منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   فصوص النصوص (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=245)

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:39 PM

فصوص النصوص
 
تراثنا العربى زاخر

بالنصوص التى تمتاز بقوة البيان وبلاغة الكلمات

وهى بمثابة الفص النادر فى الخاتم

فاليكم بعض من تلك الفصوص

فصوص النصوص ::

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:40 PM

رد: فصوص النصوص
 
نبتدئ فى البحث باستقراء الموجودات ، وتصفُّح أحوال المبصرات،

ونميِّز خواص الجزئيات ، ونلتقط بالاستقراء ما يخص البصر فى حال الإبصار،

وما هو مطردٌ لايتغير، وظاهرٌ لايشتبه من كيفية الإحساس .

ثم نترقَّى فى البحث والمقاييس على التدريج والترتيب،

مع انتقاد المقدِّمات والتحفُّظ فى النتائج،

ونجعل غرضنا فى جميع ما نستقرئه ونتصفَّحه،

استعمال العدل لا اتباع الهوى -

ونتحرَّى فى سائر ما نميزه وننتقده، طلب الحق لا الميل مع الآراء .

فلعلنا ننتهى بهذا الطريق إلى الحق الذى به يثلج الصدر ،

ونصل بالتدرُّج والتلطُّف إلى الغاية التى عندها يقع اليقين،

ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التى يزول معها الخلاف وتنحسم بها مواد الشبهات.

وما نحن مع جميع ذلك ، برآء مما هو فى طبيعة الإنسان من كدر البشرية ،

ولكنا نجتهد بقدر ماهو لنا من القوة الإنسانية .

ومن الله نستمد المعونة فى جميع الأمور .




ابن الهيثم : كتاب المناظر
.
.

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:41 PM

رد: فصوص النصوص
 
وربما أوجب استقصاؤنا النظر عدولاً عن المشهور والمتعارف ،

فمن قَرَعَ سمعه خلافُ ما عهده فلا يبادرنا بالإنكار ، فذلك طيشٌ .

فرُبَّ شَنِعٍ حَقٌّ ، ومألُوفٍ محمودٍ كاذبٌ . والحقُّ حقٌّ فى نفسه ،

لا لقول الناس له .

ولنذكر قولهم: إذا تساوت الأذهانُ والهِمَمُ ،

فمتأخِّر كُلِّ صناعةٍ ، خَيْرٌ مِن متقدمها .

ابن النفيس : شرح معانى القانون
.
.

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:43 PM

رد: فصوص النصوص
 
ومن أحسن ما يُحكى أنَّ رجلاً كان مع بعض الصالحين ،

فمرَّ على جماعةٍ يشربون ويغنُّون،

فقال الرجل : يا سيدى ، ادع على هؤلاء المجاهرين بالمنكر ..

قال : اللهمَّ كما فرَّحتهم فى الدنيا ، فرِّحهم فى الآخرة ..

فبُهت الرجل ، فلم تمض مدة ، حتى اهتدى كل منهم وحسن حاله ..

ولْيكن ذلك آخر ما جرى به القلم .


محمدكبريت : الجواهر الثمينة فى محاسن المدينة
.
.

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:44 PM

رد: فصوص النصوص
 
سئل أبو محمد العروضى عن الحركة والسكون أيهما أقدم ؟؟

فقال ::


أما عن الحس فالحركة أقدم ، وأما عن العقل فالسكون أقدم .

وبعد فالسكون عدم الحركة ، وكل حس فقوامه بالحركة ،

وكل عقل فصورته بالسكون ، ونظامه بالهدوء ، وخاصيته بالطمأنينه ،

وأثره بالقرار ، وقوته بالنفس ؛ وكأن من فيض العلة الأولى وجوده ،

لأن هذا النعت لكل مادونه ، فالاستعارة له بالواجب والحقيقة ، والسكون

عند العقل عدم الحسّ ، والحركة عند الحس تأثير العقل ....


من كتاب المقابسات

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:47 PM

رد: فصوص النصوص
 
فطالبُ الحقِّ ليس هو الناظر فى كتب المتقدِّمين ،

المسترسل مع طبعه فى حسنِ الظنِّ بهم ،

بل طالبُ الحقِّ هوالمتهمُ لظنِّهِ فيهم ،

المتوقِّفُ فيما يفهمه عنهم، المتَّبعُ الحجَّة والبرهان ،

لاقول القائل الذى هو إنسان ، المخصوص فى جبِلَّته بضروب الحال والنقصان . ?

والواجب على الناظر فى كُتب العلوم ،

إذْ كان غرضُه معرفةَ الحقائق أن يجعلَ نفسَهُ خصماً لكل ماينظر فيه ..

ولما نظرنا فى كتب الرجل المشهور بالفضيلة المتفنِّن فى المعانى الرياضَّية ،

المشار إليه فى علوم الحقيقة ، أعنى بطلميوس، وجدنا فيها علوماً كثيرةً ،

ومعانىَ غزيرةً ، كثيرةَ الفوائدِ ، عظيمةَ المنافعِ ، ولما خصمناها وميَّزْناها ،

وتحرَّيْنا إنصافَهُ ، وإنصافَ الحقِّ منه ؛ وجدنا فيها مواضعَ مشبَّهةً ،

وألفاظاً بَشِعةً ومعانىَ متناقضةً إلا أنها يسيرةٌ فى جنب ما أصاب فيه من المعانى الصحيحة .


ابن الهيثم: الشكوك على بطليموس

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:48 PM

رد: فصوص النصوص
 
وربما أوجب استقصاؤنا النظر عدولاً عن المشهور والمتعارف ،

فمن قَرَعَ سمعه خلافُ ما عهده فلا يبادرنا بالإنكار ، فذلك طيشٌ .

فرُبَّ شَنِعٍ حَقٌّ ، ومألُوفٍ محمودٍ كاذبٌ .

والحقُّ حقٌّ فى نفسه ، لا لقول الناس له .

ولنذكر قولهم:

إذا تساوت الأذهانُ والهِمَمُ ، فمتأخِّر كُلِّ صناعةٍ ، خَيْرٌ مِن متقدمها .

ابن النفيس : شرح معانى القانون

.
.

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:50 PM

رد: فصوص النصوص
 
الأرضُ كُرَّية الشكل ،

وينبنى على هذا مسألةٌ وهى أنه لو تيسَّر السيرُ على جميع الأرض ،

وفُرض تفرُّق ثلاثةِ أشخاص ، من مكانٍ معين ،

بأن سار أحدهم نحو الغرب ،

والآخر نحو المشرق ،

وأقام الثالث ،

حتى عاد إِليه السائر إِلى المغرب من المشرق ،

والسائر إلى المشرق من المغرب ، فى وقتٍ واحد ،

لكانت الأيام التى عدَّها الغربىُّ فى هذه الدورة ،

أنقص من أيام المقيم بواحد .

والأيام التى عدَّها الشرقى أزيد منها .

ويتفرَّع على ذلك مسألةٌ وهى :

هل يجوز أن يكون يوم بعينه جُمعةً عند شخص ،

وخميساً عند آخر ، وسبتاً عند ثالث ؟ ونحو ذلك؟ فيُجاب بالجواز !


مدين القوصونى : القول الأنيس والدر النفيس فى شرح منظومة الشيخ الرئيس
.
.



عبير جلال الدين 08-07-2010 05:52 PM

رد: فصوص النصوص
 
لو لم يكن فى النوم من حكمة إلا أنه شاهد على الميعاد لكفى

دع ما فيه من راحة الأعضاء ، وسكون الجرم ، واستجلاب القوة إليها بعد العياء والكد ،

ولو كان النوم حالا مصمتة لاشعور لصاحبها بها من أولها إلى آخرها لكانت الوحشة داخلة ،

والشك قائماً ، والتهمة واقعة ولكنها حال يتزود الانسان منها أمور غريبة وأحوالا عجيبة

ويتلقف منها غيباً كثيراً ، ويستقبل منها عيانا ظاهراً ،

فهل هذا الرمز من اليقين إلا على ثبات النفس على حال واحد لاتنام ،

والنوم شبيه بالموت ؟؟

فإذاً لاتموت ، لأن الموت شبيه بالنوم ..

فالحالان جميعا قد زالتا عنها وحطتا دونها

من كتاب المقابسات
أبو حيان التوحيدى
.
.

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:53 PM

رد: فصوص النصوص
 
إنما صَدَقَ قولُ القائل :
ليس الخبر كالعَيَانِ ؛ لأن العيانَ هو إدراك عينِ الناظر عينَ المنظور إليه فى زمان وجوده وفى مكان حصوله .
ولولا لواحق آفاتٍ بالخبر ، لكانت فضيلته تبينُ على العيان والنظر ..
والكتابةُ ، نوعٌ من أنواع الخبر ، يكادُ أن يكون أشرف من غيره .
فمن أين لنا العلمُ بأخبار الأمم ، لولا خوالدُ آثارِ القلم ؟
ثم إن الخبر عن الشئ (الممكن الوجود) فى العادة الجارية ، يقابل الصدق والكذب على صورة واحدة، وكلاهما لاحقان به من جهة المخبرين ،
لتفاوت الهمم وغلبة الهراش والنـزاع على الأمم ..
وما وجدت من أصحاب كتب المقالات أحداً قصد الحكاية المجردة ، من غير ميلٍ ولا مداهنة، سوى أبى العباس الإيرانشهرى ، إذ لم يكن من جميع الأديان فى شئ ، بل منفرداً بمخترع له، يدعو إليه .
وأنا فى أكثر ما سأُورده من جهة (الهند) حاكٍ غيرُ منتقدٍ إلا عن ضرورةٍ ظاهرة ، ثم إن كان مشتقاً يمكن تحويله فى العربية إلى معناه ، لم أمِلْ عنه إلى غيره إلا أن يكون بالهندية أخفَّ فى الاستعمال فنستعمله بعد غاية التوثقة منه فى الكتبة ،
أو كان مقتضباً شديد الاشتهار فبعد الإِشارة إلى معناه ، وإن كان له اسمٌ عندنا مشهورٌ فقد سَهُلَ الأمر فيه ؛ ويتعذر فيما قصدناه سلوكُ الطريق الهندسى فى الإِحالة على الماضى دون المستأنَف، ولكنه ربما يجىء فى بعض الأبواب ذكرُ مجهول وتفسيره آتٍ فى الذى يتلوه.
والله الموفق .


البيرونى : تحقيق ماللهند
.
.

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:55 PM

رد: فصوص النصوص
 
القطيعة تُخفى ما تُبديه الوصلة

البيرونى

.....

لو صار القِطُّ مجنَّحاً ، لاختفت من الدنيا العصافير

جلال الدين الرومى : المثنوى


........

يقول راجى عفو ربه ابنُ سينا
ولم يـزل بالله مستعينــاً
ياسائلى عن صحة الأجسـاد
اسمعْ صحيح الطب بالإسناد

مدين القوصونى

.
.

عبير جلال الدين 08-07-2010 05:57 PM

رد: فصوص النصوص
 
الظرف الزمانى ألطف من ظرف المكان ،

والمكانى أكثف من ظرف الزمان ،

وكأن المكان من قبيل الحس ، والزمان من قبيل النفس ،

وكأن الزمان من حد المحيط ، والمكان من حد المركز ،

فوجب لهذا أن يكون تصرف الألطف أكثر من تصرف الأكثف ،

وبحسب تصرفه تكون أسماء أحواله فى تصرفه أكثر ،

والزمان منسوب إلى حركات الفلك ، فجوهره شريف ،

والمكان من جوهر المحيط ، فجوهره محطوط ،

ومما يزيد من لطافة الزمان وضوحاً ..

أن الزمان الواحد يجر إلى أكثر من واحد

إلى مالا آخر ، والمكان الواحد متى شغل بالواحد

عجز عن الثانى ...


من كتاب المقابسات
أبو حيان التوحيدى

.
.

ناريمان الشريف 08-08-2010 01:40 AM

رد: فصوص النصوص
 
غاليتي عبير
سلام الله عليك
كم تعجبني مثل هذه الاختيارات
صفحة أنيقة بكل ما في الكلمة من معنى
أعجبتني كلمات ( أبو حيان التوحيدي )
سأتردد هنا كثيراً وفي جعبتي الكثير
ألف شكر على ما نقلت لنا من هذه الروائع البلاغية



تحية ... ناريمان

عبير جلال الدين 08-08-2010 08:49 PM

رد: فصوص النصوص
 
العزيزة ناريمان

أُتابعك أينما كنتِ

فكونى دوما كما أنتِ

تقبلى إحترامى لكِ

ومرحبًا بكِ وأنتظر ما فى جعبتك

تحياتى ،،

،

عبير جلال الدين 08-08-2010 08:50 PM

رد: فصوص النصوص
 
سأُلَ :: ما الفرق بين الصداقة والألفة ؟

فقال ::

قد يألف الإنسان ثوباً وزياً وطعاماً وهدياً ومذهباً ومكاناً ،

ولا يصادق شيئاً منها ،

والصداقة إذا أخذتها من جانب اشتقاق لفظها كانت من الصدق ،

والصدق ميزان النفس وصورة العقل وكمال الجملة وزينة التفصيل ،

وإذا ألف إنسان إنساناً فقد أجراه مجرى جميع ما سميناه ،

وإذا صادقه فقد رفع شأنه وأعلى مكانه وميز قدره ،

وأفرد حاله فيما لايصدق إذا حدث ولاينصف إذا عومل ..

من كتاب المقابسات

أبو حيان التوحيدى
..

ناريمان الشريف 08-15-2010 12:52 PM

الانشاء لغة : الشروع والايجاد والوضع
تقول : أنشأ الغلام يمشي .. إذا شرع فيالمشي
وأنشأ اللله العالم : أوجدهم .. وأنشأ فلان الحديث : أي وضعه .

واصطلاحاً : علم يعرف به كيفية استنباط المعاني وتأليفها مع التعبير عنها بلفظ لائق بالمقام .. وهو مستمد من جميع العلوم
وذلك لأن الكاتب لا يستثني صنفاً من الكتابة فيخوض في كل المباحث ويتعمــّد الانشاء في كل المعارف البشرية.وينحصر المقصود منه في ثلاثة أبواب وخاتمة وملحق .

( السيد أحمد الهاشمي )
من كتاب ( جواهر الأدب )




..... ناريمان

عبير جلال الدين 08-16-2010 11:14 PM

سأًلَ :: ما العشق ؟؟

فقال ::

تشوق إلى كمال ما .. بحركة دالة على صبوة ذى شكل إلى شكله ..


سأُلَ .. فما المحبة ؟؟

فقال ::

هى منوال العشق ،

إلا إنها محاولة الحال إلى الإتصال ،

إتصالا يرفع التميز رفعاً ،

ويقطع التحيز قطعاً ،

وتحدث الكلف ،

وتورث التلف ..



من كتاب المقابسات

أبو حيان التوحيدى
،،

عبير جلال الدين 08-16-2010 11:21 PM

سأُل .. ما الكلف ؟؟


فقال ::

كأنه اللزوم للشئ .


فسأُل .. فما الشغف ؟؟

فقال ::

قريب من الكلف ، وهو أشد ارتفاعاً فى ملازمته من الأول

سأُل زدنا فى المحبة ؟؟


فقال ::

المحبة أريحية منتفثة من النفس نحو المحبوب لأنها تغذو الروح

وتضنى البدن ولأنها تنقل القوى كلها إلى المحبوب بالتحلى بهيئته ،

والتمنى بحقيقته ، بالكمال الذى يشهد فيه .

فالشوق يتوفر عليه ، والشوق شاغل عن كل ماعدا المشتاق اليه ،

وهو قوة تسافر من هذا إلى هذا ،

زادها الاطراق والتفكير والوجوم والسهر والتتبع والتحيز .
.
.
.
من كتاب المقابسات

أبو حيان التوحيدى

،،

عبدالسلام حمزة 08-18-2010 01:49 AM

الكاتبة عبير جلال الدين

تقبلي شكري الفائق على هذه الجواهر النفيسة التي تكرّمت بها علينا

متابع معك ... تابعي نشر الفائدة ولك الشكر

عبير جلال الدين 08-23-2010 12:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 9238)
الكاتبة عبير جلال الدين

تقبلي شكري الفائق على هذه الجواهر النفيسة التي تكرّمت بها علينا

متابع معك ... تابعي نشر الفائدة ولك الشكر


الأستاذ عبد السلام حمزة

شرفنى تواجدك هنا

والبحر يكنز الكثير من الكنوز .. ينتظر غواص ماهر لينتشلها

تحياتى لكَ

،،

عبير جلال الدين 08-23-2010 12:45 PM

سأُل .. ما المعرفة ؟؟

فقال ::

إن كانت ضرورة فهى نتيجة الفطرة ،

وإن كانت إستدلالا فهى ثمرة الفطنة ،

ولابد فيها من البحث الطويل والعريض ،

والسماع الواسع الكبير ،

لأن النفس الناطقة لاتعطيك مكنون ما فيها ..

إلا بتصفحك كل ما هو دونها من أجلها ..



سأُل .. فما العلم ؟؟

فقال ::

هو الرأي الواقع على كنه حقائق الأشياء

وقوعاً ثابتاً لاينتقل عنه ..

العلم وجدان النفس مطلوبها إذا اعترضت الرتب على الانسان فى أمره ،

وذلك انها إذا وجدت مطلوبها توحدت به واتحدت فيه لهما ،

والعلم انفعال ما ولكن بإستكمال يؤدي إلى النفس سرورها ،

وحبورها اللذان هما خاصان لهما

.
.
المقابسات

عبير جلال الدين 08-23-2010 12:47 PM

خبط عشواء

(وحق لمثلي أن لا يُسأل، فإن سئل تعين عليه ألا يجيب،

فإن أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه،

فإن خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول،

فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه،

فإن نظر فقد خبط خبط عشواء).


أبو العلاء: مقدمة رسالة الملائكة

.

ناريمان الشريف 08-31-2010 08:54 PM

وما زالت هذه الفصوص هي الأجمل يا عبير

سلم الله يديك



تحية ... ناريمان

ماجد جابر 07-15-2011 05:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير جلال الدين (المشاركة 2337)
إنما صَدَقَ قولُ القائل :
ليس الخبر كالعَيَانِ ؛ لأن العيانَ هو إدراك عينِ الناظر عينَ المنظور إليه فى زمان وجوده وفى مكان حصوله .
ولولا لواحق آفاتٍ بالخبر ، لكانت فضيلته تبينُ على العيان والنظر ..
والكتابةُ ، نوعٌ من أنواع الخبر ، يكادُ أن يكون أشرف من غيره .
فمن أين لنا العلمُ بأخبار الأمم ، لولا خوالدُ آثارِ القلم ؟
ثم إن الخبر عن الشئ (الممكن الوجود) فى العادة الجارية ، يقابل الصدق والكذب على صورة واحدة، وكلاهما لاحقان به من جهة المخبرين ،
لتفاوت الهمم وغلبة الهراش والنـزاع على الأمم ..
وما وجدت من أصحاب كتب المقالات أحداً قصد الحكاية المجردة ، من غير ميلٍ ولا مداهنة، سوى أبى العباس الإيرانشهرى ، إذ لم يكن من جميع الأديان فى شئ ، بل منفرداً بمخترع له، يدعو إليه .
وأنا فى أكثر ما سأُورده من جهة (الهند) حاكٍ غيرُ منتقدٍ إلا عن ضرورةٍ ظاهرة ، ثم إن كان مشتقاً يمكن تحويله فى العربية إلى معناه ، لم أمِلْ عنه إلى غيره إلا أن يكون بالهندية أخفَّ فى الاستعمال فنستعمله بعد غاية التوثقة منه فى الكتبة ،
أو كان مقتضباً شديد الاشتهار فبعد الإِشارة إلى معناه ، وإن كان له اسمٌ عندنا مشهورٌ فقد سَهُلَ الأمر فيه ؛ ويتعذر فيما قصدناه سلوكُ الطريق الهندسى فى الإِحالة على الماضى دون المستأنَف، ولكنه ربما يجىء فى بعض الأبواب ذكرُ مجهول وتفسيره آتٍ فى الذى يتلوه.
والله الموفق .


البيرونى : تحقيق ماللهند
.
.

تحيّاتي
أشكرك أيّتها الأستاذة الأديبة عبير جلال الدين على ما تنثرينه من درر ، فنحن نتابع بشغف ما يخطّه يراعك ، ما أحوجنا لهذا المداد المنساب ، ننتطر عبق حرفك ، ووجودكِ بيننا ،.
موضوع سامق ، فإلى التثبيت.
بوركت ، لا فضّ فوك.


ماجد جابر 08-11-2011 09:07 PM

(( خرج أبو سليمان يوماًً ببغداد إلى الصحراء، بعض أيام الربيع، قصداً للتفرج والمؤانسة، وصحبته. وكان معنا أيضاً صبي دون البلوغ جهم الوجه ، بغيض المحيا ، شتيم المنظر. ولكنه كان مع هذه العورة يترنم ترنماً يفرج عن جرم ٍ ترف، وصوت شج، ونغمة رخيمة، وإطراق حلو. وكان معنا جماعة من اطراف المحلة، وفتيان السكة ، ليس فيهم إلا من تأدب تأدبا يليق به ويغلب عليه . فلما تنفس الوقت أخذ الصبي في فنه، وبلغ أقصى ما عنده. فترنح أصحابنا وتهادوا ، وطربوا. فقلت لصاحب لي ذكي: أما ترى ما يعمل بنا شجا هذا الصوت، وندى هذا الحلق، وطيب هذا اللحن، ونفث هذا النغم ؟! فقال لي: لو كان لهذا من يخرجه ويعنى به، ويأخذه بالطرائق المؤلفة ، والألحان المختلفة، لكان يظهر أنه آية، ويصير فتنة، فإنه عجيب الطبع، بديع الفن، غالب الدنف والترف. فقال أبو سليمان، فلتة: حدثوني بما كنتم فيه عن الطبيعة، لم احتاجت إلى الصناعة؟))
من المقابسات للتوحيدي


الساعة الآن 01:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team