منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   شارل بودلير .. Charles Baudelaire (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3980)

رقية صالح 03-10-2011 10:39 PM





أحزان القمر


tristessesdelalune




يحلم القمر بمزيد من الاسترخاء هذا المساء


كأنه حسناء تتكئ على وسائدها


تداعب بيد ذاهلة خفيفة حوافّ نهديها


قبل أن يستولي عليها النوم


وتستسلم متهالكة لانتشاءات طويلة


كأنها على متن حريري لركام ثلجي هشّ


وعيناها تجولان على الرُّؤى البيض


التي تتصاعد كأنها الأزهار في زرقة السماء


وعندما تدع دمعة خفيفة تسقط أحياناً


على هذا المصباح وهي في مللها الكسول


يتناولها شاعر تقي عدوّ للرقاد


في راحة يده.. هذه الدمعة الشاحبة


ذات الانعكاسات القزحية


كأنها قطعة من حجر كريم


ويخفيها في قلبه بعيداً

عن عيون الشمس





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







رقية صالح 03-10-2011 10:41 PM





البوم


les hiboux




تحت الأشجار السود تجثم طيور البوم


مختبئات في صفوف منتظمة


شاخصات بعيونهن الحُمر


كأنها آلهة غريبة


إنهن يتأملن


وبلا حراك يمكثن


حتى الساعة الكئيبة


التي يوطد فيها الظلام سيطرته


طارداً أشعة الشمس المنحرفة


موقفهنّ هذا يعلم الحكيم أن يخشى


في هذا العالم


الحركة والزحام


فالإنسان الذي يسكره خيال عابر


يحمل معه دائماً عقابه


الذي يكمن في إرادة تغيير مكانه





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







رقية صالح 03-10-2011 10:42 PM




الغليون


lapipe




أنا غليون لأحد الكتّاب


فمن يتأمل سحنتي الحبشية


يدرك أن صاحبي مُكثرٌ من التدخين


فعندما يغمره الألم


يطلق الدخان كمدخنة كوخ


يُعَدّ في مطبخه الطعام


انتظاراً لعودة صاحبه الفلاح


إني أعانق وأهدهد روحه


في شبكة من الدخان الأزرق


الذي يطلقه فمي الملتهب


وأصنع بلسماً قوياً يسحر قلبه


ويشفي فكره من التعب






ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار







رقية صالح 03-10-2011 10:44 PM




الموسيقا


lamusique




غالباً ما تحملني الموسيقا


كما يحملني موج البحر


نحو نجمي الشاحب


وتحت سقف من الضباب


أو في أثير واسع


أبحر


فأتسلق متن الأمواج المتراكمة


التي يحجبها عني الليل


وصدري إلى الأمام ورئتاي منفوختان


كأنهما من قماش


إني لأشعر في داخلي بكل انفعالات


مركب مشرف على الغرق


وأشعر بالريح المواتية


وبالعاصفة واختلاجاتها


تهدهدني فوق اللجة المترامية


وأحياناً أخرى أسمعها هادئة ملساء


كأنها مرآة يأسي الكبيرة





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







رقية صالح 03-10-2011 10:47 PM





الميت الفَرِحْ


lemortjoyeux




في أرضٍ خصبة مملوءة بالحلزون


أريد أن أحفر بنفسي حفرة عميقة


أدفن فيها على مهلٍ عظامي البالية


وأنام في النسيان


كما ينام الحوت في أعماق البحار


إني أكره الوصايا وأمقت القبور


وأفضل وأنا بعد حيّ أن أدعو الغربان


لتمتص الدم من أطراف هيكلي القذر


على أن أستجدي دمعة من دموع البشر


أيتها الديدان السوداء


يا رافقاً لا يرون ولا يسمعون


انظروا إلى هذا الميت الفرِح


الآتي إليكم بحرّية


يا فلاسفة يحبون الحياة ويا أبناء العفونة


أوغلوا في هيكلي دون ندم وقولوا لي


إن كان لا يزال يوجد أيضاً


لهذا الجسد الفاني الخالي من الروح


والميّت بين الأموات


مزيد من العذاب




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار









ماجد جابر 03-10-2011 10:49 PM

تحيّاتي
ما من يوم يمر علينا في الأدب العالمي
إلا ويظهر لنا معدن الألماس النفيس ، دبّجته يد فنانة رائعة ، وأضفت عليه الأستاذة رقيّة مسحة من عصارة فكرها ، ونبض يراعها ، ودفقة من شراينها ؛ ليصبح أدباً خالداً ، والكلمات لا تؤاتيني... لعلّّه الرهبة..
بوركتِ وبورك المداد
والحرف .
تحية وتقدير وإعجاب...


تعذبني صورة معينة


إني أفكر ببجعتي الكبيرة


بحركاتها القلقة


المضحكة السامية كحركات المنفيين


والتي تغذيها رغبة سامية


وأفكر بك با أندروماك

رقية صالح 03-10-2011 10:49 PM




برميل الحقد


letonneaude la haine




الحقد برميل بنات دنائيد* الشاحبات


والانتقام يصبّ مهتاجاً


بذراعين أحمرين قويين


في فراغه المظلم الهائل


دِلاء مملوءة بدماء الأموات ودموعهم


والشيطان يحفر في هذه الأعماق ثقوباً سريّة


منها يتسرب ما جمعه ألف عام من جهد وعرق


ومع ذلك فإن الحقد يعرف كيف يبعث الحياة


في ضحاياه ليعتصرها من أجسادهم من جديد


الحقد سكّير قابع في جوف حانة


يشعر بالظمأ الدائم وكلما أكثر من الشرب


تجدّد كما تتجدد رؤوس ثعبان (الإيدز)


كلما قطع منها رأس


لكن السكارى السعداء يعرفون قاهرهم


أما الحقد فتنتظره هذه الخاتمة المحزنة


بألا يستطيع أبداً أن يسعد


بالسقوط صريعاً تحت الموائد



__________________

* اسم يطلق على الفتيات الخمسين اللواتي قتلن أزواجهن ليلة زفافهن.


ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





رقية صالح 03-10-2011 10:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 64834)
تحيّاتي
ما من يوم يمر علينا في الأدب العالمي
إلا ويظهر لنا معدن الألماس النفيس ، دبّجته يد فنانة رائعة ، وأضفت عليه الأستاذة رقيّة مسحة من عصارة فكرها ، ونبض يراعها ، ودفقة من شراينها ؛ ليصبح أدباً خالداً ، والكلمات لا تؤاتيني... لعلّّه الرهبة..
بوركتِ وبورك المداد
والحرف .
تحية وتقدير وإعجاب...


تعذبني صورة معينة


إني أفكر ببجعتي الكبيرة


بحركاتها القلقة


المضحكة السامية كحركات المنفيين


والتي تغذيها رغبة سامية


وأفكر بك با أندروماك








سلام الله على الأديب الغالي
المربي الفاضل أ. عبد المجيد جابر


وما من يوم يمر عليّ
إلاّ ويظهر حضورك العاجي
وحروفك اللازوردية
تبحر في بحيرة البجعة
ينهال على الآداب بأمطار زاخرة
بالوفرة والجمال
شكري لعبورك بحجم السماء
تحية وتقدير
وود لا ينتهي

رقية صالح 03-10-2011 10:59 PM




الجرس المصدوم


la cloche felee




ما أمرَّ وما أحلى


أن تصغي في ليالي الشتاء


وأنت جالس قرب المدفأة


التي تختلج وتطلق الدخان


إلى الذكريات البعيدة


التي تستيقظ على مهل


على صوت النواقيس


التي تصدح في الضباب


طوبى لك أيها الجرس


القوي الحنجرة


إنك لا تزال موفور النشاط والعافية


برغم بلوغك غاية الكبر


فلا تزال قادراً على أن تطلق بأمانة


نداءك الديني كأنك جندي عجوز


يقضي الليل حارساً تحت خيمته


إن نفسي المتصدعة


عندما تريد من خلال سأمها


أن تملأ بغنائها جو الليالي الباردة


فإن صوتها غالباً ما ينطلق ضعيفاً


كحشرجة جريح منسيّ


على حافة بحيرة من دم


تحت أكداس الجثث


وهو يعالج سكرات الموت


دون حراك بجهد عظيم





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







رقية صالح 03-10-2011 11:03 PM



معذب نفسه







سأضربك يا نفسي دون حقد ولا غضب


كما يضرب الجزار


وكما ضرب موسى الصخرة


وسأجعل جفنيك يتفجران بماء العذاب


لأروي صحرائي


وستسبح رغبتي المفعمة بالرجاء


في لجة دموعك المالحة


كما تسبح السفينة في عرض البحر


ونحيبك الغالي الذي أسكر قلبي


سيدوّي فيه كالطبل يدق دقات الهجوم


ألسْتُ اللحن الناشز


في السيمفونية الإلهية


بفضل السخرية النهمة


التي تهزني وتنهشني


أنا الصرخة الحادة في صوتي


والسُّم الأسود في دمي


أنا المرآة المشؤومة التي تتملى


فيها المرأة الشرسة وجهها


أنا الجرح والسكين أنا الخدُّ والصّفعة


أنا الجسد ودولاب التعذيب


أنا الجلاد والضحية


أنا مصاص دماء قلبي


وأحد هؤلاء المنبوذين العظام


الذين حُكم عليهم بالضحك المؤبد


ولكن امتنع عليهم الابتسام




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار









الساعة الآن 07:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team