منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1824)

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:18 AM

من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي )
 
... إبراهيمَ في البَرْبَخِ
( ابن الرومي )


... إبراهيمَ في البَرْبَخِ
كنفْخة النَّافخ في المِنْفَخِ
رِيعَ لها الأحياءُ من هوْلها
وأفزع الأموات في البرزخِ
لولا دفاعُ اللَّه قد زُلزلت
بالأرض في أجبالها الشمخِ
قد أحسَن اللَّه بأسماعنا
إذْ سَلمتْ منها فلم تُصْمَخِ
أنْذَرْتُ من في داره مَطْبخٌ
... إبراهيمَ من فرسخِ
الريحُ والنار هُما ما هُما
فَلْتُحْذَرِ الريحُ على المطْبَخِ
أعاذَ من شرِّهما ربُّنَا
دارَ الأمير السيِّد الأبْلَخِ
بخ بَخ لإبراهيم من ...
ذي ... مَرْهُوبة بَخ بَخِ
يظل من يسمع أهْوالها
من صارخ ذُعْراً ومُسْتَصرخِ
قلْ لأبي إسحاق بَيِّنْ لنا
فأنت في العلم من الرُّسخِ
ما طَائرٌ ذو بيضة ٍ ضخمة ٍ
لكنَّه ليس بِمُسْتَفْرِخِ
ولِمْ حَكَيْتَ القردَ في قُبْحه
والقردُ ممسوخٌ ولم تُمْسَخِ
وما تَشَاجِيكَ على شاعرٍ
بحَشِّكَ الأبْخَر ذي البَرْبخ
لي مَنْجَنِيقٌ كنتَ في مَعْزِلٍ
عنها وعن أَحْجَارها الشُّدَّخِ
فلِمْ تعرَّضتَ لها طائعاً
ولِمْ تلطَّخْتَ ولم تُلْطَخِ
عِرضي كعرضِ البَيْنِ يا بن اسْتِهَا
ذاكَ الأرَثِّ الأنْتَنِ الأوْسَخِ
إنْ رجع الطَّرفُ متى رِبْتَنِي
وأنتَ من عِرْضك لم تُسْلخ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:18 AM

آراؤكُمْ ووجوهكُمْ وسيوفكم
( ابن الرومي )


آراؤكُمْ ووجوهكُمْ وسيوفكم
في الحادثات إذا دجونَ نجومُ
منها معالمُ للهُدَى ومصابحٌ
تجلو الدجى والأخريات رُجوم

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:19 AM

آيستُ من دهري ومن أهله
( ابن الرومي )


آيستُ من دهري ومن أهله
فليس فيهم أحدٌ يُرضى
إن رُمتُ مدحاً لم أجدْ أهله
أورمتُ هجواً لم أجد عِرضا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:20 AM

أأبكتْكَ المعاهدُ والمغاني
( ابن الرومي )


أأبكتْكَ المعاهدُ والمغاني
كدأبك قبلُهنَّ من الغواني
وقفتُ بهن فاستمطرتُ بيني
غياثاُ والتذكُّرُ قد شجاني
فجاد سحابُها تَمْريه ريحٌ
من الزفرات تلحَى من لحاني
أجلتُ بها جُماناً من دموعي
لذكري غير جائلة الجمان
وما إن زلتُ أنعي الصبرَ مِنِّي
إلى ذي خُلَّتي حتى نُعاني
ولم تر مثلَ دمع مستغاث
ولا كزفير صدرٍ مستعانِ
مُعيناً مُغرمٍ إذْ لا معينٌ
نصيرا مُسْلمٍ متظاهران
أعاناني على البُرَحاء لمَّا
أعان عليَّ ثَم العاذلان
عدِمتهما لقد خذلا وضنَّا
هناك برعيتي عمَّن رعاني
ألا أسقي دموعي دارَ ظَبْي
لو اسْتَسْقَيْتُ رِيقتَه سقاني
بِلَى لاسيّما وبيَ اشتفاء
بسحِّي عَبْرَتِي مِمَّا عراني
قَضى حقَّيْنِ في حَقٌ عميدٌ
بكى شجوَ الأحبَّة والمغاني
وداوى قلبَهُ من داء وشَوْق
عراه ففيم لامَ اللائمان
ولكن لا ارتجاعَ لما تقضَّى
فما استشعارُ باقٍ ذِكرَ فاني
وفي هذا الأوان وفي نُهاهُ
شواغلُ عن صِبَى ذاك الأوان
برئتُ من الصبابة ِ والتَّصابي
إلى الغزلان والنفرِ الرواني
وزارية ٍ عليَّ بأن رأتني
من الهزلى حقيراً في السِّمان
صَبرَتُ لها وقلتُ مقال حُرٍّ
إليكِ فإنَّني باللَّه غاني
وليستْ خِسَّة ُ الأجفانِ مِمَّا
يُخَسِّ قيمة َ النَّصْلِ اليماني
وليْسَتْ إنْ نظرتِ بزائداتٍ
حُلى الأغماد في السَّيْفِ الددانِ
فمن يكُ سائلاً ما وجهُ فَخْرِي
فإني فاخِرٌ أدبي زَهاني
ونحنُ معاشرَ الشُّعَراءِ نَنْمي
إلى نسب من الكُتاب داني
وإن كانوا أحقَّ بكلِّ فَضْلٍ
وأبلغَ باللسان وبالبنان
أبُونا عندَ نِسْبتنَا أبوهم
عطاردٌ السماويُّ المكان
أديبٌ لم يلِدْ إلاّ أديباً
ذكيّ القلبِ مشحوذَ اللسان
مليئاً إن توسّم بالمعاني
وفيَّا إنْ تَكَلَّمَ بالبيان
أإخوتَنا من الكتابِ رِقُّوا
عليْنَا من مُغالطة ِ الزَّمان
فإنْ لم تفعلوا وجفوْتمونا
على إثرائِكم فيمن جفاني
فإنَّ أبا الحسين أخا المعالي
طَبيبٌ إنْ تَفَرَّد بي شفاني
طبيبٌ كم شفاني من سَقامٍ
وما جدحَ الدواءَ ولا رقاني
فهلْ يُرْضيهِ شكرٌ أعجزتْهُ
يداه فما له بهما يدان
نعَمْ إنَّ الفتَى سمحٌ تمامٌ
وفي السَّمَحاءِ منقوصُ المعاني
يجودُ أبو الحسين ولا يعاني
منافَسة َ الجِراء كما نُعاني
غدا عن كلِّ مَحْمدة ٍ سَخِيّاً
وليس بها عليه من هوان
ولكنْ همَّة ٌ رَفَعَتْهُ حتى
سمتْ قدماه فوق الفرقدان
وتخفيفٌ عن الإخوان منه
وإنْ هم ثقَّلوا في كل آنِ
ولم تر طالباً للحمد أحْظَى
به من طالبٍ فيه تواني
إذا نامَ الجوادُ عن التقاضي
أتاه الحمدُ يركض غيرَ واني
أعدِّدُ لابن أحمد بن يحيى
مكارمَ غير خاشعة المباني
فتى ً ضَمنَ الصيانة وهي سُؤْلي
فكان ضمانه أملَى ضمان
وآمَننِي تلونَ حالتيْهِ
فكان أمانه أوفى أمان
بل انتقدَ الحياة َ من المنايا
بجودٍ كالجلادِ وكالطعان
قسطْتُ على الزَّمانِ به فأضحى
وقد أعفَى بحقِّي واتَّقاني
فتَى الكتاب نُبْلاً واضطلاعاً
وصدقَ أمانة ٍ وعلوَّ شان
شكرتُ له نداه وإن أراني
نداه تخلُّفي فيما أراني
أنالَ وقلتُ يُعطيني وأثنَى
فما جاريتُهُ حتى شآني
أبرَّ عليَّ إبرارَ المُعادي
وليُّ منه بَرَّ فما اتَّلاني
فلولا أنَّه رجلٌ كريمٌ
لقلتُهناك ممدوحي هجاني
ولولا أنني رجلٌ سليمٌ
لقابلتُ الصنيعة َ باضْطغان
ولو سَخِطَ امرؤ يُولي جميلاً
سَخِطَت وحُقَّ لي ممَّا اعتلاني
وما سَخَطِي على من جاءَ يَجرِي
إليَّ وغبطتي فَرَسيْ رِهان
وما حسدي امرءاً ما زال يُغْرِي
بي الحُسَّادَ وهْوَ علَيَّ حاني
حلفتُ لقد غدا في النَّاسِ فرداً
فليتَ اللَّهَ يُؤْنسُه بثاني
وليتَ اللَّه يغفِرُ لي اشتطاطي
فقد جاز اشتطاط ذوي الأماني
محمد يابنَ أحمدَ يابن يحيى
أخا الآلاءِ والنَّعمِ الحسان
أما لقد ارتَهنْتَ الدهرَ شكري
بعرفكَ غيرَ معتمدِ ارتهان
كما اسْتعبدْتَني وملكت رِقِّي
بلطفك غيرَ معتمد امتهان
وما الرجُل الطليقُ الحُرُّ إلاَّ
أسيرٌ في يدَيْ نعماك عاني
ولا الرجلُ الأسيرُ العَبْدُ إلاَّ
طليقٌ من يدٍ لك وامتنان
بقيتَ بقاءَ ما تبني فإني
أراهُ بقاءَ يذبِلُ أو أَبان

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:20 AM

أأحمدُ لا واللَّهِ لا ذقتَ فيْشتي
( ابن الرومي )


أأحمدُ لا واللَّهِ لا ذقتَ فيْشتي
فإن شئتَ فانسبني إلى الخُنثِ أو دعِ
أإيَّاي تستغوي بما أنت قائل
طمعتَ لعمر اللَّه في غير مطمعِ
ألا طالما حرَّضتني غير مُؤْتلٍ
على آستك تحريضَ امرئ بي مولع
تحومُ على أيري ولست تذوقه
ولو مِتَّ فاصبر للحُكاك أو اجْزع

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:21 AM

أأحييتني بالأمس ثم تميتني
( ابن الرومي )


أأحييتني بالأمس ثم تميتني
برفضي وإقصائي؟ وحقي أن أُدنى
ولو أنني أحييتُ ميتاً عشقته
لحسن الذي أثَّرتُ فيه من الحسنى

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:21 AM

أأسماءُ أيُّ الواعدين تَرَيْنَهُ
( ابن الرومي )


أأسماءُ أيُّ الواعدين تَرَيْنَهُ
أشدّكُما مطلاً فإنيَ لا أدري
أأنت بنيلٍ منك يُبرد غُلَّتي
أم النفسُ بالسلوانِ عنكِ وبالصبر

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:22 AM

أإسماعيلُ من رَجلٍ
( ابن الرومي )


أإسماعيلُ من رَجلٍ
تَعرَّب بعد ما شاخا
فأصبح من بني شَيْبا
نَ ضخم الشأن بذَّاخا
وصار أبوه بِسْطاماً
وكان أبوه قَيْبَاخا
وصار يقول قُمْ عَنَّا
وكان يقول قُوهَاخَا
وشُيِّدت القصورُ له
وكانت قبلُ أكواخا
وصار أخسُّ من معه
له عشرون طبَّاخا
وكانت أمُّه كَمَّا
خَة ً وأبوه كمَّاخا
عجبتُ لمن رأى هذا
بعينيه فما ساخا
إلى اللَّه الصُّراخ فهل
يُحِيرُ إليَّ إصْراخا
عدمتُ المُلْك إن له
لأَوْضَاراً وأوساخا
عَلَتْهُ وحشة ٌ بهمْ
وأصبح نورهُ باخا
سأُمْجدُ من هجائي في
ه حُفَّاظاً ونُسَّاخا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:22 AM

أبا إسحاقَ لاتغضب فأرضَى
( ابن الرومي )


أبا إسحاقَ لاتغضب فأرضَى
بعفوك دون مأمول الثوابِ
أُعيذك أن يقول لك المرجِّي
رضيتُ من الغنيمة بالإيابِ
أسُوءُ الرأي في ابن أبي وأُمِّي
نصيبي من عطاياكِ الرغابِ
على أنَّ الفتى لم يَجْنِ ذنباً
إليك ولم يَجُز سنَن الصوابِ
أعِرْهُ منك إصغاءً وفهماً
يُضِىء ْ لك عذرُهُ ضوءَ الشِّهابِ
وَهَبْهُ جنى ذنوبَ القومِ طرَّاً
ألم يكُ عن عقابٍ في حجابِ
فهبك حَتَمْتَ أنّ له عقاباً
ألم يكُ دون عتبك من عقابِ
أترضى أن يكونَ هُفُوُّ هافٍ
يزعزعُ طَوْدَ حلمك ذا الهضابِ
تجاوز عن أخي وشقيق نفسي
فجنبي مذ عتَبتَ عليه نابِ
عجبتُ له ولي أنَّا رجَونا
سماءً منك صائبة َ السحابِ
فأخلفتِ الذي نرجو وصبَّتْ
علينا منك صاعقة َ العذابِ
على أنّا نؤمِّل منك عَوْداً
بفضلك وارعواءً للعتابِ
وما لك مذهبٌ عن ذاك إني
وأنت بحيثُ أنت مِنَ النصابِ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:23 AM

أبا الحسين وأنت ال
( ابن الرومي )


أبا الحسين وأنت ال
مليك يُنصِفُ عبدَهْ
ويسمع المدحَ فيه
ولا يُخَسِّسُ رفْدَهْ
يامن حبانا به الل
ه كَيْ نكثِّرَ حَمْدَهْ
وأُلِّفَتْ في ذراه
من العلا كل فَرْدَهْ
رأيتُ بالأمسِ مارا
قَ من عَدِيدٍ وعُدَّهْ
ومن سياسة ٍ مُلْكٍ
أصْبحتْ تهديه قَصْدَهْ
ونعمة ٍ قد أُتمَّتْ
ونعمة ٍ مستجدَّهْ
ودولة ٍ لن يراها
أعداؤها مستردَّهْ
فجلَّ ذلك حتى
مثَّلْتُ قدرَك عندَهْ
فدق كلُّ جليل
لحسن وجهك وَحْدَهْ
فكيف للعلم والحلْ
م حين تلبس بُرْدَه
بل كيف للدَّها والإِرْ
بِ حين تصمِد صمْدَه
بل كيف للعفو والجو
د حين تُنْجِزُ وعدَهْ
بل كيف للحزم والعزْ
مِ حين تُحْكِمُ عَقْدَهْ
أنَّى بِنِدِّكَ يامن
لم يخلق اللَّهُ نِدَّهْ
ولم يكن قطُّ ضداً
إلا لمن كان ضدَّهْ
فليعطك الحظُّ ماشا
ء وليكاثِرْكَ جُهْدَهْ
فقد أبى اللَّهُ إلا اعْ
تِلاء مجدِك مجدَهْ
يا من تَحلَّى من السيْ
فِ صفحتيه وقَدَّهْ
ولو نشاء لقلنا
بل شفرتيه وحَدَّهْ
ولو نشاء لقلنا
مَهَزَّهُ وفِرِنْدهْ
وحِلْمُهُ عند ذوي الحل
مِ حين يلبس غمده
يامن حكى في المعالي
أباه طراً وجَدَّه
خذها فما زلت تُعْطي
بنَقدة ٍ ألفَ نقده
ومن بغى لك سوءاً
فلا تَخَطَّى أشُدَّهْ
وفي المساعي فكن قَبْ
لَهُ وفي العمر بعْدَهْ
فليس يُطْريك مُطْرٍ
على طريق المودَّهْ
لكن على كل حالٍ
إذا تَيَمَّمَ رُشَدَهْ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:24 AM

أبا الصقر حسبُ المادحيك إذا غلوا
( ابن الرومي )


أبا الصقر حسبُ المادحيك إذا غلوا
أشد غلوٍ أن يقولوا أبا الصقر
ملأْت يدي جدوى وقلبي مودة
تدفقتا في المَحتدِين وفي الصدر
أنلت نوالاً لو سواك أنالهُ
لآيَسني من عودة ٍ آخرالدهر
لأنك أعطيت الجزيل وإنما
يُرجِّي المرجِّي عودة َ النائِل النزر
ولكنك المرء الذي لم تزل لهُ
عوائد بالمعروف والنائل الغمر
تُنيل الذي لولاك أعيا منالُهُ
وتُعطي التي تُعطي الأمان من الفقر
فلا يحسد الحسّادُ أنّ سحابة ً
أظلَّتْ بها كفاك مقلعة ُ القَطر
ولو أنّ يوماً منك يمنع من غدٍ
وإن كان ما أعطيت في اليوم ذا قدر
نوالُك كالسيل المُسهّل بعضُهُ
لبعض طريق الجري في السهل والوعر
إذا حلّ قطعٌ منه بالأرض برْكهُ
تديَّث مجراه لآخَرَ كالبحر

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:24 AM

أبا الصقر من يشفع إليكَ بشافعٍ
( ابن الرومي )


أبا الصقر من يشفع إليكَ بشافعٍ
فمالي سوى شعري وجودِك شافعُ
وجُودُك يكفي دون كلِّ ذريعة ٍ
إذا لم تكن للطالبين ذرائعُ
أتيتُك في عرضٍ مصون طويتُه
ثلاثين عاماً فهْوَ أبيضُ ناصعُ
ومثلُك من لم يلْقَ في ثوبِ بِذْلة ٍ
ولا مَلْبسٍ قد دَّنستْه المطامع
وحلأتُ نفسي عن شرائعَ جمة ٍ
لترويني مما لديك الشرائع
وأنت الذي نادى المولِّين جودُهُ
ودلَّتْ عليه الراغبين الصنائع
وما قادني ظنُّ إليك مشبِّهُ
ولكن يقينٌ ثاقبُ النُّورِ ساطع
فإن تفعل الحُسنَى فشكريَ راهن
وإن تكن الأُخرى فعُذْريَ واسع

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:26 AM

أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
( ابن الرومي )


أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
إليها انتهى تأميلُ كُلّ مؤمّلِ
فدونَك ظلُّ المستديمِ لظلِها
وإن كنتَ فيه دائباً غيرَ مُؤتلي
وما دَعمَ الأقوامُ ظُلَّة َ نَعمة ٍ
بمثلِ مُحقّ تحتها متظّللِ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:26 AM

أبا الصقرِ لستُ أرى مُهْدياً
( ابن الرومي )


أبا الصقرِ لستُ أرى مُهْدياً
لك المدحَ غيريَ إلا مُثابا
وقد كدتُ من فَرْط ما شَفَّني
جفاؤُك ألاَّ أُسيغَ الشرابا
ولو كنتُ أعرفُ لي إسوة ً
صبرتُ وعزَّيتُ قلباً مصابا
ولكنْ مُنِعتُ الأَسا مثلما
حُرمتُ اللُّهى من يديك الرِّغابا
وكنت قليلَ إسا المُرتجِي
إذا فاته صيِّبٌ منك صابا
وأين إسا من عَمَمْتَ الورى
سواهُ بسيبٍ يفوتُ السحابا
فلا زلتَ لا يجِدُ الحاسدو
نَ فيك سوى ذلك العابِ عابا
بل اللَّه يفديك بالحاسدي
نَ من كل عابٍ دعاءً مجابا
وإن كنتَ حَلأَّتني صادياً
وأوردتَ غيري حِياضاً عِذاباً
تُجَأجِىء ُ بالوارديها سِوا
يَ ظلما وتُفرغ فيها الذِّنابا
وإني لأرأفُهُم مَنسِماً
بساقٍ وأعفاهُمُ عنه نابا
وأغزرُهم دِرَّة ً بعد ذا
كَ عَفْواً إذا الدَّر عاصَى العِصابا
فما لعطاياكَ أضحت حِمى ً
عليَّ وأضحت لغيري نِهابا
أظنُّك خُبِّرتَ أنّي امرؤٌ
أبَرُّ الرجالَ بشعري احتسابا
وذلك أحسنُ ما في الظنون
إذا ما أخٌ بأخيه استرابا
ولو غيرُك السائِمي ما أَرى
لشعَّبتُ للظن فيه شِعابا
فقلتُ غبيٌّ كسا جهلُهُ
نواظرَهُ دون شمسي ضبابا
ورانَ على قلبه رَيْنُهُ
فليس يُريه صوابي صوابا
أذلك أو قلتٌ كان امرأً
رأى الجودَ ذنباً عظيماً فتابا
هفا هفوة ً بالندى ثم قال
أنبتُ إلى اللَّه فيمن أنابا
أذلك أو قلتُ بل لم يزلْ
أخا البخل إلا عِداتٍ كِذابا
يُريغُ ثناءً بلا نائل
يُمنِّي أمانيَّ تُلْفَى سرابا
إلى كل ذاك تميلُ النفو
س أخطأ ظنٌّ بها أم أصابا
ولكن تنخَّلْتُ فيك الظنونَ
تَنَخُّليَ المدحَ فيك اللُّبابا
وما ظنَّ من حَسَّنَ الظن فيك
فأنت الحقيقُ به لا المُحابى
على أنني رجلٌ عاتبٌ
وعتبيَ أَهدى إليك العتابا
سأبدي مَعَاتِبَ مكنونة ً
إذا هي لم تَبْدُ عادت ضِبَابَا
قبلتَ مديحي وأَنشدتَهُ
أُناساً وأمسكت عني الثوابا
وفيه سَرائر أُفشيتُهنْ
نَ إليك وكاتمتُهنَّ الحِجابا
فللَّه أنتَ وما جئتَهُ
إليَّ لقد جئت شيئاً عُجابا
أتهتك ستريَ عن خَلَّتي
وتُغْلق دون عطاياك بابا
فلو كنتَ إمَّا أنلتَ امرأً
وإما سترت عليه وخَابا
عُذِرْتَ ولكن كشفتَ الغطا
ء عنه ولَمَّا تُنِلْهُ الثوابا
سوى أنَّ خالك لي مُبرِقٌ
بوارقَ يخطفنَ طرفي التهابا
يشير إليَّ بإيماضه
ويعمد غير جنابي مَصَابَا
وإنَّ جنابيَ لو جاده
لأزكى نباتاً وأزكى ترابا
جناب إذا راده رائد
رأى المسك عند ثراه مَلاَبا
وإن جادَهُ العُرْفُ أجْنَى جنى ً
من الشكر مستعذباً مستطابا
فَحَتَّامَ تَخْطَفُ تلك البرو
قُ طرفي ويسقين غيري الذِّهابا
رضيتَ بوعدك لي نائلاً
إذا شِمْتُ في أفقَيْك السحابا
وما كنتُ بعتُك سترَ القُنُوع
لِتَنْقُدَني منه وعداً خِلابا
ومن باع ستراً على خلَّة ٍ
بوعدٍ فأخْسِرْ به حين آبا
ومن عَجَبٍ كدتَ تَجني به
عليَّ مشيباً يُعَفِّي الشّبابا
دوام احتجابك عن رائدي
ولولاي لم يَرَ منك احتجابا
وقد كان من قبلِ إيصالِهِ
هداياي أدنى جليسَيْك قابا
فأقصاه ما كان يرجو به
إليك دُنُواً ومنك اقترابا
فاعجِبْ بهاتيك من خطة ٍ
واعجبْ بألاَّ تُشيبَ الغرابا
حلفتُ لَئِنْ أنتَ لم تُرضِني
لتنصرفَنَّ القوافي غضابا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:27 AM

أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني
( ابن الرومي )


أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا
زِ أو استعدُّ كأقْرانِكا
أرى النفْسَ يقْعُدُ بي عَزْمُها
إذا ما هممتُ بإتْيانِكا
لِما وَضَعَ الدهرُ من هِمَّتِي
وما رفع اللَّهُ منْ شأنِكا
أهابُكَ هَيْبة َ مُسْتَعْظِمٍ
لَقَدْرِكَ لا قَدْرِ سُلْطانِكا
وبعدُ فما حالتي حالة ٌ
أراني بها أهْلِ غِشيانكا
فلَيس بعزْمِي نهوضٌ إلي
كَ إنْ لم تُعِنْهُ بأعْوانكا
ولو شِئْتَ قلت أقمْ راشداً
فلا ذنبَ لي بل لِحرْمانكا
ولكن أبتْ لك ذاك العُلا
وطيبُ عُصارة عِيدانِكا
أزِرْني نوالكَ آنسْ به
وأعتدْ عتادي للُقْيانكا
فلستُ بأولِ من زاره
من الأبعدِين وجيرانكا
أترغب عن خُلق فاضلٍ
حَمِدْناه عن بعضِ أخْوَانكا
يسيرُ السحابُ بأثقاله
ولَيْس له رحبُ أعطانكا
فيسقي منازلنَا صوبهُ
وليسَ له مجدُ شيبانِكا
وما كانَ يُمكن شيئاً سوا
ك فهو أحقُّ بإمكانِكا
فقُلْ لسحابِك سرْ نحوه
مُغِدّا فجُدْه بتَهتانِكا
فكم سائلٍ لك أغنيتَه
وأوطانُه غيرُ أوطانِكا
وكم واهنِ الركن أنضتَه
إليك بقوة أركانكا
وقد كان مثليَ ذا عِلَّة ٍ
ولكن أُزيحَتْ بإحسانِكا
وسُنَّة ُ مجدِك أن تُستقى
سجالُ نداكَ بأشْطانِكا
برفْدِك ينهِضُ من يرتجِي
لديْكَ الغِنَى وبِحُملانكا
لذلكَ يُثْني عليك الورى
بأطيبَ من ريح أرْدانكا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:28 AM

أبا العباس قد ذَكتِ الجِمارُ
( ابن الرومي )


أبا العباس قد ذَكتِ الجِمارُ
وطاب الليلواجتُويَ النهارُ
وفي الغُدوات والآصال بَرْدٌ
يُحَبُّ له الكساء المُستزار
وقد كاد الربيع يكون كهلاً
شهيدايَالشقائق والبَهار
وإن حُبس الكساء تَجهَّمتْهُ
إذا ما جاء أيامٌ حرار
وقالتجئت والكَتان أولى
بلابسه وأنت اليوم عارُ
وما للمَلمس الصوفيِّ معنًى
إذا طاب ارتداء واتِّزار
فعجّل بالكساء فإن قلبي
إليه مستهامٌ مستطار
ولا تُخسِسْهُ معتلاًّ عليه
بإعجاليكحاشاك الضِّرار
فليس يليق بالسادات مطلٌ
يُزوَّر في عواقبه اعتذار
أعيذك أن تقابل مثل وُدي
بعارفة ٍ يكدرها انتظارُ
فإنك لم تزل غرضَ اختياري
وفيك لمن تخيرك الخيار
وكيف تدافعوني عن كساء
وحُبكُمُ شعاري والدثار

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:29 AM

أبا العباس ما هذا التَّواني
( ابن الرومي )


أبا العباس ما هذا التَّواني
وقد أُوسِعْتَ مَنْ كَرمٍ وفَهْمِ
أتقْلِبُ ذا مُحافظة ٍ عَدُوّاً
لعمرُو أبيك ما هذا بحزْم
عزمْتَ ندًى فما أمضيْتَ عزماً
وكنتَ مُشهَّراً بمضاءِ عزمِ
قصدْتُكَ راجياً واليأْسُ رَجْمٌ
فلم تَتْركْ رجاءً غيرَ رَجْم
وواتَرْتُ السؤالَ فلم تُجِبْني
كأنِّي سائلٌ آياتِ رسم
أما والله ما هذا بحقِّي
عليك إذا شجيتَ بِظُلْم خَصْم
زأرْتُ على عَدُوِّكَ غيرَ وانٍ
وأتبعتُ الزئيرَ له بكَلْم
فما أخْلَيْتُهُ من نَهْشٍ لحم
ولا أخليتُه من حَطْمٍ عظْم
وخِفْتُ عليكَ عادية َ اللَّيالي
فبتُّ الليلَ أرقبُ كُلَّ نجم
حراسة ليثِ صدقٍ لا يُبالي
بسيفٍ في الحفاظِ ولا بسهم
فما كافأْتني إلاَّ بجوع
كأني كنتُ عندك كلبَ طَسْم
إليكَ إليكَ من وسَم القوافي
إليك فإنهُ من شرِّ وَسْم
ولم أخش الهجاء عليكَ لكنْ
خشيتُ المدحَ من نَثْرٍ ونظم
ومن تَحْرِمْهُ رِفدكَ بعد مَدْح
فحسبُكَ مدْحُه من كلِّ شتم
أليسَ يقالُ قيلَ له فأكْدَى
فتُصبِحُ والذي تُهجَى بِرَقْم
أتَرْضَى ان تروحَ وفضلُ مِثْلي
عليكَ وليسَ فضلُكَ غيرَ وهْم
لئن خيَّبْتني ورفَدْتَ غيري
لقد صدَّقْتَ قولَ جَهْم
ألا لا فِعْلُ حيٍّ باختيار
متى خيَّبْتني لكنْ بحتم
أتَلْقى وجْهَ مسْبوقٍ بمَسْح
وتلقى وجهَ سبَّاقٍ بلَطْمِ
لقد أضحتْ عقولُ النَّاسِ باختْ
بما فيهنَّ من عَيْبٍ ووَصْم
وكم مِنْ قائلٍ لي في مُسِيءٍ
لقد فخَّمْتَ منهُ غيرَ فَخْمِ
فقلت بنَيْتُ مأثُرة ً بِشعْرِي
فلا تعرِض لمأثُرَتي بهدم
ودعْ ذمَّ المُسيء فما مُسِيءٌ
رأى غبَّ الإساءة ِ غيرَ وخْم
عفوتُ فلا أقابِلُهُ بِلَوْم
وإنْ أوسِعْتُ من لوم وعدْم
وما عَفْوي لشيْء غيرَ أنِّي
أرى لحمَ اللئيمَ أغثَّ لحم

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:29 AM

أبا العباسِ عُمِّرتَ
( ابن الرومي )


أبا العباسِ عُمِّرتَ
صحيحَ الرأي والجسمِ
ولازلتَ من الخيرا
تِ طُرا وافرَ القسمِ
توعَّدتُ بك الدهر
فأعطى بيد السلم
وأعفى بالتي أهوى
وباعَ الجهل بالحلم
فيا بابي إلى المال
ويا بابي إلى العلم
أدِمْ عزمك في أمري
على ماكان في القِدم
فما في عودتي يوما
إلى فضلكَ من إثم
وما الحكرة ُ بالحِل
ولا المِسكة ُ بالحِرم
كفافُ العيش كالعرس
وفضلُ العيشِ كالحلم
وما للكهل والفضل
إذا عضَّ على جِذم
وزادت قوة ُ الرأي
وبادتْ قوة ُ الجُرم
كفى مثلي كفى مثلي
من الهجمة ِ بالصّرم
بلى أبكي لأن أصبح
تُ من قدريَ في هِدم
ولي ظرفٌ ولي رأيٌ
وثيقٌ كعُرا العِكم
أترضى أن ترى الدهر
وما نوَّه لي باسم
وفي لطفك طلَسمٌ
بحالي أيُّ طِلسم

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:30 AM

أبا الفضل مامثلي يخالُكَ راضياً
( ابن الرومي )


أبا الفضل مامثلي يخالُكَ راضياً
بأن يُرْزَقَ الأوغادُ حظّا وأُحْرما
أبى ذاك أن الله ولاّك عِصْمة ً
ركِبْتَ بها نهجاً من العدل معلما
إذا مانبا عني الوزيرُ وأنتُمُ
عتادي فلٍم رجّاكُمُ مَنْ تَحَرَّما
هززتُكَ للحرمانِ فاقطع وتِينَهُ
فما زلتَ صمْصاماً إذا هُزَّ صمَّما

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:31 AM

أبا الفضلِ لا تحتجبْ إنني
( ابن الرومي )


أبا الفضلِ لا تحتجبْ إنني
صفوحٌ عنِ المُخلفِ الوعد عافِي
وإني إذا لم يَجُدْ صاحبي
بجدواه قابلتُه بالعفافِ
أمِنتَ أمنت فلا تحفِل
نْ لي باختلافٍ ولا بانصراف
ثكلت أخاك فهو العز
يزُ إن لم أصُنْ رغبتي في غِلاف
وإن لم أصُمْ بعدها مدَّتي
من الكشْك ما دام في الناس جافي
سألتُك لا حاجة ً فاحتجز
تَ مني وطالبتني بالكفاف
كأني سألتك قوتَ العبا
د في سنة البقراتِ العجافِ
قليْتُ الرجال أشدَّ القلَى
وعِفتُ جداهم أشدّ العياف
مدحتُك مدحَ امرىء ٍ واثقٍ
ومولى ً وَصُولٍ وخلٍّ مُصافي
فكافأتني بازْورارٍ يفُو
ق كلَّ ازورارٍ وكلَّ انحرافِ
وأصبحتَ ملتحفاً عندها
على ما ملكتَ أشد التحافِ
كأنِّي كتفتُك لما حَللْ
تُ فيك لساني أشدَّ الكتافِ
وقد كنتُ خِلتُك مثل الفرا
تِ لا تَمنع الرِّي من ذي اغترافِ
وما كنتُ أحسبُ أنِّي لدي
ك من طُرزِ أهل الرِّثاثِ الخفاف
سألتُ فقيزين من حِنطة ٍ
فجدتَ بِكُدٍّ من المنع وافي
وأتبعتَ منعك لي بالحجا
ب مهلاً هُديتَ ففي المنع كافي
سألتُك حبَّاً لكشك القدو
ر أنساً بتلك السجايا الظِّراف
فماطلتني ثم راوغتني
فكدَّرْتَ من وُدِّنا كل صافي
كأني سألتُك حَبَّ القلو
ب ذاك الذي من وراء الشَّغاف
أخِفتَ المجاعة َ يا هاشميْ
يُ متَّهما لأمانِ الآلاف
وقد هتف اللَّه في وحيه
به لقريش أشدَّ الهتاف
أم اكتنفتْ أُذنك العاذلا
تُ باللوم في ذاك كل اكتناف
عليك السلامُ ولولا الإخاءُ
لجاءتك بعد قوافٍ قوافي
لقد ساءني أن تكون انهزم
تَ قبل الوِقاف وقبل الثقافِ
ولو كان غيرك ثَمَّ استحال
لَلاقَى ملامي كصخر القذاف
وهل ينكر الحقُّ أنِّي امرؤٌ
من اعْوجَّ قوَّمتهُ بالثقاف
كأني أراك وقد قلتَ جا
ء يأخذ حِنطتنا بالخراف
مواليَنا أنصفوا أنصفوا
فظلمكُمُ ظاهرٌ غير خافي
سمحتم بضيعتكُم للخَسا
رِ يأكلها ناعلٌ بعد حافي
حمت من مواليكُمُ خيرها
ولكنَّها للأقاصي صَوافي
وإنِّي لأظلِمُ في لوْمكم
وإن كان فيكم ومنكم تجافي
لأني أرى الناس قد خُبِّلوا
وأصبح زِيُّهُمُ من خلافِ
فأقدامهم في قَلنْسيِّهم
جنوباً وهامُهُمُ في الخِفاف
بني هاشم أين عن ضيفكم
هشيمُ ثريدكم في الصحاف
أماءُ سواقيكمُ في الخسو
فِ أم بذرُ حنطتكم في خُساف
ألمْ يبْنِ هاشمكمُ مجدكم
وعبا منافكُمُ في النِّيافِ
عليك برأيك في حاجتي
ففيه لعمري من الداء شافي
ولا تأسَ من رجعتي إن محو
تَ سوءَ اقترافٍ بحسن اعترافِ
ولا تعتذر غير ما معذر
فليس لما بيننا من تلافي
إلى أن يردَّ قناعُ المشي
بِ لي حالكاً كجناح الغُدافِ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:31 AM

أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ
( ابن الرومي )


أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ
كذوبٍ يُريد الانقياد إلى الصدقِ
مضت حقبة ٌ وهو الخبيث مآكلاً
يحاول طيب الرزق من مطلب الرزق
وقد كان ممن يشهدُ الزور مرة ٌ
بأنزرِ منزورٍ وما ذاك بالطلقِ
ويعرض علق الصدر من حُرِّ شعره
على القوم لا يدرون ماقيمة العلقِ
أحلَّ حرامَ المدح في غير أهله
فجوزي حرماناً فلم يؤتَ من حذقِ
وليس له من توبة غيرُ مدحه
ذكياً كريم الفرع مثلك والعرقِ
فأعتقه من رق المذلة إنه
على ثقة ٍ في نفسه منك بالعتقِ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:47 AM

أبا جعفر واصفحْ عن الفاء إنها
( ابن الرومي )


أبا جعفر واصفحْ عن الفاء إنها
تزيدك في جَعْرٍ من الأَفِّ جانبا
رأيتك للفعل الجميل مُجانباً
فآليت لا ألقاك إلا مجانبا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:48 AM

أبا جعفرٍ لا زلت مُعطى ً وواهبا
( ابن الرومي )


أبا جعفرٍ لا زلت مُعطى ً وواهبا
ومُكْسِبَ أموالٍ رِغابٍ وكاسبا
طلبتُ كساءً منك إذ أنت عاملٌ
على قرية ِ النعمان تُعطى الرغائبا
فأوسعتَني منعاً إخالُك نادماً
عليه وفي تمحيصه الآن راغبا
فإن حَقَّ ظني فاستقِلْني بمُتْرَصٍ
يقيني إذا ما القُرُّ أبدى المخالبا
وإن كان ظنِّي كاذباً فهْي هفوة ٌ
وما خلتُ ظني فيْئة َ الحُرِّ كاذبا
وما كان مَنْ آباؤك الخيرُ أصلهُ
ولُبُّكَ مَجْناهُ ليمنعَ واجبا
فعجِّل كسائي طيِّباً نحو شاكرٍ
سيُجنيك من حُرِّ الثناء الأطايبا
وسلِّم من التخسيسِ والمطلِ بُغيتي
تكنْ تائباً لم يُضحِ راجيه تائبا
أجِبْ راغباً لبَّى رجاءَك إذ دعا
إليك وعاصَى فيك تلك التجاربا
ولا تَرجِعنَّ الشِعرَ أخيبَ خائبٍ
فما حَقُّ مَنْ رجَّاك رُجعاهُ خائبا
ويا سَوْأتا إن أنت سوَّدتَ وجهَهُ
فأصبحَ معتوباً عليه وعاتبا
يذُمُّك مظلوماً وتلحاهُ ظالماً
هناك فيستعدي عليه الأقاربا
فإنَّ احتمالَ الحُرِّ غُرماً يُطيقه
لأَهونُ من تحويلِ سِلْمِ مُحارِبا
عجائبُ هذا الدهر عندي كثيرة ٌ
فيابن عليٍّ لا تَزْدني عجائبا
وإنّ اعتذاراً منكَ تِلقاءَ حاجتي
لأَعجبُ من أن يصبح البحرُ ناضبا
ودَعْنيَ من ذكر الكساءِ فإنه
حقيرٌ ودع عنك المعاذيرَ جانبا
نصيبيَ لا يذهب عليك مكانُهُ
فتَلْقى غداً نَصْباً من اللَّوم ناصبا
رَزئنا جسيماً من لِقائك شاهداً
فعوِّض جسيماً من حِبائك غائباً
رأيتُ مواعيدَ الرجال مواهِباً
وما حَسَنٌ أن تَسْترِدَّ المواهبا
رجاءٌ وأَى عنك الرجاءَ فلا يكن
رَخاءٌ من الأرواح تَقْرو السباسبا
علينا بنُعماكُمْ منّ الله أنعُمٌ
فلا تجعلوها بالجفاءِ مصائبا
وَلاَتَكُ أُلهوباً من البرق خُلَّباً
فما زِلتَ شُؤْبوباً من الودْق صائبا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:49 AM

أبا حسن إنني ناصحٌ
( ابن الرومي )


أبا حسن إنني ناصحٌ
وقلَّ لك النصحُ أن تُرْفدَهْ
أما تتطيّرُ من أن تكُو
ن تُقْصِي امرءاً واسمه مَسعدَهْ
بلى إن في ذاك مُطَّيَّراً
فقرِّبْهُ تَبْعُدْ به المنْكده
أفي خَزَريٍّ رفضتَ امرءاً
يَقِلُّ له أن لو استعْبَدَهْ
فيا ليتَ شعري إذا غاب عنْ
ك من ذا كفى بَعْدَه مشهدَهْ
أُعيذك من أن يَرى حاسدٌ
صنائعك الغُرَّ مستفسَدَهْ
وما قلتُ قَولي لشكري يداً
يدَاها ولا مستميحاً يَدَه

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:49 AM

أبا حسن طال المِطال ولم يكن
( ابن الرومي )


أبا حسن طال المِطال ولم يكن
غريمك ممطولاًوإني لَصابرُ
وقفت عليك النفس لا أنا وارد
على طول أيامي ولا أنا صادر
إذا كنتَ تنسى والمذكِّر غائب
وتدفع أمري والمذكِّر حاضر
فيا ليت شعري والحوادث جمة
متى تُنجز الوعد الذي أنا ناظر
عذرتك لو كان المطال وقد سقَى
جنابي ربيعٌ من سمائك باكر
فأمَّا ولم يُبللْ جنابي بقطرة ٍ
فما لك مني في مطالك عاذر
وإن كنتُ لا ألحاك إلا بهاجسٍ
تَناجَى به تحت الصدور الضمائر
متى استبطأ العافون رِفدك أم متى
تقاضاك أثمانَ المحامد شاعر
لِيهنىء رجالاً لا تزال تجودهم
سحائب من كلتا يديك مواطر
تظل تُجافي المن عنهم تَحفِّياً
وقد غتَّهم معروفُك المتواتر
منحتهُمُ مالاً وجاهاً كلاهما
لهم منه حظ يملأ الكف وافر
وعطَّلْتَني عمّا غَمرتهُمُ به
ورَيْعيَ أزكى ريعٍ ما أنت عامرُ
عُنِيتُ بهم حتى كأنك والدٌ
لهم وهم دوني بنوك الأَصاغر
وغادرتني خلف العناية ضائعاً
وللهِ ماذا يا ابن يحيى تُغادِر
أراني دها شِعري لديك اقتصارُهُ
عليك وإن لم تبتذله المَعاشر
وإن لم يُنَوِّه ربه باسم نفسه
فأنت له من أجل ذلك حاقر
ولم أر شيئاً أخلقتْه صيانة
سِوايَ وشعرِي مُذْ بدَتْ لي المَناظر
ولو شئتُ لم تَذهب على حَوَّلِيَّتي
هَناتٌ لأسماء الرجال شواهر
وقُوفٌ على بابٍوتشييعُ موكبٍ
وإنشاد جُمَّاعٍوتلك مَقادر
ولو أنني أرضى بهن خلائقاً
لأضحى لي اسم بطرفِ الشمس باهر
ولكنني أُعطي الصيانة حقّها
فهل ذاك للأحرار عندك ضائر
يخوفني من ذاك أنك إنما
تخُصُّ بجَدْواك القوافي الحواسر
ويُؤْمنني من ذاك أن لستَ جاهلاً
فتسترُ بالأسماء ما أنت ساتر
على أَنني قد جاش صدري جيْشة
فقلت وقد تعصي الحليمَ الهواجر
أرى الدهر في نصر الأباطيل مُجلباً
وفي الله يوماً للحقائق ناصر
ألم تحزنِ الأداب حزناً يَشفُّها
وتجري له منها الدموع البوادر
قوافٍ مصوناتٌ تُقرَّب دونها
قوافٍ بأبواب الرجال سوافر
أما وأبي أبكارِ شعرٍ عقائلٍ
نُكِحن بلا مهروهن مهائر
لئن أُحظِيَتْ يوماً عليهن ضَرة ً
لمَا هُنَّ من تُحظَى عليه الضرائرُ
وإنك لَلْمرءُ الجَليُّ بصيرة
ولكن مع الأهواء تَعشَى البصائر
وقد قيلكم من رشدة ٍ في كريهة ٍ
ومن غَيَّة ٍ تُلقَى عليها الشراشر
وكم أَمة ٍ ورهاءَ قد فاز قِدحها
بما حُرِمتْه السيدات الحرائر
ومن دونِ ما قد سُمْتني في كرائمي
يقول امرُؤٌنعم البُعولُ المقابر
وما كنَّ في بعلٍ بِجِدِّ رواغب
ولو كان كُفءَ الشمس لولا المفاقر
سيسأَلني الأقوام عما أَثبْتني
به فبماذا أنت إياي آمر
أأخبرهم بالحق وهْي شَكِيَّة
أم الإفكِفالإسلام عن ذاك زاجر
وإن امرأً باع الثناء من امرىء ٍ
فباء بحرمان وإثمٍ لخَاسر
أتحرمني الجدوى وأطريك كاذباً
فتحظَى وأشقَى بالذي أنا وازر
شهدت إذاً أني لنفسي ظالم
وأنك إن كلفتَني ذاك جائر
وهبني كتمتُ الحق أو قلتُ غيرهُ
أتخفَى على أهل العقول السرائر
أبى ذاك أن السر في الوجه ناطق
وأن ضمير القلب في العين ظاهر
وحسبك من شكواي في كلِّ مجلسٍ
نَئيمي وأنفاسي عليك الزوافر
وصمتيومطِّي حاجبيوإشاحتي
بوجهي إذا سمَّى ليَ اسمك ذاكر
سُئِلتَ فلم تحرم سواي وإنه
لوِتْرٌ وإني لو أشاء لثائر
ولكنّ عفوي عفوُ حرٍّ ولم يكن
ليسبقَني لولاه بالوتر واترُ
ولو ثُوِّبتْ تلك المدائحُ أُلحِقتْ
بها أخرياتٌ للثواب شواكر
إذا أُنشِدَتْ قال الأُلى يسمعونها
ألا ليتنا لمُنْشديها منابر

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:50 AM

أبا حسنٍ خانَ ذاك النبيذ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ خانَ ذاك النبي
ذَ عِرقٌ تفصَّد منه العروقُ
غدا وهو تَرعفُ منه الأنو
فُ كرهاً وتشرقُ فيه الحلوقُ
وروحي تتوقُ إلى غيره
وأنت إلى العُرف عندي تتوق
فصلني بدستيجة ٍ عذبة ٍ
فأني إليها مشوق مشوق
أصلك بدستيجة مثلها
من الخلِّ تغلو وللخلّ سوق
لابدّ منها وأنت الذي
بصغرى أياديه تقضَى الحقوقُ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:51 AM

أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
وإلا فدعْ لي صفحتي بِصقالِها
بدأتَ بمعروفٍ فثنّ بمثلِه
حميداً وأطلقْ حاجتي من عقالِها
وإلا فاعتِق طامعاً من مطامعٍ
يروح ويغدو عانياً في حبالها
بذلتُ لك التقريظَ غيرَ مماطلٍ
لا تبلُني في حاجتي بمطالها
فعنديَ بذلُ الشكر عندَ قضائها
وعنديَ بذل العذر عند اعتلالها
متى تكسُني من حاجتي ثوب نفعِها
فأنت الفتى المكسوُّ ثوبَ جمالها
جرت سننٌ للفاعلين ذوي العلا
وأنت حقيق يا ابنهم بامتثالها
فجدْ لي بوجهٍ صونُه في ابتذاله
وكم من وجوه صونها في ابتذالها
وما من علاءٍ في يدٍ عند ملكها
ولكنه لاشكّ عند فعالِها
فعجّل ولا تمطلْ بما أنت أهلُه
فخيرات أفعال الفتى في عِجالها
وما لرجال المخلفين عداتِهم
من الفَعِلات الزُّهْر غير انتحالها

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:52 AM

أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
فحسبُك قد سارتْ بخَطْبك أمثالُ
وأصبح ماقد قلتُه وثوابُهُ
عناؤك والحرمانُ والقيل والقالُ
ظللتَ على شرّ الحجارة ِ عاكفاً
وليستْ لعُبّادِ الحجارة ِ أعمالُ
ذهبتَ وإسماعيلُ في غير مذهبٍ
وأكثرُ تُبّاعِ المطامِع ضُلالُ
فمنّاكَ ظنٌّ أن تنالَ نوالَه
ومَنَّاهُ ظنُّ أن تدومَ له الحالُ
وأنَّى يُرَى للَّهِ إهمالُ مُفسدٍ
وأنى يُرى للفضل في الناس أفضالُ
تمنيتُما مالا يكونُ فأقصِرا
فقد لاح من غَراءَ كالفجر إقبال
تجلّتْ سليمانية ٌ عَبدليّة ٌ
يُحقَّقُ فيها للمحقين آمالُ
فلا يتعاظمْك الدَّعيُّ وحالهُ
وإن للأحلام في النوم أهوالُ
كأني به في محبسٍ وثيابُهُ
من العُمر والنعماء والعزّ أسمال
غلائلُهُ الأمساحُ يأكلنَ جلدَهُ
وحليتُهُ أقياد سُخطٍ وأغلالُ
يُغَنيه بعد المُسمعاتِ إذا مشى
حديدٌ له منه سوارٌ وخلخالُ
كأني به قد قيلَ بعدَ ذهابِه
ذميماً وقد لفَّتهُ نارٌ وأنكالُ
تردَّى مُضيعُ الماءِ والمال في لظى
وَغَالتهُ من أفعالِه الشنعِ أغوال
فلا ذاقَ عفوَ اللَّه عرة ُ دولة
نبيهُ المخاري للخبائثِ أكَّالُ
وضيعُ المباني شامخُ الأنفِ طامحٌ
قصيرُ المساعي للكبائر حَمَّال
أضاع وخان الفيء واستضعف الورى
وأصبح يغتال الملوك ويحتال
كتضييعه ماءَ الرجالِ وخونِه
وليست لأرحام المخانيثِ أحمالُ
ولو أن فحلاً كان يحبلُ مرة ً
إذن ناله مما تَجلّل إحبال
فأزهق مكرُ اللَّهِ ذي الحَوْلِ مكرَهُ
عقاباً ومكرُ اللهِ للمكر قتّالُ
وأصبحَ يبكيهِ نساءٌ وصبية ٌ
تَساندَ أيتامٌ عليهم وأرمالُ
وماعجبٌ أن خانتِ الماء رَملة ٌ
ولا مُنكَرٌ أن ضَيّع الماءَ غِربالُ
وقد كان رَجَّى غلطة ً من أميرنا
وهل يملك الدنيا مَسيحٌ ودجال
وكنا نراه كاتباً أو مؤاجراً
فواثَبنا منه الوليدُ وبَلاَّل
وما كان إلا ثعلباً كان حَينُهُ
فأودى به عَبْلُ الذراعين رِئبال
فأصبحَ مطوياً لمثواهُ أربعٌ
تباعٌ ومشروباً لمثواه أرطال
صيامٌ شُرْبٌ يستحثُّ كؤوسَه
أراعدُ بالخابور نوقٌ وأجمال
لقد خُلّطتْ فيه البذورُ بحقِها
إذا خلّطَ التدبير أهوجُ بطال
ولاتبتئس بالعسر فاليسرُ بعده
وهل دونَ ماترجوه باللَّه أقفال
لعلك واللَّهُ المبلّغُ أن تُرى
وآمالك الممطولة الوعدِ أموال
بأيدي بني وهبٍ فإنَّ سحابَهَمْ
سَحابٌ يعمُّ الناسَ بالغيث هَطّالُ
أوليتك تنقادُ الأماديحُ فيهمُ
وليست على الأفكارِ منهن أثقالُ
لكل بديلٍ حين يخلو مكانُهُ
وما لبني وهب من الناس أبدال
هُمُ جبلُ اللهِ الذي لو أزالَهُ
وحاشاهُمُ مازال للأرضِ زلزال
وهم آمناتُ اللَّهِ بين عباده
فلو فُورِقوا مافارق الناسَ بلبال
ولم يُخلَقوا أبطالَ عَسفٍ وشدة ٍ
ولكنَّهُمُ بالرفِق واللينِ أبطالُ
وليسوا بأجذالِ الطعانِ ذوي القنا
ولكنهم للطعن بالرأي أجذالُ
وبالرأي لا بالرمحِ والسيفِ مُصلتاً
تَواصلُ أوصالٌ وتنبتُّ أوصالُ
يسوسونَ أقلاماً خماصاً بطونُها
وهم وهْي أشباه من الخمص أشكالُ
خِماصٌ بأيديهم خِماصٌ عَفائفٌ
عن الغَيّ لم يخبث لهاقطُّ آكالُ
علي أنهم جوداً بحارٌ زَواخرٌ
وإن طولبوا بالحلمِ يوماً فأَجبال
ميامينُ يُضحَى من تولَّوا أمورَهُ
مَلياً بأن يُجبى له الحمدُ والمالُ
عليك وليَّ العهدِ بالقوم إنهم
إذا وُكّلوا بالملك لم يكُ إخلالُ
ولم يكُ في تلك الظهارة ِ سُبْهٌ
ولم يكن في تلك البطانة ِ إدغال
ويَهنيك أن أصبحتَ دنيا وجنة ً
فأصبحتِ الدنيا بدنياك تختال
ولازلتَ جارَ المجد في رأس هضبة ٍ
تفوتُ الردى ما حَلَّت الهضبَ أوعال
حياتك تخليدٌ وعيشُك نعمة ٌ
وبُرداك إعظامٌ وتاجُك إجلالُ
وفيك منَ الخيراتِ ما رام رائمٌ
وما ارتاد مُرتادٌ وما اقتال مُقتال
وإن رفرفتْ يوماً عليك مُلمَّة ٌ
فرفرف جبريل عليك وميكال
وياطالبَ المعروفِ من غيرِ وجهه
إليهم فثَمّ النيْلُ لاشك والنالُ
إليهم فما بدءُ الوفادة ِ غُمَّة ٌ
عليهم ولاعودُ الزيادة إملالُ
هنالك أعراقٌ كرامٌ وأوجهٌ
وِسامٌ وأخلاقٌ جسامٌ وأفعالُ
أناسٌ إذا علُّوا رأوا أن علَّهم
عُفاتَهمُ تلك الفواضلَ إنهالُ
وما القومُ بالجهّال بل أهل سؤددٍ
تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ
كرام إذا همُّوا بتشييد سؤددٍ
نسوا عنده ما شيَّد العم والخالُ
كأنهمُ ما ورّثوا ما كفاهُمُ
وقد شاد أعمام بُناهم وأخوالُ
تبارى لهم مدح ومنح كلاهما
وإنْ رغِم الحسادُ في الأرض جوَّالُ
وإمَّا عَراهم مادحوهم تحاشدوا
لتصديقهم فالقول للفعل مُنثال
إذا استُنْطِقُوا قالوا وإن سئلوا سالوا
وإن ساوروا نالوا وإن طاولوا طالوا
تُصاغُ بنعمَى آلِ وهبٍ أجِنَّة ٌ
ويُغذى بها من بعد ذلك أطفالُ
ويكتهلُ الشبانُ تحت ظلالها
وتهرَم أجيالٌ عليها وأجيال
وإنَّ عبيدَ اللَّه للرَّأْسُ منهمُ
ولولا مكان الرأْسِ لم تك أوصال
تلافي عبيدُ اللَّه دينَ محمدٍ
فداوتْهُ كفَّاهُ وفي الدينِ إعضالُ
وردَّ بناء الملكِ سوراً مشيَّداً
وقد بقيت منه رسومٌ وأطلالُ
أبو القاسم المقسومُ في الناس عَوْنُهُ
إذا اقتسم الآفاقَ خوفٌ وإمحالُ
فتى ً لم يزلْ يسعَى لدُنْ كان ناشئاً
لتنجَزَ آمال وتمطل آجال
وتبذل كفَّاهُ عقائلَ ماله
ليسكتَ سُؤَالُ وينطقَ عذّالِ
إذا حالتِ الأفعالُ ألفيْتَ فعلَهُ
وأُولاهُ إحسان وأُخراه إجمالُ
كسا المجدَ من أبرادهِ بعدَ عُرْبِهِ
وحلَّى العلا من حَلْيه وهي أعْطالُ
وأيُّ ابنِ تدبيرٍ وراعي رعية ً
ووالي رُعاة ٍ حين تنهال أجوالُ
أخو الرأي والعزم اللذين كلاهما
شهابٌ سماويٌّ وأبيضُ قصَّال
له عزماتٌ لاتُفاتُ بفرصة ٍ
وفيه أناة قبل ذاك وإمهالُ
يبادرُ إلا أنّه غيرُ مرهَقٍ
ويملي فلا الإمهال إذ ذاك إهمالَ
فلا في تأنّيه المبادىء إِغفالٌ
ولافي تلافيه العواقبَ إعجالُ
مدحتُ به مَنْ لامعاناة ُ مدحه
عناءٌ ولاتقويلُ راجيه إعوالٌ
وقاهُ وقاءٌ مَنْ يدُ اللَّهِ محصِنٌ
لنعماه أَنْ يغتالها الدهرَ مغتالُ
ومُتّعَ بابنْيهِ وبالسُّؤْلِ فيهما
لتكرمَ أفعالٌ وتحسُنَ أقوالُ
ولاخُلّيُوا من ثروة ٍ وسماحة ٍ
لِتُقْسَمَ أنفالٌ وتُصْلَح أحوالُ
ولا عُرّيا من نجدة ٍ وسلامة ٍ
لِتْنَجَابَ أهوالٌ وتؤمنَ أوجالُ
يروْنَ العطايا في المكارمِ والعلا
فرائضَ محكوماً بها وَهْيَ أنفالُ
غيوثٌ لها ضوءُ الشموسِ وإنها
شُموسٌ لها صوْبٌ مِلثٌّ وأظلالُ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:52 AM

أبا حسنٍ لا زلتَ منّا على قُربِ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ لا زلتَ منّا على قُربِ
على غير تلك الحالِ في الخوفِ والرعبِ
سقى اللَّهُ أيامَ الصيام وإن مضتْ
بغير الذي نَهوى من الأكل والشربِ
على أنها قد أحسنت في اجتماعنا
وإدنائها قلباً يميلُ إلى قلبِ
أقلِّبُ طَرفي في ربيعٍ مُبَكِّر
من العلمِ والآدابِ تترى وفي الكتبِ
لقاؤك للأبدان روح وراحة ٌ
وما كل من تلقاهُ بعدك ذا لُبِّ
صرفتَ قلوبَ الناسِ عن كلِّ صاحبٍ
إليك بما أُلبستَ من قِلَّة ِ العُجْبِ
إذا نحن فارقنا حديثَك خِلتَنا
نَرد إلى الأَسماع نوعاً من السَّبّ
وإن نحن عبّرنا عن الحقِّ قصَّرَتْ
حُلُومُ أناسٍ عن مقامي وعن ذبّي

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:53 AM

أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ
وإن كنتُم تُمسون من حالِ باليا
أتَنْسونَ من يَرْعَى لكمْ كلَّ ليلة ٍ
نجومَ القوافي والنجومَ التَّواليَا
تُذيقوني حتى إذا ما تَشَوَّقَتْ
مُنايَ بدا لي مُنْكُ ما بدا ليا
فتذويقُ إشباعٍ هَذَى اللَّه سعيكمْ
وإلا فحسماً يتركُ القلبَ ساليا
أمبتورة ٌ عندي صنيعة ُ كاملٍ
وقد شَهِدَتْ آراؤه بكماليا
فتى ً زيدَ في الأخلاقِ والخَلْقِ بسطَة ً
بأمثالها نالَ الرجالُ المعاليا
أتمَّ له الإحسانُ حُسْنَ روائهِ
وأضحى من الإحسان والحُسْنِ حاليا
يقول لمنْ يلحاه في بَذْلِ مالِهِ
أَأُنْفِقُ أيامي وأُمْسِك ماليا
نسبناهُ والقوم الكرام إلى العُلى
فكان صريحاً والكرامُ مَواليا
لعَمْري لئن أضحى يَسُرُّ زمانَه
سناءٌ لقد ساءَ السنينَ الخواليا
ولم يَخْلُ من شوقٍ إلى وجهه غدٌ
فلا انصرفَ الأمسُ المُودَّع تاليا
فداهُ أُناسٌ أرخَصَ الحمدَ بُخْلُهم
وأعلى عطاياهُمْ فأضحتْ غواليا
يُجِدُّون أثواباً وما يَرْتَضُونها
ويَرْضُونَ أعراضاً رِماماً بواليا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:54 AM

أبا حسنٍ وأنت فتًى أديبُ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ وأنت فتًى أديبُ
له في كل مَكْرُمَة ٍ نصيبُ
أترضى أن تكونَ من المعالي
بمَدْعَى مُستغاثٍ لا يُجيبُ
أسأتَ فهل تنيب إليَّ أم لا
فها أنا ذو الإساءة والمنيبُ
ظننتُ بك الجميلَ فهل تلُمني
فإنك قد تُصيبُ ولا أصيبُ
لقد ولدتك آباءٌ كرامٌ
من الآباء ليس لهم ضَريبُ
فلا تَخْلُفْهُمُ في أمر مثلي
خِلافة َ من أطيبَ وما يَطيبُ
أحالَ المُنجِبون عليك أمري
فلم يَقْبل حَوَالتهم نجيبُ
وقلتَ وَرْثْتَ مجدَهُمُ فحسبي
بإرثِهمٌ وذلك ما أَعيبُ
ألا أنَّ الحسيبَ لَغيرُ حيٍّ
غدا وعمادُهُ مَيْتٌ حسيبُ
أترضى أن يقولَ لكَ المُرجِّي
لأَنت المرءُ راجيه يخيبُ
رضيتَ إذاً بما لا يرتضيهِ
من القومِ الكريمُ ولا اللبيبُ
أتأمنُ أن تُواقِعك القوافي
ويومُ وِقاعِها يوم عصيبُ
أَبنْ لي ما الذي تَأْوِي إليه
إذا ما القَذْعُ صَدَّره النسيبُ
أمعتصِمٌ بأنك ذو صِحابٍ
من الشعراء نصرُهُمُ قريبُ
وما تُجدي عليك ليوثُ غابٍ
بنُصرتها إذا دمَّاك ذيبُ
تَوقِّي الداء خيرٌ من تَصَدٍّ
لأيسرهِ وإن قَرُبَ الطبيبُ
أذلكَ أم تُدِلُّ بعزِّ قوم
قد انقرضوا فما منهم عَريبُ
ألا نادِ البرامكة انصروني
على الشعراء وانظر هل مُجيبُ
وكيف يُجيبك الشخصُ المُوارى
وكيف يُعزُّك الخدُّ التريبُ
ولو نُشروا لما نصروا وقالوا
أرَبْتَ فكان حقُّك ما يُريب
أتدعونا إلى حَرْبِ القوافي
لتَحربنا السلامة َ يا حريبُ
ألم تَرَ بذلَنا المعروفَ قِدْماً
مخافة َ أن يقومَ بنا خطيبُ
أذَلْنا دون ذلك كل عِلْقٍ
ومُلْتمِسُ السلامة لا يخيبُ
عليك ببذل عُرفك فاستجرْه
كذلك يفعل الرجل الأريبُ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:54 AM

أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اسطعت
( ابن الرومي )


أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس
طعْتُ فألفيتُ عيبَك السَّرفَا
وذاك عيبٌ كأنه ذَفَرُ ال
مِسك إذا شُمَّ نشره رُشفا
أوْ ديمة الغيث كلما طمِع الطْ
طَامعُ في أن يكفَّها وَكفا
وحبذا أن يكونَ عيبُ فتى ً
عيباً إذا مرَّ ذكرهُ شغفا
ولم يكن يا أخا العلا طلبي
عيْبَك لا بِغضة ً ولا شنفا
لكنْ لإشفاق نفس ذي مِقَة ٍ
ما زال عن ودِّكم ولا انحرفا
أبصرَ أشياء فيك مُنفِسة ً
إذا رآها مذمَّمٌ لهفا
يُصبح من أخطأتْه ذا أسفٍ
ومن رأى الحظ فائتاً أسِفا
وإنني خِفْتُ أن تصيبك بال
عين عيونٌ تُقرطِس الهدفا
فارتدتُ عيباً يكون واقية ً
فلم أجده ألية ً حلفا
فقلتُ في اللَّه ما وقى رجلاً
إنْ مِيحَ أعفَى وإنْ أُريبَ عفا
كان له اللَّه حيث كان ولا
زالتْ يميناه حوله كنَفا
صدقْتُ فيما صدقتُ من طلبي
فيك مَعابا ولم أزد ألِفا
يا حسن الوجه والشمائل وال
أخلاق والعقل كيفما انصرفا
يا من إذا قلتُ فيه صالحة ً
عند عدوٍّ أقرَّ واعترفا
عندي عليلٌ أَرُدَّ مُنَّته
بطيِّب الطِّيب كلما ضَعُفا
فابعث بشيءٍ من البخورِ له
كبعض معروفك الذي سلفا
وَلْتَكُ أنفاسه تشاكل ذك
راك وحسبي بطيبها وكفى
من نَدِّك الفاخر المفضَّل في النْ
نَدَّ على غيره إذا وصِفا
ذاك الذي لو غدا يفاخرُهُ
نسيمُ نَوْرِ الرياض ما انتصفا
ولا يكنْ دُخنة َ المُعزِّم لل
عِفريتِ من شمَّ نشرها رَعفا
لا تُدخلنَّ الجفاءَ في لَطَفٍ
فربَّما ألْطفَ امرؤ فجفا
حاشاك من ذاك في ملاطفتي
يا ألطف الناس كلِّهم لطفا
أطِبْ وأقلِلْ فإن أطبْتَ وأك
ثرت نصيبي فيا له شرفا
وليس يُروي كثيرُ مائك بل
ما طابَ منه لشاربٍ وَصَفا
إن الكثيرَ الخبيثَ مقتحمٌ
في العين والقلب يبعث الأنفا
ولا تَلُمني على اشتطاطي في ال
حكم ولا في سؤالك التُّرفا
من حَسَّن اللَّه وجهه وسجا
ياه وأعطاه كُلِّف الكلفا
وَجْهُك ذاك الجميل سحَّبني
عليك حتى سألتك التُّحفا
وحسبنا أن كلَّ ذي كرمٍ
إذا ركبتَ المكارمَ ارتدفا
يا در العقد إن لي فِكراً
تَفْلق عن دُرِّ مدحك الصَّدفا
فاسعَ لشكري تجدْه حينئذٍ
شكر قديرٍ تعجَّل الخَلَفا

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:55 AM

أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
( ابن الرومي )


أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
إن قلتَ قالوا بها ولم يَدَعُوا
والبغيُ عونٌ على المدلِّ به
فأشْنأْه واجعله بعضَ ما تدعُ
أوْلا فكن رامياً وكُن غرضاً
ترمي وتُرمَى وتحصلُ الشُّنَع
وقالة ُ السوءِ غيرُ راجعة ٍ
يوماً إذا نوَّهتْ بها السُّمَع
يا ليتَ شعري وليت شعرك إن
قلتَ وقلنا واستحكم القذَع
ما ينفعُ الصارمُ اللسانِ إذا
غُودر يوماً وعرضُه قِطَعُ
لا نفع في ذاك إن نظرتَ وإن
قوَّم منك الحياءُ والورعُ
فارجعْ وبُقيا أخيك باقية ٌ
واندم وفي الحلم فُسحة تسع
أو لا فأيقِن بأنَّني رجلٌ
تكثُر فيما يقوله البِدع
والشهدُ عندي لمن أناب بما
ءِ المزن أوْ لا فالصَّاب والسَّلَعُ
وقد هجوتُ امرءاً يجَلُّ عن ال
مدح وعندي الحفاظُ لا الجزع
ومن هجا ماجداً أخا شرفٍ
فليس إلاَّ من نفسه يَضعُ
والنَّبل مبريَّة ٌ مُنَصَّلة ٌ
يحفزُهُنَّ القِسيُّ والشِّرعُ
وكلُّ سهمٍ رمتْ يدايَ به
فليس إلا في مقتلٍ يقع
فلا تَعُد بعدها لذكر أبي
بكرٍ ولا تخدعنَّك الخُدع
فوالذي تسجد الجباه له
ما بعدها في هوادتي طمع
ذلك عرضٌ أبيتُ لا بل أبى ال
لَّه له أن يمسَّه طَبَعُ
ودُونَه نُصْرة ٌ مؤيدة ٌ
مني ولي بالحفاظ مُضْطَلعُ
والظلمُ مخذولة ٌ كتائبُهُ
تُضرَبُ أدبارُها وتكتسعُ
والحق منصورة ٌ حلائبه
تكثرُ أعوانهُ ويُتَّبعُ
أنذرتُ حربَ الهجاء مُلْقِحَها
فما لها غيرَ حتفه رُبَع
وليس فيها الرؤوس تُنْدَرُ بل
فيها أنوف الرجال تجتدَع
ذاك مقامٌ كما سمعت به
محاسنُ القوم فيه تُنتزع
وليس فيه شيءٌ تراه سوى ال
أعراض دون النفوس تُدَّرع
والعيشُ بعد الممات مرتجعٌ
وليس عِرضٌ يُودِي فيُرتَجَع
ونحن في منظرٍ ومستمعٍ
ما مثله منظرٌ ومستمع
فليتَّزع بالعِظات متَّزعٌ
ما دام يُجدي عليه مُتَّزِع
إيَّاك أن يستَنير مني أق
دامُك صِلا في رأسه قَرَع
قد جفَّ واديه من تنفُّسِه
فما به في الربيع مرتبِعُ
لا ماءَ فيه ولا نبات وهل
خَصبٌ بوادي البوار أو مرَعُ
إيَّاك إياك أن تُطيف به
وإن تداعت لنصرك الشِّيعُ
فربَّ إقدام ذي مخاطرة ٍ
أحزمُ منه النُّكوص والهَلعُ
لا تنتجعْ صيفة ً لها وهجٌ
حامٍ فما في المصيف منتجَعُ
ولا تزعزع حلمي وتأملُ أن
تَرسو إن الجبالَ تُقْتلع
فليس حلميَ حلماً يُبَلِّغني الذْ
ذلَّ وإن كان فيه مُتَّسعُ
وليس جهليَ جهلاً يُبلِّغني الظ
ظُلم وإن كان فيه مُمتنِعُ
أنا الذي ليس في مغامِزِه
لينَ ولا في قناتِه خَضَعُ
أنا الذي لا يذلُّ صاحبُه
ولا يُرى في وليِّه ضرَعُ
أنا الذي تحشُد الرواة له
فكلُّ أيام دهره جُمَعُ
أنا الذي ليس في حكومته
جورٌ ولا في طريقه ضَلَعُ
وأنت بكرٌ على الهجاء فَصُنْ
عرضَك إنَّ الأبكار تُفْترع
قارعتَ قبلي معاشراً قُرَعاً
فازت فَخف أن تخونك القُرعُ
وذقتَ من غير موردي جُرعاً
ساغت فخفْ أن تُغصَّك الجرُع
متى تعاطيتَ جرْعَ واحدة ٍ
من موردي فالشَّجا له تَبَعِ
فلا تُجرِّب على الحياة فما
كلُّ التجاريب فيه مُنتفَع
وما تعدَّيتُ بل ردعتك بال
وعْظِ وللصالحين مرتَدع
وأنت ممَّن يهاب معصية ال
حقِّ ولا يستخفُّه الفزع
وفي القوافي لقائلٍ سَعة ٌ
إن شئتَ والدهر بيننا جذَع
وقد عرفتَ القريض أصلحك ال
لّه وفيه الأغلالُ والخِلعُ
فاجتنب الشرَّ فهو مجتنبٌ
واتَّبِعِ الخيرَ فهو متَّبَعُ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:56 AM

أبا منذرٍ بالله إلاّ صدقتني
( ابن الرومي )


أبا منذرٍ بالله إلاّ صدقتني
علامَ ولِمْ خَنَّثتني يا أخا النضرِ
أذمَّتْ لقائي حُرمة ٌ لك نكتها
فلم أشفِها أمْ قلتَ ما قلت بالحزْر
فكيف وألحاظي حِدادٌ كأنها
نِصالٌ وألفاظي أشدُّ من الصخر
وكيف ولي في كلِّ عضوٍ ومَفْصِلٍ
وجارحة قلبان شهمان من جمر
ولو عزمتْ نفسي على قطع لُجَّة ٍ
من البحرِ سبحاً ما نكَلْتُ عن البحرِ
ولو مسّ ثوبي ثوبَ أمك مسة ً
لأولدها خمسين مثلِكَ في شهر
فأية ُ آياتي وأيُّ أدلّتي
تدل على التخنيث يا ابن أبي عمرو
بعينَيْ ربوخٍ في استها أيرُ نائك
نظرت ولم تنظر بناظرتيْ صقر
أراك خلافَ الحق رأيٌ بمثله
كفرتَ وعلقت الصليب على النحر
وما كان من لا يقدرُ الله قدرَهُ
ويشفعُهُ بابن ليقدرني قدري
فإن كنتَ في ريبٍ ولم تر آية ً
تبيِّن ما قد لبَّس الشك من أمري
فجربْ على إحدى بناتك فحلتي
متى شئت فالتجريب أثلج للصدر
فلو لقيتْني بكْرهنَّ لقاءة ً
لما نسيت أيري إلى آخر الدهر

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:57 AM

أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
( ابن الرومي )


أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
وخدُّ عدوّكَ التَّربُ الذليلُ
رأيتُ المطْلَ مَيداناً طويلاً
يَروضُ طِباعَهُ فيه البخيلُ
يُراودُ عن جَداهُ نَفسَ سوءٍ
ترى أن الجَدا رُزءٌ جليل
فما هذا المِطالُ فداكَ أهلي
وباعُكَ بالندى باعٌ طويل
أظنُّك حين تقدُر لي نَوالاً
يقلُّ لديك لي منه الجزيل
ويُعوزِك الذي ترضى لِمثلي
وإن لم يُعْوزِ الرأيُ الجميل
وعينُ الماجِد المفضالِ عينٌ
كثيرُ نوالهِ فيها قليل
وفيما بين مَطلِك واختلالي
يموت بدائه الرجلُ الهزيلُ
فلا تَقْدرْ بقدركَ لي نوالاً
ولاقَدرِي فتحقِرُ ماتُنيل
وأطلِقْ ماتَهُمُّ به عساهُ
كفافي أيها الرجلُ النبيل
وإلا فالسلامُ عليكَ منّي
نبتْ دارٌ فأسرعَ بي رحيلُ
وإني قائلٌ لك قولَ لاهٍ
نبيلٍ شأنُه شأنٌ نبيلُ
إذا ضاقتْ على أملٍ بلادٌ
فما سُدَّتْ على عزمٍ سبيلُ
وإن يكُ جانبٌ لاظِلٌّ فيه
فلي في جانبٍ ظلٌ ظليلُ
وبئس الظلُّ ظلٌّ ليس فيه
لذي سببٍ يمرُّ به مَقيل
وكل مُطالبٍ يزدادُ بُعداً
فمنه تَعوُّضٌ وبه بديل
وهذا الموتُ للأحياء طُراً
قرارٌ والحياة ُ لهم مثيل
سيرعى ظِمْأَه قرنٌ فقرنٌ
ويُوردُ حوضه جيلٌ فجيل
وصرفُ الدهرِ يسلك في مدارٍ
يُجيلُ خطوبه فيها مُجيل
فآونة ً يُدالُ على أناسٍ
وآونة ً يديلهُمُ مُديل
وليس على يدٍ بقرار أمنٍ
ولاليدٍ بثروتها كفيل
فما لي إثرَ منصرفٍ حنينٌ
ولا بي نحو منحرفٍ مَميل
وقد يتيسر الميئوسُ منه
كما يتعذرُ الأمرُ المُحيل
ومن يكُ من ثنائي مستقيلاً
فإني من جَداه مستقيل
وأعجب ماأراني الدهرُ أني
وفي عهدي وعهدك مستحيل
ولو صمتَ لم يُعجزك نفعي
وأنَّى يعجزُ المرءُ الحَويل
سألتمس المنافعَ من مَليكٍ
إذا طالبتُه فهو الكفيل
وتعلمْ أيُنا المغبونُ منا
عِياناً أو يقوم لك الدليل
أحَدُّكَ عند لائمتي حديدٌ
وحدُّكَ عند منفعتي كليل
ستحكم بيننا القُلسُ النَّواجي
ويُبعد بين دارينا الذميل
لجأتُ إليكم فخذلتموني
وضِفْتكُم فما قُرِيَ النزيلُ
ورمتُك فاستطلْتُ بلا نوالٍ
فما لنزاهتي لاتستطيلُ
سلوتُ مراضعي وصِبا شبابي
فكيف يعزُّ أن يُسْلَى خليل
سيجزي اللهُ ماأوليتموني
لكم صاعٌ بصاعِكُمُ مَكيل
وأحسبُ أن عِرضَك عن قليلٍ
أبا بكر هو العِرضُ الفتيل
ولي عِرضٌ تكانفهُ لسانٌ
كأنّ كليهما سيفٌ صقيل
فهذا غيره الدنسُ المُخزّي
وهذا غيره الطِبعُ الكليلُ
صحبتَ ذوي المكارمِ آل وهبٍ
بلؤمِك إذ أمالهمُ الدليلُ
فأيقنَ كلُّنا أنْ سوفَ تحمي
جُرامتَها بشوكتها النخيل

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:57 AM

أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
( ابن الرومي )


أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
وجودُك للعشيرة ِ دونَ لَومِكْ
تمتعْ من أخيك فما أُراهُ
يراكَ ولاتراهُ بعد يومِك

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:58 AM

أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
( ابن الرومي )


أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
كفى شجواً لنفسي رزء نفسي
أَتهلعُ وحشة ً لفراقِ إلفٍ
وقد وطنتُها لحلول رَمْس؟

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:59 AM

أبداً نحنُ في خلاف فمنِّي
( ابن الرومي )


أبداً نحنُ في خلاف فمنِّي
فرطُ حبٍّ ومنك لي فرط بُغضِ
فبصدغيكَ فوق خَطِّ عذارٍ
ظُلماتٌ وبعضُها فوقَ بعضِ

ناريمان الشريف 10-12-2010 07:59 AM

أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
( ابن الرومي )


أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
ءِ لازلتَ حياً مُدالاً مُديلا
أتاني أنك راعيتني
وساءلتَ عني سؤالاً طويلا
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه
وإنْ كان فيما تسدّي قليلا
ورفَّعتُ رأساً به خشعهُ
وأثقبتُ للدهرِ طرْفاً كليلا
وأصبحتُ أخطِرُ ذا نخوة ٍ
عزيزاً وأضحى عدوي ذليلا
وأقسمتُ بالله أن لا يزا
ل مقدارُ نفسيَ عندي جليلا
ولمْ لا يُجلُّ امرؤٌ نفسه
وأنت ترى فيه رأياً جميلا
ويا لهفَ نفسي لما طلبْ
تُ أن كان بختيَ بختاً عليلا
أيطلبني سيدٌ لا أزا
ل أبغي بجهدي إليه سبيلا
فأخْفى عليه ويخفى عليْ
يَ أي فدٍ بغاني مُغيماً مُخيلا
ليُمطرني مطرة ً لا يزا
ل عُودي منها وريقاً ظليلا
أقولُ لنفسي وقد أثْخنت
فأبدتْ عويلا وأخفت غليلا
عزاؤكِ يا نفسُ لاتهلكي
فإن لأمرك أمراً أصيلا
وإن أمامك مندوحة ً
ومولًى كريماً ورفداًجزيلا
ومنْ شأنه أن إذا همْ
مَ ثمَّ مستكثراً أن يُرى مستحيلا
وإن سبق الرأيَ وعدٌ له
بمُنفسِه جلَّ أن يستقيلا
أراه بحقٍ مليكاًعليْ
يَ مقتدراً ويراني خليلا
سيطلبني فضلهُ عائداً
كما يتتبّعُ سيلٌ مسيلا
جعلتُ بذاك سنا وجهِه
بشيراً وجودَ يديه كفيلا
ولن أتقاضاه حسبي به
على نفسهِ للمعالي وكيلا
ولست أرى شاعراً عادلا
يكون لسماه عندي عديلا
جعلت الصباحَ على نفسه
دليلاً لعيني وحسبي دليلا

ناريمان الشريف 10-12-2010 08:00 AM

أبصرت باقة َ نرجسٍ
( ابن الرومي )


أبصرت باقة َ نرجسٍ
في كف من أهواه غضَّهْ
فكأنها قصبُ الزُّمرْ
رُد أنبتتْ ذهباً وفضّهْ


الساعة الآن 09:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team