً
وعلى النعيِّ منه أقذين أخرى
ومن المكرمات أبكين جفناً

بوركتِ ، وبوركت الذائقة الفنية.


أشكرك على المتابعة والاهتمام
وعلى الاضافة الرقيقة




تحية ... ناريمان


الساعة الآن 04:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team