منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1824)

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:20 AM

أسالمُ قد سلمتَ من العيوب
( ابن الرومي )


أسالمُ قد سلمتَ من العيوب
ألا فاسلمْ كذاك من الخطوبِ
وقد حُسِّنتَ أخلاقاً وخَلْقاً
فقد أصبحتَ مصباحَ القلوبِ
مُصدَّقَ كنية ٍ حسناءَ واسمٍ
وكم سمة ٍ مكذَّبة ٍ كذوبِ
فيما قمراً ينير بلا أفولٍ
ويا شمساً تضيء بلا غروبِ
أغْثني يا أبا حسنٍ أغثني
فأنت المستغاث لدى الكروبِ
أجِرني من نقائصَ قد أضرَّت
بعبدك يا ربيعَ ذوي الجُدوبِ
وما وجهُ استقائي من غديرٍ
وأنت البحرُ والموج الغضوبِ
وأنَّى تستمِدُّ من السواقي
لتُنضبهَا ولستَ بذي نضوبِ
أينقُص كاملٌ عُرْفاً أتاه
إلى حُرٍّ ليس بذي ذُنوبِ
أبى النقصانَ فعلُ أخي كمالٍ
يجِلُّ عن المَناقص والعيوبِ
جوادٍ بالتلاد وللمعالي
كسوبٍ أو يزيد على الكسوبِ
أُعيذك أن تخفف من دروعي
فإني من زماني في حروبِ
وما تلك الدروعُ سوى هباتٍ
تجودُ عليَّ من يدكَ الوَهوبِ
أصونُ بها المَقاتلَ من زمانٍ
على الأحرار عَدَّاءٍ وَثوبِ
فلا تُوسِعْ له في جيب درعي
فقد تؤتَى الدروعُ من الجيوبِ
ولا تجعل إليّ له مَساغاً
فقد تؤتى الحصونُ من النقوبِ
أترضى أن أُراعَ وأنت جارِي
بأشباهِ الغُصوبِ أو الغُصوبِ
وجارك حين يَغْشى الضيمُ جاراً
أعزُّ من المحلِّقة ِ الطَّلوبِ
تُروِّعني النقائصُ كلَّ شهرٍ
مع التعبِ المبرِّحِ والدُّؤوبِ
كأَني حين أذكرهنَّ أُرمَى
بسهمٍ في فؤادي ذي نُشوبِ
وحسبي رائعاً أهوالُ بحرٍ
يظل العقلُ منها ذا عُزوبِ
تَسامى فيه أمواجٌ صِعابٌ
كأنَّ زُهاءهنَّ زُهاءُ لُوبِ
أظل إذا طغوتُ على ذُراها
أهلِّل من محاذرة الرسوبِ
تَلاعبُ بي تلاعُبَ ذات جدٍ
غَواربُ متنِ مِجدادٍ لَعوبِ
أُعيدُ ركوبَهُ صُبحاً ومُسْياً
وما هو بالذلولِ ولا الرَّكوبِ
وكم يومٍ أراني الموتَ فيه
جُنونُ الموجِ في هَوَجِ الجنوبِ
وقاني شرَّهُ من بعد يأسٍ
دِفاعُ اللَّه دَفّاعِ الرُّيوبِ
فمن يَطَربْ إذا هبّتْ جنوبٌ
فلستُ لها وعيشك بالطَّروبِ
ولكني لها مذ كنت قالٍ
قِلَى المملوك لوالي الضَّروبِ
ولو حيَّتْ بريَّاً الروض أنفي
ولو جاءت بكل حَياً سَكوبِ
إذا سقطت خشيتُ لها هُبوباً
وإن هبت جَزعتُ من الهبوبِ
ولمْ لا وهْيَ زَلزلة ٌ ولكنْ
بركبِ الماء لا ركبِ السُّهوبِ
وَبَلبلة ٌ لأهل البَرِّ تجري
فكلُّ من أذاها في ضُروبِ
تثيرُ عَجاجة ً وتثيرُ حُمَّى
لعذبِ الماء طُراً والشَّروبِ
وَتَذْهَبُ بالعقول إذا تداعتْ
أَزاملُ جَوِّها الزَّجل الصَّخوبِ
ويُضحى ما اكتستهُ كلُّ أرضٍ
يميدُ مرنّحاً مَيْد الشُّروبِ
ويُمسي النخل والشَّجراء منها
وجُلُّهما صريعٌ للجنُوبِ
فتلك الرّيحُ ممّا أجتويهِ
وعَلاَّمِ المشاهدِ والغيوبِ
ومما أشتهيه دُرورُ رزقي
وأن أُعطَاه موفورَ الذَّنوبِ
وأن ألقاهُ يضحك من بعيدٍ
نَقيَّ الصفحتين من الشُّحوبِ
وليس بواجبٍ ما أشتهيه
ولكنْ إن تَطَوَّلَ ذو وجوبِ
تسنَّم ظهرَ مَكرُمَة ٍ أنيختْ
لتركبها ولا تكُ بالهَيوبِ
وما ينحو بك العافون إلاّ
طريقاً لستَ عنه بذي نُكوبِ

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:20 AM

أسايَ أسى يومِ التفرقِ وحدهُ
( ابن الرومي )


أسايَ أسى يومِ التفرقِ وحدهُ
ولكنَّ شوقي شوقُ فُرقة ِ أعوام

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:21 AM

أستغفر الله من هجائيكا
( ابن الرومي )


أستغفر الله من هجائيكا
وليس هاجيك آثماً فيكا
لكنني أتقِي وأشفقُ من
تقصير ما قلتُ عن مخازيكا
يا خالد اللؤمِ غيرَ مُؤتشب
سبقْتَ باللؤم من يُجاريكا
أنت صريحُ اللئام لا كذباً
وهم إذا حُصّلوا مواليكا

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:21 AM

أستغفر اللَّهَ من تَرْكي علانية ً
( ابن الرومي )


أستغفر اللَّهَ من تَرْكي علانية ً
ذنباً هممتُ به في شادن خَنِثِ
ظبي دعتْنيَ عيناهُ ومنطقُهُ
بِنيَّة ٍ صدقتْ عن ظاهرٍ عبِثِ
فلم أجِبْهُ وحظِّي في إجابتهِ
لكنْ سكتُّ كأنِّي غير مُكترثِ
لاَ بلْ فررْتُ وظلّ الصيدُ يطلبني
واللَّه ما كنْتُ فيها بالفتى الدَّمِثِ
أقسمتُ باللَّه لمَّا قمتُ محتجِزاً
إنِّي انبعَثْتُ بقلبٍ غيرِ منبعثِ

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:22 AM

أستغفرُ اللَّهَ من ذَنبِي ومن خطئي
( ابن الرومي )


أستغفرُ اللَّهَ من ذَنبِي ومن خطئي
إلاَّ هجائي دعيَّ القَحْطبينا
فإن ذلك ذنبٌ لستُ أحفِله
لا يغفرُ اللَّهُ ذاكَ الذنبَ آمينا

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:23 AM

أسدى إليَّ أبو الحسين يداً
( ابن الرومي )


أسدى إليَّ أبو الحسين يداً
أرجو الثوابَ بها لديه غدا
وكذاك عاداتُ الكريم إذا
أسدى يداً حُسبتْ عليه يدا
فيرى إجازة ما يُسام ولا
يلقى مُطالبُهُ به نَكدا
إن كان يَحْسُدُ نفسَه أحدٌ
فَلأَزْعُمَنَّكَ ذلك الأحدا
يومٌ يُثار به ندى غده
لا زال دأَبُكَ هكذا أبدا
يا من يُساجل نفسَه حسدا
أحسنْتَ حين حسدْتَها الحسد
يا ربِّ آنِسْهُ فأحسبُهُ
مستوحشاً ممَّا قد انفردا

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:24 AM

أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي
( ابن الرومي )


أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي
مَليكاً من بني الأملاك مثلَكْ
أسومُكَ أن تدرَّ عليَّ رزقي
وتنبذَ خِدمتي لتُبينَ فضلَكْ
وقد أغربتُ جِداً في سُؤالي
لتُغربَ في العلا وأمنتُ بخلك
ولم أجهلْ هنالكَ جور حُكمي
ولكنّي عرفتُ هناكَ نُبلك
فإن تفعلْ فأنتَ لِذاكَ أهلٌ
وإن تمنع فلستُ ألومُ عدلك
ولستَ بعادمٍ ما دمتَ حياً
مديحكَ سالكاً في كل مسلك
حلفتُ بمن يَردُّكَ لي مَردّاً
كريماً إنه بالأمر أَمْلك
لئن أخفَى حِذاري عنكَ شخصي
لمَا أرسلتَ من كفَّي حبلك
ولم أهربْ على ثقة ٍ وعلمٍ
بأني إن رميتَ أفوتُ نَبلك
ولكنّي هربتُ على يقينٍ
بأنك مُغمدٌ في الحلم نصلك
ومابي رغبة ٌ من عبدِ عبدٍ
لديكَ وإن جعلتَ أذاي شُغلك
ولكني أصونُ عليك قدْرِي
ورُبَّ مصونة ٍ لي فيك بل لك
ومالي أستخفُّ بقدْرِ نفسي
وقد أوطأتُها يومين رحْلك
وقد نبهتهَا ورفعتَ منها
وشكّلَ قدرَها التشريفُ شكلك
وحَسْبِي رفعة ً وعلوَّ قدْرٍ
بأني مرة ً قبَّلْتُ رِجْلَكْ
فلا تسخط عليَّ ولاتذلني
وشبّه بالمحاسن منكَ فِعلك
وصُنْ حُرَّاً بذلتَ لهُ العطايا
فقد شانَ ابتذالُك منه بَذْلك

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:49 AM

أسَلُ الذي عطفَ
( ابن الرومي )


أسَلُ الذي عطفَ الأعن
نَة والمواكبَ نحو بابِكْ
وأراكَ نفسك مالكا
ما لم يكن لك في حسابِك
وأذلَّ موقفي العز
يز عليَّ في أقصى رحابك
ألاَّ يُطيلُ تجرُّعي
غُصَصَ المنية ِ من حجابِك

ناريمان الشريف 10-14-2010 07:53 AM

أشارتْ بالخضاب إلى الخضابِ
( ابن الرومي )


أشارتْ بالخضاب إلى الخضابِ
كناظرة ٍ إلى شيءٍ عُجابِ
وكنَّ غرائراً إلاَّ بشيبٍ
يُخيِّلُهُ المُخَيِّلُ بالشبابِ

علاء الأديب 10-14-2010 07:56 AM

مبارك هذا الجهد الكبير
ومباركة تلك الروح الوثابة
وشكرا لهذا الألق ..
لك من القلب تحيه

علاء الأديب

ناريمان الشريف 10-14-2010 08:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء حسين الأديب (المشاركة 34882)
مبارك هذا الجهد الكبير
ومباركة تلك الروح الوثابة
وشكرا لهذا الألق ..
لك من القلب تحيه

علاء الأديب

هذا التبريك لجهدي
وبلا شك يدعوني للمواصلة من أجلكم ومن أجل منابر الغالية
سعيدة بتواجدك هنا أخي العزيز علاء


تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 10-15-2010 10:59 AM

أشجتكَ منزلة ٌ بمَرجَيْ راهِط
( ابن الرومي )


أشجتكَ منزلة ٌ بمَرجَيْ راهِط
كلاّ ولا دِمنٌ عفتْ بشلاهِط
بل معشرٌ وعدتْهُم فجراتُهُمْ
بمغابطٍ فإذا هُمُ بمهابِط
ظَلُّوا وقدْ أسروا المؤذِّن بينهُمْ
وكأنَّما هزموا كتائب ناعط
وخلو بشلوِ ذبيحهم فرأيتهم
من ناتفٍ رِيشاً وآخر مارطِ
مُستعملين أكُفَّهُمْ في أمرهِ
ببوادرٍ سبقتْ أناة َ السَّامط
طبخُوهُ ثم أتوا به قد أُبرِمتْ
أوتارُهُ لمنادفٍ وبرابِط
متجمِّلاً لدجاجهِ مُتجلِّداً
كتجلُّدِ المجلودِ بين ربائط
ولقد رمتْه يومَ ذلك قِدْرُهُم
بغُطامطٍ من غَليها وغُطامِط
حملوا عليها كلَّ ماءٍ عِندهُم
وفُراتَ كُوفَتِهم ودِجلة َ واسط
واهاً لذاك الدِّيك بين مساقطٍ
منه عهدناها وبين ملاقط
قوَّامَ أسحارٍ مؤذِّن حارة ٍ
سفَّاد زَوجاتٍ كميَّ مآقط
ينفي مناعِسهُ بنفسٍ شهْمة ٍ
ويُشاهدُ الهيجا بجأشٍ رابط
وثبَتْ عليه عِصابة ٌ كُوفيَّة ٌ
ببوادرٍ من بأسِها وفوارِط
من ناشىء ٍ محضِ الحُلاقِ وشيخة ٍ
شوهاءَ لائطة ٍ وشيخ لائط
يعدُو الأصاغرُ والأكابرُ خَلفهُ
عَدْوَ الكلابِ على الشَّبوبِ النَّاشطِ
قسطوا عليه قُسوطَ غامِطِ نعمة ٍ
والمؤبِقاتُ بمرصدٍ للغامِط
ولربَّ مقسوطٍ عليه بغرَّة ٍ
حَلَّتْ بليَّتُهُ برأس القاسِطِ
ومن الجرائمِ ما يكونُ عقابُهُ
نقداً فكمْ نابٍ هُنالك ساقطِ
أكلُوهُ فانتثرتْ له أسنانُهُم
وتهشَّمتْ أقفاؤهُمْ بالحائط
من بين نابٍ إنما هو بَيْرمٌ
عِظماً وبين ثنيَّة ٍ كالشَّاحط
وطواحنٍ قد خُرِّقتْ جنباتُها
فكأن أنكَلَها سِلاحُ مرابط
وكأن وقع مشارطٍ من ريشه
في تِلكُمُ الأحناكِ وقعُ مشارط
مازال يشرطُهُمْ فمنه شرطة ٌ
ومن العكوفِ عليه ضرطة ُ ضارط
سقياً لمنتصرٍ هُناكَ لنفسه
يفْري فَرِيَّ مُزايلٍ ومُخالط
لقي الأنامِلَ والمراضع مُقدِماً
لم يَنهزمْ عنها بأجرٍ حابط
وغدتْ تصيحُ عظامُه وعُروقهُ
ليُفيقَ ذو جزعٍ عليه فارط
لا تبكينّ على قتادة ِ خارطٍ
وابكِ الدماء على بنانِ الخارط
وغدتْ مشايخُهُمْ وقد كتبوا لنا
بنواصح التَّوبات كُتب شرائطَ
أكلوا مؤذِّنهُم فأضحوا كُلُّهُمْ
فد عُوجلوا بعقابٍ ربٍّ ساخطِ
يتزحَّرون بأنفسٍ مجهودة ٍ
تبكي وتندرُ ندرة ً في الغائطِ
أبصارهُم نحو السماءِ كأنما
بَصَروا بها تُطوى بكفَّي كاشِطِ
من باسطٍ كفَّ الدُّعاءِ وقابضٍ
كفّ الدواءِ حِذار موتٍ ذاعط
عَسُرتْ عليه لظلمه أنفاسُهُ
فكأنَّهُ في لحدِ قبرٍ ضاغِطِ
يدعو بنيَّة قانطٍ لا شُفِّعتْ
من دعوة ٍ وُصلت بنيَّة قانط
يتنفَّسون لكل ضرطة ِ ضارطٍ
أسفاً لها ولكل ثلطة ِ ثالط
يا لهفَ أنفسهِمْ على ضرطاتِهمْ
بالأمس من ذاك السُّلاح الواخط
لو أنها وُهبتْ لهم في يَومِهم
أضحوا وهم من رَوْحها بمغابط
بُعداً لهم بُعداً لهم بُعداً لهم
من قابضٍ كفَّاً وآخر باسِط
سخطُوا مودَّتُهم وخانُوا جارهُم
لا فارقَ الأوداجَ مُدْية ُ ساحط
ديكٌ تناوحتِ الديوكُ لفقدهِ
مازال شيخَ عشائرٍ وأراهِط
ومن العجائبِ أنهم ورِطوا به
في المُهلكاتِ أشدّ ورطة ِ وارِط
ورأوا بقيَّتَهُ أصحَّ معاذة ٍ
للطِّفل بين موازجٍ وقوامِط
فمتى اشتكتْ أطفالُهم من جِنَّة ٍ
دلفُوا لهم من مالهِ بمساعِط
ومتى رأوْا دِيكاً ولو من فرْسخٍ
أبصرتَهُم يعْدونَ عدوَ مُبالط
لا مُقبلينَ إليه لكن هُرَّباً
منه حِذار معاطبٍ ومَوارِط
فهُمُ لغوغاءِ القبيلة ِ لعبة ٌ
في عسكرٍ متضاحكٍ مُتضارطِ
ودَّت حديثَهُم الولاة ُ فربَّما
نفذتْ به في اليوم عشرُ خرائِطِ
ما كان ديكاً بل حديداً بارداً
ولربَّ شيءٍ للظنونِ مُغالط
لاقى هُنالك كلَّ ذلك لم يخم
عنه وهمْ من ضارطٍ أو ناحط
وأقولُ موعظة ً لرائد منزلٍ
تَهديه معرفة ٌ وآخر خابط
لا تنزلنَّ بمنزلٍ مُتكوِّفٍ
وتنحَّ عنه إلى المحَلِّ الشَّاحط
إن الغوائل في المقاحِط جمَّة ٌ
فتوَّق غائلة َ المرادِ القاحط
وآعمدْ إذا شئتَ الجِوار إلى الذَرى
إن المكاره أولعتْ بالهابط
جاورتُ في كُوفان شرَّ عصابة
من صامتٍ عيَّاً وآخر لاغِطِ
دقُّوا فلو أولجتهم لتولَّجوا
من دِقَّة ٍ في سمِّ إبرة خائطِ
دلفوا لجارِهمُ بشرٍّ لازمِ
وتجانفوا عنه بخيرٍ مائطِ
ألفيتُهُم من شرٍّ قُنية ِ مقتنٍ
للمقتنين وشرِّ لقطة ِ لاقط
وثبوا عليّ سفاهة ً فوسْمتُهُمْ
وسمَ المسطِّع بعد وسم العالط
قوم يبيتُ الرشدُ فيهم ضائِعاً
والغيُّ بين دواهنٍ ومواشِط
المشترين فياشلاً لنسائهم
بدراهمٍ ووظائفاً بقرارط
ما شئتَ من عقل ضعيفٍ واهنٍ
فيهم ومن خبلٍ شديد ضابطِ
لو أنَّ لؤم الناسِ قيس بلؤمِهم
ما كان فيه قيسُ نقطة ِ ناقطِ

ناريمان الشريف 10-15-2010 11:00 AM

أشجَتْكَ أطلال
( ابن الرومي )


أشجَتْكَ أطلال لخو
لة َ كالمَهَارِق دُرَّسُ
أودت بهنَّ الباكيا
تُ الضاحكات الرُّجسُ
والعاصفاتُ القاصفا
تُ المُعصراتُ الرُّمسُ
ما إن بها إلا الجآ
ذر والظباء الكنس
ولقد تحلُّ بها الحسا
ن القاصرات الأُنسُ
من كل رودٍ كالقضي
ب نَماهُ دِعصٌ أوعسُ
خَوْدٌ لها وجه علي
ه من القسامة ملبسُ
كالبدر حفته السعو
د وغاب عنه الأَنحسُ
ولها غدائرُ حُلَّكٌ
فوق الرَّوادفِ مُيَّسُ
ولها وشاحٌ جائلٌ
زَجْل وحِجلٌ أخرس
وكأنما يرنو بمق
لتها غزالٌ أعيس
ذَعَرتْه نَبأة ُ قانصٍ
فلهُ لِذاك توجس
حتى متى تبكي الديا
رَ وفرعُ رأسك مُخلِس
هل يرجعُ الدمعُ الذي
سَلَبتْهُ عنك الأَحرُس
قُولا لدبسٍ شرّ من
يطأ الترابَ ويُرمس
تباً لدهر أنت في
ه مقدَّم ومرأَس
لو أن إبليساً رآ
كَ لكاد ذعراً يُبلس
ولَراعهُ وجهٌ من التْ
تَحْسين قيءٌ أملس
وكأن صوتك حين تص
دُح صوتُ رعدٍ يَرْجِس
فإذا صدحتَ مؤذناً
كادت تموتُ الأنفس
وُترت قلوبُ العالمي
ن ضَعِيفُها والأَليَس
ودعوا عليك بقاصما
تٍ في الظهورِ تؤيِّس
فكأنما دعوات من
يدعو جميعاً تُنكس
وإذا مَرَرْتَ فللأَنا
م إليك طرف أشوسُ
ووجوهُ من يلقاك من
هم قاطباتٌ عُبس
فَطَوال دهرك أنت مش
توم وعرضُك أدنس
وإذا جلست أذَى خُشا
مُك من يَضُمُّ المجلس
فكأنما الكرياس ين
فخ منك حين تنفَّس
وإذا نهضتَ كبا بوج
هك للجبين المَعطِسُ
فالأنف منك لِعُظْمه
أبداً لرأسك يعكِسُ
حتى يظنّ الناس أنْ
نَك في التراب تَفرَّسُ
ولأنت أجدر بالذي
قال الفتى المُتَنطس
إن كان أنفك هكذا
فالفيل عندك أفطسُ
يا من له في وجهه
أزَجٌ عليه مكنَّسُ
ما إن رأينا عاطساً
بأبي قُبيسٍ يعطسُ
وإذا جلستَ على الطري
قِ ولا أرى لك تجلسُ
قيل السلام عليكما
فتجيب أنت ويخرسُ
خذها إليك طما بها
متلاطم متبجِّسُ
شُنعاً شواردَ كالسها
م جِبارُها لا تَدرُسُ
كشفت عيوبك مثل ما
كشف الظلامَ المَقْبسُ


الساعة الآن 11:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team