منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   فـــروغ فرخــزاد Forugh Farrokhzad (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3799)

رقية صالح 02-22-2011 11:17 PM




بين الظلام



بين الظلام‏


ناديتك أنت


كان السكون‏


والنسيم يلاعبان الستارة‏


في السماء الملول‏


نجمة تحترق‏


نجمة تذهب‏


نجمة تموت


ناديتك أنت‏


ناديتك أنت‏


كان وجودي كله‏


مثل قدح حليب‏


بين يدي


نظرة القمر الزرقاء‏


ارتطمت بالزجاج


أغنية حزينة‏


تصاعدت من مدينة السلاسل‏


كالدخان


وكالدخان‏


تتزحلق على النوافذ


طوال الليل‏


ثمة بين نهدي‏


أحد ما يلهث يائساً‏


نفَسَاً نفسَاً


أحد ما ينهض‏


أحد ما يريدك‏


أحد ما يناديك


مرة أخرى سوف يسحب‏


يديه الباردتين


طوال الليل، هناك‏


يتساقط الحزن‏


من الغصون السوداء


أحد ما متأخر عن نفسه‏


أحد ما يناديك‏


والهواء يتساقط عليه‏


كالحطام


شجرتي الصغيرة تتعشق الريح


الريح التي لا قرار لها


أين بيت الريح؟‏


أين بيت الريح؟‏





ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




رقية صالح 02-22-2011 11:23 PM




آيات أرضية


(ج 1)





عندها.. بردت الشمس‏


وارتفعت البركة من الأرض‏


عندها، الأرض الخضراء يبست كالصحراء‏


جفّت الأسماك في البحر‏


والتراب لم يعد يتقبل الموتى من بعدُ

الليل في كل النوافذ الشاحبة‏


مثل خيال مرتبك‏


كان يتراكم ويطغى


والطرقات أطلقت نهاياتها في الظلمة


لم يعد أحد يفكر بالحب‏


لم يعد أحد يفكر بالفتح


لم يعد أحد أبداً‏


يفكر بأي شيء


في كهوف العزلة ولد العبث‏


ومن الدم انبعثت روائح الأفيون والحشيش‏


النساء الحوامل وضعن أطفالاً بلا رؤوس‏


والمهود ـ لفرط حيائها ـ لاذت بالمقابر


كم هي أيام مرة وسوداء‏


لقد قهر الخبزُ قوّة النبوة العجيبة‏


وها أن الأنبياء ـ جوعى ومساكين ـ‏


يفرون من أرض الميعاد


حملان المسيح الضالة‏


لم تعد تسمع في عمق الوديان

صوتَ‏ الراعي هاتفاً:هَيْ... هَيْ


كأنما الحركات، الألوان والصور‏


انعكست مقلوبة في عيون المرايا


وفوق رؤوس المهرجين السفلة‏


وعلى سحنات العواهر الوقحة‏


ثمة هالة نورانية مقدسة‏


مثل مظلة تحترق


مستنقعات الخمر، ببخارها المزّ السامّ‏


استدرجتْ حشد المثقفين

الساكن إلى‏ أعماقها


والجرذان المؤذية أكلت صفحات الكتب‏


المذهّبة في المكتبات العتيقة


ماتت الشمس‏


ماتت الشمس، وغداً سيكون لها في‏


ذهن الأطفال معنى أبكم وضائع ‏


إنهم لغرابة هذا اللفظ القديم في‏


واجباتهم المدرسية سيرسمونها‏


بقعة سوداء غليظة‏





يتبع

.

.





رقية صالح 02-22-2011 11:26 PM





آيات أرضية


(ج 2)




الناس‏


الجمع المتهالك من الناس‏


ميتو القلوب‏


المتكئون‏


المنذهلون‏


في ظل وطأة أجسادهم المشؤومة‏


يرتحلون من غربة إلى غربة‏


الشهوة المؤلمة للجريمة‏


تتورم على أيديهم


أحياناً‏


شرارة، شرارة بسيطة تجعل هذا‏


الحشد الساكت الفاني‏


يتلاشى بلمح البصر


إنهم يهجمون بعضهم على بعض‏


الرجال بعضهم يقطع بالسكين حلقوم الآخر


وعلى أسرّة من دم‏


يغتصبون العذارى


إنهم غرقى وحشيتهم‏


إحساسهم بالإثم شلّ أرواحهم‏


العمياء الغبية


وَ دائماً


في مراسم الإعدام‏


عندما يضعون حبلاً في عنق المحكوم


وتقفز عيناه المتشنجتان من محجريهما‏


تراهم منزوين في أعماقهم‏


ومن التخيل الشهواني‏


تصعق أعصابهم الشائخة التعبى


ودائماً‏


في أطراف الساحات العامة‏


ترى هؤلاء المجرمين الصغار‏


يقفون وكلهم دهشة‏


من الانسكاب الأبدي لماء النوافير‏


ربما لم يزل وراء العيون المسحوقة‏


في عُمقِ الانجماد‏


ثمة من هو نصف ميت‏


على وشك موت كاذب


وهو في سعيه المحتضر‏


يريد أن يؤمن بنقاء صوت الماء


ربما‏


لكنْ كم هو فراغ لا نهائي هذا


لقد ماتت الشمس‏


وما من أحد عرف بأن تلك الحمامة‏


الحزينة التي فرّت من القلوب‏


اسمها: الإيمان


آه‏


أيها الصوت الحبيس‏


ترى، هل أن عظمة يأسك‏


من لا اتجاه في هذا الليل الضجر‏


سوف تفتح ثقباً إلى النور؟‏


آه‏


أيها الصوت الحبيس‏


يا صوت الأصوات الأخير




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




رقية صالح 02-22-2011 11:29 PM




في شوارع الليل الباردة




أنا لست نادمة‏


أنا أفكر بهذا الاستسلام‏


هذا الاستسلام المعفّر بالألم‏


أني قَبَّلتُ صليب قدري‏


على مرتفع تلال مقتلي


في شوارع الليل الباردة‏


الأزواج دائماً يهجرون بعضهم مترددين‏


في شوارع الليل الباردة‏


لا صوت سوى: الوداع...الوداع


أنا لست نادمة‏


كأنما قلبي يجري

في تلك الجهة من الزمن‏


الحياة ستكرر قلبي‏


وزهرة القاصد التي تجري

على بحيرات الريح‏


هي التي ستكررني


آه، هل ترى‏


كيف يتمزق جلدي؟‏


وكيف حليب نهدي الباردين‏


يتجمّد في عروقي المزرقة؟‏


والدم كيف يبدأ نموّه الغضروفي‏


في معصمي الصبور؟‏


إنك، أنا، أنت‏


والذي أحبه


وكنتَ الذي يجد فجأة

في داخله مرة أخرى‏


اتصالاً أبكم‏


مع آلاف الأشياء المحملة بغرابة مجهولة‏


وكل شهوة الأرض الحادة‏


التي تمتص كل المياه في داخلها‏


لتحبل كل السهول‏


اسمعْ‏


إلى صوتي بعيد المدى‏


في ضباب التهجّد الكثيف‏


للقائمين في السَحَرْ‏


وأبصرْني في صمت المرايا‏


كيف ألمس بما تبقى من يدي


مرة أخرى، العمقَ المظلمَ لكل الأحلام‏


وأَوشمُ قلبي كالبقع الدامية‏


على سعادات الوجود البريئة


أنا لست نادمة‏


مني أنا، يا حبيبي

تكلّمْ مع الأنا الأخرى


التي ستجدها أنت مرة أخرى

بهاتين العينين العاشقتين‏


في شوارع الليل الباردة


واذكرني في قبلتها الحزينة


على الغضون التي تحت عينيك الرحيمتين




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




رقية صالح 02-22-2011 11:33 PM




عبـــور



حتامَ عليَّ الذهاب‏


من ديار إلى ديار؟‏


لا أستطيع، لم يعد بمقدوري البحث


كل الزمن حب وحبيب آخر


تمنينا أن نكون هاتين السنونوتين‏


المسافرتين طوال عمريهما‏


من ربيع إلى ربيع


آه، لقد تأخر الآن‏


تهدّم في ورأيتُ امتزاج قبلتك‏


على شفتيّ كما لو قطعة مظلمة نازحة‏


من غيمة ـ كنزٍ أزهقت روحها المعطرة‏


في عبورها‏


كم هو ملوث بخوف الزوال

حبي الحزين

حياتي كلها ترتعد لأني أراك‏


كأني أرى، من النافذة

إلى شجرتي‏ الوحيدة المورقة‏


في المهبِّ الأصفر المحموم


كأني أنظر إلى صورة‏


تنكسر في جريان الماء الشبحي


ليلة ويوم


ليلة ويوم


ليلة ويوم


دعني أنس


ما أنت سوى لحظة‏


لحظة واحدة تفتح عيني

على برهوت المعرفة‏


دعني أنس




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000





رقية صالح 02-22-2011 11:41 PM

تلك الأيام


(ج 1)





ذهبت تلك الأيام‏


تلك الأيام الجيدة


الأيام الممتلئة والنزيهة‏


تلك السماوات المغطاة بالبلك *


تلك الأغصان المثقلة بالكرز ‏


تلك البيوت المتكئة معاً على غلاف‏


اللبلاب الأخضر


سطوح البالونات اللعوبة تلك


تلك الأزقة السكرى من عطر الأكاسيا


ذهبت تلك الأيام‏


حيث من بين شقوق أجفاني‏


يتصاعد غنائي مثلما فقاعة تغلي‏


مترعة بالهواء‏


وحيث تنعكس عيني على كل الأشياء‏


وتشربها كحليب طازج


كأنما في بؤبؤيَّ أرنب قلق وسعيد‏


يسافر كل صباح مع الشمس العجوز‏


إلى حقول مجهولة


وفي الليالي‏


يغوص في غابات العتمة


ذهبت تلك الأيام‏


الأيام الثلجية الآفلة‏


عندما من وراء الزجاج

في الغرفة الدافئة دائماً‏


أتأمل في الخارج

ثلجي الطاهرَ‏

كيف يتساقط مثل زغب ناعم‏


بهدوء‏


على السلم الخشبي القديم‏


على حبال الغسيل المرتخية‏


على ضفائر الصنو برات العجائز‏


وأفكر بالغد...


آه‏


الغد: حجم أبيض صقيل‏


يبدأ مع حفيف عباءة جدتي؟


مع بزوغ ظلّها الشبحي في إطار الباب‏


وهو يطلق نفسه في إحساس النور البارد


وفكرة التحليق الحائر للطيور


في كؤوس الزجاج الملونة


الغد...‏


دفء الكرسي يجلب لي النوم


عجولة أنا وغير خائفة

أبتعد عن‏ أنظار أمي

لأمسح خطوط الباطل

من‏ مسوداتي العتيقة

عندما ينام الثلج

أتجول قلقة في الحديقة

وتحت أصّ شجرة الآس اليابسة‏

أدفن عصافيري الميتة

ذهبت تلك الأيام‏


أيام الانجذاب والحيرة‏

أيام النوم والصحو

أيامَ كل ظل له سر

وكل علبة مغلقة تخفي كنزاً‏

وكل زاوية من الصندوق
في سكوت‏ الظهيرة
كأنها العالم
وكل من لا يخاف من الظلمة‏

كان في عيني هو البطل

ذهبت تلك الأيام‏

أيام العيد‏

انتظار الشمس والوردة

ارتعاشات العطر في اجتماع صامت

وعفّة النرجس الصحراوي‏

الذي يزور المدينة آخر صباحات‏

الشتاء


* البلك: نوع من الشذر الصغير الملون تزين به الثياب



يتبع


.


.

رقية صالح 02-22-2011 11:45 PM




تلك الأيام


(ج 2)




أغاني البائع المتجول في الشارع‏


الطويل المبقع بالأخضر


السوق وهي تطوف في روائح هائمة‏


ـ الرائحة القوية للقهوة والسمك ـ


السوق تمتد تحت الأقدام‏


تمتزج بكل لحظات الطريق‏


وتدور في قعر أعماق عيون الدمى


السوق كانت أمّاً‏


تذهب مسرعة إلى أحجام ملوّنة وسيالة‏


ثم تأتي‏


مع علب الهدايا في الزنابيل الملأى


السوق كانت مطراً‏


ينهمر‏


ينهمر‏


ينهمر‏


ذهبت تلك الأيام‏


أيام التأمل في أسرار الجسد‏


أيام التعارف الحذر‏


مع جمال الشرايين الزرق:‏


ـ يد من وراء الحائط تناديني بوردة


ـ واليد الأخرى‏


بقعُ حبرٍ على تلك اليد المرتبكة‏


المضطربة الخائفة


والحب‏


يكرّر نفسه بتحية خجلى


في الظهيرات الحارة الملوثة بالدخان‏


نادينا حبنا في غبار الزقاق‏


وعرفنا اللغة البسيطة لأزهار الـقاصد


نحن أخذنا قلوبنا إلى بستان الرحمات المعصومة‏


وأقرضنا الأشجار


والمدفع، مع رسائل القبلات

كان يدور‏ في أيدينا


وكان الحب‏


ذلك الحس الشبحي في الظلمة الثامنة‏


حاصرنا فجأة‏


وجذبنا في زحام الأنفاس الملتهبة الحرى‏


والابتسامات المسروقة


ذهبت تلك الأيام‏


تلك الأيام مثلما نباتات تفسخت في الشمس


من أشعة الشمس تفسخت‏


وضاعت تلك الأزقة التي‏


كانت سكرى من عطر الأكاسيا


ضاعت في شوارع اللاعودة

المليئة بالصخب


والبنت التي لونت خديها يوماً‏


بأوراق الشمعدان


الآن امرأة وحيدة‏


الآن امرأة وحيدة‏




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




رقية صالح 02-22-2011 11:48 PM




قمر... أيها القمر الكبير




طوال الظلام‏


المتخمون الممتلؤون هتفوا:‏


قمر..أيها القمر الكبير


طوال الظلام‏


المتخمون الممتلئون‏


هتفوا:‏


قمر:‏


أيها القمر الكبير‏


طوال الظلام‏


الأغصان مع الأيدي الطويلة‏


تنبعث منها آه الشهوة‏


وهي تمضي إلى الأفق

ونسيم التسليم‏ وفقاً لأوامر آلهة

مجهولة ومرموزة


وآلاف الأنفاس السرية

في حياة الأرض المختبئة‏


وفي هذه الدائرة النورانية

السيارة التي تضيء الليل


طَرَقات على السقف الخشبي


ليلى خلف الستارة‏


الضفادع في المستنقع‏


وفي تلك الحديقة السوداء غراب‏


كلهم معاً وبإيقاع واحد‏


صرخوا حتى الفجر:‏


قمر...‏


أيها القمر الكبير


قمر.. ولكن‏


في كل الظلام الطويل‏


بعيداً عن هذه الهمهمة‏


ثمة صراخ في قمة أخرى:‏


القمر، قلب ليلته الوحيدة‏


كان يتفجر بحسرته الذهبية




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




رقية صالح 02-22-2011 11:54 PM




في مياه الصيف الخضراء



أكثر عزلة من ورقة الشجرة‏


مع حمل سعاداتي المهجورة‏


أبحر بهدوء‏ في مياه الصيف الخضراء‏


إلى أرض الموت‏


إلى شاطئ أحزان الخريف


تركت نفسي في الظل‏


في ظل عشق لا يبالي


في ظل هروب السعادة‏


في ظل عدم التوازن الليالي

حيث يطوف النسيم السكران‏


في السماء الواطئة المشتاقة


الليالي إذ يعصف ضباب دموي‏


في أزقة الشرايين الزرق


الليالي حيث وحدتي‏


وحيدة مع رعشات روحينا


في ضربات النبض‏


يغلي إحساس الوجود‏


الوجود المريض


في انتظار الأدوية سر


هذا ما حفروه في الصخور القاسية‏


على قمم الجبال‏


هؤلاء الذين في خط سقوطهم‏


لوثوا -بالرجاء المرّ-

ليلةَ صمت الجبليين


في اضطراب الأيدي الممتلئة‏


لا هدوء للأيدي الفارغة


ظلام الأنقاض جميل"


هذا ما غنته امرأة في المياه‏


في مياه الصيف الخضراء‏


كأنها تسكن في الحطام


نحن، بأنفاسنا، يلوث أحدنا الآخر‏


وها، ملوثين بتقوى الفرح‏


نخاف صوت الريح‏


وسطوة ظلال الشك


في غابات قبلاتنا نفقد ألواننا


نحن في كل ضيافات قصر النور‏


نرتجف من وحشة الضياع


الآن أنت هنا‏


تنبسط كعطر الأكاسيا‏


في أزقة الصباح


ثقيل على صدري‏


حار في يدي‏


سكران في ضفائري‏


محترق‏ .. مندهش‏


أنت الآن هنا شيء ما

واسع قاتم ومديد‏


شيء مضبب‏


مثل صوت يوم بعيد يدور‏


ويبسط نفسه على‏ أجفاني القلقة


لعلهم يغترفونني من الينبوع‏


لعلهم يقطفونني من الغصن‏


لعلهم، كالباب، يغلقونني

على اللحظات القادمة‏


لعلي‏ لا أرى مرة أخرى


نحن نمونا على أرض يباب‏


نحن أمطرنا على أرض يباب‏


نحن رأينا اللاشيء‏


بحصانه الأصفر المجنح‏


على الطرقات‏ يشق طريقه كملك


يا للحسرة، نحن سعداء وهادئون‏


يا للحسرة، نحن ملتاعون وآفلون‏


سعداء لأننا نحب‏


ملتاعون لأن الحب لعنة




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000



رقية صالح 02-22-2011 11:56 PM




ستأخذنا الريح



في ليلي الصغير، يا للحسرة‏


للريح ميعاد مع ورقة الشجر


في ليلي الصغير


القلق يتهشم


اسمعْ


هل تسمع هبوب الظلام؟‏


أنا، يا للغرابة، انظر إلى هذه السعادة


أنا مدمنة يأسي


اسمع


هل تسمع هبوب الظلام؟‏


الآن، في الليل، شيء ما يحدث‏


القمر أحمر ومرتبك‏


وعلى هذا السطح الذي كل لحظة فيه‏


هي خوف من التحطم‏


الغيوم، كأنها حشود المعزين


تنتظر لحظة هطول المطر


لحظة‏


وبعدها لا شيء


وراء تلك النافذة يرتجف الليل‏


والأرض تكف عن الدوران


وراء تلك النافذة شيء ما غامض:‏


قلق لي ولك


يا من كله أخضر‏


يداك اللتان مثل ذكرى ملتهبة‏


ضعهما بين يدي العاشقتين


وشفتاك‏


كأنهما إحساس دافئ بالوجود‏


ضعهما برفق على شفتي العاشقتين


ستأخذنا الريح معها‏


ستأخذنا الريح




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




الساعة الآن 09:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team