منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   يوهان فولفغانغ غـوته Johann Wolfgang von Goethe (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2604)

رقية صالح 12-11-2010 10:16 PM

يوهان فولفغانغ غـوته Johann Wolfgang von Goethe
 
نبذة حول الشاعر:

يوهان فولفغانغ فون جوته: Johann Wolfgang von Goethe ولد في مدينة فرانكفورت الواقعة على نهر الماين في 28 أغسطس 1749- مات في فايمار في 22 مارس 1832 يعد من أشهر وأهم الشخصيات الأدبية في تاريخ الأدب الألماني والأدب العالمي.


كتب الأشعار والمسرحيات والروايات, واهتم إلى جانب الأدب بالعلوم الفيزيائية, واشتغل بإدارة المسرح والتنظير له, وتقلد مناصب سياسية في فايمار. ويعتبر هو وشيللر قطبي الفترة الكلاسيكية في ألمانيا, التي كان مركزها في فايمار.

من أعماله:

آلام الشاب فيرتر 1774 - رواية في شكل رسائل
المتواطئون 1787 مسرحية هزلية
جوتس فون برليشنجن ذو اليد الحديدية 1773 - مسرحية
بروميتيوس 1774 - قصائد
كلافيجو 1774 - مسرحية مأساوية
إيجمونت 1775 -مسرحية مأساوية
شتيلا 1776 - مسرحية
إفيجينا في تاورس 1779 - مسرحية
توركواتو تاسو 1780 - مسرحية
فاوست- ملحمة شعرية من جزأين
من حياتي..الشعر والحقيقة 1811- 1831 - سيرة ذاتية
الرحلة الإيطالية 1816 - سيرة ذاتية عن رحلته في إيطاليا
المرثيات الرومانية 1788- 1790 -



قصائد: له 3 قصائد.. سأذكرها بعد هذه النبذة..

رقية صالح 12-11-2010 10:18 PM


لا طائلَ! لا جدوى



وضعتُ أمري على لاشيءَ


يا للفرحة


لذا أشعر بسعادة في دنياي


ومن أراد رفقتي


ليقرع الكأس معي ويغني


بهذا نشرب الخمر حتّى الثّمالةَ


وضعتُ هـمّي في المال والممتلكات


يا للفرحة


وبهذا أضعتُ السّعادةَ والإقدامَ


وا ألمي



تداولَتِ النقودُ هنا وهناكَ


فما كسبتُه من مكان


هرب إلى مكان آخرَ


وضعتُ الآن جهدي في النِّساء


يا للبهجة


من هنا أتَتْني المتاعب


وا ألمي



أخذت المرأةُ الخائنة تفتّش عن رفيق آخَرَ


والمُخلصةُ أصابني المللُ منها


وأحسنُهنَّ لم تكن لِتُباعَ



.....



وضعتُ همّي في السَّفر والتَّرحال


يا للسعادة


وخلفتُ ورائي عاداتِ وطن الآباء


يا للألم


ولم أكن مسروراً حقّاً في أيِّ مكان قطّ ُ


كان الطّعام غريباً لديَّ، والفراشُ غيرَ مُريح


لم يفهمني أيّ ُ واحدٍ أبداً


جعلتُ همّي في الشّهـرة والشرف


يا للابتهاج


وانظُرْ! وجدتُ أحدَهم يملك أكثرَ منّي:


وا ألمي



وحالما تمايزتُ عنهم


نظر الناس إليَّ بحسد


وأيّـاً فعلتُ لم يكنْ صحيحاً لأيٍّ منهم


وضعتُ همّي في القتال والحرب


يا للابتهاج


ولنا تسنّى النصـرُ غالباً


يا للفرحة


وزحفنا داخلين إلى أرض العدوّ


ولكنَّ الأمورَ ليست أحسنَ يا أصدقائي


وقد فقدتُ ساقاً


والآنَ وضعتُ همّي في لا شيءَ


يا للابتهاج


وأصبحت الدنيا كلّها تعود إليَّ


يا للفرحة


الآن أشرفَ الغناءُ والوليمة على النهاية


فآتوا كلُّكم على الخمر في كؤوسكم


يجب أنْ تـذهبَ آخـِرُ قطرةٍ منه



.....



ترجمة: د. بهجت عباس







Vanitas! vanitatum vanitas!




Ich hab' mein Sach auf Nichts gestellt,


Juchhe!


Drum ist's so wohl mir in der Welt;


Juchhe!


Und wer will mein Camerade sein,


Der stoße mit an, der stimme mit ein,


Bei dieser Neige Wein.


Ich stellt' mein Sach auf Geld und Gut,


Juchhe!


Darüber verlor ich Freud' und Muth:


O weh!



Die Münze rollte hier und dort,


Und hascht ich sie an einem Ort,


Am andern war sie fort!


Auf Weiber stellt' ich nun mein Sach,


Juchhe


Daher mir kam viel Ungemach;


O weh!



Die Falsche sucht' sich ein ander Theil,


Die Treue macht' mir Langeweil',


Die Beste war nicht feil.


Ich stellt' mein Sach auf Reis' und Fahrt,


Juchhe!


Und ließ meine Vaterlandesart;


O weh!



Und mir behagt' es nirgends recht,


Die Kost war fremd, das Bett war schlecht


Niemand verstand mich recht.


Ich stellt' mein Sach auf Ruhm und Ehr,


Juchhe!


Und sieh! gleich hatt' ein Andrer mehr;


O weh!



Wie ich mich hatt' hervorgethan,


Da sahen die Leute scheel mich an,


Hatte Keinem recht gethan.


Ich setzt' mein Sach auf Kampf und Krieg,


Juchhe!



Und uns gelang so mancher Sieg;


Juchhe!



Wir zogen in Feindes Land hinein,


Dem Freunde sollt's nicht viel besser sein,


Und ich verlor ein Bein.


Nun hab' ich mein Sach auf Nichts gestellt,


Juchhe!



Und mein gehört die ganze Welt;


Juchhe!



Zu Ende geht nun Sang und Schmaus.


Nur trinkt mir alle Neigen aus;


Die letzte muß heraus!

رقية صالح 12-11-2010 10:22 PM

كيوبيد كرسّـام منظر طبيعي




مبكِّراً جلستُ على رأس صخرة حادّة


محدِّقا بعينيَّ المتصلِّبتين في الضَّباب


الذي تمدد كخيمة رماديّة


مُغطِّياً كلَّ شيء سفلاً وعلواً



.....



حطَّ إلى جانبي صبيّ، وقال :


ما لكَ تحدِّق جامدَ النظرات


هادئاً يا صديقي العزيز في


تلك الخيمة الخاوية؟


هل فقدتَ مُتعةَ الرسم وابتداع


الصّور إلى الأبد ؟



.....



نظرتُ إلى الصَّبيِّ وفكَّرتُ في نفسي


أيريد هذا الصَّبيّ ُ الصًّغير


أن يصيرَ المعلِّمَ!


إذا أردتَ أنْ تبقى متجهِّماً دوماً وخاملاً


فلا شيءَ حسناً ينتج عن ذلك؛ قال الصّبيّ


أنظر، سأرسم لك صورة حالاً


وأعلِّمكَ كيف ترسم صورة صغيرة جميلة



.....



وصـوَّبَ سبّابته


التي كانت حمراءَ كوردة


نحو القماش العريض الممتدّ


وبدأ يرسم بإصبعه



.....



في الأعلى رسم شمساً جميلة


شعّتْ في عينيَّ بقوة


وصنع حواشيَ الغيوم ذهبية


جاعلاً الأشعّةَ تخترق الغيوم


ثمَّ رسمَ الرؤوسَ اللطيفة لأشجار جديدة غضّة


سحب التَّلال، واحداً فواحداً، خلفها


وفي أسفلها لم يترك الماء بعيداً عنها


رسم النهرَ طبيعياً جداً


فَيُرى متلألئاً بأشعَّة الشمس


ويُرى تيّاره مُرتطماً بضفافه العالية



.....



آه، عند النهر تنتظم الزهور


وهناك الألوان على المَرج


ذهَب ومينا وأرجوان وأخضر


كلّها مثل زمرّد وياقوت


وأضاف لمعاناً على السَّماء


وصيّر الجبالَ الزرقَ تبعد وتبعد


حيث أنّي افتتاناً ذُهلتُ وولدتُ من جديد


نظرتُ فوراً إلى الرسّام، ونظرتُ فوراً إلى الصّورة



.....



هكذا برهنتُ لك حقّاً


أنني أفهم حرفة اليد هذه جيداً


قالها وأكمل :


ولكنَّ الأصعبَ لم يأتِ طبعاً بعد



.....



رسم بعد هذا برأس إصبعه


وبعناية كبيرة عند الغابة الصّغيرة


تماماً عند نهايتها، حيث الشمسُ


تُعكَس بقوة من الأرض اللمّاعة


رسم أجملَ الفتيات


بتكوين قويم، وملابس أنيقة


وجنات متوردة تحت شعر أسمر


وكانت الوجنات بلون


الإصبع الصّغيرة التي رسمتها



.....



آه يا فتايَ، صرختُ


يا له من معلِّم، هذا الذي


اختارك في مدرسته


أنْ تكون بمثل هذه السرعة، ومثل هذه الفطرة


فتبدأ كلَّ شيء ببراعة وتُنهيه جيداً ؟



.....



بينا أنا لا أزال في قولي، هبّتْ نُسَيْمة


وحرّكتْ قمّة الجبل


جعّدتْ كلَّ أمواج النهر


نفختْ حجابَ الفتاة المتكاملة


والذي أدهشني أكثرَ من دهشتي التي أنا فيها


أنَّ الفتاةَ أخذتْ تُحرِّك قدميها


بدأتْ تمشي، واقتربتْ من البقعة


التي كنتُ جالساً مع المعلِّم الطليق



.....



الآن كلّ ُ شيء، كلّ ُ شيء تحرَّك


أشجار، نهر وزهور، والحجاب


والقدم الرقيقة لأجمل المخلوقات


هل تعتقدون حقّاً أنني بقيت


على صخرتي هادئاً كصخرة دون حَراك ؟



................


.......



ترجمة: د. بهجت عباس

رقية صالح 12-11-2010 10:26 PM

ترتيلة محُمد




انظروا إلى نبع الصخور


لمّاعاً من الإبتهاج


كَوَمضاتِ النجوم


ومن فوق الغيوم


ملائكة أخيار


تغذي عنفوانه


بين الصّخور في الأدغال


بحيويّة فتى يافع


يَثِبُ بخِفّةٍ خارجَ الغيمة


وعلى الصّخور المرمر في الأسفل


يبتهل كَرّةً أخرى


إلى السّماء


عَبرَ الممرّات على القِمم


يلاحق الصَّوانَ الملوّنَ بسرعة


وبخطوة قائد سابقٍ لأوانهِ


يكتسح اخوتَه الجداولَ


ويجرفها قُدُماً معه


ومن تحتُ، في الوادي


تنبت الأزهارُ تحت قدمه


وتدبّ ُ في المَرج الحياةُ من نَفَسه


ولكنْ لا يوقفه وادٍ ظليل


ولا أزهارٌ


تلك التي تُطَوِّق رُكبتَه


مُبتَسِمةً بأعينٍ ملؤها الحبّ:


ينطلق انسيابُه نحو السّهل


مُتَعرِّجاً كأفعوان


ترتبط الجداول به


مرافقة.. والآنَ ينبعث


في السّهل كالفضَّة لمعاناً


ويلمع السَّهلُ معه


والأنهارُ من السّهل


والجداولُ من الجِّبال


تهلِّلُ وتصيح: يا أخانا!


يا أخانا، خذ اخوتَك معك


معك إلى أبيك الأزلي


إلى المحيط الأبدي


الذي ينتظرنا بأذرع ممدودة


التي، آه، تمتد دون جدوى


لتحتضنَ المتشوِّقين إليه


لأنَّ الرملَ الجَّشِعَ في الصَّحراء المقفرة


يفترسُنا، والشّمسَ في الأعالي


تمتصّ ُدماءنا؛ وتلاً يطوَّقنا


ويحوَّلنا إلى مُستنقَع! يا أخانا


خُذِ الأخوةَ من السَّهل


خُذِ الأخوةَ من الجبال


معك، إلى أبيك معك!


تعالوا كلّكمْ!-


ويمتلئ الآن


جلالاً أكثرَ؛ عشيرةٌ بأكملها


تحمل الأميرَ عَليّا


وفي تدفّقِ مسيرته الظافرة


يُعطي البلدانَ أسماءَها، والمدن ُ


تُصبِحُ تحت موطئ قدمه


ومن دون توقّفٍ يزأر مندفعاً


تاركاً قِممَ الأبراج المتوهِّجة


البيوتَ المَرمريّةَ، وإنتاجَه


الوَفْرَ، وراءه بعيداً


يحمل الأطلسُ بيوتَ خشبِ الأرز


على أكتافه الضّخمة


وآلافُ البيارق الخفّاقة المُرَفرفة


عَبْرَ النّسائم فوقَ رأسِه


إشاراتُ عَظَمَتِه


وكذا يحمل اخوتَه


كنوزَه، أطفالَه


هاتفاً بابتهاج، إلى قلب


خالقه الذي ينتظره!





ترجمة : د. بهجت عباس




من (ستون قصيدة ألمانية بلغة مزدوجة) – المؤسسة العامة للدراسات والنشر

رقية صالح 12-13-2010 10:30 PM

التحق غوته بجامعة لايبزيغ عام 1765 لدراسة الحقوق إرضاء لأبيه. ورغم حياة اللهو التي عاشها برفقة النساء وارتياد المسارح وحضور الحفلات الموسيقية، إلاّ أنه كان متفوقاً في الدراسة ونال درجة الدكتوراه في القانون. لكنه لم يعمل في هذا المجال وقرر الانصراف عنه نهائياً بعدما وجد(20) ألف قضية تنتظر الحكم فيها، وتحول إلى الأدب.


شغل منصب وزير منذ العام 1775 حتى العام 1786، بعد أن اختاره لهذا المنصب صديقه الدوق كارلو أغسطس. وفي خريف العام 1786 شعر بحاجة ماسة إلى الابتعاد عن ألمانيا، ظناً منه أنّ ذلك سيساعده على نسيان حبيبته شارلوت فون شتين المخطوبة لشاب آخر، مما تسبب له بآلام نفسيّة شديدة حعلته يفكر بالانتحار مراراً. وفعلاً سافر إلى إيطاليا في أيلول- سبتمبر 1786، واختار روما للإقامة فيها، وهناك كتب روايته الشهيرة (فاوست) 1808، وقد استغرقت 25عاماً في كتابة الجزء الأول منها، واستكمل الجزء الثاني في آخر أيام حياته بعد أن قام برحلته إلى مدينة (نابولي).


وفي عام 1788 نال غوته شهرة كبيرة في أوروبا بجنونه المعروف، وكان ينهي يومه بزيارة متحف سان ليو. وخلال وجوده في إيطاليا، وقع في غرام فتاة إيطالية تدعى مارلين ريجي، لكن علاقتهما لم تستمرّ طويلاً، لأن غوته لم يكن راغباً في الزواج.

رقية صالح 12-13-2010 10:32 PM

ثم عاد إلى ألمانيا ووصل في الثامن عشر من حزيران – يونيو 1788، ومن فور عودته ارتبط بفتاة تصغره بخمسة عشر عاماً تدعى كريستين فوليبي، وبقي معها ثمانية عشر عاماً بلا زواج، قرر بعدها أن يتزوجها (وكانت قد أنجبت له خمسة أطفال دون زواج، جميعهم ماتوا في سن الطفولة فيما عدا ابنه أغسطس، الذي كان له سبعة عشرعاماً عندما تزوج غوته من والدته).

عاش غوته حياة بائسة مع زوجته، إضافة إلى وفاة صديقه الحميم الشاعر والكاتب والفيلسوف الألماني شيلر، الذي اهتزت لوفاته كل خلجات غوته. وتتوالى مأساته، فيرحل من يحبهم غوته واحداً تلو الآخر: شقيقته ثم زوجته، ثم ابنه أغسطس، فكان يبكي كالأطفال.

توفي غوته في الثاني والعشرين من آذار- مارس 1832، ولم يكن بجانبه سوى (أونيليت) أرملة ابنه، بعد أن ترك الكثير من المؤلفات الهامّة التي أثرت الأدب الألماني، بل العالمي. وقد أجاد غوته ست لغات قراءة وكتابة وحديثاً، وترجم العديد من الأعمال إلى اللغة الألمانية.

من أبرز مؤلفاته:
- آلام الشاب فارتر – 1774
- توركاتو تاسو- 1790
- نظرية الألوان 1787
- تحول النباتات 1787 والذي يعتبر مرجعاً هاماً في هذا الحقل.
- فالهلم مايستر – 1795
- فاوست – 1808
- هرمان ودوروته
- شعر وحقيقة
- الديوان الغربي والشرقي




المصدر: (موسوعة المعارف العامّة – الأدب – ندى جميل اسماعيل)




المركز الثقافي اللبناني. www.Iccpublishers.tk

ماجد جابر 02-25-2011 11:45 PM

تحيّاتي
أشكرك أستاذة رقيّة على دقّة ملاحظتك ...،وعلى الكتابة عن هذا الأديب العملاق الذي تأثر بالمعلقات الجاهلية ،وبالقرآن الكريم وبالحديث الشريف ، وبالتصوف الإسلامي كما في ديوانه ( الديوان الشرقي ) وقصته (آلام الشاب فيرتر ) لا زالت في حنايا أضلعي ، أدرّس هذا العملاق في مقرر (الأدب المقارن ) .
بوركت ، وبورك الإختيار .و ...ولن أطيل أخشى على القميص ...
بوركت ، وبورك المداد

رقية صالح 02-27-2011 10:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 63178)
تحيّاتي
أشكرك أستاذة رقيّة على دقّة ملاحظتك ...،وعلى الكتابة عن هذا الأديب العملاق الذي تأثر بالمعلقات الجاهلية ،وبالقرآن الكريم وبالحديث الشريف ، وبالتصوف الإسلامي كما في ديوانه ( الديوان الشرقي ) وقصته (آلام الشاب فيرتر ) لا زالت في حنايا أضلعي ، أدرّس هذا العملاق في مقرر (الأدب المقارن ) .
بوركت ، وبورك الإختيار .و ...ولن أطيل أخشى على القميص ...
بوركت ، وبورك المداد




أخي المربي الفاضل
أ. عبد المجيد جابر

بارك الله بك وفي حضورك
المعطر بذكر القرآن الكريم
أسأل الله جلّ جلاله
أن يوفقك ويسدد خطاك
شكراً كحزمة شهب
وامضة على كتف السماء
تحيتي وتقديري



ماجد جابر 07-25-2011 03:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية صالح (المشاركة 46714)
ترتيلة محُمد




انظروا إلى نبع الصخور


لمّاعاً من الإبتهاج


كَوَمضاتِ النجوم


ومن فوق الغيوم


ملائكة أخيار


تغذي عنفوانه


بين الصّخور في الأدغال


بحيويّة فتى يافع


يَثِبُ بخِفّةٍ خارجَ الغيمة


وعلى الصّخور المرمر في الأسفل


يبتهل كَرّةً أخرى


إلى السّماء


عَبرَ الممرّات على القِمم


يلاحق الصَّوانَ الملوّنَ بسرعة


وبخطوة قائد سابقٍ لأوانهِ


يكتسح اخوتَه الجداولَ


ويجرفها قُدُماً معه


ومن تحتُ، في الوادي


تنبت الأزهارُ تحت قدمه


وتدبّ ُ في المَرج الحياةُ من نَفَسه


ولكنْ لا يوقفه وادٍ ظليل


ولا أزهارٌ


تلك التي تُطَوِّق رُكبتَه


مُبتَسِمةً بأعينٍ ملؤها الحبّ:


ينطلق انسيابُه نحو السّهل


مُتَعرِّجاً كأفعوان


ترتبط الجداول به


مرافقة.. والآنَ ينبعث


في السّهل كالفضَّة لمعاناً


ويلمع السَّهلُ معه


والأنهارُ من السّهل


والجداولُ من الجِّبال


تهلِّلُ وتصيح: يا أخانا!


يا أخانا، خذ اخوتَك معك


معك إلى أبيك الأزلي


إلى المحيط الأبدي


الذي ينتظرنا بأذرع ممدودة


التي، آه، تمتد دون جدوى


لتحتضنَ المتشوِّقين إليه


لأنَّ الرملَ الجَّشِعَ في الصَّحراء المقفرة


يفترسُنا، والشّمسَ في الأعالي


تمتصّ ُدماءنا؛ وتلاً يطوَّقنا


ويحوَّلنا إلى مُستنقَع! يا أخانا


خُذِ الأخوةَ من السَّهل


خُذِ الأخوةَ من الجبال


معك، إلى أبيك معك!


تعالوا كلّكمْ!-


ويمتلئ الآن


جلالاً أكثرَ؛ عشيرةٌ بأكملها


تحمل الأميرَ عَليّا


وفي تدفّقِ مسيرته الظافرة


يُعطي البلدانَ أسماءَها، والمدن ُ


تُصبِحُ تحت موطئ قدمه


ومن دون توقّفٍ يزأر مندفعاً


تاركاً قِممَ الأبراج المتوهِّجة


البيوتَ المَرمريّةَ، وإنتاجَه


الوَفْرَ، وراءه بعيداً


يحمل الأطلسُ بيوتَ خشبِ الأرز


على أكتافه الضّخمة


وآلافُ البيارق الخفّاقة المُرَفرفة


عَبْرَ النّسائم فوقَ رأسِه


إشاراتُ عَظَمَتِه


وكذا يحمل اخوتَه


كنوزَه، أطفالَه


هاتفاً بابتهاج، إلى قلب


خالقه الذي ينتظره!





ترجمة : د. بهجت عباس




من (ستون قصيدة ألمانية بلغة مزدوجة) – المؤسسة العامة للدراسات والنشر

تحيّاتي
هذه القصيدة لجوتيه الألماني تعبير عن تأثره بالنبي محمد وإعجابه به وبالدين الإسلامي ،إن من المستشرقين الألمان نفر ممن أثْرَتْ كتاباتهم، عن أدبنا وحضارتنا الإسلامية، المكتبات في كل بقاع أوروبا تاركة بصماتها إلى الآن. قلت له لقد تصدى لهذا الموضوع كثير من الأساتيذ المستشرقين. منهم على سبيل المثال العالمة والفيلسوفة “أنا ماري شمل”، المفكرة الألمانية الفذة، والتي يُعرف أنها تنتمي، عن علم ودراية، لديننا الحنيف (ويخشى الله من عباده العلماء)؛ ترى هذه الأخيرة أن المتنبئ قد حظي باهتمام خاص عند “جوته” وكان له وقع فريد في دواخله. لم تكن أوروبا تعرف قبل 200 سنة شيئا عن المتنبئ وعن أشعاره الغنية عن التعريف. لكن جوته درس الحضارة الإسلامية وعاش في الشرق؛ وعرف ما كان الناس يجهلونه في أوروبا في تلك الحقبة من الزمن. كتب جوته في ديوانه الغربي-الشرقي أنه يدين بالشكر الجزيل للشعراء العرب ومنهم أحمد بن عرب شاه (1389-1450) وقيس الشهير بمجنون ليلى وجرير والفرزدق وحاتم الطائي وأبي نواس وتأبط شرّا ، الخ. کاد أن يكون المتنبئ نكرة بالنسبة للقارئ الأوروبي في عصر جوته ولكن الكل أشار إلى عمله الثري بالبنان عندما تطرّق إليه جوته بإعجاب وإكبار في ديوانه الغربي- الشرقي. بعد حقبة من الزمن قامت كبار دور النشر الألمانية بنشر ترجمة كاملة لديوان المتنبئ فَوُصِفَ من قبل النقاد آنذاك بأنه “أعظم شاعر عربي على الإطلاق”. نجد أشعار المتنبئ قد تركت بصمات قوية في أعمال جوته. منها مشهد فكاهي في مسرحية “مأساة فاوست” كما استوحى جوته روح أبي الطيب المتنبئ الغزلية في قصيدته “السماح بالدخول” التي كتبها في عام 1820 واستشفها من غزلياته


رقية صالح 08-01-2011 07:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 78985)
تحيّاتي
هذه القصيدة لجوتيه الألماني تعبير عن تأثره بالنبي محمد وإعجابه به وبالدين الإسلامي ،إن من المستشرقين الألمان نفر ممن أثْرَتْ كتاباتهم، عن أدبنا وحضارتنا الإسلامية، المكتبات في كل بقاع أوروبا تاركة بصماتها إلى الآن. قلت له لقد تصدى لهذا الموضوع كثير من الأساتيذ المستشرقين. منهم على سبيل المثال العالمة والفيلسوفة “أنا ماري شمل”، المفكرة الألمانية الفذة، والتي يُعرف أنها تنتمي، عن علم ودراية، لديننا الحنيف (ويخشى الله من عباده العلماء)؛ ترى هذه الأخيرة أن المتنبئ قد حظي باهتمام خاص عند “جوته” وكان له وقع فريد في دواخله. لم تكن أوروبا تعرف قبل 200 سنة شيئا عن المتنبئ وعن أشعاره الغنية عن التعريف. لكن جوته درس الحضارة الإسلامية وعاش في الشرق؛ وعرف ما كان الناس يجهلونه في أوروبا في تلك الحقبة من الزمن. كتب جوته في ديوانه الغربي-الشرقي أنه يدين بالشكر الجزيل للشعراء العرب ومنهم أحمد بن عرب شاه (1389-1450) وقيس الشهير بمجنون ليلى وجرير والفرزدق وحاتم الطائي وأبي نواس وتأبط شرّا ، الخ. کاد أن يكون المتنبئ نكرة بالنسبة للقارئ الأوروبي في عصر جوته ولكن الكل أشار إلى عمله الثري بالبنان عندما تطرّق إليه جوته بإعجاب وإكبار في ديوانه الغربي- الشرقي. بعد حقبة من الزمن قامت كبار دور النشر الألمانية بنشر ترجمة كاملة لديوان المتنبئ فَوُصِفَ من قبل النقاد آنذاك بأنه “أعظم شاعر عربي على الإطلاق”. نجد أشعار المتنبئ قد تركت بصمات قوية في أعمال جوته. منها مشهد فكاهي في مسرحية “مأساة فاوست” كما استوحى جوته روح أبي الطيب المتنبئ الغزلية في قصيدته “السماح بالدخول” التي كتبها في عام 1820 واستشفها من غزلياته





أخي الأديب المربي الفاضل
أ.عبد المجيد جابر

مساؤك تراتيل فرح لحضورك المبهج
الذي أضفى الجمال على المتصفح
لهذا التقصي المميز لسيرة غوتة
وحضارتنا الإسلامية وغدير انتقائك
ألبستنا حلّة موشاة بذهب الكلمات
من إقادة وقيمة جمة فيض شكري
ودمت قنديلاً يسطع بشهي الأنوار
ومنارة وارفة للعطاء والجود
بالغ الود والتقدير
دمت بألف خير



ماجد جابر 08-03-2011 12:51 AM

سحر الاسلام وجاذبيته.. غــــوتـــه الـــذي أســـــــــــــلـم
مرتضى حســـين
غوته اكبر شعراء ألمانيا كان شديد التأثر بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعاليم الإسلام:
وبخطوة قائد ثابتة
يجر معه مصادر أخوته
وتحت وطأة قدمه
تنبت في الوادي زهور
وتحيا من أنفاسه مروج
ولكن لا يصده واد ظليل
ولا زهور، إذ هي تطوق ركبته
وتتملق له بعيون حبيبة

بمثل هذه الأبيات من قصيدة طويلة مدح الشاعر الألماني الشهير فولفغانغ فون غوته (1749-1832) رسول الإسلام محمد (ص). أن غوته يرى في محمد قائداً روحياً منقذاً للإنسانية، وأنه كالنهر العظيم يجر معه الجداول والسواقي في طريقه إلى البحر الخضم. أنه أخو الإنسانية، ومعه يأخذ الأخوان إلى حياة أسمى.
وقد نظم الشاعر قصيدته الرائعة هذه في ربيع عام 1772 عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره وبعد أن درس ما وصلت إليه من أدبيات عن حياة محمد (ص) وتعاليمه الإسلامية. وكان هدفه من ذلك أن ينظم دراما عن حياة النبي وقد شرع بنظم هذه القصيدة بأسلوب مناجاة وحديث شعري يتبادله علي وفاطمة (ع) كما تحدث غوته موضحاً ذلك في ديوانه “خيال وواقع” ولكنه بعد ذلك جعلها قصيدة واحدة بعنوان “سنة محمد”.
وليست هذه القصيدة الرائعة هي الوحيدة التي تعبر عن إعجاب الشاعر العالمي غوته بمحمد (ص) ورسالته بل هناك قصائد أخرى ومقالات ضمتها مؤلفاته الغزيرة بمادتها الفكرية والشعرية وكلها توضح موقفه الإيجابي وتقديره القيم لرسالة محمد (ص) الفكرية والإنسانية. وما ديوان الشاعر غوته الذي نشره في 1819 بعنوان “الديوان الشرقي الغربي” إلا انعكاس لتعلق هذا الشاعر العظيم بشخصية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبحياة العالم العربي والإسلامي حتى قال غوته عن نفسه:
“أنه لا ينفي عنه، أنه نفسه مسلم”.
أن الديوان الشرقي الغربي طافح بصور مجسدة عن حياة المسلمين والاستشهاد بأقوال وأوصاف ونماذج من سور القرآن والشعر الإسلامي والأفكار التي حملتها التعاليم الدينية الإسلامية.
لقد كان غوته موسوعة علمية وأدبية واهتمامه بالديانات لا يقل عن اهتمامه بالشعر والعلوم الطبيعية ومن هذا المنطلق حفز مشاعره ما جاء في القرآن من أفكار في الحياة والوجود ووصف للظواهر الطبيعية وقد ساعده على ذلك انبثاق عصر النهضة والتسامح الفكري الذي ساد الحقبة الزمنية التي عاصر. فبعد قرون طويلة من الحروب بين المسيحيين الأوربيين والمسلمين ولا سيما منها الحرب الصليبية تفتح الغرب على معرفة نيرة متسامحة إزاء الشرق وما فيه من معالم حضارية وفكرية إنسانية. وكان الدين الإسلامي أقرب الديانات إلى الغرب بعد المسيحية. ولعل الغرب تأثر بما نقله العرب في الأندلس من تراث فكري عربي وإسلامي إلى غربي أوربا وبالاحتكاك بين الغرب والشرق عن طريق الحروب الصليبية التي نقل بها الغربيون إلى أوربا معارف واسعة عن حياة وتقاليد وأفكار العرب والمسلمين. وفي سنة 1698 صدرت طبعة للقرآن باللغة اللاتينية بترجمة القس الإيطالي لودفيكو ماراتشي.
دراسات ومؤلفات فكرية غربية كثيرة أنصفت الإسلام وأصبحت أسساً وخلفيات استند عليها الشاعر الألماني الكبير غوته في صياغة معلوماته ومداركه عن الإسلام والآراء التي حملها النبي محمد (ص) في رسالته. ثم هناك عامل هام آخر يجدر التنويه إليه. وهو عامل التجانس الفكري بين المبادئ الإسلامية واعتناق الشاعر غوته لمبادئ فلسفة مايسمى بـ”وحدة الوجود” (Pantheism) التي تتلخص بفكرة وحدة الكون والألوهية وقد كان غوته متأثراً بفلسفة سبينوزا في هذا التفكير. فعبارة القرآن “وسع كرسيه السماوات والأرض” ووصف الإمام علي عليه السلام لذات الإله بأنه لا يحد ولا يعد، والآية القرآنية “ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله” هي من الدلائل التي عززت رأي غوته بأن الفلسفة الإسلامية قائمة على وحدة الوجود حسب فهمه.
قال غوته في الديوان الشرقي الغربي:
لله المشرق
لله المغرب
رحاب الشمال والجنوب
مستقرة بسلام في يديه
وفي محاورة بين النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومرضعته حليمة السعدية (رض)، كما ألفها غوته، يقول النبي عن الله تعالى:
ـ ألا ترينه؟ أنه يلتقي بي في كل منبع هادئ، وتحت كل شجرة زاهرة بدفء محبته.
وتسأله حليمة: “أين يقطن”. فيجيبها محمد (ص):
ـ “في كل مكان”.
كما كان يرى غوته وحدانية الله تعالى كما جاء بها الإسلام فهو يستشهد بالآيات القرآنية التي أكدت في مواقع لا حصر لها أن الله تعالى وحده لا شريك له وقد كتب غوته في مراسلاته مع بعض أقرانه من علماء عصره ما يعزز اعتقاده بوحدانية الله، من ذلك قوله أن الكافرين يسألون محمداً (ص): أليس لربك شركاء. فيجيبهم محمد (ص) لو كان له شركاء فكيف يكون إلهاً.
فشخصية محمد (ص) حظيت بإعجاب الشاعر الألماني الكبير بصفته حامل رسالة روحية وفكرية للإنسانية جمعاء وبصفته عبقرياً اتصف بقدرة روحية وعقلية كبرى وخلق عظيم أو بعبارة أخرى ما قاله غوته عن النبي محمد (ص) في كتاب “خيال وحقيقة” ينبغي شرح كل ما تملكت العبقرية من أخلاق وفكر عن الإنسانية. وقد رد غوته بمؤلفاته على من قال أن محمداً (ص) ليس نبياً. كثيراً ما استشهد بآية القرآن الكريم “وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم”. أو الآية الواردة في سورة الرعد: “ويقول الذين كفروا لست مرسلاً. قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم”. والآية الواردة في سورة الإنعام وهي “وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين”.
وقد كتب في رسالة إلى أحد العلماء الشباب ضمنها قوله: “انه لحق ما قاله الله في القرآن: ما أرسلنا من نبي إلا بلسان قومه”. وكتب غوته في 1827 رسالة إلى العلامة الإنجليزي توماس كارلايل ضمنها قوله: “أن القرآن يقول أن الله يرسل لكل قوم نبياً بلغتهم”. وقد أورد غوته مثل هذه الكلمات في مقالة له كذلك في 1828.
أن الشاعر غوته يرى في محمد (ص) بذاته معجزة فقد جاء له البيتان التاليان:
يقول النبي: أنا لا أستطيع صنع معجزة فالمعجزة الكبرى هي أنا.
كما أن إعجاب غوته بشخصية محمد (ص) ناجم عن إدراكه حقيقة أن محمداً لم يقصر حياته على مجرد بث التعاليم الدينية والروحية وإنما استخدم في تأدية رسالته ونشر دعوته الالهيه وسائل كفاح دنيوية. ففي كتاب “خيال وحقيقة” أوضح غوته أن النبي محمداً كان قائد ميدان استخدم كثيراً من وسائل الحرب من أجل غايته وهدفه أسوة بكل قائد. لقد استخدم محمد (ص) الوسائل الدنيوية المقاتلة كالسيف في سبيل تحقيق أهداف ومثل الحق.
وقصيدة غوته التي نظمها بعنوان “سنة محمد” تمثل إبداعاً شعرياً رائعاً في وصف شخصية هذا النبي العربي العظيم متحدثة عن جسامة مسؤوليته الكبرى التي نهض بأعبائها لإنقاذ اخوته العرب واخوته الناس أجمعين على حد تعبير هذه القصيدة.
أما إعجاب غوته بالقرآن الكريم وما فيه من تعاليم فقد عبر عنه الشاعر في مواقف متعددة من خلال قصائده ومقالاته ورسائله. وأول اهتمام لغوته بالقرآن الكريم وتعاليم الإسلام كان في عام 1772 عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، فقد كتب في حزيران من ذلك العام رسالة إلى العلامة (هيردر) توضح اهتمام الشاعر بالبحث المتواصل عن فضيلة أصيلة. ومما جاء في هذه الرسالة استشهاده بآية من القرآن الكريم. إذ كتب يقول: “أريد أن أصلي كما صلى موسى في القرآن قائلا: ربي أشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي”.
وفي تلك السنة اطلع غوته على طبعة للقرآن الكريم باللغة الألمانية بترجمة البروفيسور ميغيرلين (Megerlin) من مدينة فرانكفورت على نهر الماين. وكان هذا البروفيسور أول عالم ألماني ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية مباشرة من اللغة العربية ولكنه كان يشكك في الوحي والنبوة.
فما كان من الشاعر غوته إلا أن رد عليه بمقالة نقدية شديدة اللهجة مبيناً أن رأيه في القرآن الكريم أسمى من رأي البروفيسور ميغيرلين. كما دعا غوته في مقالته هذه إلى ترجمة القرآن الكريم تحت سماء شرقية يترجمه ألماني يقرأه في خيمته بكل إحساس نبوي وشاعري (حسب تعبير غوته). كما فضل غوته ترجمة جورج سيل للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية على ترجمة ميغيرلين الألماني. وفي قصائد غوته في الديوان الشرقي الغربي عباراته “القرآن المقدس” و”الكتاب المقدس” و”الميثاق المبارك”. ومن أبياته عن القرآن الكريم:
فيما إذا كان القرآن أبديا
هذا ليس محل شك
أما أنه كتاب الكتب
فهذا ما اعتقده من خلال واجب المسلمين
وعبارته هذه توضح بصراحة اعتناقه للدين الإسلامي والتزامه بتقديس القرآن الكريم تقديساً واجباً على كل مسلم. وهذا ما تعززه عبارته التي أوردها بأن مؤلف “الديوان الشرقي الغربي” لا ينفي عن نفسه أنه مسلم. ومن أبياته في هذا الديوان:
من الحماقة أن كلا في وضعه
يطري رأيه الخاص
فإذ أن الإسلام يعني الاستسلام لله
فكلنا نحيا ونموت في الإسلام
القرآن في شتى المناسبات. لقد صاغ غوته بعض الصور والمعاني القرآنية في عديد من أبياته دليلاً على إعجابه بها وسعة إدراكه لمضامينها. فيقول القرآن في سورة البقرة: “أن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة” مما يثير اهتمام غوته حتى بصغائر الأمور التي تمثل رغم ضآلتها قوة في استدلاله على أن الله تعالى يتجلى في جميع الظواهر الطبيعية. فغوته يقول:
الا احتاج إلى مقارنة
وفق ما أهوى؟
ها هو الله يقدم مقارنة
للحياة ببعوضة
ونظم غوته مضموناً من سورة الفاتحة بالأبيات التالية:
يريد الضلال أن يضللني
ولكنك تعرف كيف تهديني
فأن سلكت وأن نظمت شعراً
فأهدني الصراط المستقيم
أما وصف الظواهر الطبيعية الذي أثار إعجاب غوته بالقرآن الكريم فألهمه نظم صور من هذه الظواهر بأبيات رقيقة سواء في الديوان الشرقي الغربي أو في مؤلفه “خيال وحقيقة” فقد نظم الآية الواردة في سورة الإنعام وهي “وهو الذي جعل لكم النجوم. لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر” بالأبيات التالية:
لقد ثبت لكم النجوم
هادية في البر والبحر
لتسترشدوا بها
ناظرين دائما إلى الأعلى
وقد جمع غوته بخط يده مختارات من عشر سور ما زالت محفوظة، تعكس توافقها مع تفكيره وقناعته بأن الله تعالى يتجلى في الطبيعة التي ابدع صنعها بجميع ظواهرها. من ذلك الآية التي نظمها شعراً وهي “ولله المشرق والمغرب. فأينما تولوا فثم وجه الله” وغيرها الكثير من الآيات القرآنية التي نظمها. ويضيف غوته القرآن فيقول:
شاهدت بدهشة وسرور
ريشة طاووس في القرآن
فمرحبا بك في هذا الموقع المقدس
يا أثمن كنز على الأرض
فيك وفي نجوم السماء
تدرك عظمة الله من الأمور الصغيرة
فهو ينظر إلى العوالم
وعينه متركزة هنا
كما قال غوته في القرآن: “أن هذا الكتاب سيبقى بتأثره الرفيع إلى مدى عصور أبدية فهو صــورة عملية جداً تلائم حاجات أمــة يستند مجدها على تقاليد عريقة وعـادات أصـيلة”.
الفيلسوف الاسباني ميجيل اونامونا:


الساعة الآن 03:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team