منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   نهج البــــلاغة للإمام علي رضي الله عنه (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1511)

ناريمان الشريف 09-24-2010 07:33 PM

نهج البــــلاغة للإمام علي رضي الله عنه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(مقدمة السيد الشريف الرضي)


أما بعد حمد الله الذي جعل الحمد ثمناً لنعمائه، ومَعاذاً (1) من بلائه، و وسيلاً (2) إلى جِنانه، وسبباً لزيادة إحسانه. والصلاة على رسوله نبيّ الرحمة، وإمام الأئمة، وسراج الأمة، المنتخب من طينة الكرم، وسلالة المجد الأقدم (3) ، ومَغرِس الفخار المُعْرِق (4) ، وفرع العَلاء المثمر المورق. وعلى أهل بيته مصابيح الظُّلم، وعِصَم الأمم (5) ، ومنار (6) الدين الواضحة ، ومثاقيل (7) الفضل الراجحة صلّى الله عليهم أجمعين، صلاة تكون إزاءً لفضلهم (8) ، ومكافأة لعملهم، وكفاء لطيب فرعهم وأصلهم، ما أنار فجر ساطع، وخوى نجم طالع (9) . فإنّي كنتُ في عنفوان السن (10) ، وغضاضة الغصن (11) ، ابتدأتُ بتأليف كتاب في خصائص الأئمة عليهم السلام: يشتمل على محاسن أخبارهم، وجواهر كلامهم، حداني (12) عليه غرض ذكرته في صدر الكتاب، وجعلته أمام الكلام. وفرغت من الخصائص التي تخصّ أميرالمؤمنين علياً عليه السلام، وعاقت عن إتمام بقية الكتاب محاجزات الأيام، ومماطلات الزمان (13) . وكنتُ قد بوّبتُ ما خرج من ذلك أبواباً، وفصّلته فصولاً، فجاء في آخرها فصل يتضمّن محاسن ما نقل عنه عليه السلام من الكلام القصير في المواعظ والحِكم والأمثال والآداب، دون الخطب الطويلة، والكتب المبسوطة. فاستحسن جماعة من الأصدقاء ما اشتمل عليه الفصل المقدّم ذكره، معجَبين ببدائعه، ومتعجّبين من نواصعه (14) . وسألوني عند ذلك أن أبتدىء بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام في جميع فنونه، ومتشعّبات غصونه: من خطب، وكتب، ومواعظ وأدب. علماً أنّ ذلك يتضمّن من عجائب البلاغة، وغرائب الفصاحة، وجواهر العربية، وثواقب (15) الكلم الدينية والدنيوية، ما لا يوجد مجتمعاً في كلام، ولا مجموعَ الأطراف في كتاب; إذ كان أميرالمؤمنين عليه السلام مشرَعَ الفصاحة وموردها (16) ، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينُها، وعلى أمثلته حذا كلّ قائل خطيب (17) ، وبكلامه استعان كلّ واعظ بليغ. ومع ذلك فقد سبق وقصروا، وتقدم وتأخروا، لأنّ كلامه عليه السلام الكلامُ الذي عليه مَسْحة (18) من العلم الإلهي، وفيه عَبْقَة (19) من الكلام النبوي. فأجبتهم إلى الإبتداء بذلك، عالماً بما فيه من عظيم النفع، ومنشور الذكر، ومذخور الأجر. واعتمدتُ (20) به أن أبيّن عن عظيم قدر أميرالمؤمنين عليه السلام في هذه الفضيلة، مضافة إلى المحاسن الدّثِرَة (21) ، والفضائل الجمّة. وأنه عليه السلام انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأولين الذين إنّما يؤثر (22) عنهم منها القليل النادر، والشاذّ الشارد (23) . فأما كلامه عليه السلام فهو البحر الذي لا يُساجَل (24) ، والجمّ الذي لا يحافَل (25) . وأردتُ أن يسوغ لي التمثّل في الافتخار به عليه السلام بقول الفرزدق:
أولئك أبائي فجئني بمثلهم إذا جمعَتْنا يا جرير المجامعُ ورأيتُ كلامه عليه السلام يدور على أقطاب (26) ثلاثة: أولها: الخطب والأوامر. وثانيها: الكتب والرسائل. وثالثها: الحكم والمواعظ. فأجمعتُ (27) بتوفيق الله تعالي على الابتداء باختيار محاسن الخطب، ثم محاسن الكتب، ثم محاسن الحِكَم والأدب، مفرداً لكلّ صنف من ذلك باباً، ومفضلاً فيه أوراقاً، لتكون مقدمة لاستدراك ما عساه يشذّ عنّي عاجلاً، ويقع إليّ آجلاً. وإذا جاء شيء من كلامه عليه السلام الخارج في أثناء حوار، أوجواب سؤال، أوغرض آخر من الأغراض ـ في غير الأنحاء التي ذكرتها، وقررت القاعدة عليها ـ نسبته إلى أليق الأبواب به، وأشدّها ملامحة (28) لغرضه. وربما جاء فيما أختارُهُ من ذلك فصول غير مُتّسِقة (29) ، ومحاسن كَلِمٍ غير منتظمة; لأني أورد النكت واللّمَع (30) ، ولا أقصد التتالي والنسَق (31) . ومن عجائبه عليه السلام التي انفرد بها، وأمِنَ المشاركةَ فيها، أنّ كلامه الوارد في الزهد والمواعظ، والتذكير والزواجر، إذا تأمله المتأمل، وفكر فيه المتفكر، وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره، ونفذ أمره، وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لا حظّ له في غير الزهادة، ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع (32) في كسر بيت (33) ، أوانقطع إلى سفح جبل (34) ، لا يسمع إلاّ حسّه، ولا يرى إلاّ نفسه، ولا يكاد يوقن بأنه كلامُ من ينغمس في الحرب مصْلِتاً سيفه (35) ، فيقُطّ الرقاب (36) ، ويُجَدِّل لاِلأبطال (37) ، ويعود به ينْطُفُ (38) دَماً، ويقطر مُهَجاً (39) ، وهو مع تلك الحال زاهد الزهّاد، وبدَلُ الأبدال (40) . وهذه من فضائله العجيبة، وخصائصه اللطيفة، التي جمع بها بين الأضداد، وألف بين الأشتات (41) ، وكثيراً ما أُذاكر الإخوان بها، وأستخرج عجبهم منها، وهي موضع للعبرة بها، والفكرة فيها. وربما جاء في أثناء هذا الاختيار اللفظُ المردد، والمعنى المكرر، والعذر في ذلك أنّ روايات كلامه تختلف اختلافاً شديداً: فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنُقِلَ على وجهه، ثم وُجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعاً غير موضعه الأول: إما بزيادة مختارة، أولفظ أحسن عبارة، فتقتضي الحال أن يعاد، استظهاراً للاختيار، وغَيْرةً على عقائل الكلام (42) . وربما بَعُدَ العهدُ أيضاً بما اختير أولاً فأُعيدَ بعضُه سهواً أونسياناً، لا قصداً واعتماداً. ولا أدعي ـ مع ذلك ـ أنّي أحيط بأقطار (43) جميع كلامه عليه السلام حتّى لا يشذّ عنّي منه شاذّ، ولا يَنِدُّ نادّ (44) ، بل لا أبعد أن يكون القاصر عني فوق الواقع إليّ، والحاصل في رِبْقتي (45) دون الخارج من يديّ، وما عليّ إلا بذل الجهد، وبلاغ الوسع، وعلى الله سبحانه نهج السبيل (46) ، وإرشاد الدليل، إن شاء الله. ورأيتُ من بعد تسمية هذا الكتاب بـ «نهج البلاغة» إذ كان يفتح للناظر فيه أبوابها. و يقرّب عليه طِلابها، وفيه حاجة العالم والمتعلّم، وبغية البليغ والزاهد، ويمضي في أثنائه من عجيب الكلام في التوحيد والعدل، وتنزيه الله سبحانه و تعالي عن شَبَهِ الخلق، ما هو بِلال كلّ غلّة (47) ، وشفاء كلّ علّة، وجِلاء كلّ شبهة. ومن الله سبحانه أستمدّ التوفيق والعصمة، وأتنجّزُ التسديد والمعونة، وأستعيذه من خطأ الجنان، قبل خطأ اللسان، ومن زلّة الكَلِم (48) ، قبل زلّة القدم، وهو حسبي ونعم الوكيل.
1. المعاذ: الملجأ.
2. وسيلاً : ـ جمع وسيلة ـ : وهي ما يتقرب به.
3. طينة الكرم: أصله; وسلالة المجد: فرعه.
4. الفخار المعرق: الطيب العرق والمنبت.
5. العصم ـ جمع عصمة ـ : وهو ما يعتصم به.
6. المنار: الأعلام، واحدها منارة.
7. المثاقيل ـ جمع مثقال ـ : وهو مقدار وزن الشيء، فمثاقيل الفضل زناته، والمراد أن الفضل يعرف بهم مقداره.
8. إزاء لفضلهم: أي مقابلة له.
9. خوى النجم ـ بالتخفيف ـ : سقط، ـ وبالتشديد ـ : إذا مال للمغيب، وخوت النجوم: أمحلت فلم تمطر، كأخوت وخوّت بالتشديد.
10. عنفوان السن: أولها.
11. غضاضة الغصن: طراوته ولينه.
12. حداني عليه: بعثني وحملني، وهو مأخوذ من حداء الإبل.
13. مماطلات الزمان: ممانعاتها، و محاجزات الأيام: مدافعاتها.
14. البدائع جمع بديعة: وهي الفعل على غير مثال، ثم صار يستعمل في الفعل الحسن وإن سبق إليه مبالغة في حسنه; والنواصع جمع ناصعة: الخالصة، وناصع كل شيء خالصه.
15. الثواقب: المضيئة، ومنه الشهاب الثاقب، ومن الكلم ما يضيء لسامعها طريق الوصول إلى ما دلت عليه فيهتدي بها إليه.
16. المشرع: تذكير المشرعة، وهو المورد.
17. حذا كل قائل: اقتفى واتبع.
18. عليه مسحة: أثر أوعلامة. وكأنه يريد «بهاء منه وضياء».
19. العبقة: الرائحة اللاصقة بالشيء والمنتشرة عنه.
20. اعتمدت: قصدت.
21. الدَثِرة بفتح فكسر: الكثيرة، وكذلك الجمة.
22. يؤثر: أي ينقل عنهم ويحكي.
23. الشاذ الشارد: المنفرد الذي ليس له أمثال.
24. لا يُساجَل: لا يغالب في الامتلاء وكثرة الماء.
25. لا يحُافَل: لا يغالب في الكثرة، من قولهم: ضرع حافل: ممتلىء كثير اللبن، والمراد أن كلامه لا يقابل بكلام غيره لكثرة فضائله.
26. أقطاب: أصول.
27. أجمع عليه: عزم.
28. الملامحة: الإبصار والنظر، والمراد هنا المناسبة والمشابهة.
29. المتسق: المنتظم يتلو بعضه بعضاً.
30. النكت: الآثار التي يتميز بها الشيء، واللمع: الآثار المميزة للأشياء بإضاءتها وبريقها.
31. النسق: التتابع والتتالي.
32. قبع القنفذ ـ كمنع ـ : أدخل رأسه في جلده، والرجل أدخل رأسه في قميصه، أراد منه: انزوى.
33. كسر البيت: جانب الخباء.
34. سفح الجبل: أسفله وجوانبه.
35. أصلت سيفه: جرده من غمده.
36. يقطّ الرقاب: يقطعها عرضاً، فان كان القطّ طولاً قيل: يقد.
37. يجدل الأبطال: يلقيهم على الجدالة ـ كسحابة ـ وهي وجه الأرض.
38. ينطف ـ من نطف كنصر وضرب ـ نطفاً وتنطافاً: سال.
39. المهج ـ جمع مهجة ـ : وهي دم القلب، والروح.
40. الأبدال: قوم صالحون لا تخلو الأرض منهم، إذا مات منهم واحد بدل الله مكانه آخر، والواحد بدل أوبديل.
41. الأشتات ـ جمع شتيت ـ : ما تفرق من الأشياء.
42. عقائل الكلام: كرائمه، وعقيلة الحي: كريمته.
43. أقطار الكلام: جوانبه.
44. الناد: المنفرد الشاذ.
45. الربقة: عروة حبل يجعل فيها رأس البهيمة.
46. نهج السبيل: إبانته وإيضاحه.
47. الغلة: العطش, و بلالها: ما تبل به و تروي.
48. زلة الكلم: الخطأ في القول, و زلة القدم: خطأ الطريق و الإنحراف عنه.

1. المعاذ: الملجأ

2. وسيلاً : ـ جمع وسيلة ـ : وهي ما يتقرب به

3. طينة الكرم: أصله; وسلالة المجد: فرعه

4. الفخار المعرق: الطيب العرق والمنبت

5. العصم ـ جمع عصمة ـ : وهو ما يعتصم به

6. المنار: الأعلام، واحدها منارة

7. المثاقيل ـ جمع مثقال ـ : وهو مقدار وزن الشيء، فمثاقيل الفضل زناته، والمراد أن الفضل يعرف بهم مقداره

8. إزاء لفضلهم: أي مقابلة له.

9. خوى النجم ـ بالتخفيف ـ : سقط، ـ وبالتشديد ـ : إذا مال للمغيب، وخوت النجوم: أمحلت فلم تمطر، كأخوت وخوّت بالتشديد.

10. عنفوان السن: أولها.

11. غضاضة الغصن: طراوته ولينه.

12. حداني عليه: بعثني وحملني، وهو مأخوذ من حداء الإبل.

13. مماطلات الزمان: ممانعاتها، و محاجزات الأيام: مدافعاتها.

14. البدائع جمع بديعة: وهي الفعل على غير مثال، ثم صار يستعمل في الفعل الحسن وإن سبق إليه مبالغة في حسنه; والنواصع جمع ناصعة: الخالصة، وناصع كل شيء خالصه.

15. الثواقب: المضيئة، ومنه الشهاب الثاقب، ومن الكلم ما يضيء لسامعها طريق الوصول إلى ما دلت عليه فيهتدي بها إليه.

16. المشرع: تذكير المشرعة، وهو المورد.

17. حذا كل قائل: اقتفى واتبع.

18. عليه مسحة: أثر أوعلامة. وكأنه يريد «بهاء منه وضياء».

19. العبقة: الرائحة اللاصقة بالشيء والمنتشرة عنه.

20. اعتمدت: قصدت.

21. الدَثِرة بفتح فكسر: الكثيرة، وكذلك الجمة.

22. يؤثر: أي ينقل عنهم ويحكي.

23. الشاذ الشارد: المنفرد الذي ليس له أمثال.

24. لا يُساجَل: لا يغالب في الامتلاء وكثرة الماء.

25. لا يحُافَل: لا يغالب في الكثرة، من قولهم: ضرع حافل: ممتلىء كثير اللبن، والمراد أن كلامه لا يقابل بكلام غيره لكثرة فضائله.

26. أقطاب: أصول.

27. أجمع عليه: عزم.

28. الملامحة: الإبصار والنظر، والمراد هنا المناسبة والمشابهة.

29. المتسق: المنتظم يتلو بعضه بعضاً.

30. النكت: الآثار التي يتميز بها الشيء، واللمع: الآثار المميزة للأشياء بإضاءتها وبريقها.

31. النسق: التتابع والتتالي.

32. قبع القنفذ ـ كمنع ـ : أدخل رأسه في جلده، والرجل أدخل رأسه في قميصه، أراد منه: انزوى.

33. كسر البيت: جانب الخباء.

34. سفح الجبل: أسفله وجوانبه.

35. أصلت سيفه: جرده من غمده.

36. يقطّ الرقاب: يقطعها عرضاً، فان كان القطّ طولاً قيل: يقد.

37. يجدل الأبطال: يلقيهم على الجدالة ـ كسحابة ـ وهي وجه الأرض.

38. ينطف ـ من نطف كنصر وضرب ـ نطفاً وتنطافاً: سال.

39. المهج ـ جمع مهجة ـ : وهي دم القلب، والروح.

40. الأبدال: قوم صالحون لا تخلو الأرض منهم، إذا مات منهم واحد بدل الله مكانه آخر، والواحد بدل أوبديل.

41. الأشتات ـ جمع شتيت ـ : ما تفرق من الأشياء.

42. عقائل الكلام: كرائمه، وعقيلة الحي: كريمته.

43. أقطار الكلام: جوانبه.

44. الناد: المنفرد الشاذ.

45. الربقة: عروة حبل يجعل فيها رأس البهيمة.

46. نهج السبيل: إبانته وإيضاحه.

47. الغلة: العطش, و بلالها: ما تبل به و تروي.

48. زلة الكلم: الخطأ في القول, و زلة القدم: خطأ الطريق و الإنحراف عنه.



ناريمان الشريف 09-24-2010 07:36 PM

[ 1 ]
ومن خطبة له عليه السلام
يذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاَرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام
وفيها ذكر الحج وتحتوي على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائكة، واختيار الانبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاحكام الشرعية
الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ.فَطَرَ الْخَلائِقَ (1) بِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ (2) بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ (3) . أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الْإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ، وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ، وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ، وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ. كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَث (4) ، مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شَيءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ (5) ، فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالْآلَةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ.
خلق العالم
أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا (6) ، وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَهَمَامَةِ نَفْسٍ (7) اظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الْأَشيَاءَ لَأَُوْقَاتِهَا، وَلْأَمَ (8) بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ (9) غَرائِزَهَا، وَأَلزَمَهَا أَشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِها وَأَحْنَائِهَا (10) . ثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الْأََجْوَاءِ، وَشَقَّ الْأََرْجَاءِ، وَسَكَائِكَ (11) الَهوَاءِ، فأَجْرَي فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ (12) ، مُتَراكِماً زَخَّارُهُ (13) ، حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِ (14) الْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الْهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ (15) ، وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ (16) . ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا (17) ، وَأَدَامَ مُرَبَّهَا (18) ، وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ (19) المَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ (20) مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُ (21) عَلَى مَائِرِهِ (22) ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ (23) ، فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ (24) ، فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً (25) ، وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍ (26) يَنْظِمُها. ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ (27) ، وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراً (28) ، وَقَمَراً مُنِيراً: في فَلَكٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍ (29) مَائِرٍ.
خلق الملائكة
ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمَواتِ العُلاَ، فَمَلاََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِكَتِهِ: مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَيَرْكَعُونَ، وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ، وَصَافُّونَ (30) لاَ يَتَزَايَلُونَ (31) ، وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ، لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ العُيُونِ، وَلاَ سَهْوُ العُقُولِ، وَلاَ فَتْرَةُ الْأَبْدَانِ، ولاَ غَفْلَةُ النِّسْيَانِ. وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ، وأَلسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ، وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرهِ. وَمِنْهُمُ الْحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ، وَالسَّدَنَةُ (32) لِأَبْوَابِ جِنَانِهِ. وَمِنْهُمُ الثَّابِتَةُ في الْأَرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ، وَالمَارِقَةُ مِنَ السَّماءِ الْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ، والخَارجَةُ مِنَ الْأَقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ، وَالْمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ الْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ، نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصارُهُمْ، مُتَلَفِّعُونَ (33) تَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ، مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مِنْ دُونَهُمْ حُجُبُ الْعِزَّةِ، وَأسْتَارُ الْقُدْرَةِ، لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِيرِ، وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ الْمَصْنُوعِينَ، وَلاَ يَحُدُّونَهُ بِالْأََمَاكِنِ، وَلاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ.
صفة خلق آدم عليه السلام
ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ (34) الْأَرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا (35) ، تُرْبَةً سَنَّهَا (36) بالمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَا (37) بِالبَلَّةِ (38) حَتَّى لَزَبَتْ (39) ،فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ (40) وَ وُصُولٍ، وَ أَعْضَاءٍ وَ فُصُولٍ : أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وَأَصْلَدَهَا (41) حَتَّى صَلْصَلَتْ (42) ، لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأجَلٍ مَعْلُومٍ، ثُمَّ نَفَخَ فِيها مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْ (43) إِنْساناً ذَا أَذْهَانٍ يُجيلُهَا، وَفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا، وَ جَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا (44) ، وَ أَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا، وَ مَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، والأَذْوَاقِ والْمَشَامِّ، وَالْأَلْوَانِ وَالْأَجْنَاسِ، مَعْجُوناً بطِينَةِ الْأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَالْأَشْبَاهِ الْمُؤْتَلِفَةِ، وَالْأَضْدَادِ الْمُتَعَادِيَةِ ،والْأَخْلاطِ المُتَبَايِنَةِ، مِنَ الْحَرِّ والْبَرْدِ، وَالْبَلَّةِ وَالْجُمُودِ، وَاسْتَأْدَى (45) اللهُ سُبْحَانَهُ الْمَلائِكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهمْ، في الْإِِذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (اسْجُدُوا للآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ ) اعْتَرَتْهُ الْحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزَ بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنَ خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ، وَاسْتِتْماماً لِلْبَلِيَّةِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: (إنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ). ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أَرْغَدَ فِيهَا عَيْشَهُ، وَآمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ، وَحَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَعَدَاوَتَهُ، فَاغْتَرَّهُ (46) عَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ الْمُقَامِ، وَمُرَافَقَةِ الَْأَبْرَارِ، فَبَاعَ الْيَقِينَ بِشَكِّهِ، وَالْعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِ (47) وَجَلاً (48) ، وَبِالْإِغْتِرَارِ نَدَماً. ثُمَّ بَسَطَ اللهُ سُبْحَانَهُ لَهُ في تَوْبَتِهِ، وَلَقَّاهُ كَلِمَةَ رَحْمَتِهِ، وَوَعَدَهُ الْمَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ، وَأَهْبَطَهُ إِلَى دَارِالَبَلِيَّةِ، وَتَنَاسُلِ الذُّرِّيَّةِ.
اختيار الانبياء
وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ (49) ، وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الْأَنْدَادَ (50) مَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُ (51) الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ (52) مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ: مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَال تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَاب ٍ(53) تُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ، أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَة، أَوْ مَحَجَّةٍ (54) قَائِمَةٍ، رُسُلٌ لاتُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ. عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِ (55) القُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الْآبَاءُ، وَخَلَفَتِ الْأَبْنَاءُ.
مبعث النبي
إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ لِإَِنْجَازِ عِدَتِهِ (56) وَإِتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ (57) ، كَرِيماً مِيلادُهُ. وَأهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍ (58) في اسْمِهِ، أَوْ مُشِير إِلَى غَيْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَكانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ. ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ لِقَاءَهُ، وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَامِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الْأَنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍ (59) قَائِمٍ.
القرآن والاحكام الشرعية
كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ: مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ (60) ، وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ (61) ، وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ (62) ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ (63) ، مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ (64) ، وَبَيْنَ مُثْبَت في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُوم في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجب في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِب بِوَقْتِهِ، وَزَائِل في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبير أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ، وَبَيْنَ مَقْبُولٍ في أَدْنَاهُ، ومُوَسَّعٍ في أَقْصَاهُ.
و منها في ذكر الحج

وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ، الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الْأَنْعَامِ، وَيأْلَهُونَ إِلَيْهِ (65) وُلُوهَ الْحَمَامِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ، وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ، وَصَدَّقُوا كَلِمَتِهُ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ، وَتَشَبَّهُوا بمَلاَئِكَتِهِ المُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ، يُحْرِزُونَ الْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلْإِسْلامِ عَلَماً، وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً، فَرَضَ حَقَّه ، وَأَوْجَبَ حَجَّهُ ُ، وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ (66) ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَللهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمينَ).
1. فَطَرَ الخلائقَ: ابتدعها على غير مثال سبق.
2. وَتّدَ ـ بالتشديد والتخفيف ـ : ثبّت.
3. ميَدان أرضه: تحرّكها بتمايل.
4. لاعن حَدَث: لا عن إيجاد موجد.
5. المزايلة: المفارقة والمباينة.
6. الرّوِيّة: الفكر، وأجالها: أدارها وَرَدَدَها.
7. هَمَامَة النفس ـ بفتح الهاء ـ : اهتمامها بالامر وقصدها إليه.
8. لاََمَ: قَرَنَ.
9. غَرّزَ غَرائزها: أودع فيها طباعها.
10. القرائن ـ هنا ـ : جمع قَرُونة وهي النفس، والاحْنَاء: جمع حِنْو ـ بالكسرـ : وهو الجانب.
11. السكائك: جمع سُكاكة ـ بالضم ـ : وهي الهواء الملاقي عنان السماء.
12. التيّار هنا : الموج.
13. الزّخّار: الشديد الزخر، أي الامتداد والارتفاع.
14. الزّعزع: الريح الّتي تزعزع كلّ ثابت.
15. الفتيق: المفتوق.
16. الدفيق: المدفوق.
17. اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا: جعل هبوبها عقيماً، والريح العقيم التي لا تلقح سحاباً ولا شجراً.
18. مُرَبّها ـ بضم الميم ـ مصدر ميمي من أرَبّ بالمكان: لازمه، فالمُرَبّ: المُلازَمة.
19. تَصْفيق الماء: تحريكه وتقليبه.
20. مَخَضَتْهُ: حرّكته بشدّة كما يُمْخَضُ السّقاء.
21. الساجي: الساكن.
22. المائر: الذي يذهب ويجيء.
23. رُكامُهُ: ما تراكم منه بعضه على بعض.
24. المُنفَهِقُ: المفتوح الواسع.
25. المكفوف: الممنوع من السّيَلان.
26. الدِّسَار: واحدُ الدّسُر، وهي المسَامير.
27. الثّوَاقب: المنيرة المشرقة.
28. مُسْتَطِيراً: منتشر الضياء، وهو الشمس.
29. الرّقِيمُ: اسم من اسماء الفلك: سُمّي به لانه مرقوم بالكواكب.
30. صَافّونَ: قائمون صفوفاً.
31. لا يَتَزَايَلُونَ: لايتفارقون.
32. السَّدَنَة: جمع سَادِن وهو الخادم.
33. مُتَلَفّعون: من تلفّع بالثوب إذا التحف به.
34. حَزْنُ الارض: وَعْرُها.
35. سَبَخُ الارض: ما ملح منها.
36. سَنّ الماء: صَبّه.
37. لاَطَها: خَلَطَها وَعَجَنَها.
38. البَلة ـ بالفتح ـ : من البَلَل.
39. لَزَبَ: من باب نصر، بمعنى التصق وثبت واشتد.
40. الاحْنَاء: جمع حِنْو ـ بالكسر ـ وهو الجانب من البدن.
41. أصْلَدَها: جعلها صُلْبَةً ملساء متينة.
42. صَلْصَلَتْ: يَبِسَتْ حتى كانت تُسمع لها صَلْصَلَةٌ إذا هَبّت عليها الرياح.
43. مَثُلَ ـ ككرُم وَفَتَحَ ـ : قام مُنْتَصِباً.
44. يَخْتَدِمُها: يجعلها في خدمة مآربه.
45. اسْتَأدَى الله سبحانه الملائكةَ وديعَتَهُ: طالبهم بأدائها.
46. اغْتَرّ آدمَ عدوّهُ الشيطانُ: أي انتهز منه غِرّة فأغواه.
47. الجَذَل ـ بالتحريك ـ : الفرح.
48. الوَجَل: الخوف.
49. ميثاقهم: عهدهم.
50. الْأَنْدَادُ: الْأَمْثَال، وأراد المعبودين من دونه سبحانه وتعالى.
51. اجْتَالَتْهُمْ ـ بالجيم ـ : صرفتهم عن قصدهم.
52. وَاتَرَ إليهم أنبياءهُ: أرسلهم وبين كل نبيّ ومَن بعده فترة، وقوله «لِيَسْتَأدُوهُمْ»: ليطلبوا الاداء.
53. الاوْصَاب: المتاعب.
54. المَحَجّة: الطريق القويمة الواضحة.
55. نَسَلَتْ ـ بالبناء للفاعل ـ : مضت متتابعةً.
56. الضمير في «عِدَتِهِ» لله تعالى، والمراد وعد الله بإرسال محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) على لسان أنبيائه السابقين.
57. سِمَاتُهُ: علاماته التي ذُكِرَتْ في كتب الانبياء السابقين الذين بشروا به.
58. المُلْحِدُ في اسم الله: الذي يميل به عن حقيقة مسماه.
59 . العَلَمُ ـ بفتحتين ـ : ما يوضع ليُهتدى به.
60. ناسِخُهُ ومنسوخه: أحكامه الشرعية التي رفع بعضها بعضاً.
61. رُخَصَهُ: ما تُرُخّصَ فيه، عكسها عَزائمُهُ.
62. المُرْسَلُ: المُطْلَقُ، الحدود: المقيّد.
63. المُحْكَمُ: كآيات الاحكام والاخبار الصريحة في معانيها، والمتشابه كقوله: (يَدُاللهِ فوقَ أيديهم)
64. المُوَسِعُ على العباد في جهله: كالحروف المفتتحة بها السور نحو الم والر.
65. يَألَهُونَ إليه: يَلُوذُون به ويَعكفون عليه.
66. الوِفَادَة: الزيارة.

1. فَطَرَ الخلائقَ: ابتدعها على غير مثال سبق.


2. وَتّدَ ـ بالتشديد والتخفيف ـ : ثبّت.


3. ميَدان أرضه: تحرّكها بتمايل.


4. لاعن حَدَث: لا عن إيجاد موجد.


5. المزايلة: المفارقة والمباينة.


6. الرّوِيّة: الفكر، وأجالها: أدارها وَرَدَدَها.


7. هَمَامَة النفس ـ بفتح الهاء ـ : اهتمامها بالامر وقصدها إليه.


8. لاََمَ: قَرَنَ.


9. غَرّزَ غَرائزها: أودع فيها طباعها.


10. القرائن ـ هنا ـ : جمع قَرُونة وهي النفس، والاحْنَاء: جمع حِنْو ـ بالكسرـ : وهو الجانب.


11. السكائك: جمع سُكاكة ـ بالضم ـ : وهي الهواء الملاقي عنان السماء.


12. التيّار هنا : الموج.


13. الزّخّار: الشديد الزخر، أي الامتداد والارتفاع.


14. الزّعزع: الريح الّتي تزعزع كلّ ثابت.


15. الفتيق: المفتوق.


16. الدفيق: المدفوق.


17. اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا: جعل هبوبها عقيماً، والريح العقيم التي لا تلقح سحاباً ولا شجراً.


18. مُرَبّها ـ بضم الميم ـ مصدر ميمي من أرَبّ بالمكان: لازمه، فالمُرَبّ: المُلازَمة.


19. تَصْفيق الماء: تحريكه وتقليبه.


20. مَخَضَتْهُ: حرّكته بشدّة كما يُمْخَضُ السّقاء.


21. الساجي: الساكن.


22. المائر: الذي يذهب ويجيء.


23. رُكامُهُ: ما تراكم منه بعضه على بعض.


24. المُنفَهِقُ: المفتوح الواسع.


25. المكفوف: الممنوع من السّيَلان.


26. الدِّسَار: واحدُ الدّسُر، وهي المسَامير.


27. الثّوَاقب: المنيرة المشرقة.


28. مُسْتَطِيراً: منتشر الضياء، وهو الشمس.


29. الرّقِيمُ: اسم من اسماء الفلك: سُمّي به لانه مرقوم بالكواكب.


30. صَافّونَ: قائمون صفوفاً.


31. لا يَتَزَايَلُونَ: لايتفارقون.


32. السَّدَنَة: جمع سَادِن وهو الخادم.


33. مُتَلَفّعون: من تلفّع بالثوب إذا التحف به.


34. حَزْنُ الارض: وَعْرُها.


35. سَبَخُ الارض: ما ملح منها.


36. سَنّ الماء: صَبّه.


37. لاَطَها: خَلَطَها وَعَجَنَها.


38. البَلة ـ بالفتح ـ : من البَلَل.


39. لَزَبَ: من باب نصر، بمعنى التصق وثبت واشتد.


40. الاحْنَاء: جمع حِنْو ـ بالكسر ـ وهو الجانب من البدن.


41. أصْلَدَها: جعلها صُلْبَةً ملساء متينة.


42. صَلْصَلَتْ: يَبِسَتْ حتى كانت تُسمع لها صَلْصَلَةٌ إذا هَبّت عليها الرياح.


43. مَثُلَ ـ ككرُم وَفَتَحَ ـ : قام مُنْتَصِباً.


44. يَخْتَدِمُها: يجعلها في خدمة مآربه.


45. اسْتَأدَى الله سبحانه الملائكةَ وديعَتَهُ: طالبهم بأدائها.


46. اغْتَرّ آدمَ عدوّهُ الشيطانُ: أي انتهز منه غِرّة فأغواه.


47. الجَذَل ـ بالتحريك ـ : الفرح.


48. الوَجَل: الخوف.


49. ميثاقهم: عهدهم.


50. الْأَنْدَادُ: الْأَمْثَال، وأراد المعبودين من دونه سبحانه وتعالى.


51. اجْتَالَتْهُمْ ـ بالجيم ـ : صرفتهم عن قصدهم.


52. وَاتَرَ إليهم أنبياءهُ: أرسلهم وبين كل نبيّ ومَن بعده فترة، وقوله «لِيَسْتَأدُوهُمْ»: ليطلبوا الاداء.


53. الاوْصَاب: المتاعب.


54. المَحَجّة: الطريق القويمة الواضحة.


55. نَسَلَتْ ـ بالبناء للفاعل ـ : مضت متتابعةً.


56. الضمير في «عِدَتِهِ» لله تعالى، والمراد وعد الله بإرسال محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) على لسان أنبيائه السابقين.


57. سِمَاتُهُ: علاماته التي ذُكِرَتْ في كتب الانبياء السابقين الذين بشروا به.


58. المُلْحِدُ في اسم الله: الذي يميل به عن حقيقة مسماه.


59 . العَلَمُ ـ بفتحتين ـ : ما يوضع ليُهتدى به.


60. ناسِخُهُ ومنسوخه: أحكامه الشرعية التي رفع بعضها بعضاً.


61. رُخَصَهُ: ما تُرُخّصَ فيه، عكسها عَزائمُهُ.


62. المُرْسَلُ: المُطْلَقُ، الحدود: المقيّد.


63. المُحْكَمُ: كآيات الاحكام والاخبار الصريحة في معانيها، والمتشابه كقوله: (يَدُاللهِ فوقَ أيديهم)


64. المُوَسِعُ على العباد في جهله: كالحروف المفتتحة بها السور نحو الم والر.


65. يَألَهُونَ إليه: يَلُوذُون به ويَعكفون عليه.


66. الوِفَادَة: الزيارة.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:37 PM

[ 2 ]
ومن خطبة له عليه السلام
بعد انصرافه من صفين
وفيها حال الناس قبل البعثة وصفة آل النبي ثمّ صفة قوم آخرين

أحْمَدُهُ اسْتِتْماماً لِنِعْمَتِهِ، وَاسْتِسْلاَماً لِعِزَّتِهِ، واسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلى كِفَايَتِهِ، إِنَّهُ لاَ يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ، وَلا يَئِلُ (1) مَنْ عَادَاهُ، وَلا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ; فَإِنَّهُ أَرْجَحُ ما وُزِنَ، وَأَفْضَلُ مَا خُزِنَ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاَصُهَا، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا (2) ، نَتَمَسَّكُ بها أَبَداً ما أَبْقانَا، وَنَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا، فَإِنَّها عَزيمَةُ الْإِيمَانِ، وَفَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ، وَمَرْضَاةُ الرَّحْمنِ، وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ (3) . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أرْسَلَهُ بِالدِّينِ المشْهُورِ، وَالعَلَمِ المأْثُورِ، وَالكِتَابِ المسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللاَّمِعِ، وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ، إزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ، وَتَخْويفاً بِالمَثُلاَتِ (4) ، وَالنَّاسُ في فِتَن انْجَذَمَ (5) فِيها حَبْلُ الدِّينِ، وَتَزَعْزَعَتْ سَوَارِي اليَقِينِ (6) ، وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ (7) ، وَتَشَتَّتَ الْأَمْرُ، وَضَاقَ الْمَخْرَجُ، وَعَمِيَ المَصْدَرُ، فَالهُدَى خَامِلٌ، واَلعَمَى شَامِلٌ. عُصِيَ الرَّحْمنُ، وَنُصِرَ الشَّيْطَانُ، وَخُذِلَ الْإِيمَانُ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ، وَتَنكَّرَتْ مَعَالِمُهُ، وَدَرَسَتْ (8) سُبُلُهُ، وَعَفَتْ شُرُكُهُ (9) . أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ، وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ (10) ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ، وَقَامَ لِوَاؤُهُ، في فِتَن دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا (11) ، وَوَطِئَتْهُمْ بأَظْلاَفِهَا (12) ، وَقَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا (13) ، فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ، فِي خَيْرِ دَارٍ، وَشَرِّ جِيرَانٍ، نَوْمُهُمْ سُهُودٌ، وَكُحْلُهُمْ دُمُوعٌ، بأَرْضٍ عَالِمُها مُلْجَمٌ، وَجَاهِلُها مُكْرَمٌ.
ومنها ويعني آل النبي عليه صلوة والسلام
هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ، وَلَجَأُ أَمْرِهِ (14) ، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ (15) ، وَمَوْئِلُ(16) حُكْمِهِ، وَكُهُوفُ كُتُبِهِ، وَجِبَالُ دِينِه، بِهِمْ أَقَامَ انْحِناءَ ظَهْرِهِ، وَأذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرَائِصِهِ (17) .
منها يعني بها قوماً آخرين
زَرَعُوا الفُجُورَ، وَسَقَوْهُ الغُرُورَ، وَحَصَدُوا الثُّبُورَ (18) ، لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّد صَلَّي عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً. هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ اليَقِينِ، إِلَيْهمْ يَفِيءُ الغَالي (19) ، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي. وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الوَصِيَّةُ وَالوِرَاثَةُ، الْآنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ.
1. وَألَ: مضارعها يَئِلُ ـ مِثل وَعَدَ يَعِدُ ـ نجا ينجو.
2. مُصَاصُ كل شيء: خالصُهُ.
3. مَدْحَرَةُ الشيطان: أي أنها تبعده وتَطْرُدُهُ.
4. المَثُلات ـ بفتح فضم ـ : العقوبات، جمع مَثُلَة بضم الثاء وسكونها بعد الميم.
5. انْجَذَمَ: انقطع.
6. السّوارِي: جمع سارية، وهي العَمُود والدِّعامة.
7. النّجْر ـ بفتح النون وسكون الجيم ـ : الاصل.
8. دَرَسَت، كانْدَرَسَتْ: انطَمَستْ.
9. الشّرُك: جمع شِراك ككتاب وهي الطريق.
10. المَنَاهِلُ: جمع مَنْهل، وهو مَوْرِد النهر.
11. الاخْفَاف: جمع خُفّ، وهو للبعير كالقدَم للانسان.
12. الاظلاف: جمع ظِلْف ـ بالكسر ـ للبقر والشاة وشبههما، كالخفّ للبعير والقدم للانسان.
13. السّنَابك: جمع سُنْبُك ـ كقُنْفُذ ـ وهو طَرَفُ الحافر.
14. اللّجَأ ـ محرّكةً ـ : المَلاَذُ وما تلتجىء وتعتصم به.
15. العَيْبَةُ ـ بالفتح ـ : الوعاء.
16. المَوْئِلُ: المَرْجِع.
17. الفَرَائص: جمع فريصة، وهي اللحمة التي بين الجنب والكتف لاتزال تُرْعَدُ من الدابة.
18. الثّبُور: الهلاك.
19. الغالي: المبالغ، الذي يُجاوز الحد بالافراط.
1. وَألَ: مضارعها يَئِلُ ـ مِثل وَعَدَ يَعِدُ ـ نجا ينجو.


2. مُصَاصُ كل شيء: خالصُهُ.


3. مَدْحَرَةُ الشيطان: أي أنها تبعده وتَطْرُدُهُ.


4. المَثُلات ـ بفتح فضم ـ : العقوبات، جمع مَثُلَة بضم الثاء وسكونها بعد الميم.


5. انْجَذَمَ: انقطع.


6. السّوارِي: جمع سارية، وهي العَمُود والدِّعامة.


7. النّجْر ـ بفتح النون وسكون الجيم ـ : الاصل.


8. دَرَسَت، كانْدَرَسَتْ: انطَمَستْ.


9. الشّرُك: جمع شِراك ككتاب وهي الطريق.


10. المَنَاهِلُ: جمع مَنْهل، وهو مَوْرِد النهر.


11. الاخْفَاف: جمع خُفّ، وهو للبعير كالقدَم للانسان.


12. الاظلاف: جمع ظِلْف ـ بالكسر ـ للبقر والشاة وشبههما، كالخفّ للبعير والقدم للانسان.


13. السّنَابك: جمع سُنْبُك ـ كقُنْفُذ ـ وهو طَرَفُ الحافر.


14. اللّجَأ ـ محرّكةً ـ : المَلاَذُ وما تلتجىء وتعتصم به.


15. العَيْبَةُ ـ بالفتح ـ : الوعاء.


16. المَوْئِلُ: المَرْجِع.


17. الفَرَائص: جمع فريصة، وهي اللحمة التي بين الجنب والكتف لاتزال تُرْعَدُ من الدابة.


18. الثّبُور: الهلاك.


19. الغالي: المبالغ، الذي يُجاوز الحد بالافراط.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:39 PM

[ 3 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وَ هِيَ الْمَعْرُوفَةُ بِالشِّقْشِقِيَّة

وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له

أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها (1) فُلانٌ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ (2) دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً (3) . وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ (4) ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ (5) ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ!
ترجيح الصبر


فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى (6) ، فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذًى، وَفي الحَلْقِ شَجاً (7) ، أَرَى تُرَاثي (8) نَهْباً، حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بِهَا (9) إِلَى فُلانٍ بَعْدَهُ. ثم تمثل بقول الاعشى:
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا (10) وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ فَيَا عَجَباً!! بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُها (11) فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لَآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ـ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا (12) ! ـ فَصَيَّرَهَا في حَوْزَةٍ خَشْنَاءََ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا (13) ، وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ (14) فِيهَا وَالْاِعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ (15) ، إِنْ أَشْنَقَ (16) لَهَا خَرَمَ (17) ، وَإِنْ أَسْلَسَ (18) لَهَا تَقَحَّمَ (19) ، فَمُنِيَ النَّاسُ (20) ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ بِخَبْطٍ (21) وَشِمَاسٍ (22) ، وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ (23) فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ، وَشِدَّةِ الِْمحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ, فَيَا لَلََّهِ وَلِلشُّورَى (24) ! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ (25) ! لكِنِّي أَسْفَفْتُ (26) إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا (27) رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ (28) ، وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَنٍ وَهَنٍ (29) . إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ (30) بَيْنَ نَثِيلِهِ (31) وَمُعْتَلَفِهِ (32) ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ (33) مَالَ اللهِ خَضْمَ الْإِبِل نِبْتَةَ الرَّبِيعِ (34) ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ (35) عَلَيْهِ فَتْلُهُ ، وَأَجْهَزَ (36) عَلَيْهِ عَمَلُهُ ، وَكَبَتْ (37) بِهِ بِطْنَتُهُ (38) .

مبايعة علي
فَمَا رَاعَنِي إِلاَّ وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ (39) إِلَيَّ, يَنْثَالُونَ (40) عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الْحَسَنَانِ، وَشُقَّ عِطْفَايَ(41) ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الغَنَمِ (42) . فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ (43) ، وَمَرَقَتْ أُخْرَى (44) ، وَقَسَطَ آخَرُونَ (45) :كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً في الْأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، بَلَى! وَاللهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتَ الدُّنْيَا (46) في أَعْيُنِهمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا (47) ! أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ (48) ، لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ (49) ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ (50) ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا (51) عَلَى كِظَّةِ (52) ظَالِمٍ، وَلا سَغَبِ (53) مَظْلُومٍ، لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا (54) ، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ (55) ! قالوا: وقام إِليه رجل من أَهل السواد (56) عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً [قيل: إِن فيه مسائل كان يريد الإِجابة عنها] , فأَقبل ينظر فيه، [فلمّا فرغ من قراءته] قال له ابن عباس: يا أميرالمؤمنين، لو اطَّرَدَتْ خُطْبَطُكَ (57) من حيث أَفضيتَ (58) ! فَقَالَ: هَيْهَاتَ يَابْنَ عَبَّاسٍ! تِلْكَ شِقْشِقَةٌ (59) هَدَرَتْ (60) ثُمَّ قَرَّتْ (61) ! قال ابن عباس: فوالله ما أَسفت على كلام قطّ كأَسفي على هذه الكلام أَلاَّ يكون أَميرالمؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد.
قال الشريف الرضي رضي اللّه عنه: قوله عليه السلام في هذه الخطبة: «كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم» يريد: أنه إذا شدد عليها في جذب الزمام وهي تنازعه رأسها خرم أنفها، وإن أرخى لها شيئاً مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها، يقال: أشنق الناقة: إذا جذب رأسها بالزمام فرفعه، وشنقها أيضاً: ذكر ذلك ابن السكيت في «إصلاح المنطق». وإنما قال: «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها»، لانه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها»، فكأنه عليه السلام قال: إن رفع لها رأسها بمعني أمسكه عليها بالزمام.
1. تَقَمّصَها: لبسها كالقميص.
2. سَدَلَ الثوبَ: أرخاه.
3. طَوَى عنها كشحاً: مالَ عنها.
4. الجَذّاءُ ـ بالجيم والذال المعجمة ـ : المقطوعة.
5. طَخْيَة ـ بطاء فخاء بعدها ياء، ويثلّثُ أوّلها ـ : ظلمة.
6. أحجى: ألزم، من حَجِيَ بهِ كرَضيَ: أُولِعَ به ولَزِمَهُ.
7. الشّجَا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.
8. التراث: الميراث.
9. أدْلَى بها: ألقى بها.
10. الكُور ـ بالضم ـ : الرّحْل أوهو مع أداته.
11. يَسْتَقِيلها: يطلب إعفاءه منها.
12. تشطرا ضرعيها: اقتسماه فأخذ كلّ منهما شطراً، والضرع للناقة كالثدي للمرأة.
13. كَلْمُها: جرحها، كأنه يقول: خشونتها تجرح جرحاً غليظاً.
14. العِثار: السقوط والكَبْوَةُ.
15. الصّعْبة من الابل: ما ليستْ بِذَلُول.
16. أشْنَقَ البعير وشنقه: كفه بزمامه حتى ألصق ذِفْرَاه (العظم الناتىء خلف الاذن) بقادمة الرحل.
17. خَرَمَ: قطع.
18 . أسْلَسَ: أرخى.
19. تَقَحّمَ: رمى بنفسه في القحمة أي الهلكة.
20. مُنيَ الناسُ: ابتُلُوا وأُصيبوا.
21. خَبْط: سير على غير هدى.
22. الشِّماس ـ بالكسر ـ : إباء ظَهْرِ الفرسِ عن الركوب.
23. الاعتراض: السير على غير خط مستقيم، كأنه يسير عَرْضاً في حال سيره طولاً.
24. أصل الشّورى: الاستشارة، وفي ذكرها هنا إشارة إلى الستة الذين عيّنَهم عمر ليختاروا أحدهم للخلافة.
25. النّظَائر: جمع نَظِير أي المُشابِه بعضهم بعضاً دونه.
26. أسَفّ الطائر: دنا من الارض.
27. صَغَى صَغْياً وَصَغَا صَغْواً: مالَ.
28. الضِّغْنُ: الضّغِينَة والحقد.
29. مع هَنٍ وَهَنٍ: أي أغراض أخرى أكره ذكرها.
30. نافجاً حضْنَيْه: رافعاً لهما، والحِضْن: ما بين الابط والكَشْح، يقال للمتكبر: جاء نافجاً حِضْنَيْه.
31. النّثِيلُ: الرّوْثُ وقذَر الدوابّ.
32. الـمُعْتَلَفُ: موضع العلف.
33. الخَضم: أكل الشيء الرّطْب.
34. النِّبْتَة ـ بكسر النون ـ : كالنبات في معناه.
35. انْتَكَثَ عليه فَتْلُهُ: انتقض.
36. أجهزَ عليه عملُه: تَمّمَ قتله.
37. كَبَتْ به: من كبابِه الجوادُ: إذا سقط لوجهه.
38. البِطْنَةُ ـ بالكسر ـ : البَطَرُ والاشَرُ والتّخْمة.
39. عُرْفُ الضّبُع: ماكثر على عنقها من الشعر، وهو ثخين يُضرب به المثل في الكثرة والازدحام.
40. يَنْثَالون: يتتابعون مزدحمين.
41. شُقّ عطفاه: خُدِشَ جانباه من الاصطكاك.
42. رَبيضَةُ الغنم: الطائفة الرابضة من الغنم.
43. نَكَثَتْ طَائفة: نَقَضَتْ عهدَها، وأراد بتلك الطائفة الناكثة أصحابَ الجمل وطلحةَ والزبيرَ خاصة.
44. مَرَقَتْ: خَرَجَتْ، وفي المعنى الديني: فَسَقَتْ، وأراد بتلك الطائفة المارقة الخوارج أصحاب النّهْرَوَان.
45. قَسَطَ آخرون: جاروا، وأراد بالجائرين أصحاب صفين.
46. حَلِيَتِ الدنيا: من حَليتِ المرأهُ إذا تزيّنَت بِحُلِيّها.
47. الزِبْرِجُ: الزينة من وَشْي أوجوهر.
48. النَسَمَة ـ محركة ـ : الروح وهي في البشر أرجح، وبَرَأها: خلقها.
49. أراد «بالحاضر» هنا: من حضر لِبَيْعَتِهِ , فحضوره يُلْزمه بالبيعة.
50. أراد «بالناصر» هنا: الجيش الذي يستعين به على إلزام الخارجين بالدخول في البيعة الصحيحة.
51. ألاّ يُقَارّوا: ألاّ يوافقوا مُقرّين.
52. الكِظّةُ: ما يعتري الاكل من الثّقَلِ والكَرْب عند امتلاء البطن بالطعام، والمراد استئثار الظالم بالحقوق.
53. السَغَب: شدة الجوع، والمراد منه هضم حقوقه.
54. الغارب: الكاهلُ، والكلام تمثيلٌ للترك وإرسال الامر.
55. عَفْطَة العَنْز: ما تنثره من أنفها. وأكثر ما يستعمل ذلك في النعجة وإن كان الاشهر في الاستعمال «النّفْطَة» بالنون.
56. السّوَاد: العراق، وسُمّيَ سواداً لخضرته بالزرع والاشجار، والعرب تسمي الاخضر أسود.
57. اطّرَدَتْ خطبتك: أُتْبِعَتْ بخطبة أُخرى، من اطّراد النهر إذا تتابع جَرْيُهُ.
58. أفْضَيْتَ: أصل أفضى: خرج إلى الفضاء، والمراد هنا سكوت الامام عماكان يريد قوله.
59. الشّقْشِقَةُ ـ بكسر فسكون فكسر ـ : شيء كالرّئَهِ يخرجه البعير من فيه إذا هاج.
60. هَدَرَتْ: أَطْلَقَتْ صوتاً كصوت البعير عند إخراج الشِقْشِقَةِ من فيه، ونسبة الهدير إليها نسبة إلى الالة.
61. قَرّتْ: سكنت وَهَدَأتْ.
1. تَقَمّصَها: لبسها كالقميص.


2. سَدَلَ الثوبَ: أرخاه.


3. طَوَى عنها كشحاً: مالَ عنها.


4. الجَذّاءُ ـ بالجيم والذال المعجمة ـ : المقطوعة.


5. طَخْيَة ـ بطاء فخاء بعدها ياء، ويثلّثُ أوّلها ـ : ظلمة.


6. أحجى: ألزم، من حَجِيَ بهِ كرَضيَ: أُولِعَ به ولَزِمَهُ.


7. الشّجَا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.


8. التراث: الميراث.


9. أدْلَى بها: ألقى بها.


10. الكُور ـ بالضم ـ : الرّحْل أوهو مع أداته.


11. يَسْتَقِيلها: يطلب إعفاءه منها.


12. تشطرا ضرعيها: اقتسماه فأخذ كلّ منهما شطراً، والضرع للناقة كالثدي للمرأة.


13. كَلْمُها: جرحها، كأنه يقول: خشونتها تجرح جرحاً غليظاً.


14. العِثار: السقوط والكَبْوَةُ.


15. الصّعْبة من الابل: ما ليستْ بِذَلُول.


16. أشْنَقَ البعير وشنقه: كفه بزمامه حتى ألصق ذِفْرَاه (العظم الناتىء خلف الاذن) بقادمة الرحل.


17. خَرَمَ: قطع.


18 . أسْلَسَ: أرخى.


19. تَقَحّمَ: رمى بنفسه في القحمة أي الهلكة.


20. مُنيَ الناسُ: ابتُلُوا وأُصيبوا.


21. خَبْط: سير على غير هدى.


22. الشِّماس ـ بالكسر ـ : إباء ظَهْرِ الفرسِ عن الركوب.


23. الاعتراض: السير على غير خط مستقيم، كأنه يسير عَرْضاً في حال سيره طولاً.


24. أصل الشّورى: الاستشارة، وفي ذكرها هنا إشارة إلى الستة الذين عيّنَهم عمر ليختاروا أحدهم للخلافة.


25. النّظَائر: جمع نَظِير أي المُشابِه بعضهم بعضاً دونه.


26. أسَفّ الطائر: دنا من الارض.


27. صَغَى صَغْياً وَصَغَا صَغْواً: مالَ.


28. الضِّغْنُ: الضّغِينَة والحقد.


29. مع هَنٍ وَهَنٍ: أي أغراض أخرى أكره ذكرها.


30. نافجاً حضْنَيْه: رافعاً لهما، والحِضْن: ما بين الابط والكَشْح، يقال للمتكبر: جاء نافجاً حِضْنَيْه.


31. النّثِيلُ: الرّوْثُ وقذَر الدوابّ.


32. الـمُعْتَلَفُ: موضع العلف.


33. الخَضم: أكل الشيء الرّطْب.


34. النِّبْتَة ـ بكسر النون ـ : كالنبات في معناه.


35. انْتَكَثَ عليه فَتْلُهُ: انتقض.


36. أجهزَ عليه عملُه: تَمّمَ قتله.


37. كَبَتْ به: من كبابِه الجوادُ: إذا سقط لوجهه.


38. البِطْنَةُ ـ بالكسر ـ : البَطَرُ والاشَرُ والتّخْمة.


39. عُرْفُ الضّبُع: ماكثر على عنقها من الشعر، وهو ثخين يُضرب به المثل في الكثرة والازدحام.


40. يَنْثَالون: يتتابعون مزدحمين.


41. شُقّ عطفاه: خُدِشَ جانباه من الاصطكاك.


42. رَبيضَةُ الغنم: الطائفة الرابضة من الغنم.


43. نَكَثَتْ طَائفة: نَقَضَتْ عهدَها، وأراد بتلك الطائفة الناكثة أصحابَ الجمل وطلحةَ والزبيرَ خاصة.


44. مَرَقَتْ: خَرَجَتْ، وفي المعنى الديني: فَسَقَتْ، وأراد بتلك الطائفة المارقة الخوارج أصحاب النّهْرَوَان.


45. قَسَطَ آخرون: جاروا، وأراد بالجائرين أصحاب صفين.


46. حَلِيَتِ الدنيا: من حَليتِ المرأهُ إذا تزيّنَت بِحُلِيّها.


47. الزِبْرِجُ: الزينة من وَشْي أوجوهر.


48. النَسَمَة ـ محركة ـ : الروح وهي في البشر أرجح، وبَرَأها: خلقها.


49. أراد «بالحاضر» هنا: من حضر لِبَيْعَتِهِ , فحضوره يُلْزمه بالبيعة.


50. أراد «بالناصر» هنا: الجيش الذي يستعين به على إلزام الخارجين بالدخول في البيعة الصحيحة.


51. ألاّ يُقَارّوا: ألاّ يوافقوا مُقرّين.


52. الكِظّةُ: ما يعتري الاكل من الثّقَلِ والكَرْب عند امتلاء البطن بالطعام، والمراد استئثار الظالم بالحقوق.


53. السَغَب: شدة الجوع، والمراد منه هضم حقوقه.


54. الغارب: الكاهلُ، والكلام تمثيلٌ للترك وإرسال الامر.


55. عَفْطَة العَنْز: ما تنثره من أنفها. وأكثر ما يستعمل ذلك في النعجة وإن كان الاشهر في الاستعمال «النّفْطَة» بالنون.


56. السّوَاد: العراق، وسُمّيَ سواداً لخضرته بالزرع والاشجار، والعرب تسمي الاخضر أسود.


57. اطّرَدَتْ خطبتك: أُتْبِعَتْ بخطبة أُخرى، من اطّراد النهر إذا تتابع جَرْيُهُ.


58. أفْضَيْتَ: أصل أفضى: خرج إلى الفضاء، والمراد هنا سكوت الامام عماكان يريد قوله.


59. الشّقْشِقَةُ ـ بكسر فسكون فكسر ـ : شيء كالرّئَهِ يخرجه البعير من فيه إذا هاج.


60. هَدَرَتْ: أَطْلَقَتْ صوتاً كصوت البعير عند إخراج الشِقْشِقَةِ من فيه، ونسبة الهدير إليها نسبة إلى الالة.


61. قَرّتْ: سكنت وَهَدَأتْ.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:40 PM

[ 4 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وهي من أفصح كلامه عليه السلام وفيها يعظ الناس ويهديهم من ضلالتهم
ويقال : انه خطبطها بعد قتل طلحة و الزبير

بِنَا اهْتَدَيْتُمْ في الظَّلْمَاءِ، وَتَسَنَّمْتُمُ (1) ذَرْوَةَ العلْيَاءَ، وبِنَا أَفْجَرْتُمْ(2) عَنِ السِّرَارِ (3) . وُقِرَ (4) سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ (5) , وَكَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ (6) مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ؟ رُبِطَ جَنَانٌ (7) لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ. مَازِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الغَدْرِ، وَ أَتَوَسَّمُكُمْ (8) بِحِلْيَةِ الْمُغْتَرِّينَ (9) ، حَتَّي سَتَرَنِي عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدِّينِ (10) ، وَبَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ. أَقَمْتُ لَكُمْ عَلَى سَنَنِ الْحَقِّ في جَوَادِّ الْمَضَلَّةِ (11) ، حيْثُ تَلْتَقُونَ وَلادَلِيلَ، وَتَحْتَفِرُونَ وَلا تُميِهُونَ (12) . الْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ العَجْمَاءَ (13) ذَاتَ البَيَان! عَزَبَ (14) رَأْيُ امْرِىءٍ تَخَلَّفَ عَنِّي! مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ! لَمْ يُوجِسْ مُوسَى عَلَيْهِ الْسَلَامُ خِيفَةً (15) عَلَى نَفْسِهِ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ الجُهَّالِ وَدُوَلِ الضَّلالِ! اليَوْمَ تَوَاقَفْنَا (16) عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَالباطِلِ. مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ يَظْمَأْ!
1. تَسَنّمْتم العلياءَ: ركبتم سَنامها، وارتقيتم إلى أعلاها.
2. أفْجَرْتُمْ : دخلتم في الفجر. و في أكثر النسخ (انفجرتم) و ما أثبتناه أفصح.
3. السِّرار ـ ككتاب ـ : آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر، وهو كناية عن الظلام.
4. وُقِرَ: صُمّ.
5. الواعية: الصارخة والصراخ نفسه، والمراد هنا العِبرَة والمواعظ الشديدة الاثر ووُقِرَتْ أُذُنُهُ فهي مَوْقُورة، وَوَقِرَت كسَمِعَتْ: صُمّتْ، دعاء بالصّمَم على من لم يفهم الزواجر والعبر.
6. النّبْأة: الصوت الخفي.
7. رُبط جنانه رِباطةً ـ بكسر الراء ـ : اشتدّ قلبه.
8. أتَوَسّمُكُم: أتَفَرّس فيكم.
9. حِلْيَةُ المغتَرّينَ: أصل الحِلْية الزينة، والمراد هنا صفة أهل الغرور.
10. جِلْبَاب الدّين: ما لبسوه من رسومه الظاهرة.
11. جَوَادّ الْمَضَلّة: الجوادّ جمع جادّة وهي الطريق. والمضَلّة ـ بفتح الضاد وكسرها ـ : الارض يضل سالكها.
12. تُميهُون: تجدون ماءً، من أماهوا أرْكِيَتَهُمْ: أنْبَطُوا ماءها.
13. العَجْماء: البهيمة، وقد شبه بها رموزه وإساراته لغموضها على من لا بصيرة لهم.
14. عَزَبَ: غاب، والمراد: لا رأي لمن تخلّف عني.
15. لم يُوجِسْ موسى خِيفةً: لم يستشعر خوفاً، أخْذاً من قوله تعالى: (فأوْجَسَ في نَفْسِهِ خِيفةً موسى)
16. تَوَاقَفْنا: تلاقَيْنَا وتقابَلْنَا.

1. تَسَنّمْتم العلياءَ: ركبتم سَنامها، وارتقيتم إلى أعلاها.

2. أفْجَرْتُمْ : دخلتم في الفجر. و في أكثر النسخ (انفجرتم) و ما أثبتناه أفصح.

3. السِّرار ـ ككتاب ـ : آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر، وهو كناية عن الظلام.

4. وُقِرَ: صُمّ.

5. الواعية: الصارخة والصراخ نفسه، والمراد هنا العِبرَة والمواعظ الشديدة الاثر ووُقِرَتْ أُذُنُهُ فهي مَوْقُورة، وَوَقِرَت كسَمِعَتْ: صُمّتْ، دعاء بالصّمَم على من لم يفهم الزواجر والعبر.

6. النّبْأة: الصوت الخفي.

7. رُبط جنانه رِباطةً ـ بكسر الراء ـ : اشتدّ قلبه.

8. أتَوَسّمُكُم: أتَفَرّس فيكم.

9. حِلْيَةُ المغتَرّينَ: أصل الحِلْية الزينة، والمراد هنا صفة أهل الغرور.

10. جِلْبَاب الدّين: ما لبسوه من رسومه الظاهرة.

11. جَوَادّ الْمَضَلّة: الجوادّ جمع جادّة وهي الطريق. والمضَلّة ـ بفتح الضاد وكسرها ـ : الارض يضل سالكها.

12. تُميهُون: تجدون ماءً، من أماهوا أرْكِيَتَهُمْ: أنْبَطُوا ماءها.

13. العَجْماء: البهيمة، وقد شبه بها رموزه وإساراته لغموضها على من لا بصيرة لهم.

14. عَزَبَ: غاب، والمراد: لا رأي لمن تخلّف عني.

15. لم يُوجِسْ موسى خِيفةً: لم يستشعر خوفاً، أخْذاً من قوله تعالى: (فأوْجَسَ في نَفْسِهِ خِيفةً موسى).

16. تَوَاقَفْنا: تلاقَيْنَا وتقابَلْنَا.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:40 PM

[ 5 ]
ومن كلام له عليه السلام
لمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وخاطبه العباس وأبوسفيان ابن حرب في أن يبايعا له بالخلافة ( ذلك بعد ان تمت البيعة لأبي بكر في السقيفه وفيها ينهي عن الفتنة و يبين عن خلقه و علمه ) النهي عن الفتنة


أَيُّها النَّاسُ، شُقُّوا أَمْوَاجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ، وَعَرِّجُوا عَنْ طَريقِ الْمُنَافَرَةِ، وَضَعُوا تِيجَانَ الْمُفَاخَرَةِ. أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاحٍ، أوِ اسْتَسْلَمَ فَأَراحَ. هَذَا مَاءٌ آجِنٌ (1) ، وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا، وَمُجْتَنِي الَّثمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا (2) كالزَّارعِ بِغَيْرِ أَرْضِهِ. خلقه وعلمه فَإِنْ أَقُلْ يَقُولُوا: حَرَصَ عَلَى الْمُلْكِ، وَإنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا: جَزِعَ (3) مِنَ المَوْتِ! هَيْهَاتَ (4) بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي (5) ! وَاللهِ لَاَبْنُ أَبي طَالِبٍ آنَسُ بالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْي أُمِّهِ، بَلِ انْدَمَجْتُ (6) عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَأَضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ (7) فِي الطَّوِيِّ (8) البَعِيدَةِ!
1. الآجِنُ: المتغير الطعم واللون، لا يستساغ، والاشارة إلى الخلافة.
2. إينَاعُها: نضجها وإدراك ثمرها.
3. جَزِعَ: خاف.
4. هَيْهات: بَعُدَ، والمراد نفي ما عساهم يظنون من جَزَعه من الموت عند سكوته.
5. بَعْدَ اللّتَيّا والتي: بعد الشدائد كبارها وصغارها.
6. اندَمَجْتُ: انطَوَيْتُ.
7. الارْشِيَة: جمع رِشاء بمعنى الحبل.
8. الطّوِيّ: جمع طويّة وهي البئر، والبئر البعيدة: العميقة.
1. الآجِنُ: المتغير الطعم واللون، لا يستساغ، والاشارة إلى الخلافة.

2. إينَاعُها: نضجها وإدراك ثمرها.

3. جَزِعَ: خاف.

4. هَيْهات: بَعُدَ، والمراد نفي ما عساهم يظنون من جَزَعه من الموت عند سكوته.

5. بَعْدَ اللّتَيّا والتي: بعد الشدائد كبارها وصغارها.

6. اندَمَجْتُ: انطَوَيْتُ.

7. الارْشِيَة: جمع رِشاء بمعنى الحبل.

8. الطّوِيّ: جمع طويّة وهي البئر، والبئر البعيدة: العميقة.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:42 PM

[ 6 ]
ومن كلام له عليه السلام
لمّا أشير عليه بألاّ يتبع طلحةَ والزبيرَ ولا يُرصدَ لهما القتال
وفيه يبين عن صفته بأنه عليه السلام لا يخدع:

وَاللهِ لاَأََكُونُ كالضَّبُعِ: تَنَامُ عَلى طُولِ اللَّدْمِ (1) ، حَتَّى يَصِلَ إِلَيْهَا طَالِبُهَا، وَيَخْتِلَهَا (2) رَاصِدُها (3) ، وَلكِنِّي أَضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إِلَى الْحَقِّ المُدْبِرَ عَنْهُ، وَبِالسَّامِعِ المُطِيعِ الْعَاصِيَ الْمُريبَ (4) أَبَداً، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي. فَوَاللهِ مَا زِلْتُ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّي، مُسْتَأْثَراً عَلَيَّ، مُنْذُ قَبَضَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَوْمِ النَّاسِ هذَا.
1. اللّدْم: صوت الحجر أوالعصا أوغيرهما، تضرب به الارض ضرباً غير شديد.
2. يَخْتِلها: يخدعها.
3. رَاصِدها: صائدها الذي يترقبها.
4. المُرِيب: الذي يكون في حال الشك والرّيْب.

1. اللّدْم: صوت الحجر أوالعصا أوغيرهما، تضرب به الارض ضرباً غير شديد.

2. يَخْتِلها: يخدعها.

3. رَاصِدها: صائدها الذي يترقبها.

4. المُرِيب: الذي يكون في حال الشك والرّيْب.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:43 PM

[ 7 ]
ومن خطبة له عليه السلام
يذم فيها أتباع الشيطان

اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لِأَمْرِهِمْ مِلاَكاً (1) ، وَاتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً (2) ، فَبَاضَ وَفَرَّخَ (3) فِي صُدُورِهِمْ، وَدَبَّ وَدَرَجَ (4) في حُجُورِهِمْ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ، وَنَطَقَ بِأَلسِنَتِهِمْ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ (5) ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ (6) ، فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ (7) الشَّيْطَانُ في سُلْطَانِهِ، وَنَطَقَ بِالبَاطِلِ عَلى لِسَانِهِ!
1. مِلاك الشيء ـ بكسر الميم وفتحها ـ : قوامه الذي يُمْلَكُ به.
2. الأشْراك: جمع شَرَكَ وهو ما يُصاد به، فكأنهم آلة الشيطان في الاضلال.
3. باضَ وفرّخَ: كناية عن تَوَطّنِهِ صدورهم وطولِ مُكْثِهِ فيها، لأن الطائر لايبيض إلاّ في عشّه، وفراخ الشيطان: وَسَاوِسُهُ.
4. دَبّ و دَرَجَ: تربى في حُجُورهم كما يُرَبى الطفل في حجرِ والديه.
5. الزّلَل: الغَلَط والخطأ.
6. الخَطَلُ: أقبح الخطأ.
7. شَرِكَهُ ـ كَعَلِمَهُ ـ : صار شريكاً له.
1. مِلاك الشيء ـ بكسر الميم وفتحها ـ : قوامه الذي يُمْلَكُ به.

2. الأشْراك: جمع شَرَكَ وهو ما يُصاد به، فكأنهم آلة الشيطان في الاضلال.

3. باضَ وفرّخَ: كناية عن تَوَطّنِهِ صدورهم وطولِ مُكْثِهِ فيها، لأن الطائر لايبيض إلاّ في عشّه، وفراخ الشيطان: وَسَاوِسُهُ.

4. دَبّ و دَرَجَ: تربى في حُجُورهم كما يُرَبى الطفل في حجرِ والديه.

5. الزّلَل: الغَلَط والخطأ.

6. الخَطَلُ: أقبح الخطأ.

7. شَرِكَهُ ـ كَعَلِمَهُ ـ : صار شريكاً له.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:43 PM

[ 8 ]
ومن كلام له عليه السلام
يعني به الزبير في حال اقتضت ذلك ويدعوه للدخول في البيعة ثانية

يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ بَايَعَ بِيَدِهِ، وَلَمْ يُبَايعْ بِقَلْبِهِ، فَقَدْ أَقَرَّ بِالبَيْعَةِ، وَادَّعَى الْوَلِيجَةَ (1) ، فَلْيَأْتِ عَلَيْهَا بِأَمْرٍ يُعْرَفُ، وَإِلاََّ فَلْيَدخُلْ فِيَمَا خَرَجَ مِنْهُ.
1. الوَليِجة: الدّخيلة وما يُضمر في القلب ويكتم.
1. الوَليِجة: الدّخيلة وما يُضمر في القلب ويكتم.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:44 PM

[ 9 ]
ومن كلام له عليه السلام
في صفته وصفة خصومه ويقال إنّها في أصحاب الجمل

وَقَدْ أَرْعَدُوا وَأَبْرَقُوا (1) ، وَمَعَ هذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ الْفَشَلُ (2) ، وَلَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى نُوقِعَ (3) ، وَلا نُسِيلُ حَتَّى نُمْطِرَ.
1. أرْعَدُوا وأبْرَقُوا: أوْعدُوا وتهَدّدُوا.
2. الفشل: الجُبْن والخور.
3. لسنا نُرعد حتى نُوقِع: لا نهدّد عدواً إلاّ بعد أن نوقع بعدُوٍّ آخر.
1. أرْعَدُوا وأبْرَقُوا: أوْعدُوا وتهَدّدُوا.

2. الفشل: الجُبْن والخور.

3. لسنا نُرعد حتى نُوقِع: لا نهدّد عدواً إلاّ بعد أن نوقع بعدُوٍّ آخر.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:45 PM

[ 10 ]
ومن خطبة له عليه السلام
يريد الشيطان أويكني به عن قوم
أَلاَ وإنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ جَمَعَ حِزْبَهُ وَاسْتَجْلَبَ خَيْلَهُ وَرَجِلَهُ (1) ، وإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتي: مَا لَبَّسْتُ عَلَى نَفْسِي (2) ، وَلاَ لُبِّسَ عَلَيَّ. وَايْمُ اللهِ لَأُفْرِطَنَّ (3) لَهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُهُ (4) ! لاَ يَصْدِرُونَ عَنْهُ (5) ، وَلاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ.
1. الرّجِلُ: جمع راجِل.
2. ما لَبّسْتُ على نفسي: ما أوقعتها في اللّبْس والابهام.
3. أفْرَطَ الحوْضَ: ملاه حتى فاض.
4. الماتِحُ: المُسْتَقي.
5. يُصْدِرون عنه: يعودون بعد الاستقاء.

ناريمان الشريف 09-24-2010 07:46 PM

[ 11 ]
ومن كلام له عليه السلام
لابنه محمّد بن الحنفية لمّا أعطاه الراية يوم الجمل

تَزُولُ الْجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ! عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ (1) . أََعِرِ (2) اللهَ جُمجُمَتَكَ، تِدْ (3) في الْأًَرْضِ قَدَمَكَ، إِرْمِ بِِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ (4) ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ.
1. النّاجِذُ: أقصى الضّرْس، وجمعه نواجذ، وإذا عَضّ الرجل على أسنانه اشتدّت حَمِيّتُهُ.
2. أعِرْ: أمر من أعار، أي ابذل جمجمتك لله تعالى كما يبذل المعير ماله للمستعير.
3. تِدْ قَدَمَكَ: ثَبّتْها، من وَتَدَ يَتِدُ.
4. غضّ النظر: كفّهُ، والمراد هنا: لا يَهُولَنّكَ منهم هائلٌ.
1. النّاجِذُ: أقصى الضّرْس، وجمعه نواجذ، وإذا عَضّ الرجل على أسنانه اشتدّت حَمِيّتُهُ.

2. أعِرْ: أمر من أعار، أي ابذل جمجمتك لله تعالى كما يبذل المعير ماله للمستعير.

3. تِدْ قَدَمَكَ: ثَبّتْها، من وَتَدَ يَتِدُ.

4. غضّ النظر: كفّهُ، والمراد هنا: لا يَهُولَنّكَ منهم هائلٌ.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:50 PM

[ 12 ]
ومن كلام له عليه السلام
لمّا أظفره الله تعالى بأصحاب الجمل وقد قال له بعض أصحابه:وددت أن أخي فلاناً
معك شاهداً ليرى ما نصرك الله به علىأعدائك

فَقَاَلَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَهَوَى (1) أَخِيكَ مَعَنَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدْ شَهِدَنَا، وَلَقَدْ شَهِدَنَا! فِي عَسْكَرِنَا هذَا أَقْوَامٌ في أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ، سَيَرْعَفُ بِهِمُ الزَّمَانُ، (2) ويَقْوَى بِهِمُ الْإِيمَانُ.
1. هوى أخيك: أي ميلُهُ ومحبته.
2. يَرْعُفُ بهم الزمان: يجود على غير انتظار كما يجود الانفُ بالرّعاف.
1. هوى أخيك: أي ميلُهُ ومحبته.

2. يَرْعُفُ بهم الزمان: يجود على غير انتظار كما يجود الانفُ بالرّعاف.



ناريمان الشريف 09-24-2010 07:52 PM

[ 13 ]
ومن كلام له عليه السلام
في ذم اهل البصرة و بعد وقعة الجمل

كُنْتُمْ جُنْدَ الْمَرْأَةِ، وَأَتْبَاعَ البَهِيمَةِ (1) ، رَغَا (2) فَأَجَبْتُم، وَعُقِرَ(3) فَهَرَبْتُمْ. أَخْلاَقُكُمْ دِقَاقٌ (4) ، وَعَهْدُكُمْ شِقَاقٌ، وَدِيْنُكُمْ نِفَاقٌ، وَمَاؤُكُمْ زُعَاقٌ (5) , المُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مُرْتَهَنٌ (6) بِذَنْبِهِ، وَالشَّاخِصُ عَنْكُمْ مُتَدَارَكٌ بِرَحْمَةٍ مِنْ رَبِّهِ. كَأَنِّي بِمَسْجِدكُمْ كَجُؤْجُؤِ سَفِينَةٍ (7) ، قَدْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْها العَذَابَ مِنْ فَوْقِها وَمِنْ تَحتِها، وَغَرِقَ مَنْ فِي ضِمْنِها. وفي رواية: وَأَيْمُ اللهِ لَتَغْرَقَنَّ بَلْدَتُكُمْ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مَسْجِدِهَا كَجُؤْجُؤِ سَفِينَةٍ، أَوْ نَعَامَةٍ جَاثِمَةٍ (8) . وفي رواية: كَجُؤْجُؤِ طَيْرٍ في لُجَّةِ بَحْرٍ (9) . وفي رواية أخرى: بِلادِكُمْ أَنْتَنُ(10) بِلَادِ اللهِ تُرْبَةً: أَقْرَبُهَا مِنَ الْمَاءِ وَ أَبْعَدُهَا مِنَ السَّمَاءِ وَبِهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَرِّ الْمُحْتَبَسُ فِيهَا بِذَنْبِهِ وَالْخَارِجُ بِعَفْوِ اللهِ. كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَي قَرْيَتِكُمْ هَذِهِ قَدْ طَبَّقَهَا الْمَاءَ, حَتَّي مَا يُرَي مِنْهَا إِلَّا شُرَفُ الْمَسْجِدِ (11) كَأَنَّهُ جُؤْجُؤُ طَيْرٍ فِي لُجَّةِ بَحْرٍ!
1. أتْباع البهيمة: يريد بالبهيمة الجمل، وقصته مشهورة.
2. رَغَا الجملُ: أطلق رُغاءه، وهو صوته المعروف.
3. عُقِر الجملُ: جرح أو ضربت قوائمه، أوذبح.
4. أخْلاقكم دِقاقٌ: دنيئة.
5. زُعاق: مالح.
6. مُرْتَهَنٌ: من الارتهان والرهن، والمراد: مؤاخذ.
7. جُؤْجُؤُ السفينةِ:صدرُها، وأصل الجُؤجُؤ: عَظْمُ الصدرِ.
8.جاثمةٌ : واقعة علي صدرها .
9.لُجَّةُ البحر ـ وجمعها لُجَجٌ ـ : مَوْجُهُ.
10. أنْتَنُ: أقْذَرُ و أوسخ.
11. شُرَفُ المسجد: جمع شُرْفة و هي أعلي مكان فيه .
1. أتْباع البهيمة: يريد بالبهيمة الجمل، وقصته مشهورة.

2. رَغَا الجملُ: أطلق رُغاءه، وهو صوته المعروف.

3. عُقِر الجملُ: جرح أو ضربت قوائمه، أوذبح.

4. أخْلاقكم دِقاقٌ: دنيئة.

5. زُعاق: مالح.

6. مُرْتَهَنٌ: من الارتهان والرهن، والمراد: مؤاخذ.

7. جُؤْجُؤُ السفينةِ:صدرُها، وأصل الجُؤجُؤ: عَظْمُ الصدرِ.

8.جاثمةٌ : واقعة علي صدرها .

9.لُجَّةُ البحر ـ وجمعها لُجَجٌ ـ : مَوْجُهُ.

10. أنْتَنُ: أقْذَرُ و أوسخ.

11. شُرَفُ المسجد: جمع شُرْفة و هي أعلي مكان فيه.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:52 PM

[ 14 ]
ومن كلام له عليه السلام
في مثل ذلك

أَرْضُكُمْ قَرِيبَةٌ مِنَ المَاءِ، بَعِيدَةٌ مِنَ السَّماءِ، خَفَّتْ عُقُولُكُمْ، وَسَفِهَتْ حُلُومُكُمْ (1) ، فَأَنْتُمْ غَرَضٌ (2) لِنَابِلٍ (3) ، وَأُكْلَةٌ لِآكِلٍ، وَفَرِيسَةٌ لِصائِلِ (4) .
1. سَفِهَت حلومُكُم: سَفِهَتْ: صارتْ سَفِيهة، بها خِفّة وطيش، وحُلُومُكم: جمع حِلْم وهو العقل، فهي كالعبارة قبلها: خَفّت عقولكم.
2. الغَرَض: ما يُنْصَبُ ليرمى بالسهام.
3. النّابِلُ: الضارب بالنّبْلِ.
4. أي لصائدٍ يصول في طلب فريسته.
1. سَفِهَت حلومُكُم: سَفِهَتْ: صارتْ سَفِيهة، بها خِفّة وطيش، وحُلُومُكم: جمع حِلْم وهو العقل، فهي كالعبارة قبلها: خَفّت عقولكم.

2. الغَرَض: ما يُنْصَبُ ليرمى بالسهام.

3. النّابِلُ: الضارب بالنّبْلِ.

4. أي لصائدٍ يصول في طلب فريسته.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:53 PM

[ 15 ]
ومن كلام له عليه السلام
فيما ردّه على المسلمين من قطائع عثمان (1)

وَاللهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ، وَمُلِكَ بِهِ الْإِمَاءُ، لَرَدَدْتُهُ; فَإِنَّ في الْعَدْلِ سَعَةً. وَمَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ، فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضيَقُ!
1. قَطائِعُ عثمان: ما منحه للناس من الاراضي، وكان الاصل فيها أن تنفق غلتها على أبناء السبيل وأشباههم كقطائعه لمعاوية ومروان.


ناريمان الشريف 09-24-2010 07:59 PM

[ 16 ]
من كلام له عليه السلام
لمّا بويع بالمدينة وفيها يخبر الناس بعلمه بما تؤول إليه أحوالهم وفيها يقسمهم إلى أقسام:

ذِمَّتي (1) بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ (2) وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (3) . إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ العِبَرُ (4) عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ المَثُلاتِ (5) ، حَجَزَتْهُ (6) التَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ (7) . أَلاَ وَإِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا (8) يَوْمَ بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ (9) بَلْبَلَةً، وَلَتُغَرْبَلُنَّ (10) غَرْبَلَةً، وَلَتُسَاطُنَّ (11) سَوْطَ الْقِدْرِ(12) ، حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلاَكُمْ، وَأَعْلاَكُمْ أَسْفَلَكُمْ، وَلَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا، وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا. وَاللهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً (13) ، وَلا كَذَبْتُ كِذْبَةً، وَلَقَدْ نُبِّئْتُ بِهذَا الْمَقَامِ وَهذَا الْيَوْمِ. أَلاَ وَإِنَّ الْخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ (14) حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُها، وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا (15) ، فَتَقَحَّمَتْ (16) بِهِمْ في النَّار. أَلاَ وَإِنَّ التَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ (17) ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا، وَأُعْطُوا أَزِمَّتَها، فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ. حَقٌّ وَبَاطِلٌ، وَلِكُلٍّ أَهْلٌ، فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ، وَلَئِنْ قَلَّ الْحقُّ فَلَرُبَّمَا وَلَعَلَّ، وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيءٌ فَأَقْبَلَ!
قال السيد الشريف: وأقول: إنّ في هذا الكلام الأدنى من مواقع الإحسان ما لاتبلغه مواقع الاستحسان، وإنّ حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به. وفيه ـ مع الحال التي وصفنا ـ زوائد من الفصاحة لا يقوم بها لسان، ولا يَطَّلع فَجها إنسان (18) ، ولا يعرف ما أقول إلاّ من ضرب في هذه الصناعة بحق، وجرى فيها على عرق (19) ، (وَمَا يَعْقِلُهَا إلاّ العَالمِونَ).
ومن هذه الخطبة وفيها يقسّم الناس إلى ثلاثة أصناف
شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَهُ! سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا، وَطَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا، وَمُقَصِّرٌ في النَّارِ هَوَى. اَلْيَمِينُ وَالشِّمالُ مَضَلَّةٌ، وَالطَّرِيقُ الوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ (20) ، عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَآثَارُ النُّبُوَّةِ، وَمِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ، وَإلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ. هَلَكَ مَنِ ادَّعى، وَخَابَ مَنِ افْتَرَى. مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ. وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّ يَعْرِفَ قَدْرَهُ. لاَيَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ (21) أَصْلٍ، وَلاَ يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ. فَاسْتَتِرُوا فِي بِبُيُوتِكُمْ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ، وَلاَ يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَلُمْ لاَئِمٌ إِلاَّ نَفْسَهُ.
1. الذّمّة: العهد.
2. رهينة: مرهونة، من الرهن.
3. الزعيم: الكفيل، يريد أنه ضامن لصدق ما يقول.
4. العِبَر ـ بكسر ففتح ـ : جمع عِبرة، بمعنى الموعظة.
5. المَثُلاَتُ: العُقوبات.
6. حَجَزَتْهُ: مَنَعَتْهُ.
7. تَقَحُّمُ الشّبُهَات: التّرَدّي فيها.
8. عادت كهيئتها: رجعت إلى حالها الأُولى.
9. لَتُبَلْبَلُنّ: لَتُخْلَطُنّ، ومنه «تَبَلْبَلَتِ الألسُنُ»: اختلطت.
10. لَتُغَرْبَلُنّ: لتُمَيَّزُنّ كما يميّز الدقيق عند الغربلة من نُخالته.
11. لَتُسَاطُنّ: من السّوط، وهو أن تجعل شيئين في الاناء وتضربهما بيديك حتى يختلطا.
12. سَوْط القِدْر: أي كما تختلط الابْزَارُ ونحوها في القدر عند غليانه فينقلب أعلاها أسفلها وأسفلها أعلاها، وكل ذلك حكاية عما يؤولون إليه من الاختلاف، وتقطع الأرحام، وفساد النظام.
13. الوَشْمَةُ: الكلمة.
14. الشُمُسُ: جمع شَمُوس وهي من «شَمَسَ» كنصر أي منع ظهره أن يُرْكَبَ.
15. لُجُمُها: جمع لِجام، وهو عنان الدّابة الذي تُلجم به.
16. تقحمت بهم في النار: أردتهم فيها.
17. الذُلُل: جمع ذَلول، وهي المُرَوّضَةُ الطائعة.
18. لا يَطّلع فَجَّهَا: من قولهم اطّلَعَ الأرض أي بلغها. والفجّ: الطريق الواسع بين جَبَلَيْنِ.
19. العِرْق: الأصل.
20. الجادّة: الطريق.
21. السِّنْخُ: المثبّت، يقال: ثبتت السنّ في سِنْخِها: أي منبتها.
1. الذّمّة: العهد.

2. رهينة: مرهونة، من الرهن.

3. الزعيم: الكفيل، يريد أنه ضامن لصدق ما يقول.

4. العِبَر ـ بكسر ففتح ـ : جمع عِبرة، بمعنى الموعظة.

5. المَثُلاَتُ: العُقوبات.

6. حَجَزَتْهُ: مَنَعَتْهُ.

7. تَقَحُّمُ الشّبُهَات: التّرَدّي فيها.

8. عادت كهيئتها: رجعت إلى حالها الأُولى.

9. لَتُبَلْبَلُنّ: لَتُخْلَطُنّ، ومنه «تَبَلْبَلَتِ الألسُنُ»: اختلطت.

10. لَتُغَرْبَلُنّ: لتُمَيَّزُنّ كما يميّز الدقيق عند الغربلة من نُخالته.

11. لَتُسَاطُنّ: من السّوط، وهو أن تجعل شيئين في الاناء وتضربهما بيديك حتى يختلطا.

12. سَوْط القِدْر: أي كما تختلط الابْزَارُ ونحوها في القدر عند غليانه فينقلب أعلاها أسفلها وأسفلها أعلاها، وكل ذلك حكاية عما يؤولون إليه من الاختلاف، وتقطع الأرحام، وفساد النظام.

13. الوَشْمَةُ: الكلمة.

14. الشُمُسُ: جمع شَمُوس وهي من «شَمَسَ» كنصر أي منع ظهره أن يُرْكَبَ.

15. لُجُمُها: جمع لِجام، وهو عنان الدّابة الذي تُلجم به.

16. تقحمت بهم في النار: أردتهم فيها.

17. الذُلُل: جمع ذَلول، وهي المُرَوّضَةُ الطائعة.

18. لا يَطّلع فَجَّهَا: من قولهم اطّلَعَ الأرض أي بلغها. والفجّ: الطريق الواسع بين جَبَلَيْنِ.

19. العِرْق: الأصل.

20. الجادّة: الطريق.

21. السِّنْخُ: المثبّت، يقال: ثبتت السنّ في سِنْخِها: أي منبتها.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:02 PM

[ 17 ]
ومن كلام له عليه السلام
في صفة من يتصدّى للحكم بين الْأُمة وليس لذلك بأَهل
وفيها: أبغض الخلائق إلي الله صنفان

الصنف الأول : إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلائِقِ إِلَى اللهِ رَجُلانِ: رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ (1) ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ (2) ، مَشْغُوفٌ (3) بِكَلاَمِ بِدْعَةٍ (4) ، وَدُعَاءِ ضَلاَلَةٍ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ (5) . الصنف الثاني : وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً (6) ، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الْأُمَّةِ (7) ، عَادٍ (8) في أَغْبَاشِ (9) الْفِتْنَةِ، عِمٍ (10) بِمَا في عَقْدِ الْهُدْنَةِ (11) ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَ لَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ (12) ، وَاكْتَثَرَ (13) مِن غَيْرِ طَائِلٍ (14) ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ (15) مَا الْتَبَسَ عَلَى غيْرِهِ (16) ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً (17) رَثّاً (18) مِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ. جَاهِلٌ خَبَّاطُ (19) جَهلات، عَاشٍ (20) رَكَّابُ عَشَوَاتٍ (21) ، لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ. يُذْرِو (22) الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الهَشِيمَ (23) ، لاَ مَلِيٌّ (24) ـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ أَهْلٌ لِمَا قُرْظَ بِهِ (25) ، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ (26) لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ، وَتَعَجُّ مِنْهُ المَوَارِيثُ (27) . إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالاً، وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً، لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ (28) مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ (29) بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ المَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ المُنكَرِ!
1. وكله الله إلى نفسه: تركه ونفسَهُ.
2. جَائرٌ عن قصد السبيل ـ هنا ـ : عادل عن جادّتهِ.
3. المشغوف بشيء: المولع به حتى بلغ حبه شغاف قلبه، وهو غلافه.
4. كلام البِدْعة: ما اخترعته الاهواء ولم يعتمد على ركن من الحق ركين.
5. رَهْنٌ بخطيئته: لا مخرج له منها.
6. قَمَشَ جهلاً: جمعه، وأصل القَمْش: جمع المتفرق.
7. (مُوضِعٌ في جُهّالِ الامّة): مسرع فيها بالغش والتغرير، أوضع البعير: أسرع، وأوضعه راكبه فهو مُوضِعٌ به أي مسرع به.
8. عادٍ : جار بسرعة، من عَدَا يَعْدُو اذا جري.
9. أغباش: جمع غَبَش بالتحريك، وأغباش الليل: بقايا ظلمته.
10. عَمٍ: وصف من العمى، والمراد: جاهل.
11. عَقْدُ الهُدنة: الاتفاق على الصلح والمسالمة بين الناس.
12. الماءُ الآجِنُ: الفاسد المتغير اللون والطعم.
13. اكْتَثَرَ : اسْتَكْثَرَ.
14. غير طائل: دونٌ، خسيسٌ.
15. التخليص: التبيين.
16. التبسَ على غيره: اشتَبَهَ عليه.
17. الحَشْوُ: الزائد الذي لا فائدة فيه.
18. الرّثّ: الخَلَقُ البالي، ضد الجديد.
19. خَبّاط: صيغة المبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير هدى.
20. عاش: خابط في الظلام.
21. العَشَوَات: جمع عَشوَة ـ مثلثة الاول ـ وهي ركوب الامر على غير هدى.
22. يَذْرُو : ينثر، و هو أفصح من يُذْرِي إذراءً. قال الله تعالي (فأصبح هَشيماً تَذْرُوهُ الرّياح).
23. الهَشِيمُ: ما يَبِسَ من النّبْتِ وتهشّمَ وَتَفَتّتَ.
24. المَلِيّ بالشيء: القَيّمُ به الذي يجيد القيام عليه.
25.ولا أهل لما قُرّظَ به :مُدح, و هذه رواية ابن قتيبه و هي أنسب بالسياق من الرواية المشهورة.
26. اكتتم به: فوّض إليه: كتمه وستره لما يعلم من جهل نفسه.
27. العَجّ: رفع الصوت، وعجّ المواريث هنا: تمثيل لحدّةِ الظلم وشدّة الجَوْر.
28. أبْوَرُ: من بَارَتِ السّلْعة: كَسَدَتْ.
29. أنْفَقُ: من النّفاق ـ بالفتح ـ وهو الرّواج.

1. وكله الله إلى نفسه: تركه ونفسَهُ.

2. جَائرٌ عن قصد السبيل ـ هنا ـ : عادل عن جادّتهِ.

3. المشغوف بشيء: المولع به حتى بلغ حبه شغاف قلبه، وهو غلافه.

4. كلام البِدْعة: ما اخترعته الاهواء ولم يعتمد على ركن من الحق ركين.

5. رَهْنٌ بخطيئته: لا مخرج له منها.

6. قَمَشَ جهلاً: جمعه، وأصل القَمْش: جمع المتفرق.

7. (مُوضِعٌ في جُهّالِ الامّة): مسرع فيها بالغش والتغرير، أوضع البعير: أسرع، وأوضعه راكبه فهو مُوضِعٌ به أي مسرع به.

8. عادٍ : جار بسرعة، من عَدَا يَعْدُو اذا جري.

9. أغباش: جمع غَبَش بالتحريك، وأغباش الليل: بقايا ظلمته.

10. عَمٍ: وصف من العمى، والمراد: جاهل.

11. عَقْدُ الهُدنة: الاتفاق على الصلح والمسالمة بين الناس.

12. الماءُ الآجِنُ: الفاسد المتغير اللون والطعم.

13. اكْتَثَرَ : اسْتَكْثَرَ.

14. غير طائل: دونٌ، خسيسٌ.

15. التخليص: التبيين.

16. التبسَ على غيره: اشتَبَهَ عليه.

17. الحَشْوُ: الزائد الذي لا فائدة فيه.

18. الرّثّ: الخَلَقُ البالي، ضد الجديد.

19. خَبّاط: صيغة المبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير هدى.

20. عاش: خابط في الظلام.

21. العَشَوَات: جمع عَشوَة ـ مثلثة الاول ـ وهي ركوب الامر على غير هدى.

22. يَذْرُو : ينثر، و هو أفصح من يُذْرِي إذراءً. قال الله تعالي (فأصبح هَشيماً تَذْرُوهُ الرّياح).

23. الهَشِيمُ: ما يَبِسَ من النّبْتِ وتهشّمَ وَتَفَتّتَ.

24. المَلِيّ بالشيء: القَيّمُ به الذي يجيد القيام عليه.

25.ولا أهل لما قُرّظَ به :مُدح, و هذه رواية ابن قتيبه و هي أنسب بالسياق من الرواية المشهورة.

26. اكتتم به: فوّض إليه: كتمه وستره لما يعلم من جهل نفسه.

27. العَجّ: رفع الصوت، وعجّ المواريث هنا: تمثيل لحدّةِ الظلم وشدّة الجَوْر.

28. أبْوَرُ: من بَارَتِ السّلْعة: كَسَدَتْ.

29. أنْفَقُ: من النّفاق ـ بالفتح ـ وهو الرّواج.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:03 PM

18 ]
ومن كلام له عليه السلام
في ذمّ اختلاف العلماءِ في الفتيا
وفيه يذم أهل الرأي ويكل أمر الحكم في أمور الدين للقرآن
ذم اهل الرأي

تَرِدُ عَلَى أحَدِهِمُ القَضِيَّةُ في حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِرَأْيِهِ، ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ القَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلَى غَيْرِهِ فَيَحْكُمُ فِيها بِخِلافِ قَوْلِهِ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ الْقُضَاةُ بِذلِكَ عِنْدَ الِْإمَامِهِم الَّذِي اسْتَقْضَاهُم (1) ، فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِيعاً- وَإِلهُهُمْ وَاحِدٌ! وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ! وَكِتَابُهُمْ وَاحِدٌ! أَفَأَمَرَهُمُ اللهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ بِالِْاخْتلاَفِ فَأَطَاعُوهُ! أَمْ نَهَاهُمْ عَنْهُ فَعَصَوْهُ!
الحكم القرآن أَمْ أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِيناً نَاقِصاً فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى إِتْمَامِهِ! أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ لَهُ فَلَهُمْ أَنْ يَقُولُوا وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْضِى؟ أَمْ أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِيناً تَامًّا فَقَصَّرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنْ تَبْلِيغِهِ وَأَدَائِهِ وَاللهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (مَا فَرَّطْنَا في الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) وَفِيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، وَذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ بَعْضَهُ بَعْضاً، وَأَنَّهُ لاَ اخْتِلافَ فِيهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً). وَإِنَّ الْقُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ
(2) ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلاَتَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ.

1. الامام الذي استقضاهم: الخليفة الذي ولاّهم القضاء.
2. أنيق: حسن مُعْجِبٌ (بأنواع البيان)، وآنقني الشيء: أعجبني.

1. الامام الذي استقضاهم: الخليفة الذي ولاّهم القضاء.

2. أنيق: حسن مُعْجِبٌ (بأنواع البيان)، وآنقني الشيء: أعجبني.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:05 PM

[ 19]
ومن خطبة له عليه السلام
وفيه ينفر من الغفلة وينبه إلى الفرار لله

فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ (1) ، وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَلكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا، وَقَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الْحِجَابُ! وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَبِحَقٍّ أَقَولُ لَكُمْ: لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ (2) ، وَزُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ، وَمَا يُبَلِّغُ عَنِ اللهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّماءِ (3) إِلاَّ البَشَرُ .
1.الوَهَلُ: الخوف والفزع، من وَهِلَ يَوْهَلُ.
2. جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ: انتصبت لتنبهكم جهراً وصرحت لكم بعواقب أُموركم، والعِبر جمع عِبْرَة، والعِبرة: الموعظة.
3. رُسُلُ السماء: الملائكة.
1.الوَهَلُ: الخوف والفزع، من وَهِلَ يَوْهَلُ.

2. جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ: انتصبت لتنبهكم جهراً وصرحت لكم بعواقب أُموركم، والعِبر جمع عِبْرَة، والعِبرة: الموعظة.

3. رُسُلُ السماء: الملائكة.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:07 PM

[ 20 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وهي كلمة جامعة للعظة والحكمة
فإِنَّ الغَايَةَ أَمَامَكُمْ، وَإِنَّ وَرَاءَكُمُ السَّاعَةَ (1) تَحْدُوكُمْ، (2) تَخَفَّفُوا (3) تَلْحَقوا، فَإنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ. قال السيد الشريف : أقول: إنّ هذا الكلام لو وزن بعد كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وآله بكل كلام لمال به راجحاً، وبرّز عليه سابقاً. فأما قوله عليه السلام: «تخففوا تلحقوا»، فما سمع كلام أقل منه مسموعاً ولا أكثر منه محصولاً، وما أبعد غورها من كلمة! وأنقع (4) نطفتها (5) من حكمة! وقد نبهنا في كتاب «الخصائص» على عظم قدرها وشرف جوهرها.
1. الساعة: يوم القيامة.
2. تحدوكم: تَسُوقكم إلى ما تسيرون عليه.
3. تَخَفّفَوا: المراد هنا التخففُ من أوزار الشهوات.
4. أنْقَع: من قولهم: «الماء ناقع ونقيع» أي ناجع، أي إطفاء العطش.
5. النُّطْفة: الماء الصافي.
1. الساعة: يوم القيامة.

2. تحدوكم: تَسُوقكم إلى ما تسيرون عليه.

3. تَخَفّفَوا: المراد هنا التخففُ من أوزار الشهوات.

4. أنْقَع: من قولهم: «الماء ناقع ونقيع» أي ناجع، أي إطفاء العطش.

5. النُّطْفة: الماء الصافي.

ناريمان الشريف 09-24-2010 08:08 PM

[ 21 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وتشتمل على تهذيب الفقراء بالزهد وتأديب الاغنياء بالشفقة
تهذيب الفقراء

أمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ كَقَطَرَاتِ الْمَطَرِ إِلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، فإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ لِأَخِيهِ غَفِيرَةً (1) في أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَلاَ تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً، فَإِنَّ المَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ فَيَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ، وَيُغْرَى بهَا لِئَامُ النَّاسِ، كانَ كَالْفَالِجِ (2) اليَاسِرِ (3) الَّذِي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَيُرْفَعُ بَهَا عَنْهُ المَغْرَمُ. وَكَذْلِكَ الْمَرْءُ المُسْلِمُ البَرِيءُ مِنَ الْخِيَانَةِ يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ: إِمَّا دَاعِيَ اللهِ فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ، وَإِمَّا رِزْقَ اللهِ فَإِذَا هُوَ ذُوأَهْلٍ وَمَالٍ، وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ. إِنَّ المَالَ وَالْبَنِينَ حَرْثُ الدُّنْيَا، وَالعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الاْخِرَةِ، وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا اللهُ لاَِقْوَام، فَاحْذَرُوا مِنَ اللهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتُ بَتَعْذِير (4) ، وَاعْمَلُوا في غَيْرِ رِيَاء وَلاَ سُمْعَة; فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ يَكِلْهُ اللهُ (5) إِلَى مَنْ عَمِلَ لَهُ. نَسْأَلُ اللهَ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَمُعَايَشَةَ السُّعَدَاءِ، وَمُرَافَقَةَ الاَْنْبِيَاءِ.

تأديب الاغنياء
أَيُّهَا النّاسُ، إِنَّهُ لاَ يَسْتَغْنِي الرَّجُلُ ـ وَإِنْ كَانَ ذَا مَال ـ عَنْ عَشِيرَتِهِ، وَدِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلسِنَتِهمْ، وَهُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَيْطَةً (6) مِنْ وَرَائِهِ وَأَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ (7) ، وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ عِنْدَ نَازِلَة إنْ نَزَلَتْ بِهِ. وَلِسَانُ الصِّدْقِ (8) يَجْعَلُهُ اللهُ لِلْمَرْءِ في النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ المَالِ: يُورِثُهُ غيرَهُ. و منها : أَلاَ لاَيَعْدِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ القَرَابِةِ يَرَى بِهَا الخَصَاصَةَ (9) أنْ يَسُدَّهَا بِالَّذِي لايَزِيدُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَلاَ يَنْقُصُهُ إِنْ أَهْلَكَهُ (10) ، وَمَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ، فَإِنَّمَا تُقْبَضُ مِنْهُ عَنْهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ، وَتُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَيْد كَثِيرَةٌ; وَمَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ المَوَدَّةَ.
قال السيد الشريف : أقول: الغفيرة ها هنا الزيادة والكثرة من قولهم للجمع الكثير : الجم الغفير. و يروي « عِفْوة من أهل أو مال » والعِفْوة: الخيار من الشيء يقال: أكلت عِفْوةَ الطعام أي خياره. وما أحسن المعنى الذي أراده عليه السلام بقوله: «ومن يقبض يده عن عشيرته...» إلى تمام الكلام، فإن الممسك خيره عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة; فإذا احتاج إلى نصرتهم، واضطر إلى مرافدتهم (11) ، قعدوا عن نصره، وتثاقلوا عن صوته، فمنع ترافد الأيدي الكثيرة، وتناهض الأقدام الجمة.
1. غفيرة: زيادة وكثرة.
2. الفالج: الظافر، فَلَجَ يَفْلُجُ ـ كنصر ينصر ـ : ظفر وفاز، ومنه المثل: «من يأتِ الحكم وحده يَفْلُجُ».
3. الياسر: الذي يلعب بقِداح المسير أي: المقامر، وفي الكلام تقديم وتأخير، ونَسَقُهُ: كالياسر الفالج، كقوله تعالى: (وغرابيب سُود)، وحَسّنَهُ أن اللفظتين صفتان، وإن كانت إحداهما إنّما تأتي بعد الاخرى إذا صاحبتها.
4. التعذير ـ مصدر عذّرَ تَعْذيراً ـ : لم يثبُتْ له عُذْر.
5. يَكِلُه الله: يتركه، من وَكَلَ يَكِلُ: مثل وزن يزن.
6. حَيْطة ـ كبيعة ـ : رعاية وكلاءة.
7. الشَعَث ـ بالتحريك ـ : التفرق والانتشار.
8. لسان الصدق: حُسْنُ الذكر بالحق.
9. الخَصَاصة: الفقروالحاجة الشديدة، وهي مصدر خَصّ الرجل ـ من باب عَلِمَ ـ خَصَاصاً وخَصَاصة، وخصاصاء ـ بفتح الخاء في الجميع ـ إذا احتاج وافتقر، قال تعالى: (ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصةٌ)
10. أهلك المالَ: بِذَلَهُ.
11. المُرافَدَةُ: المُعاوَنَة
1. غفيرة: زيادة وكثرة.

2. الفالج: الظافر، فَلَجَ يَفْلُجُ ـ كنصر ينصر ـ : ظفر وفاز، ومنه المثل: «من يأتِ الحكم وحده يَفْلُجُ».

3. الياسر: الذي يلعب بقِداح المسير أي: المقامر، وفي الكلام تقديم وتأخير، ونَسَقُهُ: كالياسر الفالج، كقوله تعالى: (وغرابيب سُود)، وحَسّنَهُ أن اللفظتين صفتان، وإن كانت إحداهما إنّما تأتي بعد الاخرى إذا صاحبتها.

4. التعذير ـ مصدر عذّرَ تَعْذيراً ـ : لم يثبُتْ له عُذْر.

5. يَكِلُه الله: يتركه، من وَكَلَ يَكِلُ: مثل وزن يزن. (5)

6. حَيْطة ـ كبيعة ـ : رعاية وكلاءة.

7. الشَعَث ـ بالتحريك ـ : التفرق والانتشار. (7)

8. لسان الصدق: حُسْنُ الذكر بالحق.

9. الخَصَاصة: الفقروالحاجة الشديدة، وهي مصدر خَصّ الرجل ـ من باب عَلِمَ ـ خَصَاصاً وخَصَاصة، وخصاصاء ـ بفتح الخاء في الجميع ـ إذا احتاج وافتقر، قال تعالى: (ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصةٌ).

10. أهلك المالَ: بِذَلَهُ.

11. المُرافَدَةُ: المُعاوَنَة

ناريمان الشريف 09-24-2010 08:10 PM

[ 22 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وهي كلمة جامعة له فيها تسويغ قتال المخالف، والدعوة إلى طاعة الله، والترقي فيها لضمان الفوز

وَلَعَمْرِي مَا عَلَيَّ مِنْ قِتَالِ مَنْ خَالَفَ الحَقَّ، وَخَابَطَ الغَيَّ (1) ، مِنْ إِدْهَانٍ (2) وَلاَ إِيهَانٍ (3) . فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَفِرُّوا إِلَى اللهِ مِنَ اللهِ (4) ، وَامْضُوا في الَّذِي نَهَجَهُ لَكُمْ (5) ، وَقُومُوا بِمَا عَصَبَهُ بِكُمْ (6) ، فَعَلِيٌّ ضَامِنٌ لِفَلْجِكُمْ (7) آجِلاً، إِنْ لَمْ تُمنَحُوهُ عَاجِلاً.
1. خابَطَ الغَيَّ: صارع الفساد، وأصل الخبْظ: السير في الطلام، وهذا التعبير أشد مبالغة من خَبَطَ في الغي، إذ جعله والغي متخابطَيْن يخبظ أحدهما في الاخر.
2. الادْهانُ: المنافَقَةُ والمصانَعَةُ، ولا تخلو من مخالفة الباطن للظاهر.
3. الايهان: مصدر أوْهَنْتُهُ، بمعنى أضعَفْته.
4. فِرّوا إلى الله من الله: اهربوا إلى رحمة الله من عذابه.
5. نَهَجَهُ لكم: أوْضَحَهُ وبَيّنَه.
6. عَصَبَهُ بكم ـ من باب ضرب ربطه بكم ـ أي: كلّفكم به، وألزمكم أداءه.
7. فَلْجكم: ظَفَركم وفَوْزكم.
1. خابَطَ الغَيَّ: صارع الفساد، وأصل الخبْظ: السير في الطلام، وهذا التعبير أشد مبالغة من خَبَطَ في الغي، إذ جعله والغي متخابطَيْن يخبظ أحدهما في الاخر.

2. الادْهانُ: المنافَقَةُ والمصانَعَةُ، ولا تخلو من مخالفة الباطن للظاهر.

3. الايهان: مصدر أوْهَنْتُهُ، بمعنى أضعَفْته.

4. فِرّوا إلى الله من الله: اهربوا إلى رحمة الله من عذابه.

5. نَهَجَهُ لكم: أوْضَحَهُ وبَيّنَه.

6. عَصَبَهُ بكم ـ من باب ضرب ربطه بكم ـ أي: كلّفكم به، وألزمكم أداءه.

7. فَلْجكم: ظَفَركم وفَوْزكم.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:11 PM

[ 23 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وهو فصل من الخطبة التي أولها: «الحمد لله غير مقنوط من رحمته» وفيه أحد عشر تنبيهاً:

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ، وَآذَنَتْ (1) بِوَدَاعٍ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ، وَأَشْرَفَتْ بِاطِّلاَعٍ (2) ، أَلاَ وَإِنَّ الْيَوْمَ المِضْمارَ (3) ، وَغَداً السِّبَاقَ، وَالسَّبَقَةُ الْجَنَّةُ (4) ، وَالْغَايَةُ النَّارُ; أَفَلاَ تَائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ مَنِيَّتِهِ (5) ! أَلاَ عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ بُؤْسِهِ (6) ! أَلاَ وَإِنَّكُمْ في أَيَّامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ، فَمَنْ عَمِلَ في أَيَّامِ أَمَلهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ نَفَعَهُ عَمَلُهُ، وَلَمْ يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ; وَمَنْ قَصَّرَ في أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ، فَقَدْ خَسِرَ عَمَلَهُ، وَضَرَّهُ أَجَلُهُ، أَلاَ فَاعْمَلُوا فِي الرَّغْبَةِ كَمَا تَعْمَلُونَ فِي الرَّهْبَةِ (7) ، أَلاَ وَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَلاَ كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، أَلاَ وَإنَّهُ مَنْ لاَيَنْفَعُهُ الْحَقُّ يَضُرُّهُ البَاطِلُ، وَمَنْ لايَسْتَقِيمُ بِهِ الْهُدَى يَجُرُّ بِهِ الضَّلاَلُ إِلَى الرَّدَىْ، أَلاَ وَإِنَّكُمْ قَد أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ (8) ، وَدُلِلْتُمْ عَلى الزَّادَ. وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُمُ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ، تَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا مَا تَحْرُزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ (9) غَداً. قال السيد الشريف -رضي الله عنه- وأقول: إنّهُ لو كان كلامٌ يأخذ بالأعناق إلى الزهد في الدنيا، ويضطر إلى عمل الآخرة لكان هذا الكلام، وكفى به قاطعاً لعلائق الآمال، وقادحاً زناد الاتعاظ والازدجار. ومِن أعجبه قوله عليه السلام: «ألا وَإنّ اليَوْمَ المِضْمارَ وَغَداً السِّبَاقَ، وَالسّبَقَةُ الجَنّة وَالغَايَة النّار» فإن فيه ـ مع فخامة اللفظ، وعظم قدر المعنى، وصادق التمثيل، وواقع التشبيه ـ سرّاً عجيباً، ومعنى لطيفاً، وهو قوله عليه السلام: «والسَبَقَة الجَنّة، وَالغَايَة النّار»، فخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين، ولم يقل: «السّبَقَة النّار» كما قال: «السّبَقَة الجَنّة»، لان الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوبٍ، وغرض مطلوبٍ، وهذه صفة الجنة، وليس هذا المعنى موجوداً في النار، نعوذ بالله منها! فلم يجز أن يقول: «والسّبَقَة النّار»، بل قال: «والغَايَة النّار»، لان الغاية قد ينتهي إليها من لا يسره الانتهاء إليها ومن يسره ذلك، فصَلح أن يعبر بها عن الأمرين معاً، فهي في هذا الموضع كالمصير والمآل، قال الله تعالي:( قُلْ تَمتَّعُوا فَإنَّ مَصِيرَكُم إلى النّارِ) ، ولا يجوز في هذا الموضع أن يقال: سبْقتكم _ بسكون الباء _ إلى النار، فتأمل ذلك، فباطنه عجيب، وغوره بعيد لطيف. وكذلك أكثر كلامه عليه السلام. و في بعض النسخ: وقد جاء في رواية أخرى: «والسُّبْقة الجنة» _ بضم السين _ والسبّقة عندهم اسم لما يجعل للسابق إذا سبق من مال أوعَرَض، والمعنيان متقاربان، لأن ذلك لا يكون جزاءً على فعل الأمر المذموم، وإنما يكون جزاءً على فعل الامر المحمود.
1. آذَنَتْ: أعْلَمَتْ.
2. أشَرَفَتْ باطّلاع: أقبلت علينا بغتةً.
3. المِضْمار: الموضع والزمن الذي تضمّر فيه الخيل، وتضمير الخيل أن تربط ويكثر علفها وماؤها حتى تسمن، ثم يُقلل علفها وماؤها وتجري في الميدان حتى تهزل، ثم تُرَدّ إلى القوت، والمدة أربعون يوماً، وقد يطلق التضمير على العمل الاول أوالثاني، وإطلاقه على الاول لانه مقدمة للثاني وإلاّ فحقيقة التضمير: إحداث الضمور وهو الهزال وخفة اللحم، وإنما يفعل ذلك بالخيل لتخف في الجري يوم السباق.
4. السَّبَقَة ـ بالتحريك ـ : الغاية التي يجب على السابق أن يصل إليها.
5. المنيّة: الموت والاجل.
6. البُؤس ـ بالضم ـ : اشتداد الحاجة، وسوء الحالة.
7. الرهبة ـ بالفتح ـ : هي مصدر رَهِبَ الرجل ـ من باب عَلمَ ـ رهباً بالفتح وبالتحريك وبالضم، ومعناه خاف.
8. الظعن ـ بالسكون والتحريك ـ : الرحيل عن الدنيا وفعْله كَقَطَعَ.
9. تحرزون انفسكم : تحفظونها من الهلاك الابدي.
1. آذَنَتْ: أعْلَمَتْ.

2. أشَرَفَتْ باطّلاع: أقبلت علينا بغتةً.

3. المِضْمار: الموضع والزمن الذي تضمّر فيه الخيل، وتضمير الخيل أن تربط ويكثر علفها وماؤها حتى تسمن، ثم يُقلل علفها وماؤها وتجري في الميدان حتى تهزل، ثم تُرَدّ إلى القوت، والمدة أربعون يوماً، وقد يطلق التضمير على العمل الاول أوالثاني، وإطلاقه على الاول لانه مقدمة للثاني وإلاّ فحقيقة التضمير: إحداث الضمور وهو الهزال وخفة اللحم، وإنما يفعل ذلك بالخيل لتخف في الجري يوم السباق

4. السَّبَقَة ـ بالتحريك ـ : الغاية التي يجب على السابق أن يصل إليها.

5. المنيّة: الموت والاجل.

6. البُؤس ـ بالضم ـ : اشتداد الحاجة، وسوء الحالة.

7. الرهبة ـ بالفتح ـ : هي مصدر رَهِبَ الرجل ـ من باب عَلمَ ـ رهباً بالفتح وبالتحريك وبالضم، ومعناه خاف.

8. الظعن ـ بالسكون والتحريك ـ : الرحيل عن الدنيا وفعْله كَقَطَعَ.

9. تحرزون انفسكم : تحفظونها من الهلاك الابدي.

ناريمان الشريف 09-24-2010 08:12 PM

[ 24 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وفيها يصف زمانه بالجور، ويقسم الناس فيه خمسة أصناف، ثم يزهد في الدنيا

معنى جور الزمان

أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا قَدْ أَصْبَحْنَا في دَهْر عَنُودٍ (1) ، وَزَمَن كَنُودٍ (2) ، يُعَدُّ فِيهِ الُمحْسِنُ مُسِيئاً، وَيَزْدَادُ الظَّالِمُ فِيهِ عُتُوّاً، لاَ نَنْتَفِعُ بِمَا عَلِمْنَا، وَلاَ نَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْنَا، وَلاَ نَتَخَوَّفُ قَارِعَةً (3) حَتَّى تَحُلَّ بِنَا.

أصناف المسيئين

فَالنَّاسُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَصْنَاف: مِنْهُمْ مَنْ لاَ يَمْنَعُهُ الفَسَادَ في الْأَرْضِ إِلاَّ مَهَانَةُ نَفْسِهِ، وَكَلاَلَةُ حَدِّهِ (4) ، وَنَضِيضُ وَفْرِهِ (5) . وَمِنْهُمُ الْمُصْلِتُ لِسَيْفِهِ، وَالْمُعْلِنُ بِشَرِّهِ، وَالْمُجْلِبُ بِخَيْلِهِ (6) وَرَجِلِهِ (7) ، قَدْ أَشْرَطَ نَفْسَهُ (8) ، وَأَوْبَقَ دِينَهُ (9) لِحُطَامٍ (10) يَنْتَهِزُهُ (11) ، أَوْ مِقْنَبٍ (12) يَقُودُهُ، أَوْ مِنْبَرٍ يَفْرَعُهُ (13) . وَلَبِئْسَ الْمَتْجَرُ أَنْ تَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِكَ ثَمَناً، وَمِمَّا لَكَ عِنْدَ اللهِ عِوَضاً! وَمِنْهُمْ مَنْ يَطلُبُ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ، وَلاَ يَطْلُبُ الآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيَا، قَدْ طَامَنَ (14) مِنْ شَخْصِهِ، وَقَارَبَ مِنْ خَطْوِهِ، وَشَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ، وَزَخْرَفَ مِنْ نَفْسِهِ لِلْأَمَانَةِ، وَاتَّخَذَ سِتْرَ اللهِ ذَرِيعَةً (15) إِلَى الْمَعْصِيَةِ. وَمِنْهُمْ مَنْ أَبْعَدَهُ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ ضُؤُولَةُ نَفْسِهِ (16) ، وَانْقِطَاعُ سَبَبِهِ، فَقَصَرَتْهُ الْحَالُ عَلَى حَالِهِ، فَتَحَلَّى بِاسْمِ الْقَنَاعَةِ، وَتَزَيَّنَ بِلِبَاسِ أَهْلِ الزَّهَادَةِ، وَلَيْسَ مِنْ ذلِكَ في مَرَاحٍ (17) وَلاَ مَغْدىً (18) . الراغبون في الله وَبَقِيَ رِجَالٌ غَضَّ أَبْصَارَهُمْ ذِكْرُ الْمَرْجِعِ، وَأَرَاقَ دُمُوعَهُمْ خَوْفُ الْمَحْشَرِ، فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍّ (19) ، وَخَائِفٍ مَقْمُوعٍ (20) ، وَسَاكِتٍ مَكْعُومٍ (21) ، وَدَاعٍ مُخْلِصٍ، وَثَكْلاَنَ (22) مُوجَعٍ، قَدْ أَخْمَلَتْهُمُ (23) التَّقِيَّةُ (24) ، وَشَمِلَتْهُمُ الذِّلَّةُ، فَهُمْ في بَحْر أُجَاجٍ (25) ، أَفْوَاهُهُمْ ضَامِزَةٌ (26) ، وَقُلُوبُهُمْ قَرِحَةٌ (27) ، قَدْ وَعَظُوا حَتَّى مَلُّوا (28) ، وَقُهِرُوا حَتَّى ذَلُّوا، وَقُتِلُوا حَتَّى قَلُّوا.

التزهيد في الدنيا
فَلْتَكُنِ الدُّنْيَا أَصْغَرَ في أَعْيُنِكُمْ مِنْ حُثَالَةِ (29) الْقَرَظِ (30) ، وَقُرَاضَةِ الْجَلَمِ (31) ، وَاتَّعِظُوا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ; وَارْفُضُوهَا ذَمِيمَةً، فَإِنَّهَا قَدْ رَفَضَتْ مَنْ كَانَ أَشْغَفَ بِهَا مِنْكُمْ (32) .
قال السيد الشريف _ رضي اللّه عنه _:أقول: وهذه الخطبة ربما نسبها من لا علم له بها إلى معاوية، وهي من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي لا يشك فيه، وأين الذهب من الرّغام (33) !والعذب من الاجاج! وقد دلّ على ذلك الدليل الخِرِّيِت (34) ونقده الناقد البصير عمروبن بحر الجاحظ; فإنه ذكر هذه الخطبة في كتابه «البيان والتبيين» وذكر من نسبها إلى معاوية، ثم تكلم من بعدها بكلام في معناها، جملته أنه قال: وهذا الكلام بكلام علي عليه السلام أشبه، وبمذهبه في تصنيف الناس وفي الإخبار عماهم عليه من القهر والإذلال ومن التقية والخوف أليق. قال: ومتى وجدنا معاوية في حال من الأحوال يسلك في كلامه مسلك الزهاد، ومذاهب العُبّاد!
1. العَنُود: الجائر ـ من «عَنَدَ يَعْنُدُ» كنصر ـ : جار عن الطريق وعدل.
2. الكَنُود: الكَفُور.
3. القارعة: الخَطْب يقرع من ينزل به، أي يصيبه.
4. كَلالَةَ حَدّهِ: ضعف سلاحه عن القطع في أعدائه، يُقال: كَلّ السيف كَلالَةً أذا لم يقطع، والمُراد إعوازه من السلاح.
5. نَضيضُ وَفْرِهِ: قلّة ماله، فالنضيض: القليل، والوفر: المال.
6. المُجْلِبُ بخَيْلِهِ: مِنْ «أجْلَبَ القوْمُ» أي جلبوا وتجمعوا من كل أوب للحرب.
7. الرَّجِل: جمع راجل.
8. «أشرط نفسه»: هيأها وأعدها للشر والفساد في الارض.
9. «أوْبَقَ دِينَه»: أهلكه.
10. الحطام: المال، وأصله ما تكسرَ من اليبس.
11. ينتهزه: يغتنمه أويختلسه.
12. المِقْنَب: طائفة من الخيل ما بين الثلاثين إلى الاربعين.
13. فَرَعَ المنبر ـ بالفاء ـ : علاه.
14. طَامَنَ: خَفَضَ.
15. الذريعة: الوسيلة.
16. ضؤولة النفس ـ بالضم ـ : حقارتها.
17. مَرَاح ـ مصدر ميمي من راح ـ : إذا ذهب في العشي.
18. مَغْدَى ـ مصدر ميمي من غدا ـ : إذا ذهب في الصباح.
19. النّادّ: المنفرد الهارب من الجماعة إلى الوحدة.
20. المقموع: المقهور.
21. المكعوم: من «كَعَمَ البعيرَ» شدّ فاه لئلاّ يأكل أويعضّ.
22. ثَكْلان: حزين.
23. أخمله: أسقط ذكره حتى لم يَعُد له بين الناس نباهة.
24. التّقِيّة: اتقاء الظلم بإخفاء المال.
25. الاُجاج: الملح.
26. ضامزة: ساكنة.
27. قَرِحَة ـ بفتح فكسر ـ : مجروحة.
28. ملّوا: أي أنهم أكثروا من وعظ الناس حتى سئموا ذلك، إذْ لم يكن لهم في النفوس تأثير.
29. الحُثالة ـ بالضم ـ : القُشارة ومالا خير فيه، وأصله ما يسقط من كل ذي قِشْر.
30. القَرَظ ـ محركة ـ : ورق السلم أوثمر السنط يدبغ به.
31. الجَلَم ـ بالتحريك ـ : مِقراض يُجَزّ به الصوف، وقُراضته: ما يسقط منه عند القرض والجزّ.
32. أشْغَفَ بها: أشد تعلقاً بها.
33. الرّغام ـ بالفتح ـ : التراب، وقيل: هوالرمل المختلط بالتراب.
34. الخِرّيت ـ بوزن سِكّيت ـ : الحاذق في الدلالة، وفعله كفرح.
1. العَنُود: الجائر ـ من «عَنَدَ يَعْنُدُ» كنصر ـ : جار عن الطريق وعدل.

2. الكَنُود: الكَفُور.

3. القارعة: الخَطْب يقرع من ينزل به، أي يصيبه.

4. كَلالَةَ حَدّهِ: ضعف سلاحه عن القطع في أعدائه، يُقال: كَلّ السيف كَلالَةً أذا لم يقطع، والمُراد إعوازه من السلاح.

5. نَضيضُ وَفْرِهِ: قلّة ماله، فالنضيض: القليل، والوفر: المال.

6. المُجْلِبُ بخَيْلِهِ: مِنْ «أجْلَبَ القوْمُ» أي جلبوا وتجمعوا من كل أوب للحرب.

7. الرَّجِل: جمع راجل.

8. «أشرط نفسه»: هيأها وأعدها للشر والفساد في الارض.

9. «أوْبَقَ دِينَه»: أهلكه.

10. الحطام: المال، وأصله ما تكسرَ من اليبس.

11. ينتهزه: يغتنمه أويختلسه.

12. المِقْنَب: طائفة من الخيل ما بين الثلاثين إلى الاربعين.

13. فَرَعَ المنبر ـ بالفاء ـ : علاه.

14. طَامَنَ: خَفَضَ.

15. الذريعة: الوسيلة.

16. ضؤولة النفس ـ بالضم ـ : حقارتها.

17. مَرَاح ـ مصدر ميمي من راح ـ : إذا ذهب في العشي.

18. مَغْدَى ـ مصدر ميمي من غدا ـ : إذا ذهب في الصباح.

19. النّادّ: المنفرد الهارب من الجماعة إلى الوحدة.

20. المقموع: المقهور.

21. المكعوم: من «كَعَمَ البعيرَ» شدّ فاه لئلاّ يأكل أويعضّ.

22. ثَكْلان: حزين.

23. أخمله: أسقط ذكره حتى لم يَعُد له بين الناس نباهة.

24. التّقِيّة: اتقاء الظلم بإخفاء المال.

25. الاُجاج: الملح.

26. ضامزة: ساكنة.

27. قَرِحَة ـ بفتح فكسر ـ : مجروحة.

28. ملّوا: أي أنهم أكثروا من وعظ الناس حتى سئموا ذلك، إذْ لم يكن لهم في النفوس تأثير.

29. الحُثالة ـ بالضم ـ : القُشارة ومالا خير فيه، وأصله ما يسقط من كل ذي قِشْر.

30. القَرَظ ـ محركة ـ : ورق السلم أوثمر السنط يدبغ به.

31. الجَلَم ـ بالتحريك ـ : مِقراض يُجَزّ به الصوف، وقُراضته: ما يسقط منه عند القرض والجزّ.

32. أشْغَفَ بها: أشد تعلقاً بها.

33. الرّغام ـ بالفتح ـ : التراب، وقيل: هوالرمل المختلط بالتراب.

34. الخِرّيت ـ بوزن سِكّيت ـ : الحاذق في الدلالة، وفعله كفرح.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:14 PM

[ 25]
ومن خطبة له عليه السلام
عند خروجه لقتال أهل البصرة، وفيها حكمة مبعث الرسل، ثمّ يذكر فضله ويذم الخارجين

قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه: دخلت على أَمِيرَالْمُؤْمِنِين عليه السلام بذي قار وهو يخصِف نعله (1) فقلت: لا قيمةَ لها! قال: والله لَهِيَ أَحَبُّ إِليَّ من إِمرتكم، إِلاّ أَن أُقيم حقّاً، أَوأَدفع باطلاً، ثمّ خرج عليه السلام فخطب الناس فقال:

حكمة بعثة النبي

إنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً، وَلاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً، فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ (2) ، وَبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ (3) ، وَاطْمَأَنَّتْ صِفَاتُهُمْ.

فضل عليّ
أَمَا وَاللهِ إنْ كُنْتُ لَفِي سَاقَتِهَا (4) حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا (5) ، مَا عَجَزْتُ،وَلاَ جَبُنْتُ، وَإِنَّ مَسِيرِي هذَا لِمثْلِهَا، فَلاََنْقُبَنَّ (6) الْبَاطِلَ حَتَّى يَخْرُجَ الْحَقُّ مِنْ جَنْبِهِ.

توبيخ الخارجين
عليه مَالي وَلِقُرَيْش! وَاللهِ لَقَدْ قَاتَلْتُهُمْ كَافِرِينَ، وَلاَُقَاتِلَنَّهُمْ مَفْتُونِينَ، وَإِنِّي لَصَاحِبُهُمْ بِالاَْمْسِ، كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ الْيَوْمَ! وَ اللهِ مَا تَنْقِمُ مِنَّا قَرَيْشٌ إَلَّا أَنَّ اللهَ اخْتَارَنَا عَلَيْهِمْ, فَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي حَيِّزِنَا, فَكَانُوا كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ:
أَدَمْتُ لَعُمْرِي شُرْبَكَ الْمَحْضَ (7) صَابِحاً وَ أَكْلَكَ بِالزَبَدِ ألْمُقَشَّرَةَ الْبُجْرَا وَ نَحْنُ وَهَبْنَاكَ الْعَلَاءَ وَ لَمْ تَكُنْ عَلِيًّا, وَحُطْنَا حَوْلَكَ الْجُرْدُ وَ السُّمْرَا
1. يَخْصِفُ نَعْلَهُ: يَخْرزها.
2. بَوّأهُمْ مَحَلّتَهم: أنْزَلَهُمْ منزلتهم.
3. القناة: العود والرمح، والمراد به القوة والغلبة والدولة، وفي قوله: (استقامت قناتهم) تمثيل لاستقامة أحوالهم.
4. الساقَةُ: مؤخّر الجيش السائق لِمُقَدّمه.
5. ولّتْ بحذافيرها: بجملتها وأسرها.
6. نَقَبَ: بمعنى ثَقَبَ، وفي قوله: (لانْقُبَنّ الباطلَ) تمثيل لحال الحق مع الباطل كأن الباطل شيء اشتمل على الحق فستره، وصار الحق في طيّه، فلابد من كشف الباطل وإظهار الحق.
7. اَلمحضُ:اللبن الخالص بلارغوة.
1. يَخْصِفُ نَعْلَهُ: يَخْرزها.

2. بَوّأهُمْ مَحَلّتَهم: أنْزَلَهُمْ منزلتهم.

3. القناة: العود والرمح، والمراد به القوة والغلبة والدولة، وفي قوله: (استقامت قناتهم) تمثيل لاستقامة أحوالهم.

4. الساقَةُ: مؤخّر الجيش السائق لِمُقَدّمه.

5. ولّتْ بحذافيرها: بجملتها وأسرها.

6. نَقَبَ: بمعنى ثَقَبَ، وفي قوله: (لانْقُبَنّ الباطلَ) تمثيل لحال الحق مع الباطل كأن الباطل شيء اشتمل على الحق فستره، وصار الحق في طيّه، فلابد من كشف الباطل وإظهار الحق.

7. اَلمحضُ:اللبن الخالص بلارغوة.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:14 PM

[ 26]
ومن خطبة له عليه السلام
في استنفار الناس إلى الشام بعد فراغه من أمر الخوارج
وفيها يتأفف بالناس، وينصح لهم بطريق السداد
أُفٍّ لَكُمْ (1) ! لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ عِوَضاً؟ وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً؟ إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ (2) ، كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ فِي غَمْرَةٍ (3) ، وَمِنَ الذُّهُولِ في سَكْرَةٍ، يُرْتَجُ (4) عَلَيْكُمْ حَوَارِي (5) فَتَعْمَهُونَ (6) ،فَكَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ (7) ، فَأَنْتُمْ لاَ تَعْقِلُونَ. مَا أَنْتُمْ لي بِثِقَةٍ سَجِيسَ اللَّيَالي (8) ، وَمَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ يُمَالُ (9) بِكُمْ، وَلاَ زَوَافِرُ (10) عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ. مَا أَنْتُمْ إِلاَّ كَإِبِل ضَلَّ رُعَاتُهَا، فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ انْتَشَرَتْ مِن آخَرَ، لَبِئْسَ ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ سُعْرُ (11) نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ! تُكَادُونَ وَلاَ تَكِيدُونَ، وَتُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلاَ تَمْتَعِضُونَ (12) ; لاَ يُنَامُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ في غَفْلَةٍٍٍ سَاهُونَ، غُلِبَ وَاللهِ الْمُتَخَاذِلُونَ! وَأيْمُ اللهِ إِنِّي لْأَظُنُّ بِكُمْ أنْ لَوْ حَمِسَ (13) الْوَغَى (14) ، وَاسْتَحَرَّ الْمَوْتُ (15) ، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ (16) . وَاللهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ (17) ، وَيَهْشِمُ عَظْمَهُ، وَيَفْرِي (18) جِلْدَهُ، لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ، ضَعِيفٌ ماضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ (19) . أَنْتَ فَكُنْ ذَاكَ إِنْ شِئْتَ،فَأَمَّاأَنَا فَوَاللهِ دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذلِكَ ضَرْبٌ بِالْمَشْرَفِيَّةِ (20) تَطِيرُ مِنْهُ فَرَاشُ الْهَامِ (21) ، وَتَطِيحُ (22) السَّوَاعِدُ وَالْأَقْدَامُ، وَيَفْعَلُ اللهُ بَعْدَ ذلِكَ مَا يَشَاءُ.

طريق السداد

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً، وَلَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ: فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ: فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ، وَتَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ (23) عَلَيْكُمْ، وَتَعْلِيمُكُمْ كَيْلا تَجْهَلُوا، وَتَأْدِيبُكُمْ كَيْما تَعْلَمُوا. وَأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالوَفَاءُ بِالبَيْعَةِ، وَالنَّصِيحَةُ في الْمَشْهَدِ وَالْمَغِيبِ، وَالْإِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ، وَالطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُمْ.
1. أُفّ لكم: كلمة تضَجّر واستقذار ومهانة.
2. دوَرَان الأعين: اضطرابها من الجزع.
3. الغمرة: الواحدة من الغمر وهو: الستر، وغمرة الموت: الشدّة الّتى ينتهي إليها المحتضر.
4. يُرْتَجُ: بمعنى يغلق، تقول: رتج الباب أي: أغلقه.
5. الحَوار ـ بالفتح وربما كسر ـ : المخاطبة ومراجعة الكلام.
6. تَعْمَهُون: مضارع عَمِهَ، أي تَتَحَيّرون وتتردّدون.
7. المَألُوسة: المخلوطة بمس الجنون.
8. سَجِيس ـ بفتح فكسر ـ : كلمة تقال بمعنى أبداً، وسجيس: أصله من «سجس الماء» بمعنى تغيّر وتكدّر، وكان أصل الاستعمال: «مادامت الليالي بضلامها».
9. يُمال بكم: يُمَال على العدو بعزكم و قوتكم.
10. الزّافرة من البناء: رُكْنُهُ، ومن الرجل عشيرته وأنصاره.
11. السَّعْر ـ بالفتح ـ مصدر سَعَرَ النار ـ من باب نَفَعَ ـ : أوقدها، وبالضم جمع ساعر، وهو ما أثبتناه، والمراد «لبئس مُوقدوا الحرب أنتم».
12. امْتَعَضَ: غَضِبَ.
13. حَمِسَ ـ كفَرِحَ ـ : اشتد وصَلُبَ في دينه فهو حَمِسٌ.
14. الوَغى: الحرب، وأصله الصوت والجَلَبَة.
15. اسْتَحَرّ: بلغ في النفوس غاية حدّته.
16. انفرجتم انفراج الرأس: أي كما ينفلق الرأس فلا يلتئم.
17. يَعْرُقُ لَحْمَهُ: يأكل حتى لا يبقى منه شيء على العظم.
18. فَرَاه يَفْريه: مَزّقَهُ يمزقه.
19. ما ضُمت عليه الجوانح: هو القلب وما يتبعه من الأوعية الدموية، والجوانح: الضلوح تحت الترائب، والترائب: ما يلي التّرْقُوَتَينِ من عَظْم الصدر.
20. المَشْرفِيّة: هي السيوف التي تنسب إلى مشارف، وهي قرى من أرض العرب تدنو إلى الريف، ولا يقال في النسبة إليها: مشارفي، لأن الجمع ينسب إلى واحدة.0
21. فَرَاشُ الهامِ: العظام الرقيقة التي تلي القحف.
22. تَطِيحُ السواعِدُ: تَسْقُطُ، وفعله كباع وقال.
23. الفَيْء: الخَرَاج وما يحويه بيت المال.
1. أُفّ لكم: كلمة تضَجّر واستقذار ومهانة.

2. دوَرَان الأعين: اضطرابها من الجزع.

3. الغمرة: الواحدة من الغمر وهو: الستر، وغمرة الموت: الشدّة الّتى ينتهي إليها المحتضر.

4. يُرْتَجُ: بمعنى يغلق، تقول: رتج الباب أي: أغلقه.

5. الحَوار ـ بالفتح وربما كسر ـ : المخاطبة ومراجعة الكلام.

6. تَعْمَهُون: مضارع عَمِهَ، أي تَتَحَيّرون وتتردّدون.

7. المَألُوسة: المخلوطة بمس الجنون.

8. سَجِيس ـ بفتح فكسر ـ : كلمة تقال بمعنى أبداً، وسجيس: أصله من «سجس الماء» بمعنى تغيّر وتكدّر، وكان أصل الاستعمال: «مادامت الليالي بضلامها».

9. يُمال بكم: يُمَال على العدو بعزكم و قوتكم.

10. الزّافرة من البناء: رُكْنُهُ، ومن الرجل عشيرته وأنصاره.

11. السَّعْر ـ بالفتح ـ مصدر سَعَرَ النار ـ من باب نَفَعَ ـ : أوقدها، وبالضم جمع ساعر، وهو ما أثبتناه، والمراد «لبئس مُوقدوا الحرب أنتم».

12. امْتَعَضَ: غَضِبَ.

13. حَمِسَ ـ كفَرِحَ ـ : اشتد وصَلُبَ في دينه فهو حَمِسٌ.

14. الوَغى: الحرب، وأصله الصوت والجَلَبَة.

15. اسْتَحَرّ: بلغ في النفوس غاية حدّته.

16. انفرجتم انفراج الرأس: أي كما ينفلق الرأس فلا يلتئم.

17. يَعْرُقُ لَحْمَهُ: يأكل حتى لا يبقى منه شيء على العظم.

18. فَرَاه يَفْريه: مَزّقَهُ يمزقه.

19. ما ضُمت عليه الجوانح: هو القلب وما يتبعه من الأوعية الدموية، والجوانح: الضلوح تحت الترائب، والترائب: ما يلي التّرْقُوَتَينِ من عَظْم الصدر.

20. المَشْرفِيّة: هي السيوف التي تنسب إلى مشارف، وهي قرى من أرض العرب تدنو إلى الريف، ولا يقال في النسبة إليها: مشارفي، لأن الجمع ينسب إلى واحدة.0

21. فَرَاشُ الهامِ: العظام الرقيقة التي تلي القحف.

22. تَطِيحُ السواعِدُ: تَسْقُطُ، وفعله كباع وقال.

23. الفَيْء: الخَرَاج وما يحويه بيت المال.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:15 PM

27 ]
ومن خطبة له عليه السلام
بعد التحكيم وما بلغه من أمر الحكمين
وفيها حمد الله على بلائه، ثمّ بيان سبب البلوى
الحمد على البلاء

الْحَمْدُ للهِ وَإنْ أَتَى الدَّهْرُ بِالْخَطْبِ الْفَادِحِ (1) ، وَالْحَدَثِ (2) الْجَلِيلِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاّ اللهُ، لَاشَرِيكَ لَهُ, لَيْسَ مَعَهُ إِلهٌ غَيْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. سبب البلوى أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ الْعَالِمِ الُْمجَرِّبِ تُورِثُ الْحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ النَّدَامَةَ. وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ مَخزُونَ رَأْيِي (3) ، لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِيرٍ (4) أَمْرٌ! فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفِينَ الْجُفَاةِ، وَالْمُنَابِذِينَ الْعُصَاةِ، حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ (5) ، فَكُنْتُ وَإِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ (6) :
أَمَرْتُكُمُ أَمْري بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى (7) فَلَمْ تَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَى الْغَدِ


1. الخَطْبُ الفادح: الثقيل، من فدحه الدَّيْن ـ كقطع ـ إذا أثقله وعاله وبَهَظَهُ.
2. الحَدَث ـ بالتحريك ـ : الحادث، والمراد هنا ما وقع من أمر الحكمين كما هو مشهور في التاريخ.
3. نَخَلْتُ لكم مخزونَ رأيي: أخلصته، من نخلت الدقيق بالمُنْخل.
4. قصير: هو مولى جذيمة المعروف بالابرش، والمثل مشهور في كتب الامثال.
5. (ضَنّ الزّنْدُ بقَدْحِهِ): هذه كناية أنه لم يَعُدْ لَهُ رأي صالح لشدة ما لقي من خلافهم.
6. (أخو هوازن): هو دُرَيْدبن الصِّمّة.
7. مُنْعَرَج اللّوى: اسم مكان، وأصل اللّوى من الرمل: الجدَدُ بعد الرّملة، وَمُنْعَرَجُهُ: منعطفهُ يمنةً ويسرة.

1. الخَطْبُ الفادح: الثقيل، من فدحه الدَّيْن ـ كقطع ـ إذا أثقله وعاله وبَهَظَهُ.

2. الحَدَث ـ بالتحريك ـ : الحادث، والمراد هنا ما وقع من أمر الحكمين كما هو مشهور في التاريخ.

3. نَخَلْتُ لكم مخزونَ رأيي: أخلصته، من نخلت الدقيق بالمُنْخل.

4. قصير: هو مولى جذيمة المعروف بالابرش، والمثل مشهور في كتب الامثال.

5. (ضَنّ الزّنْدُ بقَدْحِهِ): هذه كناية أنه لم يَعُدْ لَهُ رأي صالح لشدة ما لقي من خلافهم.

6. (أخو هوازن): هو دُرَيْدبن الصِّمّة.

7. مُنْعَرَج اللّوى: اسم مكان، وأصل اللّوى من الرمل: الجدَدُ بعد الرّملة، وَمُنْعَرَجُهُ: منعطفهُ يمنةً ويسرة.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:16 PM

[ 28 ]
ومن ومن خطبة له عليه السلام
في تخويف أَهل النهروان (1)

فَأَنَا نَذِيرٌ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا صَرْعَى (2) بِأَثْنَاءِ هذَا النَّهَرِ، وَبِأَهْضَامِ (3) هذَا الْغَائِطِ (4) ، عَلَى غَيْرِ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، وَلاَ سُلْطَانٍ مُبِينٍ مَعَكُمْ، قَدْ طَوَّحَتْ (5) بِكُمُ الدَّارُ، وَاحْتَبَلَكُمُ الْمِقْدَارُ (6) ، وَقَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ هذِهِ الْحُكُومَةِ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ المُنَابِذِينَ، حَتَّى صَرَفْتُ رَأْيِي إِلَىْ هَوَاكُمْ، وَأَنْتُمْ مَعَاشِرُ أَخِفَّاءُ الْهَامِ ، سُفَهَاءُ الْأََحْلاَمِ (7) ، وَلَمْ آتِ ـ لاَ أَبَا لَكُمْ ـ بُجْراً (8) ، وَلاَ أَرَدْتُ لَكُمْ ضُرّاً. (9)
1. النّهْرَوان: السم لاسفل نهربين لَخَافيقَ، وطرفاه على مقربة من الكوفة في طرف صحراء حَرُوراء. وكان الذين خطّأوه في التحكيم قد نقضوا بيعته، وجهروا بعداوته، وصاروا له حرباً، واجتمع معظمهم عند ذلك الموضع، وهؤلاء يلقبون بالحَرُورِيّة، لما تقدم أن الارض التي اجتمعوا عليها كانت تسمى حَرُوراء، وكان رئيس هذه الفئة الضالة: حُرْقُوص بن زهير السعدي، ويُلقب بذي الثُّدَيّة (تصغير ثدية)، خرج إليهم أميرالمؤمنين يعظهم في الرجوع عن مقالتهم والعودة إلى بيعتهم، فأجابوا النصيحة برمي السهام وقتال أصحابه(عليه السلام)فأمر بقتالهم، وتقدم القتال بهذا الانذار الذي تراه، وقيل: إنه -عليه السلام- خاطب بها الخوارج الذين قتلهم بالنهروان.
2. صَرْعَى: جمع صرِيع، أي طريح.
3. الاهْضام: جمع هَضْم، وهو المطمئن من الوادي.
4. الغائط: ما سفل من الارض، والمراد هنا المنخفضات.
5. طَوّحَتْ بكم الدار: قَذَفَتْكم في مَتَاهَة وَمَضَلّة.
6. احْتَبَلَكُمُ المِقْدَارُ; احتبلكم: أوقعكم في حِبالته، والمقدار: القدر الالهي.
7. أخِفّاءُ الهامِ: ضعاف العقل; الهام: الرأس، وخفتها كناية عن الطيش وقلة العقل.
8. سُفَهَاء الاحلامِ; السفهاء: الحمقى، والاحلام: العقول.
9. البُجرْ ـ بالضم ـ : الشر والامر العظيم والداهية.
1. النّهْرَوان: السم لاسفل نهربين لَخَافيقَ، وطرفاه على مقربة من الكوفة في طرف صحراء حَرُوراء. وكان الذين خطّأوه في التحكيم قد نقضوا بيعته، وجهروا بعداوته، وصاروا له حرباً، واجتمع معظمهم عند ذلك الموضع، وهؤلاء يلقبون بالحَرُورِيّة، لما تقدم أن الارض التي اجتمعوا عليها كانت تسمى حَرُوراء، وكان رئيس هذه الفئة الضالة: حُرْقُوص بن زهير السعدي، ويُلقب بذي الثُّدَيّة (تصغير ثدية)، خرج إليهم أميرالمؤمنين يعظهم في الرجوع عن مقالتهم والعودة إلى بيعتهم، فأجابوا النصيحة برمي السهام وقتال أصحابه(عليه السلام)فأمر بقتالهم، وتقدم القتال بهذا الانذار الذي تراه، وقيل: إنه -عليه السلام- خاطب بها الخوارج الذين قتلهم بالنهروان.

2. صَرْعَى: جمع صرِيع، أي طريح.

3. الاهْضام: جمع هَضْم، وهو المطمئن من الوادي.

4. الغائط: ما سفل من الارض، والمراد هنا المنخفضات.

5. طَوّحَتْ بكم الدار: قَذَفَتْكم في مَتَاهَة وَمَضَلّة.

6. احْتَبَلَكُمُ المِقْدَارُ; احتبلكم: أوقعكم في حِبالته، والمقدار: القدر الالهي.

7. أخِفّاءُ الهامِ: ضعاف العقل; الهام: الرأس، وخفتها كناية عن الطيش وقلة العقل.

8. سُفَهَاء الاحلامِ; السفهاء: الحمقى، والاحلام: العقول.

9. البُجرْ ـ بالضم ـ : الشر والامر العظيم والداهية.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:18 PM

[ 29 ]
ومن خطبة له عليه السلام
وفيها ينهى عن الغدر ويحذر منه

أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ (1) ، وَلاَ أَعْلَمُ جُنَّةً (2) أوْقَى (3) مِنْهُ، وَمَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ، وَلَقَدْ أَصْبَحْنا في زَمَانٍ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً (4) ، وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلى حُسْنِ الْحِيلَةِ. مَا لَهُمْ! قَاتَلَهُمُ اللهُ! قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ (5) وَجْهَ الْحِيلَةِ وَدُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لاَ حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ (6)
1. التَّوْأمُ: الذي يولد مع الاخر في حمل واحد.
2. الجُنَّة ـ بالضم ـ : الوقاية، وأصلها ما استترت به من درع ونحوه.
3. أوقى منه: أشدّ وقاية وحفظاً.
4. الكَيْس ـ بالفتح ـ : الفطنة والذكاء.
5. الحُوّلُ القُلَّب ـ بضم الاول وتشديد الثاني من اللفظين ـ : هو البصير بتحويل الامور وتقليبها.
6. الحَرِيجَة: التحرج والتحرز من الاثام.
1. التَّوْأمُ: الذي يولد مع الاخر في حمل واحد.

2. الجُنَّة ـ بالضم ـ : الوقاية، وأصلها ما استترت به من درع ونحوه.

3. أوقى منه: أشدّ وقاية وحفظاً.

4. الكَيْس ـ بالفتح ـ : الفطنة والذكاء.

5. الحُوّلُ القُلَّب ـ بضم الاول وتشديد الثاني من اللفظين ـ : هو البصير بتحويل الامور وتقليبها.

6. الحَرِيجَة: التحرج والتحرز من الاثام.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:19 PM

[ 30]
ومن خطبة له عليه السلام
وهي في التزهيد في الدنيا، وثواب الله للزهد، ونعم الله علي الخالق
التزهيد في الدنيا

أَلاَ وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَآذَنَتْ بِانْقِضَاءٍ، وَتَنَكَّرَ مَعْرُوفُها (1) ، وَأَدْبَرَتْ حَذَّاءَ (2) ، فَهِيَ تَحْفِزُ (3) بِالْفَنَاءِ سُكَّانَهَا، وَتَحْدُو (4) بِالْمَوْتِ جِيرَانَهَا، وَقَدْ أَمَرَّ (5) فِيْهَا مَا كَانَ حُلْواً (6) ، وَكَدِرَ مِنْهَا مَا كَانَ صَفْواً، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الْإِدَاوَةِ (7) ، أَوْ جُرْعَةٌ كَجُرْعَةِ الْمَقْلَةِ (8) ، لَوْ تَمَزَّزَهَا الصَّدْيَانُ (9) لَمْ يَنْقَعْ
(10) ، فَأَزْمِعُوا (11) عِبَادَ اللهِ الرَّحِيلَ عَنْ هذِهِ الدَّارِ الْمَقْدُورِ (12) عَلَى أَهْلِهَا الزَّوالُ، وَلاَ يَغْلِبَنَّكُمْ فِيهَا الْأَمَلُ، وَلاَ يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ.

ثواب الزهاد

فَوَاللهِ لَوْ حَنَنْتُمْ حَنِينَ الْوُلَّهِ الْعِجَالِ (13) ، وَدَعَوْتُمْ بِهَدِيلِ الْحَمَامِ (14) ، وَجَأَرْتُمْ جُؤَارَ (15) مُتَبَتِّلِي (16) الرُّهْبَانِ، وَخَرَجْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلاَدِ، الِْتمَاسَ الْقُرْبَةِ إِلَيْهِ فِي ارْتِفَاعِ دَرَجَة عِنْدَهُ، أوغُفْرَانِ سِيِّئَةٍ أَحْصَتْهَا كُتُبُهُ، وَحَفِظَتْهَا رُسُلُهُ، لَكَانَ قَلِيلاً فَيَما أَرْجُو لَكُم مِنْ ثَوَابِهِ، وَأَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ عِقَابِهِ.

نعم الله

وَتَاللهِ لَوِ انْمَاثَتْ قُلوبُكُمُ انْمِيَاثاً (17) ، وَسَالَتْ عُيُونُكُمْ مِنْ رَغْبَةٍ إِلَيْهِ وَرَهْبَةٍ مِنْهُ دَماً، ثُمَّ عُمِّرْتُمْ فِي الدُّنْيَا، مَا الدُّنْيَا بَاقِيَةٌ، مَا جَزَتْ أَعْمَالُكُمْ عَنْكُمْ ـ وَلَوْ لَمْ تُبْقُوا شَيْئاً مِنْ جُهْدِكُمْ ـ أَنْعُمَهُ عَلَيْكُمُ الْعِظَامَ، وَهُدَاهُ إِيَّاكُمْ لِلْإِيمَانِ.
1. تَنَكّرَ مَعْرُوفُها: خفي وجهها.
2. حَذَّاء: ماضية، سريعة، وقد سبق تفسيرها, وفي رواية «جذاء» أي مقطوعة الدّرِّ والخير.
3. تَحْفِزُهم: تَدفعهم وتسوقهم.
4. تَحْدُوـ بالواوبعد الدال ـ : تسوقهم بالموت إلى الهلاك.
5. أمَرّ الشيء: صار مُرّاً.
6. كدِر كدَراً ـ كفرح فَرَحاً وكدُر ـ بالضم كظرُف ـ كُدُورةً: تعكّرَ وتغير لونه واختلط بما لا يستساغ هو معه.
7. السَمَلَة ـ محركة ـ : بقية الماء في الحوض، والاداوة: المَطْهَرَةُ، وهي إناء الماء الذي يُتَطَهّرُ به.
8. المَقْلَة ـ بالفتح ـ : حَصاة يضعها المسافرون في إناء، ثم يصبون الماء فيه ليغمرها، فيتناول كل منهم مقدار ما غمره، يفعلون ذلك إذا قل الماء، وأرادوا قسمته بالسوية.
9. التمزّزُ: الامتصاص قليلاً قليلاً، والصّدْيَانُ: العطشانُ.
10. لم يَنْقَعْ: لم يُرْوَ.
11. أزْمِعُوا الرحيلَ: أي اعزموا عليه، يقال: أزمع الامرَ، ولا يقال أزمع عليه.
12. المقدور: المكتوب.
13. الوُلّه العِجَال; الوُلّه: جمع وَالهة وهي كلّ أُنثى فَقَدتْ ولدها، وأصل الوَلَهِ: ذهابُ العقل، والعِجال من النّوق ـ جمع عَجُول ـ : وهي التي فقدت ولدها.
14. هَدِيلُ الحمام: صوته في بكائه لفقد إلفه.
15. جَأرْتُمْ: رفعتم أصواتكم; والجُؤار: الصوت المرتفع.
16. المتبَتّل: المنقطع للعبادة.
17. انماثت انمياثاً: ذَابَتْ ذَوَباناً.
1. تَنَكّرَ مَعْرُوفُها: خفي وجهها.

2. حَذَّاء: ماضية، سريعة، وقد سبق تفسيرها, وفي رواية «جذاء» أي مقطوعة الدّرِّ والخير.

3. تَحْفِزُهم: تَدفعهم وتسوقهم.

4. تَحْدُوـ بالواوبعد الدال ـ : تسوقهم بالموت إلى الهلاك.

5. أمَرّ الشيء: صار مُرّاً.

6. كدِر كدَراً ـ كفرح فَرَحاً وكدُر ـ بالضم كظرُف ـ كُدُورةً: تعكّرَ وتغير لونه واختلط بما لا يستساغ هو معه.

7. السَمَلَة ـ محركة ـ : بقية الماء في الحوض، والاداوة: المَطْهَرَةُ، وهي إناء الماء الذي يُتَطَهّرُ به.

8. المَقْلَة ـ بالفتح ـ : حَصاة يضعها المسافرون في إناء، ثم يصبون الماء فيه ليغمرها، فيتناول كل منهم مقدار ما غمره، يفعلون ذلك إذا قل الماء، وأرادوا قسمته بالسوية.

9. التمزّزُ: الامتصاص قليلاً قليلاً، والصّدْيَانُ: العطشانُ.

10. لم يَنْقَعْ: لم يُرْوَ.

11. أزْمِعُوا الرحيلَ: أي اعزموا عليه، يقال: أزمع الامرَ، ولا يقال أزمع عليه.

12. المقدور: المكتوب.

13. الوُلّه العِجَال; الوُلّه: جمع وَالهة وهي كلّ أُنثى فَقَدتْ ولدها، وأصل الوَلَهِ: ذهابُ العقل، والعِجال من النّوق ـ جمع عَجُول ـ : وهي التي فقدت ولدها.

14. هَدِيلُ الحمام: صوته في بكائه لفقد إلفه.

15. جَأرْتُمْ: رفعتم أصواتكم; والجُؤار: الصوت المرتفع.

16. المتبَتّل: المنقطع للعبادة.

17. انماثت انمياثاً: ذَابَتْ ذَوَباناً.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:24 PM

أحبتي رواد منابر من أعضاء وزوار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت هذه من خطب الامام علي رضي الله عنه
فله أكثر من سبعين خطبة في مناسبات متعددة
اخترت لكم منها ثلاثين خطبة فقط
كلها بلاغة .. مذيلة بمعاني كلماتها الصعبة

أرجو لكم الفائدة
يليها بإذن الله تعالى مختارات من أقواله الرائعة

تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-24-2010 08:27 PM

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام
ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ
وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ

1. قَال عليه السلام: كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ (1) ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ.
2. وقَالَ عليه السلام: أَزْرَى (2) بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ (3) الطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ (4) عَلَيْهَا لِسَانَهُ.
3. وقَالَ عليه السلام: الْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ (5) .
4. وقَالَ عليه السلام: الْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ (6) ، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى.
5. وقَالَ عليه السلام: الْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ، وَالْأَدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ.
6. وقَالَ عليه السلام: صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ (7) الْمَوَدَّةِ، وَالْإِحْتِمالُ (8) قَبْرُ العُيُوبِ. وروي عنه عليه السلام أنّه قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً: الْمُسَالََةُ خَبْاءُ الْعُيُوبِ، وَمَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ.
7. وقَالَ عليه السلام: َالصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ، وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجالِهِمْ.
8. وقال عليه السلام: اعْجَبُوا لِهذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ (9) ، وَيَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ (10) ، وَيَسْمَعُ بِعَظْمٍ (11) ، وَيَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْمٍ!!
9. وقال عليه السلام: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ.
10. وقال عليه السلام: خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
11. وقال عليه السلام: إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.
12. وقال عليه السلام: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ.
13. وقال عليه السلام: إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ (12) فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا (13) بِقِلَّةِ الشُّكْرِ.
14. وقال عليه السلام: مَنْ ضَيَّعَهُ الْأَقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ (14) الْأَبْعَدُ.
15. وقال عليه السلام: مَا كُلُّ مَفْتُونٍ (15) يُعَاتَبُ.
16. وقال عليه السلام: تَذِلُّ الْأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ، حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ (16) في التَّدْبِيرِ.
17. وسئل عليه السلام وعن قول النَّبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسلّم: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ (17) ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ». فَقَال عليه السلام: إِنَّمَا قَالَ صلى الله عليه وآله ذلِكَ وَالدِّينُ قُلٌّ (18) ، فَأَمّا الْآنَ وَقَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُهُ (19) ، وَضَرَبَ بِجِرَانِهِ (20) ، فَامْرُؤٌ وَمَا اخْتَارَ.
18. وقال عليه السلام: في الذين اعتزلوا القتال معه: خَذَلُوا الْحَقَّ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ.
19. وقال عليه السلام: مَنْ جَرَى فِي عِنَانِ (21) أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ (22) .
20. وقال عليه السلام: أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ (23) ، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَيَدُ اللهُ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ.
21. وقال عليه السلام: قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ (24) ، وَالْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ (25) ، وَالْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ.
22. وقال عليه السلام: لَنَا حَقٌّ، فَإِنْ أُعْطِينَاهُ، وَإِلاَّ رَكِبْنَا أَعْجَازَ الْإِبِلِ، وَإِنْ طَالَ السُّرَى.
قال الرضي: و هذا من لطيف الكلام وفصيحه، ومعناه: أنّا إن لم نعط حقّنا كنا أذلاّء، وذلك أن الرديف يركب عجُزَ البعير، كالعبد والْأَسير ومن يجري مجراهما.
23. وقال عليه السلام: مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.
24. وقال عليه السلام: مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ، وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمكْرُوبِ.
25. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ، إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ.
26. وقال عليه السلام: مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ.
27. وقال عليه السلام: امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ (26) .
28. وقال عليه السلام: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.
29. وقال عليه السلام: إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَارٍ (27) ، وَالْمَوْتُ فِي إِقْبَالٍ (28) ، فَمَا أسْرَعَ الْمُلْتَقَى!
30. وقال عليه السلام: في كلام له: الْحَذَرَ الْحَذَرَ! فَوَاللهِ لَقَدْ سَتَرَ، حتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ.
31. وسُئِلَ عليه السلام عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: الْإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، والْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجَهَادِ: فَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَربَعَِ شُعَبٍ عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ (29) ، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ: فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلاَ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِي الْخَيْرَاتِ.
وَالْيَقِينُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ (30) ، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ (31) ، وَسُنَّةِ (32) الْأَوَّلِينَ: فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ، وَمَنْ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الْأَوَّلِينَ. وَالْعَدْلُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى غائِصِ الْفَهْمِ، وَغَوْرِ الْعِلْمِ (33) ، وَزُهْرَةِ الْحُكْمِ (34) ، وَرَسَاخَةِ الْحِلْمِ: فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ، وَمَنْ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَرَ عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ (35) ، وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ وَعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً. وَالْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْأَمْرِ بالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنكَرِ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ (36) ، وَشَنَآنِ (37) الْفَاسِقيِنَ: فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤمِنِينَ، وَمَنْ نَهَىِ عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْكَافِرِينَ ومَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ شَنِىءَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ لِلَّهِ غَضِبَ اللهُ لَهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَالْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى التَّعَمُّقِ (38) ، وَالتَّنَازُعِ، وَالزَّيْغِ (39) ، وَالشِّقَاقِ (40) : فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ (41) إِلَى الْحَقِّ، وَمَنْ كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الْحَقِّ، وَمَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّيِّئَةُ وَسَكِرَ سُكْرَ الضَّلاَلَةِ، وَمَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ (42) عَلَيْهِ طُرُقُهُ وَأَعْضَلَ (43) عَلَيْهِ أَمْرُهُ وَضَاق عَلَيْه مَخْرَجُهُ. وَالشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الَّتمارِي (44) ، وَالهَوْلِ (45) ، وَالتَّرَدُّدِ (46) والْإِسْتِسْلاَمِ (47) : فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ (48) دَيْدَناً (49) لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ (50) ، وَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ (51) ، وَمَن تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبِ (52) وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ (53) ، وَمَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا. قال الرضي: و بعد هذا كلام تركنا
ذكره خوف الْإِطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الباب .
32. وقال عليه السلام: فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ.
33. وقال عليه السلام: كُنْ سَمَحاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً، وَكُنْ مُقَدِّراً (54) وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّراً (55) .
34. وقال عليه السلام: أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنى (56) .
35. وقال عليه السلام: مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا فِيهِ بما لاَ يَعْلَمُونَ.
36. وقال عليه السلام: مَنْ أَطَالَ الْأَمَلَ (57) أَسَاءَ الْعَمَلَ.
37. وقال عليه السلام وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار (58) ، فترجّلوا له (59) واشتدّوا بين يديه (60) فقال: مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟ فقالوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا.
فقال عليه السلام: وَاللهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ (61) عَلَى أَنْفُسِكْمْ فِي دُنْيَاكُمْ، وَتَشْقَوْنَ (62) بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ، وَمَا أخْسرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ (63) مَعَهَا الْأَمَانُ مِنَ النَّارِ!
38. وقال عليه السلام: لِإِبنه الحسن عليه السلام: يَا بُنَيَّ، احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وَأَرْبَعاً، لاَ يَضُرَّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ: إِنَّ أَغْنَى الْغِنَىُ الْعَقْلُ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ، وَأَوحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ (64) ، وَأَكْرَمَ الْحَسَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ. يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُريِدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ. وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ. وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ (65) . وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ (66) : يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.
39. وقال عليه السلام: لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ (67) إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ.
40. وقال عليه السلام: لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ.
قال الرضي: و هذا من المعاني العجيبة الشريفة، والمراد به أنّ العاقل لا يطلق لسانه إلاّ بعد مشاورة الرَّوِيّةِ ومؤامرة الفكرة. والأحمق تسبق حذفاتُ لسانه (68) وفلتاتُ كلامه مراجعةَ فكره (69) ومماخضة رأيه (70) ، فكأن لسان العاقل تابع لقلبه، وكأن قلب الأحمق تابع للسانه.
41.و قد روي عنه عليه السلام هذا المعني بلفظ، آخر و هو قوله :قَلْبُ الْأَحْمَقِ فِي فَيهِ، وَ لَسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِهِ. و معناهما واحد.
42. وقال عليه السلام لبعض أَصحابه في علّة اعتلّها: جَعَلَ اللهُ مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حطّاً لِسَيِّئَاتِكَ، فَإِنَّ الْمَرَضَ لاَ أَجْرَ فِيهِ، وَلكِنَّهُ يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ، وَيَحُتُّهَا حَتَّ (71) الْأَوْرَاقِ، وَإِنَّمَا الْأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِالّلسَانِ، وَالْعَمَلِ بِالْأَيْدِي وَالْأَقْدَامِ، وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَالسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عَبَادِهِ الْجَنَّةَ. قال الرضي: و أقول: صدق عليه السلام، إنّ المرض لا أجر فيه، لأنه ليس من قبيل ما يُستحَقّ عليه العوض، لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد، من الآلام والأمراض، وما يجري مجرى ذلك،الأجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد، فبينهما فرق قد بينه عليه السلام، كما يقتضيه علمه الثاقب رأيه الصائب.
44. وقال عليه السلام طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ، وَعَمِلَ لِلْحِسَابِ، وَقَنِعَ بِالْكَفَافِ (72) ، وَ رَضِيَ عَنِ اللهِ.
45. وقال عليه السلام: لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ (73) الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَاأَبْغَضَنِي، وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا (74) عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي: وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمِ أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.
47. وقال عليه السلام: قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِهِ، عِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ.
49. وقال عليه السلام: احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إذَا جَاعَ، واللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ.
50. وقال عليه السلام : قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ.
1. ابن اللَبون ـ بفتح اللام وضم الباء ـ : ابن الناقة إذا استكمل سنتين.
2. أزْرَى بها: حَقَرَها.
3. اسْتَشْعَرَه: تبطّنَه وتخلّق به.
4. أمّرَ لسانَه: جعله أميراً.
5. المُقِلّ ـ بضم فكسر وتشديد اللام ـ : الفقير.
6. الجُنّة ـ بالضم ـ : الوقاية.
7. الحِبَالَة ـ بكسر الحاء، بزِنَة كِتابة ـ : شَبَكَة الصيد، ومثله الأحْبُول والاحْبُولَة ـ بضم الهمزة فيهما ـ وتقول: حَبَلَ الصيدَ واحتبله، إذا أخذه بها.
8. الاحتمال: تحمّل الأذى.
9. يَنْظُرُ بشحْم: يريد بالشحم، شَحْم الحدقة.
10. يتَكلّم بلحم: يريد باللحم، اللسان.
11. يسْمَع بعظْم: يريد عظام الأذن يضربها الهواء فتقرع عصب الصماخ فيكون السماع.
12.أطْرَاف النِّعَم: أوائلها.
13. أقْصاها: أبعدها، والمراد آخرها.
14. أُتِيح له: قُدّر له.
15. المَفْتُون: الداخل في الفتنة.
16. الحَتْف ـ بفتح فسكون ـ : الهلاك.
17. غَيِّرُوا الشّيْبَ: يريد تغييره بالخِضاب ليراهم الأعداء كهولاً أقوياء.
18. قُلّ ـ بضم القاف ـ أي: قليل أهله.
19. النِطَاق ـ ككتاب ـ : الحِزام العريض، واتساعه كناية عن العظم والإنتشار.
20. الجِرَان ـ على وزن النِطاق ـ : مقدّم عُنُق البعير يضرب به على الأرض إذا استراح وتمكن.
21. العِنان ـ ككتاب ـ : سِير اللجام تُمْسك به الدابة.
22. عَثرَ بأجلَِه: المراد أنه سقط في أجَلِهِ بالموت قبل أن يبلغ ما يريد.
23. العَثْرَة: السَقْطَة، وإقالة عَثْرَتِه: رَفْعُهُ من سقطته. والمُرُوءة ـ بضم الميم ـ : صفة للنفس تحملها على فعل الخير لأنه خير.
24. قُرِنَتِ الهَيْبةُ بالخَيْبَة: أي من تهيّب أمراً خاب من إدراكه.
25. الحياء بالحرمان أي: من أفرط به الخجل من طلب شيء حرم منه.
26. امْشِ بدائكَ أي: مادام الداء سهل الأحتمال يمكنك معه العمل في شؤونك فاعمل، فان أعياك فاسترح له.
27. كنت في إدْبَار أي: تركت الموت خلفك وتوجّهت اليه ليلحق بك.
28. الموت في إقْبَال أي: توجه إليك بعد أن تركته خلفك.
29. الشّفَق ـ بالتحريك ـ : الخوف.
30. تأوّل الحكمة: الوصول إلى دقائقها.
31. العِبْرَة: الاعتبار والاتعاظ.
32. سُنّة الأوّلين: طريقتهم وسيرتهم.
33. غَوْر العلم: سرّه وباطنه.
34. زُهْرَة الحكم ـ بضم الزاي ـ أي: حُسْنه.
35. الشرائع ـ جمع شريعة ـ : أصلها مورد الشاربة، والمراد ـ هنا ـ الظاهر المستقيم من المذاهب، وصدرعنها أي: رجع عنها بعد ما اغترف ليفيض على الناس مما اغترف فيحسن حكمه.
36. الصدق في المَوَاطِن: مواطن القتال في سبيل الحق.
37. الشَنَآن ـ بالتحريك ـ : البغض.
38. التَعَمّق: الذهاب خلف الأوهام على زعم طلب الأسرار.
39. الزَيْغ: الحَيَدَان عن مذاهب الحق والميل مع الهوى الحيواني.
40. الشِقَاق: العِناد.
41. لم يُنِبْ أي: لم يرجع، أناب يُنِيب: رجع.
42. وَعُرَ الطريقُ ـ كَكَرُمَ ووَعَدَ ووَلِعَ ـ : خَشُنَ ولم يسهل السير فيه.
43. أعْضَلَ: اشتدّ وأعجزت صعوبته.
44. التَمَارِي: التجادُل لاظهار قوة الجدل لا لاحقاق لحق.
45. الهَوْل ـ بفتح فسكون ـ : مخافتك من الأمر لا تدري ما هجم عليك منه فتدهش.
46. الترَدّد: انتقاض العزيمة وانفساخها ثم عودها ثم انفساخها.
47. الاسْتِسْلام: إلقاء النفس في تيار الحادثات.
48. المِرَاء ـ بكسر الميم ـ : الجدال.
49. الدَيْدَن: العادة.
50. لم يصبح ليله أي: لم يخرج من ظلام الشك إلى نهار اليقين.
51. نَكَصَ على عَقِبَيْه: رجع متقهقراً.
52. الرَيْب: الظنّ، أي الذي يتردد في ظنه ولا يعقد العزيمة في أمره.
53. سَنَابِكُ الشياطين: جمع سُنْبُك بالضم، وهو طَرَف الحافر; ووطئته: داسته، أي تستنزله شياطين الهوى فتطرحه في الهَلَكة.
54. المُقَدّر: المُقْتَصِد، كأنه يقدّر كل شيء بقيمته فينفق على قدره.
55. المُقَتّر: المُضَيّق في النفقة، كأنه لا يعطي إلاّ القتر، أي الرمقة من العيش.
56. المُنى: جمع مُنْيَة، وهي ما يتمناه الإنسان لنفسه، وفي تركها غنى كامل، لأن من زهد شيئاً استغنى عنه.
57. طول الأمَل: الثقة بحصول الأماني بدون عمل لها.
58. الدَهَاقِين: جمع دِهْقان، وهو زعيم الفلاحين في العَجَم. والأنْبار: من بلاد العراق.
59. تَرَجّلُوا أي: نزلوا عن خيولهم مُشاةً.
60. اشتدّوا: أسرعوا.
61. تَشُقُّون ـ بضم الشين وتشديد القاف ـ : من المشقّة.
62. تَشْقَوْن الثانية ـ بسكون الشين ـ : من الشقاوة.
63. الدَعَة ـ بفتحات ـ : الراحة.
64. العُجْب ـ بضم فسكون ـ : الإعجاب بالنفس، ومن أعجب بنفسه مقته الناس، فلم يكن له أنيس وبات في وحشة دائمة.
65. التافه: القليل.
66. السَرَاب: ما يراه السائر الظمآن في الصحراء فيحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.
67. النوافِل: جمع نافلة، وهي ما يتطوع به من الأعمال الصالحات زيادة على الفرائض المكتوبة، والمراد أن المتطوّع بما لم يكتب عليه لا يقربه إلى الله تطوّعه إذا قصّر في أداء الواجب.
68. وحذفات اللسان: ما يلقيه الأحمق من العبارات العجلى بدون روية ولا تفكير.
69. مراجَعَة الفِكر أي: التروي فيما سبق به اللسان.
70. مُمَاخَضَة الرأي: تحريكه حتى يظهر زُبْده، وهو الصواب.
71. حَتّ الورق عن الشجرة: قَشْرُهُ، والصبر على العلّة: رجوع إلى الله واستسلام لقدره، وفي ذلك خروج اليه من جميع السيئات وتوبة منها، لهذا كان يَحُتّ الذنوب.
72. الكفاف: العيش الوسط الذي يكفي الإنسان حاجاته الأصلية.
73. الخَيْشُوم: أصل الأنف.
74. الجمّات: جمع جَمّة ـ بفتح الجيم ـ وهو من السفينة مُجْتَمَعُ الماء المترشّح من ألواحها، والمراد لوكفأت عليهم الدنيا بجليلها وحقيرها.
1. ابن اللَبون ـ بفتح اللام وضم الباء ـ : ابن الناقة إذا استكمل سنتين.

2. أزْرَى بها: حَقَرَها.

3. اسْتَشْعَرَه: تبطّنَه وتخلّق به.

4. أمّرَ لسانَه: جعله أميراً.

5. المُقِلّ ـ بضم فكسر وتشديد اللام ـ : الفقير.

6. الجُنّة ـ بالضم ـ : الوقاية.

7. الحِبَالَة ـ بكسر الحاء، بزِنَة كِتابة ـ : شَبَكَة الصيد، ومثله الأحْبُول والاحْبُولَة ـ بضم الهمزة فيهما ـ وتقول: حَبَلَ الصيدَ واحتبله، إذا أخذه بها.

8. الاحتمال: تحمّل الأذى.

9. يَنْظُرُ بشحْم: يريد بالشحم، شَحْم الحدقة.

10. يتَكلّم بلحم: يريد باللحم، اللسان.

11. يسْمَع بعظْم: يريد عظام الأذن يضربها الهواء فتقرع عصب الصماخ فيكون السماع.

12.أطْرَاف النِّعَم: أوائلها.

13. أقْصاها: أبعدها، والمراد آخرها.

14. أُتِيح له: قُدّر له.

15. المَفْتُون: الداخل في الفتنة.

16. الحَتْف ـ بفتح فسكون ـ : الهلاك.

17. غَيِّرُوا الشّيْبَ: يريد تغييره بالخِضاب ليراهم الأعداء كهولاً أقوياء.

18. قُلّ ـ بضم القاف ـ أي: قليل أهله.

19. النِطَاق ـ ككتاب ـ : الحِزام العريض، واتساعه كناية عن العظم والإنتشار.

20. الجِرَان ـ على وزن النِطاق ـ : مقدّم عُنُق البعير يضرب به على الأرض إذا استراح وتمكن.

21. العِنان ـ ككتاب ـ : سِير اللجام تُمْسك به الدابة.

22. عَثرَ بأجلَِه: المراد أنه سقط في أجَلِهِ بالموت قبل أن يبلغ ما يريد.

23. العَثْرَة: السَقْطَة، وإقالة عَثْرَتِه: رَفْعُهُ من سقطته. والمُرُوءة ـ بضم الميم ـ : صفة للنفس تحملها على فعل الخير لأنه خير.

24. قُرِنَتِ الهَيْبةُ بالخَيْبَة: أي من تهيّب أمراً خاب من إدراكه.

25. الحياء بالحرمان أي: من أفرط به الخجل من طلب شيء حرم منه.

26. امْشِ بدائكَ أي: مادام الداء سهل الأحتمال يمكنك معه العمل في شؤونك فاعمل، فان أعياك فاسترح له.

27. كنت في إدْبَار أي: تركت الموت خلفك وتوجّهت اليه ليلحق بك.

28. الموت في إقْبَال أي: توجه إليك بعد أن تركته خلفك.

29. الشّفَق ـ بالتحريك ـ : الخوف.

30. تأوّل الحكمة: الوصول إلى دقائقها.

31. العِبْرَة: الاعتبار والاتعاظ.

32. سُنّة الأوّلين: طريقتهم وسيرتهم.

33. غَوْر العلم: سرّه وباطنه.

34. زُهْرَة الحكم ـ بضم الزاي ـ أي: حُسْنه.

35. الشرائع ـ جمع شريعة ـ : أصلها مورد الشاربة، والمراد ـ هنا ـ الظاهر المستقيم من المذاهب، وصدرعنها أي: رجع عنها بعد ما اغترف ليفيض على الناس مما اغترف فيحسن حكمه.

36. الصدق في المَوَاطِن: مواطن القتال في سبيل الحق.

37. الشَنَآن ـ بالتحريك ـ : البغض.

38. التَعَمّق: الذهاب خلف الأوهام على زعم طلب الأسرار.

39. الزَيْغ: الحَيَدَان عن مذاهب الحق والميل مع الهوى الحيواني.

40. الشِقَاق: العِناد.

41. لم يُنِبْ أي: لم يرجع، أناب يُنِيب: رجع.

42. وَعُرَ الطريقُ ـ كَكَرُمَ ووَعَدَ ووَلِعَ ـ : خَشُنَ ولم يسهل السير فيه.

43. أعْضَلَ: اشتدّ وأعجزت صعوبته.

44. التَمَارِي: التجادُل لاظهار قوة الجدل لا لاحقاق لحق.

45. الهَوْل ـ بفتح فسكون ـ : مخافتك من الأمر لا تدري ما هجم عليك منه فتدهش.

46. الترَدّد: انتقاض العزيمة وانفساخها ثم عودها ثم انفساخها.

47. الاسْتِسْلام: إلقاء النفس في تيار الحادثات.

48. المِرَاء ـ بكسر الميم ـ : الجدال.

49. الدَيْدَن: العادة.

50. لم يصبح ليله أي: لم يخرج من ظلام الشك إلى نهار اليقين.

51. نَكَصَ على عَقِبَيْه: رجع متقهقراً.

52. الرَيْب: الظنّ، أي الذي يتردد في ظنه ولا يعقد العزيمة في أمره.

53. سَنَابِكُ الشياطين: جمع سُنْبُك بالضم، وهو طَرَف الحافر; ووطئته: داسته، أي تستنزله شياطين الهوى فتطرحه في الهَلَكة.

54. المُقَدّر: المُقْتَصِد، كأنه يقدّر كل شيء بقيمته فينفق على قدره.

55. المُقَتّر: المُضَيّق في النفقة، كأنه لا يعطي إلاّ القتر، أي الرمقة من العيش.

56. المُنى: جمع مُنْيَة، وهي ما يتمناه الإنسان لنفسه، وفي تركها غنى كامل، لأن من زهد شيئاً استغنى عنه.

57. طول الأمَل: الثقة بحصول الأماني بدون عمل لها.

58. الدَهَاقِين: جمع دِهْقان، وهو زعيم الفلاحين في العَجَم. والأنْبار: من بلاد العراق.

59. تَرَجّلُوا أي: نزلوا عن خيولهم مُشاةً.

60. اشتدّوا: أسرعوا.

61. تَشُقُّون ـ بضم الشين وتشديد القاف ـ : من المشقّة.

62. تَشْقَوْن الثانية ـ بسكون الشين ـ : من الشقاوة.

63. الدَعَة ـ بفتحات ـ : الراحة.

64. العُجْب ـ بضم فسكون ـ : الإعجاب بالنفس، ومن أعجب بنفسه مقته الناس، فلم يكن له أنيس وبات في وحشة دائمة.

65. التافه: القليل.

66. السَرَاب: ما يراه السائر الظمآن في الصحراء فيحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.

67. النوافِل: جمع نافلة، وهي ما يتطوع به من الأعمال الصالحات زيادة على الفرائض المكتوبة، والمراد أن المتطوّع بما لم يكتب عليه لا يقربه إلى الله تطوّعه إذا قصّر في أداء الواجب.

68. وحذفات اللسان: ما يلقيه الأحمق من العبارات العجلى بدون روية ولا تفكير.

69. مراجَعَة الفِكر أي: التروي فيما سبق به اللسان.

70. مُمَاخَضَة الرأي: تحريكه حتى يظهر زُبْده، وهو الصواب.

71. حَتّ الورق عن الشجرة: قَشْرُهُ، والصبر على العلّة: رجوع إلى الله واستسلام لقدره، وفي ذلك خروج اليه من جميع السيئات وتوبة منها، لهذا كان يَحُتّ الذنوب.

72. الكفاف: العيش الوسط الذي يكفي الإنسان حاجاته الأصلية.

73. الخَيْشُوم: أصل الأنف.

74. الجمّات: جمع جَمّة ـ بفتح الجيم ـ وهو من السفينة مُجْتَمَعُ الماء المترشّح من ألواحها، والمراد لوكفأت عليهم الدنيا بجليلها وحقيرها.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:36 PM

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام
ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ
وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ

51. وقال عليه السلام: عَيْبُكَ مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ (1) .
52. وقال عليه السلام: أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ.
53. وقال عليه السلام: السَّخَاءُ مَا كَانَ ابْتِدَاءً، فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْألَةٍِ فَحَيَاءٌ وَ تَذَمُّمٌ (2) .
54. وقال عليه السلام: لاَ غِنَى كَالْعَقْلِ، وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ، وَلاَ ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ.
55. وقال عليه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ، وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ.
56. وقال عليه السلام: الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ.
57. وقال عليه السلام: الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ. قال الرضي: و قد روي هذا الكلام عن النبي صلي اللّه عليه و آله و سلم .
58. وقال عليه السلام: الْمَالُ مَادَّةُ الشَّهَوَاتِ.
59. وقال عليه السلام: مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ.
60. وقال عليه السلام: الِّلسَانُ سَبُعٌ، إِنْ خُلِّيَ عَنْهُ عَقَرَ (3) .
61. وقال عليه السلام: الْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْبَةِ (4) .
62. وقال عليه السلام: إِذَا حُيِّيْتَ بِتَحِيَّةٍ فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا، وَإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا، وَالْفَضْلُ مَعَ ذلِكَ لِلْبَادِىءِ.
63. وقال عليه السلام: الشَّفِيعُ جَنَاحُ الطَّالِبِ.
64. وقال عليه السلام: أَهْلُ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَامٌ.
65. وقال عليه السلام: فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ.
66. وقال عليه السلام: فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِأَهْلِهَا.
67. وقال عليه السلام: لاَ تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ، فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْهُ.
68. وقال عليه السلام: الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ، والشُّكْرُ زِينَةُ الغِنَى.
69. وقال عليه السلام: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَلاَ تُبَلْ (5) مَا كُنْتَ.
70. وقال عليه السلام: لاَتَرَى الْجَاهِلَ إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً.
71. وقال عليه السلام: إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ.
72. وقال عليه السلام: الدَّهرُ يُخْلِقُ اللْأَبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الْآمَالَ، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ، ويُبَاعِدُ الْأَُمْنِيَّةَ (6) مَنْ ظَفِرَ بِهِ نَصِبَ (7) ومَنْ فَاتَهُ تَعِبَ.
73. وقال عليه السلام: مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً ْ فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِِجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ.
74. وقال عليه السلام: نَفْسُ الْمَرْءِ خُطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ (8) .
75. وقال عليه السلام: كُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ، وَكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ.
76. وقال عليه السلام: إِنَّ الْأَُمُورَ إذا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا (9) .
77. ومن خبر ضرار بن ضَمُرَةَ الضُّبابِيِّ عند دخوله على معاوية ومسألته له عن أميرالمؤمنين عليه السلام. قال: فأشهَدُ لقَدْ رَأَيْتُهُ في بعض مواقِفِهِ وقَد أرخى الليلُ سُدُولَهُ (10) وهو قائمٌ في محرابِهِ قابِضٌ على لِحْيتِهِ يَتَمَلْمَلُ (11) تَمَلْمُلَ السَّليمِ (12) ويبكي بُكاءَ الحَزينِ، ويقولُ: يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا، إِلَيْكِ عَنِّي، أَبِي تَعَرَّضْتِ (13) ؟ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ؟ لاَ حَانَ حِينُكِ (14) ! هيْهَات! غُرِّي غَيْرِي، لاَ حاجَةَ لِي فيِكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لارِجْعَةَ فِيهَا! فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ. آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ، وَطُولِ الطَّرِيقِ، وَبُعْدِ السَّفَرِ، وَعَظِيمِ الْمَوْرِدِ (15) .
78. ومن كلام له عليه السلام: للسائل الشامي لما سأله: أَكان مسيرنا إِلى الشام بقضاءٍ من الله وقدر؟ بعد كلام طويل هذا مختاره: طوَيْحَكَ! لَعَلَّكَ ظَنَنْتُ قَضَاءً (16) لاَزِماً، وَقَدَراً (17) حَاتِماً (18) وَلَوْ كَانَ ذلِكَ كَذلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ والْعِقَابُ، وَسَقَطَ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ. إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَمَرَ عِبَادَهُ تَخْيِيراً، وَنَهَاهُمْ تَحْذِيراً، وَكَلَّفَ يَسِيراً، وَلَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً، وَأَعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً، وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً، وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً، وَلَمْ يُرْسِلِ الْأَنْبِيَاءَ لَعِباً، وَلَمْ يُنْزِلِ الْكِتَابَ لِلْعِبَادِ عَبَثاً، وَلاَ خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً: (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ).
79. وقال عليه السلام: خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ في صَدْرِ الْمُنَافِقِ فَتَتَلَجْلَجُ (19) فِي صَدْرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَا فِي صَدْرِ الْمُؤْمِنِ.
80. وقال عليه السلام: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ.
81. وقال عليه السلام: قِيمَةُ كُلِّ امْرِىءٍ مَا يُحْسِنُهُ. قال الرضي: وهي الكلمة التي لاتُصابُ لها قيمةٌ، ولا توزن بُها حكمةٌ، ولا تُقرنُ إِليها كلمةٌ.
82. وقال عليه السلام: أُوصِيكُمْ بِخَمْسٍ لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَيْهَا آبَاطَ الْإِِبِلِ (20) لَكَانَتْ لِذلِكَ أَهْلاً: لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَافَنَّ إِلاَّ ذَنْبَهُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: لاَ أَعْلَمُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعَلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ. وَ عَلَيْكُمْ َبِالصَّبْرِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْإِِيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلاَ خَيْرَ فِي جَسَدٍ لاَ رأْسَ مَعَهُ، وَلاَ في إِيمَانٍ لاَ صَبْرَ مَعَهُ.
83. وقال عليه السلام لرجل أفرط في الثناء عليه، وكان له مُتَّهماً: أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ، وَفَوْقَ مَا فِي نَفْسِكَ.
84. وقال عليه السلام: بَقِيَّةُ السَّيْفِ (21) أَبْقَى عَدَداً، وَأَكْثَرُ وَلَداً.
85. وقال عليه السلام: مَنْ تَرَكَ قَوْلَ: لاَ أَدْري، أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ (22) .
86. وقال عليه السلام: رَأْيُ الشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ الْغُلاَمِ (23) وَروي: مِنْ مَشْهَدِ الْغُلاَمِ (24) .
87. وقال عليه السلام: عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الْإِِسْتِغْفَارُ.
88. وحكى عنه أبوجعفر محمد بن علي الباقر أَنّه قال: كَانَ فِي الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ: أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ. وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالْإِِسْتِغْفَارْ، قَالَ اللهُ تَعَالي: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). قال الرضي وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط.
89. وقال عليه السلام: مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ.
90. وقال عليه السلام: الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ (25) اللهِ وَلَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ (26) اللهِ.
91. وقال عليه السلام: إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَِ (27) .
92. وقال عليه السلام: أَوْضَعُ الْعِلْمِ (28) مَا وُقِفَ عَلَى اللِّسَانِ (29) وَأَرْفَعُهُ مَا ظَهَرَ فِي الْجَوَارِحِ وَالْأَرْكَانِ (30) .
93. وقال عليه السلام: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، لاََِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَةٍ، وَلكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ)، وَمَعْنَى ذلِكَ أَنَّهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِط لِرِزْقِهِ وَالرَّاضِي بِقِسْمِهِ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلكِن لِتَظْهَرَ الْأَفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، لاََِنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ وَيَكْرَهُ الْإِِنَاثَ، وَبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ (31) وَيَكْرَهُ انْثِلاَمَ الحَالِ (32) . قال الرضي: وهذا من غريب ما سمع منه عليه السلام في التفسير.
94. وسئل عليه السلام وعن الخير ما هو؟ فقال: لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ، وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ، وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ. وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ: رَجُلٍ أَذْنَبَ ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكُهَا بِالتَّوْبَةِ، وَرَجُلٍ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ.
95. وقال عليه السلام: لاَيَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ ؟
96. وقال عليه السلام: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالْأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاؤُوا بِهِ، ثُمَّ تَلاَ: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا واللهُ وَليُّ الْمُؤْمِنينَ). ثُمَّ قَالَ: إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللهَ وإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ (33) وَإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللهَ وَإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ!
97. وقد سمع عليه السلام رجلاً من الحرورية (34) يتهجّد (35) ويقرأ، فقال: نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ صَلاَةٍ فِي شَكٍّ.
98. وقال عليه السلام: اعْقِلُوا الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَةٍ لاَ عَقْلَ رِوَايَةٍ، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ، وَرُعَاتَهُ قَلِيلٌ.
99. وسمع رجلاً يقول: (إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). فقال عليه السلام: إِنَّ قَوْلَنا: (إِنَّا لله) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ (36) وقولَنَا: (وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ (37) .
100. وقال عليه السلام وقد مدحه قوم في وجهه: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا لاَ يَعْلَمُونَ.
1. الجَدّ ـ بالفتح ـ : الحظ، والمراد إقبال الدنيا على الانسان.
2. التَذَمّم: الفِرار من الذم، كالتأثّم والتحرّج.
3 . عَقَرَ: عَضّ، ومنه الكلب العَقُور.
4 . اللّسْبَة: اللَسْعَة، لَسَبَتْهُ العَقْرَب ـ بفتح السين ـ : لَسَعَتهُ، والمرأة ـ في رأي الاِمام ـ تشبه العقرب، لكن لسعتها ذات حلاوة.
5. لا تُبَلْ: لا تكْتَرِثْ ولا تهتم.
6 . يُبَاعِدُ الأَمْنِيَة أي: يجعلها بعيدة صعبة المنال.
7 . نَصِبَ ـ من باب تَعِب ـ : وهو بمعناه مع مزيد الإِعياء.
8 . (نَفَسُ المَرْء خُطَاهُ إلى أَجَلِه): كأن كلّ نَفَس يتنفسه الإِنسان خطوةٌ يقطعها إلى الأَجل.
9. اعتبر آخرها بأولها: أي قيس، فعلى حسب البدايات تكون النهايات.
10. أرْخَى سُدُوله: جمع سدِيل، وهو ما أسدل على الهوْدَج، والمراد حجب ظلامه.
11. يَتَمَلْمَل: لا يستقرّ من المرض كأنه على ملة، وهي الرماد الحارّ.
12. السليم: الملدوغ من حيّة ونحوها.
13. يعْرِض به ـ كتعرّضه ـ : تصدّى له وطلبه.
14. (لا حَانَ حِينُك): لا جاءوقتُ وصولك لقلبي وتمكن حبك منه.
15. المَوْرِد: موقف الورود على الله في الحساب.
16. القضاء: علم الله السابق بحصول الأَشياء على أحوالها في أو ضاعها.
17. القَدَر: إيجاد الله للأَشياء عند وجود أسبابها، ولا شيء من القضاء والقدر منهما لايضطر العبد لفعل من أفعاله.
18. الحاتم: الذي لامفرّ من وقوعه حتماً.
19. تَتَلَجْلَجُ أي: تتحرك.
20. الآبَاط: جمع إبْط، وضَرْب الآباط: كناية عن شدّ الرِّحال وحثّ المسير.
21. بَقِيّة السيف: هم الذين يبقون بعد الذين قتلوا في حفظ شرفهم ودفْعِ الضَيْم عنهم وفضلوا الموت على الذلّ، فيكون الباقون شُرَفاء نُجَدَاء، فعددهم أبقىولدهم يكون أكثر، بخلاف الأَذِلاّء، فإنّ مصيرهم إلى المحو والفناء.
22. مَقَاتِلُه: مواضع قتله.
23. جَلَد الغلام: صبره على القتال.
24. مَشْهَد الغلام: إيقاعه بالأَعداء.
25. رَوْح الله ـ بفتح الراء ـ : لطفه ورأفته.
26. مَكْرُالله: أخذه للعبد بالعقاب من حيث لا يشعر.
27. طرائف الحكمة: غرائبها المستطرفة.
28. (أَوْضَع العلمِ) :أي أدناه.
29. ما وقف على اللسان :أي لم يظهر أثره في الأَخلاق والأَعمال.
30. أركان البدن: أعضاؤه الرئيسة كالقلب والمخ.
31. تثمير المال: إنماؤه بالربح.
32 . انثِلام الحال: نقصه.
33. لُحْمَتُهُ ـ بالضم ـ أي: نسبه.
34. الحَرورِيّة ـ بفتح الحاء ـ : الخَوَارج الذين خرجوا على عليّ بحَرُوراء.
35. (يتهجّد): أي يصلّي بالليل.
36. إقْرَار بالمُلْك: لأَن اللام في قوله تعالى: (إنّا لله) هي لام التمليك.
37. الهُلْك ـ بالضم ـ : الهلاك.
1. الجَدّ ـ بالفتح ـ : الحظ، والمراد إقبال الدنيا على الانسان

2. التَذَمّم: الفِرار من الذم، كالتأثّم والتحرّج

3. عَقَرَ: عَضّ، ومنه الكلب العَقُور

4. اللّسْبَة: اللَسْعَة، لَسَبَتْهُ العَقْرَب ـ بفتح السين ـ : لَسَعَتهُ، والمرأة ـ في رأي الاِمام ـ تشبه العقرب، لكن لسعتها ذات حلاوة

5. لا تُبَلْ: لا تكْتَرِثْ ولا تهتم

6. يُبَاعِدُ الأَمْنِيَة أي: يجعلها بعيدة صعبة المنال

7. نَصِبَ ـ من باب تَعِب ـ : وهو بمعناه مع مزيد الإِعياء

8. (نَفَسُ المَرْء خُطَاهُ إلى أَجَلِه): كأن كلّ نَفَس يتنفسه الإِنسان خطوةٌ يقطعها إلى الأَجل

9. اعتبر آخرها بأولها: أي قيس، فعلى حسب البدايات تكون النهايات

10. أرْخَى سُدُوله: جمع سدِيل، وهو ما أسدل على الهوْدَج، والمراد حجب ظلامه.

11. يَتَمَلْمَل: لا يستقرّ من المرض كأنه على ملة، وهي الرماد الحارّ

12. السليم: الملدوغ من حيّة ونحوها

13. يعْرِض به ـ كتعرّضه ـ : تصدّى له وطلبه

14. (لا حَانَ حِينُك): لا جاءوقتُ وصولك لقلبي وتمكن حبك منه

15. المَوْرِد: موقف الورود على الله في الحساب

16. القضاء: علم الله السابق بحصول الأَشياء على أحوالها في أو ضاعها

17. القَدَر: إيجاد الله للأَشياء عند وجود أسبابها، ولا شيء من القضاء والقدر منهما لايضطر العبد لفعل من أفعاله

18. الحاتم: الذي لامفرّ من وقوعه حتماً

19. تَتَلَجْلَجُ أي: تتحرك

20. الآبَاط: جمع إبْط، وضَرْب الآباط: كناية عن شدّ الرِّحال وحثّ المسير

21. بَقِيّة السيف: هم الذين يبقون بعد الذين قتلوا في حفظ شرفهم ودفْعِ الضَيْم عنهم وفضلوا الموت على الذلّ، فيكون الباقون شُرَفاء نُجَدَاء، فعددهم أبقىولدهم يكون أكثر، بخلاف الأَذِلاّء، فإنّ مصيرهم إلى المحو والفناء

22. مَقَاتِلُه: مواضع قتله

23. جَلَد الغلام: صبره على القتال

24. مَشْهَد الغلام: إيقاعه بالأَعداء

25. رَوْح الله ـ بفتح الراء ـ : لطفه ورأفته

26. مَكْرُالله: أخذه للعبد بالعقاب من حيث لا يشعر

27. طرائف الحكمة: غرائبها المستطرفة

28. (أَوْضَع العلمِ) :أي أدناه

29. ما وقف على اللسان :أي لم يظهر أثره في الأَخلاق والأَعمال

30. أركان البدن: أعضاؤه الرئيسة كالقلب والمخ

31. تثمير المال: إنماؤه بالربح

32. انثِلام الحال: نقصه

33. لُحْمَتُهُ ـ بالضم ـ أي: نسبه

34. الحَرورِيّة ـ بفتح الحاء ـ : الخَوَارج الذين خرجوا على عليّ بحَرُوراء

35. (يتهجّد): أي يصلّي بالليل

36. إقْرَار بالمُلْك: لأَن اللام في قوله تعالى: (إنّا لله) هي لام التمليك

37. الهُلْك ـ بالضم ـ : الهلاك.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:39 PM

101. وقال عليه السلام: لاَ يَسْتَقِيمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلاَّ بِثَلاَثٍ: بِاسْتِصْغَارِهَا (1) لِتَعْظُمَ، وَبِاسْتِكْتَامِهَا (2) لِتَظْهَرَ، بِتَعْجِيلِهَا لِتَهْنَؤَ (3) .
102. وقال عليه السلام: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُقَرَّبُ فِيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ (4) وَلاَ يُظَرَّفُ (5) فِيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ، وَلاَ يُضَعَّفُ (6) فِيهِ إِلاَّ الْمُنْصِفُ، يَعِّدُونَ الصَّدَقَةَ فِيِه غُرْماً (7) ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً (8) وَالْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً (9) عَلَى النَّاسِ! فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ النِّسَاءِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ!
103. ورئي عليه إزار خَلَقٌ مرقوع، فقيل له في ذلك, فقال: يَخْشَعُ لَهُ الْقَلْبُ، وَتَذِلُّ بِهِ النَّفْسُ، وَيَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُونَ. إِنَّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ، وَسَبِيلاَنِ مُخْتَلِفَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَتَوَلاَّهَا أَبْغَضَ الْآخِرَةَ وَعَادَاهَا، وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَمَاشٍ بَيْنَهُمَا، كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ الْآخَرِ وَهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ!
104. وعن نوفٍ البِكاليّ، قال: رأيت أميرالمؤمنين عليه السلام ذات ليلة، وقد خرج من فراشه، فنظر في النجوم فقال: يا نوف، أراقد أنت أم رامق؟ فقلت: بل رامق (10) . قال: يَا نَوْفُ، طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ، أُولئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً، وَتُرَابَهَا فِرَاشاً، وَمَاءَهَا طِيباً، وَالْقُرْآنَ شِعَاراً (11) وَالدُّعَاءَ دِثَاراً (12) ثُمَّ قَرَضُوا (13) الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ (14) الْمَسِيحِ. يَا نَوْفُ، إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَامَ فِى مِثْلِ هذِهِ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: إِنَّهَا سَاعَةٌ لاَ يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَشَّاراً (15) أَوْ عَرِيفاً (16) أَوْ شُرْطِيّاً (17) أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ (وهي الطنبور) أَوْ صَاحِبَ كَوْبَةٍ (وهي الطبل، وقد قيل أيضاً: إنّ العَرْطَبَةَ: الطبلُ، والكوبةَ: الطنبور).
105. وقال عليه السلام: إِنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَنَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا (18) وَسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ وَلَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلاَ تَتَكَلَّفُوهَا (19) .
106. وقال عليه السلام: لاَ يَتْرُكُ النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لْإِسْتِصْلاَحِ دُنْيَاهُمْ إلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ.
107. وقال عليه السلام: رُبَّ عَالِمٍ قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ، وَعِلْمُهُ مَعَهُ لاَ يَنْفَعُهُ.
108. وقال عليه السلام: لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ (20) هذَا الْإِنْسَانِ بَضْعَةٌ (21) هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ: وَذلِكَ الْقَلْبُ، وَلَهُ مَوَادَّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَأَضْدَادٌ مِنْ خِلاَفِهَا، فَإِنْ سَنَحَ (22) لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ، وَإِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ و اِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ، وإِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ، وَإِنْ أَسْعَدَهُ الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ (23) ، إِنْ غَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ، وَإِن اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْرُ اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ (24) وَإِنْ أَفَادَ (25) مَالاً أَطْغَاهُ الغِنَى، وَإِن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ، وَإِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ (26) شَغَلَهُ الْبَلاَءُ، وَإِنْ جَهَدَهُ (27) الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ، وإِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ (28) الْبِطْنَةُ (29) . فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ، وَكُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ.
109. وقال عليه السلام: نَحْنُ الْنُّمْرُقَهُ الْوُسْطَي (30) , بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي، وَإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي (31) .
110. وقال عليه السلام: لاَ يُقِيمُ أَمْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ إلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ (32) وَلاَ يُضَارِعُ (33) وَلاَ يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ (34) .
111. وقال عليه السلام وقد توفي سهل بن حُنَيْفٍ الاَنصاري بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين، وكان من أحبّ الناس إليه:
لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَتَ (35) . معنى ذلك: أنّ المحنة تغلظ عليه، فتسرع المصائب إليه، ولا يفعل ذلك إلاَّ بالْأَتقياء الْأَبرار والمصطفين الْأَخيار، وهذا مثل قوله عليه السلام :
112. مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً. وقد تُؤُوّل ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره.
113. وقال عليه السلام: لاَ مَالَ أَعْوَدُ (36) مِنَ الْعَقْلِ، وَلاَ وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ (37) ، وَلاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ كَرَمَ كَالتَّقْوَى، وَلاَ قَرِينَ كَحُسْنَ الْخُلْقِ وَلاَ مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ، وَلاَ قَائِدَ كَالتَّوْفِيقِ، وَلاَ تِجَارَةَ كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلاَ رِبْحَ كَالثَّوَابِ، وَلاَ وَرَعَ كالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ، وَلاَ زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ، ولاَ عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ، وَلاَ عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرائِضِ، وَلاَ إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَالصَّبْرِ، وَلاَ حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ، وَلاَ شَرَفَ كَالْعِلْمِ، وَلاَ عِزَّ كَألْحَلْمِ. وَلاَ مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِن الْمُشَاوَرَةِ.
114. وقال عليه السلام: إِذَا اسْتَوْلَى الصَّلاَحُ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ, ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ حَوْبَةٌ (38) فَقَدْ ظَلَمَ! وَإِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِهِ فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غَرَّرَ (39) !
115. وقيل له عليه السلام: كيف نجدك يا أميرالمؤمنين؟ فقال: كَيْفَ يَكُونُ مَنْ يَفْنَى بِبِقَائِهِ (40) , وَيَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ (41) وَيُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِهِ (42) .
116. وقال عليه السلام: كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ (43) بِالْإِحْسَانِ إلَيْهِ، وَمَغْرورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ! وَمَا ابْتَلَى (44) اللهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِمْلاَءِ لَهُ (45) .
117. وقال عليه السلام: هَلَكَ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَالٍ (46) وَ مُبْغِضٌ قَالٍ (47) .
118. وقال عليه السلام: إضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ.
119. وقال عليه السلام: مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا، وَالسُّمُّ النَّاقِعُ فِي جَوْفِهَا، يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ، وَيَحْذَرُهَا ذُواللُّبِّ الْعَاقِلُ!
120. وقال عليه السلام وقد سئل عن قريش: أَمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ، نُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ، وَالنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ. وَأَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمسٍ فَأَبْعَدُهَا رَأْياً، وَأَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا. وَأَمَّا نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا، وَأَسْمَحُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِنُفُوسِنَا. وَهُمْ أَكْثَرُ وَأَمْكَرُ وَأَنْكَرُ، وَنَحْنُ أَفْصَحُ وَأَنْصَحُ وَأَصْبَحُ.
121. وقال عليه السلام: شَتَّانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ: عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ، وَعَمَلٍ تَذْهَبُ مَؤُونَتُهُ وَيَبْقَى أَجْرُهُ.
122. وتبع جنازة فسمع رجلاً يَضحك، فقال عليه السلام: كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ (48) عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ! نُبَوِّئُهُمْ (49) أَجْدَاثَهُمْ (50) نَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ (51) كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ، بَعْدَهُمْ ! ثُمَّ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ وَوَاعِظَةٍ، وَرُمِينَا بِكُلِّ فَادِحٍ وَ جَائِحَةٍ (52) !!
123. وقال عليه السلام: طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ، وَطَابَ كَسْبُهُ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ (53) َوأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يُنْسَبْ إِلَى الْبِدْعَةِ. قال الرضي: أقول: ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكذالك الذي قبله.
124. وقال عليه السلام: غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ (54) وَغْيْرَةُ الرَّجُلِ إيمَانٌ.
125. وقال عليه السلام: لاَََنْسُبَنَّ الْإِسْلاَمَ نِسْبَةً لَمْ يَنسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي. الْإِسْلاَمُ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ، وَالْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ، وَالتَّصْدِيقُ هُوَ الْإِقْرَارُ، وَالْإِقْرَارُ هُوَ الْأَدَاءُ، وَالْأَدَاءُ هَوَ الْعَمَلُ.
126. وقال عليه السلام: عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ (55) الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ، وَيَفُوتُهُ الْغِنَى الَّذِى إِيَّاهُ طَلَبَ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، وَيُحَاسَبُ فِي الْآخِرَةِ حِسَابَ الْأَغْنِيَاءِ. وَعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً، وَيَكُونُ غَداً جِيفَةً. وَعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللهِ، وَهُوَ يَرَى خَلْقَ اللهِ. وَعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ، وهُوَ يَرَى الْمَوْتَى. وَعَجِبْتُ لِمَن أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى، وَهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الْأُولَى. وَعَجِبْتُ لِعَامِرٍ دَارَ الْفَنَاءِ، وَتَارِكٍ دَارَ الْبَقَاءِ.
127. وقال عليه السلام: مَنْ قَصَّرَ فِي الْعَمَلِ ابْتُلِيَ بِالْهَمِّ، وَلاَ حَاجَةَ لِلَّهِ فِيمَنْ لَيْسَ لِلَّهِ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ نَصِيبٌ.
128. وقال عليه السلام: تَوَقَّوا الْبَرْدَ (56) فِي أَوَّلِهِ، وَتَلَقَّوْهُ (57) فِي آخِرِهِ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الْأَبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الْأَشْجَارِ، أَوَّلُهُ يُحْرِقُ وَ آخِرُهُ يُورقُ (58) .
129. وقال عليه السلام: عِظَمُ الخالِقِ عِنْدَكَ يُصَغِّرُ الْمَخْلُوقَ فِي عَيْنِكَ.
130. وقال عليه السلام وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة: يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ (59) وَالْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ (60) وَالْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ, يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (60) سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ (62) لاَحِقٌ. أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الْأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ. هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثم التفت إِلى أَصحابه فقال: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ لِأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ (خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى).
131. وقال عليه السلام وقد سمع رجلاً يذم الدنيا: أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا، الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا، الْمَخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا! أَتَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ تَذُمُّهَا؟ أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ (63) عَلَيْهَا، أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ؟ مَتَى اسْتَهْوَتْكَ (64) أَمْ مَتى غَرَّتْكَ؟ أَبِمَصَارِعِ (65) آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى (66) أَمْ بِمَضَاجِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى (67) ؟ كَمْ عَلَّلْتَ (68) بِكَفَّيْكَ، وَكَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ! تَبْتَغِي لَهُمُ الشِّفَاءَ، وَتَسْتَوْصِفُ (69) لَهُمُ الْأَطِبَّاءَ ،غَدَاةَ لاَيُغْنِي عَنْهُمْ دَوَاؤُكَ، وَلاَ يُجْدِي عَلَيْهِمْ بُكَاؤُكَ. لَمْ يَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُكَ (70) وَلَمْ تُسْعَفْ فِيهِ بِطِلْبَتِكَ (71) وَلَمْ تَدْفَعْ عَنْهُ بِقُوَّتِكَ! قَدْ مَثَّلَتْ لَكَ بِهِ الدُّنْيَا نَفْسَكَ (72) وَبِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَكَ. إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غِنىً لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا (73) وَدَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنْ اتَّعَظَ بِهَا. مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللهِ، وَمُصَلَّى مَلاَئِكَةِ اللهِ، وَمَهْبِطُ وَحْيِ اللهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللهِ، اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ. فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَقَدْ آذَنَتْ (74) بِبَيْنِهَا (75) وَنَادَتْ بِفِراقِهَا، وَنَعَتْ نَفْسَهَا (76) وَأَهْلَهَا، فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلاَئِهَا الْبَلاَءَ،شَوَّقَتْهُمْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ؟! رَاحَتْ بِعَافِيَةٍ (77) وَابْتَكَرَتْ (78) بِفَجِيعَةٍ (79) , ترغِيباً وَتَرْهِيباً، وَتَخْوِيفاً وَتَحْذِيراً، فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ النَّدَامَةِ، وَحَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ذَكَّرَتْهُمُ الدُّنْيَا فتََذَكَرُوا، وَحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا، وَوَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا.
132. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ: لِدُوا (80) لِلْمَوْتِ، وَاجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ.
133. وقال عليه السلام: الدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ لاَ دَارِ مَقَرٍّ، وَالنَّاسُ فِيهَا رَجُلاَنِ: رَجُلٌ بَاعَ فِيهَا نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا (81) وَرَجُلٌ ابْتَاعَ نَفْسَهُ (82) فَأَعْتَقَهَا.
134. وقال عليه السلام: لاَ يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلاَثٍ: فِي نَكْبَتِهِ، وَغَيْبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ.

135. وقال عليه السلام: مَنْ أُعْطِيَ أَرْبعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً: مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الْإِسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ. قال الرضي: وتصديقُ ذَلكَ في كتَابِ اللهِ، قَالَ اللهُ في الدّعَاء: (ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ)، وقال في الإِستغفار: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً)، وقال في الشكر: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنّكُمْ)، وقال في التوبة: (إنّما التّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُم يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً).
136. وقال عليه السلام: الصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَالْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّيَامُ، وَجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ (83) .
137. وقال عليه السلام: اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ.
138. وقال عليه السلام: ومَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ.
139. وقال عليه السلام: تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُونَةِ.
140. وقال عليه السلام: مَا عَالَ (84) مَنِ اقْتَصَدَ.
141. وقال عليه السلام: قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ.
142. وقال عليه السلام: التَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ.

143. وقال عليه السلام: وَالْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ.
144. وقال عليه السلام: يَنْزِلُ الصَّبْرُ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ، وَمَنْ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ حَبِطَ (85) عَمَلُهُ.
145. وقال عليه السلام: كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَ الظَّمَأُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ وَ الْعَنَاءُ، حَبَّذَا نَوْمُ الْأَكْيَاسِ (86) وَإِفْطَارُهُمْ!
146. وقال عليه السلام: سُوسُوا (87) إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَادْفَعُوا أَمْواجَ الْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ.
147. ومن كلام له عليه السلام
لكُمَيْل بن زياد النخعي:
قال كُمَيْل بن زياد: أخذ بيدي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فأخرجني إلى الجبّان (88) فلمّا أصحر (89) تنفّس الصّعَدَاء (90) ثمّ قال: يَا كُمَيْل بْن زِيَادٍ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ (91) فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا (92) فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ (93) وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ (94) رَعَاعٌ (95) أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ (96) يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ. يَا كُمَيْلُ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ, الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ المَالَ. وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ، وَالْعِلْمُ يَزْكُو (97) عَلَى الْإِنْفَاقِ، وَصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ. يَا كُمَيْل بْن زِيَادٍ، مَعْرِفَةُ الَعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، بِهِ يَكْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ، وَالْمَالُ مَحْكُوم ٌعَلَيْهِ. يَا كُمَيْل بْن زِيادٍ، هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعَُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ: أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ. هَا إِنَّ ها هُنَا لَعِلْماً جَمّاً (وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى صَدره) لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً (98) ! بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً (99) غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، وَمُسْتَظْهِراً بِنِعَمَ اللهِ عَلَى عِبادِهِ، وَبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ (100) لاَ بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ (101) يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ. أَلاَ لاَ ذَا وَلاَ ذَاكَ! أَوْ مَنْهُوماً (102) بِالَّلذَّةِ، سَلِسَ الْقِيَادِ (103) للشَّهْوَةِ، أَوْ مُغْرَماً (104) بِالْجَمْعِ وَالْإِدِّخَارِ (105) لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ، أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنَعَامُ (106) السَّائِمَةُ (107) ! كَذلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ. اللَّهُمَّ بَلَى! لاَ تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، وَ إَمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً (108) لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولئِكَ؟ أُولئِكَ ـ وَاللَّهِ ـ الْأَقَلُّونَ عَدَداً، وَالْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللّهِ قَدْراً، يَحْفَظُ اللهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتِهِ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ، وَبَاشَرُ
وا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا (109) مَا اسْتَوْعَرَهُ (110) الْمُتْرَفُونَ (111) وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى، أُولئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَالدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ، آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ! انْصَرِفْ إذَا شِئْتَ.
148. وقال عليه السلام: الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.
149. وقال عليه السلام: هَلَكَ امْرُؤُ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَهُ.
150. وقال عليه السلام لرجلٍ سأَله أَن يعظه: لاَ تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الْآخِرَةَ بِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَ يُرَجِّي التَّوْبَةَ (112) بِطُولِ الْأَمَلِ. يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ، وَيَعْمَلُ فِيهَا بَعَمَلِ الرَّاغِبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ، وَإِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ، يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيَما بَقِيَ، يَنْهَى وَلاَ يَنْتَهِي، وَيَأْمُرُ بِمَا لاَ يَأْتِي، يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلاَ يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ، وَيُبْغِضُ الْمُذْنِبِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ، وَيُقِيمُ (113) عَلَى مَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أجْلِهِ , إِنْ سَقِمَ (114) ظَلَّ نَادِماً، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً، يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عوفِيَ، وَيَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ، إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً، وإِنْ نَالَهُ رَخَاءُ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً، تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ، وَلاَ يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ (115) يَخَافُ عَلَى غْيَرِهِ بِأَدْنىَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَيَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ، إِنْ اسْتَغْنَى بَطِرَ (116) وَفُتِنَ، وَإِنِ افْتقَرَ قَنِطَ (117) وَوَهَنَ (118) يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ، وَيُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ، إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ (119) الْمَعْصِيَةَ وَسَوَّفَ (120) التَّوْبَةَ، وَإِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ (121) انْفَرَجَ (122) عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ (123) يَصِفُ الْعِبْرَةَ (124) وَلاَ يَعْتَبرُ، وَيُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَلاَ يَتَّعِظُ، فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ (125) . وَمِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ، يُنَافِسُ فِيَما يَفْنَى، وَيُسَامِحُ فِيَما يَبْقَى، يَرَى الْغُنْمَ (126) مغْرَماً (127) . وَالْغُرْمَ مَغْنَماً، يخشَى الْمَوْتَ وَلاَ يُبَادِرُ (128) الْفوْتَ (129) , يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَيَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ، فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ، وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ، اللَّهْوُ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ، يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ وَلاَ يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ، يُرْشِدُ غَيْرَه ُيُغْوِي نَفْسَهُ، فَهُوَ يُطَاعُ وَيَعْصِي، وَيَسْتَوْفِي وَلا يُوفِي، وَيَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ، وَلاَ يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ. قال الرضي: ولو لم يكن في هذا الكتاب إلاّ هذا الكلام لكفى به موعظةً ناجعةً، وحكمةً بالغةً، وبصيرةً لمبصرٍ و، عبرةً لناظرٍ مفكّرٍ.


1. المراد استصغارها في الطلب لتعظم بالقضاء.
2. اسْتِكْتَامُها: أي الحرص على كتمانها عند محاولتها لتظهر بعد قضائها، فلا تُعْلَم إلا مقضية.
3. تَهْنُؤ :أي تصير هنيئة فيمكن التمتع بها.
4. الماحِل: الساعي في الناس بالوشاية.
5. يُظَرّف ـ بتشديد الراء مبنياً للمجهول ـ : يعدّ ظريفاً.
6. يضعّف ـ بالتشديد مبنياً للمجهول ـ : يعدّ ضعيفاً.
7. الغُرْم ـ بالضم ـ :أي الغَرَامة.
8. المَنّ: ذكرك النعمة على غيرك مظهراً بها الكرامة عليه.
9. الْإستطالة على الناس: التفوّق عليهم والتزيّد عليهم في الفضل.
10. أراد( بالرامق ): منتبه العين، في مقابلة الراقد بمعنى النام، يقال: رَمَقَهُ، إذا لحظه لحظاً خفيفاً.
11. شِعاراً: يقرؤونه سراً للاعتبار بمواعظه والتفكّر في دقائقه، وأصل الشعار: ما يلي البدن من الثياب.
12. دِثاراً:أصل ادِثار ما يعلو البدَن من الثياب، والمراد من اتخاذهم الدعاء دِثاراً جهرهم به إظهاراً للذلّة والخضوع لله.
13. قَرَضوا الدنيا: مزقوها كما يمزّق الثوب المِقْراضُ.
14. على منهاج المسيح: طريقه في الزهادة.
15. العَشّار: من يتول أخذ أَعْشار المال، وهو المَكّاس.
16. العَرِيف: من يتجسّس على أحوال الناس وأسرارهم فيكشفها لاَميرهم مثلاً.
17. الشُرْطيبضم فسكون نسبة إلى الشُرْطة ـ : واحد الشُرَط ـ كرُطَب ـ وهم أعوان الحاكم.
18. أي لا تنتهكوا نهيه عنها بإتيانها، والْإنتهاك: الْإهانة والْإضعاف.
19. لا تتكَلّفوها: أي لا تكلّفوا أَنفسكم بها بعد ما سكت الله عنها.
20. النِيَاط ـ ككِتاب ـ : عِرْق معلّق به القلب.
21. البَضْعة ـ بفتح الباء ـ : القطعة من اللحم، والمراد بها ها هنا القلب.
22. سَنَحَ له: بدا وظهر.
23. التَحفّظ: هو التَوَقّي والتّحرّز من المضرات.
24. الغِرّة ـ بالكسر ـ : الغفلة، و(اسْتَلَبَتْهُ): أي سَلَبَتْهُ وذهبت به عن رُشْدِه.
25. أفَاد المال: استفاده.
26. الفاقة: الفقر.
27. جَهَدَهُ: أَعْياه وأتعبه.
28.( كَظّتْهُ ) أي: كربته وآلمته.
29. البِطْنَة ـ بالكسر ـ : امتلاء البطن حتى يضيق النفس.
30. النُمْرُقَةُ ـ بضم فسكون فضم ففتح ـ : الوِسادة؛ وآل البيت أشبه بها للاستناد إليهم في أمورالدين، كما يستند إلى الوسادة لراحة الظهر واطمئنان الْأَعضاء, و وصفها بالوسطى لاتصال سائر النمارق بها، فكأن الكل يعتمد عليها إما مباشرة أو بواسطة ما بجانبه، وآل البيت على الصراط الوسط العدل، يلحق بهم من قصر، ويرجع إليهم من غلا وتجاوز.
31. الغالي: المبالغ المجاوز للحدّ.
32. ( لايُصانع ): أي لا يداري في الحق.
33. المُضارعَة: المشابهة، والمعنى أنه لا يتشبه في عمله بالمبطلين.
34. اتباع المطامع: الميل معها وإن ضاع الحق.
35. تَهَافت: تَساقَطَ بعد ما تصدّعَ.
36. أعْوَدُ: أَنْفَع.
37. العُجْب ـ بضم العين ـ : الْإعجاب بالنفس.
38. ( الحَوْبَة) :هي الْإثم .
39. غَرّرَ أي: أوْقَعَ بنفسه في الغَرَر وهو الخطر.
40. ( يفني ببقائه ): كلما طال عمره ـ وهو البقاء ـ تقدم إلى الفناء.
41. يَسْقَمُ بصحّته: أي كلما مدّت عليه الصحة تقرب من مرض الهَرَم، وسَقِم ـ كفرح ـ : مَرِض.
42. يأتيه الموت من مأمنه: أي الجهة التي يأمن إتيانه منها، فان أسبابه كامنة في نفس البدن.
43. المُسْتَدْرَج: هوالذي تابع الله نعمته عليه وهو مقيم على عصيانه، إبلاغاً للحجة وإقامة للمعذرة في أخذه.
44. ابْتَلى: امتحن.
45. الْإملاء له: الْإمهال.
46. الغالي: المتجاوز الحد في حبه بسبب غيره، أو دعوى حلول اللاهوت فيه، أو نحو ذلك.
47. القالي: المبغض الشديد البغض.
48. سَفْر: أي مسافرون.
49. سَنُبَوئهُم: ننزلهم .
50. أجْداثهم: قبورهم.
51. التُرَاث: أي الميراث.
52. الجائحة: الآفة تُهْلِك الْأَصل والفرْع.
53. الخَلِيقة: الخلق والطبيعة.
54. غَيْرَة المرأة كُفْرٌ: أي تؤدي إلى الكفر، فانها تحرم على الرجل ما أحلّ الله له من زواج متعددات، أما غيرة الرجل فتحريم لما حرّمه الله، وهو الزنى.
55. (البخيل يستعجل الفقر): يريد أنه يهرب من الفقر. بجمع المال، وتكون له الحاجة فلا يقضيها، ويكون عليه الحق فلا يؤديه.
56. ( تَوَقّوا البرد ): أي احفظوا أنفسكم من أذاه.
57. تَلَقّوه: استقبلوه.
58. آخِرُه يُورِق: لاَن البرد في آخره يمس الْأَبدان بعد تعودها عليه، فيكون عليها أخف.
59. المُوحِشة: الموجبة للوَحْشَة ضد الْأَنس.
60. المَحَالّ ـ جمع مَحَلّ ـ :أي الْأَركان المُقْفِرة، من أقفر المكان: إذا لم يكن به ساكن ولا نابت.
61. الفَرَط ـ بالتحريك ـ : المتقدّم إلى الماء، للواحد وللجمع، والكلام هنا على الْإطلاق، أي المتقدمون.
62. التَبَع ـ بالتحريك ـ : التابع.
63. تَجَرّمَ عليه: ادّعى عليه الجُرْم ـ بالضم ـ :أي الذنب.
64. استهواه: ذهب بعقله وأذله فحيره.
65. المَصارِع: جمع المَصْرَع، وهو مكان الْإنصارع أي السقوط، أي مكان سقوط آبائك من الفناء.
66. البِلى ـ بكسر الباء ـ : الفناء بالتحلل.
67. الثَرَى: التراب.
68. عَلّل المريض: خدمه في علته ـ كمرّضهُ ـ خدمه في مرضه.
69. اسْتَوْصَفَ الطبيبَ: طلب منه وصف الدواء بعد تشخيص الداء.
70. إشفاقك: خوفك.
71. الطِلْبَة ـ بالكسر وبفتح فكسر ـ : المطلوب، وأسعفه بمطلوبه: أعطاه إياه على ضرورة إليه.
72. مَثّلَتْ لك به الدنيا نَفْسَك: أي أن الدنيا جعلت الهالك قبلك مثالاً لنفسك تقيسها عليه.
73. تزَوّدَ: أي أخذ منها زاده للآخرة.
74. آذَنَتْ ـ بمد الهمزة ـ :أي أَعلمت أهلها.
75. بَيْنها: أي بُعدها وزوالها عنهم.
76. نَعَاه: إذا أخبر بفقده.
77. راح إليه: وافاه وقت العشي، أي أنها تمشي بعافية.
78. تَبْكِر: أي تصبح.
79. فَجِيعة :أي مصيبة فاجعة.
80. لِدُوا: فعل أمر من الولادة لجماعة المخاطبين.
81. أوْبَقَها: أهلكها.
82. ابْتَاع نفسه: اشتراها وخلصها من أسر الشهوات.
83. حُسْنُ التَبَعّل: إطاعة الزوج.
84. عَالَ: افتقرَ.
85. حبِطَ أجره: بطل، لاَنه يحرم ثوابه.
86. الأكياس ـ جمع كَيّس بتشديد الياء ـ أي: العقلاء العارفون يكون نومهم وفِطْرُهم أفضل من صوم الحمقى وقيامهم.
87. سُوسُوا: أمر من السياسة، وهي حفظ الشيء بما يَحُوطه من غيره، والصدقة تستحفظ
الشفقة، والشفقة تستزيد الايمان وتذكر الله.
88. الجَبّان ـ كالجَبّانة ـ : المقبرة.
89.( أصْحَرَ ):أي صار في الصحراء.
90. تنفّسَ الصُعَدَاء :أي تنفس تنفساً ممدوداً طويلاً.
91. أوْعِيَة: جمع وِعاء، وهو الْإناء وما أشبهه.
92. أوْعَاها: أشدّها حفظاً.
93. العالم الرَبّانيّ: العارف بالله، المنسوب إلى الرب.
94. الهَمَج ـ محركة ـ : الحمقى من الناس.
95. الرَعَاع ـ كَسَحاب ـ : الأحْداث الطَغام الذين لا منزلة لهم في الناس.
96. الناعق: مجاز عن الداعي إلى باطل أو حقّ.
97. يَزْكُو: يزداد نماءً.
98. الحَمَلَة ـ بالتحريك ـ : جمع حامِل، وأصَبْتُ: بمعنى وجدت، أي لو وجدت له حاملين لاَبرزته وبثثته.
99. اللَقِنُ ـ بفتح فكسر ـ : من يفهم بسرعة.
100. المُنْقادُ لحاملي الحقّ: هو المنساق المُقلّد في القول والعمل، ولا بصيرة له في دقائق الحق وخفاياه، فذاك يسرع الشك إلى قلبه لاَقل شبهة.
101. في أحنائه: أي جوانبه، ومفردها حِنْو.
102. المَنْهوم: المُفْرِط في شهوة الطعام.
103. سَلِس القِياد: سَهْلُه.
104. المُغْرَم ـ بالجمع ـ : المُولّع بجمع المال.
105. ادّخار المال: اكتنازه.
106. ( الأنْعَام ): البهائم.
107. السائمة: التي ترسل لترعى من غير أن تُعْلَف.
108. مغموراً: غمره الظلم حتى غطّاه فهو لا يظهر.
109. اسْتَلانُوا: عدّوا الشيء ليناً.
110. اسْتَوْعَرَه: عدّه وعْراً خَشِناً.
111. المُتْرَفُون: أهل الترف والنعيم.
112. يُرَجِّي التوبة ـ بالتشديد ـ :أي يؤخر التوبة.
113. يُقيم على الشيء: يداوم على إتيانه.
114. سَقِمَ: مَرِض.
115. يَسْتَيْقِن: يكون على ثقة ويقين.
116. بَطِرَ ـ كفرح ـ : اغتر بالنعمة، والغرور فتنة.
117. القنوط: اليأس.
118. الوَهْن: الضعف.
119. أسْلَف: قدم.
120. سَوّفَ: أخّر.
121. عَرَتْه مِحْنَة: عَرَضت له مصيبة ونزلت به.
122. انفَرَج عنها: انخلع وبَعُدَ.
123. شرائط الملّة: الثبات والصبر، والإستعانة بالله.
124. العِبْرة ـ بالكسر ـ : تنبّه النفس لما يصيب غيرها فتحترس من إتيان أسبابه.
125. أدَلّ على أقرانه: استعلى عليهم.
126. الغُنْم ـ بالضم ـ : الغنيمة.
127. المَغْرَم: الغرامة.
128. بادره: عاجله قبل أن يذهب.
129. الفَوْت: فوات الفرصة وانقضاؤها.
1. المراد استصغارها في الطلب لتعظم بالقضاء.

2. اسْتِكْتَامُها: أي الحرص على كتمانها عند محاولتها لتظهر بعد قضائها، فلا تُعْلَم إلا مقضية.

3. تَهْنُؤ :أي تصير هنيئة فيمكن التمتع بها.

4. الماحِل: الساعي في الناس بالوشاية.

5. يُظَرّف ـ بتشديد الراء مبنياً للمجهول ـ : يعدّ ظريفاً.

6. يضعّف ـ بالتشديد مبنياً للمجهول ـ : يعدّ ضعيفاً.

7. الغُرْم ـ بالضم ـ :أي الغَرَامة.

8. المَنّ: ذكرك النعمة على غيرك مظهراً بها الكرامة عليه.

9. الْإستطالة على الناس: التفوّق عليهم والتزيّد عليهم في الفضل.

10. أراد( بالرامق ): منتبه العين، في مقابلة الراقد بمعنى النام، يقال: رَمَقَهُ، إذا لحظه لحظاً خفيفاً.

11. شِعاراً: يقرؤونه سراً للاعتبار بمواعظه والتفكّر في دقائقه، وأصل الشعار: ما يلي البدن من الثياب.

12. دِثاراً:أصل ادِثار ما يعلو البدَن من الثياب، والمراد من اتخاذهم الدعاء دِثاراً جهرهم به إظهاراً للذلّة والخضوع لله.

13. قَرَضوا الدنيا: مزقوها كما يمزّق الثوب المِقْراضُ.

14. على منهاج المسيح: طريقه في الزهادة.

15. العَشّار: من يتول أخذ أَعْشار المال، وهو المَكّاس.

16. العَرِيف: من يتجسّس على أحوال الناس وأسرارهم فيكشفها لاَميرهم مثلاً.

17. الشُرْطيبضم فسكون نسبة إلى الشُرْطة ـ : واحد الشُرَط ـ كرُطَب ـ وهم أعوان الحاكم.

18. أي لا تنتهكوا نهيه عنها بإتيانها، والْإنتهاك: الْإهانة والْإضعاف.

19. لا تتكَلّفوها: أي لا تكلّفوا أَنفسكم بها بعد ما سكت الله عنها.

20. النِيَاط ـ ككِتاب ـ : عِرْق معلّق به القلب.

21. البَضْعة ـ بفتح الباء ـ : القطعة من اللحم، والمراد بها ها هنا القلب.

22. سَنَحَ له: بدا وظهر.

23. التَحفّظ: هو التَوَقّي والتّحرّز من المضرات.

24. الغِرّة ـ بالكسر ـ : الغفلة، و(اسْتَلَبَتْهُ): أي سَلَبَتْهُ وذهبت به عن رُشْدِه.

25. أفَاد المال: استفاده.

26. الفاقة: الفقر.

27. جَهَدَهُ: أَعْياه وأتعبه.

28.( كَظّتْهُ ) أي: كربته وآلمته.

29. البِطْنَة ـ بالكسر ـ : امتلاء البطن حتى يضيق النفس.

30. النُمْرُقَةُ ـ بضم فسكون فضم ففتح ـ : الوِسادة؛ وآل البيت أشبه بها للاستناد إليهم في أمورالدين، كما يستند إلى الوسادة لراحة الظهر واطمئنان الْأَعضاء, و وصفها بالوسطى لاتصال سائر النمارق بها، فكأن الكل يعتمد عليها إما مباشرة أو بواسطة ما بجانبه، وآل البيت على الصراط الوسط العدل، يلحق بهم من قصر، ويرجع إليهم من غلا وتجاوز.

31. الغالي: المبالغ المجاوز للحدّ.

32. ( لايُصانع ): أي لا يداري في الحق.

33. المُضارعَة: المشابهة، والمعنى أنه لا يتشبه في عمله بالمبطلين.

34. اتباع المطامع: الميل معها وإن ضاع الحق.

35. تَهَافت: تَساقَطَ بعد ما تصدّعَ.

36. أعْوَدُ: أَنْفَع.

37. العُجْب ـ بضم العين ـ : الْإعجاب بالنفس.

38. ( الحَوْبَة) :هي الْإثم .

39. غَرّرَ أي: أوْقَعَ بنفسه في الغَرَر وهو الخطر.

40. ( يفني ببقائه ): كلما طال عمره ـ وهو البقاء ـ تقدم إلى الفناء.

41. يَسْقَمُ بصحّته: أي كلما مدّت عليه الصحة تقرب من مرض الهَرَم، وسَقِم ـ كفرح ـ : مَرِض.

42. يأتيه الموت من مأمنه: أي الجهة التي يأمن إتيانه منها، فان أسبابه كامنة في نفس البدن.

43. المُسْتَدْرَج: هوالذي تابع الله نعمته عليه وهو مقيم على عصيانه، إبلاغاً للحجة وإقامة للمعذرة في أخذه.

44. ابْتَلى: امتحن.

45. الْإملاء له: الْإمهال.

46. الغالي: المتجاوز الحد في حبه بسبب غيره، أو دعوى حلول اللاهوت فيه، أو نحو ذلك.

47. القالي: المبغض الشديد البغض.

48. سَفْر: أي مسافرون.

49. سَنُبَوئهُم: ننزلهم .

50. أجْداثهم: قبورهم.

51. التُرَاث: أي الميراث.

52. الجائحة: الآفة تُهْلِك الْأَصل والفرْع.

53. الخَلِيقة: الخلق والطبيعة.

54. غَيْرَة المرأة كُفْرٌ: أي تؤدي إلى الكفر، فانها تحرم على الرجل ما أحلّ الله له من زواج متعددات، أما غيرة الرجل فتحريم لما حرّمه الله، وهو الزنى.

55. (البخيل يستعجل الفقر): يريد أنه يهرب من الفقر. بجمع المال، وتكون له الحاجة فلا يقضيها، ويكون عليه الحق فلا يؤديه.

56. ( تَوَقّوا البرد ): أي احفظوا أنفسكم من أذاه.

57. تَلَقّوه: استقبلوه.

58. آخِرُه يُورِق: لاَن البرد في آخره يمس الْأَبدان بعد تعودها عليه، فيكون عليها أخف.

59. المُوحِشة: الموجبة للوَحْشَة ضد الْأَنس.

60. المَحَالّ ـ جمع مَحَلّ ـ :أي الْأَركان المُقْفِرة، من أقفر المكان: إذا لم يكن به ساكن ولا نابت.

61. الفَرَط ـ بالتحريك ـ : المتقدّم إلى الماء، للواحد وللجمع، والكلام هنا على الْإطلاق، أي المتقدمون.

62. التَبَع ـ بالتحريك ـ : التابع.

63. تَجَرّمَ عليه: ادّعى عليه الجُرْم ـ بالضم ـ :أي الذنب.

64. استهواه: ذهب بعقله وأذله فحيره.

65. المَصارِع: جمع المَصْرَع، وهو مكان الْإنصارع أي السقوط، أي مكان سقوط آبائك من الفناء.

66. البِلى ـ بكسر الباء ـ : الفناء بالتحلل.

67. الثَرَى: التراب.

68. عَلّل المريض: خدمه في علته ـ كمرّضهُ ـ خدمه في مرضه.

69. اسْتَوْصَفَ الطبيبَ: طلب منه وصف الدواء بعد تشخيص الداء.

70. إشفاقك: خوفك.

71. الطِلْبَة ـ بالكسر وبفتح فكسر ـ : المطلوب، وأسعفه بمطلوبه: أعطاه إياه على ضرورة إليه.

72. مَثّلَتْ لك به الدنيا نَفْسَك: أي أن الدنيا جعلت الهالك قبلك مثالاً لنفسك تقيسها عليه.

73. تزَوّدَ: أي أخذ منها زاده للآخرة.

74. آذَنَتْ ـ بمد الهمزة ـ :أي أَعلمت أهلها.

75. بَيْنها: أي بُعدها وزوالها عنهم.

76. نَعَاه: إذا أخبر بفقده.

77. راح إليه: وافاه وقت العشي، أي أنها تمشي بعافية.

78. تَبْكِر: أي تصبح.

79. فَجِيعة :أي مصيبة فاجعة.

80. لِدُوا: فعل أمر من الولادة لجماعة المخاطبين.

81. أوْبَقَها: أهلكها.

82. ابْتَاع نفسه: اشتراها وخلصها من أسر الشهوات.

83. حُسْنُ التَبَعّل: إطاعة الزوج.

84. عَالَ: افتقرَ.

85. حبِطَ أجره: بطل، لاَنه يحرم ثوابه.

86. الأكياس ـ جمع كَيّس بتشديد الياء ـ أي: العقلاء العارفون يكون نومهم وفِطْرُهم أفضل من صوم الحمقى وقيامهم.

87. سُوسُوا: أمر من السياسة، وهي حفظ الشيء بما يَحُوطه من غيره، والصدقة تستحفظ
الشفقة، والشفقة تستزيد الايمان وتذكر الله.

88. الجَبّان ـ كالجَبّانة ـ : المقبرة.

89.( أصْحَرَ ):أي صار في الصحراء.

90. تنفّسَ الصُعَدَاء :أي تنفس تنفساً ممدوداً طويلاً.

91. أوْعِيَة: جمع وِعاء، وهو الْإناء وما أشبهه.

92. أوْعَاها: أشدّها حفظاً.

93. العالم الرَبّانيّ: العارف بالله، المنسوب إلى الرب.

94. الهَمَج ـ محركة ـ : الحمقى من الناس.

95. الرَعَاع ـ كَسَحاب ـ : الأحْداث الطَغام الذين لا منزلة لهم في الناس.

96. الناعق: مجاز عن الداعي إلى باطل أو حقّ.

97. يَزْكُو: يزداد نماءً.

98. الحَمَلَة ـ بالتحريك ـ : جمع حامِل، وأصَبْتُ: بمعنى وجدت، أي لو وجدت له حاملين لاَبرزته وبثثته.

99. اللَقِنُ ـ بفتح فكسر ـ : من يفهم بسرعة.

100. المُنْقادُ لحاملي الحقّ: هو المنساق المُقلّد في القول والعمل، ولا بصيرة له في دقائق الحق وخفاياه، فذاك يسرع الشك إلى قلبه لاَقل شبهة.

101. في أحنائه: أي جوانبه، ومفردها حِنْو.

102. المَنْهوم: المُفْرِط في شهوة الطعام.

103. سَلِس القِياد: سَهْلُه.

104. المُغْرَم ـ بالجمع ـ : المُولّع بجمع المال.

105. ادّخار المال: اكتنازه.

106. ( الأنْعَام ): البهائم.

107. السائمة: التي ترسل لترعى من غير أن تُعْلَف.

108. مغموراً: غمره الظلم حتى غطّاه فهو لا يظهر.

109. اسْتَلانُوا: عدّوا الشيء ليناً.

110. اسْتَوْعَرَه: عدّه وعْراً خَشِناً.

111. المُتْرَفُون: أهل الترف والنعيم.

112. يُرَجِّي التوبة ـ بالتشديد ـ :أي يؤخر التوبة.

113. يُقيم على الشيء: يداوم على إتيانه.

114. سَقِمَ: مَرِض.

115. يَسْتَيْقِن: يكون على ثقة ويقين.

116. بَطِرَ ـ كفرح ـ : اغتر بالنعمة، والغرور فتنة.

117. القنوط: اليأس.

118. الوَهْن: الضعف.

119. أسْلَف: قدم.

120. سَوّفَ: أخّر.

121. عَرَتْه مِحْنَة: عَرَضت له مصيبة ونزلت به.

122. انفَرَج عنها: انخلع وبَعُدَ.

123. شرائط الملّة: الثبات والصبر، والإستعانة بالله.

124. العِبْرة ـ بالكسر ـ : تنبّه النفس لما يصيب غيرها فتحترس من إتيان أسبابه.

125. أدَلّ على أقرانه: استعلى عليهم.

126. الغُنْم ـ بالضم ـ : الغنيمة.

127. المَغْرَم: الغرامة.

128. بادره: عاجله قبل أن يذهب.

129. الفَوْت: فوات الفرصة وانقضاؤها.

ناريمان الشريف 09-24-2010 08:54 PM

. وقال عليه السلام: لِكُلِّ امْرِىءٍ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ.
152. وقال عليه السلام: لِكُلِّ مُقْبِلٍ إِدْبَارٌ، وَمَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ.
153. وقال عليه السلام: لاَ يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ.
154. وقال عليه السلام: الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ، وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ.
155. وقال عليه السلام: اعْتَصِمُوا
(1) بِالذِّمَمِ (2) فِي أَوْتَادِهَا (3) .
156. وقال عليه السلام: عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لاَ تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ
(4) .
157. وقال عليه السلام: قَدْ بُصّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ
(5) وَقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ.
158. وقال عليه السلام: عَاتِبْ أَخَاكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَارْدُدْ شَرَّهُ بِالْإِنْعَامِ عَلَيْهِ.
159. وقال عليه السلام: مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.
160. وقال عليه السلام: مَنْ مَلَكَ اسْتَأثَرَ
(6) .
161. وقال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
162. وقال عليه السلام: َمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيرَةُ
(7) بِيَدِهِ.
163. وقال عليه السلام: الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ.
164. وقال عليه السلام: مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لاَ يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَدَهُ.
165. وقال عليه السلام: لاَ طَاعَةَ لَِمخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.
166. وقال عليه السلام: لاَ يُعَابُ الْمَرْءُ بِتَأْخِيرِ حَقِّهِ، إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ .
167. وقال عليه السلام: الْإِعْجَابُ يَمْنَعُ الْإِزْدِيَادَ
(8) .
168. وقال عليه السلام: الْأَمْرُ قَرِيبٌ وَالْإِصْطِحَابُ قَلِيلٌ
(9) .
169. وقال عليه السلام: قَدْ أَضَاءَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ.
170. وقال عليه السلام: تَرْكُ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْمَعُونَةِ .
171. وقال عليه السلام: كَمْ مِنْ أَكْلَةٍ مَنَعَتْ أَكَلاَتٍ!
172. وقال عليه السلام: النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.
173. وقال عليه السلام: مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاََ.
174. وقال عليه السلام: مَن أَحَدَّ
(10) سِنَانَ (11) الْغَضَبِ لِلَّهِ قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ.
175. وقال عليه السلام: إِذَا هِبْتَ أَمْراً
(12) فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ (13) أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ.
176. وقال عليه السلام: آلَةُ الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ.
177. وقال عليه السلام: ازْجُرِ الْمُسِيءَ بِثوَابِ الْمُحسِنِ
(14) .
178. وقال عليه السلام: احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ.
179. وقال عليه السلام: اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ
(15) .
180. وقال عليه السلام: الطَّمَعُ رِقٌّ مُؤَبَّدٌ.
181. وقال عليه السلام: ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلاَمَةُ.
182. وقال عليه السلام: لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقوْلِ بِالْجَهْلِ.
183. وقال عليه السلام: مَا اخْتَلَفَتْ دَعْوَتَانِ إِلاَّ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلاَلَةً.
184. وقال عليه السلام: مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ.
185. وقال عليه السلام: مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ وَلاَ ضُلَّ بِي.
186. وقال عليه السلام: لِلظَّالِمِ الْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ
(16) .
187. وقال عليه السلام: الرَّحِيلُ وَشِيكٌ
(17) .
188. وقال عليه السلام: مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ
(18) لِلْحَقِّ هَلَكَ.
189. وقال عليه السلام: مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ.
190. وقال عليه السلام: وَاعَجَبَاهُ! أَتَكُونُ الْخِلاَفَةَ بِالصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ؟
قال الرضي: و روي له شعر في هذا المعنى:
فَإِنْ كُنْتَ بِالشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ فَكَيْفَ بِهذَا وَالْمُشِيرُونَ غُيَّبُ
(19) ؟
وَإِنْ كنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ
(20) فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ.
191. وقال عليه السلام: إِنَّمَا الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ
(21) تَنْتَضِلُ (22) فِيهِ الْمَنَايَا (23) وَنَهْبٌ (24) تُبَادِرُهُ الْمَصَائِبُ، وَمَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ (25) وَفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ. وَلاَ يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرَى، وَلاَ يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ. فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ (26) وَأَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ (27) فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُوا الْبَقَاءَ وَهذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفاً (28) . إِلاَّ أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا، وَتَفْرِيقِ مَا جَمَعا؟!
192. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ، فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ.
193. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالاً وَإِدْبَاراً، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِيَ.
194. وكان عليه السلام يقول: مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ؟ أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الْإِنْتِقَامِ فَيُقَالُ لِي: لَوْ صَبَرْتَ؟ أَمْ حِينَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَيُقَالُ لي: لَوْ عَفَوْتَ.
195. وقال عليه السلام وقد مرّ بقذر على مزبلة: هذا مَا بَخِلَ بِهِ الْبَاخِلُونَ. و روي في خبر آخر أَنه قال: هذَا مَا كُنْتُمْ تَتَنَافَسُونَ فِيهِ بِالْأَمْسِ!
196. وقال عليه السلام: لَمْ يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ.
197. وقال عليه السلام: إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.
198. وقال عليه السلام لما سمع قول الخوارج ـ لا حُكْم إِلاَّ للهِ ـ : كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ.
199. وقال عليه السلام في صفة الْغوغاء
(29) هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا غَلَبُوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا. وقيل: بل قال عليه السلام: هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا. فقيل: قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟ فقال: يَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلَى مِهَنِهِمْ، فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ، كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ، وَالنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ، وَالْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ.
200. وقال عليه السلام وقد أُتي بجانٍ ومعه غوغاءُ: لاَ مَرْحَباً بِوُجُوهٍ لاَ تُرى إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأَةٍ.


1.اعْتَصِموا: تحصّنوا.
2. الذِمَم: العهود.
3. الأَوتاد: جمع وَتِد، وهو ما رُزّ في الأَرض أو الحائط من خشب، ويريد بالأَوتاد ـ هنا ـ الرجال أهل النجدة الذين يوفون بها.
4.( من لا تُعْذَرُون بجهالَتِه ):أي عليكم بطاعة عاقل لاتكون له جهالة تعتذرون بها عند البراءة من عيب السقوط في مخاطر أعماله فيقل عذركم في اتباعه.
5.( بُصّرْتُم إن أبْصرْتم ):أي إن كانت لكم أبصار فأبصروا.
6.( اسْتَأثَر )َ: أي استبدّ.
7. الخِيَرَة: الخيار.
8.( الإِعْجاب يمنع من الإزْدِياد): مَن أعْجِبَ بنفسه وَثِقَ بكمالها فلم يطلب لها الزيادة في الكمال، فلا يزيد بل ينقص.
9. أمر الآخرة قريب، والإصطحاب في الدنيا قصير الزمن قليل.
10. أحَدّ ـ بفتح الهمزة والحاء وتشديد الدال ـ :أي شَحَذَ.
11. السِنَان: نَصْل الرمح.
12. هِبْت أمراً: خفت منه.
13. تَوَقّيه: الاحتراز منه.
14. (ازجر المسيء بثواب المُحسن): أي إذا كافأت المحسن على إحسانه أقلع المسيء عن إساءته طلباً للمكافأة.
15. اللَجَاجَة: شدة الخِصام تعصباً، لاللحق، وهي تَسُلّ الرأيَ، أي تَذْهَبُ به وتَنْزِعه.
16.( بكفّه عَضّة): أي يعض الظالم على يده ندماً يوم القيامة.
17. وشِيك: قريب، أي أن الرحيل من الدنيا إلى الآخرة قريب.
18. إبْدَاء الصفحة: إظهار الوجه، والمراد الظهور بمقاومة الحق.
19. غُيّبُ ـ جمع غائب ـ : يريد بالمشيرين أصحاب الرأي في الأَمر، وهم علي وأصحابه من بني هاشم وغيرهم.
20. خَصِيمُهم: المجادل باسمهم، ويريد احتجاج أبي بكر على الأَنصار بأن المهاجرين شجرة النبي (ص) .
21. الغَرَض ـ بالتحريك ـ : ما يُنْصَب ليصيبه الرامي.
22.( تَنْتَضِل فيه): أي تصيبه وتثبت فيه.
23. المَنايا: جمع مَنِيّة، وهي الموت.
24. النَهْب ـ بفتح فسكون ـ : ما يُنْهَب.
25. الشَرَق ـ بالتحريك ـ : وقوف الماء في الحلق، أي مع كل لذة ألم.
26. المَنُون ـ بفتح الميم ـ : الموت.
27. أنفسنا نَصْب الحُتُوف :أي تجاهها، والحُتُوف: جمع حَتْف أي هلاك.
28. الشَرَف: المكان العالي، والمراد به هنا كل ما علا من مكان وغيره.
29.. الغَوْغَاء ـ بغينين معجمتين ـ : أوباش الناس يجتمعون على غير ترتيب.

1.اعْتَصِموا: تحصّنوا.

2. الذِمَم: العهود.

3. الأَوتاد: جمع وَتِد، وهو ما رُزّ في الأَرض أو الحائط من خشب، ويريد بالأَوتاد ـ هنا ـ الرجال أهل النجدة الذين يوفون بها.

4.( من لا تُعْذَرُون بجهالَتِه ):أي عليكم بطاعة عاقل لاتكون له جهالة تعتذرون بها عند البراءة من عيب السقوط في مخاطر أعماله فيقل عذركم في اتباعه.

5.( بُصّرْتُم إن أبْصرْتم ):أي إن كانت لكم أبصار فأبصروا.

6.( اسْتَأثَر )َ: أي استبدّ.

7. الخِيَرَة: الخيار.

8.( الإِعْجاب يمنع من الإزْدِياد): مَن أعْجِبَ بنفسه وَثِقَ بكمالها فلم يطلب لها الزيادة في الكمال، فلا يزيد بل ينقص.

9. أمر الآخرة قريب، والإصطحاب في الدنيا قصير الزمن قليل.

10. أحَدّ ـ بفتح الهمزة والحاء وتشديد الدال ـ :أي شَحَذَ.

11. السِنَان: نَصْل الرمح.

12. هِبْت أمراً: خفت منه.

13. تَوَقّيه: الاحتراز منه.

14. (ازجر المسيء بثواب المُحسن): أي إذا كافأت المحسن على إحسانه أقلع المسيء عن إساءته طلباً للمكافأة.

15. اللَجَاجَة: شدة الخِصام تعصباً، لاللحق، وهي تَسُلّ الرأيَ، أي تَذْهَبُ به وتَنْزِعه.

16.( بكفّه عَضّة): أي يعض الظالم على يده ندماً يوم القيامة.

17. وشِيك: قريب، أي أن الرحيل من الدنيا إلى الآخرة قريب.

18. إبْدَاء الصفحة: إظهار الوجه، والمراد الظهور بمقاومة الحق.

19. غُيّبُ ـ جمع غائب ـ : يريد بالمشيرين أصحاب الرأي في الأَمر، وهم علي وأصحابه من بني هاشم وغيرهم.

20. خَصِيمُهم: المجادل باسمهم، ويريد احتجاج أبي بكر على الأَنصار بأن المهاجرين شجرة النبي (ص) .

21. الغَرَض ـ بالتحريك ـ : ما يُنْصَب ليصيبه الرامي.

22.( تَنْتَضِل فيه): أي تصيبه وتثبت فيه.

23. المَنايا: جمع مَنِيّة، وهي الموت.

24. النَهْب ـ بفتح فسكون ـ : ما يُنْهَب.

25. الشَرَق ـ بالتحريك ـ : وقوف الماء في الحلق، أي مع كل لذة ألم.

26. المَنُون ـ بفتح الميم ـ : الموت.

27. أنفسنا نَصْب الحُتُوف :أي تجاهها، والحُتُوف: جمع حَتْف أي هلاك.

28. الشَرَف: المكان العالي، والمراد به هنا كل ما علا من مكان وغيره.

29.. الغَوْغَاء ـ بغينين معجمتين ـ : أوباش الناس يجتمعون على غير ترتيب.


ناريمان الشريف 09-24-2010 08:57 PM

201. وقال عليه السلام: إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَإِنَّ الْأَجَلَ (1) جُنَّةٌ حَصِينَةٌ (2) .
202. وقال عليه السلام، وقد قال له طلحة والزبير: نبايعك على أَنّا شركاؤُكَ في هذا الْأَمر. فقال: لاَ، وَلكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُّوَّةَ وَالْإِسْتَعَانَةِ، وَعَوْنَانِ عَلَى الْعَجْزِ وَالْأَوَدِ
(3) .
203. وقال عليه السلام: أَيُّهَا النَّاسُ، اتّقُوا اللهَ الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ وَإِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ، وَبَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ، وَإِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ، وَإِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ.
204. وقال عليه السلام: لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَيَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ، (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
205. وقال عليه السلام: كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ الْأَ وِعَاءَ الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ.
206. وقال عليه السلام: أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ.
207. وقال عليه السلام: إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بَقَوْمٍ الْأَ أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ.
208. وقال عليه السلام: مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَمَنْ خَافَ أَمِنَ، وَمَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَر وَ مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ.
209. وقال عليه السلام: لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا
(4) عَطْفَ الضَّرُوسِ (5) عَلَى وَلَدِهَا. و تلا عقيب ذلك: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
210. وقال عليه السلام: اتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً، وَجَدَّ تَشْمِيراً، وَكَمَّشَ
(6) فِي مَهَلٍ، وَبَادَرَ عَنْ وَجَلٍ (7 نَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ (8) وَعَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ، وَمَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ (9) .
211. وقال عليه السلام: الْجُودُ حَارِسُ الْأَعْرَاضِ، وَالْحِلْمُ فِدَامُ
(10) السَّفِيهِ، وَالْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ، وَالسُّلُوُّ (11) عِوَضُكَ مِمَّنْ غَدَرَ، وَالْإِسْتِشَارَةُ عَيْنُ الْهِدَايَةِ وَقَد خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِهِ، وَالصَّبْرُ يُنَاضِلُ الْحِدْثَانَ (12) والْجَزَعُ (1) مِنْ أَعْوَانِ الزَّمَانِ، وَأَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى (14) وَكَمْ مِنْ عَقْلٍ أَسيِرٍ تَحْتَ هَوَى أَمِيرٍ! وَمِنَ التَّوْفِيقِ حِفْظُ التَّجْرِبَةِ، وَالْموَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ، وَلاَ تَأْمَنَنَّ مَلُولاً (15) .
212. وقال عليه السلام: عُجْبُ
(16) الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ.
213. وقال عليه السلام: أَغْضِ
(17) عَلَى الْقَذَى (18) وَالْأَلَمِ تَرْضَ أَبَداً .
214. وقال عليه السلام: مَنْ لاَنَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ
(19) .
215. وقال عليه السلام: الْخِلاَفُ يَهْدِمُ الرَّأْيَ.
216. وقال عليه السلام: مَنْ نَالَ
(20) اسْتَطَالَ (21) .
217. وقال عليه السلام: فِي تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ.
218. وقال عليه السلام: حَسَدُ الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ
(22) .
219. وقال عليه السلام: أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ.
220. وقال عليه السلام: لَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِّ.
221. وقال عليه السلام: بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ.
222. وقال عليه السلام: مِنْ أَشْرَفِ أَعْمَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا يَعْلَمُ.
223. وقال عليه السلام: مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ.
224. وقال عليه السلام: بِكَثْرَةِ الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ، وَبِالنَّصَفَةِ
(23) يَكْثُرُ الْمُوَاصلُونَ
(24) وَبالْإِفْضَالِ تَعْظُمُ الْأَقْدَارُ، وَبِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ، وَبِاحْتَِمالِ الْمُؤَنِ (25) ، يَجِبُ السُّؤْدَدُ (26) وَبِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمُنَاوِىءُ (27) بِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيهِ تَكْثُرُ الْأَنْصَارُ عَليْهِ.
225. وقال عليه السلام: الْعَجَبُ لِغَفْلَةِ الْحُسَّادِ عَنْ سَلاَمَةِ الْأَجْسَادِ!
226. وقال عليه السلام: الطَّامِعُ فِي وِثَاقِ الذُّلِّ.
227. وسئل عن الْإِيمَانُ فقال: الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ.
228. وقال عليه السلام: مَنْ أَصْبَحَ عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً فَقَدْ أَصْبَحَ لِقَضَاءِ اللهِ سَاخِطاً، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشَكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَقَدْ أَصْبَحَ يَشْكُو رَبَّهُ، وَمَنْ أَتى غَنِيَّاً فَتَوَاضَعَ لَهُ لِغِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ. وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِمَّنْ كَانَ يَتَّخِذُ آيَاتِ اللهِ هُزُواً، وَمَنْ لَهِجَ قَلْبُهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا الْتَاطَ
(28) قَلْبُهُ مِنْهَا بِثَلاَثٍ: هَمٍّ لاَ يُغِبُّهُ، وَحِرْصٍ لاَ يَتْرُكُه، وَأَمَلٍ لاَ يُدْرِكُهُ.
229. وقال عليه السلام: كَفَى بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً، وَبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً. وسئل عليه السلام عن قوله تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، فَقَالَ: هِيَ الْقَنَاعَةُ.
230. وقال عليه السلام: شَارِكُوا الَّذِي قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ، فَإِنَّهُ أَخْلَقُ لِلْغِنَى، وَأَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَيْهِ.
231. وقال عليه السلام في قول الله تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ): الْعَدْلُ الْإِنْصَافُ ،وَالْإِحْسَانُ التَّفَضُّلُ.
232. وقال عليه السلام: مَنْ يُعْطِ بِالْيَدِ الْقَصِيرَةِ يُعْطَ بِالْيَدِ الطَّوِيلَةِ.
قال الرضي: أقول: و معنى ذلك: أنّ ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير والبر ـ وإن كان يسيراً ـ فإن الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيماً كثيراً، واليدان هاهنا عبارتان عن النعمتين، ففرّق عليه السلام بين نعمة العبد ونعمة الرب، فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة، لأَن نعم الله أبداً تُضعف
(29) على نعم المخلوقين أَضعافاً كثيرة، إذ كانت النعم الله أصل النعم كلها، فكل نعمة إليها تَرجِعُ ومنها تنزع.
233. وقال عليه السلام لابنه الحسن عليهما السلام : لاَ تَدعُوَنَّ إِلَى مُبَارَزَةٍ
(30) وَإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ، فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغٍ، وَالبَاغِيَ مَصْرُوعٌ (31) .
234. وقال عليه السلام: خِيَارُ خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ: الزَّهْوُ
(32) وَالْجُبْنُ وَالْبُخْلُ، فَإذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً (33) لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا، وَإِذَا كَانَتْ بِخِيلَةً حَفِظَتْ مَا لَهَا وَمَالَ بَعْلِهَا، وَإِذَا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَتْ (34) مِنْ كُلِّ شِيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا.
235. وقيل له عليه السلام: صف لنا العاقل. فقال عليه السلام : هُوَ الِّذِي يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَهُ. فقيل: فصف لنا الجاهل. قال: قَدْ فَعَلْتُ. قال الرضي: يعني: أنّ الجاهل هو الذي لا يضع الشيء مواضعه، فكأن ترك صفته صفة له، إذ كان بخلاف وصف العاقل.
236. وقال عليه السلام: وَاللهِ لَدُنْيَاكُمْ هذِهِ أَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عِرَاقِ
(35) خِنْزِيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ (36) .
237. وقال عليه السلام: إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ.
238. وقال عليه السلام: الْمَرْأَةُ شَرٌّ كُلُّهَا، وَشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لاَبُدَّ مِنْهَا!
239. وقال عليه السلام: مَنْ أَطَاعَ التَّوَانِيَ ضَيَّعَ الْحُقُوقَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْوَاشِيَ ضَيَّعَ الصَّدِيقَ.
240. وقال عليه السلام: الْحَجَرُ الْغَصِيبُ
(37) فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا. قال الرضي: و يروى هذا الكلام للنبي صلى الله عليه، ولا عجب أن يشتبه الكلامان، فإنّ مستقاهما من قليب (38) ومفرغهما من ذَنوب (39) .
241. وقال عليه السلام: يَوْمُ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ أَشدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى الْمَظْلُومِ.
242. وقال عليه السلام: اتَّقِ اللهَ بَعْضَ التُّقَى وَإِنْ قَلَّ، وَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ سِتْراً وَإِنْ رَقَّ.
243. وقال عليه السلام: إِذَا ازْدَحَمَ الْجَوَابُ
(40) خَفِيَ الصَّوَابُ.
244. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً، فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ مِنْهَا، وَمَنْ قَصَّرَ فِيهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ.
245. وقال عليه السلام: إِذَا كَثُرَتِ الْمَقْدِرَةُ قَلَّتِ الشَّهْوَةُ.
246. وقال عليه السلام: احْذَرُوا نِفَارَ النِّعَمِ
(41) فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ.
247. وقال عليه السلام: الْكَرَمُ أَعْطَفُ مِنَ الرَّحِمِ
(42) .
248. وقال عليه السلام: مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ.
249. وقال عليه السلام: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ.
250. وقال عليه السلام: عَرَفْتُ اللهَ سُبْحَانَهُ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ
(43) وَحَلِّ الْعُقُودَ, نَقْضِ الْهِمَم (44) .

1. الْأَجَل : ما قدّره الله للحي من مدّة العمر.
2. جُنّة حصينة: وقاية منيعة.
3. الْأَوَد: بُلوُغ الْأَمر من الْإِنسان مجهوده لشدّته وصعوبة احتماله.
4. الشِماس ـ بالكسر ـ : امتناع ظهر الفرس من الركوب.
5. الضَرُوس ـ بفتح فضم ـ : الناقة السيّئة الخلق تعض حالبها، أي إن الدنيا ستنقاد لنا بعد جُمُوحها وتلين بعد خشونتها، كما تنعطف الناقة على ولدها، وإن أَبتْ على الحالب.
6. كَمّشَ ـ بتشديد الميم ـ : جَدّ في السَوْق، أي وبالغ في حث نفسه على المسير إلى اللّه ولكن مع تمهل البصير.
7. الوَجَل: الخوف.
8. المَوْئِل: مستقرّ السير، يريد به ـ هنا ـ ما ينتهي إليه الْإِنسان من سعادة وشقاء، وكرّته: حملته وإقباله.
9. المَغَبّة ـ بفتح الميم والغين وتشديد الباء ـ : العاقبة، إلا أنه يلاحظ فيها مجرد كونها بعد الْأَمر، أما العاقبة ففيها أنها مسببة عنه، والمصدر: عملك الذي يكون عنه ثوابك وعقابك، والمَرْجع: ما : ترجع إليه بعد الموت ويتبعه إما السعادة وإما الشقاوة.
10. الفِدَام ـ ككتاب وسَحَاب، وقد تشدّد الدال أيضا مع الفتح ـ : شيء تشده العجم على أفواهها عند السَقْي، أي: وإذا حلمت فكأن ربطت فم السفيه بالفِدام فمنعته من الكلام.
11. السُلُوّ: الهجو والنسيان.
12. الحِدْثان ـ بكسر فسكون ـ : نوائب الدهر. والصبر يناضلها: أي يدافعها.
13. الْجَزَع: شدّة الفزع.
14. المُنى ـ بضم ففتح ـ : جمع مُنْيَة، وهي ما يتمناه الانسان.
15. المَلُول ـ بفتح الميم ـ : السريع الملل والسآمة.
16. العُجْب ـ بضم العين ـ : إعجاب المرء بنفسه.
17. الْإِغْضاء على الشيء: كناية عن تحمله.
18. القَذَى: الشيء يسقط من العين.
19. يريد من لين العُود: طراوة الجثمان الْإِنساني ونضارته بحياة الفضل وماء الهمّة. وكثافة الْأَغصان: كثرة الآثار التي تصدر عنه كأنها فروعه، ويريد بها كثرة الْأَعوان.
20. نال: أي أعطى، يقال: نُلْته ـ على وزن قُلْته ـ أي: أعطيته.
21. الاستطالة: الاستعلاء بالفضل.
22. سُقْم المَوَدّة: ضعف الصداقة.
23. النَصَفَة ـ بالتحريك ـ : الْإِنصاف.
24. المُوَاصِلُون: أي المحبّون.
25. المُؤن ـ بضم ففتح ـ : جمع مؤونة، وهي القوت.
26. السُؤدَد: الشرف.
27. المُناوِىء: المخالف المعاند.
28. التَاطَ: التَصَق.
29. تُضْعَف ـ مجهول من أضْعَفَهُ ـ : إذا جعله ضِعْفَين.
30. المُبَارَزة: بروز كلٍّ للآخر ليقتتلا.
31. مصروع: مغلوب مطروح.
32. الزَهْو ـ بالفتح ـ : الكِبْر.
33. مَزْهُوّة أي: متكبّرة.
34. فَرِقَتْ ـ كَفَرِحَتْ ـ أي: فَزِعَت.
35. العِرَاق ـ بكسر العين ـ : هو من الحَشَا ما فوق السُرّة مُعْترِضاً البَطن.
36. المَجْذُوم: المُصاب بمرض الجُذام.
37. الغَصِيب أي: المغصوب.
38. القَلِيب ـ بفتح فكسر ـ : البئر.
39. الذَنُوب ـ بفتح فضم ـ : الدَلْو الكبير.
40. ازدحام الجواب: تشابُه المعاني حتى لا يدري أيها أوفق بالسؤال.
41. نِفَار النِعَم: نفورها بعدم أداء الحق منها فتزول.
42. الرّحِم ـ هنا ـ : كناية عن القرابة، والمراد أن الكريم ينعطف للاحسان بكرمه أكثر مما ينعطف القريب بقرابته.
43. العَزَائم: جمع عزيمة، وهي ما يصمم الْإِنسان على فعله. وفسخ العزائم: نقضها.
44. العُقُود: جمع عَقْد، بمعنى النية تنعقد على فعل أمر.

1. الْأَجَل : ما قدّره الله للحي من مدّة العمر.

2. جُنّة حصينة: وقاية منيعة.

3. الْأَوَد: بُلوُغ الْأَمر من الْإِنسان مجهوده لشدّته وصعوبة احتماله.

4. الشِماس ـ بالكسر ـ : امتناع ظهر الفرس من الركوب.

5. الضَرُوس ـ بفتح فضم ـ : الناقة السيّئة الخلق تعض حالبها، أي إن الدنيا ستنقاد لنا بعد جُمُوحها وتلين بعد خشونتها، كما تنعطف الناقة على ولدها، وإن أَبتْ على الحالب.

6. كَمّشَ ـ بتشديد الميم ـ : جَدّ في السَوْق، أي وبالغ في حث نفسه على المسير إلى اللّه ولكن مع تمهل البصير.

7. الوَجَل: الخوف.

8. المَوْئِل: مستقرّ السير، يريد به ـ هنا ـ ما ينتهي إليه الْإِنسان من سعادة وشقاء، وكرّته: حملته وإقباله.

9. المَغَبّة ـ بفتح الميم والغين وتشديد الباء ـ : العاقبة، إلا أنه يلاحظ فيها مجرد كونها بعد الْأَمر، أما العاقبة ففيها أنها مسببة عنه، والمصدر: عملك الذي يكون عنه ثوابك وعقابك، والمَرْجع: ما : ترجع إليه بعد الموت ويتبعه إما السعادة وإما الشقاوة.

10. الفِدَام ـ ككتاب وسَحَاب، وقد تشدّد الدال أيضا مع الفتح ـ : شيء تشده العجم على أفواهها عند السَقْي، أي: وإذا حلمت فكأن ربطت فم السفيه بالفِدام فمنعته من الكلام.

11. السُلُوّ: الهجو والنسيان.

12. الحِدْثان ـ بكسر فسكون ـ : نوائب الدهر. والصبر يناضلها: أي يدافعها.

13. الْجَزَع: شدّة الفزع.

14. المُنى ـ بضم ففتح ـ : جمع مُنْيَة، وهي ما يتمناه الانسان.

15. المَلُول ـ بفتح الميم ـ : السريع الملل والسآمة.

16. العُجْب ـ بضم العين ـ : إعجاب المرء بنفسه.

17. الْإِغْضاء على الشيء: كناية عن تحمله.

18. القَذَى: الشيء يسقط من العين.

19. يريد من لين العُود: طراوة الجثمان الْإِنساني ونضارته بحياة الفضل وماء الهمّة. وكثافة الْأَغصان: كثرة الآثار التي تصدر عنه كأنها فروعه، ويريد بها كثرة الْأَعوان.

20. نال: أي أعطى، يقال: نُلْته ـ على وزن قُلْته ـ أي: أعطيته.

21. الاستطالة: الاستعلاء بالفضل.

22. سُقْم المَوَدّة: ضعف الصداقة.

23. النَصَفَة ـ بالتحريك ـ : الْإِنصاف.

24. المُوَاصِلُون: أي المحبّون.

25. المُؤن ـ بضم ففتح ـ : جمع مؤونة، وهي القوت.

26. السُؤدَد: الشرف.

27. المُناوِىء: المخالف المعاند.

28. التَاطَ: التَصَق.

29. تُضْعَف ـ مجهول من أضْعَفَهُ ـ : إذا جعله ضِعْفَين.

30. المُبَارَزة: بروز كلٍّ للآخر ليقتتلا.

31. مصروع: مغلوب مطروح.

32. الزَهْو ـ بالفتح ـ : الكِبْر.

33. مَزْهُوّة أي: متكبّرة.

34. فَرِقَتْ ـ كَفَرِحَتْ ـ أي: فَزِعَت.

35. العِرَاق ـ بكسر العين ـ : هو من الحَشَا ما فوق السُرّة مُعْترِضاً البَطن.

36. المَجْذُوم: المُصاب بمرض الجُذام.

37. الغَصِيب أي: المغصوب.

38. القَلِيب ـ بفتح فكسر ـ : البئر.

39. الذَنُوب ـ بفتح فضم ـ : الدَلْو الكبير.

40. ازدحام الجواب: تشابُه المعاني حتى لا يدري أيها أوفق بالسؤال.

41. نِفَار النِعَم: نفورها بعدم أداء الحق منها فتزول.

42. الرّحِم ـ هنا ـ : كناية عن القرابة، والمراد أن الكريم ينعطف للاحسان بكرمه أكثر مما ينعطف القريب بقرابته.

43. العَزَائم: جمع عزيمة، وهي ما يصمم الْإِنسان على فعله. وفسخ العزائم: نقضها.

44. العُقُود: جمع عَقْد، بمعنى النية تنعقد على فعل أمر.


ناريمان الشريف 09-24-2010 10:32 PM



251. وقال عليه السلام: مَرَارَةُ الدُّنْيَا حَلاَوَةُ الْآخِرَةِ، وَحَلاَوَةُ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الْآخِرَةِ.
252. وقال عليه السلام: فَرَضَ اللهُ الْإِِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاَةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ، وَالزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ، وَالصِّيَامَ ابْتِلاَءً لْإِِخْلاَصِ الْخَلْقِ، وَالْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ (1) وَالْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلاَمِ، وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنْماةً (2) لِلْعَدَدِ، وَالْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَإِقَامَةَ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ، وَتَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ، وَمُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إِيجاباً لِلْعِفَّةِ، وَتَرْكَ الزِّنَى تَحْصِيناً لِلنَّسَبِ، وَتَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ، وَالشَّهَادَاتِ (3) اسْتِظهَاراً (4) عَلَى الْمُجَاحَدَاتِ (5) وَتَرْكَ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ، وَالسَّلاَمَ أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ، وَالْإِمَانَةَ نِظَاماً لِلْأَُمَّةِ، وَالطَّاعَةَ تَعْظِيماً لِلْإِمَامَةِ .
253. وكان عليه السلام يقول: أَحْلِفُوا الظَّالِمَ. إِذَا أَرَدْتُمْ يَمِينَهُ. بِأَنَّهُ بَرِىءٌ مِنْ حَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ، فَإِنَّهُ إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ الْعُقُوبَةَ، وَإِذَا حَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَمْ يُعَاجَلْ، لاََِنَّهُ قَدْ وَحَّدَهُ اللّهَ تَعَالَى .
254. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ، كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ، فِي مَالِكَ وَاعْمَلْ فِيهِ مَا تُؤْثِرُ (6) أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ مِنْ بَعْدِكَ.
255. وقال عليه السلام: الْحِدَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ، لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ، فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ فَجُنُونُهُ مُسْتَحْكِمٌ.
256. وقال عليه السلام: صِحَّةُ الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ.
257. وقال عليه السلام لِكُمَيْل بن زياد النخعي: يَا كُمَيْلُ، مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا (7) في كَسْبِ الْمَكَارِمِ، وَيُدْلِجُوا (8) فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نائِمٌ، فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلاَّ وَخَلَقَ اللهُ لَهُ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ (9) جَرَى إلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِِبلِ.
258. وقال عليه السلام: إِذَا أَمْلَقْتُمْ (10) فَتَاجرُِوا اللهَ بِالصَّدَقَةِ.
259. وقال عليه السلام: الْوَفَاءُ لِأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللهِ، وَالْغَدْرُ بَأَهْلِ الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللهِ.
260. وقال عليه السلام: كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.

ناريمان الشريف 09-24-2010 10:39 PM

261. وقال عليه السلام لما بلغه إغارةُ أصحاب معاويةَ على الأَنبار، فخرج بنفسه ماشياً حتى أتى النُّخَيْلَةَ (27) فأدركه الناسُ وقالوا: يا أميرالمؤمنين نحن نكفيكَهُمْ. فقال: وَاللهِ مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ، فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ؟ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُوا حَيْفَ رُعَاتِهَا، وَإِنَّنِي الْيَوْمَ لاَََشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي، كَأَنَّنِيَ الْمَقُودُ (28) وَهُمُ الْقَادَةُ، أَوِ ألْمَوْزُوعُ وَهُمُ الْوَزَعَةُ (29) . فلما قال عليه السلام هذا القول، في كلامٍ طويلٍ قد ذكرنا مختارَه في جملةِ الخُطَب، تقدّم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما: إنّي لا أملك إلاّ نفسي وأخي، فَمُرْ بأمرك يا أميرالمؤمنين نُنْفِد له. فقال عليه السلام: وأَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُريدُ (30) .
262. وقيل: إنّ الحارث بن حَوْطٍ أتاه فقال: أتُراني (31) أظنّ أصحابَ الجمل كانوا على ضلالة؟ فقال عليه السلام: يَا حَارِثُ، إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ وَلَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ (32) إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ (33) , وَلَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ. فقال الحارث: فإنّي أَعتزل مع سعيد بن مالك وعبد الله بن عمر. فقال عليه السلام: إِنَّ سَعِيداً وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ، وَلَمْ يَخْذُلاَ الْبَاطِلَ.
263. وقال عليه السلام: صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الْأَسَدِ: يُغْبَطُ (34) بِمَوْقِعِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ.
264. وقال عليه السلام: أَحْسِنُوا فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ (35) .
265. وقال عليه السلام: إِنَّ كَلاَمَ الْحُكَمَاءِ إذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً، وَإِذَا كَانَ خَطَأً كَانَ دَاءً.
266. وسأَله عليه السلام رجل أَن يعرّفه ما الْإِيمان. فقال: إِذَا كَانَ غَدٌ فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ، فإِنْ نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ، فَإِنَّ الْكَلاَمَ كَالشَّارِدَةِ، يَنْقُفُهَا (36) هذَا وَيُخِْئُهَا هذَا. وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب، وهو قوله: الاِيمان على أربع شعب.
267. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ، لاَ تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي قَدْ أَتَاكَ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ.
268. وقال عليه السلام: أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً (37) مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.
269. وقال عليه السلام: النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلاَنِ: عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا، قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ الْفَقْرَ، وَيأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ. وَعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً، وَمَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً، فَأَصْبَحَ وَجِيهاً (38) عِنْدَاللهِ، لاَ يَسْأَلُ اللهَ حَاجَةً فَيَمْنَعَهُ.
270. وروي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حَلْي الكعبةِ وكثرتُهُ، فقال قوم: لو أخذته فجهزتَ به جيوش المسلمين كان أَعظم للاَجر، وما تصنع الكعبةُ بالْحَلْي؟ فهمّ عمر بذلك، وسأل عنه أميرالمؤمنين عليه السلام. فقال: إِنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ. وَ الْأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ: أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ، وَالْفَيْءُ فَقَسَّمَهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ، وَالْخُمُسُ فَوَضَعَهُ اللهُ حَيْثُ وَضَعَهُ، وَالصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللهُ حَيْثُ جَعَلَهَا. وَكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ، فَتَرَكَهُ اللهُ عَلَى حَالِهِ، وَلَمْ يَتْرُكْهُ نِسْيَاناً، وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ (39) مَكَاناً، فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ. فقال له عمر: لولاك لافتضحنا. وترك الحَلْي بحاله.
271. وروي أنه عليه السلام رُفع إليه رجلان سرقا من مال الله، أحدهما عبد من مال الله، والآخر من عُرُوضِ (40) الناس. فقال عليه السلام: أَمَّا هذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اللهِ وَلاَ حَدَّ عَلَيْهِ، مَالُ اللهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَأَمَّا الْآخَرُ فَعَلَيْهِ الْحَدُّ، فقطع يده.
272. وقال عليه السلام: لَوْ قَدِ اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هذِهِ الْمَدَاحِضِ (41) لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ.
273. وقال عليه السلام: اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ ـ وَإِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ، وَاشْتَدَّتْ طِلْبَتُهُ، وَقَوِيَتْ مَكِيْدَتُهُ ـ أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ (42) ، وَلَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَقِلَّةِ حِيلَتِهِ وَبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُّمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَالْعَارِفُ لِهذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ، وَالتَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فِي مَضَرَّةٍ. وَرُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ (43) بِالنُّعْمَى، وَرُبَّ مُبْتَلىً (44) مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى! فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ فِي شُكْرِكَ، وَقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ، وَقِفْ عِنْدَ مُنتَهَى رِزْقِكَ.
274. وقال عليه السلام: لاَ تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلاً، وَيَقِينَكُمْ شَكّاً، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا، وَإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا.
275. وقال عليه السلام: إِنَّ الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ (45) وَضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ. وَرُبَّمَا شَرِقَ (46) شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ، كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ، وَالْأََمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ الْبَصَائِرِ، وَالْحَظُّ يَأتِي مَنْ لاَ يَأْتِيهِ.
276. وقال عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحْسُنَ فِي لاَمِعَةِ الْعُيُونِ عَلاَنِيَتِي، وَتَقْبُحَ فِيَما أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتيِ، مُحَافِظاً عَلَى رِيَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ مِنِّي، فَأُبْدِيَ لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِي، وَأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي، تَقَرُّباً إلَى عِبَادِكَ، وَتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ.
277. وقال عليه السلام: لاَ وَالَّذِي أَمْسَيْنَا مِنْهُ فِي غُبْرِ (47) لَيْلَةٍ دَهْمَاءَ (48) تَكْشِرُ (49) عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ (50) مَا كَان كَذَاكَذا.
278. وقال عليه السلام: قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيْهِ أَرْجَى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ (51) .
279. وقال عليه السلام: إذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا .
280. وقال عليه السلام: مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ.
281. وقال عليه السلام: لَيْسَتِ الرَّوِيَّةُ (52) كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ الْإِبْصَارِ، فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا، وَلاَ يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ.
282. وقال عليه السلام: بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ (53) .
283. وقال عليه السلام: جَاهِلُكُمْ مُزْدَادٌ (54) وَعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ (55) .
284. وقال عليه السلام: قَطَعَ الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِينَ.
285. وقال عليه السلام: كُلُّ مُعَاجَلٍ يَسْأَلُ الْإِنْظَارَ (56) وَكُلُّ مُؤَجَّلٍ (57) يَتَعَلَّلُ بالتَّسْويفِ (58) .
286. وقال عليه السلام: مَا قَالَ النَّاسُ لِشَيْءٍ: طُوبَى لَهُ، إِلاَّ وَقَدْ خَبَأَ لَهُ الدَّهْرُ يَوْمَ سَوْءٍ.
287. وسئل عن القدر، فقال: طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلاَ تَسْلُكُوهُ، وَبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلاَ تَلِجُوهُ، وَسِرُّ اللهِ فَلاَ تَتَكَلَّفُوهُ.
288. وقال عليه السلام: إِذَا أَرْذَلَ (59) اللهُ عَبْداً حَظَرَ (60) عَلَيْهِ الْعِلْمَ.
289. وقال عليه السلام: كَانَ لِي فيَِما مَضَى أَخٌ فِي اللهِ، وَكَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ، وَكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ فَلاَ يَشْتَهِي مَا لاَ يَجِدُ وَلاَ يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ، وَكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً فإِنْ قَالَ بَذَّ (61) الْقَائِلِينَ وَنَقَعَ غَلِيلَ (62) السَّائِلِينَ، وَكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً! فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثُ غَابٍ (63) وَصِلُّ (64) وَادٍ لاَ يُدْلِي (65) بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً، وَكَانَ لاَ يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِهِ حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَهُ، وَكَانَ لاَ يَشْكُو وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ بُرْئِهِ، وَكَانَ يقُولُ مَا يَفْعَلُ وَلاَ يَقُولُ مَا لاَ يَفْعَلُ، وَكَانَ إذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلاَمِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ، وَكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَكَان إذَا بَدَهَهُ (66) أَمْرَانِ نَظَرَ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى فيَُخَالَفَهُ. فَعَلَيْكُمْ بِهذِهِ الْخَلاَئِقِ فَالْزَمُوهَا وَتَنَافَسُوا فِيهَا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ.
290. وقال عليه السلام: لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ (67) اللهُ عَلَى مَعْصِيَةٍ لَكَانَ يَجِبُ أَنْ لاَ يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِهِ.
291. وقال عليه السلام ، وقد عزّى الاَشعثَ بن قيسٍ عن ابن له: يَا أَشْعَثُ، إِنْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ ذلِكَ مِنْكَ الرَّحِمُ، وَإِنْ تَصْبِرْ فَفِي اللهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ. يَا أَشْعَثُ، إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأَنْتَ مَأْجُورٌ، وَإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأَنْتَ مَأْزُورٌ (68) يَا أَشْعَثُ، ابْنُكَ سَرَّكَ وَهُوَ بَلاَءٌ وَفِتْنَةٌ، وَحَزَنَكَ (69) وَهُوَ ثَوَابٌ وَرَحْمَةٌ.
292. وقال عليه السلام على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ساعة دفنه: إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلاَّ عَنْكَ، وَإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلاَّ عَلَيْكَ، وَإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ، وَإِنَّهُ قَبْلَكَ وَبَعْدَكَ لَجَلَلٌ (70) .
293. وقال عليه السلام: لاَ تَصْحَبِ الْمَائِقَ (71) فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ، وَيَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ.
294. وقد سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب فقال عليه السلام: مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسِ.
295. وقال عليه السلام: أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ، وَأَعْدَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ: فَأَصْدِقَاؤُكَ: صَدِيقُكَ، وَصَدِيقُ صَدِيقِكَ، وَعَدُوُّ عَدُوِّكَ. وَأَعْدَاؤكَ: عَدُوُّكَ، وَعَدُوُّ صَدِيقِكَ، وَصَدِيقُ عَدُوِّكَ.
296. وقال عليه السلام لرجل رآه يسعى على عدوٍّ له بما فيه إِضرار بنفسه: إنَّمَا أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَهُ لِيَقْتُلَ رِدْفَهُ (72) .
297. وقال عليه السلام: مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
298. وقال عليه السلام: مَن بَالَغَ فِي الْخُصوُمَةِ أَثِمَ، وَمَنْ قَصَّرَ فِيهَا ظُلِمَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ مَنْ خَاصَمَ.
299. وقال عليه السلام: مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَأسْأَلَ اللهَ الْعَافِيَة .
300. وسئل عليه السلام: كيف يحاسب الله الخلق على كَثْرتهم؟ فقال عليه السلام: كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ. فَقيل: كيف يُحاسِبُهُم ولا يَرَوْنَهُ؟ قال عليه السلام: كَمَا يَرْزُقُهُمْ وَلاَ يَرَوْنَهُ.
1. تَقْرِبَةً: أي سبباً لتقرّب أهل الدين بعضهم من بعض، إذ يجتمعون من جميع الاَقطار في مقام واحد لغرض واحد.
2. مَنْماة: إكثار وتنمية.
3. الشهادات: هي ما يدلي به الشهداء على حقوق الناس.
4. استظهاراً: إسناداً وتقويةً.
5. المُجاحَدَات: جمع مُجَاحَدة، وهي الاِنكار والجحود.
6. تُؤثِرُ أي: تحب.
7. الرَوَاح: السير من بعد الظهر.
8. الاِدْلاج: السير من أول الليل.
9. نائبة: مصيبة.
10. أمْلقتم: افتقرتم.
11. تَتَعَرّق أموالهم: من قولهم تَعَرّقَ فلان العظمَ أي أكل جميع ما عليه من اللحم.
12. الجَحْفَلَة ـ بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء الساكنة ـ : للخيل والبغال والحمير بمنزلة الشَفَة للاِنسان.
13. اعْذِبُوا: أي أَعرضوا واتركوا.
14. الفَتّ: الدق والكَسر، وفَتّ في ساعده ـ من باب نصر ـ أي: أضعفه كأنه كسره.
15. مَعَاقِدُ العزيمة: مواضع انعقادها وهي القلوب، وقدح فيها: بمعنى خرقها كناية عن أوْهَنَها.
16.( يكسر عنه): يؤخّر عنه.
17. العَدْو ـ بفتح فسكون ـ : الجَرْي.
18. الياسِرُون: اللاعِبون بالميْسِر، وهو القمار.
19. يتضاربون بالقِداح: أي يقامرون بالسهام على النصيب من الناقة.
20. الجَزُور ـ بفتح الجيم ـ : الناقة المجزورة، أي المنحورة.
21. فَلَجَ ـ من باب ضرب و نصر ـ : فاز و انتصر.
22. العِضاض ـ بكسر العين ـ : أصله عضّ الفرس، مجاز عن إهلاكها للمتحاربين.
23. فَزِع المسلمون:لجؤوا إلى طلب رسول الله ليقاتل بنفسه.
24. الحَمْيُ ـ بفتح فسكون ـ : مصدر حَمِيَت النار: اشتدّ حرّها.
25. مُجْتَلَد ـ مصدر ميمي من الاجتلاد ـ أي: الاقتتال.
26. اسْتَحرّ: اشتدّ، والجِلاد: القتال.
27. النُخَيْلَة ـ بضم ففتح ـ : موضع بالعراق اقتتل فيه الاِمام مع الخوارج بعد صفّين.
28. المَقوُد: اسم مفعول، والقادة: جمع قائد.
29. الوَزَعَة ـ محرّكة ـ : جمع وازع بمعنى الحاكم، والمَوْزُوع: المحكوم.
30.( أين تَقَعَانِ مما أُريد): أي أين أنتما وما هي منزلتكما من الاَمر الذي أريده وهو يحتاج إلى قوة عظيمة؟ فلا موقع لكما منه.
31. أتُراني ـ بضم التاء، مبني للمجهول ـ أي: أتظنني.
32. حِرْت: من حار أي تحير.
33.أتي احقَّ :أخذ به .
34. يُغْبَط ـ مبني للمجهول ـ أي: يغبطه الناس ويتمنون منزلته لعزّته.
35.( أحْسِنُوا في عَقِب غيركم)...: أي كونوا رحماء بأبناء غيركم يرحم غيركم أبناءكم، فالعقب هنا يُراد به النسل والاَبناء.
36. نَقَفَهُ: ضربه.
37. الهَوْن ـ بالفتح ـ : الحقير، والمراد منه ـ هنا ـ الخفيف لا مبالغة فيه.
38.( وَجِيهاً): أي ذا منزلة عَلِيّة من القرب إليه سبحانه.
39. لم يَخْفَ عليه: لم يَغِبْ عنه.
40. عُروُضهم: جمع عَرْض ـ بفتح فسكون ـ وهو المتاع غير الذهب والفضة.
41. المَدَاحِض: المَزَالِقُ، يريد بها الفتن التي ثارت عليه.
42. الذكر الحكيم: القرآن.
43. المستدرج: الذي يُمْهلهُ الله ويمدّ له في النعمة مدّاً.
44. المُبْتَلى: المُمْتَحَن بالبلايا.
45.( مُورِدٌ غير مُصْدِرٍ): أي من ورده هلك فيه، ولم يصدر عنه.
46. شَرِقَ ـ كتعب ـ :أي غصّ.
47. غُبْر الليلة ـ بضم الغين وسكون الباء ـ : بقيّتها.
48. الدَهْماء: السوداء.
49. كَشّرَ عن أسنانه: ـ كضرب ـ أَبداها في الضحك ونحوه.
50. الاَغَرّ: أبيض الوجه.
51. مَمْلُول: يُسْأم منه ويُتَضَجّر.
52. الرَوِيّة ـ بفتح فكسر فتشديد ـ : إعمال العقل في طلب الصواب.
53. الغِرّة ـ بالكسر ـ : الغفلة.
54.( جاهِلُكم يزداد): أي يغالي ويزداد في العمل على غير بصيرة.
55. عالِمُكُم يُسَوّف بعمله: أي يؤخِّره عن أوقاته.
56. الانظار: أي التأخير.
57. مُؤجّل: قد أجّلَ الله عمره.
58. يراد هنا بالتسويف تأخير الاَجَل والفُسْحَة في مدّته.
59. أرْذله: جعله رذيلاً.
60.( حَظَرَه عليه): أي حرمه منه.
61.( بَذَّهُم) : أي كَفَّهُم عن القول و منعهم .
62. نَقَعَ الغليلَ: أزال العطشَ.
63. الليث: الاَسد. والغاب: جمع غابة، وهي الشجر الكثير الملتفّ يَسْتَوْكرُِ فيه الاَسد.
64. الصِلّ ـ بالكسر ـ : الحيّة.
65. أدْلى بحجّته: أحضرها.
66. بَدَهَهُ الاَمرُ: فَجَأهُ وَبَغَتَهُ.
67. التَوَعّد: الوعيد،: أي لو لم يُوعِدْ على معصيته بالعقاب.
68. مأزُور: مُقْترِف للوِزْر، وهو الذنب.
69. حَزَنَكَ: أكسَبَكَ الحزنَ.
70. الجَلَل ـ بالتحريك ـ : الهين الصغير، وقد يطلق على العظيم، وليس مراداً هنا.
71. المائِق: الاَحمق.
72. الرِدْف ـ بالكسر ـ : الراكب خلف الراكب.
1. تَقْرِبَةً: أي سبباً لتقرّب أهل الدين بعضهم من بعض، إذ يجتمعون من جميع الاَقطار في مقام واحد لغرض واحد.
2. مَنْماة: إكثار وتنمية.
3. الشهادات: هي ما يدلي به الشهداء على حقوق الناس.
4. استظهاراً: إسناداً وتقويةً.
5. المُجاحَدَات: جمع مُجَاحَدة، وهي الاِنكار والجحود.
6. تُؤثِرُ أي: تحب.
7. الرَوَاح: السير من بعد الظهر.
8. الاِدْلاج: السير من أول الليل.
9. نائبة: مصيبة.
10. أمْلقتم: افتقرتم.
11. تَتَعَرّق أموالهم: من قولهم تَعَرّقَ فلان العظمَ أي أكل جميع ما عليه من اللحم.
12. الجَحْفَلَة ـ بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء الساكنة ـ : للخيل والبغال والحمير بمنزلة الشَفَة للاِنسان.
13. اعْذِبُوا: أي أَعرضوا واتركوا.
14. الفَتّ: الدق والكَسر، وفَتّ في ساعده ـ من باب نصر ـ أي: أضعفه كأنه كسره.
15. مَعَاقِدُ العزيمة: مواضع انعقادها وهي القلوب، وقدح فيها: بمعنى خرقها كناية عن أوْهَنَها.
16.( يكسر عنه): يؤخّر عنه.
17. العَدْو ـ بفتح فسكون ـ : الجَرْي.
18. الياسِرُون: اللاعِبون بالميْسِر، وهو القمار.
19. يتضاربون بالقِداح: أي يقامرون بالسهام على النصيب من الناقة.
20. الجَزُور ـ بفتح الجيم ـ : الناقة المجزورة، أي المنحورة.
21. فَلَجَ ـ من باب ضرب و نصر ـ : فاز و انتصر.
22. العِضاض ـ بكسر العين ـ : أصله عضّ الفرس، مجاز عن إهلاكها للمتحاربين.
23. فَزِع المسلمون:لجؤوا إلى طلب رسول الله ليقاتل بنفسه.
24. الحَمْيُ ـ بفتح فسكون ـ : مصدر حَمِيَت النار: اشتدّ حرّها.
25. مُجْتَلَد ـ مصدر ميمي من الاجتلاد ـ أي: الاقتتال.
26. اسْتَحرّ: اشتدّ، والجِلاد: القتال.
27. النُخَيْلَة ـ بضم ففتح ـ : موضع بالعراق اقتتل فيه الاِمام مع الخوارج بعد صفّين.
28. المَقوُد: اسم مفعول، والقادة: جمع قائد.
29. الوَزَعَة ـ محرّكة ـ : جمع وازع بمعنى الحاكم، والمَوْزُوع: المحكوم.
30.( أين تَقَعَانِ مما أُريد): أي أين أنتما وما هي منزلتكما من الاَمر الذي أريده وهو يحتاج إلى قوة عظيمة؟ فلا موقع لكما منه.
31. أتُراني ـ بضم التاء، مبني للمجهول ـ أي: أتظنني.
32. حِرْت: من حار أي تحير.
33.أتي احقَّ :أخذ به .
34. يُغْبَط ـ مبني للمجهول ـ أي: يغبطه الناس ويتمنون منزلته لعزّته.
35.( أحْسِنُوا في عَقِب غيركم)...: أي كونوا رحماء بأبناء غيركم يرحم غيركم أبناءكم، فالعقب هنا يُراد به النسل والاَبناء.
36. نَقَفَهُ: ضربه.
37. الهَوْن ـ بالفتح ـ : الحقير، والمراد منه ـ هنا ـ الخفيف لا مبالغة فيه.
38.( وَجِيهاً): أي ذا منزلة عَلِيّة من القرب إليه سبحانه.
39. لم يَخْفَ عليه: لم يَغِبْ عنه.
40. عُروُضهم: جمع عَرْض ـ بفتح فسكون ـ وهو المتاع غير الذهب والفضة.
41. المَدَاحِض: المَزَالِقُ، يريد بها الفتن التي ثارت عليه.
42. الذكر الحكيم: القرآن.
43. المستدرج: الذي يُمْهلهُ الله ويمدّ له في النعمة مدّاً.
44. المُبْتَلى: المُمْتَحَن بالبلايا.
45.( مُورِدٌ غير مُصْدِرٍ): أي من ورده هلك فيه، ولم يصدر عنه.
46. شَرِقَ ـ كتعب ـ :أي غصّ.
47. غُبْر الليلة ـ بضم الغين وسكون الباء ـ : بقيّتها.
48. الدَهْماء: السوداء.
49. كَشّرَ عن أسنانه: ـ كضرب ـ أَبداها في الضحك ونحوه.
50. الاَغَرّ: أبيض الوجه.
51. مَمْلُول: يُسْأم منه ويُتَضَجّر.
52. الرَوِيّة ـ بفتح فكسر فتشديد ـ : إعمال العقل في طلب الصواب.
53. الغِرّة ـ بالكسر ـ : الغفلة.
54.( جاهِلُكم يزداد): أي يغالي ويزداد في العمل على غير بصيرة.
55. عالِمُكُم يُسَوّف بعمله: أي يؤخِّره عن أوقاته.
56. الانظار: أي التأخير.
57. مُؤجّل: قد أجّلَ الله عمره.
58. يراد هنا بالتسويف تأخير الاَجَل والفُسْحَة في مدّته.
59. أرْذله: جعله رذيلاً.
60.( حَظَرَه عليه): أي حرمه منه.
61.( بَذَّهُم) : أي كَفَّهُم عن القول و منعهم .
62. نَقَعَ الغليلَ: أزال العطشَ.
63. الليث: الاَسد. والغاب: جمع غابة، وهي الشجر الكثير الملتفّ يَسْتَوْكرُِ فيه الاَسد.
64. الصِلّ ـ بالكسر ـ : الحيّة.
65. أدْلى بحجّته: أحضرها.
66. بَدَهَهُ الاَمرُ: فَجَأهُ وَبَغَتَهُ.
67. التَوَعّد: الوعيد،: أي لو لم يُوعِدْ على معصيته بالعقاب.
68. مأزُور: مُقْترِف للوِزْر، وهو الذنب.
69. حَزَنَكَ: أكسَبَكَ الحزنَ.
70. الجَلَل ـ بالتحريك ـ : الهين الصغير، وقد يطلق على العظيم، وليس مراداً هنا.
71. المائِق: الاَحمق.
72. الرِدْف ـ بالكسر ـ : الراكب خلف الراكب.


الساعة الآن 12:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team